ما يجري في سوريا يعني أن كل المليارات التي بُذلت في العشر سنوات الماضية للقضاء على "الإسلاميين" لم تنجح في اجتثاث الجذور، بل ها هي تثمر.
وكل الكيد والمكر الذي يتعجب منه أعتى الماكرين في التاريخ والذي حوربت به الأمة في العقد الماضي لم يرتدّ إلا على الماكرين.
إنّ في ذلك لعبرة،
إن في ذلك لذكرى،
لمن كان له قلب،
ولأولي الألباب،
لكن من قادوا هذا المكر والكيد هل تظنون أنهم سيعتبرون؟
بل سيزيدون في الحرب والكيد والمكر بكل عزيمة وإصرار وكره لكلمة الله وحب لأعدائه.
حتى يريهم الله إن شاء، مزيداً مما يسوءهم.
وكل الكيد والمكر الذي يتعجب منه أعتى الماكرين في التاريخ والذي حوربت به الأمة في العقد الماضي لم يرتدّ إلا على الماكرين.
إنّ في ذلك لعبرة،
إن في ذلك لذكرى،
لمن كان له قلب،
ولأولي الألباب،
لكن من قادوا هذا المكر والكيد هل تظنون أنهم سيعتبرون؟
بل سيزيدون في الحرب والكيد والمكر بكل عزيمة وإصرار وكره لكلمة الله وحب لأعدائه.
حتى يريهم الله إن شاء، مزيداً مما يسوءهم.
هذا سجل أمني لتدوين أسماء مرتادي الجوامع لصلاة الصبح، وُجد في بعض المقرات الأمنيّة المحررة حديثا في سوريا.
وهذا التتبع الأمنيّ للمصلين ورواد المساجد هو سمة من سمات بعض الأنظمة السياسية في العصر الحديث، منذ مرحلة الاستقلال عن الاستعمار تبنّت بعض الدول هذا الخيار الصفري في محاربة الدين والتدين.
وهذا شيء لم يحدث في تاريخ الأمة منذ وفاة النبي ﷺ إلا في هذه العقود الأخيرة.
ومن يفعل ذلك لا يقول إنه يحارب الدين بل يحارب الإرهاب ويحارب الجماعات الإسلامية المتطرفة، وتجد من يصدقه ويتبنى خطابه ودعايته من الشيوخ والدعاة والخطباء وأئمة المساجد -كما هو الحال في سوريا-، فضلا عمّن يدعمه عسكريا من الميليشيات الشيعية التي تزعم أنها تنصر أهل بيت رسول الله وهي تقف مع من يحارب دين الله.
فالله المستعان، ونسأل الله تعالى أن يعزّ أهل الشام وينصرهم على من طغى وتجبّر.
وهذا التتبع الأمنيّ للمصلين ورواد المساجد هو سمة من سمات بعض الأنظمة السياسية في العصر الحديث، منذ مرحلة الاستقلال عن الاستعمار تبنّت بعض الدول هذا الخيار الصفري في محاربة الدين والتدين.
وهذا شيء لم يحدث في تاريخ الأمة منذ وفاة النبي ﷺ إلا في هذه العقود الأخيرة.
ومن يفعل ذلك لا يقول إنه يحارب الدين بل يحارب الإرهاب ويحارب الجماعات الإسلامية المتطرفة، وتجد من يصدقه ويتبنى خطابه ودعايته من الشيوخ والدعاة والخطباء وأئمة المساجد -كما هو الحال في سوريا-، فضلا عمّن يدعمه عسكريا من الميليشيات الشيعية التي تزعم أنها تنصر أهل بيت رسول الله وهي تقف مع من يحارب دين الله.
فالله المستعان، ونسأل الله تعالى أن يعزّ أهل الشام وينصرهم على من طغى وتجبّر.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔻كاميرات المراقبة في #سجن_صيدنايا تكشف عن وجود آلاف المعتقلين داخل غرف وزنازين سرِّية
🕒 00:58
📼 640p, 💾 3.8MB
🕒 00:58
📼 640p, 💾 3.8MB
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فصائل المعارضة المسلحة تطلق سراح جنود من النظام السوري بعد أسرهم قرب دمشق
اذهبوا فأنتم الطلقاء
🕒 01:32
📼 640p, 💾 4.7MB
اذهبوا فأنتم الطلقاء
🕒 01:32
📼 640p, 💾 4.7MB
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
ما أبرز معالم سوريا في ظل حكم بشار... ولماذا كان شعار أتباعه "الأسد أو نحرق البلد"؟!
ماذا وراء تعظيم نظام طائفي أهمل المشافي والمدارس والبني التحتية واهتم في بناء السجون؟!
لماذا كل هذا الفرح بتحرير السجناء… وماذا يفعل طفل ابن 4 سنوات في سجون الأسد؟!
تابعونا في حلقة
سجن صيدنايا ... كيف بنى الأسد ممالك الخوف؟!
من برنامج (من زاوية أخرى)
ماذا وراء تعظيم نظام طائفي أهمل المشافي والمدارس والبني التحتية واهتم في بناء السجون؟!
لماذا كل هذا الفرح بتحرير السجناء… وماذا يفعل طفل ابن 4 سنوات في سجون الأسد؟!
تابعونا في حلقة
سجن صيدنايا ... كيف بنى الأسد ممالك الخوف؟!
من برنامج (من زاوية أخرى)
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🔻أقـ.ـذر طائفة عرفتها البشرية! لن تتخيل جرائم النصيرية التي فعلوها بسوريا
🕒 35:11
📼 360p, 💾 90.1MB
🕒 35:11
📼 360p, 💾 90.1MB
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🔻حقيقة ظهور السفياني في دمشق
👤 الدكتور راغب السرجاني
🕒 11:05
📼 360p, 💾 28.5MB
👤 الدكتور راغب السرجاني
🕒 11:05
📼 360p, 💾 28.5MB
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من أجمل ما قيل في هذه العبادة العظيمة شبه المهجورة!: التعرف على الله تعالى وأسمائه وصفاته.
عبادة لا تستقيم لنا حياةٌ بدونها، وفي القلب جوعة لا تُسد إلا بها.
كثيرا ما يقلل الجاهلون من شأنها على اعتبار أن في حياة الناس ما هو "أهم منها"! كالذي يتعرضون إليه من ظلم وإفساد.
ولو أن المسلمين يعتنون بعبادة التعرف على الله لأجل هذه العبادة ابتداء، لشرفها وعظمتها ووجوبها، ثم العمل بمقتضاها، لاستقامت لهم حياتهم بعد ذلك.
فالذي يؤمن بالعزيز الجبار المهيمن لن يخاف النظام الدولي وأذنابه، ولن يبيع دينه طمعاً فيما عندهم.
يجب ألا يُترك الحديث عن هذه العبادة لأذناب السلاطين ممن يطرحونها جافة ميتة ويدعون أنه هكذا "العقيدة الصحيحة"!
بل المسلمون الذين يعيشون آلام أمتهم وآمالها ويريدون نصرتها ومدافعة أعدائها هم أولى من يعتني بهذه العبادة العظيمة التي تعرفهم على وليهم العظيم سبحانه: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).
اسمعوها بعناية بارك الله فيكم.
عبادة لا تستقيم لنا حياةٌ بدونها، وفي القلب جوعة لا تُسد إلا بها.
كثيرا ما يقلل الجاهلون من شأنها على اعتبار أن في حياة الناس ما هو "أهم منها"! كالذي يتعرضون إليه من ظلم وإفساد.
ولو أن المسلمين يعتنون بعبادة التعرف على الله لأجل هذه العبادة ابتداء، لشرفها وعظمتها ووجوبها، ثم العمل بمقتضاها، لاستقامت لهم حياتهم بعد ذلك.
فالذي يؤمن بالعزيز الجبار المهيمن لن يخاف النظام الدولي وأذنابه، ولن يبيع دينه طمعاً فيما عندهم.
يجب ألا يُترك الحديث عن هذه العبادة لأذناب السلاطين ممن يطرحونها جافة ميتة ويدعون أنه هكذا "العقيدة الصحيحة"!
بل المسلمون الذين يعيشون آلام أمتهم وآمالها ويريدون نصرتها ومدافعة أعدائها هم أولى من يعتني بهذه العبادة العظيمة التي تعرفهم على وليهم العظيم سبحانه: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).
اسمعوها بعناية بارك الله فيكم.
الأعمار عطية من الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- واستثمار كل لحظة فيها من أوجب ما يكون على العبد، وأكثر ما يستوجب الندم تضييع الأوقات وعدم توظيف كل لحظة فيها لخدمة هدف نبيل، والله -جَلَّ جَلَالُهُ- نبهنا لما يكون عليه حال البعض من ندم ساعة الموت فقال: ﴿وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقۡنَـٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن یَأۡتِیَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَیَقُولَ رَبِّ لَوۡلَاۤ أَخَّرۡتَنِیۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ قَرِیبࣲ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ﴾
من مقال: عمل الصحابة للدين وحساباتنا المكدودة! 1/2
بقلم: د. إسماعيل محمد رفعت - من علماء الأزهر الشريف
اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/PFA
من مقال: عمل الصحابة للدين وحساباتنا المكدودة! 1/2
بقلم: د. إسماعيل محمد رفعت - من علماء الأزهر الشريف
اقرأ المقال كاملاً: https://ishortie.com/PFA
وقفنا لصلاة الجنازة فقال الإمام: "وأنتم تشيعون جنائزكم وتصلون على موتاكم تذكروا أن هذه نعمة عظيمة"
استغربت من قوله إلى أن تابع قائلاً: "فهناك إخوة لكم لا يستطيعون أن يصلوا على جنائزهم".
صدق! إخوة لنا يرون أحبابهم يُقتلون أمام أعينهم فلا يستطيعون أن يغسلوهم ولا يكفنوهم ولا يواروهم التراب.
فاللهم نجِّهم وأعنا على نصرتهم وانتقم ممن تآمر عليهم.
استغربت من قوله إلى أن تابع قائلاً: "فهناك إخوة لكم لا يستطيعون أن يصلوا على جنائزهم".
صدق! إخوة لنا يرون أحبابهم يُقتلون أمام أعينهم فلا يستطيعون أن يغسلوهم ولا يكفنوهم ولا يواروهم التراب.
فاللهم نجِّهم وأعنا على نصرتهم وانتقم ممن تآمر عليهم.
البرلمان الأسترالي يقر قانوناً يحظر استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي.
ليسوا مسلمين، ومع ذلك تفطنوا لخطر شبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال واليافعين. فعارٌ على الآباء والأمهات في مجتمعاتنا المسلمة أن يتهاونوا مع استخدام أبنائهم لشبكات التواصل المليئة بالسوء، عارٌ وخيانة لأمانة التربية أن تتركهم يتصفحون هذه الشكبات بلا حسيب ولا قريب تحت شعارات "التربية الإيجابية" و "أنا أثق بابني/بنتي"، و "ربّيه ثم اتركه يفعل ما يشاء".
هذا كله مخادعة وتبرير للتفريط في واجب الأبوة.
لا تخدعوا أنفسكم بمقولة "إيش معنى أمنعه الآن وهو سيتعرض لها غداً عندما يكبر". فابنك وابنتك في مرحلة تشكيل الشخصية، تكوينهم غضٌّ طريٌّ، ما يحتاجونه هو إحاطتهم بالرعاية والحماية من سهام الشهوات والشبهات. وكما تحرص ألا تُحَمِّل أجسامهم ما لا تطيق فأَولى ألا تحمل نفوسهم ما لا تطيق.
لا تخدعوا أنفسكم بأن هذه الشبكات لها فوائد وأن الأمر يعتمد على استعمال الشخص، فهذا تنظير غير واقعي، والحقيقة هي أن سوء الاستخدام قد طغى. بل وحتى من لا يقصد سوء الاستخدام تخرج له الفتن والشهوات المحرمة لتفسد قلبه وتشوش ذهنه.
ستسمعون العجب من بعض الشباب الذين وقعوا في إدمان الإباحية وما دونها من فسوق وفجور، كيف كانت بداياتهم التي سببها الرئيس التهاء الوالدين وتخليهما عن واجبهما.
وحتى تعلموا أن أبناءكم مستهدفون، انظروا كيف تُسن في بلاد المسلمين قوانين لمنع الآباء من حماية أبنائهم من خطور مواقع التواصل تحت مسمى "حقوق الطفل في الوصول إلى البيانات الإلكترونية"!!
أدركوهم الآن قبل أن تخسروهم دنيا وآخرة!
ليسوا مسلمين، ومع ذلك تفطنوا لخطر شبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال واليافعين. فعارٌ على الآباء والأمهات في مجتمعاتنا المسلمة أن يتهاونوا مع استخدام أبنائهم لشبكات التواصل المليئة بالسوء، عارٌ وخيانة لأمانة التربية أن تتركهم يتصفحون هذه الشكبات بلا حسيب ولا قريب تحت شعارات "التربية الإيجابية" و "أنا أثق بابني/بنتي"، و "ربّيه ثم اتركه يفعل ما يشاء".
هذا كله مخادعة وتبرير للتفريط في واجب الأبوة.
لا تخدعوا أنفسكم بمقولة "إيش معنى أمنعه الآن وهو سيتعرض لها غداً عندما يكبر". فابنك وابنتك في مرحلة تشكيل الشخصية، تكوينهم غضٌّ طريٌّ، ما يحتاجونه هو إحاطتهم بالرعاية والحماية من سهام الشهوات والشبهات. وكما تحرص ألا تُحَمِّل أجسامهم ما لا تطيق فأَولى ألا تحمل نفوسهم ما لا تطيق.
لا تخدعوا أنفسكم بأن هذه الشبكات لها فوائد وأن الأمر يعتمد على استعمال الشخص، فهذا تنظير غير واقعي، والحقيقة هي أن سوء الاستخدام قد طغى. بل وحتى من لا يقصد سوء الاستخدام تخرج له الفتن والشهوات المحرمة لتفسد قلبه وتشوش ذهنه.
ستسمعون العجب من بعض الشباب الذين وقعوا في إدمان الإباحية وما دونها من فسوق وفجور، كيف كانت بداياتهم التي سببها الرئيس التهاء الوالدين وتخليهما عن واجبهما.
وحتى تعلموا أن أبناءكم مستهدفون، انظروا كيف تُسن في بلاد المسلمين قوانين لمنع الآباء من حماية أبنائهم من خطور مواقع التواصل تحت مسمى "حقوق الطفل في الوصول إلى البيانات الإلكترونية"!!
أدركوهم الآن قبل أن تخسروهم دنيا وآخرة!
خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تَهُون!
خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تهون، تخيَّلْ شُهداء غزوة أُحد، حمزة قد بُقِرَ بطنه، ومُثِّلَ به، وها هو مطروحٌ على الأرضِ وقد غطَّى التُّرابُ وجهه، يا له من مشهدٍ أليمٍ لو رأيته هكذا معزولاً عن الحكاية كلّها!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ أنّه سيّد الشهداء، وأنه لو قيلَ له في ذلك اليوم: أَتُحِبُّ أن ترجعَ إلى الدُّنيا؟!
لقال: وما يفعلُ المرءُ في الدُّنيا وقد حطَّ رحاله في الجنَّةِ أخيراً؟!
تخيَّلْ فتى قُريشٍ الوسيم المدلَّل مصعب بن عمير، ذاكَ الذي كانت ثيابه تُغسلُ بماءِ الورد، ويُجلَبُ له الطِّيبُ من شتّى أصقاع الأرض، فإنَّ مُرَّ في الطريقِ بعدَ مروره منها يُقال: مرَّ من هنا مصعب!
ها قد انتهى به المطافُ صريعاً على الأرض، قُطعَ ذراعاه اللذان كان يحملُ بهما اللواء، والنَّبيُّ ﷺ ينظرُ إليه فيذرفُ دمعاً عليه ويقولُ: كنتُ أعرفه، كان ألينَ فتى في قريش!
ولم يجدوا له كفناً يستره في ذاك اليوم!
وإنَّكَ لو قرأتَ هذه الصّفحة من كتاب حياة مصعب فقط لربما قُلتَ: يا للنهاية البائسة!
ولكنَّكَ اليومَ تعرِفُ مضمون الكتاب كلّه، وتعرفُ أنَّ ذاك اليوم كان أسعد أيام مصعب بن عُميرٍ!
وإنَّكَ لو رأيتَ اللحظةَ التي أُضرمتْ فيها نار الأخدود، وبدأ الملكُ الظالم وجنوده يُلقون المؤمنين، لرُبَّما قُلتَ، جهلاً بما غابَ عنك من الحكاية، : يا له من مَلِكٍ منتصرٍ قضى على خصومه في يومٍ واحد! ويا لهؤلاء البائسين كيف كانت نهايتهم!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ الحكاية كلّها من أَلِفِهَا إلى يائها، تعرفُ وتُؤمنُ أن المرءَ يمكنُ أن يخرجَ من الدُّنيا منتصراً ولو خرجَ مقتـ.ـولاً، وأنَّ المرء، كذلكَ، يمكنه أن يخرجَ من الدُّنيا مهزوماً ولو استطاع أن يذبـ.ـحَ خصمه! أنتَ تعرفُ هذا جيِّداً، تعرفُ أنَّ أصحاب الأخدود في الجنَّة خالدين فيها أبداً، وتعرفُ أن الملكَ الظالم قد هُزم!
فقِسْ على ما مضى!
وإنَّكَ لو ولجتَ غُرفةَ تعذيب فرعون في اللحظة التي اطمأنَّ فيها أنَّ الزيتَ قد غَلَى بما يكفي ليذيبَ اللحمَ عن العظمِ، وبدأ يُلقي أولاد الماشطة واحداً إِثْرَ واحدٍ، فما تلبثُ أن تطفو عظامهم، والماشطةُ ترقبُهم دون أن تنبسَ ببنتِ شَفةٍ، غير جملتها الخالدة: ربي وربُّكَ الله! لقلتَ، جهلاً بما قد سلفَ: يا لقساوة هذه الأم!
ولكنَّكَ سُرعان ما سترى أنَّ دورها قد حان، وأنها لن تطلبَ من فرعون إلا طلباً أخيراً، اِجمعْ عِظامي وعظامَ أولادي وادفنّا في قبرٍ واحدٍ!
ستقولُ، وقد غابتْ عنك مطالع الحكاية، وما وقفتَ على القصيد مُذ أوَّل الطَّللِ: أما كان بإمكانها أن تُبقي على نفسها وأولادها!
ولكنّكَ الآنَ، الآنَ تحديداً، تعرفُ الحكايةَ كلّها، تعرفُ أنّ ماشطةً قد أذلَّتْ كبرياءَ مَلِكٍ كان يقولُ أنا ربكم الأعلى!
الآن أنتَ تعرفُ أنَّ النَّبي ﷺ قد شمَّ رائحتها ورائحة أولادها في السَّماء كالمسكِ ليلة عُرِجَ به إليها!
الآن، والآن فقط، أنتَ تعلمُ أن بعض القتـ.ـلة مهزومون على أيدي ضحاياهم، فإنَّ النَّصرَ ليس في البقاء على قيد الحياة، وإنما في الثبات على العقيدة والمبدأ!
ولكَ أن تتخيَّلَ فقط أن نبيَّ اللهِ زكريا قد نُشرَ بالمنشار، وأنَّ رأس السَّيِّدِ الحَصُورِ يحيى قد قُدِّمَ مهراً لبغيٍّ!
أمَّا الآن وقد أُسدِلتِ السِّتارة، وانفضَّ الجمعُ فاسمعها منِّي: حتى وإنْ تمزّقتِ الأجسادُ، فالأرواحُ في أجواف طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنّةِ حيث شاءتْ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش! فلا تبكِ عليهم، ابكِ على نفسكَ، ما يريدُ الشَّهيدُ السَّاجدُ من دُنيايَ ودُنياكَ؟
ولأيِّ شيءٍ ترجعُ امرأةٌ كان آخر عهدها بالدُّنيا أنَّها نامت بثوب صلاتها كي لا تظهر عورتها إذا ما انتشلوها من تحت الأنقاض؟!
وما الجميلُ في دُنيايَ ودُنياكَ حتى يتركَ أطفال غزَّة إبراهيم عليه السّلام وسارة ويرجعون إليها؟!
لا تبكِ عليهم يا صاحبي، ابكِ على نفسكَ، فإنَّه لو قيل الآن لشهداء قوّات النُّخبة يوم العبور المجيد تمنُّوا، لقالوا: اللهُمَّ عُبوراً كلَّ يومٍ، وشهادةً كلَّ يوم، فإنما يوم سَعْدِ الحُرِّ حين يغتسلُ بدمه!
أدهم شرقاوي / مدونة العربَ
َ
خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تهون، تخيَّلْ شُهداء غزوة أُحد، حمزة قد بُقِرَ بطنه، ومُثِّلَ به، وها هو مطروحٌ على الأرضِ وقد غطَّى التُّرابُ وجهه، يا له من مشهدٍ أليمٍ لو رأيته هكذا معزولاً عن الحكاية كلّها!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ أنّه سيّد الشهداء، وأنه لو قيلَ له في ذلك اليوم: أَتُحِبُّ أن ترجعَ إلى الدُّنيا؟!
لقال: وما يفعلُ المرءُ في الدُّنيا وقد حطَّ رحاله في الجنَّةِ أخيراً؟!
تخيَّلْ فتى قُريشٍ الوسيم المدلَّل مصعب بن عمير، ذاكَ الذي كانت ثيابه تُغسلُ بماءِ الورد، ويُجلَبُ له الطِّيبُ من شتّى أصقاع الأرض، فإنَّ مُرَّ في الطريقِ بعدَ مروره منها يُقال: مرَّ من هنا مصعب!
ها قد انتهى به المطافُ صريعاً على الأرض، قُطعَ ذراعاه اللذان كان يحملُ بهما اللواء، والنَّبيُّ ﷺ ينظرُ إليه فيذرفُ دمعاً عليه ويقولُ: كنتُ أعرفه، كان ألينَ فتى في قريش!
ولم يجدوا له كفناً يستره في ذاك اليوم!
وإنَّكَ لو قرأتَ هذه الصّفحة من كتاب حياة مصعب فقط لربما قُلتَ: يا للنهاية البائسة!
ولكنَّكَ اليومَ تعرِفُ مضمون الكتاب كلّه، وتعرفُ أنَّ ذاك اليوم كان أسعد أيام مصعب بن عُميرٍ!
وإنَّكَ لو رأيتَ اللحظةَ التي أُضرمتْ فيها نار الأخدود، وبدأ الملكُ الظالم وجنوده يُلقون المؤمنين، لرُبَّما قُلتَ، جهلاً بما غابَ عنك من الحكاية، : يا له من مَلِكٍ منتصرٍ قضى على خصومه في يومٍ واحد! ويا لهؤلاء البائسين كيف كانت نهايتهم!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ الحكاية كلّها من أَلِفِهَا إلى يائها، تعرفُ وتُؤمنُ أن المرءَ يمكنُ أن يخرجَ من الدُّنيا منتصراً ولو خرجَ مقتـ.ـولاً، وأنَّ المرء، كذلكَ، يمكنه أن يخرجَ من الدُّنيا مهزوماً ولو استطاع أن يذبـ.ـحَ خصمه! أنتَ تعرفُ هذا جيِّداً، تعرفُ أنَّ أصحاب الأخدود في الجنَّة خالدين فيها أبداً، وتعرفُ أن الملكَ الظالم قد هُزم!
فقِسْ على ما مضى!
وإنَّكَ لو ولجتَ غُرفةَ تعذيب فرعون في اللحظة التي اطمأنَّ فيها أنَّ الزيتَ قد غَلَى بما يكفي ليذيبَ اللحمَ عن العظمِ، وبدأ يُلقي أولاد الماشطة واحداً إِثْرَ واحدٍ، فما تلبثُ أن تطفو عظامهم، والماشطةُ ترقبُهم دون أن تنبسَ ببنتِ شَفةٍ، غير جملتها الخالدة: ربي وربُّكَ الله! لقلتَ، جهلاً بما قد سلفَ: يا لقساوة هذه الأم!
ولكنَّكَ سُرعان ما سترى أنَّ دورها قد حان، وأنها لن تطلبَ من فرعون إلا طلباً أخيراً، اِجمعْ عِظامي وعظامَ أولادي وادفنّا في قبرٍ واحدٍ!
ستقولُ، وقد غابتْ عنك مطالع الحكاية، وما وقفتَ على القصيد مُذ أوَّل الطَّللِ: أما كان بإمكانها أن تُبقي على نفسها وأولادها!
ولكنّكَ الآنَ، الآنَ تحديداً، تعرفُ الحكايةَ كلّها، تعرفُ أنّ ماشطةً قد أذلَّتْ كبرياءَ مَلِكٍ كان يقولُ أنا ربكم الأعلى!
الآن أنتَ تعرفُ أنَّ النَّبي ﷺ قد شمَّ رائحتها ورائحة أولادها في السَّماء كالمسكِ ليلة عُرِجَ به إليها!
الآن، والآن فقط، أنتَ تعلمُ أن بعض القتـ.ـلة مهزومون على أيدي ضحاياهم، فإنَّ النَّصرَ ليس في البقاء على قيد الحياة، وإنما في الثبات على العقيدة والمبدأ!
ولكَ أن تتخيَّلَ فقط أن نبيَّ اللهِ زكريا قد نُشرَ بالمنشار، وأنَّ رأس السَّيِّدِ الحَصُورِ يحيى قد قُدِّمَ مهراً لبغيٍّ!
أمَّا الآن وقد أُسدِلتِ السِّتارة، وانفضَّ الجمعُ فاسمعها منِّي: حتى وإنْ تمزّقتِ الأجسادُ، فالأرواحُ في أجواف طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنّةِ حيث شاءتْ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش! فلا تبكِ عليهم، ابكِ على نفسكَ، ما يريدُ الشَّهيدُ السَّاجدُ من دُنيايَ ودُنياكَ؟
ولأيِّ شيءٍ ترجعُ امرأةٌ كان آخر عهدها بالدُّنيا أنَّها نامت بثوب صلاتها كي لا تظهر عورتها إذا ما انتشلوها من تحت الأنقاض؟!
وما الجميلُ في دُنيايَ ودُنياكَ حتى يتركَ أطفال غزَّة إبراهيم عليه السّلام وسارة ويرجعون إليها؟!
لا تبكِ عليهم يا صاحبي، ابكِ على نفسكَ، فإنَّه لو قيل الآن لشهداء قوّات النُّخبة يوم العبور المجيد تمنُّوا، لقالوا: اللهُمَّ عُبوراً كلَّ يومٍ، وشهادةً كلَّ يوم، فإنما يوم سَعْدِ الحُرِّ حين يغتسلُ بدمه!
أدهم شرقاوي / مدونة العربَ
َ
د العريفي أنت اسعد الناس...
مقاطع الشيخ محمد العريفي alarefe
🕊| أنت اسعد الناس بالرضا بالقضاء و القدر ( من أعظم العلاجات النفسيه ) من الله عز وجل . قصص
الشيخ محمد العريفي
🕒 25:44
الشيخ محمد العريفي
🕒 25:44
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
حي التضامن.. الشاهد على مجازر النظام السوري المخلوع
🕒 04:52
📼 360p, 💾 16.9MB
🕒 04:52
📼 360p, 💾 16.9MB
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
الدم لا يموت، فلا شيء في هذه الدنيا أقدس من الدماء الطاهرة وكم سالت على أرضك! لذلك أنت مقدسة.. فلا تحزني يا غزة، فالحزن أولى بنا نحن يا حبيبة، نحن أولى بالحزن ومنابتنا لا تنبت سوى الخنوثة والرعونة، بينما مباسم زهرك لا تخرج إلا الفوارس الكرام..
مقال: يا #غزة.. ماتت نخوة القوم
بقلم: م. خالد حربي - فك الله أسره*
استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧
مقال: يا #غزة.. ماتت نخوة القوم
بقلم: م. خالد حربي - فك الله أسره*
استمع الآن إلى المقال كاملاً 🎧
🕊•••
هل ستسمحون للنَّاس بشرب الخمر؟!
خمسون عاماً من حكم البعث!
أربعون ألفاً قتلهم حافظ الأسد في حماةٍ وحدها!
نصف مليونٍ قتلهم ابنه!
وثلاثة ملايين هجَّرهم في أصقاع الأرض!
ضربهم بالأسلحة الكيماوية، والبراميل المتفجرة!
قصفهم في الخيام وبؤس اللجوء!
أكثر من مئتي ألف مفقود لا أحد إلا الله يعرفُ عن مصائرهم شيئاً!
فُتحتْ أبواب سجن "صدنايا" فاكتشف العالم أنَّ ما كتبته البشرية جمعاء عن أدب السُّجون لا يبلغُ فصلاً واحداً من فصوله!
ورغم هذا بقي بشَّار الأسد رئيساً لا يُثير ذعر أحدٍ في الغرب!
وفي الشَّرق كان يُدعى إلى القمم كرئيس دولة! وكان يعتلي المنبر ليحدِّثنا عن جرائم إسرائيل في غزَّة، هذه الجرائم التي لا تختلفُ كثيراً عمَّا ارتكبه في حقِّ شعبه!
ولكنَّه بقي لا يثير ذعر أحدٍ، رغم أنَّ الجميع كان يعرفُ أنه أحد أكبر مصاصي الدماء في العصر الحديث!
حمى حدود دولة الاحتلال بكفاءة، وتاجرَ بالمقاومة التي لم يمارسها في الجولان ولو بطلقةٍ واحدة من باب على عينك يا تاجر! وحلفاؤه يتهامسون سراً أنه أسلمَ إحداثياتهم، فقد عرفوا بعد فوات الأوان أنَّه لم يكن له من صاحبٍ إلا عرشه، فلا هم كسبوا الأُمة، ولا هم سلموا منه!
ولكنَّه بقي حتى صبيحة هروبه لا يثيرُ ذعراً عند أحد!
ثمَّ انتصرت الثَّورة، عاد أصحاب الدَّار إلى بيوتهم وعائلاتهم وذكرياتهم!
كانوا متحضِّرين جداً، وفتحُهم واحد من أكثر الفتوحات رحمةً في التَّاريخ الحديث!
لم يعتدوا على قلّة أذاقتهم الويلات طوال خمسين سنة!
لم يهدموا مرقداً أو يمنعوا أحداً من أداء شعائره!
ورغم هذا دبَّ الذُّعرُ في الكوكب!
صارت دمشقُ مَحَجًّا للدبلوماسيين من كل حدب وصوب، الكل يريدُ أن يعرف كيف سيحكمون بلدهم!
تحدثت عنهم قنوات التلفزة، وتصدَّروا نشرات الأخبار!
قناة ال BBC أجرت مقابلةً مع أحمد الشَّرع، سيلٌ من الأسئلة التي تُثير القرف!
كان الرَّجلُ متَّزناً في إجاباته، دبلوماسياً حين يُحشر في الزَّاوية ليقدِّم إجابة قد تُستخدم ضدَّه، عارفاً بما يريدُ هذا العالم أن يسمع، على ما يبدو أنَّ فترة إدلب أتاحت له لملمة أوراقه، وتجهيز إجاباته!
ولكن أكثر سُؤالين وجدتهما مثيرين للقرف هما :
هل ستسمحون للمرأة بأن تتعلم؟
وهل ستسمحون للنَّاس بشرب الخمر؟
فجأة صار هذا العالم قلقاً على حقِّ النِّساء في التعليم في سوريا!
ولكنهم لم يقلقوا على حقِّ النِّساء في الحياة!
ثلاثة عشر عاماً وهُنَّ يُقصفنَ بالبراميل المتفجرَّة والكيماوي!
ثلاثة عشر عاماً وهُنَّ يُرمَّلنَ، ويُقتلُ أولادهُنَّ!
ثلاثة عشر وهُنَّ يُسجنَنَّ ويُغتصبنَ!
لا أحد في هذا العالم حرَّكَ ساكناً!
لم تعقد النَّسويات لأجلهنَّ مؤتمراً واحداً!
ولا هبَّتْ أوروبا تنصُرهُنَّ كما فعلت في أوكرانيا!
حتى البكاء استكثروه عليهنَّ فلم يبكِ عليهنَّ أحد!
أمَّا الآن فهذا العالم قلقٌ جداً ويتساءل: هل ستحصل نساء سوريا على حقِّ التعليم؟!
لم يبكِ هذا الغرب الكاذب نساء أفغانستان وهُنَّ يُقتلنَ على يد أمريكا، ولكن بمجرد انسحابها من أفغانستان، اكتشفَ العالم أنَّ في أفغانستان نساءً يجب أن يحمي حقوقهُنَّ!
وممن سيحمون حقوقهنَّ؟!
من آبائهنَّ، وإخوتهنَّ، وأزواجهنَّ، وأبنائهنَّ!
هل بكى أحدٌ في هذا الغرب العاهر نساء غزَّة وهُنَّ يُبدنَ منذ 440 يوماً؟!
ولكن بمجرد أن تنتهي الحرب سيصبح لنساء غزَّة حقوق يجب أن يُطالبوا بها!
هل ستسمحون للنَّاسِ بشرب الخمر؟!
أين كنتم حين كان السَّفاح يشربُ دماءهم أمام أعينكم؟!
أين كنتم حين كان الرِّجال يذوقون الإذلال في السُّجون؟!
أين كنتم حين كانت النساءُ تشربُ القهرَ والمُرَّ؟!
أين كنتم حين اختنقَ الأطفال بدموعهم؟!
تركتموهم لجلاديهم خمسين سنةً يفعلون بهم ما شاؤوا، وحين ثاروا، أرسلتم أساطيلكم لقتلهم، وقواتكم لحراسة مصافي النَّفط!
ثم الآن تأتون لتسألونهم عن تعليم النِّساء وشرب الخمر!
هذا الغرب لا يستحي!
أدهم شرقاوي / سطور
هل ستسمحون للنَّاس بشرب الخمر؟!
خمسون عاماً من حكم البعث!
أربعون ألفاً قتلهم حافظ الأسد في حماةٍ وحدها!
نصف مليونٍ قتلهم ابنه!
وثلاثة ملايين هجَّرهم في أصقاع الأرض!
ضربهم بالأسلحة الكيماوية، والبراميل المتفجرة!
قصفهم في الخيام وبؤس اللجوء!
أكثر من مئتي ألف مفقود لا أحد إلا الله يعرفُ عن مصائرهم شيئاً!
فُتحتْ أبواب سجن "صدنايا" فاكتشف العالم أنَّ ما كتبته البشرية جمعاء عن أدب السُّجون لا يبلغُ فصلاً واحداً من فصوله!
ورغم هذا بقي بشَّار الأسد رئيساً لا يُثير ذعر أحدٍ في الغرب!
وفي الشَّرق كان يُدعى إلى القمم كرئيس دولة! وكان يعتلي المنبر ليحدِّثنا عن جرائم إسرائيل في غزَّة، هذه الجرائم التي لا تختلفُ كثيراً عمَّا ارتكبه في حقِّ شعبه!
ولكنَّه بقي لا يثير ذعر أحدٍ، رغم أنَّ الجميع كان يعرفُ أنه أحد أكبر مصاصي الدماء في العصر الحديث!
حمى حدود دولة الاحتلال بكفاءة، وتاجرَ بالمقاومة التي لم يمارسها في الجولان ولو بطلقةٍ واحدة من باب على عينك يا تاجر! وحلفاؤه يتهامسون سراً أنه أسلمَ إحداثياتهم، فقد عرفوا بعد فوات الأوان أنَّه لم يكن له من صاحبٍ إلا عرشه، فلا هم كسبوا الأُمة، ولا هم سلموا منه!
ولكنَّه بقي حتى صبيحة هروبه لا يثيرُ ذعراً عند أحد!
ثمَّ انتصرت الثَّورة، عاد أصحاب الدَّار إلى بيوتهم وعائلاتهم وذكرياتهم!
كانوا متحضِّرين جداً، وفتحُهم واحد من أكثر الفتوحات رحمةً في التَّاريخ الحديث!
لم يعتدوا على قلّة أذاقتهم الويلات طوال خمسين سنة!
لم يهدموا مرقداً أو يمنعوا أحداً من أداء شعائره!
ورغم هذا دبَّ الذُّعرُ في الكوكب!
صارت دمشقُ مَحَجًّا للدبلوماسيين من كل حدب وصوب، الكل يريدُ أن يعرف كيف سيحكمون بلدهم!
تحدثت عنهم قنوات التلفزة، وتصدَّروا نشرات الأخبار!
قناة ال BBC أجرت مقابلةً مع أحمد الشَّرع، سيلٌ من الأسئلة التي تُثير القرف!
كان الرَّجلُ متَّزناً في إجاباته، دبلوماسياً حين يُحشر في الزَّاوية ليقدِّم إجابة قد تُستخدم ضدَّه، عارفاً بما يريدُ هذا العالم أن يسمع، على ما يبدو أنَّ فترة إدلب أتاحت له لملمة أوراقه، وتجهيز إجاباته!
ولكن أكثر سُؤالين وجدتهما مثيرين للقرف هما :
هل ستسمحون للمرأة بأن تتعلم؟
وهل ستسمحون للنَّاس بشرب الخمر؟
فجأة صار هذا العالم قلقاً على حقِّ النِّساء في التعليم في سوريا!
ولكنهم لم يقلقوا على حقِّ النِّساء في الحياة!
ثلاثة عشر عاماً وهُنَّ يُقصفنَ بالبراميل المتفجرَّة والكيماوي!
ثلاثة عشر عاماً وهُنَّ يُرمَّلنَ، ويُقتلُ أولادهُنَّ!
ثلاثة عشر وهُنَّ يُسجنَنَّ ويُغتصبنَ!
لا أحد في هذا العالم حرَّكَ ساكناً!
لم تعقد النَّسويات لأجلهنَّ مؤتمراً واحداً!
ولا هبَّتْ أوروبا تنصُرهُنَّ كما فعلت في أوكرانيا!
حتى البكاء استكثروه عليهنَّ فلم يبكِ عليهنَّ أحد!
أمَّا الآن فهذا العالم قلقٌ جداً ويتساءل: هل ستحصل نساء سوريا على حقِّ التعليم؟!
لم يبكِ هذا الغرب الكاذب نساء أفغانستان وهُنَّ يُقتلنَ على يد أمريكا، ولكن بمجرد انسحابها من أفغانستان، اكتشفَ العالم أنَّ في أفغانستان نساءً يجب أن يحمي حقوقهُنَّ!
وممن سيحمون حقوقهنَّ؟!
من آبائهنَّ، وإخوتهنَّ، وأزواجهنَّ، وأبنائهنَّ!
هل بكى أحدٌ في هذا الغرب العاهر نساء غزَّة وهُنَّ يُبدنَ منذ 440 يوماً؟!
ولكن بمجرد أن تنتهي الحرب سيصبح لنساء غزَّة حقوق يجب أن يُطالبوا بها!
هل ستسمحون للنَّاسِ بشرب الخمر؟!
أين كنتم حين كان السَّفاح يشربُ دماءهم أمام أعينكم؟!
أين كنتم حين كان الرِّجال يذوقون الإذلال في السُّجون؟!
أين كنتم حين كانت النساءُ تشربُ القهرَ والمُرَّ؟!
أين كنتم حين اختنقَ الأطفال بدموعهم؟!
تركتموهم لجلاديهم خمسين سنةً يفعلون بهم ما شاؤوا، وحين ثاروا، أرسلتم أساطيلكم لقتلهم، وقواتكم لحراسة مصافي النَّفط!
ثم الآن تأتون لتسألونهم عن تعليم النِّساء وشرب الخمر!
هذا الغرب لا يستحي!
أدهم شرقاوي / سطور
📍 قال تعالى :
{ لينفق ذو سعة من سعته }
لم يقل لينفق ذو مال من ماله! فإن كانت سعتك في الكلمة الطيبة فأنفق منها، وإن كانت سعتك في البسمة الصافية فأنفق منها ، وإن كانت سعتك في معاونة الآخرين فأنفق منها، وإن كانت سعتك في جبر الخواطر فأنفق منها، وإن كانت سعتك في تعليم القرآن ونشر العلم فأنفق منها، وإن كانت سعتك في الإصلاح بين الناس فأنفق منها، وإن كانت سعتك في التغافل والتسامح فأنفق منها، وإن كانت سعتك في الدعاء وإن كان بظهر الغيب فأنفق منها، وإن كانت سعتك فيما تستطيعه من الخير فأنفق منها؛ فالإنفاق ليس مالاً فقط .
{ لينفق ذو سعة من سعته }
لم يقل لينفق ذو مال من ماله! فإن كانت سعتك في الكلمة الطيبة فأنفق منها، وإن كانت سعتك في البسمة الصافية فأنفق منها ، وإن كانت سعتك في معاونة الآخرين فأنفق منها، وإن كانت سعتك في جبر الخواطر فأنفق منها، وإن كانت سعتك في تعليم القرآن ونشر العلم فأنفق منها، وإن كانت سعتك في الإصلاح بين الناس فأنفق منها، وإن كانت سعتك في التغافل والتسامح فأنفق منها، وإن كانت سعتك في الدعاء وإن كان بظهر الغيب فأنفق منها، وإن كانت سعتك فيما تستطيعه من الخير فأنفق منها؛ فالإنفاق ليس مالاً فقط .