﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾[ العنكبوت: 69]
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Forwarded from كونوا أنصار الله
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم السادس
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} يتمنون وبكل لهف وشوق أن يضلوكم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران:69) وعندما يكونون كما قال الله تعالى عنهم –يودون، فمن الطبيعي أنهم عندما يمتلكون كل وسائل الإضلال فإنهم سينطلقون إلى إضلالنا، فنحن هنا وجدنا فيما يتعلق بنموذج واحـد مـن أنبيائهم أنه النموذج الذي لا يسير وراءه الكثير من شبابنا في البلاد العربية.
أوليس اليهود هم من يصنعون للشباب نماذج يتعلقون بهم في مجال الفـن، فـي مختلـف مجـالات الألعـاب الرياضية؟ تجد الشاب هو من يتعلق ببطل في الأرجنتين، أو في البرازيل، أو في أي منطقة أخرى وهو يتنكر لكل أعلام تاريخـه، ولكل أعلام دينه، بل يتنكر للعظماء من أنبياء الله فلا يلتفت إليهم، ولا يعمل على أن يتحلى بأخلاقهم، والله هو من أمره، وأمر بقية الشباب المسلمين، أمر الناس جميعاً أن يؤمنوا برسل الله كما في آخر (سورة البقرة): {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة:285).
لأن كل نبي مـن أنبيـائه هـو عَلَـم مـن أعلامـه، ويحتـاج الناس إلى أن يقتبسوا من هديه، أن يتأسوا به في مواقفه المشرفة، في مواقفه العظيمة، وكثير من أنبياء الله عُرضت لهم مواقف عظيمة جـداً وهـم مـا زالوا في مرحلة شبابهم، في فترة ريعان شبابهم كنبي الله موسى (عليه السلام) الذي تكررت قصته في القرآن الكريم كثيراً، كما تكرر الحديث عن فرعون أيضاً كثيراً، كما تكرر الحديث عن بني إسرائيل؛ لأن فيه أسوة، وليقال لنا: هذا هو نبي اليهود، الذي يؤمنون به، وهو نبي من أنبياء الله لكنهم أصبحوا بعيدين عنه. فهل أنتم يـا مـن آمنتم بموسى كما آمنتم بمحمد هل ستتركون محمداً، وتتركون موسى وعيسى وتسيرون وراء أولئك؟
نبي الله موسى (عليه السلام) لاهتمامه العظيم بأمر الدِّيـن، والفارق الكبير فيما بينه وبين أولئك الذين أصبحوا من بني إسرائيل يشترون الدنيا بالدِّين، يبيعون الدِّين بثمن قليل من الدنيا، كان للدِّين مكانته العظيمة في نفسه. أليس هو من استشاط غضباً عندما عاد ووجد قومه قد أصبحوا يعبدون العجل؟ ألقى الألواح وهي تلك الألواح التي ظل بكل شوق ينتظر الموعد مع الله ليتلقى منه الهداية، لكنه عندما عاد عاد غضباناً أسفاً، وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه - أخوه نبي الله هارون (عليه السلام) - انفعل انفعالاً شديداً، غضب غضباً عارماً حتى جر رأس أخيه هارون بانفعاله الشديد فقال له هارون: {يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} (طـه:94) هز بلحيته، وهز برأسه، وأخوه هارون هو الذي لم يقصر. هذه النفس التي يستـثيرها أن ترى ذلك الهدى، أن ترى تلك الأمـة التي هو حريص على هدايتها، ويعرف قيمة الهدى بالنسبة لها، أهمية الدِّيـن والهـدى بالنسبـة لها يراها تتحول إلى عجل، تتنكر لنعمة الله عليها يوم أنقذها من آل فرعون، يوم أن شق لهم في البحر طريقاً يبساً ليخرجوا ثم ينطبق البحر على أعدائهم، ثم يتجهون لعبادة عجل! غضب غضباً شديداً، انفعل انفعالاً شديداً.
هو نفسه من هدد قارون ذلك الذي كان لديه الأموال الكثيرة الطائلة، الذي قال الله عنه: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَـا إِنَّ مَفَاتِحَـهُ لَتَنُـوءُ بِالْعُصْبَـةِ أُولِي الْقُوَّةِ} (القصص:76) هل قال موسى عليه السلام: حاول أن تعطينا سلفة، حاول تعطينا من هذا ونحن سنعمل كذا، ونحن سنتمشى معك؟ هدده، وفي الأخير دعا الله عليه أن يخسف به وبداره الأرض، ولم يلتفت إلى ماله، ولم يصبح لقارون ولا لماله وزن عنده.
من هو ذاك منا الذي يغضب والعجول تُعبد؟ عجول من البشر! عجول من اليهود والنصارى تُعبد من دون الله! عجـول مـن الطاغـوت يسيـر النـاس وراءهـا فيعبدونها من دون الله! من هم أولئك الذين يغضبون لهـذا؟ هـل أحـد يغضب؟ اللهم لا ندري من هو الذي يغضب.
ما الذي أوصلنا إلى هذه الحالة؟ هي أننا حملنا النفسية اليهودية بين أكتافنا، تلك النفسية التي لا قيمة للدِّين عندها، والـذي لا قيمة للدِّين عنده لن يغضب إذا رأى الأمـة تعبُـد عجـلاً سواءً عجلاً من الفضة، أو عجلاً من البشر، لا يغضب. ألسنا نرى أن الشيء الذي هو غائب عن أوساط المسلمين هو الغضب لله؟ بل يصبح الاستسلام هو الحكمة، أن تهدأ، أن تسكت، أن تمسك أعصابك لا تغضب، هذه هي الحكمة، ودع الأمة كلها تعبد تلك العجول، وتعبد ذلك العجل الكبير في البيت الأبيض. أليس هذا هو منطق الحكمة داخل البلاد العربية؟ أمـا مـن ينفعل، أمـا مـن يغضـب، فإنـه أحمـق، وإنـه لا يقدّر مصلحة الأمة، وإنه لا يبالي بوضعية الأمة.
🔹 لتحذن حذو بني إسرائيل 🔹
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
ملزمة الأسبوع | اليوم السادس
بتاريخ 7/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} يتمنون وبكل لهف وشوق أن يضلوكم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران:69) وعندما يكونون كما قال الله تعالى عنهم –يودون، فمن الطبيعي أنهم عندما يمتلكون كل وسائل الإضلال فإنهم سينطلقون إلى إضلالنا، فنحن هنا وجدنا فيما يتعلق بنموذج واحـد مـن أنبيائهم أنه النموذج الذي لا يسير وراءه الكثير من شبابنا في البلاد العربية.
أوليس اليهود هم من يصنعون للشباب نماذج يتعلقون بهم في مجال الفـن، فـي مختلـف مجـالات الألعـاب الرياضية؟ تجد الشاب هو من يتعلق ببطل في الأرجنتين، أو في البرازيل، أو في أي منطقة أخرى وهو يتنكر لكل أعلام تاريخـه، ولكل أعلام دينه، بل يتنكر للعظماء من أنبياء الله فلا يلتفت إليهم، ولا يعمل على أن يتحلى بأخلاقهم، والله هو من أمره، وأمر بقية الشباب المسلمين، أمر الناس جميعاً أن يؤمنوا برسل الله كما في آخر (سورة البقرة): {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة:285).
لأن كل نبي مـن أنبيـائه هـو عَلَـم مـن أعلامـه، ويحتـاج الناس إلى أن يقتبسوا من هديه، أن يتأسوا به في مواقفه المشرفة، في مواقفه العظيمة، وكثير من أنبياء الله عُرضت لهم مواقف عظيمة جـداً وهـم مـا زالوا في مرحلة شبابهم، في فترة ريعان شبابهم كنبي الله موسى (عليه السلام) الذي تكررت قصته في القرآن الكريم كثيراً، كما تكرر الحديث عن فرعون أيضاً كثيراً، كما تكرر الحديث عن بني إسرائيل؛ لأن فيه أسوة، وليقال لنا: هذا هو نبي اليهود، الذي يؤمنون به، وهو نبي من أنبياء الله لكنهم أصبحوا بعيدين عنه. فهل أنتم يـا مـن آمنتم بموسى كما آمنتم بمحمد هل ستتركون محمداً، وتتركون موسى وعيسى وتسيرون وراء أولئك؟
نبي الله موسى (عليه السلام) لاهتمامه العظيم بأمر الدِّيـن، والفارق الكبير فيما بينه وبين أولئك الذين أصبحوا من بني إسرائيل يشترون الدنيا بالدِّين، يبيعون الدِّين بثمن قليل من الدنيا، كان للدِّين مكانته العظيمة في نفسه. أليس هو من استشاط غضباً عندما عاد ووجد قومه قد أصبحوا يعبدون العجل؟ ألقى الألواح وهي تلك الألواح التي ظل بكل شوق ينتظر الموعد مع الله ليتلقى منه الهداية، لكنه عندما عاد عاد غضباناً أسفاً، وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه - أخوه نبي الله هارون (عليه السلام) - انفعل انفعالاً شديداً، غضب غضباً عارماً حتى جر رأس أخيه هارون بانفعاله الشديد فقال له هارون: {يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} (طـه:94) هز بلحيته، وهز برأسه، وأخوه هارون هو الذي لم يقصر. هذه النفس التي يستـثيرها أن ترى ذلك الهدى، أن ترى تلك الأمـة التي هو حريص على هدايتها، ويعرف قيمة الهدى بالنسبة لها، أهمية الدِّيـن والهـدى بالنسبـة لها يراها تتحول إلى عجل، تتنكر لنعمة الله عليها يوم أنقذها من آل فرعون، يوم أن شق لهم في البحر طريقاً يبساً ليخرجوا ثم ينطبق البحر على أعدائهم، ثم يتجهون لعبادة عجل! غضب غضباً شديداً، انفعل انفعالاً شديداً.
هو نفسه من هدد قارون ذلك الذي كان لديه الأموال الكثيرة الطائلة، الذي قال الله عنه: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَـا إِنَّ مَفَاتِحَـهُ لَتَنُـوءُ بِالْعُصْبَـةِ أُولِي الْقُوَّةِ} (القصص:76) هل قال موسى عليه السلام: حاول أن تعطينا سلفة، حاول تعطينا من هذا ونحن سنعمل كذا، ونحن سنتمشى معك؟ هدده، وفي الأخير دعا الله عليه أن يخسف به وبداره الأرض، ولم يلتفت إلى ماله، ولم يصبح لقارون ولا لماله وزن عنده.
من هو ذاك منا الذي يغضب والعجول تُعبد؟ عجول من البشر! عجول من اليهود والنصارى تُعبد من دون الله! عجـول مـن الطاغـوت يسيـر النـاس وراءهـا فيعبدونها من دون الله! من هم أولئك الذين يغضبون لهـذا؟ هـل أحـد يغضب؟ اللهم لا ندري من هو الذي يغضب.
ما الذي أوصلنا إلى هذه الحالة؟ هي أننا حملنا النفسية اليهودية بين أكتافنا، تلك النفسية التي لا قيمة للدِّين عندها، والـذي لا قيمة للدِّين عنده لن يغضب إذا رأى الأمـة تعبُـد عجـلاً سواءً عجلاً من الفضة، أو عجلاً من البشر، لا يغضب. ألسنا نرى أن الشيء الذي هو غائب عن أوساط المسلمين هو الغضب لله؟ بل يصبح الاستسلام هو الحكمة، أن تهدأ، أن تسكت، أن تمسك أعصابك لا تغضب، هذه هي الحكمة، ودع الأمة كلها تعبد تلك العجول، وتعبد ذلك العجل الكبير في البيت الأبيض. أليس هذا هو منطق الحكمة داخل البلاد العربية؟ أمـا مـن ينفعل، أمـا مـن يغضـب، فإنـه أحمـق، وإنـه لا يقدّر مصلحة الأمة، وإنه لا يبالي بوضعية الأمة.
Forwarded from كونوا أنصار الله
وهكذا تصبح النفسية اليهودية هي الحكمة، وهي الرزانة، وهي الحفاظ على المصلحة العامـة، علـى الرغـم مـن آلاف المسلمين يعبدون العشرات من العجول من البشر، ممن يصدون عن دين الله، ممن يسعون في الأرض فساداً.
ذلك الغضب الذي استثار في نفسية موسى (عليه السلام) حتى كادت الألواح تتحطم عندمـا ألقاهـا من يده وهو من يحرص عليها جـداً لكنـه انفعل حتى كاد يفقد شعوره، وهم يعبدون عجلاً من الفضة، عجلاً هو في نفسه لا يتحدث فيصد عن سبيل الله، العجول من البشر هي أسوأ من ذلـك العجـل الـذي عبده بنو إسرائيل، ولكننا لا نغضب كما غضب نبي الله موسى (عليه السلام).
فهل نحن نغضب كنبي الله موسى (عليه السلام)؟ أم أنّ الواحد منا لا يغضب إلا إذا مُسَّت مصلحة شخصية له؟ أمـا أن يـرى الأمة تعبد أعجالاً لا يغضب، أما أن يرى تلك الأعجال كلها تصد عن دين الله فلا يغضب، أما أن يرى الدِّين يضيع والفساد ينتشر فلا يغضب. أو إذا غضب كان موقفاً غريباً، ونرى جميعاً أنه لا داعي لغضبه، ونتساءل ماذا يريد هذا؟ أو ما هي الأهداف له من وراء هذا؟ فأي نفسية نحن نحمل؟ وأي نفس يحملها العرب وزعماؤهم؟ هل نفس موسى (عليه السلام)؟ أم نفس شارون وقارون؟ أم نفس اليهود الذين يسعون في الأرض فساداً؟ كلنا نعرف أنهم يحملون نفسية غير نفسية موسى (عليه السلام)، ونحن والكثيرون جـداً منا والكثيرون منـا نحمل النفسية التي يحملونها نفسها: لا غضب.
أليس هذا يعني أننا فعلاً نحذو حـذو بنـي إسرائيل؟ نبي الله موسى (عليه السلام) الذي كان يؤلمه جداً أن يرى بني إسرائيل تذبح أبناؤهم، وتستحيا نساؤهم يسومونهم سوء العذاب، وهو الذي عاش في قصر فرعـون فـي نعمـة منـذ الطفولـة، تربـى فـي قصر فرعون. ماذا عمل؟ وهو شاب ليس نبياً بعد، هو بعد لم يبعث نبياً لا يزال شاباً. ماذا عمل نبي الله موسى (عليه السلام)؟ وكيف كانت نفسيته؟ وكيف كان توَثُّـبُه في العمل على إنقاذ المستضعفين؟ أليس هو الذي ذهب ليضرب ذلك القبطي {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} (القصص:15) عندمـا وجـد ذلـك القبطي يحاول أن يُسخِّر واحداً من بني إسرائيل - كما يقال - ليحمل الحطب عنه، ودخل معه في خصومة. ماذا عمل موسى (عليه السلام)؟ لشدة تألمه، لشدة اهتمامه نزل هو في الميدان بدلاً عن ذلك المستضعف، وقاوم هو وضرب ذلك القبطي بدلاً عنه وبضربة قاضية تعبِّر عن شدة ألمه، عن سخطه الشديد، عن غضبه الشديد، عن اهتمامه الكبير بأمر المستضعفين.
ونحن من نحمل القرآن ونقول: إننا مؤمنون بموسى (عليه السلام)، ومؤمنون بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أين هي الروح، روح موسى (عليه السلام) وروح محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) في نفوسنا؟! لا نتألم عندما نرى الأمة مستضعفة، لا نتألم عندما نرى الأمـة ذليلة مهانة، لا نتألم عندما نراها مقهورة، بل نعمل على أن تبقى هذه الوضعية قائمة: نسكت، ونصمت، ولا نتكلم، ولا نحرك ساكناً. هذه نفسية مَن؟ نفسية موسى عليه السلام؟ أم نفسية بني إسرائيل الآخرين؟
لأنها هي النفس التي يريدون أن نحملها، أن نصمت كما كانوا يصمتون هم، ألم يصل بهم الحال إلى أن سخروا الدِّين للطواغيت؟ إلى أن قال الله تعالى عنهم إنهم {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} (المائدة:79)، إلى أن قال عنهم إنهـم كانـوا [يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا] (المائدة:80)؟ إلى مـن انطلقوا ليرموا بأنفسهم في أحضان الطواغيت ليكونوا أيضاً وسيلة للطاغوت ضد المستضعفين. هل نسوا أن الله أنقذهم بموسى (عليه السلام) يوم كانوا مستضعفين في مصر؟ وأن إنقاذهم إنما كان على يد شخص يحمل تلك الروحية، روحية الاهتمام بأمر المستضعفين؟ هو الذي طالب فرعون صريحاً وبكل قوة: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ} (الشعراء:17) {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ} (طـه:47) عمـل جاهـداً قبل النبوة وبعدها على تحرير بني إسرائيل كمستضعفين من مصر.
موسى عليه السلام تكررت قصته في القرآن الكريم؛ لأن فيها دروساً كثيرة جداً، فيها عبرة للشباب، الشباب الذين هم يتوقدون حماساً، الشباب الذين يستشيطون غضباً عندما يرى شيئاً من أموال والده أو ممتلكاته يحاول أحد أن يسطو عليها، ألا تغضب وأنت في مكتمل غرائزك الإنسانية؟ ألا تغضب عندما ترى الأمة مظلومة ومقهورة؟! عندما ترى الأمة مستضعفة؟! إن هذه الأمة يسومها بنو إسرائيل سوء العذاب، ويسومها أولياء بني إسرائيل سوء العذاب، هذا شيء لا شك فيه.
فنحن نحمل نفسية من؟ نفسية موسى عليه السلام؟ أم نفسية يريد بنو إسرائيل أن نحملها؟
ذلك الغضب الذي استثار في نفسية موسى (عليه السلام) حتى كادت الألواح تتحطم عندمـا ألقاهـا من يده وهو من يحرص عليها جـداً لكنـه انفعل حتى كاد يفقد شعوره، وهم يعبدون عجلاً من الفضة، عجلاً هو في نفسه لا يتحدث فيصد عن سبيل الله، العجول من البشر هي أسوأ من ذلـك العجـل الـذي عبده بنو إسرائيل، ولكننا لا نغضب كما غضب نبي الله موسى (عليه السلام).
فهل نحن نغضب كنبي الله موسى (عليه السلام)؟ أم أنّ الواحد منا لا يغضب إلا إذا مُسَّت مصلحة شخصية له؟ أمـا أن يـرى الأمة تعبد أعجالاً لا يغضب، أما أن يرى تلك الأعجال كلها تصد عن دين الله فلا يغضب، أما أن يرى الدِّين يضيع والفساد ينتشر فلا يغضب. أو إذا غضب كان موقفاً غريباً، ونرى جميعاً أنه لا داعي لغضبه، ونتساءل ماذا يريد هذا؟ أو ما هي الأهداف له من وراء هذا؟ فأي نفسية نحن نحمل؟ وأي نفس يحملها العرب وزعماؤهم؟ هل نفس موسى (عليه السلام)؟ أم نفس شارون وقارون؟ أم نفس اليهود الذين يسعون في الأرض فساداً؟ كلنا نعرف أنهم يحملون نفسية غير نفسية موسى (عليه السلام)، ونحن والكثيرون جـداً منا والكثيرون منـا نحمل النفسية التي يحملونها نفسها: لا غضب.
أليس هذا يعني أننا فعلاً نحذو حـذو بنـي إسرائيل؟ نبي الله موسى (عليه السلام) الذي كان يؤلمه جداً أن يرى بني إسرائيل تذبح أبناؤهم، وتستحيا نساؤهم يسومونهم سوء العذاب، وهو الذي عاش في قصر فرعـون فـي نعمـة منـذ الطفولـة، تربـى فـي قصر فرعون. ماذا عمل؟ وهو شاب ليس نبياً بعد، هو بعد لم يبعث نبياً لا يزال شاباً. ماذا عمل نبي الله موسى (عليه السلام)؟ وكيف كانت نفسيته؟ وكيف كان توَثُّـبُه في العمل على إنقاذ المستضعفين؟ أليس هو الذي ذهب ليضرب ذلك القبطي {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} (القصص:15) عندمـا وجـد ذلـك القبطي يحاول أن يُسخِّر واحداً من بني إسرائيل - كما يقال - ليحمل الحطب عنه، ودخل معه في خصومة. ماذا عمل موسى (عليه السلام)؟ لشدة تألمه، لشدة اهتمامه نزل هو في الميدان بدلاً عن ذلك المستضعف، وقاوم هو وضرب ذلك القبطي بدلاً عنه وبضربة قاضية تعبِّر عن شدة ألمه، عن سخطه الشديد، عن غضبه الشديد، عن اهتمامه الكبير بأمر المستضعفين.
ونحن من نحمل القرآن ونقول: إننا مؤمنون بموسى (عليه السلام)، ومؤمنون بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أين هي الروح، روح موسى (عليه السلام) وروح محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) في نفوسنا؟! لا نتألم عندما نرى الأمة مستضعفة، لا نتألم عندما نرى الأمـة ذليلة مهانة، لا نتألم عندما نراها مقهورة، بل نعمل على أن تبقى هذه الوضعية قائمة: نسكت، ونصمت، ولا نتكلم، ولا نحرك ساكناً. هذه نفسية مَن؟ نفسية موسى عليه السلام؟ أم نفسية بني إسرائيل الآخرين؟
لأنها هي النفس التي يريدون أن نحملها، أن نصمت كما كانوا يصمتون هم، ألم يصل بهم الحال إلى أن سخروا الدِّين للطواغيت؟ إلى أن قال الله تعالى عنهم إنهم {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} (المائدة:79)، إلى أن قال عنهم إنهـم كانـوا [يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا] (المائدة:80)؟ إلى مـن انطلقوا ليرموا بأنفسهم في أحضان الطواغيت ليكونوا أيضاً وسيلة للطاغوت ضد المستضعفين. هل نسوا أن الله أنقذهم بموسى (عليه السلام) يوم كانوا مستضعفين في مصر؟ وأن إنقاذهم إنما كان على يد شخص يحمل تلك الروحية، روحية الاهتمام بأمر المستضعفين؟ هو الذي طالب فرعون صريحاً وبكل قوة: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ} (الشعراء:17) {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ} (طـه:47) عمـل جاهـداً قبل النبوة وبعدها على تحرير بني إسرائيل كمستضعفين من مصر.
موسى عليه السلام تكررت قصته في القرآن الكريم؛ لأن فيها دروساً كثيرة جداً، فيها عبرة للشباب، الشباب الذين هم يتوقدون حماساً، الشباب الذين يستشيطون غضباً عندما يرى شيئاً من أموال والده أو ممتلكاته يحاول أحد أن يسطو عليها، ألا تغضب وأنت في مكتمل غرائزك الإنسانية؟ ألا تغضب عندما ترى الأمة مظلومة ومقهورة؟! عندما ترى الأمة مستضعفة؟! إن هذه الأمة يسومها بنو إسرائيل سوء العذاب، ويسومها أولياء بني إسرائيل سوء العذاب، هذا شيء لا شك فيه.
فنحن نحمل نفسية من؟ نفسية موسى عليه السلام؟ أم نفسية يريد بنو إسرائيل أن نحملها؟
Forwarded from كونوا أنصار الله
الكلام طويل جـداً حـول هـذه المواضيع، وبعون الله، إن شاء الله سنعمل على استكمالها، وإن شاء الله بعد أن نعود من الحج سنواصل جلساتنا هذه مع القرآن الكريم، ومع مجموعة كبيرة من الأنبياء العظماء، سواءً كانوا أنبياء أو عظماء سطر الله أقوالهم داخل القرآن الكريم كما سطر أقوال ومواقف أنبيائه؛ لنتعرف على كتاب الله تعالى بشكلٍ كافٍ فنشعر بعظم النعمة التي وهبنا الله إياها ومنحنا لنشكر الله عليها، ولنتعرف من خلالها على واقعنا، ولنتعرف من خلالها على ما يمكننا أن نعمله في مجال نصر دينه، ولنعرف في حياتنا وراء من نسير، وبمن نتأسى، وأي روحية نحمل، وعلى أي طريق نسير.
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يسير بنا على طريق رضوانه وجنته، على الصراط المستقيم، صراط الذيـن أنعـم الله عليهـم مـن النبييـن والصديقيـن والشهداء والصالحين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يسير بنا على طريق رضوانه وجنته، على الصراط المستقيم، صراط الذيـن أنعـم الله عليهـم مـن النبييـن والصديقيـن والشهداء والصالحين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Forwarded from كونوا أنصار الله
6-6 لتحذن حذو بني إسرائيل.pdf
466.2 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Forwarded from كونوا أنصار الله
📄 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
لتحذن حذو بني إسرائيل 6-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((لتحذن حذو بني إسرائيل)) 6-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Forwarded from المركز الإعلامي لأنصار الله
📄 عاجل | بدء كلمة #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع #غزة والتطورات الدولية والإقليمية
#سيد_القول_والفعل
#ثابتون_مع_غزة
🔹 www.tgoop.com/AnsarAllahMC
#سيد_القول_والفعل
#ثابتون_مع_غزة
🔹 www.tgoop.com/AnsarAllahMC
Forwarded from المركز الإعلامي لأنصار الله
روابط البث المباشر لكلمة #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع #غزة والتطورات الدولية والإقليمية
موقع المسيرة:
https://www.masirahtv.net/live.php
موقع البينات:
https://feed.ystream.ye/
التيليجرام:
https://www.tgoop.com/ALMASIRAH_LIVE_YE
(مترجمة للإنجليزية) على موقع المسيرة نت:
https://masirahtv.net/live/AlmasirahMubasher
مساحة في تويتر (X) :
https://x.com/i/spaces/1RDGlzgeEPrxL
موقع المسيرة:
https://www.masirahtv.net/live.php
موقع البينات:
https://feed.ystream.ye/
التيليجرام:
https://www.tgoop.com/ALMASIRAH_LIVE_YE
(مترجمة للإنجليزية) على موقع المسيرة نت:
https://masirahtv.net/live/AlmasirahMubasher
مساحة في تويتر (X) :
https://x.com/i/spaces/1RDGlzgeEPrxL
حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الدولية والإقليمية
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
🎧 كلمة #السيد_القائد #السيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع #غزة والتطورات الدولية والإقليمية 15-01-1447 | 10-07-2025
#سيد_القول_والفعل
#ثابتون_مع_غزة
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
#سيد_القول_والفعل
#ثابتون_مع_غزة
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"جودة عالية"
🎬 #السيد_القائد: أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج يوم الغد في العاصمة #صنعاء وبقية المحافظات خروجاً مليونياً عظيماً يؤكد على ثبات موقفه وعلى استمراره مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات..
#سيد_القول_والفعل
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
👉 انضموا إلينا 👈
🎬 #السيد_القائد: أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج يوم الغد في العاصمة #صنعاء وبقية المحافظات خروجاً مليونياً عظيماً يؤكد على ثبات موقفه وعلى استمراره مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات..
#سيد_القول_والفعل
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
👉 انضموا إلينا 👈
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"جودة منخفضة"
🎬 #السيد_القائد: أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج يوم الغد في العاصمة #صنعاء وبقية المحافظات خروجاً مليونياً عظيماً يؤكد على ثبات موقفه وعلى استمراره مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات..
#سيد_القول_والفعل
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
👉 انضموا إلينا 👈
🎬 #السيد_القائد: أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج يوم الغد في العاصمة #صنعاء وبقية المحافظات خروجاً مليونياً عظيماً يؤكد على ثبات موقفه وعلى استمراره مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات..
#سيد_القول_والفعل
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
👉 انضموا إلينا 👈