tgoop.com/KonoAnsarAllah/30723
Last Update:
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹خطر دخول أمريكا اليمن🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 3/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} (آل عمران: 173) أليست هذه كلمة يقولها الكثير من ضعفاء النفوس، وضعفاء الإيمان، {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} هو كأنه لا يعد نفسه من الناس، وفعلاً المنافق هو غير محسوب، وغير معدود من الناس، هو ليس من الناس لا من الكافرين، ولا من المؤمنين، هو ليس بشيء، هو أسوأ الناس {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ} (النساء: 143) هم من انقطعوا إلى الشيطان، وهم من أصبحوا أولياء للشيطان أكثر من ولاء الكافرين واليهود والنصارى له.
{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} ضعيف الإيمان كما أسلفنا هو من يرتبك. عندما ترتبك وأنت مؤمن، وأنت مصدق بالقرآن، ما الذي يدعوك إلى أن ترتبك؟ أو أن تقلق، أو أن تخشى؟ هل أنك لم تجد في كتاب الله ما يشد من عزيمتك؟ ما يرفع معنوياتك؟ هل القرآن أهمل هذا الجانب؟ لم يهمله، وما أكثر ما تحدث عنه داخـل الآيات التي تحث الناس على الجهاد، على المواجهة، على البذل، على الاستبسال، يؤكد أنه مع الناس، مع أوليائه.
هو من بلغ الأمر فيه إلى درجة أن يفضح أمامك واقع أعدائك أكثر مما يمكن أن تصل إليه بجهازك الأمني، بمخابراتك. ما هي مهمة المخابرات؟ ما هي مهمتها؟ أليس من مهامها أن تتعرف على العدو؟ وتتعرف نقاط الضعف فيه؟ وتتعرف على الفرص المواتية لضربه؟ لتعرف أنه بإمكان هذه الجهة أن تضرب تلك الجهة؟
الله قد كشف لك الموضوع كاملاً بطريقة مؤكدة، قد تكون تقارير المخابرات غير حقيقية، قد يكون فيها نوع من المبالغة، قد يكون فيها أخطاء، وهي تعمل على أن تكشف لك ضعف جانب عدوك لتضربه، أما الله فإنه هو الذي أكد بالشكل الـذي يجعل عدوك مفضوحاً أمامك في واقعه، مهما كان لديه من قوة، مهما كان لديه من إمكانيات، مهما كان لديه من وسائل يُرهب بها.
إذا ما كنت أنت من أعد نفسه الإعداد الجيد في إيمانك، في ثقتك بالله، وفي إعداد ما يمكنك أن تعده أيضاً حينها الله قال لك عن عدوك من الكافرين، عن عدونا من اليهود والنصارى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران: 111).
أي جهاز مخابرات يستطيع أن يؤكد لك بأنك إذا دخلت في معركة مع هذا العدو فإنه سيوليك دبره، أنه سيفر من أمامك؟ هل هناك أحد في الدنيا يمتلك مخابرات تؤكد له هذا؟ لا أمريكا نفسها ولا روسيا ولا غيرها، كلها تقارير احتمالات، كلها احتمالات، يحتمل أننا إذا ما اتخذنا ضدهم كذا ربما تكون النتيجة كذا، وهكذا احتمالات، أما الله فهو من أكد بعبارة (لن) {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} ويقول كذلك عن الكافرين: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ} (الفتح: 22).
إن الله يقول للناس: اهتموا جداً بإصلاح أنفسكم، بإعداد أنفسكم، وبتهيئة ما يمكنكم إعداده، ولتكن ثقتكم بالله كبيرة، وهو من سيكون معكم، وهو من سيتولى أيضاً أن يزرع الرعب في قلوب أعدائكم، وهو من يعمل الكثير إلى درجة أن يكشف لكم واقع عدوكم، ألم يوفر الله على أوليائـه الكثير، الكثير من العناء؟ ألم يصنع الكثير الكثير مما يطمئنهم؟ ألم يعمل الكثير، الكثير مما يؤيدهم، ويشد من أزرهم؟
بلى، لكننا نحن متى ما انفردنا بأنفسنا وابتعدنا عن الله ستجد كل شيء مخيفاً، وتجد كل شيء مقلقاً، وتجد الآفاق مظلمة، والأجواء قاتمة، وتجد قلبك يمتلئ رعباً متى ما انفردت بنفسك. لكن عد إلى الله، وعد إلى كتابه ستجد ما يجعل كل هذه الأشياء لا وجود لها في نفسك.
فالإنسان الذي يقلق، أو يرتبك، أو يضعف، ليعرف أنه في تلك الحالة وهو يرتبك أنه يجلس مع نفسه، وهو كإنسان ضعيف، لكن اجلس مع الله ستجد نفسك قوياً. فعندما ترى نفسك ضعيفاً لا تعتقد أن تلك هي الحقيقة، وأن ذلك الحدث هو فعلاً إلى الدرجة التي تجعلني ضعيفاً في واقعي، لا، ليست تلك حقيقة، ذلك هو فقط نتيجة جلوسك مع نفسك، وابتعادك عن الله. فرأيت كل شيء مرعباً، وكل شيء مخيفاً، وكل شيء ترى نفسك أمامه ضعيفاً، وقدراتك كلها تراها لا تجدي شيئاً، وكلامك تراه كله لا ينفع بشيء! فتصبح أنت من ترى عدوك ذلك العدو الذي قال عنه: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} أنت من ستجده كتلاً من الصلب والحديد، وحينها ستجد قلبك، وعلائق قلبك أوْهـى من بيت العنكبوت، ويصبح صدرك خواء.
BY كونوا أنصار الله
Share with your friend now:
tgoop.com/KonoAnsarAllah/30723