الإنسان حيوان نسّاء. ينسى حتى أمه والعجين على أصابعها. يَسقط الماضي من رأسه مثل صخرة من قمة جبل، ويتفتت في الوادي. وحين يصل إليه الموت يكون رأسه قد فرغ من كل شيء. يقابل الله بلا ماض كأنه طبل يُقرع لأول مرة. يقف أمامه ويبكي: من أنا يا رب، من أنا؟ دماغي فارغ ليس فيه إلا القطن الأبيض للريح القطبية.
ومن أجل مثل هذه اللحظة على المرء أن يدوّن يومياته. عليه أن يكتب عن اليوم الذي فطمته أمه بالفلفل على ثديها، واليوم الذي قطعت فيه النملة بالشفرة إصبعه. وأنا لم أفعل هذا. لم أفعله. وها أنا فارغ الدماغ، ولا أعرف حتى طريق البيت. ومثل كلب شريد أعوي: أي طبل أنا يا رب، أي طبل؟ ولا أحد يجيبني.
وكل ما أذكره الآن أنه كان عندي في البيت سراج من حجر بركاني أسود سمّيته نسرين، وأنه كانت للسراج عين تلمع مثل عين فهد، ثم انطفأت العين فجأة، وهبّت في الليل الريح القطبية.
ومن أجل مثل هذه اللحظة على المرء أن يدوّن يومياته. عليه أن يكتب عن اليوم الذي فطمته أمه بالفلفل على ثديها، واليوم الذي قطعت فيه النملة بالشفرة إصبعه. وأنا لم أفعل هذا. لم أفعله. وها أنا فارغ الدماغ، ولا أعرف حتى طريق البيت. ومثل كلب شريد أعوي: أي طبل أنا يا رب، أي طبل؟ ولا أحد يجيبني.
وكل ما أذكره الآن أنه كان عندي في البيت سراج من حجر بركاني أسود سمّيته نسرين، وأنه كانت للسراج عين تلمع مثل عين فهد، ثم انطفأت العين فجأة، وهبّت في الليل الريح القطبية.
منذ رأكِ وأنتِ تملئين الجرة ماءً لم يعثر عليه أحد
يبدو أنه حول مجراه لبيتكم
النهر الذى كان يجرى بقريتنا
رديه لصوابه فقد عطش الناس
يبدو أنه حول مجراه لبيتكم
النهر الذى كان يجرى بقريتنا
رديه لصوابه فقد عطش الناس
مَن كان يحسبُ أنَ العشقَ آخِرهُ
عيشٌ رغيدٌ يُجرَّعْ غُصَّةَ النَّدَمِ
العشقُ أوَّلُهُ وَهْمٌ وأوسطُهُ
هَمٌّ وآخرُهُ موتٌ مِن السَّقَمِ
فعِش وحيدًا فما في العشقِ منفعةٌ
وصُن فؤادَكَ عن حُزنٍ وعن ألَمِ
عيشٌ رغيدٌ يُجرَّعْ غُصَّةَ النَّدَمِ
العشقُ أوَّلُهُ وَهْمٌ وأوسطُهُ
هَمٌّ وآخرُهُ موتٌ مِن السَّقَمِ
فعِش وحيدًا فما في العشقِ منفعةٌ
وصُن فؤادَكَ عن حُزنٍ وعن ألَمِ
بِنَا من الحُزنِ ما تَبكِي لهُ مُدنٌ
وينحَني الصَّخرُ عطفًا كَي يواسِينا
وما لنَا في اجتنَابِ الحُزنِ مَقدرَةٌ
يارَحمةَ اللهِ في جَنبيكِ ضمّينا
وينحَني الصَّخرُ عطفًا كَي يواسِينا
وما لنَا في اجتنَابِ الحُزنِ مَقدرَةٌ
يارَحمةَ اللهِ في جَنبيكِ ضمّينا
ستبقى وحيدًا، دومًا. ستبقى وحيدًا لانّك لا تعرف كيف تبادل المودّة أو تشاركها مع الآخرين. أنت موحشٌ مثل هذا البيت، الذي يوقف شعرَ رأسي. لا أستغرب أن تتخلى عنك حبيبتك ببساطة، ولا إن فعلها الآخرون جميعًا. أنت لا تحبّ، ولا تسمح لأحد بأن يحبّك
كل ما كنت أستند إليه
صار يمشي
الجدرانُ والأحبة والأعمدة
كل ما كنت أمشي بجانبه
صار يركض
الكلاب والأصدقاء والعمر
وكل ما كنت
أركض معه
وقفْ
صار يمشي
الجدرانُ والأحبة والأعمدة
كل ما كنت أمشي بجانبه
صار يركض
الكلاب والأصدقاء والعمر
وكل ما كنت
أركض معه
وقفْ
أُكَلِّفُ النَّفْسَ صَبْرَاً وَهْيَ جَازِعَةٌ
وَالصَّبْرُ فِي الحُبِّ أَعْيَا كُلَّ مُشْتَاقِ
وَالصَّبْرُ فِي الحُبِّ أَعْيَا كُلَّ مُشْتَاقِ
شوهِدتُ للمرة الأخيرة وأنا أحبكِ
يقال أنني تعثرتُ بأسمكِ عند أحد السطور الشائكة
وبأنني غرقتُ في ذاكرتي،
يقال أيضًا
أنني كنتُ أحدًا آخر ولم أنتبه،
هناك تضاربٌ بشأن نهايتي
لكن الجميع متفقٌ بأنني:
شوهِدتُ للمرة الأخيرة و أنا مصابٌ بك.
يقال أنني تعثرتُ بأسمكِ عند أحد السطور الشائكة
وبأنني غرقتُ في ذاكرتي،
يقال أيضًا
أنني كنتُ أحدًا آخر ولم أنتبه،
هناك تضاربٌ بشأن نهايتي
لكن الجميع متفقٌ بأنني:
شوهِدتُ للمرة الأخيرة و أنا مصابٌ بك.
لم يبقَ عنديَ ما يبتزُّهُ الألم
حسبيْ من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ
لم يبقَ عنديْ كفاءَ الحادثاتِ أسىً
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضجُّ دمُ
وحينَ تطغَى على الحرَّان جمرتُهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطْوَى عليهِ فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُمْ
في أنْ تضمَّهُمُ أوطانهُمْ حلمُ
تذكَّرُوا عهدَ بلفورٍ فقلتُ لهمْ
ما تستجِدُّونَهُ عهدِيْ بهِ القِدَمُ
مِنْ قَبْلِ سِتِّينَ مِْن خَزْيانِ مَولِدِهِ
أقمْتُ مأتمَ أرضٍ قُدْسُها حَرَمُ
لا يَغْضَبَنْ سادةٌ تُخْشَى معرَّتُهُمْ
بل المعرَّةُ في أنْ يَغْضَبَ الخدمُ
فلستُ أخلِطُ ما يَجنيهِ مِنْ تُهَمٍ
شعبٌ برئٌ وما يَأتيهِ مُتَّهَمُ
وإنَّما أنا مِنْ أوجاعِ مجتمعٍ
جرحٌ، ومِنْ جَذوَاتٍ عِندَهُ ضَرَمُ
كم تَنقُضُونَ بأعذارٍ مُثَرْثَرَةٍ
ما تُبرِمونَ، ولا يعنيكمُ البَرَمُ
شأنَ الذليلِ وقد دِيْسَتْ كرامَتُهُ
وقلَّما عِندَهُ أنْ يَكْثُرَ الكَلِمُ
دمشقُ يا أمَّةً حَطَّتْ بها أُممُ
مِنها إذا نُكَّسَتْ أعلامُها عَلَمُ
كأنَّما هيَ عنْ أوزارِ جِيرَتِها
كفَّارَةٌ، وعنِ الساعِي بِها نَدَمُ
يا هِمَّةً باسمِها تُسْتَنْهِضُ الهِمَمُ
يا قِمَّةً تتهاوَى عِندَها القِمَمُ
دمشقُ، إنَّ وجوهَ الغدرِ سافِرَةً
أَخَفُّ مِنها شُروراً وهيَ تَلْتَثِمُ
إنَّ النفاقَ حفيرٌ لا تلُوحُ بهِ
خُطَى المنافقِ إلَّا يومَ يَرْتَطِمُ
تَأَلَّبَ الشرُّ مسعوراً بهِ نَهَمٌ
إلى العضاضِ، وإنْ أودَى بهِ النَّهَمُ
ودَوَّخَ الصمتُ مِهْذاراً يُدَاخُ بهِ
ودبَّ في السمعِ مِنْ سَمَّاعةٍ صَممُ
وارتدَّ عنكِ وأحلافٌ لهُ خدمٌ
مُغْبَرَّ وجهٍ على خَيشُومِهِ رَغَمُ
وكم تَلَوَّحَ وجهٌ مِثْلِهُ قذرٌ
ولَّى بأنظفِ كفٍّ منكِ يُلْتَطَمُ
حسبيْ من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ
لم يبقَ عنديْ كفاءَ الحادثاتِ أسىً
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضجُّ دمُ
وحينَ تطغَى على الحرَّان جمرتُهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطْوَى عليهِ فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُمْ
في أنْ تضمَّهُمُ أوطانهُمْ حلمُ
تذكَّرُوا عهدَ بلفورٍ فقلتُ لهمْ
ما تستجِدُّونَهُ عهدِيْ بهِ القِدَمُ
مِنْ قَبْلِ سِتِّينَ مِْن خَزْيانِ مَولِدِهِ
أقمْتُ مأتمَ أرضٍ قُدْسُها حَرَمُ
لا يَغْضَبَنْ سادةٌ تُخْشَى معرَّتُهُمْ
بل المعرَّةُ في أنْ يَغْضَبَ الخدمُ
فلستُ أخلِطُ ما يَجنيهِ مِنْ تُهَمٍ
شعبٌ برئٌ وما يَأتيهِ مُتَّهَمُ
وإنَّما أنا مِنْ أوجاعِ مجتمعٍ
جرحٌ، ومِنْ جَذوَاتٍ عِندَهُ ضَرَمُ
كم تَنقُضُونَ بأعذارٍ مُثَرْثَرَةٍ
ما تُبرِمونَ، ولا يعنيكمُ البَرَمُ
شأنَ الذليلِ وقد دِيْسَتْ كرامَتُهُ
وقلَّما عِندَهُ أنْ يَكْثُرَ الكَلِمُ
دمشقُ يا أمَّةً حَطَّتْ بها أُممُ
مِنها إذا نُكَّسَتْ أعلامُها عَلَمُ
كأنَّما هيَ عنْ أوزارِ جِيرَتِها
كفَّارَةٌ، وعنِ الساعِي بِها نَدَمُ
يا هِمَّةً باسمِها تُسْتَنْهِضُ الهِمَمُ
يا قِمَّةً تتهاوَى عِندَها القِمَمُ
دمشقُ، إنَّ وجوهَ الغدرِ سافِرَةً
أَخَفُّ مِنها شُروراً وهيَ تَلْتَثِمُ
إنَّ النفاقَ حفيرٌ لا تلُوحُ بهِ
خُطَى المنافقِ إلَّا يومَ يَرْتَطِمُ
تَأَلَّبَ الشرُّ مسعوراً بهِ نَهَمٌ
إلى العضاضِ، وإنْ أودَى بهِ النَّهَمُ
ودَوَّخَ الصمتُ مِهْذاراً يُدَاخُ بهِ
ودبَّ في السمعِ مِنْ سَمَّاعةٍ صَممُ
وارتدَّ عنكِ وأحلافٌ لهُ خدمٌ
مُغْبَرَّ وجهٍ على خَيشُومِهِ رَغَمُ
وكم تَلَوَّحَ وجهٌ مِثْلِهُ قذرٌ
ولَّى بأنظفِ كفٍّ منكِ يُلْتَطَمُ
ماذا تفعل في الحرب؟
أهرب
أغني مثل غراب
أمرض
ربما أموت
وأنت؟
ألتصق أكثر وأكثر بمن أحب.
أهرب
أغني مثل غراب
أمرض
ربما أموت
وأنت؟
ألتصق أكثر وأكثر بمن أحب.