Telegram Web
Forwarded from العارف بالله وبأمر الله العلامة الطهراني رضوان الله عليه (لا اله الا الله)
*العلاَّمة الطهراني وصيّ ظاهر وباطن للسيد الحدّاد*

لقد كان المرحوم العلاّمة الطهرانيّ الوصيّ الظاهر والباطن للمرحوم الحدّاد وفق وصيّته المكتوبه، وقد فُوِّضت إليه كافة مهامّ المرحوم الحدّاد، والمُلفِت أنّ مدّة صحبته للمرحوم الحداد التي كانت ثمانية وعشرين سنة، مطابقةً تماماً لمدّة صحبة المرحوم الحدّاد لأستاذه في العرفان:المرحوم السيد علي القاضي رضوان ﷲ عليهم أجمعين.

لقد وصل العلاّمة الطهرانيّ في المعارف التوحيديّة والمقاصد العرفانيّة إلى أفقٍ لا يتصور ما هو أرفع منه، وحيث كان من شيَمه وخصائصه في علاقته بأساتذته وأولياء نعمته رعاية الأدب والإحترام واللطف، فقد فتح باب البحث والمذاكرة حول المسائل التوحيديه والعرفانيّة مع المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ في أواخر حياته، فتباحثا في ست جلساتٍ انعقدت في مدينة طهران، عن حقيقة فناء العبد فناءً ذاتياً في ذات ﷲ، وانمحاء جميع التعيّنات والآثار، حتى العين الثابتة للعبد انمحاءً كليّاً،وقد وردت هذه المطالب مفصّلة في كتابه(الشمس الساطعة). وكان المرحوم العلاّمة الطباطبائيّ في هذه المباحثات يُؤكِّد على عدم الفناءالذاتيّ وعلى بقاء العين الثابته، وكان يستدل على ذلك بأدلةٍ خاصةٍ؛ غير أنّهُ في النهاية، وبعد الأخذ والرد والمناقشة للأدلة، اقتنع بحصول الفناء الذاتيّ، وقد أدّى اقتناعه بذلك إلى أن تسيطر عليه حالات من البهجة والنشاط والتعمّق والتفكر.

*🌘السيد محمد محسن الحسين الحسيني الطهراني*

*📓كتاب حريم القدس(مقالة في السير والسلوك) /١٢٤*

https://www.tgoop.com/tahrrrrrani
المناجاة الشعبانية
motaghin.com
المناجاة الشعبانية للإمام أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه واولاده المعصومين عليهم السلام

💽وهي ذات مضامين راقية لمريدي الطريق إلى الله والانابة اليه سبحانه.واستتنزال الرحمة الإلهية..والوصول إلى أعلى مراتب العبودية.

📀تقرأ وتستمع في أيام شهر شعبان ولياليه وغيره من الأيام والليالي

#مناجاة

@tjoidd
السر الذي لأجله رفض السيد القاضي أن يشرب كوب اللبن الذي حركه السيد الحداد باصبعه


 لقد كتب المرحوم العلاّمة في كتابه۱ أنّ السيّد القاضي زار يومًا السيّد الحدّاد في غرفته فأعدّ له كوبًا من الدوغ، وحرك الثلج بإصبعه. فاليد التي مسّت الحديد مثلاً أو الخشب أو أماكن مختلفة هي ملوّثة، وإن كانت في الظاهر نظيفة ولكنّها في الواقع ملوثّة فيها جراثيم. وما إن فعل ذلك قال المرحوم القاضي: اذهب وألقه بعيدًا. لماذا فعلت ذلك؟ وربّما كان السيّد الحدّاد يفعل ذلك سنوات مديدة ويشرب. ولكن هذا العمل الذي أوصى به تلميذَه له بعد تربويّ وليس بعدًا صحيًّا فحسب. فهذا هو المهمّ: أنت تلميذ في مدرسة كهذه، أنت تلميذ منهج كهذا، أنت تلميذ طريق كهذا، وتعتقد أنّه الأفضل والأعلى في جميع الآفاق والجوانب والحيثيّات، فعملك هذا إذا رآه إنسان منطقيّ ـ التفتوا جيّدًا ماذا أريد أن أقول ولنوسّع هذه المسألة ونطبّقها على جميع المواضع ـ لو جاء إنسان ونظر، طبيب، أو إنسان عاديّ درس في صفّين، إنسان يدرك شيئًا من أمور الصحّة وغيرها، فإنّه يعترض على عملك هذا، يجب أن لا يكون في مدرسة العرفان. انظروا كم المسألة مهمّة! فالعرفان ليس أمرًا هكذا كيفما اتّفق، كلاّ لا بدّ من تقديم الجواب أمام الوجدانات اليقظة. لا بدّ من تقديم الجواب أمام العقول السليمة
والسالمة.

هذه هي مدرسة العرفان. لا بدّ من تقديم الجواب المنطقيّ في كلّ مجال وفي كلّ طريق. لا بدّ من العمل بحيث لا يجد إنسان واحد نفسه محقًّا ولو نصرانيّ واحد، ولو يهوديّ واحد، ولو طفل، ولو ابن خمس سنوات، يرى نفسه محقًّا أمام هذا العمل ويعترض، فلا ينبغي أن يصدر هذا العمل من سالك، هذا هو السالك. مدرسة العرفان تدعونا إلى هذا الطريق، مدرسة العرفان تدعونا إلى هذه الطريقة من السير وتسوقنا إلى هذا النحو، فجميع الأعمال يجب أن تكون على أساس المنطق، يجب أن يكون الأمر على أساس صحيح.


٦٩عنوان بصري

https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
إظهار المرحوم الحدّاد لأسفه على مجزرة مسجد گوهرشاد

جرى الحديث يومًا فی محضر المرحوم السيّد الحداد رضوان الله عليه عن الوقائع المفجعة والمصائب الأليمة لمجزرة مسجد گوهرشاد والتي حصلت في زمان رضا شاه الملعون، وعن الفرد الذي وقعت هذه الفاجعة نتيجة خطاب ألقاه، وإثارته للحكومة البهلوية الجبّارة، فقال السیّد الحدّاد وقد بدت على وجناته آثار التألّم والتأثّر الشديدین:

بأيّة جرأة أتى هذا الشخص بهذا الخطاب الحادّ في تلك الظروف الخطيرة جدًا والحساسة، فأدّى إلى حدوث مجزرة عامة ذهب ضحيّتها أكثر من أربعة آلاف إنسان مؤمن بريء؟! وكيف سيجيب الله تعالى؟! وكيف خرج بنفسه سالمًا من هذه المعركة وترك سائر الناس تحت نيران الرصاص والسلاح؟! فهل هذا العمل إنسانيّ وصحيح؟! فلو كان هذا الكلام حقًا وصحيحًا فلتبق مع الناس حتّى يصيبك ما أصابهم، ولتصمد معهم حتى آخر شخص في المعركة وآخر نفس فيهم، وعليك أن تختار لنفسك ذاك الطريق وتلك النتيجة التي كنت تتوقعها للناس وتدعوهم إليها! أما إذا كان هذا العمل غير صحيح وكان بعيدًا عن الموازين الشرعيّة والعقليّة، فلماذا يجب على الناس أن يتحمّلوا هذه الخسارة دونك؟! إنّ
الكلام سهل، كما أن سَوْق الناس نحو طريق العدم ليس بالأمر الصعب، الصعب والخطير جدًا هو قبول مسؤوليّة الأمّة مقابل الحقّ تعالى، والذي له أهميّة حياتيّة وملزمة هو حفظ دماء المسلمين وأعراض الناس وحراسة روح الأمّة ومالها وناموسها.

اسرار الملكوت الجزء الثاني صفحة ٤٠٠


https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
 
الذنوب

في بعض الأحيان يأتي الإنسان ويقف عند هذه الذنوب التي صدرت منه؛ يعني أنّه يقوم بعملٍ لا يقاس بالخطأ والزلّة وأمثالها؛ كأكل مال اليتيم، أو ظلم شخص، أو سرقة مال الناس، أو خيانة حقوق الآخرين.. فهذه ليست زلاّت وأخطاء، فهذه لا تسمّى خطأ! فماذا هذه إذن؟ أو أن يأتي الإنسان ويقف مقابل الحقّ! فهذه الأمور ينبغي أن توضع خارج تلك الدائرة، فلا تحسب من تلك الزلات [التي يتكلم عنها السيد الحداد]، بل هذه الأفعال تعدّ ذنوباً وتسبّب الكدورة والظُلمة، وليس أمرها سهلاً؛ ولذا على الإنسان أن يفكّر في علاجٍ لها، وأن يبحث عن حلٍّ لها. أما بالنسبة إلى المسائل الأخرى والأخطاء العاديّة والذنوب الأخرى التي يقوم بها الإنسان، فهي تتعلّق بحقّ الله فقط.

٩المحاضرة دعاء أبي حمزة الثمالي ١٤٣٨


https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
يقول المرحوم السيد الحداد رضوان الله عليه عندما كان يتحدّث أحدهم في مجلسه عن بعض الأمور العاديّة والظاهرية، لا في المعصية، كان يقول: لماذا تصرفون أوقاتكم بهذه الأمور، لماذا تضيّعون أوقاتكم بهذه الأحاديث؟! يعني لم يكن يتحمّل حتى الكلام العادي، بل يريد التحدّث عن التوحيد وعن الله وعن صفات الله، فقط يريد أن يكون في هذا الجانب

١٠ شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة العاشرة
https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
فليطلّقها، وليتزوّج بأخرى، لماذا يريق ماء وجهها؟!



في يومٍ من الأيّام كنت مع الوالد، وكنّا في خدمة المرحوم الحدّاد، وسأل أحدهم المرحوم العلاّمة عن حال أحدهم، فتحدّث المرحوم العلاّمة عن حاله وقال: كذا وكذا، ثمّ حصلت لابن هذا الشخص قضيّة ما، الخلاصة، حصلت له مشكلة عائليّة وكان هناك خطأٌ ما [صدر من زوجة الابن]، فقام هذا الوالد والذي كان من أصدقاء المرحوم العلاّمة دائمًا، وكان من الذين يتردّدون على المسجد، قام بنشر الخبر وتحدّث عن المرأة بأنّها قد ارتكبت الخطأ الفلاني مثلًا وقالت الكلام الفلاني. فقال المرحوم السيِّد الحدّاد: ولماذا يريق ماء وجهها؟! فليطلّقها، وليتزوّج بأخرى، لماذا يريق ماء وجهها؟!

هل لاحظتم؟! إن كنّا نحن كذلك فما هو الفرق بيننا وبين غيرنا؟! نرى أمرًا ونتحدّث عنه هنا وهناك، وأمّا هل وقع هذا الخطأ من الأصل أم لم يقع فالله أعلم، فقد يكون الأمر لم يقع أصلًا ولعله كان نتيجة لسوء تفاهم بين الطرفين! أيًا يكن فليكن، فلنفرض أن المسألة كانت خطأً برأي أحدهم، حسنٌ جدًا، فهناك طرق لحلّ هذه الأمور، فالطرف المقابل هو أحد عباد الله أيضاً والجميع هم عباد الله! أم نحن فقط عباد الله والآخرون ليسوا كذلك؟! فهل نحن على رأسنا ريشة أمّا البقية فليسوا ببشر؟! لا إنّ خطأنا يكمن هنا، وهو أنّنا نعتبر أنفسنا عبادًا لله ثمّ نخرج
الآخرين من عبوديتهم لله

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة ١٥عام ١٤٣٨
https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
الناس بهائيون

عندما كان المرحوم السيّد الحدّاد يقول: يا سيدي العزيز الناس من أتباع المذهب البهائي... فهو يريد أن يقول: يا سيّد إن لم تقم بهذا العمل فإنّ الناس سيصبحون بهائيّين! كان يقول: يا سيّد محمّد حسين الناس بهائيّون، فلا تنظر إلى إسلامهم. فما معنى ذلك؟ معناه أنّهم دائمًا في الأوهام، ودائمًا في الاعتبارات، أين هو المسلم الحقيقيّ، والذي يتّبع أهل البيت حقًّا؟ فنحن نرى الآن، ما شاء الله! ما شاء الله! قانون الغاب هو السائد! هذا هو الموجود.

١٦شرح دعاء أبي حمزة الثمالي عام ١٤٣٨هجرية

https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
حضرة السيد هاشم الحداد رضوان الله عليه وشهر رمضان

ولنأخذ كمثال على ذلك المرحوم السيّد الحدّاد.. ذلك الرجل الإلهي الذي لا نجد له نظيرًا، فما هي الأمور التي كان يشعر بها في هذا الشهر الفضيل؟ وما هي المسائل التي كان يُدركها؟ وأقولها بجدّ: ما هي المسائل التي كان يُدركها، بحيث كانت سيرته حينما ينقضي شهر رمضان هي زيارةُ جميع أئمّة العراق، وأبناء الأئمّة المعروفين؛ كالسيّد محمد، وحضرة القاسم، ومولانا حمزة، وأمثالهم؟ كان يزورهم شكرًا لله تعالى على ما منّ به عليه، وتوفيقه لإدراك شهر رمضان، فكان يُؤدّي زيارة دائرة، يبدأ فيها من أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ الإمام الحسين عليه السلام وحضرة أبي الفضل عليه السلام، والكاظمين، وسامرّاء، وبعد ذلك حضرة القاسم، وغيره؛ وهكذا، وكان في بعض هذه الزيارات يُرافقه المرحوم العلاّمة؛ فما الذي كان يُدركه هؤلاء حقيقةً؟ أي: ما الذي قسمه الله تعالى لهم في هذا الشهر المبارك، حتّى يكونوا على هذه الحال؟ فهل كانوا مثلنا نحن الذين غاية ما يُمكننا بلوغه هو الحصول على بعض الحالات، والشعور بنوع من الانبساط والتوجّه الخاصّ؟ فهذا غاية ما يُمكننا بلوغه، وأمّا أن ننهض، ونلحظ هكذا مسألة؛ أي أن نسعى لزيارة كلّ تلك المقامات شكرًا لله تعالى على توفيقه لبلوغ شهر رمضان، مع كلّ تلك الروحيّة [فهذا ممّا لا سبيل لنا إليه].

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة ١٨

https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
فقال لي حضرة ولي الله السيد هاشم الحداد رضوان الله عليه: «لا، فهو يُعطي أكثر، يُعطي أكثر»،


ذات يوم، أتيت عند المرحوم السيّد الحدّاد، فقال لي: «ماذا تريد؟»، قلت له: «أريد من الله تعالى أن يتفضّل علّي بقليل ممّا تفضّل به عليكم!، فقال لي: «لا، فهو يُعطي أكثر، يُعطي أكثر»، فقلت: «أنا لا أقول إنّه لا يُعطي، لكن، أنا قانع بالقليل، فلو أعطاني ذلك القليل، لرفعت قبّعتي إلى حيث العرش [جَذَلاً]»، فقال: «لا، فهو يُعطي أكثر». أجل، فهؤلاء لم يكونوا أبدًا من أهل المجاملات، ولا من أهل تصنّع التواضع والاستحياء وكسر النفس؛ فلم تكن لهم إرادة مستقلّة، بل لم يكن لهم وجود مستقلّ؛ وقد عاينّا هذه الأحوال بأنفسنا، ولا علاقة لنا هنا بما هو موجود في الأماكن الأخرى، ولا دخل لنا بالمسائل والقضايا الأخرى، فقد رأينا ذلك منهم بأمّ أعيننا، ونحن نتضرّع إلى الله تعالى قائلين: «يا إلهي، إن كنت ستمنّ علينا بنعمة أو بركة، فاجعلها من تلك النعم والبركات التي مننت بها على أولئك الخاصّة من عبادك، وَضَعْنا في نفس المسار والمكان الذي كانوا فيه».

📗شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة ١٨
https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
كان السيّد الحدّد يقول بنفسه: «إنّ هؤلاء الرفقاء لا يتحرّكون ولا يعملون من تلقاء ذواتهم، بل علينا أن نأتي نحن ونحركّهم ونهزّهم»، لكن، من المعلوم أنّ هؤلاء كانوا يعيشون ظروفًا خاصّة.

📗شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة ١٨
https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
تتبع العثرات من قبل أحد تلامذة السيّد الحداد، وطرده له بسبب ذلك

عندما كنّا في كربلاء، على الظاهر، كان هناك شخصٌ ـ وقد طرده السيّد الحدّاد فيما بعد وأخرجه من منزله ـ قد عثر على عيبٍ لأحد الأشخاص الذين كانوا يتردّدون على السيّد الحدّاد، وقال بأن فلانًا فعل هذا العمل، وأن لديه هذه المسألة وأمثال ذلك. وعندما أتى ونقل ذلك للمرحوم انزعج كثيرًا من ذلك، وقال له: من قال لك بأن تبحث له عن نقطة ضعف وخطأ، من أمرك بذلك؟!

وكان هذا الشخص على خلافٍ مع الشخص الآخر، وأراد أن يُخرجه من هناك بهذه الطريقة، [وكانت النتيجة أنه] ليس فقط لم يُطرد ذلك الرجل، بل كان هو الذي طُرد! انظروا فالدنيا فيها حساب وكتاب، وليس الأمر بحيث يفعل الإنسان ما يحلو له! وهذا الأمر بالنسبة إلى هذه الدنيا.

فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته.

حسنًا إن شاء الله سنتعرّض فيما بعد لسائر المسائل والفقرات الأخرى.

اللهم صل على محمد وآل محمد

📗شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة الثالثة عام ١٤٣٧هجرية
انا لله وانا اليه راجعون

في يوم ٢٦شعبان ١٤٤٠هجرية كان رحيل أية الحق واليقين والعرفان العالم الرباني والفقيه الصمداني.والحكيم المتأله سماحة الحاج السيد محمد محسن الحسيني الطهراني رضوان الله عليه،عن عمر قارب الرابعة والستين، ومرقده في مشهد المقدسة في حرم مولانا الامام شمس الشموس علي بن موسى الرضا عليه السلام
اقل من الأشخاص المتواجدين هنا

فعندما يوفقنا الله لأمر،
علينا أن لا ننسب هذا التوفيق إلى أنفسنا
ونادرًا ما رأيت أحدًا يتحدّث بمثل العبارات التي كان المرحوم العلاّمة والمرحوم الحدّاد (رضوان الله عليهما) يُخاطبان بها تلامذتهما، حيث كانا يقولان لهم: عليكم أن تروا أنفسكم أقلّ من الأشخاص المتواجدين هنا! فكانا يُردّدان هذه العبارات على الدوام.. حسنًا، فهما يعلمان أين تكمن المشكلة، ويعلمان كيف يسقط الإنسان، ومن أين يأتيه الشيطان؛ كأن يقول له: أنت هنا منذ عشر سنوات، وأمّا هذا الكتكوت الصغير، فقد أتى منذ يومين فقط، ويريد أن يُعلّمك ما الذي ينبغي عليك فعله! أنت هنا منذ خمسة عشر سنة.. منذ عشر سنوات!

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة الثالثة عام ١٤٣٦هجرية
دعاء القنوت للسيد الحداد والعلامة الطهراني رضوان الله عليهما


يا إلهي، من أكون أنا؟! وما يكون قدري ومكانتي وشأني؟! فإذا كان الأمر بهذا النحو، اعف عنّي بعفوك، واغمرني بفضلك لا بعدلك!

وهذا نظير تلك العبارة الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام والتي تُقرأ أيضًا في دعاء القنوت، حيث كنّا كثيرًا ما نُشاهد المرحوم الحدّاد (رضوان الله عليه) والمرحوم العلاّمة يقرآن هذا الدعاء: 

اللهمّ إنّك آنس الآنسين لأوليائك، وأحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك... إلى أن يقول في الأخير: اللهمّ عاملنا بعفوك ولا تُعاملنا بعدلك؛

أي: عاملنا بفضلك، لا بعدلك وحسابك، ولا بالمجازاة وفقًا لميزان الحساب

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة الخامسة١٤٣٦
[ 227 ]هذا هو الدعاء الذي كان يكثر الدعاء به السيد الحداد والسيد الطهراني رضوان الله عليهما في القنوات:قال في نهج البلاغه:

ومن دعاء له {للامام علي}عليه السلام
يلجأ فيه إلى الله لِيهديه إلى الرشاد

اللَّهُمَّ إِنَّكَ آنَسُ (1) الْآنِسِينَ لْأَوْلِيَائِكَ، وَأَحْضَرُهُمْ بِالْكِفايَةِ لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ. تُشَاهِدُهُمْ فِي سَرَائِرِهِمْ، وَتَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ فِي ضَمَائِرِهِمْ، وَتَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصَائِرِهِمْ، فَأَسْرَارُهُمْ لَكَ مَكْشُوفَةٌ، وَقُلُوبُهُمْ إِلَيْكَ مَلْهُوفَةٌ (2) ، إِنْ أَوْحَشَتْهُمُ الْغُرْبَةُ آنَسَهُمْ ذِكْرُكَ، وَإِنْ صُبَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَصَائِبُ لَجَؤُوا إِلَى الْإِسْتِجَارَةِ بِكَ، عِلْماً بَأَنَّ أَزِمَّةَ الْأُمُورِ بِيدِكَ، وَمَصَادِرَهَا عَنْ قَضَائِكَ. اللَّهُمَّ إِنْ فَهِهْتُ (3) عَنْ مسْأَلَتِي، أَوْ عَمِيتُ عَنْ طِلْبَتِي (4) ، فَدُلَّنِي عَلَى مَصَالِحِي، وَخُذْ بِقَلْبِي إِلَى مَرَاشِدِي (5) ، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنُكْرٍ (6) مِنْ هِدَايَاتِكَ، وَلاَ بِبِدْعٍ (7) مِنْ كِفَايَاتِكَ. اللَّهُمَّ احْمِلْنِي عَلَى عَفْوِكَ، وَلاَ تَحْمِلْنِي عَلَى عدْلِكَ.

1. آنس: أشد أنساً.
2. الملْهوف: المضطر يستغيث ويتحسّر.
3. فَهِهَ ـ كفرح ـ : عيّ فلم يستطع البيان.
4. الطِلْبة ـ بكسر الطاء ـ : المطلوب.
5. المَرَاشد: مواضع الرشد.
6. النُكْر ـ بالضم ـ : المُنْكَر.
7. البِدْع ـ بالكسر ـ : الأمر يكون أولاً أي الغريب غيرالمعهود.

1. آنس: أشد أنساً.

2. الملْهوف: المضطر يستغيث ويتحسّر.

3. فَهِهَ ـ كفرح ـ : عيّ فلم يستطع البيان.

4. الطِلْبة ـ بكسر الطاء ـ : المطلوب.

5. المَرَاشد: مواضع الرشد.

6. النُكْر ـ بالضم ـ : المُنْكَر.

7. البِدْع ـ بالكسر ـ : الأمر يكون أولاً أي الغريب غيرالمعهود

https://www.tgoop.com/Rou7moujarad
السيد الحداد والعلامة الطهراني وحبيب ابن مظاهر سلام الله عليهم


الإمام كان رفيقًا حميمًا لحبيب بن مظاهر، ويقول المرحوم العلامة: لقد أثّر رحيل حبيب بن مظاهر كثيرًا في الإمام.. هذه عبارة المرحوم العلامة، وكان للسيد الحداد عناية خاصة بحبيب بن مظاهر من بين أصحاب سيد الشهداء عليه السلام، وكان دائمًا بعد الزيارة يذهب إلى قبر حبيب لزيارته، ويزور هناك ويدعو، ولديه عبارات فيه، وهكذا كان المرحوم العلامة أيضًا. يقول المرحوم العلامة عندما استشهد حبيب بن مظاهر تغيّر الإمام كثيرًا، يعني حتى التعلقات الإلهية التي كانت بينهم، مع رحيل أحدهم ما الذي كان يحصل؟! كان هذا الأمر يوجب لهم التوجّه إلى المبدأ، بحيث ينبغي الانقطاع حتى عن الرفيق في الله، هذا الانقطاع عن التوجّه الظاهري وفقدان هذا الرفيق والحالة التي تحصل لهم.. فهم بشر ولديهم حبّ وتعلّق، فهذه الحالة التي تحصل لهم حالة عجيبة جدًا، وكانت تشتدّ كل ساعة..
ان كلا الامرين معجزة


وهذا هو عين ما قاله السيِّد الحداد ــ ولقد ذكر المرحوم العلاّمة هذه القضية في كتاب الروح المجرد ــ عندما قال: أتعجّب كيف يعتبر الناس ذهاب أحدهم إلى حافة البئرٍ، فيجد البئر جافّة، فيدعو الله، فتمتلئ البئر ماءً ليتوضأ منه؛ فهم يعتبرون ذلك معجزة، بينما لا يرون فتحهم لصنبور الماء وجريان الماء منه معجزة! والله وبالله العظيم إنَّ كلا الأمرين واحد، غير أنَّنا نحن الذين وقعنا في الخطأ في التفريق بين الأمرين؛ فإن كان أحد الأمرين معجزةً، فسيكون كلاهما معجزة؛ وإن لم يكن الثاني معجزةً، فسوف لن يكون الأول معجزةً أيضاً، بل هو أمر طبيعي،

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي المحاضرة الثامنة عام ١٤٣٦
يحصل لي بعض الحالات أرى نفسي فيها من أسوء خلق الله على الأرض


 هل كان السيِّد الحداد يقوم بالتمثيل أمامي؟! وهل كانت كلّ تلك الدموع التي تسيل من عينيه من باب التمثيل؟!

وكيف يمكن تفسير ما كان يصرّح به من أنَّه يرى نفسه صفرًا، وعندما كان يقول: (يا سيِّد محمّد حسين، يحصل لي بعض الحالات أرى نفسي فيها من أسوء خلق الله على الأرض)؟ إنّ هذا ممّا يجعل الإنسان يتحيّر ويُذهل! فعندما ننظر إلى سيماء هذا الرجل، ونرى تصرّفاته، وحالاته نقول: كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟

فمن جهة أولى، نراه يقول: أنا في مقام لا يمكن حتّى لجبرائيل أن يصعد إليه ويصل إليه! ومن جهة أخرى، نجده يقول أيضًا: أنا أسوء خلق الله. فهذا هو عبارة عن ذلك المقام الذي يرى فيه الإنسان نفسه واقعةً بين أمرين: فعندما يلاحظ الجانب الذي يربطه بالله، يرى نفسه شيئًا آخر، وعندما يلاحظ الجانب الذي

يمثل ارتباطه بنفسه وفقره وماهيّته وحيثيّته الوجودية، يقول: أنا من أسوء خلق الله، وجميع الناس أشرف وأفضل منِّي، بل ويتمتّع الجميع بصفة الحسن عداي أنا، وكلّ الصفات الحسنة التي عند الناس لست حائزًا عليها.
2025/02/27 20:25:18
Back to Top
HTML Embed Code: