Telegram Web
" بين الذاكرة وعود الكبريت"

لم تطفأ نار السجائر لهفة شوقي
ولا الوسادة كانت علاجا لوحدتي
هي لا تراني عندما أقبل المرآة
ولكنني أراها عندما تقبل المرآة
لا شيئ يطفأ نار الشوق لدي لا شيئ..
أبقى صريع الليل يراودني الظلام عن نفسي
وبين أزقة الأحلام اكتب قصيدتي امام غرفتها
لا شيئ يطفأ نار الشوق حتى بعد الموت
انا لا اشكو طول الليل في شهور الشتاء العنيد
ولكنني اشكو قصر الحلم عندما أنام دون أن اغمض عيني فقط عقلي يحلم ليراها وجسدى يقف مستمعا دون حراك...
هي لا تحلم بي لأنني بائع الحب وهي من أغنياء الفن
هي لا تحلم بي لأنني قاتل الوعود وقتيل في العناق..
انا أحلم بها لأنها في ذاكرتي لا تنسى
ولكنني بين الذاكرة والواقع أجد نفسي أمام الحقيقة
لأمسك بعود الكبريت وأشعل ذاكرتي أمام الحضور
وأحرق ما تبقى وما سيبقى من شوقى لها إلي الأبد.."


مشهد من رسالة مشوهة لمجموعة رسائل من "بريد الموت"


_ عمر الغزالي
"كأس من الغربة"

تتوق شفتاي لها عندما تصطدمان بها
وأتوق لنبيذ يجمعنا فوق صخرة الحب
وأتوق إلي لون شفتيها الساحران
لا لون يأتي بعدها كل الألوان تحترق في المنفى
أتوق لجلدها الناعم لا تكسره الكلمات ..
ولا تخدشه الخيبات ولا يقتله الغياب
أتوق وأتوق حتى تحترق الكلمات وتنكسر المسافات
دعيني أقبل شفتاك ولو كانت سما ..
فالسم أرحم من داء الغربة وكأسها وبؤسها
دعيني أداعب خصرك الندى عندما تشتعل الحروف
إني اشتاق حد الجنون ،أريد الهروب ولكن أين المهرب ؟..
اني اموت شوقا يا كأس الشاي ويا قطرة الشاي اني احتضر...."


"رسالة مغترب داخل قطعة شطرنج "







__ عمر الغزالي
انقر على الزر ادناه لإرسال رسالة مجهولة الهوية 😁📨
نفحة كاتب pinned «انقر على الزر ادناه لإرسال رسالة مجهولة الهوية 😁📨»
" رن هاتفي كم الساعة الآن يا عقلي؟
انها التاسعة ما قبل الولادة مع بضع دقائق من أشلاء الماضي، أين انا الان؟ انت في حضرة الجاثوم ملك الليل فماذا انت فاعل؟
وماذا تريد مني؟ ليس هذا السؤال المناسب بل قل ماذا تريد انت من الحياة بعد الان؟ جسدك تمزق عقلك يترنح قلبك يسير فوق الشوك والجمر روحك هي مطلبي الان فسلمها لي وستنام للأبد...."




من رسائل من " بريد الموت "
" بين الشوق والشوك"

يخاطبني الوهم هل من سبيل نحو العدم؟
ويخاطبني الأرق هل نمت البارحة؟
وبين الخطاب والجواب تتلعثم الكلمات
وتتصلب الشرايين وتتقلص الأجوبة..
بين العقل والقلب ماذا سأختار ؟
وبين النوم والموت سأحتار؟
لا يوجد طوق نجاة في عمق التفكير..
ولكن حين تسقط الإحتمالات سينهض جسدك مكافحا كل المغريات ويبقي عقلك يصطاد دون شبكة وقلبك يتربص في الخفاء من أجل إخفاء أثر ضعفه الواضح ولكن هيهات...
عندما يتوقف قلبي عن النبض وعقلي عن الحركة عندها سأفكر وسأختار...."




____عمر الغزالي
" طلاسم في بطن القلم"


أين تقع الشمس وأين يقع الظل؟
وأين يولد الفجر وأين يصطاد الجراد؟
ومتى يستيقظ النوم من نومه وكيف؟
خذ قلما واتبعني نحو الظلام ..
وثم إنثر دما علي أثر قدماي وواصل السير
ماذا تري في الأعلي؟ لا تغمض عينيك ولا تفتح عقلك بل افتح قلبك ودع السواد يخرج ...
هي طلاسم من بطن القلم فهل انت خائف؟
من لا يخاف فهو مريض حتما كيف لا تخاف؟
الخوف هو الشجاعة ولكن بقناع الحذر...
والآن سأفتح معدتك إستلقى هنا وردد ما سأقوله..
السم دواء للجسد والموت علاج للروح والقتل ميلاد للجسد وانت الآن قربان نتقرب به فلا تصرخ لكي لا توقظ جسدى من نومه ...
والآن ستراني أتخلص من جسدى فلا تجزع من ما ستراه فقط لا تغمض عينيك فأنت الان صرت ملكي وداخل مملكتي اللتي أسميتها " طلاسم من بطن القلم"....

يرن جرس الباب لأستيقظ لأجد نفسي نائما وسط القمامة لقد كنت أسير في نومي منذ مدة وساعي البريد منذ ساعة يرن الجرس ليقول لي هناك رسالة لك ماذا تقول الرسالة سألته؟ إنها تقول " طلاسم من بطن القلم في انتظارك..."







____عمر الغزالي
" أفتش عنها بين الورود الشائكة"

أفتش عنها في كل مكان
وتفتش هي عني في كل زمان
ويفتش عنا الحب في كل الأركان
تكاد تتمزق رجلي بحثا عنها وهي لا تبالي
وتمزق فستانها بحثا عني وأنا لا أبالي..
فكيف الحل وكيف الميعاد وكيف اللقاء؟
أبحث عنها دون مبالاة بجروح الماضي
وتبحث هي عني أملا في أن أنسى ماضيها
ويطاردنا الماضي خلفنا يريد القفز علينا
طال بحثي عنها كطول الشهر الخامس
وطال شعرها وهي تبحث عن تفاصيلي

كيف الخلاص من الماضي ناديتها؟
قالت لي بصوت منخفض لا تقل إسمه مجددا إنه لعنة ، قلت لها وكيف الخلاص من جاثوم الليل ؟ قالت لي وهي تضحك أن تحضنني بقوة..
ولكن لا نعلم نحن الإثنان أننا لا نستطيع أن نلتقي مجددا لأننا ميتين منذ سنتين ونحن مجرد صورتان علي الحائط نحدق لبعضنا البعض لنحاول قتل رغبة الماضي في كشف حقيقتنا الغريبة..."






_عمر الغزالي
"من وحي الذاكرة"


الشمس وسط الماء تراقص إنعكاسها
والماء يغنى للعصافير أغنية ملائكية
وصوت الهواء يزعج هدوء قاتل متربص
هناك بين شجيرات قرب النهر من يحاول
تعكير مزاج الجو من أجل إنقلاب صيفي
وعلي ضفة النهر الأخرى أجلس خلسة
مع نصفي الآخر وجزء من جسدى الغامض
أجد نفسي أداعب الحصي لأرسم وجهها
وهي تبتسم في الخفاء خوفا من إكتشافي
لها وسبب أبتسامها المتكرر ولكنني سعيد
ألوان الحرية تزين ضفة النهر ولون الحب
يحلق وحيدا في الهواء نحو وطن بحجمه
أمسك بيدها لأري هل هي ملاك أم حقيقة؟
وتمسك هي بيدي كإجابة دون صوت
هيا بنا نسير علي ضفة نهرنا قلت لها:
فإبتسمت كعادتها فأعلنت الحب علي خدها

الشمس قد غربت والماء بدأ يفقد هويته
والعصافير رحلت لتنام والليل حل
وأنا عالق في ذاكرتي أحاول نسيانها
أحاول نسيان ذالك اليوم العنيف
اليوم اللذي سقطت فيه نجمة في النهر
لقد غرقت هنا وأنا غرقت في مخيلتي..."





____عمر الغزالي
شبح الذاكرة"


علي الأريكة جالس أراقب فنجان القهوة
أحاول قراءة مستقبلي داخل سواده
ولكن عقلي يجيب خيالي ويقول:
ماذا تنتظر من قهوة سوداء شاحبة؟
هل تريد أن تعرف مستقبلك حقا؟
ام أنك تريد الهرب من الماضي؟
أخرج من دماغي قلت له دعني وشأني
فجأة دخلت فتاة جميلة حد الجنون
دخلت وجلست قرب طاولتي البائسة
أنظر إليها تارة وتارة أطارد عقلي
لقد بدوت أمامها كالمجنون التائه
قلت في نفسي لعلها تنتظر أحدا هنا
من هو سعيد الحظ هذا؟ فجأة أجابني
أنه شبح عقلي مجددا يزعجني كالعادة
ماذا تريد منها قال لي صدى صوتي
إعتدلت في جلستي ونظرت في ساعتي
وأنا أتصبب عرقا علي غير العادة
نظرت لي وقالت هل تريد منديلا؟
لقد فقدت حاسة السمع وأصبت بإرتجاج
في القلب والعقل معا ولكن سرعان ما
عدت إلي رشدى حين أيقظني الممرض
وقال لي لقد حان موعد الحقنة العاشرة
إنها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
لأكتشف أنني في الواقع اللذي كنت
أريد الهرب منه الواقع هو أنني مريض
مريض نفسي في مرحلة العلاج المبكر
كأنني داخل علبة كبريت أحترق ببطئ
كنت أحاول إجهاض الواقع المرير
ولكنني الآن بين مخدة وحقنة ساخنة
فهل سأعود للماضي أم أنني سجين هنا
في الواقع...."






____عمر الغزالي
" حكاية كأس شاي"


بعد ليلة كان المطر فيها شاعرا ثائرا
حل الصباح وعيناي بدأت تستيقظ
شيئا فشيئا كأنها تعيد شريطا قديما
من الأسود والأبيض تحت تأثير الفن
بعد رحلة طويلة علي متن طائرة
وفي محطة القطار كنت أعد كأسا
من الشاي الموريتاني الأصيل في
فترة إنتظار القطار القادم لأغتنم
فرصة للترويج لثقافتي المدفونة
في قلب حقيبتي لأخرجها لمن
أراد البحث عن عمق تلك الثقافة
تناولت كأسا ببطئ وعند الكأس
الثاني كسرت فتاة ثلاثينية العمر
خلوتي سائلة : ماذا تشرب؟
قلت في نفسي وأخيرا هناك من
سيحاول اغتيالي من وحدة أفكاري
ويسألني حتى ولو سخرية منه
ولكنها لم تكن تسخر مني بل كانت
تريد حقا معرفة ما أشرب بكل لهفة
بعد حديث ليس بالقصير تناولت
السيدة عشرة كؤوس من الشاي
وقالت يا للهول لقد مضى الوقت
وفاتنا القطار، قلت لها بفخر لا متناهي

"القطار يأتي غيره لكن الشاي الموريتاني
يأتي في العمر مرة "
وضحكنا وشربنا معا...."







____عمر الغزالي
2024/10/04 04:38:44
Back to Top
HTML Embed Code: