Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
بالأمس وفي جلسة جانبية في نيويورك خرج الرئيس الإيراني بزشكيان يقول:

"في حالة شهدت إيران أية اضطرابات داخلية، فإنها ستتجه نحو التقسيم إلى عدة دول. حيث ستصبح الأحواز دولة مستقلة، كما ستتحول آذربايجان إلى دولة مستقلة، إلى جانب بلوشستان".

وظني أن تصريحات هذا الرجل التي تحاول تبريد التوتر مع الأمريكان على مدار الأيام الماضية تشير لمعرفته بمدى خطورة ما يواجه بلاده وأدوات الضغط العسكري والاقتصادي التي تملكها أمريكا، وما سيجره ذلك من نقمة وغضب داخلي يهدد نظام الحكم نفسه، والخطة الأمريكية الإسرائيلية فيما يبدو؛ إما تقسيم إيران، وإما تغيير نظام الحكم فيها ليكون متناغما مع الغرب على غرار نظام الشاه القديم.

وفي ظل هذه التحديات كيف سيدعمون حزب الله أو الحوثيين أو حتى أنفسهم، فحجم الاختراق ضخم وغير مستوعب، فضلا عن سلاح الطيران الصهيوني والغربي المتقدم للغاية.

الصبر الإستراتيجي يثبت للأمريكان والصهاينة ضعف إيران وحزب الله وليس العكس.
إسرائيل تتجاوز خامنئي نفسه وتسعى لتقسيم إيران أو إعادة نظام شبيه بالشاه ولهذا لن تتوقف فيما يبدو، واللافت أن الإيرانيين شبه مشلولين منذ القضاء على قاسم سليماني مرورا برئيسي وحتى نصر الله لو صحت الأنباء بتصفيته، ماذا ينتظرون؟!
السبب الأبرز للقوة الأمريكية والصهيونية تتمثل في السيادة الجوية F35 و F22 وما يشبهها، فضلا عن منظومة متكاملة من الحرب الإلكترونية وطائرات التجسس، وفوق ذلك وأهمه شراء الذمم ، والصبر على تكوين الخونة والعملاء.

وأمام هذه القوة الساحقة نجح نموذجان كبيران حتى يومنا هذا وهما؛ رجال طالبان، ورجال غرة، والعبرة في ذلك عدة أمور لافتة:

1- ليس شرطا أن تكون بحجم قوة خصمك ولكن يجب أن تكون متخذا كل الأسباب الممكنة للمقاومة الحقيقية.

2- يجب أن تفهم حجم المعركة وطول بأسها وتضحياتها لأنها ستستمر سنوات، وتستنزف الرجال والأموال، وأن تملك جهازا داخليا قويا لوحدة الصف من جانب، ومواجهة العملاء والقبض عليهم من جانب آخر، وخارجيا للتجسس على العدو ومعرفة إمكاناته وتفكيره وأهدافه.

3- الدول التي لن تعمل للاستقلال الجوي خاصة والعسكري عامة أمام هذا التقدم الغربي الخطير وتعتمد على منتجاته فقط دول منهزمة مسحوقة في هذا العالم أو متراجعة لن تقدر على الاستقلال الحقيقي، والدور سيأتي عليها بالتقسيم والتدمير.

4- الاصطفاف مع إسرائيل خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين؛ لأنها خلاصة المشروع الصليببي الذي يستهدف تدمير الإسلام، وإفساد المسلمين، بل وإفقارهم.

5- الذين ثبتوا في مقاومة هذا المشروع الغربي فكريا وعسكريا منذ عقود هم الذين يشتمون ليل نهار ويتهمون بالتخلف والإسلاموية.
هذه المقالة كتبتها منذ أسبوع ونُشرت اليوم ، وهي تتناول أسباب ودوافع وأسرار اجتياح إسرائيل للبنان وبيروت عام 1982م، وكيف حيّدت وقتها الدول العربية كما تُحيّدها اليوم لتصطاد فرائسها واحدة تلو أخرى، والمآسي التي ارتكبتها وعشرات الآلاف الذين سقطوا في تلك الحرب الدموية والتي كانت إحدى نتائجها "صبرا وشتيلا" .. ثم نتج عنها ظهور حزب الله في العام التالي من الحرب .. والأهم من وقف معها وارتكب معها الجرائم !
أحداث وتفاصيل من الضروري معرفتها لترى كيف يفكر الصهاينة وكيف يستغلون الفرص ..

https://www.aljazeera.net/politics/2024/9/28/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-1982-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA
السلفي الذي يحذر من الشيعة لا يحذو الأمر نفسه في التحذير من الصهاينة وخطورتهم على المجتمعات الإسلامية، والتحذير من الصهاينة يعني التحذير من نموذج الحكم والحكومات والقيم الأخلاقية والفكرية التي تتبعهم وتتخذهم قدوة، اليوم الغلاء والفقر وتغيير المناهج التعليمية والدينية والتضييق على الإسلام والدعاة وسجنهم وقتلهم سببه الأول الصهاينة وليس الشيعة.

نعم الشيعة الموالون لإيران فعلوا ما يندى له الجبين في العراق وسوريا، لم يرحموا صغيرا ولا كبيرًا، ولكن من العجيب أن يرفع بعض السوريين لافتات لشكر "أبو لابيد" نتنياهو الذي أباد غرة؛ على أن الذي جرأ المليشيات الشيعية على ذلك إنما هو ضعف كثير من السُّنة من جانب وتبعية الباقين منهم للغرب من جانب آخر؛ فقد أثبت التاريخ أن قوة السُّنة ردع للقريب والبعيد، ورحمة بهم أيضًا، والعكس يعني تكالب الجميع.

اليوم من ينظر في المآلات يدرك خطورة سقوط لبنان أو تحييده على يد الصهاينة، فهذا يعني سقوط غرة وإذا سقطت هذه فستسقط غيرها غدًا، يعني إبادتك أيها السلفي غدًا؛ وقد رأيتَهم ماذا فعلوا في السودان واليمن وليبيا ويخططون لمصر والجزائر والخليج الأمر عينه.

وأنا أدعوك وأدعو كل عاقل أن ينظر لفقه المآلات، ويعتبر بقول ابن تيمية رحمه الله القائل: "“ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين".
في قول الله تعالى (ولولا دفعُ الله الناس بعضَهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) مفتاح تفسيري عظيم لفهم ما يحدث اليوم.

حزب الله وإيران وهذه المليشيات الطائفية ذبحت السُّنة نعم، ولكن دخولها مع العدو الذي يبيد الأمة كلها منذ 1917 وإلى اليوم في صدام ومقاومة يعني اعتدال الميزان وهذا من فضل الله كما تنصّ الآية، خاصة وأن السنة هؤلاء لا قيمة لهم فعليا فهم يُذبحون بالدور منذ عقد تقريبا والدور على البقية حتى المتحالفين مع الصهاينة منهم.
وإذا اختل هذا الميزان، وقُضي على هذه الجهة التي تواجه الصهاينة أو على الأقل تعمل ميزان تعادل معهم، فهذا يعني استفراد هذا الصهيوني والصليبي من خلفه بالساحة الإسلامية كلها، وهذا الاستفراد والله وبال عظيم على الأمة كلها السلفي والإخواني والقومجي والعلماني وبتاع البطيخ على ناصية الشارع.

المشكلة الكبرى التي وقع فيها حزب الله أنه أحرق نفسه في ظل بحر يحيط به من السُّنة، وهذا الذي حوله من حزب محبوب من الجميع في مصر وبلاد الشام إلى مكروه منبوذ مفروح فيه بسبب مظالمه، والسبب من؟! إنه هذا الحيوان المسمّى بشار الأسد والذي لا قيمة ولا شأن له حرفيًا وأول من باع وسيبيع إيران وحزب الله لأجل كرسيه، وكذلك فعلت إيران بنفسها .. ولكن هذا موضوع آخر لا داعي للدخول في تفاصيله.

الآن الصهيوني أخطر من في الساحة؛ لأنه جعل الشيعي مجرد أداة لمحاربة السني، واليوم يجني الثمار، وهنا الكارثة التي يجب أن يفهمها الجميع..
المشروع اليهودي = تدمير الدول الإسلامية السني منها والشيعي ..
يجب مراقبة سلوك إيران وحزب الله جيدا في الفترة القادمة، فبالقضاء على إبراهيم رئيسي جاء بزشكيان ومنذ جاء وكثير من تصريحاته متوددة للغرب وأمريكا، وكذلك سنرى في تصريحات وسلوك أمين عام حزب الله الجديد التوجه كيف سيكون..

إسرائيل تهدف لعقد اتفاقية سلام وتقارب مع إيران لتكون محايدة أو متحالفة معها، ونمط اغتيالها الدقيق لقادة بعينهم يؤكد ذلك.

في المقابل هناك جناح الهيمنة الذي كان يمثله قاسم سليماني وحسن نصر الله وأمثالهم هل سيحتفظ بقوته ونفوذه أم سيختفي باختفائهم؟
لم يُكره رَجلٌ مِن الصليبيين والشيعة مثل صلاح الدين الأيوبي؛ فالأول يكرهه لأنه قضى على معظم الإمارات الصليبية وحرر القدس وحمى الحرمين الشريفين من خطرهم، ووحّدَ مصر والشام في أكبر ضربة لمشروعهم في الشرق، والثاني يكرهه لأنه قضى على الدولة الفاطمية في مصر وفلسطين، وأنشأ مشروعًا ثقافيًا وفكريًا فذّا لمقاومة التشيع لم يكن يقل أهمية عن مشروعه العسكري المقاوم.

ولكن صلاح الدين الأيوبي لم يقُم بذلك بين يوم وليلة؛ لقد عمل تحت ظل الفاطميين لعدة سنوات، فبعد وفاة عمّه أسد الدين شيركوه قرر الخليفة الفاطمي الأخير العاضد بالله أن يُعيّنه وزيرًا، وظل صلاح الدين في هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات كاملة، ولو أن غرّا في ذلك الوقت يفكر تفكيرا سريعا لكفّر صلاح الدين أو انتقص منه لأنه عمل وزيرا للشيعة!

هذا والدولة الفاطمية دولة شيعية إسماعيلية باطنية، وهؤلاء الباطنية أشد ضررًا وخطرًا من الجعفرية الاثني عشرية بمراحل، ولهذا السبب كفّرهم طوائف من علماء السُّنة قديما وحديثًا، ومع ذلك عمل في ظلهم صلاح الدين الأيوبي، ولم يرضَ بالانقلاب على العاضد وتركه حتى وفاته، بعدها أعلن طاعته للخليفة العباسي السني المستضيء بأمر الله الذي كان يستعجله في هذه الخطوة ويضغط على نور الدين محمود ليضغط بدوره على صلاح الدين، وهناك أسباب حقيقية ومعوقات جعلت صلاح الدين يتأخر في هذه الخطوة منها القوى الموالية للقصر الفاطمي في داخل مصر مثل السودان والمغاربة وكبار القادة وموظفي الإدارة الحكومية وغير ذلك.

والعبرة أن ميدان السياسة الشرعية ومن بعدها عالم العلاقات الدولية اليوم رحب كبير فسيح؛ الغاية منه جلب المصالح ودرء المفاسد؛ وهذه القاعدة لا يعرفها العامة جيدًا، ولا يدركون تفاصيل الواقع السياسي والظرف التاريخي المعقد، لهذا يندهش المرء من قدرة الناس على الفتوى في أمور شديدة التعقيد والتركيب، والوضع اليوم أشد صعوبة من عصر صلاح الدين الأيوبي بمراحل!
هذا هو الانتصار والفرح الحقيقي، اللهم اجعلنا منهم
الإستراتيجية السياسية الخداعية للأمريكان والغرب بعد كل ضربة وتقدم صهيوني تتمثل في الآتي:

1- التبريدُ والخداع: وتبدأ بالتصريح بضرورة إيقاف الحرب على غزة والتوصل لصفقة، وذلك حتى يهدأ الطرف الآخر عن الانتقام لعدة أيام أو أسابيع ويكون مكشوفًا للصهاينة والأمريكان، فضلا عن خداعه بوعود زائفة كما فعلوا بعد استشهاد هنية رحمه الله.

2- التعزيز والدعم: التصريح والتحرك بتعزيز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وإرسال حاملات طائرات وقوات برية إن لزم الأمر، ثم الانتقال دبلوماسيًا من الاستنكار للعملية الصهيونية إلى إعلان الدعم والمساندة.

3- التهديد: بأن أي خطوة للانتقام ستؤدي إلى ضرب العُمق الإيراني أو السوري أو اللبناني أو اليمني وبدعم مطلق من الأمريكي.

4- وأخيرا التقدُّم من جديد: بعدما ينجح الخداع الإستراتيجي السياسي والدبلوماسي والتلويح بالضرب العسكري ويهدأ الطرف الآخر، يكون هذا مسوغّا للصهاينة للتقدم لعملية استهداف أو توغل جديدة وبأقوى الأسلحة الأمريكية.

وهذا يعني أن الصهاينة ومن خلفهم الأميركي لديهم إستراتيجية واضحة لهذه الحرب وأهداف طويلة الأمد، فهل سيستغلون هذه الأحداث للوصول إلى النيل والفرات خاصة بعدما لمسوا ردود الأفعال الضعيفة أم سيجدون الردع المناسب في قادم الأيام؟!
يعلن نتنياهو اليوم أنه سيجلب الديمقراطية لإيران في أقرب فرصة، أقرب مما يظن الناس، خللي الصبر الإستراتيجي والحكمة الفارسية تنفعهم.

إذا بقيت إيران على ما هي عليه من الانسحاب والتراجع، فجزء كبير من أجهزتها خاين ومتواطئ مع الصهاينة، وهذا بمثابة انقلاب أبيض على نظام الملالي.
عملية اليوم على تل أبيب قد تجعل الصهاينة يضربون العمق الإيراني ونسأل الله أن يكون في ذلك تدميرهم وهلاكهم، فأي حرب إقليمية على خلاف كثير من المحللين هي في صالح المستضعفين والمقهورين.
من أدعية القرآن الكريم الجميلة على لسان أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام والرحمة:

(قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)

قالاه بعدما عصيا الله تعالى وأكلا من الشجرة، ومن رحمة الله أن هذا الدعاء علمه ربنا أصلا لآدم رحمة من عنده به، وهذا الدعاء تفسير قوله تعالى:

(فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)

ومادام هذا الدعاء من عند الله، فهو مظنة القبول والاستجابة، ونحن على خطا أبينا آدم عليه السلام في الوقوع في الذنوب ثم الاستغفار والتوبة كل حين.
ولأجل هذه القوة العظمى، أدرك فرانسوا الأول أن التحالف مع السلطان سليمان القانوني قد يكون الفرصة الوحيدة لمواجهة قوة شارلكان المتفوقة، وعلى الرغم من أن فرنسا دولة كاثوليكية وقلعة من قلاع المسيحية في أوروبا الغربية، وأنها كانت تعتبر العثمانيين خصمًا دينيًّا وحضاريًّا خطيرًا، فقد دفعت الضرورات السياسية في تلك الفترة الملك الفرنسي إلى التفكير خارج الأطر التقليدية.

ومذ كان في الأسر، بدأ فرانسوا الأول في التواصل مع السلطان سليمان القانوني عبر رسائل دبلوماسية من خلال والدته وكبار دبلوماسيّيه، وقد طلب الملك الفرنسي من السلطان العثماني دعمه في محاربة الإمبراطور شارلكان بلغة ملؤها الاستنجاد والاستغاثة.

في إحدى تلك الرسائل نرى فرانسوا الأول يُخاطب السلطان سليمان بلقب "سلطان العالم" ويعترف بمكانته العظمى وسلطته التي تمتد على أرجاء شاسعة من العالم، ويشرح للسلطان القانوني ظروفه الصعبة بعد هزيمته في باڤيا وأسرِه، ويطلب دعمه في مواجهة الهيمنة الإسبانية والألمانية، ويشير فرنسوا في الرسالة إلى أنه لم يعد لديه أي أمل في مساعدة مِن أي جهةٍ أوروبية أخرى سوى الدولة العثمانية، يقول:

"لم يبقَ لدى فرنسا أيّ أمل بالمساعدة من أي مكان آخر عدا حَضرة سلطان العالم، حيث إن حضرة سلطان العالم قد قدَّم من قبل مساعدات لمرات عديدة. إن فرنسا ستكون ممتنة إلى الأبد لو سُوعدت بمقدار من النقود والبضاعة، وخاصة أن هذه (المساعدة) تُعتبر لا شيء بالنسبة إلى سلطان العالم".
الصراع بين إسرائيل وإيران وصل لنقطة حرجة؛ نتنياهو وحكومته يحرقون المراحل ويستغلون الطوفان لتغيير المعادلة في الشرق الأوسط لكي يصبحوا الدولة الأقوى نوويا وعسكريا وتكنولوجيا؛ بينما إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ضياع ما استثمرته منذ الثورة في 1979 وحتى اليوم من تمدد إقليمي وأيديولوجي، ومشروع نووي قارب على الانتهاء، بل وأخطر من ذلك سقوط نظام الثورة نفسه.

العجيب أن الدول العربية تحسب نفسها في موقع المحايد، ولكن مثل كل الحروب إذا ضرب العمق الإيراني والمشروع النووي ومصافي الغاز وتوسعت الحرب واستخدم الصهاينة الأجواء العربية فقد تمتد الحرب لمناطق عربية توجد فيها مصالح وقواعد أمريكية.

الحرب الشاملة شيء خطير وقد يمتد لسنوات، كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية، وكما يحدث في غرة التي يمر عليها سنة الآن، وفاتورتها مكلفة في الأرواح والأموال، ويجب أن ندرك أن الخطر محدق بالجميع، حتى من سيتخذون موقف الحياد سيجدون تأثير هذه الحرب في اقتصادهم إذا ضُربت مصافي الغاز والنفط، وقطعت الممرات الملاحية والبرية.
اللهم انصر عبادك المستضعفين، اللهم فرجك على هذه الأمة المستضعفة المستباحة
هذا الظلم الكبير الذي فاق كل شيء، وملايين من الشهداء، ومائتي عام من محاربة الإسلام والمسلمين بكل الأشكال السياسية والاقتصادية والفكرية والعسكرية، تكشف لك أن الإيمان بالآخرة ولقاء الله والميزان والجنة والنار يطمئنُ القلوب الحائرة، بل ويحثّ المستضعف على الوقوف والصبر.

لو لم يكن الله تعالى حق موجود لكانت الحياة عبثًا وكربًا وقهرًا مستمرًا؛ يأكل فيها القوي الضعيف وقد ضمن الانتصار الأبدي!
إرسال أميركا لأعداد لافتة من طائرات التزويد بالوقود في الساعات الأخيرة يعني أن أنها ستدعم الطائرات المقاتلة الأمريكية والإسرائيلية وطائرات "الحلفاء" للتحليق لساعات أطول في المنطقة لأية عمليات في العُمق الإيراني عامة، والمنطقة الغربية خاصّة والتي أُعلن فيها اليوم عن مناورات وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية.
ربما يريد الصهاينة أن يكون ردّهم يوم 6 أو 7 أكتوبر لرمزية هذه الأيام؛ وخاصة 7 وعلاقته بالحرب الدائرة منذ سنة، كما ذكرنا إيران أمامها أدوات كثيرة :

1- إغلاق مضيق هرمز وإغلاق الحوثيين مضيق باب المندب من خلال الهجمات الصاروخية المختلفة، وعمليات القرصنة، وإلقاء الألغام البحرية بأعداد كبيرة.
2- ضرب القواعد والمصالح الأمريكية في الخليج والعراق وسوريا والأردن
3- إطلاق العمليات العسكرية البرية لمليشاتها في مناطق مختلفة وخاصة الخليج، وربما تحريك لخلايا نائمة.
4- حرب الصواريخ الباليستية بكل أنواعها

مثل هذه الحرب إن اشتعلت ستكون في مصلحة الروس وضد المصالح الصينية في المنطقة، من اللافت أن الروس يتوددون منذ فترة من طالبان ويشيدون بدورهم الكبير في تحقيق الأمن، هذا في وقت تزداد العلاقات متانة بينهم وبين الصين، وهذا يعني أن الروس والصينيين يريدون دعمًا من طالبا لإيران في أية مواجهة قادمة ربما.
منذ قليل وصف خامنئي إسرائيل بـ" الكيان المتعطّش للدماء، والكيان المستذئب وكلب أمريكا المسعور في المنطقة".

لاشك أن نتنياهو كسر كل القواعد والخطوط الحمراء لأهداف أصبحت أكبر بكثير من مجرد حماية نفسه من المحاكمة وسقوط حكومته، إسرائيل تسعى لتغيير خارطة المنطقة الممتدة من إيران إلى سوريا إلى لبنان واليمن كخطوة من خطواتها في مشروع "أرض الميعاد".
عبد الناصر ظل يشتم إسرائيل والقوى الإمبريالية الغربية منذ 1955 لما فشل في جلب دعمهم لبناء السد العالي وشراء صفقات الأسلحة النوعية، وأقام "المهرجان" وهذا وصف الصحفي الألمعي محمد جلال كشك رحمه الله حتى وفاته سنة 1970م، وهذا المهرجان كان مفيدًا في كثير من الجوانب السياسية ذكرها كشك في العديد من كُتبه وعلى رأسها "كلمتي للمغفلين" و"ثورة يوليو الأمريكية" .

ولكن لما مات عبد الناصر وجاء السادات انقلب على سياسة سلفه وانطلق نحو الانفتاح منذ اليوم التالي لحرب أكتوبر بنص شهادة المشير الجمسي والفريق الشاذلي حتى وصلنا إلى كامب ديفيد ثم إلى الوضع الحالي؛ فقد منحتنا أميركا أكثر من 50 مليار دولار منذ ذلك الحين.

الآن إيران أمام نموذج مصر؛ إما أن تتلاشى أخطاء تجربة عبد الناصر وعلى رأسها الاستعداد الحقيقي للمواجهة حتى لا تقع النكسة التالية، وتضمن عدم وجود انقسام في السلطة الداخلية كما كان حاصلا مع عبد الحكيم عامر وشلته، وإما أن تنهزم وتضطر للانفتاح والرأسمالية ويحصل انقلاب سلمي أو خشن لتدخل إيران المرحلة الساداتية المباركة.
2024/10/07 01:17:42
Back to Top
HTML Embed Code: