يجب أن نبصر ونسمع في الدنيا أمام الأخطار المحدقة بنا وبديننا في الدنيا
#الشهيد_القائد
ملزمة ((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر))
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
#الشهيد_القائد
ملزمة ((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر))
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
حول آخر تطورات العدوان على غزة و لبنان والمستجدات الإقليمية والدولي
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
🎧 كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
جودة عالية
📹 شاهد | كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📹 شاهد | كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
📹 شاهد | كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
كلمة_قائد_الثورة_26_جمادى_الأول_1446هـ.docx
79.6 KB
(WORD)
📚 نص كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📚 نص كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
كلمة_قائد_الثورة_26_جمادى_الأول_1446هـ.pdf
3.5 MB
(PDF)
📚 نص كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📚 نص كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول آخر تطورات العدوان على #غزة و #لبنان والمستجدات الإقليمية والدولية 26-05-1446 | 28-11-2024
#سيد_القول_والفعل
#مع_غزة_حتى_النصر
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ثم يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (السجدة: 13) ماذا كان ينتظر أولئك الناس؟ مـا هـو الهـدى الذي كانوا ينتظرونه؟ أن يساقوا سوقاً رغماً عنهم وقسراً إلى كل قضية فيها أجر كبير لهم، إلى كل عمل فيه مصلحة لهم، إلى كل عمل فيه درء للعذاب عن أنفسهم. أن يساقوا سوقاً بالعصا، يمسك الإنسان بمقدمة رأسه فيساق غصباً عنه إلى الصلاة، ثم يساق غصباً عنه إلى ميادين الجهاد، ثم ترفع يده غصباً عنه ويضرب بها الآخرون غصباً عنه. هل كنت تنتظر حركة من هذا النوع؟ هذا ما لا يمكن. هذا ما لا يمكن.
لقد جاء الهدى على أعلى مستوياته، وجاء الهدى في أبين آياته وأحكمهـا وأكثرهـا تفصيـلاً ووضوحـاً، أي هدى كنت تنتظره؟ كان بالإمكان أن نهديك هذا النوع من الهدى، كما يفسرون هذه الآية: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يقولـون علـى طريقة القسر والإلجاء، أن يمسكك بإذنك إلى المسجد ويضعك بين الماء تتوضأ غصباً عنك، ويرفعك غصباً عنك وتصلي غصباً عنك، وأربعة أو خمسة ملائكة بأيديهم سياط يضربونك وهم وراءك أينما ذهبت.
لكن هذا ليس هدى، أنت حينئذٍ لست إنساناً. إنك إنسان لك درجتك ولك كرامتك. ماذا سيكون الإنسان حينئذٍ إذا كان على هذا النحو، مـاذا يقـال لـه؟ قـد يقـال لـه: حمـار! هـل كنـت تريد في الدنيا هذه أن تساق كما يساق الحمار؟ إن الله قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الإسراء: 70) حملك في البر على هذه الـدواب، وهـداك هداية توفر لـك الكرامـة وفيهـا كرامتـك، وتحركـك فيهـا وأنت تطبق أي شيء منها هو كرامة لك وعز لك، في حياتك وأنت تتناول طعامك وشرابك بشكل تكون فيه مكرماً، أنت واقف منتصب القامة تصل بطعامك عـن طريـق يـدك إلى فمك، لكـن تلـك الحيوانـات الأخرى التي سخرت لك هي من تتناول طعامها بفمها.
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريماً لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذاً فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: 44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق. ننطلق نتلمس آثار الكرامـة فـي كل جانب من جوانب هدايته لنا. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة. أليست العزة للمؤمنين؟ إذاً فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون:8) العـزة للمؤمنين. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة وراء كل شخص منهم. ليست هذه عزة.
أولم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافراً! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضاً، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون، لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته.
🔹معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ثم يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (السجدة: 13) ماذا كان ينتظر أولئك الناس؟ مـا هـو الهـدى الذي كانوا ينتظرونه؟ أن يساقوا سوقاً رغماً عنهم وقسراً إلى كل قضية فيها أجر كبير لهم، إلى كل عمل فيه مصلحة لهم، إلى كل عمل فيه درء للعذاب عن أنفسهم. أن يساقوا سوقاً بالعصا، يمسك الإنسان بمقدمة رأسه فيساق غصباً عنه إلى الصلاة، ثم يساق غصباً عنه إلى ميادين الجهاد، ثم ترفع يده غصباً عنه ويضرب بها الآخرون غصباً عنه. هل كنت تنتظر حركة من هذا النوع؟ هذا ما لا يمكن. هذا ما لا يمكن.
لقد جاء الهدى على أعلى مستوياته، وجاء الهدى في أبين آياته وأحكمهـا وأكثرهـا تفصيـلاً ووضوحـاً، أي هدى كنت تنتظره؟ كان بالإمكان أن نهديك هذا النوع من الهدى، كما يفسرون هذه الآية: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} يقولـون علـى طريقة القسر والإلجاء، أن يمسكك بإذنك إلى المسجد ويضعك بين الماء تتوضأ غصباً عنك، ويرفعك غصباً عنك وتصلي غصباً عنك، وأربعة أو خمسة ملائكة بأيديهم سياط يضربونك وهم وراءك أينما ذهبت.
لكن هذا ليس هدى، أنت حينئذٍ لست إنساناً. إنك إنسان لك درجتك ولك كرامتك. ماذا سيكون الإنسان حينئذٍ إذا كان على هذا النحو، مـاذا يقـال لـه؟ قـد يقـال لـه: حمـار! هـل كنـت تريد في الدنيا هذه أن تساق كما يساق الحمار؟ إن الله قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (الإسراء: 70) حملك في البر على هذه الـدواب، وهـداك هداية توفر لـك الكرامـة وفيهـا كرامتـك، وتحركـك فيهـا وأنت تطبق أي شيء منها هو كرامة لك وعز لك، في حياتك وأنت تتناول طعامك وشرابك بشكل تكون فيه مكرماً، أنت واقف منتصب القامة تصل بطعامك عـن طريـق يـدك إلى فمك، لكـن تلـك الحيوانـات الأخرى التي سخرت لك هي من تتناول طعامها بفمها.
أفكنت تنتظر أن تساق في هذه الدنيا كما تساق تلك الحيوانات التي كرمناك بأن جعلناك تُحمل عليها {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. لو كنا نريد أن نساق كتلك الحيوانات التي نسوقها في البر. هل كنت تنتظر من الله أن يسوقك كما تسوق الحمار الذي تركبه، وهو يقول لك: إنما سخر ذلك الحمار لك، تكريماً لك، وأنه من مصاديق تكريمه لك أن سخر لك تلك الحيوانات.
إذاً فالهدى هو في متناولك على أعلى درجاته بالشكل الذي يتناسب مع تكريمك، ولكنك من أهنت نفسك، من أصبحت في واقعك كما قال الله عنك: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: 44) أنت تريد أن تتهرب من التكريم حتى في وسيلة الهداية لك، وأنت من ترفض أن تتناول طعامك وشرابك على غير طريقة التكريم، أما الهدى من الله وهو أكرم من طعامك وشرابك فتريد أن يقدم لك على غير شكل التكريم، أليس هذا الذي نريد!
الله جعلنا نتناول طعامنا وشرابنا بطريق مشرفة وكريمة، لكننا نريد أن يعطينا الأهم من الشراب والطعام بشكل مهين! أن يجعل أربعة من ملائكته مع كل شخص منا، وبأيديهم السياط والحبال فيسوقون كل واحد منا كما يساق الحمار. كيف سيقول لك الملك وهو يسوقك بالسوط. تفضل أو كما تقول للحمار، أنت تقول للحمار تفضل اخرج؟ أو تفضل ادخل؟ أو تقول بعبارات أخرى لا تعني أكثر من عبارات الدفع والسوق.
يجب أن نفهم تكريم الله لنا، وأن تكريمه لنا في هدايته، وأن من الحكمة أن تقدم هدايته لنا بالشكل الذي يتناسب مع تكريمنا. أما أن يكرمنا فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب ثم لا تكون الهداية بالشكل الذي فيها تكريم لنا وعن طريقة أنفسنا، نحن نعقل، نفهم، نوقن، نثق، نصدق. ننطلق نتلمس آثار الكرامـة فـي كل جانب من جوانب هدايته لنا. أليس هذا بوسعنا؟ وسترى كيف سيصل الناس وتصل أنت إلى العزة. أليست العزة للمؤمنين؟ إذاً فكنت ممن يقترح على الله أن يكون أولياؤه كالحمير!
إذا كنت تنتظر هداية من ذلك النوع القسر والإلجاء هو يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون:8) العـزة للمؤمنين. هل ستكون العزة لأولياء الله أن يساقوا كما يساق الحمير عن طريق ملكين أو ثلاثة وراء كل شخص منهم. ليست هذه عزة.
أولم يحرم الإسلام التعذيب للإنسان حتى وإن كان كافراً! التعذيب في السجون محرم وفي القوانين الدولية أيضاً، من ضمن بنود حقوق الإنسان القائمة التي فيها تنظيم لحقوق الإنسان ورعاية حقوقه كقانون دولي، تحريم تعذيبه في السجون، لأنه يتنافى مع كرامته، يتنافى مع كرامته.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَـا كُـلَّ نَفْـسٍ هُدَاهَا} هل تريد أن ترى هدى من هذا النوع الذي كنت تقترحه على الله سبحانه وتعالى. وهو الشيء الذي لا يمكن أن يعملـه. انظـر إلى السجون إلى التعذيب هناك هدى بوسائل التعذيب، أليس السجان يحاول فيك أن يهديك لأن تطيع السلطـة. بتلـك الطريقـة بتعذيبـك بالقيـود وبالكهرباء وبوسائل أخرى. هل ذلك تكريم للسجين؟ أو أنه إهانة ممن يفعله؟ هو إهانة. الله لا يمكن أن تكـون هدايتـه للآخريـن علـى هـذا النحـو، لأنـه الكريم وهـو العزيـز هـو مـن يريـد أن يكـون أولياؤه كرماء وأعزاء.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَـا كُـلَّ نَفْـسٍ هُدَاهَـا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها. هو كرامتها. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال. هنا إهانة. هنا قهر. أمـا مـن جانـب الله سبحانـه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القـرآن الكريـم تجـد أن خطابـه معـك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: 245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: 16) يتحـدث مـع النـاس بمنطـق لطيـف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسـان أمـام الله. لمـاذا؟ كـم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
نحن من نرى أنفسنا أذلاء أمام أشخاص يذلون أنفسهم لأمريكـا وإسرائيـل، نبـدو أعزاء أمـام الله سبحانـه وتعالى، ونبدو كباراً في مواجهة الله سبحانه وتعالى. نبدو كباراً ونتحدى ونرفض وكم هو الفارق بين الله وبين أولئك الذين نذلل أنفسنا لهم، ونطوع أنفسنا لهم. أليس الفارق كبيراً؟ أليسوا هم في واقعهم إنما هم عبيد أذلاء لله، وقد يكون الكثير منهم في قائمة {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: 44).
فنذلل أنفسنا لمن هم أضل من الأنعام ولا نذلل أنفسنا لله سبحانه وتعالى، وتذليل أنفسنا له هي الكرامة، هي العزة.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة:13). هناك في الوسط أشياء كثيرة جداً بين {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَـا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَـا} وبيـن {وَلَكِـنْ حَـقَّ الْقَـوْلُ مِنِّي} لا تعني العبارة بأنـه كان بإمكاني أن أهدي كل شخص. ولكن سبق مني يمين أن أعذبهم وسأعذبهم. لا. ليست القضية على هذا النحو.
لقد هدى الهداية الكافية، وتوعد هنا في الدنيا أولئك الذين قدم إليهم هداه {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال: 24) {وَأَطِيعُوا ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ} (الِ عِمرَانَ:١٣٢) ألـم يكـرر حديثـه مـع الناس وهو يهديهم؟ وفي الوقت نفسه قال إذا سرتم في طريق الشيطان إذا اتبعتم الشيطان فإني قد أقسمت {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة: 13) ممن تبع الشيطان {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} (الأعراف: 18) أقسم أن يملأ جهنم من أين؟ ممن تبع الشيطان، ممن أعرض عن الهدى، ممن أعرض عن ذكر الله، ممن رفض الإذعان والتسليم لله سبحانه وتعالى.
سبق القول منه ليس كما يقول الواحد منا: [لا بأس والله إنه حقيقة لكن قد زلت كلمة مني ما عاد سبر إلا كذا. تريد أفجر] لا. قد سبق القول في الدنيا، أنه سيملأ جهنم ممن يتبعون الشيطان وقد علمنا طريقة الشيطان وحذرنا من الشيطان. ألم يقل إنه لكم عدو فاتخذوه عدوا {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر: 6) لقد سبق كل شيء منه، وعده هو لا يمكن أن يتخلف، وسيرى هؤلاء أيضاً الذين وقفوا منكسين لرؤوسهم ويقولون هذا الكلام سيرون أنفسهم عندما يساقون إلى جهنم أنـه لا عـذر لهـم إطلاقـاً، وأنهم جديرون بـأن يساقـوا إلى جهنم. {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَـا قَـالَ فَذُوقُـوا الْعَـذَابَ} (الأنعام: 30) {وَلَكِنْ حَـقَّ الْقَـوْلُ مِنِّـي لَأَمْـلَأَنَّ جَهَنَّـمَ مِـنَ الْجِنَّـةِ وَالنَّـاسِ أَجْمَعِينَ} {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (السجدة: 14).
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَـا كُـلَّ نَفْـسٍ هُدَاهَـا} يجب أن نفهم هذه: أن الله قد هدانا وشاء هدايتنا لكن على الشكل الذي فيه كرامتنا، حتى وهو يعبّدنا لنفسه سبحانه وتعالى يقول لنا: أن تعبيد أنفسنا له هو حريتها. هو كرامتها. هو عزتها وقد وضع في الحياة في الحاضر والماضي من الحياة أمام كل جيل الشواهد، الشواهد على أن العبودية لله هي الكرامة وهي العزة، وهو سبحانه وتعالى يعبدك لنفسه ليس كأي ملِك آخر يحاول أن يطوعك لنفسه، هنا إذلال. هنا إهانة. هنا قهر. أمـا مـن جانـب الله سبحانـه وتعالى فهو تكريم وعزة وتكريم الله لنا وعزته لنا تمثلت في هدايته على هذا النحو الذي قدمه لنا.
ثم انظر في القـرآن الكريـم تجـد أن خطابـه معـك على الشكل الذي يراعي تكريمك، يراعي كرامتك حتى وهو يوجهك إلى أن تنفق في سبيله. ألم يقل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} (البقرة: 245). ويقول: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} (الزمر: 16) يتحـدث مـع النـاس بمنطـق لطيـف، وبأسلوب رحيم، وبأسلوب يخجل الإنسـان أمـام الله. لمـاذا؟ كـم الفرق بيننا وبين الله، من نحن؟ من نحن في واقع أنفسنا بالنسبة لله؟ لا مقارنة لكنه كرمنا وهو يتحدث معنا بنحو يوحي بتكريمه لنا.
نحن من نرى أنفسنا أذلاء أمام أشخاص يذلون أنفسهم لأمريكـا وإسرائيـل، نبـدو أعزاء أمـام الله سبحانـه وتعالى، ونبدو كباراً في مواجهة الله سبحانه وتعالى. نبدو كباراً ونتحدى ونرفض وكم هو الفارق بين الله وبين أولئك الذين نذلل أنفسنا لهم، ونطوع أنفسنا لهم. أليس الفارق كبيراً؟ أليسوا هم في واقعهم إنما هم عبيد أذلاء لله، وقد يكون الكثير منهم في قائمة {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الفرقان: 44).
فنذلل أنفسنا لمن هم أضل من الأنعام ولا نذلل أنفسنا لله سبحانه وتعالى، وتذليل أنفسنا له هي الكرامة، هي العزة.
{وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة:13). هناك في الوسط أشياء كثيرة جداً بين {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَـا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَـا} وبيـن {وَلَكِـنْ حَـقَّ الْقَـوْلُ مِنِّي} لا تعني العبارة بأنـه كان بإمكاني أن أهدي كل شخص. ولكن سبق مني يمين أن أعذبهم وسأعذبهم. لا. ليست القضية على هذا النحو.
لقد هدى الهداية الكافية، وتوعد هنا في الدنيا أولئك الذين قدم إليهم هداه {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال: 24) {وَأَطِيعُوا ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ} (الِ عِمرَانَ:١٣٢) ألـم يكـرر حديثـه مـع الناس وهو يهديهم؟ وفي الوقت نفسه قال إذا سرتم في طريق الشيطان إذا اتبعتم الشيطان فإني قد أقسمت {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (السجدة: 13) ممن تبع الشيطان {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} (الأعراف: 18) أقسم أن يملأ جهنم من أين؟ ممن تبع الشيطان، ممن أعرض عن الهدى، ممن أعرض عن ذكر الله، ممن رفض الإذعان والتسليم لله سبحانه وتعالى.
سبق القول منه ليس كما يقول الواحد منا: [لا بأس والله إنه حقيقة لكن قد زلت كلمة مني ما عاد سبر إلا كذا. تريد أفجر] لا. قد سبق القول في الدنيا، أنه سيملأ جهنم ممن يتبعون الشيطان وقد علمنا طريقة الشيطان وحذرنا من الشيطان. ألم يقل إنه لكم عدو فاتخذوه عدوا {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر: 6) لقد سبق كل شيء منه، وعده هو لا يمكن أن يتخلف، وسيرى هؤلاء أيضاً الذين وقفوا منكسين لرؤوسهم ويقولون هذا الكلام سيرون أنفسهم عندما يساقون إلى جهنم أنـه لا عـذر لهـم إطلاقـاً، وأنهم جديرون بـأن يساقـوا إلى جهنم. {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَـا قَـالَ فَذُوقُـوا الْعَـذَابَ} (الأنعام: 30) {وَلَكِنْ حَـقَّ الْقَـوْلُ مِنِّـي لَأَمْـلَأَنَّ جَهَنَّـمَ مِـنَ الْجِنَّـةِ وَالنَّـاسِ أَجْمَعِينَ} {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (السجدة: 14).
ليست كلمة زلة مني وضحت في الدنيا كل شيء، وهداي كان شاملاً لكل شيء وعلى أبين ما يمكن أن يكون الخطاب معكم أنتم من كنتم تتناسون. إذاًُ {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} يومكم هـذا ما هـو؟ يوم القيامة. {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} كنتم في الدنيا ناسين لهذا اليوم لا تحسبون حسابه ينذركم المنذرون عن خطورة هذا اليوم، ويبيّنون لكم طريق النجاة في ذلك اليوم، فكنتم تنسون كل شيء، وتتناسون كل شيء. إذاً فذوقوا أثر نسيانكم {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} وإن كنتم تنكسون رؤوسكم بين يدي وتقولون: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} لا سماع لكلامكم هذا، أنتم منسيون أنتم متروكون، لأنكم أنتم من نسيتم أنفسكم. هكذا يعني الكلام من الله سبحانه وتعالى فيما نفهم.
{فَذُوقُوا} يقول لمن؟ لأولئك الذين هم ناكسوا رؤوسهم عند ربهم {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} يقول لهم: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُـمْ هَـذَا إِنَّـا نَسِينَاكُـمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: 14). بأعمالكم أنتم يا من تقولون نريد أن نرجع فنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل، كنتم تعملون الأعمال السيئـة، وكانـت قائمـة الأعمـال الصالحـة أمامكـم واضحة، فكنتم من تنصرفون عنها، وتذوبون في تلك الأعمال الباطلة القبيحة الشريرة التي أوصلتكم إلى هذه العاقبة السيئة. {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: 14). الله لا يظلـم أحـداً. لا يظلم الناس مثقال ذرة لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهـذا العـذاب هـو بأعمالكـم أنتـم، وأعمالكـم التي كنتم تنطلقون فيها بكل جرأة.
أوليس الناس في هـذه الدنيا في الباطل ينطلقون في الأعمـال الباطلـة برغبــة؟ وينفقـون أموالهـم فـي الباطل، ويتحركون في الباطل، بل يلومون من يتحرك في الحق أليس كذلك؟ هل أحد هنا في الدنيا يكره الناس علـى الباطـل؟ هـم مـن ينطلقـون فـي أعمال الباطل برغبتهم وبشوقهم ويبذلون من أجله نفوسهم وأموالهم.
هذه آثار أعمالـك تلـك التـي كنت في الدنيا لا تكره عليها من جانب أحد، وكنت في الدنيا أيضاً قد حذرت من عواقبها، إذاً هي تلك الأعمال التي أضعتها، التي لم تكن تنساق إليها إلا كرهاً ومجاملةً، لـم تكـن تنطلق فيها إلا بتثاقل، إلا بتحيل وتملص، هي الأعمال التي ستطالب بها يوم القيامة.
أوليس الناس هنا في الدنيا كل من تحرك ليرشد الناس لينذر الناس تلمس من الناس تثاقل نحو الأعمال الصالحة؟ أوليس الناس هكذا؟ يتثاقلون ويتباطؤون، بينما هو يقول أن المفترض هو أن الناس يتسابقون نحو الأعمال الصالحة، ويسارعون إليها، لكن الأعمال الباطلة كلمة واحدة، واتجهوا إليها. أليس كذلك؟
أليـس النـاس ينطلقـون فـي الأعمـال الباطلـة دون توجيه ودون إرشاد؟ بل يكتفي الشيطان وأولياء الشيطان بوسوسة وأنت ستنطلق أوتوماتيكياً وبكل رغبة، الشيطان يوسوس لكن الله هنا يصدر آياته ويملؤها إنذاراً، ويملؤها هدايةً، وتتكرر على مسامع عباده دائماً، فـلا ينطلقـون، لا ينطلقـون فـي أداء الأعمال التي ترشد إليها كما ينطلقون في الأعمال التي يوسوس لها الشيطان وسوسة!
المنافقون أليسوا يؤثرون في الناس أكثر مما يؤثر المصلحون؟ لأننا نحن لم نتهيب من الأعمال الباطلة، ولم نروض أنفسنا على الرغبة في الأعمال الصالحة، وعلى الانطلاق فيها من خلال معرفتنا لآثار هذه، وآثار تلك فننطلق في الأعمال الباطلة ونتثاقل في الأعمال الصالحة، ثم يوم القيامة ستكتشف المسألة أننا سنذوق وبال أعمالنا. هل ستبقى لأحد منا حجة على الله سبحانه وتعالى إذا مـا قيـل لـه: {وَذُوقُـوا عَـذَابَ الْخُلْـدِ بِمَـا كُنْتُـمْ تَعْمَلُونَ}؟ سترى نفسك أنت أنه [والله فعلاً. فقد كنا ننطلق في هذه الأعمال التي جرتنا إلى هذه العاقبة السيئة ولا نرضى نتوقف، ولا نسمع من ينذرنا، ولا نتوقف إذا مـا انطلق أحد من الناس يحذرنا عواقبها، ولا نقبل على الأعمال الصالحة التي نحن الآن نبحث عنها].
{فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} سترى أنت نفسك أنه لا حجـة لـك علـى الله سبحانه وتعالى، لأنه قال لك: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ومن منا سيرى نفسه أنه كان في الدنيا يكره على الباطل؟ ثقلت عليك الأعمال فقيل لك: ذق بما كنت تعمل تلـك الأعمـال التـي كنـت تنطلـق فيهـا برغبتـك واختيارك، وتنساق من تلقاء نفسك. هل سترى أن لك عذراً؟ وأنت من كنت تعمل تلك الأعمال على هذا النحو.
لا تتصور بأنها {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أنني كنت في الدنيا أكره على هذه الأعمال، لو كنت تكره لما حسبت عليك، أوليس هذا ملغياً في التشريع؟ أن مـا أكرهـت عليه، كثير من الأشياء التـي تكـره عليهـا لا تؤاخـذ عليها، كثير من الأشياء تكره عليها لا تعد نافذة لو أكرهت على أن تبيع مبيعاً معيناً، أو أكرهت على أن تطلق زوجتك. لا ينفذ، أليس هذا من رحمة الله؟
{فَذُوقُوا} يقول لمن؟ لأولئك الذين هم ناكسوا رؤوسهم عند ربهم {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} يقول لهم: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُـمْ هَـذَا إِنَّـا نَسِينَاكُـمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: 14). بأعمالكم أنتم يا من تقولون نريد أن نرجع فنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل، كنتم تعملون الأعمال السيئـة، وكانـت قائمـة الأعمـال الصالحـة أمامكـم واضحة، فكنتم من تنصرفون عنها، وتذوبون في تلك الأعمال الباطلة القبيحة الشريرة التي أوصلتكم إلى هذه العاقبة السيئة. {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: 14). الله لا يظلـم أحـداً. لا يظلم الناس مثقال ذرة لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهـذا العـذاب هـو بأعمالكـم أنتـم، وأعمالكـم التي كنتم تنطلقون فيها بكل جرأة.
أوليس الناس في هـذه الدنيا في الباطل ينطلقون في الأعمـال الباطلـة برغبــة؟ وينفقـون أموالهـم فـي الباطل، ويتحركون في الباطل، بل يلومون من يتحرك في الحق أليس كذلك؟ هل أحد هنا في الدنيا يكره الناس علـى الباطـل؟ هـم مـن ينطلقـون فـي أعمال الباطل برغبتهم وبشوقهم ويبذلون من أجله نفوسهم وأموالهم.
هذه آثار أعمالـك تلـك التـي كنت في الدنيا لا تكره عليها من جانب أحد، وكنت في الدنيا أيضاً قد حذرت من عواقبها، إذاً هي تلك الأعمال التي أضعتها، التي لم تكن تنساق إليها إلا كرهاً ومجاملةً، لـم تكـن تنطلق فيها إلا بتثاقل، إلا بتحيل وتملص، هي الأعمال التي ستطالب بها يوم القيامة.
أوليس الناس هنا في الدنيا كل من تحرك ليرشد الناس لينذر الناس تلمس من الناس تثاقل نحو الأعمال الصالحة؟ أوليس الناس هكذا؟ يتثاقلون ويتباطؤون، بينما هو يقول أن المفترض هو أن الناس يتسابقون نحو الأعمال الصالحة، ويسارعون إليها، لكن الأعمال الباطلة كلمة واحدة، واتجهوا إليها. أليس كذلك؟
أليـس النـاس ينطلقـون فـي الأعمـال الباطلـة دون توجيه ودون إرشاد؟ بل يكتفي الشيطان وأولياء الشيطان بوسوسة وأنت ستنطلق أوتوماتيكياً وبكل رغبة، الشيطان يوسوس لكن الله هنا يصدر آياته ويملؤها إنذاراً، ويملؤها هدايةً، وتتكرر على مسامع عباده دائماً، فـلا ينطلقـون، لا ينطلقـون فـي أداء الأعمال التي ترشد إليها كما ينطلقون في الأعمال التي يوسوس لها الشيطان وسوسة!
المنافقون أليسوا يؤثرون في الناس أكثر مما يؤثر المصلحون؟ لأننا نحن لم نتهيب من الأعمال الباطلة، ولم نروض أنفسنا على الرغبة في الأعمال الصالحة، وعلى الانطلاق فيها من خلال معرفتنا لآثار هذه، وآثار تلك فننطلق في الأعمال الباطلة ونتثاقل في الأعمال الصالحة، ثم يوم القيامة ستكتشف المسألة أننا سنذوق وبال أعمالنا. هل ستبقى لأحد منا حجة على الله سبحانه وتعالى إذا مـا قيـل لـه: {وَذُوقُـوا عَـذَابَ الْخُلْـدِ بِمَـا كُنْتُـمْ تَعْمَلُونَ}؟ سترى نفسك أنت أنه [والله فعلاً. فقد كنا ننطلق في هذه الأعمال التي جرتنا إلى هذه العاقبة السيئة ولا نرضى نتوقف، ولا نسمع من ينذرنا، ولا نتوقف إذا مـا انطلق أحد من الناس يحذرنا عواقبها، ولا نقبل على الأعمال الصالحة التي نحن الآن نبحث عنها].
{فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} سترى أنت نفسك أنه لا حجـة لـك علـى الله سبحانه وتعالى، لأنه قال لك: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ومن منا سيرى نفسه أنه كان في الدنيا يكره على الباطل؟ ثقلت عليك الأعمال فقيل لك: ذق بما كنت تعمل تلـك الأعمـال التـي كنـت تنطلـق فيهـا برغبتـك واختيارك، وتنساق من تلقاء نفسك. هل سترى أن لك عذراً؟ وأنت من كنت تعمل تلك الأعمال على هذا النحو.
لا تتصور بأنها {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أنني كنت في الدنيا أكره على هذه الأعمال، لو كنت تكره لما حسبت عليك، أوليس هذا ملغياً في التشريع؟ أن مـا أكرهـت عليه، كثير من الأشياء التـي تكـره عليهـا لا تؤاخـذ عليها، كثير من الأشياء تكره عليها لا تعد نافذة لو أكرهت على أن تبيع مبيعاً معيناً، أو أكرهت على أن تطلق زوجتك. لا ينفذ، أليس هذا من رحمة الله؟
إذاً فهذه الأعمال بما كنتم تعملون، هي الأعمال التي كنا لا أحد يوقفنا عن الانطلاق فيها، ولا نصغي لأحد يطلب منا أن نرفضها وأن نتركها، وأن ننطلق في الأعمال الصالحة {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا هنا في الدنيا، أن يجعلنا ممن يبصرون ويسمعون، وأن يجعلنا من أوليائه الذيـن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأن ينجينا من جهنم، وأن ينجي كل واحد منا من أن يكون ممن يقول هذه الكلمة: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}، وأن يزيدنـا يقينـاً في الدنيا، وبصيرةً في الدنيا، ونحـن مـا نـزال فـي هذه الدنيا نستطيع أن نعمل، ونستطيع أن ننطلق على هداه، إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا هنا في الدنيا، أن يجعلنا ممن يبصرون ويسمعون، وأن يجعلنا من أوليائه الذيـن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأن ينجينا من جهنم، وأن ينجي كل واحد منا من أن يكون ممن يقول هذه الكلمة: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ}، وأن يزيدنـا يقينـاً في الدنيا، وبصيرةً في الدنيا، ونحـن مـا نـزال فـي هذه الدنيا نستطيع أن نعمل، ونستطيع أن ننطلق على هداه، إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر 6-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
6-6 وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر.pdf
481.7 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📄 (1) دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
📄 (2) دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah