Telegram Web
بُطـولاتُ الشُّهَـداء
Photo
الخليل .

منار الشامي.

اصطفى اللهُ إبراهيم خليلاً ، فتوالتِ الأزمانُ مروراً لتصطفي الخليل إبراهيم المؤيد المكنى بابي خليل ، فتحارُ وأنت ترى سماته أيُ قيادةٍ ظهرت ، وكيف أن الله يؤيد القائد المؤيد ، ويرسل جنوداً حاضرة في الميدان برفقته، وهنا تتولى صفحاتُ التاريخ بأن تكتب اسمهُ في الأساطير التي تحققت، مقتبسةً من الأحداث التي مرت .

الاسم/ إبراهيم عبدالله المؤيد .
الاسم الجهادي/أبو خليل
المحافظة /صعدة
مواليد/12/2/1989م.

الشهيد القائد إبراهيم عبدالله المؤيد من مواليدِ محافظةِ صعدة للعام 1989م نشأ وتعلم في منطقته وتحديداً في بيتٍ أعيا أهلهُ التقوى واستوطن قلوبهم عشق الجهاد في أسرة العلامة عبدالله المؤيد التي كانت من أول الأسر المجاهدة مذُ شنّ الحروب الأولى على محافظة صعدة .
قدمت أسرةُ المؤيد ثلاثة شهداء في الحروب الست هم :
1_حسن عبدالله المؤيد.
2_محمد عبدالله المؤيد.
3_أحمد عبدالله المؤيد.
فحسن أولهم ومن بعده محمد الذي كان موقعه في جبهةِ نشور في صعدة تحديداً في الحرب الثانية ليأتي دور أحمد فيكون بدلاً عن حسن ومحمد .
ثم تأتي الحرب الرابعة فتُثبت وجود قيادة قوية تمثلت في شخصية أبو خليل الذي بزغ نجمهُ مذُ ذاك الوقت وهكذا الحرب الخامسة حتى نهاية الحروب الست .

من جهةٍ أخرى فيما بعد الحرب السادسة كُلف الشهيد المؤيد بمهامٍ عديدة اتسم بعضها بالطابع السياسي ، منها أن يكون ممثل أنصار الله في المفاوضات التي كانت تجري بين أنصار الله والسلطة المحلية آنذاك .
وعقب الحروب الست تولى قيادة إشراف أمني في المحور الشمالي فتميز بحسٍّ أمني يقظ أثناء مُكافحتهِ لتُجار المخدرات ومروجيها فتواصلت عملياتهُ الأمنية في مناطق عديدة وهذا هو ما أهله لأن يبني مستقبلاً جبهة متماسكة القوام مؤلمة للعدو.

لقد جسد الشهيد أبو خليل المؤيد الثقافة القرآنية الحقيقة والمنهجية السليمة والطريقةِ المستوية ، شجاعةً وصبراً وتقوى لله وإخلاص، إنسانيُ التصرف مع الجميع مؤمن التحرك في كل الخطوات .

غير ذلك فلقد تميز الشهيدُ المؤيد بحسهِ الأدبي وشعره البلاغي ، وكان من مُحبيّ الشعر والزواملِ ، ومن أشعارهِ العظيمة هو الزامل المعروف *"ألف لبيك أبو جبريل يا نجم عالي "* والذي أنشدهُ في البداية الشهيد الثائر لطف القحوم .

_ومن ثم تبدأ المحطةُ الأخرى للمؤيد .
يمرُ أربعون يوماً منذُ بدايةِ العدوان ليبدأ السيد القائد بتدشين مرحلة الخيارات الاستراتيجية لتحويل المعركة إلى أرض المعتدي .
لتظهر قيادة هزت أركان العدو ، وأضعفت كيانه ، فتلاشت أحلامه ، واختفت صفحاته ، وتبددت على يدِ الخليل مواقعه ، فسقطت المناطقُ والمواقع ، وسُجلت أحفى الأنتصارات واعظمها ، وكُتب في صفحة التاريخ سطور عزٍ قادتها شخصيةٌ عشرينية تميزت بسماتٍ قرآنية ، انطلقت من مبادئ عدلٍ حاقة ، ومنطلقات هدى صائبة ، وأهداف مشروعة قائمة ، وعقلية مؤمنة نابغة ، فأربكت بفعلِ قواها وتأييد الله مساعي العدو وحطمت طموحاته كأبراج الرقابة التي تولى ابو خليل تفجيرها .

كان الشهيد أبو خليل المؤيد هو المسؤول عن إنشاء جبهة امتدت على طول المنطقة الحدودية الرابطة بين نجران وعسير ، بخبراتٍ عسكرية وشجاعة عالية وتخطيطٍ مُنظم ضمن خياراتٍ استراتيجية ووفق ترتيبات حادة الدقة ، مضبوطة النظام ، ليُنشأ جبهة من أقوى الجبهات التي أثرت على العدو .
وهنا لم تقتصر إمكانيةُ ابو خليل على فتح جبهة عسكرية فحسب ، بل مثلت نموذج رقيٍ عظيم يُحتذا به من خلال معارك خاضها انتهت بإسقاط حدود العدو .
وفي حين أن استمر العدوان بقصفهِ الهمجي ومجازرهِ الوحشية التي كانت تترك أثراً حارقاً في صدر الشهيد المؤيد الذي كان يتزامن بخوض العمليات العسكرية في مركزِ إيلام العدو كلما زاد من تعجرفهِ ، فكانت عزيمتهُ تقوى كلما تورطت قوى العدوان أكثر .
ليشهد العالم معارك خاضها اليمنيون أنهت خيال مؤسسات الإنتاج وهوليديات الأفلام الأمريكية الخاصة بالحروب ، غير أنها كانت في رقعةِ أرضٍ حقيقة تمثلت بكلاً من : الضبعة ، مجازة ومناطق عسكرية خلدت معاركها والتي كان أبرزها معركة "عُليب".

ففي الدقة القيادية والخبرات العسكرية اعتمد القائد العشريني في جميع معاركه على الاستطلاعِ أولاً ومن ثم المباغتة والهجوم المفاجئ والمعارك المباشرة، الذي كان ينتهي بتأييد الله لخليلهِ المؤيد .
كان من ضمن المعارك التي نزعت صمام الأمان لدى مملكة الشر ، وارهبت جنودها معركةُ عليب التي ذكرناها آنفاً ، إذ أن العدو شُلت حركته وتبددت خياراتهُ وتم بفضلِ الله السيطرة على الموقعِ والمواقع المجاورة له .

أما عن أفراده ، فقد كان اهتمامهُ البالغ بهم هو من أهم سماتهِ العظيمة التي جعلت منهُ محط احترام وتقدير من قبل الجميع فتعامله الإنساني معهم وتلمسه لحاجاتهم وما تقتضيهُ أنفسهم واحسانهِ لهم هو العاملُ الأكبر الذي جعل منه قائداً قريباً من كل فرد .
وعن الجرحى فهم طريقهُ إلى الجنة ، فالجرحى حظيوا بقائدٍ هُمام كان يزورهم ليرفع من معنوياتهم بل ولي
عطيهم وقتاً من وقته فيخصص لزيارتهم وتفقدهم أوقات معينة تشتدُ بها عزائمهم وتقوى بصائرهم .

عندما جرح عدة من المجاهدين دخل القائدُ العشريني بنفسهِ لإسعافهم وكان ذلك قُبيل الغروب برغم التحليق المكثف الذي كانت تُجريه الطائرات ، فأثبت وفائهُ عندما ذهب مسارعاً لإسعاف الجرحى برغم توصيات المجاهدين له بالبقاء .
فغارت الغارةُ الأولى عليه فتضرر إثرها ولكنهُ انتقل إلى منطقةٍ أخرى لتأتي الغارة الثانية وحتى الرابعة التي جُرح بها فتم اسعافهُ غير أن روحهُ تاقت شوقاً للذهاب إلى بارئها تاركاً خلفهُ عشراتٍ من أبا خليل والكثير من المجاهدين العظماء الذين عاهدوه ألا ينحرف طريقهم عن طريقه وأن مطلبهم الشهادة ما غيرها .
استشهد القائد المؤيد في تاريخ
25/أكتوبر/2017.
الموافق
5/صفر/1439هـ .

وترتقي الأرواحُ شوقاً لخالقها ، قطع العهد ووفى ووفى الله مع خليله فاصطفاه من خيرة خلقه وأولياء سبيله وقادة المعارك العظَّام ، فخلد في الجبهات ذكره وزرع روح الجهاد في كل واحدٍ من أفراده ، وهكذا همُ العظماء دوماً ما عهدنا أن يتخلفوا عن صفحات التاريخ فتتوارى اسمائهم عن الذكر والذكرى ، بلا ، همُ الأولون مكاناً والأشرفُ مكانةً ، فسلامٌ عليه حتى تدوس قدمهُ الجنان ، وعهداً أننا بالدرب ماضون وسائرون .

إعداد /منار الشامي.
الأحداث وبعضُ السرد مُستلهم من وثائقي الخليل من إنتاج الإعلام الحربي اليمني.

فريق_عشاق_الشهادة
https://www.tgoop.com/Martyrs34
على رَصيفْ العُمر،
مَرّ شهيد بخطواتٍ ثابتة،
ثم مابقي منه سوى ظِلُه يحيا بيننا،
وإبتسامة عالقة في الذاكرة.

الشهيد أبو خليل المؤيد❤️

#ذكرى_العروج
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإيمان والقيادة والخبرة القتالية..
صِفاتٌ جسدها الشهيد المجاهد
أبو خليل المؤيد، بعقيدةٍ جهاديةٍ صلبة تميزت بشجاعة قائدٌ مؤمنٌ جسور تصدر ساحات الوغى.

فترجل الفارس عن صهوة جوادة ليقدم أخر درساً في مسيرته الجهادية، بإن القيادةِ مسؤولية وأن القائد لا يُستشهد إلا وقد صنع قادةً وبناء أُمة..!!

الخليل - وثائقي من جزئين الشهيد المجاهد "إبراهيم عبدالله المؤيد "أبو خليل المؤيد"
♥️🕊
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
" وثائقي الخليل "
الشهيد إبراهيم عبدالله المؤيد
الجزء الأول
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
" وثائقي الخليل "
الشهيد إبراهيم عبدالله المؤيد
الجزء الثاني
نتساءل أحيانًا بضميرٍ خجل هل نحن مُحاسبون واخوتنا المسلمون في غزة يُبادون كل دقيقة ونحن نرى دون أن نقدم لهم شيء؟
عادةً وانا أمام التلفاز أُشاهد مجزرة تلو الأخرى أحيانًا لا يفصل الأولى عن الثانية سوى ساعات أُعاتب نفسي بشدة والومھا بعينين يملؤھما الدموع، وقلبٌ مقبوض مكسور حزين لا حول له ولا قوة، مالذي يمكن أن أقدمه لاولئك النازحين لأولئك الذين أُستشهدوا وتركوا ورائهم أُسر لا مأوى ولا طعام ولا شراب ويفصلني عنھم أميال طويلة ومساحات شاسعة؟

تحترق روحي لأنني لم أستطع المساعدة، لأني لم أُلبِ النداء، لأني لم أكن ممن يسمع الاستغاثة ويقول لبيك، لا شيء أملكهُ لأقدمه لاخوتي في غزة ويرتاح ضميري، وبين كل هذا التأنيب الذي يلاحقني، يغتالني التفكير بقوة عن حكام العرب الذين بيدهم كل شيء، بيدهم أن يحركوا جيوشًا بأكملھا لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، بيدهم أن يحركوا طائراتهم مساندة لإخوانهم لترعب العدو الصهيوني عدو الأمة الإسلامية وليس فلسطين فقط!

بيدهم أن يسخُّروا علمائهم في المنابر وأقلامهم في الإعلام لتحشيد الأحرار وإلتحاقهم في صفوف المقاومة الفلسطينية بكل فصائلھا، بيدهم كل شيء فهم على رأس شعوبهم لكن هناک صمتٌ مخزيً وحقير صمتٌ مفروض عليهم من أسيادهم الصهاينة، لا بارك الله بهم ولا دامت كراسيھم، فالشعوب وإن سكتت اليوم غدًا ستنتفض لإنزالهم من العرش مذلولين خانعين وسيكون صمتهم في تلك اللحظة حقٌ مشروع.

لأول مرة أتمنى أن أتربع على منصب أو مكانة في مجتمعنا العربي، لا تستغرب يبدو أن حديثي مضحكًا بعض الشيء لكن أن أكون قائدًا أو رئيسًا وأنا بهذه الهمة ليس ربما وإنما ستكون غزة أولى أولوياتي سيكون هناك تحرك على الواقع لنصرة غزة سأسخر كل قوة أُديرھا لإنصاف القضية الفلسطينية وشعبھا، لذلك لا يعني إن بُترت كل الوسائل لمساعدتهم أن أقف حائرة أو أبرر لنفسي ليس بيدي شيء لفعله، أقلُ شيء وهذا أضعف الإيمان "الدعاء" لا تترك أهل غزة إلا ودعوت لهم في كل صلواتك، حدّث الآخرين من حولك عن تضحياتهم عن المجازر التي تُرتكب فيهم وهم صامدون في أرضهم يرفضون النزوح، جاهد ولو بكلمة إكتب" غرّد" لا تقف مكتوف الأيدي ستشعر أنك قدمت لهم شيء، حين ترى ثمرة تحركك ستشعر بالإرتياح حتى لو كان شيء بسيط قد يكون مؤثر ويساعدهم بعض الشيء دون أن تعرف أو تشعر بذلك، صدقني تحرك بكل ما تستطيع بالقدر الذي يتيح به وقتك فغزة تحتاج لكل شيء حتى لو كانت كلمة حق واحدة بوجه العدو ستكون بمثابة رصاصة في صدره، وفي النھـــاية فلسطين أمانة في أعناقنا إلى يوم القيامة، فهل نحفظ الأمانة التي تبرأت منھا الجبال..؟!

#أم_زين_العابدين.
#فلسطين_قضيتي.
#فريق_عشاق_الشهادة.
كل ليلة وقبل أن أنام، أفتح أستوديو الصور وأشاهد العشرات من صورك، وأقول لنفسي 'هل فعلًا لن يعود؟'
ثم أشعر بثقل في تنفسي، ووجع في قلبي وغصة لا تغادرني!

لا أستطيع ترجمة هذا الشعور بشكل حرفيّ، لكن كنت أتمنى لو تظهر في خطاب لمرة أخيرة، مرة واحدة تخبرنا فيه بشكل صريح عن شعورك باقتراب الشهادة، كيف بُشّرت حتى قلت للسابقين إلى اللقاء!
تودعنا ونودعك ونحن نعلم، لا أن تودعنا ونحن غافلين عما سيحصل ..

آمل أن أكون من الذين تستبشر بهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، أتمنى أن تشفع لي دموعي وعملي لألقاك ..

#فريق_عشاق_الشهادة.
كأن رداء الأمان انزاح بعدما رحلت،
لا نشعر الآن سواء بالقلق ..

عليك السلام يا سيّد أرواحنا
بُطـولاتُ الشُّهَـداء
- • 📮من فيض دمائهم سقينا أرض قلوبنا ومن خطوات نعالهم اقتفينا الأثر فصار الحرف في ذكرهم عنوان وصارت الكلمات أبياتا وأشعار ، فمنهم استمدينا عزمنا وتوجنا بقصصهم مسيرة دربنا ، فبهم نحيا وهم الأحياء الأخيار وبهم نرقى ولنا في وصفهم سطور وجولات انتصار🌹 ... • 🔖فريق…
كنا قد نشرنا هذا المنشور، على أمل أن ترسلوا إلينا بيانات شهداءكم لنكتب عنهم، لكن بعضكم لم يفهم المقصود ..

مثلًا ارسلوا إلينا اسم الشهيد وعمره وأين ولد وكل ما يتعلق بهذه التفاصيل الصغيرة، وحياته منذ دخوله المسيرة، ومواقف من جهاده، ولحظة استشهاده، وعلاقته مع أهله وأصدقائه، وأخلاقه، وما هي أبرز كلماته ووصيته وكل شيء يتعلق بشهيدكم اكتبوه هنا لنصيغه على شكل قصة ..

أما الذي يريد فقط أن يحكي موقف، لا بأس .. أي شيء تعرفونه عن الشهيد اكتبوه وارسلوه على هذا البوت:

@shohdabot
أربعون يومًا مضت لرحيلك..
واللهِ كأنھا مرَّت كغُصة عَلِقت على جدار القلبِ ولم تجد ممراً لخروجِھا..!

#أربعينية_شهيد_المقاومة_السيد_ حسن_ نصر_
الله
#أم_زين_العابدين
# فريق_عشاق_ الشهادة.
دفعت دمك فداءً لأهل غزة

كنت دائماً مع الحق وعلى صوابيته

لم ترهبك إسرائيل بل وكنت من ألد أعداءها

أيا أبا الشهيد عسى يكون اللقاء قرييب

#فريق_عشاق_الشهادة
تعلمت من الشهيد القائد أنه

لا يجوز لك أن تجلس مع من يتكلمون بكلام باطل إلا إذا كان باستطاعتك أن تبين الحق أو تخرج!.

أمَّا أن ترتبط بهم, وتحسّن علاقتك معهم وأنت تعرف توجهاتهم الخاطئة، مواقفهم الباطلة، فقد جعلتهم أخلاء!، ستكون معهم يوم القيامة، وفي يوم القيامة ستكون العداوة بينك وبينهم شديدة، وتتأسف وتندم على علاقتك التي كانت معهم في الدنيا، كيف أودت بك إلى هذا المصير المظلم!.
كنتم أكثر الناس استحقاقًا للشهادة ❤️.
أول شهيد في المسيرة القرآنية 🖤
وداعـاً حُلمـي..

أم زيـن العابديـن

.. ثلاث ليالٍ ظلّ عالقاً مابين جفنيها ، والهدوء أرتوى من دمعٍ تصبب كقطرات الندى المشبعة دفئاً من سكون الليل ، ظلّ حائراً متمسكاً بتلك النظرات التي توحي بالرحيل ، وكأن ذاك الحُلم أعلن رحليهُ على باخرةٍ استِبشرت حين زُمِرَت ، حتى علا دخانها لتبدأ برحلةٍ من جديد. تلك أحلامها التي لم تقوَ على صد الألم حين سقط مباغتاً ، مسرعاً ، غير مبالياً بجريمتهِ المرتكبة على جسداً لم يعرف الوجع يوماً ، لم يقوَ ذاك الحُلم أن يُهزم ظلماً على ساحةٍ أُكتظ الظلام ، وصار المبارز فيها بلا سلاح ، لاحت الدنيا أمام عينيها صغيرة ، لاحت على ظهر طائراً حلَّق وكأن جناحيهِ تلوح لها وداعـاً ! انكسر ذاك الحزن الغازي لشفتيها ببسمةٍ أتت مستبشرة بالفوز ، وكأنها محرِرة لروحٍ أُرتكب فيها الألم مجزرةً ، وظل الأنين يدوي إلى البعيد ، دون أن يهبوا المسعفين...!
.. غفوتُ فجأة ، وطال نومي ، أشتقتُ لأسرتي ،
هل سأعود إليهم ؟! 
أحببتُ السماء وأنا محدقةٌ فيها ، سأخذ حُلمي إلى البعيد ، وأحققهُ بعيداً عن رعود البشر الظالمة التي تؤذيني ، سأحققهُ ببذرةٍ ، وكوز ماءٍ على حديقةٍ جُعِل من ترابها السحاب ، وزُينت بالليل المُرصّع بالنجوم المتلالأة كالياقوت ، هي مدينتي ، ومهجع أحلامي التي لطالما انتظرتني كثيراً ، وهي تراني من فوهةٍ صغيرة لم يسمح لها بالنداء إليّ ، إلا حين أُختِرِق الروح سهماً أطلق من قوسهِ المتمايل جرماً ، حتى أسرع ليبحث عن فريسته ويصل إليها ، فكان صوتٌ لصدى على مسمعي حان موعد رحيلك..فوقفتُ على أعتاب الليالي قائلة: وداعـاًحُلمـي..!

...مرت الأيام بسلام ، حتى أتى شبح الموت وتموّجَ فجأةً ! في سماء بلادي ، ما من مدينة ،  ولا قرية إلا أُرعِب ساكنيها ، إنها حربٌ أشبه بغابة مليئة بمصاصي الدماء ، حين يهبوا نحو الأمنين دون رحمة.
حلّ الظلام على سماء قرية_ حدنان ، عند دخول أعداء اللـه" ، في وسط حربٌ شعواء ، وضغينة متراكمة يُكنوها لآل الرميمة منذ زمن بعيد ، لا نعلم أسبابها إلى حد الآن ! تم حصار القرية من جميع الجهات ، وبدأ عرض عضلاتهم على مسرحٍ أُغلق عليه الأبواب من كلِ مكان .
إنكسر ضوء القمر بغيومٍ سوداء، وهبت رياح الشؤم حين اكتظوا على القرية من كلِ صوب  على أسرةٍ لم يتجاوز مقاتليها الخمسين مجاهد ، يستعرضون ما قدمتهُ لهم "قرن الشيطان" من أدوات للقتل ، والدمار ، وهم على أرواح النساء والأطفال يتسابقون ، وعلى ممتلكات ومنازل الأمنين يتصارعون ، ولجرائهم يتفاخرون ، يأتي أمر الله للمؤمنين بقتالهم ، فينطلقون بما أوتو من قوة إمتثالاً لِأوامره.
إنها حقيقة من باعوا دين اللـه ، وأعلنوا الولاء للشيطان ، فهُزِمت ضمائرهم ، ونُكِلت أشدُ تنكيل.

"بين ذاك الركام من الرصاص ، والسواعد الحيدرية" في أعلى قمم الجبال تشرد بالعدو ، كانت النساء وأطفالهن في المنازل، تُحيط بهم الجدران من كل إتجاه ، أخذوا من ذاك المنزل مأوىً يحميهم من بطش الأعداء ، وكن النساء يطعمن الأطفال ويحاولن طمأنتهم ، وبين كل ذاك..كانت هناك روح جميلة تساعد النساء ، وتأخذ الحمل عنهن ، "هدى" ذو الثامنة عشر من ربيع عمرها ، صاحبة الحُلم التي أقسمت أنها ستحققهُ ، هي الفتاة الجميلة ، والمتميزة بين الفتيات ، محبة لدراسة ، هادئة إلى حداً كبير ، وذو أخلاق عالية ، هُناك حُلماً يراودها كل صباح ، حُلماً بات يغفو ويصحى معاها ، كانت من المتميزات في المدرسة ، وعلى موعدٍ مع اللحاق بالجامعة ، كانت تريد أن تكمل دراستها الجامعية ، وتكون ذو شخصية مهمة بالمجتمع ، ولاكنها لم تلحق لهذا كله....
نعود حيث كُنّا..! إنفجارات تهز القرية وعائلة هدى" من النساء ، والأطفال على وشك النزوح لمكان آمن ، لأن المنزل كان هدفاً مباشراً لطلقات الدواعش الغادرة ، ولأن المنزل يتواجد مباشرةً   أمام التبة التي يتمركز بها أعداء اللـه ، اتخذوه
هدفاً لأنهم من تولوا الله ورسولهِ وآل بيته ، فلقد عُرف عن هذه الأسرة ، أسرة الأسير المفقود/عبدالله أحمد الرميمة ، أنهم من أنصار الله" في القرية لذلك لم يهدأ المنزل من الضربات، والأطفال صراخهم يملأ المكان ، على الرغم من تواجدهم في أماكن آمنة داخل المنزل ،
وبعد مرور أيام على هذا الحال ، وفي ليلة ظلماء صعّد العدو بضربات نارية ، والنساء مع أطفالهن في أسفل المنزل ، إنفجرت الرصاصة الأولى بالطابق الثاني ، بدا الإنفجار غير طبيعي ، هدى تهفوا روحها نحو سلم المنزل لتصعد لترى ماذا جرى؟ وكأن الملائكة بدت أمامها تناديها للصعود ، صرخن النساء ! هدى إلى أين ذاهبة ؟! المكان خطير في الطابق الثاني ، ألا تسمعين شيء ما إنفجر ، لم تسمع لهن ، وهرعت مسرعة نحو السلم ، الذي بدا لها نور في طريقها ، إنجلى الخوف منها بشكلٍ غريب ، وصعدت إلى الطابق الثاني لترى ، وهي في صالة الطابق ، ماهي إلا ثوانٍ عدة حتى أخترقت الرصاصة نافذة المكان ، وهوت بإتجاه الصالة مسرعةً نحوها ، الرصاصة: ها أنا الآن على بُعد أميال قليلة من جسد
ك الذي لطالما بحثتُ عنه طويلاً. هدى: شيء ما يقترب مني ، أما كان هادم أحلامي؟ في تلك اللحظة إخترقت الرصاصة جسدها ، وتمزق أسفل العمود الفقري من الداخل ، الغريب أنها لم تحس حين أصيبت ، إلا بوخزةٍ بسيطة ، ولم تقع على الأرض ، نزلت بقدميها إلى الطابق الأسفل ولم تشعر برصاصة لثوانٍ ، حتى بدأ الألم يطرق جسدها أخبرت خواتها عن الوخزة كما كانت تظن ، حين ألقين نظرة ، تفاجئن بنزيف هائل ، صرخن ألا تشعرين ، إنه نزيف من جسدك ، مالذي أصابك؟ والدموع ملأن جفونهن ، كيف سيتم إسعافها في تلك الظروف حصار خانق ، مجرد الخروج من المنزل شبه مستحيل ، الرصاص كقطرات المطر على المنزل والأماكن المحيطة به ، آتى والدها ليطمئن على النساء والأطفال كعادتهِ ، وهو لا يعلم بما حدث!
أتى من خلف المنزل ، ولا يمر إلا بصعوبة ، يأتي كل فترة ليطمئن على أسرتهِ ، ويعود إلى الجبهة مرة أخرى ، أخبرن والدها عن النزيف الحاصل لهدى ، وبدأ الألم يزداد حتى غابت عن الوعي ، أخذها والدها بجنون ليسعفها ، حينها
لم يقدر على الخروج من المنزل ، والرصاص يملؤ المكان ، قعدوا لساعات وهم يحاولوا أن يقفوا النزيف ، وحالتها تزداد سوءً ، حين توقف الرصاص ، أخذ والدها هدى وخرج بصعوبة من المنزل ، مشى بها على ظهرهِ لعلهُ يجد منفذ لكي يوصلها إلى المدينة ويذهب بها المستشفى ، ولكن القرية محاصرة من جميع الجهات ، أخذها إلى أحد المنافذ المسيطر عليه الدواعش ، بعد قطع مسافة طويلة جداً ، وأخبرهم أنها إبنتهُ ، وأنها أُصيبت برصاصة وهي في المنزل ، حين علموا أنهم من آل الرميمة" منعوهُ من إسعافها على الرغم من حالتها ، وصرّخوا عليه ، وقالوا له دعها تتجرع الموت أمامنا ، فما كان بوسع والدها إلا أن أخذها مشياً وهي على ظهره ، ويعود إلى المنزل ، وقلبهُ يتقطع ألماً على إبنتهِ التي يراها تتجرع الألم ، ولم يقدر أن يساعدها ، عاد إلى المنزل وقد ضُجَ بالبكاء ، ثلاث ليالً وهدى في المنزل تتجرع الألم ، وهي في تلك الحالة كانت ترى خالها الشهيد الذي أُستشهدا في الحرب قبل بضعة أيام ، كانت تراهُ أمامها مع والدتها المتوفية ، هدى يتيمة الأم منذ أعوام ، أخبرت خواتها وهي في حالة غيبوبة ، لقد آتى الخال محمد مع أمي ، أتوا ليأخذوني معهم ،  فلقد كانت تفقد الوعي ثم تعود ، والدها ذهب يتحسس المنافذ من بعيد ويتسأل ، لعل هناك بقعة نور يمر منها مع إبنتهُ ، حتى آتى الأمر بإسعافها من منفذ وعـر ، أسرع والدها إلى المنزل ليأخذها كالعادة دخل المنزل وأخرج هدى بصعوبة ، حتى وصل ذاك المكان الذي سيمر منه إلى المستشفى المتواجد بالمدينة ، قطع مسافة كبيرة جداً مع أحد المجاهدين لإسعافها وهي على ظهرهِ ، تلك هي اللحظات الآخيرة لهدى على الأرض ، ليرف أخر رمش من عينيها ، بعد ثلاث ليالً فارقت الحياة الفانية ، على ظهر والدها ، لتعيش حياة أبدية بجوار الأنبياء ، والمؤمنين ، والصديقين ، وتم دفنها بجوار إخوتها من المجاهدين ، بروضة الشهداء _ الحوبان.

إنطفأت أحلامها على الأرض ، وأُشعِلت بين أطياف الشهداء بشمعةٍ ، حتى أُكتِملت الروايات ، وبقى عشق الشهادة هي آخر الكلمات ، فهنيئاً لمن أختارهم الله أحياء في جنتهِ ، وألبسهم تاج الوقـار ، وهنيئاً لمن رحلوا محلِّقين حتى وصلوا عنان السماء ، سلامٌ عليكم ضيوف الرحمن ورحمة الله وبركاتـه.

#الرحمة للشهيدة/ هدى عبدالله أحمد عبدالعزيز الرميمة.  

#فريق_عشاق_الشهادة
2024/11/14 02:15:41
Back to Top
HTML Embed Code: