tgoop.com/Qutooff/30850
Last Update:
كيف أكون من المتقين؟ أريد مقياسا من خلاله أقدر أحدد هل أنا منهم أم لا؟
ج/ المقياس: هو فِعل الواجبات وترك المحرّمات.
يعني لو قمتَ بالفرائض فقط وهجرتَ المحرّمات كنتَ من المتقين.
- وحقيقة التقوى شديدة الظهور في ترك المحرّمات والتّحفُّظ منها، فالأولويّة في التقوى في ترك المحظور أوّلا، ثمّ فعل المأمور ثانيا بالمقتضى والتّبعيّة واللزوم، وإنْ كانا متزامنين واقعًا وحالًا؛ لأنّ التقوى في أصل معناها: أنْ تَتَّخِذَ وقايةً وحجابًا وحاجزًا بينك وبين الشئ وهذا يَتعلّق أوّلَ ما يَتعلّق بالحرام، فأنتَ تَتوقّاه وتحتاطُ منه، فكان اجتناب الحرام هو لُبّ التّقوى وهو الضّمانة لفعل الفريضة، كأنّك بتركه تكون مُتخفِّفًا مُتَهيِّئًا مؤهّلًا للقيام بالمأمورات فلا تكون حينئذٍ ثقيلةً عليك، وهذا واقعٌ ومُجرَّب.
√فالتقوى إذًا تشتمل على ما يُسَمُّونَهُ في علم السلوك بالتّخْلِيَة والتّحلِيَة، فأنت تَتَخلّى عن الحرام أولًا، ثمّ تَتَحلّى بفعل الفريضة ثانيًا، وهذا يؤكّد أنّ القصد الأوّل يَتَوجّه إلى اجتناب النّهي ثمّ يَلحقه امتثال الأمر، فأنتَ تَتخلَّى لِتتحلّى.
√ ولا بُدّ أنْ يفهم المسلم أنّه لو تورّط في شئ من المحرّمات فإنّ ذلك لا يُخرجِه من زمرة المتقين ولا يَرفع عنه وصفَ التقوى، لكنْ بشرطين:
- الأوّل: ألّا يكونَ مُصِرًّا على الحرام.
- الثاني: أنْ يُبادر مُباشرةً إلى التوبة ويَتحقَّق بها بعد ارتكابه للحرام على الفَور.
فإنْ فَعَل ذلك فلا يَضرُّه ما ارتكب، ولا يَنتفي عنه شَرَفُ التّقوى..
قال الله عَزَّ وَجَلَّ في وصف المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}.
√ولقد أحببتُ أنْ أستَطرِد في هذا الشأن؛ لأنّه يُلْبِسُ على كثيرٍ مِنَّا، وبِفهمِ المرءِ له يكونُ قد فَهِمَ شيئًا عليه مَدارُ العلاقة بينه وبين ربّه جَلَّ وَعَلَا، والله وحده من وراء القصد وهو الهادي والمُوفِّق.
الشيخ عبد الله موسى
BY قطوف - علّموا الناس الخير
Share with your friend now:
tgoop.com/Qutooff/30850