{ لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مُعۡجِزِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ }

[سُورَةُ النُّورِ: ٥٧]

{ بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ }

[سُورَةُ الرُّومِ: ٥]

《 ألم يأنِ للمجادل بالباطل أن يخشى اللهَ ويرعوي عن كذبه؟ 》

- تعليق حول تطوّر مواقف الناس من علاقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الكيان الصّهيوني -

لا أزعم أنّني من أهل الخبرة في السياسة وتحليلاتها ومتابعة مايحصل من أحداث سياسية بصورة دقيقة، ولكنّي أزعم أنّني أتعلّم بقَدْر طاقتي ممّا يحصل حولنا من أحداث وتطوّرات وتوَترات.

أشاهد وأتأمل، وأسأل وأتساءل، وأراقب ردود فعل الشارع العام من المواقف الكبرى التي تخالف رؤاهم ومتبنّياتهم الفكريّة التي يكرّرونها ودَرَجوا عليها، لكي أرى كيف يدافع الناس عن مواقفهم التي تخالف الواقع المشاهد المحسوس، وكيف يحتجّون، وكيف يحلّلون المعطيات الحسية والتصريحات الواضحة، وكيف يكذبون على أنفسهم ويصرفون الحق عن الناس ويقنعونهم بخلاف ما يرونَه نُصبَ أعينهم.

بالأمس القريب، كان موقف الطائفيين الذين يوجّهون الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي، من:
(١) منتسبين لأهل السنة، عامّتهم ومشايخهم وعلمائهم،
(٢) وعلمانيين قوميين،
(٣) وإعلاميين مدفوعي الثمن،

= هو عدم التسليم بوجود عداوة حقيقية بين إيران والكيان الصهيوني، وأن كل مايحصل يتم بالاتفاق من وراء الكواليس لخداع الناس، وأن العلاقة بينهما على وفاق ومحبة، بل على أتم وجه! وأن هناك علاقات سرية ودية بينهما بخلاف مايظهرونه للعالم، وأن ما يظهرونه من عداوة مكذوبة له مبرّراته وينطوي على مصالح خبيثة مشتركة -لك أن تتخيّل-.

وقد مرّت عليّ عشرات التعليقات والردود والمقاطع والتحليلات المؤامراتية التي تحاول استغفال الناس بهذه الفكرة، وإقناع الدهماء بها، وقد نجحوا بالضّحك على كثير من الناس بهذه الفكرة لسنوات -وما زالوا-، رغم ما شاهدوه ويشاهدونه بأعيُنهم من حروب وقتلى ونيران وركام وتهديدات خطيرة بين الطرفين، ولنسمّي هذه الحجة "العداوة الكاذبة".

ثم عندما رأى بعض هؤلاء أن هذه الكذبة لم تعد تُجدي نفعًا في ظل التطوّرات السياسية في المنطقة، وأن النّاس بدأت تشعر بصعوبة تصديق مثل هذه الترهات المؤامراتية وقصص الأفلام، غيّر هؤلاء الكَذَبة كلامهم ونزّلوا الإصدار الجديد للحجة، وهي حجّتهم الثانية:
"العداوة القشرية" أو "عداوة أقوال بلا أفعال"، ومفادها: هناك عداوة حقيقية، ولكنّها "شكلية ظاهرية"، "مشلولة الإرادة" "جبانة" ليس فيها أفعال ولا تضحيات ولا مواقف حاسمة حازمة.

أراد هؤلاء السذج حينها -ولا زالوا- أن تتصرف الجمهورية الإسلامية برعونة وتهوّر سياسي وفقًا لأهوائهم وتنظيراتهم ونزواتهم لكي تثبِت الجمهورية الإسلامية لهم أنهم صادقين ومطّردين في موقفهم العدائي الصريح من الكيان الصهيوني، فالأرعن من هؤلاء المرجفين لم يكتفِ بالقول:

" إننا نقر بصدق إيران في مواقفها، ونشهد لها بالصدق والإخلاص لمواقفها المشرّفة، اللهم أنّنا نخالفها بين الحين والآخر في تقديراتها للمصالح والمفاسد المترتبة على قراراتها الحاسمة، وتوقيت أفعالها، وطبيعة تصريحات بعض مسؤوليها"

ويا ليتهم فعلوا! ولكن لا! ليست هذه مقالتهم.

أصبحوا يشكّكون الناس بصمود إيران في هذه العداوة "الشكلية"، ويضعفون في أنفس الناس إيمانهم بخطر إيران الحقيقي على الكيان الصهيوني، وأنه مجرّد فقاعة إعلامية، وقيل وقال.

فأصبحوا يصرخون على مواقع التواصل الاجتماعي:
"أين تدخلكم؟"
"أين فعالهم؟"
"أين حزبكم المقاوم؟"
"أين قذائفكم وأسلحتكم؟"
رغم أن إيران والحزب معهم من قبلُ ومن بعد، ولم يزل من قديم وفي هذه الحرب يدفع بأرواح المؤمنين للجهاد، ويمدّ بالسلاح والعتاد والإعلام والضغط الشديد على العدو، وما حدث في حرب تموز ٢٠٠٦ في لبنان، لم ينسه المؤالف والمخالف، ثم ما قدّمته من شهداء في بدايات الحرب هذه السنة، ولكن هل تتوقع أن يرضى المتعصّب عنهم بذلك؟ لا بالطبع.

ثم يا لمداولة الله -سبحانه- للأيام، ويا لشؤون الله -عز وجل- في خلقه، عشنا وعاشوا إلى ذلك اليوم الذي رأينا فيه إيران تدفع بالطائرات المُسيَّرة نحو الكيان الصهيوني، مسببةً خسائر مادية وحربية فادحة للكيان، فضلا عن إثارة الرعب في نفوس الصهاينة، وإنذارهم بوجود من سيتصدّى لهم قولا وفعلا، وهذا كلّه بمرأى ومسمع من هؤلاء.

ولكن كل ذلك لم يرق للنَّعام الذي اعتاد دسَّ رأسه في التراب، ففكروا وقدّروا إلى أن خلصوا إلى الحجة الثالثة التي لم يفصلنا عنها سوى أشهر مضت:
"أكبر مسرحية في التاريخ"
"هجوم إعلامي متفق عليه"

ومجددًا مع السذاجة:
"أين الخسائر؟"
"أين الضحايا؟"
وكأنهم يحسبون أن الكيان الصهيوني يدافع عن نفسه بالعصي والمقاريض والسيوف! وأصبحت تتوالى الضحكات والسخرية وكثر الاستهزاء من هؤلاء الرعاع على مواقع التواصل الاجتماعي، وخرج مؤثرون وأصحاب أتباع وشاركوا في هذه الحفلة، وقد رأيتموهم ورأيناهم،


يتبع (١/٢)

ثم أعادوا الضغط الإعلامي مجددا -كالعادة- بجهالة ورعونة لكي يتسرّع الحزب بدخول الحرب مع إصرار من هؤلاء المساكين لرفض استيعاب مايخطط إليه الحزب في ضوابط دخوله الحرب المفتوحة، لا يهمّهم رؤية الحزب، ولم تُجدِ معهم خطابات السيد حسن -رحمه الله- الذي قدّم حياته لله وللمسلمين، ولا خبرويّة الحزب ولا تقديرهم للأصلح، ألم تنسَ يا عزيزي أنّهم يريدونك أن تأتمر وفقًا لما يرونه لكي يرضوا عنك؟!

ثم لم ينهِ اللهُ هوانَهم، وشاء أن يريَهم قبل أيام فداء أهل لبنان أنفسهم، تلك النفوس الأبيّة التي أبت إلا أن تشارك إخوانها الألم وتتجرع الغصة إلى أن تصاعدت أرواحهم إلى بارئها، ثم أرى الله -تعالى- هؤلاء السذج قبل سويعات سماءَ الكيان الصهيوني تشتغل نارًا وعذابًا وغضبًا بمدافع وقذائف الجمهورية الإيرانية، فما انجلت الغبرة إلا حالة ذعر ورعب وصفّارات إنذار وصرخات صهيونية تُطرب آذان المسلمين، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الحرب!
فشفى الله -تعالى- بذلك صدور قومٍ مؤمنين، وقد رأينا فرحة إخوتنا المظلومين من أهل فلسطين ولبنان وضحكاتهم واحتفالاتهم ودموع فرحهم، ونسأله -سبحانه- أن يديمها، وأن يحفظهم ويحفظ لبنان والجمهورية الإسلامية من كيد الأعداء، ويرحم من رحل برحمته الواسعة.

ولكن -ويا للهوان والذل- إلى الآن، وإلى هذه اللحظة التي أكتب فيها، يردّد السُّذج الذين أدمنوا الغباء والاستغباء مثل الحجج السابقة، ومن شدة ما هم فيه من الضيق والحرج، أصبحوا يضطربون في تحليل هذا الحدث الذي قضَّ مضاجعهم، وبدَّد أحلامهم، وخلط أوراقهم، فلا يكاد يتفق متصهيِن مع آخر في تحليله لما فعلته إيران قبل سويعات ولم تتوقف، حتى أن بعضهم اختصر الأمر بالتكفير والتضليل لإيران والحزب و"كفى الله المؤمنين القتال"، وبعضهم لم يستطع أن ينم إلا بعد أن يقنع الناس بأن إيران لم تفعل ما فعلت إلا لمصلحتها الخاصة فقط، ولا تنتهي سلسلة الجدل عند هؤلاء، حتى بعد تعداد وسائل الإعلام لضحايا صهيونية، بدأ يتزايد عددها حتى هذه اللحظة، والله من ورائهم محيط.

وخلاصة ترتيب حجج المرجف المتصهين:

١. عداوة إيران والكيان الصهيوني كاذبة.
٢. عداوتهما حقيقية ولكن بلا أفعال.
٣. عداوتهما حقيقية مع أفعال ولكن بلا خسائر.
٤. عداوة حقيقية مع أفعال وخسائر ولكن ما زال في القلب شك.
٥. عداوة تامة الأركان ولكنكم كفّار وأصحاب مصلحة.

وراقبوا وشاهدوا كيف تتطوّر حججهم مع مرور الزمن وتفاقم الأحداث، تتجدد كلما نُقضت سابقتها، كيفما شاءَ الإعلام الرخيص تقليبَها.

ولك أن تتخيّل أن هؤلاء السذج والكذابين والمُرجفين الذين ينكرون فضل إيران وصدق مواقفها في كل صغيرة وكبيرة، ويقفزون في حججهم من حجة إلى أخرى لكي يُرضوا أنفسهم، لم ينبسوا ببنتِ شفةٍ حول ما يرونه من تخاذل قدواتهم وخوار أصحاب القرار وضعف من ينتمون إليه في جميع الأحداث السابقة! وكأن الله -سبحانه- قد رفع التكليف عنهم ونصبه حصرًا على الجمهورية الإسلامية.

كل ماسبق، يقال لكي لا يُنسى ..

تلك شقشقة هدرت ثم قرّت، وليكن في علم القارئ أن من لم يكن على ما وصفت من المخالفين، أو أدرك كذب هؤلاء المرجفين وتراجع، فلا أقصده ولا أعنيه بما أقول، فمن كان منصفًا عادلًا نجزّيه خيرًا وندعو له كائنا من كان.

{ وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلࣲۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَكۡثَرَ شَیۡءࣲ جَدَلࣰا }
[سُورَةُ الكَهۡفِ: ٥٤]

انتهى (٢/٢)

الناقد الإمامي

🔹️ حديث عن أمير المؤمنين -عليه السلام- في التقية رواه الإمامية وأهل السنة! 🔹️

روى النعماني -رحمه الله-: أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اِبْنُ عُقْدَةَ اَلْكُوفِيُّ
قَالَ حَدَّثَنَا اَلْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ
حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ هِشَامٍ اَلنَّاشِرِيُّ
قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَبَلَةَ
عَنْ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ
عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ
عَنْ أَبِي اَلطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ
قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ:

《 أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اَللَّهُ وَرَسُولُهُ حَدِّثُوا اَلنَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ أَمْسِكُوا عَمَّا يُنْكِرُونَ. 》

📚 الغيبة للنعماني، وروي بلفظه في أصل (سلام بن أبي عمرة) الواصل ضمن كتاب الأصول الستة عشر، عن سلام عن معروف عن أبي الطفيل عن أمير المؤمنين.

وروى البخاري (127): وَقالَ عَلِيٌّ:

《 حَدِّثُوا النّاسَ، بما يَعْرِفُونَ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ ورَسولُهُ. 》

حدثنا عبيدالله بن موسى، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن علي بذلك.

📚 صحيح البخاري، وهو من مفاريده عن أبي الطفيل.

🔹️ فوائد حول الحديث:

١. معروف بن خربوذ من أجلة رواة الإمامية، وهو من أصحاب الإمام الباقر -عليه السلام-، وهو من أصحاب الإجماع الذين نص الكشي إجماع الطائفة على قبولهم.

٢. أبو الطفيل هو الصحابي الشيعي عامر بن واثلة، آخر الصحابة موتا، حدّث عن النبي سماعا، ذكر ابن قتيبة في المعارف أنه من "غالية الرافضة!" وأنه كان "يؤمن بالرجعة" وقد روى في شأن الرجعة أحاديث.
وهو الذي استغرب حديث الغدير فورَ ما سمعه، فسأل عنه زيد بن أرقم وثبّته، وليس ذلك إلا لفهمه الفطري للإمامة في حديث الغدير.
وكان حامل راية المختار الثقفي في ثورته ضد قتلة الحسين -عليه السلام-، وقال أبو عبدالله الأخرم -شيخ الحاكم النيسابوري- أنه كان مُفرطا في التشيّع! وكره بعض محدثيهم روايته رغم أنه صحابي.

٣. جاء في موقع الدرر السنية في شرح هذا الحديث:
" قُدراتُ الناسِ تَختلِفُ في الفَهمِ والاستِيعابِ للأُمورِ، ومِن فِقهِ العالِمِ أنْ يُحدِّثَ كلَّ فَرْدٍ وكلَّ جَماعةٍ بما تَستوعِبُه عقُولُهم ولا تَنفِرُ منه.
وفي هذا الأثرِ يُرشِدُ أميرُ المؤمنينَ علِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنْ نُكلِّمَ النَّاسَ على قَدْرِ عُقولِهم وبما يَفهَمون، ونَترُكَ ما قد يَشتبِهُ عليهم ويَصعُبُ فَهمُه؛ حتَّى لا يكونَ ذَرِيعةً لهم إلى تَكذيبِ اللهِ ورَسولِه، وعدَمِ تَصديقِهما؛ فإنَّ الناسَ إذا سَمِعوا ما لم تُحِطْ به عُقولُهم، فإنَّهم يُبادِرون إلى تَكذيبِه، ولهذا فإنَّ العالِمَ يُمكِنُه أنْ يَجعَلَ عِلمَه مُستوياتٍ بيْن الناسِ، فيُحدِّثَ العامَّةَ بما تَفهَمُه، ثمَّ يُخصِّصَ النابهينَ وطَلَبةَ العِلمِ بالمسائلِ الدَّقيقةِ ويُدارِسَها معهم.
وفي الحديثِ: مُراعاةُ أحوالِ المُخاطَبِ في قُدرتِه على الفَهمِ.
وفيه: الاتُجاهُ إلى سُهولةِ الأُسلوبِ، وحُسنِ البيانِ في الدَّعوةِ." انتهى

٤. جاء مضمون هذا الخبر في روايات متعددة عند الإمامية، وكلها في معنى التقية، وعدم تحديث الناس بما لا يتحملونه فيسارعون إلى تكذيبه وإن كان حقّا.
ووجه التقية في الحديث هو: الحث على إخفاء ما يمكن أن يتسبّب بالتكذيب والطعن في الله ورسوله عند الناس.
ووجه نسبة الطعن بالله ورسوله للناس: هو أن طعنهم بالمنقول في واقعه وحقيقته = طعنٌ بما صدر عن الله ورسوله واقعا وفي نفس الأمر، رغم جهلهم بذلك.

وهذا شيء يسير حول أصالة علم الحديث عند الإمامية، بعيدًا عما يروّجه المتعصبون المساكين.

ينظر كذلك:
https://www.tgoop.com/Na8ed_imami/945
https://www.tgoop.com/Na8ed_imami/972
https://www.tgoop.com/Na8ed_imami/552
https://www.tgoop.com/Na8ed_imami/500

الناقد الإمامي

شهاب الدين المرجاني:

حديث المنزلة دال على ثبوت عموم منازل هارون لأمير المؤمنين -عليه السلام- ما عدا النبوة! [كما يقرّر الإمامية]

وهو دال على أعلمية أمير المؤمنين على الصحابة، وقد دلّت فضائل أخرى على ذلك.

وقد فهم ذلك الصحابة وتمناه عمر وابنه لنفسهما، ولم يخف ذلك على معاوية.

ملاحظة: قوله أن حديث المنزلة لم يصل حد التواتر = غلط بيّن، ولعله لم يقف على جميع طرق الحديث ولم يجمعها.

نترككم مع تقرير المرجاني لمعنى حديث الموالاة: [من كنت مولاه فعلي مولاه / وهو ولي كل مؤمن من بعدي]

• أثبت النبي وجوب اتباع علي بن أبي طالب، وأثبت نفوذ حكمه فيهم كما كان ذلك للنبي!

قلت [الناقد الإمامي]: لم نحتج بعد الآن لإمامي يتعب نفسه في تقرير دلالة الحديث للمخالف، فقد كفانا ذلك المرجاني الحنفي السني 😊.

ركز على قوله:
" وحمله على معنى الناصر أو المحبوب ظاهر البطلان."

ولكنه بعد ذلك يقول [أسفل الصفحة] لعل الصحابة فهموا معنى الحديث وأن أمير المؤمنين علي -عليه السلام- يتصف بالأولوية عليهم، ولكنّهم قدّموا غيره عليه لمصلحة اقتضت ذلك!

ملاحظة: الظاهر من عبارته هنا، أنه يرى أن حديث (من كنت مولاه) وحديث (ولي كل مؤمن من بعدي) حديثا واحدا.

شهاب الدين المرجاني:

حديث المنزلة والموالاة محكمان في إثبات الأفضلية بما لا يحتمل التأويل، بخلاف ما دل على أفضلية أبي بكر وعمر فإنه يحتمل التأويل.

ثم فصّل المرجاني بعدها في رد بعض حجج قومه حول أفضلية أبي بكر وغيره وأبطلها.