Telegram Web
انتقل إلى رحمة الله تعالى أخونا عبدالله بن سيدي الشيخ عبدالرزاق العلي رحمه الله تعالى
رحل إلى الله ورحمته الشيخ الجليل سيدي محمد نديم الشهابي الذي أفنى عمره في خدمة دين الله، بصحبة المربي الكبير سيدي الشيخ عبد القادر عيسى، ومن بعده بصحبة العارف بالله سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي، ومن ثم بصحبة فضيلة الشيخ سيدي محمد عبد الله رجو، رضي الله عنهم جميعاً ونفعنا بهم.
نعزي شيخنا وأهله وذويه وأحبابه ومحبيه ونعزي الأمة الإسلامية جمعاء، ونسأل الله أن يجبر مصابنا بسد هذه الثلمة.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل
Forwarded from نسيم الرياض
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو الحيُّ الذي لا يموت، والحمد لله الذي حفظ هذا الدِّينَ على تعاقُب الأيام والسنين، بما وفَّق إليه أئمةَ العلمِ العاملين.. وأفضلُ الصلاةِ وأكملُ التسليمِ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى ورثةِ إمامِ الأنبياءِ والمرسلين، العلماءِ الربَّانيِّين، أئمةِ العلمِ مناراتِ الهدى إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين عن سيدِنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه قال: (إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
وثبَتَ عن سيِّدنا عبد اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} قال: موتُ علمائِها وفقهائِها.
هذا وقد ورد أنه إذا مات العالم ثُلِمَ في الإسلام ثُلْمَةٌ؛ كما ورد عن التابعيِّ الجليلِ الحسنِ البصريِّ رحمه الله تعالى: (موتُ العالمِ ثُلْمَةٌ في الإسلامِ لا يَسُدُّها شيءٌ ما اختلفَ الليلُ والنهار).
ونحن إذْ نستقبل بالرِّضا والتسليم نبأَ وفاةِ العالمِ الربَّانيِّ الجليل، سيدي وأستاذي فضيلة الشيخ محمَّد نديم الشهابي رحمه الله تعالى، والذي تلقَّيتُ عنه العلومَ الشرعيةَ في مدرسة العادليَّة، تحت عنايةِ ورعاية وإشرافِ المرشدِ الكبير مربِّي العارفين ودليلِ السالكين بحالِه وقالِه سيدي فضيلةِ الشيخ عبد القادر عيسى رضي الله تعالى عنه ونفعنا به وبسائر العلماءِ العاملينَ وعبادِ الله الصالحين.
وكان أستاذُنا (فضيلة الشيخ محمد نديم رحمه الله تعالى) حينذاك مديراً لهذه المدرسة، مدرسةِ الإحسان في جامع العادليَّة، وكنا نرى فيه العالمَ العاملَ المربِّي، الحازمَ الشفوقَ، المَهيبَ المتواضعَ، يخدمُ ضيوفَه في داره بنفسِه، ويُحضِّرُ لهم أحذيتهم إذا انصرفوا ولو كانوا من طلابه.
واسعُ الثقافة يُخاطبُ ضيوفَهُ وطلابَهُ كُلًّا باختصاصه، ويَنفذُ من خلال ذلك إلى المنهج المطلوب منهجِ السيرِ والسلوكِ إلى ملك الملوك.
ومن لطائف تربيته للطلاب أنَّه كان يصلي صلاة الضحى في فرص الاستراحة بين الدروس، ففي كلِّ فرصة يصلي أربعَ ركعات، ويصلِّيها في المسجد المخصَّصِ لصلاة الأساتذة والطلاب.. ثم ينصرفُ إلى الإدارة ويجلس مع أساتذة المدرسة في غرفة الإدارة، وكان كُلُّ الأساتذة يفعلون ذلك، من دون أن يُلزِموا الطلاب؛ فكان جُلُّ الطلاب ـ إن لم يكن كلُّهم ـ يتوجَّهونَ إلى المسجد في كلِّ فرصة، ليصلُّوا صلاة الضحى.
وكان رحمه الله تعالى حريصاً على متابعة السُّنن النبويَّة في العبادات والعادات.. مجلسُهُ أبعدُ ما يكون عن الغيبة والنميمة، يكرهُ القيلَ والقال.. إذا تكلَّم أحدٌ في مجلسه وذكرَ أحداً من الخَلقِ بما لا يليقُ، قال له: يا سيد! ذِكْرُ الخلقِ داءٌ، وذِكْرُ الخالقِ دَواءٌ.
قرأنا عليه بعد الانتهاء من مرحلة المدرسةِ الشرعية جُملةً من الكتب الإسلامية، ككتابِ (التسهيل لعلوم التنزيل للإمام ابن جُزَي رحمه الله تعالى)، وكتابِ (بهجةِ النفوس وتحلِّيها بمعرفة ما لها وما عليها... شرح مختصر صحيح الإمام البخاري، للإمام ابن أبي جمرة رحمهما الله تعالى)، وكتابِ (شرح جوهرة التوحيد للإمام الصاوي رحمه الله تعالى)، وكتابِ (تيسير البلاغة للشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى) وغيرِها.
وكان رحمه الله تعالى مدقِّقاً في تقرير المسائل، يسمعُ أثناء الدرس من الجميع، يَقبل الملاحظةَ من أيِّ واحد، وإذا أعجبته كان يصرِّحُ في أكثر الأحيان ويقول: (أفرحْتَني)، وإذا كانت الملاحظةُ غيرَ مقبولة يُقابلها بابتسامةٍ جميلةٍ، ثم يتابع الدرس.
وعندما شرَّفني اللهُ تعالى بزيارة شيخنا العارفِ بالله سيدي الشيخ عبد القادر عيسى في عمَّان في عام 1409هـ ـ 1989م، وأخبرتُه بهذه الدروس، قال لي: بلِّغْ سلامي على الشيخ نديم وقل له يحافظ على هذه الدروس، فلمَّا بلَّغته رحمه الله تعالى دمعتْ عيناهُ ثم قال: كرِّرْ عليَّ ما قال شيخُنا، فكرَّرتُ، فدمعَتْ عيناه، ثم قال: من فضلك كرِّرْ عليَّ ما قال شيخنا، وعيناهُ تفيضانِ بالدمع، ويضعُ كلتا يديه فوقَ عمامته قائلاً: على الرأس والعين..
وفي إحدى زياراته لشيخنا العارفِ بالله سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي رضي الله عنهما، وفي أثناء المجلس قال له شيخُنا رضي الله عنه: يا شيخ نديم ما هو أفضل حالٍ تحبُّ أن تلقى الله عليه؟ قال: يا سيدي أحبُّ أن ألقى الله وأنا حاضر مع الله.. فقال له: إذاً عليك أن تكون حاضراً مع الله تعالى على الدوام، تلقاهُ إن شاء الله وأنت حاضرٌ معه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}..
من سيدنا الشيخ محمد عبدالله رجو حفظه الله تعالى وبارك في عمره وصحته
العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى
إذا ما الصبّ حاضرهم بصدق
مع الأحباب كانوا الحاضرين
كان خالد بن معدان لا يأوي إلى فراشه إلا ويذكر شوقه إلى رسول الله ﷺ ومن مضى من أصحابه ويقول:

‏هم أصلي وفصلي، وإليهم يحنّ قلبي، طال شوقي إليهم

[سير أعلام النبلاء]
قال الإمام أبو القاسم الزمخشري(ت 538) رحمه الله تعالى-:
«قوله سبحانه وتعالى {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين}. فقطع دابر آخرهم لم يُترك منهم أحدٌ , قد استؤصلت شأفتهم , وإيذانٌ بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة , وأنه من أجل النعم , وأجزل القسم».

((تفسير الكشاف)) ، ص 2/23 .
Forwarded from نسيم الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة لأهل الشام في هذه المرحلة الجديدة
الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ فخرِ الكائنات، رسولِ الإنسانيةِ وهادي البشرية، صلَّى اللهُ عليْهِ وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً كثيراً.
هذهِ رسالةٌ لأهلِنا في بلاد الشام، سوريا المحروسة، ولمن يعيش منهم اليوم في بلاد الغُربة: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد: فإنَّنا نحمدُ اللهَ تباركَ وتعالى ونشكرُهُ جلَّ وعلا على لطفِهِ بسوريا الشام بانتقالِها إلى هذهِ المرحلةِ الجديدةِ التي مرَّتْ بسلام، راجينَ من اللهِ تباركَ وتعالى أن تكونَ مرحلةَ طمأنينةٍ وازدهار، وإيمانٍ وأمان، وراحةٍ ورخاء، وأن تكونَ فاتحةَ خيرٍ وبركة، دِيناً ودُنيا، لأهلِ الشامِ وسائرِ بلادِ الإسلام.
ومن الحِكَمِ المعروفةِ المُستوحاةِ من هَدْيِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في قالِهِ وحالِهِ: (تَفاءَلوا بالخيرِ تجدوهُ)، ونسألُ اللهَ تباركَ وتعالى أنْ يحقِّقَ لهذهِ الأمَّةِ فألَها الحَسَن، وأن يُبعِدَ عنها الفتن، ما ظهرَ منها وما بَطَن، وأن يُكرِمَ الجميعَ بحُسن الظنِّ بالله، والتحلِّي بما كان عليه رسولُ الله، صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ:
رَحْمَةٌ كُلُّهُ وَحَزْمٌ وَعَزْمٌ وَوَقَارٌ وَعِصْمَةٌ وَحَيَاءُ
لَا تَحُلُّ البَأْسَاءُ مِنْهُ عُرَى الصَّبْرِ وَلَا تَسْتَخِفُّهُ السَّرَّاءُ
كَرُمَتْ نَفْسُهُ فَمَا يَخْطُرُ السُّوءُ عَلَى قَلْبِهِ وَلَا الفَحْشَاءُ
ونسأل اللهَ تبارك وتعالى أن يوفِّقَ القائمينَ بالأمرِ للتحلِّي بهذه الصفات، وكذا سائرَ الأمة.
والإنسانُ في مجتمعه ـ لا سيما المؤمن ـ إمَّا أن يكونَ بنَّاءً، وإمَّا أن يكونَ متفرِّجاً، وإمَّا أن يكون هدَّاماً عياذاً بالله؛ ومِنْ أَلْزَمِ ما ينبغي علينا جميعاً أن نقومَ به في هذه الأيام، أن نكونَ من البنَّائين، لا من المتفرِّجين، فضلاً عن الهدَّامين.
ومن أهمِّ ألوانِ البناءِ في هذه المرحلة: المحافظةُ على الأمنِ العام، وعلى السِّلْمِ بين الأهالي في هذهِ البلاد، معَ المحافظةِ على أفرادِ الشعبِ جميعاً بكلِّ أطيافِهم ومذاهبِهم وانتماءاتِهم، وأن نكونَ حُرَّاساً لهذه البلاد ـ لا سيَّما في هذه المرحلة الحسَّاسة ـ من أن يتسرَّبَ إليها أيُّ نوعٍ من أنواع الفوضى، التي قد ينتجُ عنها مدُّ أيدي مرضى النفوسِ إلى الممتلكاتِ والمرافقِ العامَّة، والمؤسساتِ والدوائرِ الرسميَّة، وكذا الأموالِ العامَّةِ والخاصَّة، فتقعُ السرقةُ والنهبُ والاعتداءُ والتخريبُ، وهذا من أخطر المحرَّمات التي تستنزل غضب اللهِ تعالى، وأهمُّ منه الحفاظُ على الأنفُسِ منَ الاعتداءِ أو الإيذاء، كما قالَ الحبيبُ المصطفى صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ وهو يطوفُ حولَ الكعبةِ المشرفة: (مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا) رواه ابن ماجه رحمه الله تعالى.
وقالَ التابعيُّ الجليلُ قَتادَةُ بنُ دِعامَةَ السَّدُوسِيُّ رحمهُ اللهُ تعالى: ألا أدلُّكُمْ على دائِكُمْ ودوائِكُمْ؟ ألا إنَّ داءَكُمُ الذنوبُ، ودواءَكُمُ الاستغفارُ.
والذنوبُ والآثامُ عثراتٌ في طريقِ النصرِ ورفعِ البلاء، لكنَّها أشدُّ ضرراً على الأمةِ إذا فُعلَتْ في أيامِ الفِتَنِ والمِحَنِ، كما قالَ الصحابيُّ ابنُ الصحابيِّ النعمانُ بنُ بشيرٍ رضي الله تعالى عنهما: إنَّ الهَلَكَةَ كلَّ الهَلَكَةِ أنْ تُعمَلَ السَّيِّئاتُ في أيامِ البلاء.
ومن أهمِّ ما ينبغي أن يتيقِّظَ له المسلمون، لا سيَّما الدُّعاةُ منهم وعمومُ أهل العلم، أنَّ الإسلامَ قد مُنِيَ مُنذُ انبثاقِ فجرِهِ بخصومٍ ألِدَّاءَ، حاولوا تهديمَ أركانه، وتقويضَ بُنيانه، وتشويهَ معالمِه، بشتَّى الأساليب ومختَلِف الوسائل، ونحن اليوم نعاني من موجاتٍ إلحاديَّةٍ، وتيَّاراتٍ إباحيَّةٍ، تَرِد إلينا من الشَّرقِ والغرب، تُضلِّلُ شبابَنا، وتفسد أجيالَنا، وتهدِّد مستقبلنا الفكريَّ العقائديَّ بمصير أسودَ قاتمٍ، وتُنذِر أُمَّتَنا الإسلامية بتدهورٍ خطير، وشرٍّ مستطير.. ولا يسعنا في هذا الجوِّ المائج بالصِّراع الفكريِّ، إلَّا أن نعتصمَ بحبلِ اللهِ المتين، وننبِذَ الخلافاتِ الفرعيَّةَ الاجتهاديَّةَ، ونربِط القلوب بالله تعالى، لنستمدَّ منه جلَّ وعلا القوَّةَ والطُّمأنينةَ والعزَّةَ والكرامة.
وإنَّ ممَّا يُثيرُ الانتباهَ ويَلفِتُ الأنظار في هذه الأيام هو الخِططُ الجهنَّميةُ الخطيرةُ التي يسلكُها أعداءُ الإسلامِ لضرب الإسلام بالإسلام، وذلك من خلالِ إثارةِ الفتنِ بين المسلمين، والتحريشِ فيما بينهم، لا سيما بعد حرب العراق.
Forwarded from نسيم الرياض
وإذا كانت مهمَّةُ دعاةِ الإسلامِ المخلصينَ له على مرِّ العصور أن يُعيدوا لهذا الدين روحَهُ، وأن يفتحوا له مَغاليقَ القلوب، فإنَّ مِنْ مهمَّتِهم اليومَ أن يُفسِدوا على هؤلاءِ الأعداءِ خِططَهم، وأن يُبطلوا لهم مَكرَهم، ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾، واللهُ جلَّ وعلا متكفِّل بدينه، قد أَذِنَ لهُ بالحفظ والبقاء، فما علينا جميعاً إلا أن نسعى لكي نكونَ ممَّنْ ينالُ شرفَ الحفاظِ على دينِ اللهِ، والحِمايةِ للعبادِ والبلاد.
فيا أهلَ الشام الكِرام، يا مَنْ بشَّرَ بكم رسولُ الإسلام، عليهِ الصلاةُ والسلام: حافظوا على البركةِ والوِئام، واعلموا أنَّ هذهِ البلادَ أمانةٌ في أعناقنا جميعاً، وأنَّنا مكلَّفونَ بحمايتِها وحراستِها من كلِّ ما يَشينُها، أو يعكِّر صفوَها، سواءٌ في أمورها الدينيَّةِ أو الدنيوية، ونسألُ اللهَ التوفيقَ لما فيه خيرُ العبادِ والبلاد.
اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ، وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى، وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
اللَّهُمَّ وَمَا قَضَيْتَ لِلشَّامِ وَأَهْلِهَا وَسَائِرِ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنْ أَمْرٍ فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رَشَداً.
اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمْراً رَشَداً، تُعِزُّ فيهِ وَلِيَّكَ، وَتُذِلُّ بِهِ عَدُوَّكَ، وَيُعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ إنَّا نسألكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخِرة.
اللَّهُمَّ إنَّا نسألكَ العفوَ والعافيةَ في دِيننا ودُنيانا وأهلِنا ومالِنا.
اللَّهُمَّ استُرْ عوراتِنَا وآمِنْ رَوْعاتِنا.
اللَّهُمَّ احفظْنَا مِنْ بينِ أيدينَا ومِنْ خلفِنَا وعَنْ أيمانِنا وعَنْ شمائِلِنَا ومِنْ فَوقِنا، ونعوذُ بعظَمَتِكَ أَنْ نُغتالَ مِن تحتِنَا.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَلَا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ مَنْ يَفْجُرُكَ.
اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، ولَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إنَّ عَذَابَكَ الجِدَّ بالكُفَّارِ مُلْحِقٌ.
اللَّهُمَّ عَذِّبِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، ويُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيُقاتِلُونَ أوْلِيَاءَكَ.
اللَّهُمَّ عليكَ بالصَّهاينةِ المُجرمين.
اللهمَّ شَتِّتْ شَملَهمْ، وفرِّقْ جَمْعَهُمْ، وغُلَّ أَيديَهُمْ، ولا تُبلِّغْهُمُ الآمَال.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ للمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ، والمُسْلِمِيَنَ والمُسْلِماتِ، وأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَالحِكْمَةَ، وَثَبِّتْهُمْ على مِلَّةِ رَسُولِكَ صلى الله عليه وسلم، وَأَوْزِعْهُمْ أنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، وَانْصُرْهُمْ على عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ ـ إِلهَ الحَقِّ ـ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ.
اللَّهُمَّ آمِين. اللَّهُمَّ آمِين. اللَّهُمَّ آمِين.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العَظيم، وهو حَسْبُنا ونِعْمَ الوَكيل، وصلَّى اللهُ على سَيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم تَسليماً، والحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين.
محمد عبد الله رجو
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قصيدة سيدي الشيخ العارف بالله أحمد بن مصطفى العلاوي
‏قال سيدنا الحسن بن علي - رضي الله عنهما -:

لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه، واعتذر في أذني هذه لقبلت عذره

[بهجة المجالس]
أوصيك يا أخي بإحسان الظن بالناس كافة خصوصًا بالعلماء، ومن جملة إحسان الظن بالعلماء أن تطلب لكلامهم وجهًا وعذرًا ما أمكن، فإن لم تعثر عليه فاتهم نفسك في القصور عن دركه

| حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه
ومن السَّذاجة المُفرِطة لأهل الإسلام في هذا العصر: عفوُهم بسخاءِ نفسٍ عن مجرمين عُتاة، وموالاتُهم -نوعَ موالاةٍ- لمن اقترف آلافَ السيئات، وضيَّعَ آلافَ الحقوق المادية والمعنوية للعباد، لمجرَّد رؤيةِ حسنةٍ واحدةٍ منه!!

فبهذه الصورة يُشكِّل أهلُ الضلالة والطغيان الأكثريةَ مع أنهم أقلُّ القليل، وما ذلك إلا بموالاة السُّذَّج لهم، وبهذا يُفتون للقَدَر الإلهي بإدامةِ المصيبة العامة المترتبةِ على خطأ الأكثرية، بل يُفتون للقَدَر بأن يُشَدِّد المصيبة، ويقولون: نحن نستحقها!!

نعم يمكن للمرء أن يعفو عن جنايةٍ ارتُكِبتْ في حقِّ نفسه هو، إذْ له أن يتخلَّى عن حقِّه، لكن ليس له حقٌّ أن يَنظر بعين الصفح إلى المجرمين الذين انتهكوا حقوقَ الآخَرين، وإلا كان شريكًا في الظلم.

رسائل النور، ملحق قسطموني، ص 29.
2024/12/28 08:35:26
Back to Top
HTML Embed Code: