tgoop.com/Nasseh_Am/1463
Last Update:
في رمضانَ الماضي عندما ثارَ الكثيرُ لحَيِ الشيخ جرَّاح وما كانَ يحدثُ فيهِ،وباب العامود، وتحدَّثوا مُظهرِينَ اعتراضهم على المواقع، رأينا انسِحابًا - إلى حدٍ ما - وخوفًا من هؤلاءِ الكِلابِ، الذينَ لولا تِلكَ الأسلِحة التي في أيديهم، لرأيناهم مختبئِينَ في جحورهم كالجرذان، فخوفهم وضعفهم ظاهِرٌ وبشِدَّة، ولكن لِمَن هُوَ قويٌّ باللَّـهِ مُعتَصِمٌ بهِ.
وأمَّا الغافِلُ اللاهِثُ وراءَ إعلاناتٍ ومسلسلاتٍ هابِطةٍ كاذِبةٍ، لا يرى سوى العكسِ، ويعجَبُ لرَدِّ الشُّبَّانِ على رصاصاتهم الحارقة - ردَّها اللَّـهُ في أعناقهم وصدورهم - بالحجارة والزجاجات البسيطة، ولا يعلمُ المسكين أنَّنا أقوى - وربِّ الكعبة - رغمَ قلّة الإمكانيات، فقُوَّتنا باللَّـهِ وللَّـهِ.
والآن ليسَ حديثي على هؤلاءِ الكلابِ ومَن وَالَاهُم - فهوَ كلبٌ مثلهم - وإنَّما حديثي عنَّا وإلينا نحنُ معاشرَ المسلمينَ، فواللَّـهِ إنني لَفِي تسائُلٍ وحيرة منذُ وعيتُ لهذهِ القضيَّة، أتساءل : لِمَ لا نبذُلُ قصارَ جهدنا، في نُصرةِ إخوانِنا، وفي الدِّفاعِ عن مسرىٰ نبيِّنا؟ لِمَ استسلمنا للوَهَنِ، ورَضِينا بالسكوتِ، وأخذنا وضعَ المشاهدِ من بعيدٍ؟ لِمَ لا نسعى لنُصْرَةِ إخواننا المستضعفين، ونُقوم بالدِّفاعِ عن مُقدَّساتِنا، مُتعلِّلِينَ بعدم تحرُّك السلطات والقوّات؟
يا عبادِ اللَّـهِ، باللَّـهِ أجيبوني ماذا سنقولُ للَّـهِ، حينَ يسألنا عن عدمِ نُصرتنا لدِينهِ؟ بِمَ سنُجِيبُ حينَ نُسئَل "كانَ بينكَمُ ضُعفاءٌ، فلِمَ لَمْ تَنصرُوهم؟"
لا تقولوا ليسَ في أيدينا شيء، فأبسطُ شيء قد يُفعَل - وفي نفس الوقت هو أعظمُ شيء - هُوَ الدُّعاء، ولكن دعاءٌ بقلبٍ صادِقٍ مُحِبٍّ، دُعاءٌ يكونُ مع إخواننا في فلسطين بمثابَةِ العسكر الذي لا يُغلَب، وكذلكَ نستطيعُ أن نتحدَّثَ مع النَّاس عن القضية، ونُعِيدُ إحيائَها في قلوبِ المسلمينَ من جديد، وحادثة الشيخ جرَّاح العام الماضي كانت كافية لتُعلِمنا بأنَّنا نستطيعُ أن ننصُرَ ديننا ونقِفَ مع إخوانِنا، ولكِن لِمَن أرادَ.
يا كِرام!
الشعب الفلسطيني يقاتل معركتنا جميعًا، وهوَ وحيدٌ، أتُدرِكونَ ذلكَ حقًّا؟ هذهِ ليست أرضهم فقط، والأقصى ليسَ مسرىٰ نبيَّهُمﷺ فقط.
ليسَ لدينا في الإسلامِ أصلًا شيء يُسمّى"بلدُنا وبلدهم" وما إلى ذلك، وإنما نحنُ جميعًا بُنيَـانٌ واحدٌ، لبنةٌ توضَعُ بجانبِ الأخرى ليكتَمِلَ بُنيَانُنا.
ألَمُ أخِي في الإسلامِ يعني ألَمِي أنا بالضبط، وصِيانةُ أختي وسترها وتكرِيمُها يعني صيانةُ شرفي أنا كذلك، والثأرُ للحفاظِ على أولى القَبْلَتَيْنِ ومَسْرَىٰ الحَبِيبِﷺ، ومُقاتلة هؤلاء الكفرة وعدم السماح لهم بذبحِ قرابينهم ، ليسَ واجبًا على الفلسطينينَ فقط، فكُلُّنا واحِدٌ جَمَعَتْنا وحَرَّكَتْنا كلِمةُ لا إلـٰهَ إلَّا اللَّـه مُحمَّدٌ رسولُ اللَّـهِ.
BY ناصِحٌ أمِين!
Share with your friend now:
tgoop.com/Nasseh_Am/1463