tgoop.com/Reading_25/6765
Last Update:
يقول الماغوط على فراش زوجته سنية صالح في مرضها:
يا رب
في ليلة القدر هذه
وأمام قباب الجوامع والكنائس
اللامعة والمنتفخة كالحروق الجلدية
أزرر سترتي
وأطوي غمامة بيضاء على ذراعي
لأصير خادمك المطيع
ووكيل نعمتك وكوارثك إلى الأبد
أعرّي أشجارك في الخريف
وأملؤها بالزهر والطيور في الربيع
أساعد الينابيع الصغيرة في جريانها
والحمائم المتشردة في بناء أبراجها
وأضلل العقارب والأفاعي
عن أرجل العمال والفلاحين الحفاة
وأكسو ثياب الأطفال الفقراء
بالرقع الجديدة الملونة في الأعياد
وفي الوقت نفسه
سأرشد براكينك وزلازلك وفياضاناتك
إلى أكثر الأكواخ والأحياء فقراً وازدحاما
حتى لا تضيع حجرةٌ من حممك
أو قطرة من سيولك هباء بلا جدوى
يا رب
ابق لي على هذه المرأة الحطام!
نحن أطفالها القصّر الفقراء..
سنهدي لعبنا وأقراطنا وثيابنا الجديدة
لملائكتك الصغار
ونظل عراةً إلى الأبد
ولكن ابق لنا عليها لبضعة شهور
لبضعة أيام فقط، نتناوب السهر عليها
وتجفيف العرق المتدفق على جبينها
فهي ظلنا الوحيد في هذه الصحراء
نجمنا الوحيد في هذه الظلمات
جدارنا المتبقي في هذا الخراب
ثم أنها..
لم تأخذ من تراب الوطن
أكثر مما تأخذه القدم من الحذاء.
BY اقرأ وعقلك الأكرم
Share with your friend now:
tgoop.com/Reading_25/6765