ناصِحٌ أمِين!

الحمدُ للَّـهِ وحدَهُ،وبَعد.
رُوِيَ عنِ النَّبِيِّﷺ؛أنَّهُ كانَ يقولُ حينَ يخرُجُ من المنزل : «اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَضِلَّ أو أُضَلَّ،أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ،أو أظْلِم أو أُظْلَم،أو أجْهَلُ أو يُجْهَلُ عَلَيَّ».
وهذا ما نعلَمُهُ ونَلْزَمُهُ اقتداءً بالحَبِيبِﷺ.

وفي زمَنِنا ذاك،أصبحتُ أستَشعِرُ أهميّة ترديد هذا الدُّعاء،قبلَ الولوج إلى هذا العالَم الإفتراضي،فإنَّنا أصبحنا في زمان لَم يَنْجُ أحدٌ فيهِ من أمراضِ القلوب إلَّا ما رَحِمَ ربُّنا وهَدَىٰ!

ولعلَّ القارئ لم يقتنع بما أقول،لذا أجِبنِي على أسئلتي تِلك : هل سَمِعتَ من قبل عن شابّ كانَ طيّبَ السِّيرَة حَسَن الخِلُق،فُتِنَ بمتابعة إحدى الشّابّات على قناةٍ لها أو صفحة في هذهِ المواقع؟وهَل سَمِعتَ عن مَنِ افتُتِنَت بشَيْخٍ أو داعِيةٍ،لمُجَرَّد استماعها لمجالسه ورؤيتها لمنشوراته؟ وهل سمعتَ عن مَن تقلَّبت نيّتُه في الدَّعوة،وأصبحَ جُلّ هَمِّه هو جَمع أكبر عدد من المشتركين؟ وهل سَمِعتَ عَن مَن أنشأ نافذة في هذهِ المواقع،ليَتَصَيَّدَ فقط أخطاءَ غيرهِ مِنَ البشر ويُعلّقُ عليها ويسخر منها؟

ومَئَةُ هَلٍ وهَل لو أفصحتُ لكُم عنهم لما انتهَيْت،ولا أقولُ ذلكَ لأبعثَ في نفوسِكُمُ المشاعر السّلبِيّة المُثوبّطة،لَا واللَّـهِ يشهَدُ اللَّـه أنِّي ما قُلتُ ذلكَ إلَّا لأُحَذِّرَ كُل مَن يَدخُل هذهِ المواقع لأن يُراقِبَ قلبه،ويحرِص على عدم الاشتباك بخيوطِ هذهِ الشَّبكات العنكبوتيّة،حتَّى لا يقعَ أسِيرًا لأحدِ خُيُوطِها.

ونصيحة من أخٍ لكُم ناصِحٌ أمِين : لا تُفصِحُوا عَن معلوماتِكُم الشخصيّة إلَّا للضرورة،وإن مكّنَكُمُ اللَّـهُ في أمرٍ من أمورِ الدَّعوَةِ إليهِ - سُبحانهُ وبحمدِه - فلَيْسَ بالضرُورِيِّ أن تُباشِرُوه بعدَ الإفصاحِ عن هَوِيّتكُم،خاصّةً الأخوات فقد تَزِلَّ قدمُ أحدهِم بعدَ ثُبُوتِها بسببِ مُتابعتهِ قناة أو صفحة إحدىٰ الأخوات.
والصَّحِيحُ أن يُباشِرنَ الحديث كيفما أرَدْنَ في مجموعاتٍ خاصّة بالنِّساء،وأن يلتَزِمنَ الضوابِط التي شرعها اللَّـهُ للاختلاط في الواقع،أثناء تواجُدِهِنَّ على الصفحات العامّة المرئِيّة للجميع.
والحديثُ كذلكَ للشَّباب،فلَيْسَ بالضرُورِيِّ يا أخي أن تُظهِرَ أنَّكَ تمتَلِكُ هَيئَةً حَسَنَة وحس فُكاهِي،في المكان الذي تتحدَّثُ فيهِ في الدَّعوَة،فلَرُبَّما تُتابِعُ نافذتكَ الدعوية مَن في قلبِها مَرَضٌ،أو مَن هِيَ ضعيفَةُ الإيمانِ فتُفتَن.

واعلَمُوا جميعكم - رحِمكُمُ اللَّـه - أنَّ الضوابط التي شُرِعَت للاختلاطِ في الواقِع،هيَ نفسُها ما يجبُ أن تُتَّبَعُ في المواقِع.
فكما أنَّ غَضَّ البَصَرِ واجِبٌ على الجِنسَيْنِ في الواقِع،فُهَو كذلكَ في هذهِ المواقع فلا يَصِحُّ لإحداهنَّ أن تُطلِقَ بَصَرَها هُنا،ولا أن تدخلَ لأحد الإخوة على - الخاص - لتسأله عن شيء،وقَد امتلأ هاتِفها بأرقام وحسابات الأخوات والمُعلِّمات الفُضلَيَات.
وكما أنَّ الحديثَ مع الأجنبيّة لا يَحِلُّ إلَّا للضرورة في الواقع - مع إلتزام الضوابط - فهُوَ كذلك بالمواقع،فلا يَصِحُّ لأحدهم محادثة إحدى الأخوات هُنا بدَعْوىٰ السُّؤال عن شيء،وقَد امتلأ الكَوْنُ بالدُّعاةِ الأفاضِل!

راقِبُوا نواياكُم،وراجِعُوا أهدافكم من الوُجُودِ في هذا العالَم الخَبِيث،وداوِمُوا الكَشْف على قلوبِكُم مِن حينٍ لآخر،وتابِعُوا قَدْرَ إيمانكُم فيها،واحِرصُوا على الإلتزامِ بدوائِها الشَّافِي ألَا وهُوَ كتابُ اللَّـه.
غَفَرَ اللَّـهُ لنا ولَكُم،ونجَّانا مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ،والحمدُ للَّـهِ ربِّ العالَمِين.
•ناصِحٌ أمِين!

www.tgoop.com/Nasseh_Am/1236

1.5K viewsJan 31, 2022 at 13:04

الحمدُ للَّـهِ وحدَهُ،وبَعد.
رُوِيَ عنِ النَّبِيِّﷺ؛أنَّهُ كانَ يقولُ حينَ يخرُجُ من المنزل : «اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَضِلَّ أو أُضَلَّ،أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ،أو أظْلِم أو أُظْلَم،أو أجْهَلُ أو يُجْهَلُ عَلَيَّ».
وهذا ما نعلَمُهُ ونَلْزَمُهُ اقتداءً بالحَبِيبِﷺ.

وفي زمَنِنا ذاك،أصبحتُ أستَشعِرُ أهميّة ترديد هذا الدُّعاء،قبلَ الولوج إلى هذا العالَم الإفتراضي،فإنَّنا أصبحنا في زمان لَم يَنْجُ أحدٌ فيهِ من أمراضِ القلوب إلَّا ما رَحِمَ ربُّنا وهَدَىٰ!

ولعلَّ القارئ لم يقتنع بما أقول،لذا أجِبنِي على أسئلتي تِلك : هل سَمِعتَ من قبل عن شابّ كانَ طيّبَ السِّيرَة حَسَن الخِلُق،فُتِنَ بمتابعة إحدى الشّابّات على قناةٍ لها أو صفحة في هذهِ المواقع؟وهَل سَمِعتَ عن مَنِ افتُتِنَت بشَيْخٍ أو داعِيةٍ،لمُجَرَّد استماعها لمجالسه ورؤيتها لمنشوراته؟ وهل سمعتَ عن مَن تقلَّبت نيّتُه في الدَّعوة،وأصبحَ جُلّ هَمِّه هو جَمع أكبر عدد من المشتركين؟ وهل سَمِعتَ عَن مَن أنشأ نافذة في هذهِ المواقع،ليَتَصَيَّدَ فقط أخطاءَ غيرهِ مِنَ البشر ويُعلّقُ عليها ويسخر منها؟

ومَئَةُ هَلٍ وهَل لو أفصحتُ لكُم عنهم لما انتهَيْت،ولا أقولُ ذلكَ لأبعثَ في نفوسِكُمُ المشاعر السّلبِيّة المُثوبّطة،لَا واللَّـهِ يشهَدُ اللَّـه أنِّي ما قُلتُ ذلكَ إلَّا لأُحَذِّرَ كُل مَن يَدخُل هذهِ المواقع لأن يُراقِبَ قلبه،ويحرِص على عدم الاشتباك بخيوطِ هذهِ الشَّبكات العنكبوتيّة،حتَّى لا يقعَ أسِيرًا لأحدِ خُيُوطِها.

ونصيحة من أخٍ لكُم ناصِحٌ أمِين : لا تُفصِحُوا عَن معلوماتِكُم الشخصيّة إلَّا للضرورة،وإن مكّنَكُمُ اللَّـهُ في أمرٍ من أمورِ الدَّعوَةِ إليهِ - سُبحانهُ وبحمدِه - فلَيْسَ بالضرُورِيِّ أن تُباشِرُوه بعدَ الإفصاحِ عن هَوِيّتكُم،خاصّةً الأخوات فقد تَزِلَّ قدمُ أحدهِم بعدَ ثُبُوتِها بسببِ مُتابعتهِ قناة أو صفحة إحدىٰ الأخوات.
والصَّحِيحُ أن يُباشِرنَ الحديث كيفما أرَدْنَ في مجموعاتٍ خاصّة بالنِّساء،وأن يلتَزِمنَ الضوابِط التي شرعها اللَّـهُ للاختلاط في الواقع،أثناء تواجُدِهِنَّ على الصفحات العامّة المرئِيّة للجميع.
والحديثُ كذلكَ للشَّباب،فلَيْسَ بالضرُورِيِّ يا أخي أن تُظهِرَ أنَّكَ تمتَلِكُ هَيئَةً حَسَنَة وحس فُكاهِي،في المكان الذي تتحدَّثُ فيهِ في الدَّعوَة،فلَرُبَّما تُتابِعُ نافذتكَ الدعوية مَن في قلبِها مَرَضٌ،أو مَن هِيَ ضعيفَةُ الإيمانِ فتُفتَن.

واعلَمُوا جميعكم - رحِمكُمُ اللَّـه - أنَّ الضوابط التي شُرِعَت للاختلاطِ في الواقِع،هيَ نفسُها ما يجبُ أن تُتَّبَعُ في المواقِع.
فكما أنَّ غَضَّ البَصَرِ واجِبٌ على الجِنسَيْنِ في الواقِع،فُهَو كذلكَ في هذهِ المواقع فلا يَصِحُّ لإحداهنَّ أن تُطلِقَ بَصَرَها هُنا،ولا أن تدخلَ لأحد الإخوة على - الخاص - لتسأله عن شيء،وقَد امتلأ هاتِفها بأرقام وحسابات الأخوات والمُعلِّمات الفُضلَيَات.
وكما أنَّ الحديثَ مع الأجنبيّة لا يَحِلُّ إلَّا للضرورة في الواقع - مع إلتزام الضوابط - فهُوَ كذلك بالمواقع،فلا يَصِحُّ لأحدهم محادثة إحدى الأخوات هُنا بدَعْوىٰ السُّؤال عن شيء،وقَد امتلأ الكَوْنُ بالدُّعاةِ الأفاضِل!

راقِبُوا نواياكُم،وراجِعُوا أهدافكم من الوُجُودِ في هذا العالَم الخَبِيث،وداوِمُوا الكَشْف على قلوبِكُم مِن حينٍ لآخر،وتابِعُوا قَدْرَ إيمانكُم فيها،واحِرصُوا على الإلتزامِ بدوائِها الشَّافِي ألَا وهُوَ كتابُ اللَّـه.
غَفَرَ اللَّـهُ لنا ولَكُم،ونجَّانا مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ،والحمدُ للَّـهِ ربِّ العالَمِين.
•ناصِحٌ أمِين!

BY ناصِحٌ أمِين!