Telegram Web
"فأسعد الناس من له قوت دار بقدر الكفاية، لا من منن الناس وصدقاتهم، وقد قنع به، فإنه حينئذ يجتمع همه لمطلوباته من الدين والدنيا والعلم، وأما إذا لم يكن له قوت يكفي، فالهم الذي يريد اجتماعه في تلك الأمور يتشتت."
« فإن طالب العلم الذي يمضي بلا خطة يقع فريسة العشوائية، فيضيع وقته بين المراجع دون فائدة، أو تستهلكه الأعمال اليومية فلا يبقى له متسع للتعلم، و الخطوة الأولى أن يُعيد تمركز فكرة العلم في حياته، وأن يقارب في تصميم نظام محدد يوازن فيه بين طلبه لكفاف عيشه وانشغاله بالتحصيل، فإن الأوقات المهملة تذهب بلا نفع، بينما الدقائق المنتظمة تصنع الفرق ولو بعد حين.»
«فالعلم شريفٌ، لكن الاستغناء عن الناس أشرف، وطلب العلم لا يكون مثمرًا إلا إذا استقام معه معاش الإنسان.»
«من أدرك أن طلب العلم مسيرة ممتدة، لا غزوة خاطفة، هانت عليه مشقة التدرج، فلتكن البداية بالمتون الأساسية، والقواعد الأصولية، والعلوم التي لا يسع المسلم جهلها، ثم يتوسع بعد ذلك بقدر طاقته. ولم تزل كلمات الماوردي شاهدة على هذه الحقيقة حينما قال: " واعلم أن للعلوم أوائل تؤدي إلى أواخرها، ومداخل تفضي إلى حقائقها، فليبتدئ طالب العلم بأوائلها لينتهي إلى أواخرها، وبمداخلها لتفضي إلى حقائقها، ولا يطلب الآخر قبل الأول." فمن وعى هذه الوصية الماوردية، علم أن الجمع بين العمل والعلم ليس مفاضلة بين خير وشر، بل هو ترتيب بين أولويات الخير، وأن الحكمة كل الحكمة في أن يضع الإنسان وقته حيث يكون أثره أعظم، وعلمه حيث يكون نفعه أعمّ.»
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
«أما من نظم يومه، فخصّص للأصول وقتًا ثابتًا، وجعل للتحصيل وقتًا مقدرًا، فقد أرسى سفينته على شاطئ النجاة، فلو أن كل طالب علم خصّص من يومه ساعةً أو ساعتين، ثابتة لا تُمسّ، يملؤها بالحفظ والمراجعة، لاستطاع أن يبني صرحًا علميًا متينًا ولو بعد حين»
«فمنهج الله في الحياة لا يُقصي الدنيا لصالح الآخرة، ولا يجعل الدنيا مستقر القلب ونهاية السعي، بل هو ميزان دقيق، تتّجه فيه الجوارح إلى العمل، والقلب إلى الآخرة، ثم تأمل في قوله تعالى:

{وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ}، تجد أن الخطاب لا يدعو إلى هجر الدنيا، بل يربطها بالمقصد الأعلى، بحيث يكون السعي في الأرض جزءًا من عبادة الله، لا انحرافًا عن سبيله»
«ومن الأهمية بمكان أن يُضبط مفهوم الكسب لدى المرء، هناك منازل بين أن تلبي احتياج لتعيش وبين أن تتخيل مساهماتك في البورصة العالمية، ومن وفقه الله لجمع المال، فجعل نصيبًا منه للعلم، دعمًا لطلبته ومؤسساته، فتحققت به بركة المال والعلم معًا»
«والعزائمُ لا تُشحَذُ إلا بالمنافسةِ الصالحة، إذِ القلوبُ بطبعِها تضعُفُ حين تنفرد، وتشتدُّ حين تلتئم، فإذا كان للمرءِ رفقةٌ صالحةٌ، تشدُّه إلى مجالسِ العلمِ وتذكِّره بمقاصدِه، خفَّت عليه وعورةُ الطريق، فإنَّ المرءَ وحدَه هشٌّ، تتخطفُه الرياحُ، قويٌّ بإخوانِه، يأخذُ بيدِهم ويأخذون بيده، يدفعون عنه غوائلَ الفتور، وينبهونه إذا غفلَ في زحمةِ الشواغل، ويوصي الشيخ بكر أبو زيد الطالب فيقول له "تخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك"»
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
«فإن كان لأرباب التجارة مواسم يضاعفون فيها أرباحهم، فلأهل العلم كذلك مواسم يضاعفون فيها رصيدهم العلمي، فمن فاتته أيام النشاط في زحمة المشاغل، فليغتنم فترات الهدوء ليجبر ما نقص، وليلحق بركب السائرين في دروب العلم.»
« فإن النفس تضعف، والعوائق تتراكم، ولا شيء يعينها على مواصلة السير مثل النظر إلى من سبقها، ممن لاقى المشاق ذاتها، وأُثقل بالهموم عينها، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن بلوغ المعالي.

فصفحات السير تُبرز أولئك الذين جمعوا بين العمل والتحصيل، فدونك تراجم العلماء في الطبقات وعند الذهبي وغيرها، الذين كانت أيديهم في معترك الحياة، وأذهانهم في معترك الفهم، ترى فيهم الحرفي الذي يقرأ في فترات راحته، والتاجر الذي لا ينقطع عن حضور الدروس، والقاضي الذي يطوي الليل مطالعةً وتحريرًا، ومع ذلك بلغت علومهم مبلغًا لم يبلغه المتفرغون.»
« فإن العلم لا يبنيه الفرد بمعزلٍ عن غيره، وإنما يُشيَّد بالتآزر، حيث يسد كل عالمٍ ما تخصص فيه، ويتلاقح الفكر بين أرباب الفنون، فيخرج بذلك علمٌ متماسكٌ، متزن الأطراف، محفوظٌ من الخلل الذي يعتري اجتهادات الأفراد المنعزلين، فمن وعى هذه القاعدة، ووازن بين التخصص الذي يعمق الفهم، والتكامل الذي يجبر النقص، حاز العُلا في سلوك السبيل العلمي، وكان ممن رُزِق بركة العلم وثباته.»
«بعض الطلبة يتقدم في العلم ويكون أحسن من شيخه وأستاذه، وقد رأيت هذا غير مرة، لكن مما لا ينبغي أن يغفل عنه الإنسان: أنه لم يكن يصل لما وصل إليه لولا فضل الله عليه ثم فضل أساتذته، فمن الوفاء حفظ أقدارهم وطلب مشورتهم واحترامهم مهما بلغت من العلم.»
«ينبغي أن ينوي المتعلِّم بطلب العلم: رضا الله تعالى والدارَ الآخرة وإزالة الجهل عن نفسه وعن سائر الجهّال، وإحياء الدين، وإبقاء الإسلام؛ فإن بقاء الإسلام بالعلم، وينوي به الشكرَ على نعمة العقل وصحّة البدن، ولا ينوي به إقبال الناس ولا استجلاب حظٍّ من الدنيا».

انظر: تعليم المتعلم الزرنوجي ص52-53
🌙

🌙 | نسخة رمضانية 🌙

📢 مبادرةُ تيسير الذِّكر تدعوكم للمشاركة في مشروعها القرائي السادس؛ قراءة كتاب: «التفسير الميسر» من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.


🗓 مدة المشروع: ٣٠ يومًا.

📌 البداية: ٠١-٠٩-١٤٤٦هـ
✔️ النهاية: ٢٩- ٠٩-١٤٤٦هـ


🌸 مميزات المشروع:

📋 أوراد مُيَسَّرة يمكن معها إنجاز الكتاب في مدة مناسبة.
🎓 مقياس تعلم يومي يقيس تحصيل المشارك من معاني القرآن الكريم.
📲 فقرات تفاعلية تزيد من أثر المقروء، وتعظِّم الفائدة للمشاركين.
📚 أنشطة متنوعة مصاحبة للمشروع.


🎁 عوائد المشروع على المشارك كثيرة؛ منها:

📖 قراءة تفسير كامل للقرآن الكريم.
💡 تعزيز قدرة المشارك على تدبر القرآن والاهتداء به؛ من خلال معرفة معاني القرآن.
🧡 استثمار شهر رمضان ومضاعفة الأجور فيه بعمل صالح جليل؛ وهو: تعلم معاني القرآن.



✈️ للانضمام:
https://www.tgoop.com/Tayseer_Thikr

🌷
أخي المسلم توقف دقيقة، وإذا كنت مشغولاً احتفظ بالمنشور فيما بعد ارجع إليه ... هذه محاضرات ترفع الهمة وتصلح النفس لحبيب القلوب وطبيب النفوس الشيخ المحبوب حسن بن عبد الحميد بخاري -أدام الله مهجته- لا يدخل عليك شهر رمضان المعظم إلا وقد استمعت لواحدة منها على الأقل، لا تضيعها -بارك الله فيك-، عش كما عاش المصطفى ﷺ في رمضان 🌙

﴿رمضان في حياة النبي ﷺ﴾

1) هدي النبي ﷺ في رمضان:

https://youtu.be/bh-JIIl3Qzs?si=KYkKEkZ-3KV4T0tZ

2) رمضان في حياة النبي ﷺ (الجانب التعبدي: القيام والقرآن)

https://youtu.be/VpPNT_98nhs?si=NCMiDKfRALnitK3k

3) رمضان في حياة النبي ﷺ (الجانبان الروحي والاجتماعي):

https://youtu.be/ygn32fAtnbQ?si=grEepWDVU8reROtP

3) رمضان في حياة النبي ﷺ (الجانب التعبدي: الاحتساب والصيام) :

https://youtu.be/FSyHkZrDm1M?si=CSxc9WXcflvG-R9l

5) محاضرة: ”شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن“:

https://youtu.be/ZVGJtU6dMRA?si=vR6iE5xHTg3mY5Cb

• بلغنا الله وإياكم شهر رمضان، وأعاننا على القيام والصيام فيه إيماناً واحتساباً ..
2025/03/01 09:28:38
Back to Top
HTML Embed Code: