📄 (2) دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 4-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 4-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
{رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة - 12]
#الشهيد_القائد
ملزمة ((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر))
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
#الشهيد_القائد
ملزمة ((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر))
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء فسنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} كنت بصير بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه:125-126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جداً؟ كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جداً. يربط بين العمى في الدنيا وبين العمى في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الـذي يغيـب عـن أذهاننـا كثيراً ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى مـا نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة. هي سبب الندامة. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحاً لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـالاً صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة: مصلحة في الحيـاة الدنيا لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: 227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل. مـا الفـارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحاً؟ إذاً فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: 104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون. وهكذا. الأعمال شكليتها واحـدة لكـن هنـاك أعمـال صالحـة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحـة فيمـا إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَـنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: 37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح، لأنـه فـي مصلحتـك أنـت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها، لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
🔹معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا. إذا ربينا أنفسنا على هذا الشعور المهم والجيد والبناء فسنقدم على الله ونحن مبصرون، سامعون في الدنيا، وسنبصر ونسمع هنا في الدنيا، ما هو نعيم، ما هو أمن، ما هو شرف لنا، ما هو نعيم دائم في الآخرة الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.
أما الذي لا يبصر ولا يسمع في الدنيا فهو كما قال الله عنه: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} كنت بصير بشؤوني الخاصة. {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} كنت تتعامى عنها لا تبصر ولا تسمع. أليس كذلك؟ {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه:125-126) وكذلك يقول في آية أخرى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (الإسراء:72) لاحظوا كيف يأتي القرآن الكريم يربط بين الشقاء في الدنيا والشقاء في الآخرة، بين العمى في الدنيا والعمى في الآخرة.
لنفهم أنه إذا لم نبصر ونحن في الدنيا لن نبصر في الآخرة، إلا وجهنم أمام أعيننا ونقول هذا القول ونعوذ بالله من أن نكون ممن يقول هذا القول: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}.
أليست هذه العبارة خطيرة جداً؟ كل واحد منا يتمنى ألا يقولها، ويطلب من الله ألا يكون ممن يقولها؟ شيء خطير جداً. يربط بين العمى في الدنيا وبين العمى في الآخرة بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة.
الشيء الـذي يغيـب عـن أذهاننـا كثيراً ونحن نرشد الناس، ونحن نعلم الناس ونحن نحمل اسم عالم، أو نحمل اسم عابد أو نحن نقرأ القرآن على الآخرين، أو نعلم القرآن للآخرين، لا نفهم هذا الربط المهم، الآن نحن نحاول كمسلمين أن نبصر ونسمع. أليس كذلك؟ لنرى واقعنا نرى مـا نحن عليه، نرى ما يجب أن نعمله، نرى ما ينبغي أن ننطلق فيه. هكذا نشعر بالندم هنا في الدنيا. أليس هؤلاء ندموا عندما قالوا: {فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا} على ماذا ندموا؟ عرفوا أن الأعمال الصالحة هي التي ضاعت فضيعوا أنفسهم بضياعها، عرفوا أن تلك الأعمال الكثيرة التي كانوا يجهدون أنفسهم فيها وهي أعمال باطلة لم يعد لها قيمة. هي سبب الندامة. أليسوا هنا تمنوا أعمالا صالحة؟
الأعمال الصالحة هي نجاتك في الدنيا، هي نجاتك في الآخرة، عملت صالحاً لأنه يصلح حياتي ويصلح آخرتي. وسميت أعمـالاً صالحة، صالحة في مـاذا؟ صالحة في الحيـاة: مصلحة في الحيـاة الدنيا لنا، ومصلحـة في الآخرة لنا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (الشعراء: 227) وما أكثر كلمة: صالحات صالحات.
قد يكون إنفاقك مائة ريال يسمى عمل صالح. أليس كذلك؟ وإنفاق خمسة آلاف في مجال آخر يسمى عمل باطل. مـا الفـارق؟ هل مجرد العطاء هو الذي يسمى: صالحاً؟ إذاً فلتكن الخمسة الآلاف هي الصالحة والمائة الريال هي العمل الباطل. المجالات التي تتجه في أعمالك نحوها، مجالات أعمالك وإلا فكل الناس يعملون.
أليس أهل الباطل يتحركون ويسهرون ويتعبون؟ أليس أهل الباطل ينفقون الأموال الكثيرة أكثر مما ينفق أهل الحق؟ هناك إنفاق هناك ألم {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} (النساء: 104) إن تكونوا تنفقون فهم ينفقون كما تنفقون، إن تكونوا تتعبون فهم يتعبون كما تتعبون. وهكذا. الأعمال شكليتها واحـدة لكـن هنـاك أعمـال صالحـة غاياتها، منطلقاتها هي التي تجعلها صالحـة فيمـا إذا كانت تسير على هدي الله.
{لَـنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} (الحج: 37) أليس يتحدث عن الهدي في الحج، عمل صالح، لأنـه فـي مصلحتـك أنـت، وكل ما تبذله من أجل نصر دينك والدفاع عن دينك إنه في مصلحتك أنت في مصلحة البشرية كلها، لأن صلاح البشرية صلاح الأمة كله مرتبط بالدين واستقامته، وأن تطبق أحكامه، وأن يسود هديه في هذه الدنيا. هذه هي الأعمال الصالحة، وهي ما يكتشفها المجرمون فيما بعد، وهي ما سيكتشفها كل من أضاعها في هذه الدنيا، سيرى أن تلك الأعمال الصالحة هي نوعية معينة من الأعمال.
أو لـم يكـن المجرمـون هـم ممن ينفقون كثيراً؟ كانوا ينفقـون كثيراً، رأوا أن إنفاقهم ذلـك كلـه لـم يكـن عملاً صالحاً أبداً، هم من كانوا يتعبون كثيراً من أجل الوصول إلى أهـداف معينـة، من أجـل تحقيـق أشيـاء معينة لديهم اكتشفوها أنها لم تكن أعمالاً صالحة. أليـس هـذا هـو مـا سيحصـل؟ أي أنهم لم يكونوا في الدنيا ليس لديهم أي عمل، كان هناك أعمال. أوليست الدنيـا كلهـا مليئـة بالبشـر العامليـن؟ كلهم عاملون كلهم يتحركون. أليس كذلك؟ الناس كلهم يتحركون وكلهم يعملون. من هو الذي هو راقد في هذه الدنيا؟ كل الناس شغالون فيها. لكن هناك أعمال صالحة هي ضائعة، هي. هي التي سنكتشف أنها كانت هي المهمة في الدنيا، وأنها هي التي كانت نجاتنا متوقفة عليها، هذا ما سيكتشفه الناس.
فلماذا لا نعمل على اكتشاف الأعمال الصالحة الآن في الدنيا، كل خطاب القرآن هو ليوحي لنا إذاً هنا في الدنيا فاعملوا كذا، إذاً هنا في الدنيا أبصروا واسمعوا، إذاً هنا في الدنيا اكتشفوا الأعمال الصالحة لتنطلقوا في أدائها، ليس مجرد إخبار عما سيحصل من أولئك لمجرد قصة، إنه يقول لنا: أبصروا واسمعوا وابحثوا عن الأعمال الصالحة وأنتم هنـا فـي الدنيـا حتى لا تكونوا ممن يقول هذا القول في اليوم الآخر {إِنَّا مُوقِنُونَ} يقين مثل الشمس.
القرآن يصنع اليقين، أحـداث الحيـاة والنظرة إليها من خلال القرآن تصنع اليقين. اليقين. الإمـام علـي (عليه السلام) الذي حصل على اليقين من خلال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن خلال القـرآن الكريم، كـان يقـول: ((والله لـو كشـف لـي الغطاء ما ازددت يقينا)).
وعندمـا يقـول أعمـالاً صالحة وعندما يقولون: {إِنَّا مُوقِنُونَ} هـل يعنـي ذلك أن الله قصر هنا في الدنيا فلم يبين الأعمال الصالحة ما هي؟ أو قصر في هدايته للناس هنا في الدنيا فلم يكن بين أيديهم ما يوصلهم إلى درجة اليقين؟ وإنما في القيامة هناك أبان لهم الأعمال الصالحة، وهناك أوصلهم إلى درجة اليقين. لا. لو كان الأمر هكذا لما جاز على الله سبحانه وتعالى أن يقصر هنا في الدنيا في هديه للناس، وفي تبيين طرق الأعمال الصالحة تقصيراً لا يمكن أن يفهموه، ثم يأتي يوم القيامـة فيقـولون: (كان باقي وباقي، ونحن لم نعلم بها، ولم يكـن فـي هديـك مـا يرشدنا إليها). أليست هذه حجة للناس على الله؟ سنقول بالتأكيد لكن نحن لم نرشد إليها، ونحن لم نعلمها في الدنيا إطلاقاً.
لماذا تأتي هنـا فـي يـوم القيامـة وتوضح لنا الأشياء بشكل واضح وجلي جداً؟ وفي الدنيا كان هناك تقصير مـن جانبـك في كتبك ومن جانب رسلك. لا يجوز على الله سبحانه وتعالى.
الله هنـا فـي الدنيـا بين، وكلمنا في القرآن الكريم عدة مرات أنه بيان. كتاب مبين. مبين. ألسنا نسمع هذه الفقرة تتكرر كثيراً في القرآن الكريم؟ ومن أين تحصل على درجة اليقين في الأشياء؟ أليس من التبيين، لكن أنت الذي علمت نفسك ألا توقن إلا عندما تضرب في رأسك عندما تحس بالضربة توقن. وهكذا نحن في الدنيا وهؤلاء أسلافنا كعرب الذين حكى الله عنهم أنهم قد يقولون هكذا. هم من لم يوقنوا ولم يسمحوا لأنفسهم أن يتغلغل إلى أعماقها اليقين من خلال التبيين الواضح، لم يوقنوا إلا عندما ضربوا في رؤوسهم، فأصبحت رؤوسهم منكسة {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}. اليقين هنا متوفر في الدنيا في أعلى درجاته.
والإمـام علـي هـو الشاهـد فـي كـل شيء لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وللقرآن ((والله لو كشف لي الغطاء - أي القيامة ورأيت جنة ونار ورأيت كـل شيء - ما ازددت يقينـاً)). اليقيـن توفر لدي من خلال القرآن الكريم والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
هو الشاهد لرسول الله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} (هود: 17) الرسول هو كان علـى بينـة من ربـه وهـو يتحـرك، ويبلّـغ، ويربـي ويعلم، ويتلوه ويتبعه شاهد منه. الإمام علي هو كان الشاهد الوحيد، الشاهد الكامل في كل مناحي التبليغ للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه لم يحصل من جانبه تقصير، والرسول كان يتحرك بحركة القرآن. والقرآن متوفر بين أيدينا. لكنا نحن من لا نسمح لأنفسنا أن توقن، وهكذا نحن في الدنيا، وسيكون من هذه نفسيته في الدنيا سيكون هكذا في الآخرة. {إِنَّا مُوقِنُونَ} في الآخرة تجلى كل شيء. لكنه هنا في الدنيا تجلى كل شيء: الحديث عن الجنة والنار بالشكل التفصيلي، الحديث عن النار، عن عذابها وشدته، عن طعامها، عن شرابها، عن لباس أهلها، عن صراخهم فيها، ألم يتحدث عنه القرآن في أجلى صوره؟ وبطريقة فنية عجيبة تكاد أن ترى ذلـك المشهـد مـن خـلال حديثه عنه، فتوقن، الجنة كذلك، أهوال القيامة، أهوال ذلك اليوم كذلك جاءت بالتفصيل داخل هذا القرآن. لكن أنت من لا تصغي لهذا القرآن ابتداءً من أن تفهم أنه من عند الله، ولهذا تكرر كثيراً في القرآن {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (السجدة: 2)، من الله، ألم يتكرر هكذا في أكثر السور؟
فلماذا لا نعمل على اكتشاف الأعمال الصالحة الآن في الدنيا، كل خطاب القرآن هو ليوحي لنا إذاً هنا في الدنيا فاعملوا كذا، إذاً هنا في الدنيا أبصروا واسمعوا، إذاً هنا في الدنيا اكتشفوا الأعمال الصالحة لتنطلقوا في أدائها، ليس مجرد إخبار عما سيحصل من أولئك لمجرد قصة، إنه يقول لنا: أبصروا واسمعوا وابحثوا عن الأعمال الصالحة وأنتم هنـا فـي الدنيـا حتى لا تكونوا ممن يقول هذا القول في اليوم الآخر {إِنَّا مُوقِنُونَ} يقين مثل الشمس.
القرآن يصنع اليقين، أحـداث الحيـاة والنظرة إليها من خلال القرآن تصنع اليقين. اليقين. الإمـام علـي (عليه السلام) الذي حصل على اليقين من خلال الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن خلال القـرآن الكريم، كـان يقـول: ((والله لـو كشـف لـي الغطاء ما ازددت يقينا)).
وعندمـا يقـول أعمـالاً صالحة وعندما يقولون: {إِنَّا مُوقِنُونَ} هـل يعنـي ذلك أن الله قصر هنا في الدنيا فلم يبين الأعمال الصالحة ما هي؟ أو قصر في هدايته للناس هنا في الدنيا فلم يكن بين أيديهم ما يوصلهم إلى درجة اليقين؟ وإنما في القيامة هناك أبان لهم الأعمال الصالحة، وهناك أوصلهم إلى درجة اليقين. لا. لو كان الأمر هكذا لما جاز على الله سبحانه وتعالى أن يقصر هنا في الدنيا في هديه للناس، وفي تبيين طرق الأعمال الصالحة تقصيراً لا يمكن أن يفهموه، ثم يأتي يوم القيامـة فيقـولون: (كان باقي وباقي، ونحن لم نعلم بها، ولم يكـن فـي هديـك مـا يرشدنا إليها). أليست هذه حجة للناس على الله؟ سنقول بالتأكيد لكن نحن لم نرشد إليها، ونحن لم نعلمها في الدنيا إطلاقاً.
لماذا تأتي هنـا فـي يـوم القيامـة وتوضح لنا الأشياء بشكل واضح وجلي جداً؟ وفي الدنيا كان هناك تقصير مـن جانبـك في كتبك ومن جانب رسلك. لا يجوز على الله سبحانه وتعالى.
الله هنـا فـي الدنيـا بين، وكلمنا في القرآن الكريم عدة مرات أنه بيان. كتاب مبين. مبين. ألسنا نسمع هذه الفقرة تتكرر كثيراً في القرآن الكريم؟ ومن أين تحصل على درجة اليقين في الأشياء؟ أليس من التبيين، لكن أنت الذي علمت نفسك ألا توقن إلا عندما تضرب في رأسك عندما تحس بالضربة توقن. وهكذا نحن في الدنيا وهؤلاء أسلافنا كعرب الذين حكى الله عنهم أنهم قد يقولون هكذا. هم من لم يوقنوا ولم يسمحوا لأنفسهم أن يتغلغل إلى أعماقها اليقين من خلال التبيين الواضح، لم يوقنوا إلا عندما ضربوا في رؤوسهم، فأصبحت رؤوسهم منكسة {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}. اليقين هنا متوفر في الدنيا في أعلى درجاته.
والإمـام علـي هـو الشاهـد فـي كـل شيء لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وللقرآن ((والله لو كشف لي الغطاء - أي القيامة ورأيت جنة ونار ورأيت كـل شيء - ما ازددت يقينـاً)). اليقيـن توفر لدي من خلال القرآن الكريم والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
هو الشاهد لرسول الله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} (هود: 17) الرسول هو كان علـى بينـة من ربـه وهـو يتحـرك، ويبلّـغ، ويربـي ويعلم، ويتلوه ويتبعه شاهد منه. الإمام علي هو كان الشاهد الوحيد، الشاهد الكامل في كل مناحي التبليغ للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه لم يحصل من جانبه تقصير، والرسول كان يتحرك بحركة القرآن. والقرآن متوفر بين أيدينا. لكنا نحن من لا نسمح لأنفسنا أن توقن، وهكذا نحن في الدنيا، وسيكون من هذه نفسيته في الدنيا سيكون هكذا في الآخرة. {إِنَّا مُوقِنُونَ} في الآخرة تجلى كل شيء. لكنه هنا في الدنيا تجلى كل شيء: الحديث عن الجنة والنار بالشكل التفصيلي، الحديث عن النار، عن عذابها وشدته، عن طعامها، عن شرابها، عن لباس أهلها، عن صراخهم فيها، ألم يتحدث عنه القرآن في أجلى صوره؟ وبطريقة فنية عجيبة تكاد أن ترى ذلـك المشهـد مـن خـلال حديثه عنه، فتوقن، الجنة كذلك، أهوال القيامة، أهوال ذلك اليوم كذلك جاءت بالتفصيل داخل هذا القرآن. لكن أنت من لا تصغي لهذا القرآن ابتداءً من أن تفهم أنه من عند الله، ولهذا تكرر كثيراً في القرآن {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (السجدة: 2)، من الله، ألم يتكرر هكذا في أكثر السور؟
أنظر إلى القرآن الكريم أنه من الله، وتعرف على الله سترى كلمات هذا القرآن مهمة وتراها كاملة، وترى فيها البيان، وترى فيها التوضيح الذي يوصل إلى درجـة اليقيـن فـي كل شيء، ولكن لا أتعامل معه على أنه خطاب من الله هذا ما يحصل لدى الكثير منا.
تأتي ورقة خطاب من الرئيس أمراً إلى أهل منطقة فيتعاملون مع تلك الورقة بكل جد واهتمام ويجتمعون ويتشاورون كيف يعملون من أجل تنفيذها، أو من أجـل درء الخطـر والتهديـد الذي فيها عن أنفسهم، أليس هذا هو ما يحصل؟
لكنا هنا بالنسبة للقرآن الكريم لا يحرك فينا شعرة ولا نتجمع لنعرف كيف ننفذ ما فيه حتى ندرأ عن أنفسنا الخطورة التي تحدث عنها وهو يختلف عن أوامر الآخرين.
قد يأتيك أمر من الرئيس فيه تهديد مبهم وأنت الذي ستفكر وتبحث عن كيف تدفع عن نفسك ذلك الخطر، أما القرآن فقد تولى هو لأنه من الله الرحمن الرحيم، الحديث عن الخطر ثم إرشادك إلى كيف تقي نفسـك منه، ثم يعطيـك جائـزة عظيمـة وأنت تتحرك في درء ذلك الخطر عن نفسك في الدنيا هنا وفي الآخرة. أليس هذا هو أكمل من أي بيانات أخرى أو من أي أوامر أخرى تأتينا من عند الآخرين؟ تلك البيانات وتلك الأوامر التي تهز مشاعرنا وتجعلنا نجتمع ونتشاور كيف نصنع وكيف نعمل في تنفيذها، أو في درء خطورتها والتهديد الذي فيها عن أنفسنا، لو يقول لك شخص: [اترك هذه الورقة. ستقول هذا أمر من الرئيس وليس كلاماً فاضياً]. أليس أي شخص سيقول هكذا؟ هل نحن نقول هذه العبـارة مـع القـرآن الكريـم هـذا {تَنْزِيـلٌ مِـنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الواقعة:80) هل نحن نقول هذه؟ بل ندرسه دَرْوَسَه، لا نستشعر من أين نزل ولا ماذا يريد. تلاوة لا تقدم ولا تؤخر.
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
تأتي ورقة خطاب من الرئيس أمراً إلى أهل منطقة فيتعاملون مع تلك الورقة بكل جد واهتمام ويجتمعون ويتشاورون كيف يعملون من أجل تنفيذها، أو من أجـل درء الخطـر والتهديـد الذي فيها عن أنفسهم، أليس هذا هو ما يحصل؟
لكنا هنا بالنسبة للقرآن الكريم لا يحرك فينا شعرة ولا نتجمع لنعرف كيف ننفذ ما فيه حتى ندرأ عن أنفسنا الخطورة التي تحدث عنها وهو يختلف عن أوامر الآخرين.
قد يأتيك أمر من الرئيس فيه تهديد مبهم وأنت الذي ستفكر وتبحث عن كيف تدفع عن نفسك ذلك الخطر، أما القرآن فقد تولى هو لأنه من الله الرحمن الرحيم، الحديث عن الخطر ثم إرشادك إلى كيف تقي نفسـك منه، ثم يعطيـك جائـزة عظيمـة وأنت تتحرك في درء ذلك الخطر عن نفسك في الدنيا هنا وفي الآخرة. أليس هذا هو أكمل من أي بيانات أخرى أو من أي أوامر أخرى تأتينا من عند الآخرين؟ تلك البيانات وتلك الأوامر التي تهز مشاعرنا وتجعلنا نجتمع ونتشاور كيف نصنع وكيف نعمل في تنفيذها، أو في درء خطورتها والتهديد الذي فيها عن أنفسنا، لو يقول لك شخص: [اترك هذه الورقة. ستقول هذا أمر من الرئيس وليس كلاماً فاضياً]. أليس أي شخص سيقول هكذا؟ هل نحن نقول هذه العبـارة مـع القـرآن الكريـم هـذا {تَنْزِيـلٌ مِـنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الواقعة:80) هل نحن نقول هذه؟ بل ندرسه دَرْوَسَه، لا نستشعر من أين نزل ولا ماذا يريد. تلاوة لا تقدم ولا تؤخر.
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر 5-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
6-5 وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر.pdf
467.4 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📄 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 5-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا
#الشهيد_القائد
ملزمة ((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر))
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
#الشهيد_القائد
ملزمة ((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر))
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah