SALAFIANAJATY Telegram 14002
■ سلسلة شرح الأصول الستة
◆ للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى
◇ للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى

【 العدد : 6 】

----------------------------

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله ورعاه :

فالواجب أن نجتمع على كتاب الله وسُنة رسوله، وما اختلفنا فيه نردُّه إلى كتاب الله وسُنة رسوله، لا يعذر بعضنا بعضاً ونبقى على الاختلاف، بل نردُّه إلى كتاب الله وسُنة رسوله، وما وافق الحقَّ أخذنا به، وما وافق الخطأ نرجع عنه، هذا هو الواجب علينا، فلا تبقى الأمة مختلفةً،

وربَّما يذكر الذين يدعون إلى البقاء على الاختلاف حديث: (اختلاف أمتي رحمةٌ) وهذا الحديث يُروى ولكنه ليس صحيحاً، الاختلاف ليس رحمةً، الاختلاف عذابٌ، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105] فالاختلاف يشتت القلوب ويفرق الأمة، ولا يمكن للناس إذا صاروا مختلفين أن يتناصروا ويتعاونوا أبداً، بل يكون بينهم عداوة وعصبيةٌ لِفَرقهم وأحزابهم، ولايتعاونون أبداً.

إنَّمَا يتعاونون إذا اجتمعوا واعتصموا بحبل الله جميعاً، وهذا هو الذي أوصى به النبي ﷺ فقال: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا، وأن تُناصحوا من ولَّاه الله أمركم) هذه الثلاث يرضاها الله لنا.
والشاهد منها قوله: (وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وليس معنى هذا أنه لا يوجد اختلاف ولا يوجد تفرق.
طبيعة البشر وجود الاختلاف، ولكن معنى هذا: أنه إذا حصل اختلافٌ أو تفرقٌ يُحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسُنة رسوله ﷺ وينتهي النزاع وينتهي الاختلاف، هذا هو الحق.

وليس تحكيم القرآن أو تحكيم السُنة مقتصراً على مسألة النزاع في الخصومات بين الناس في الأموال، حيث يسمون الحُكم بما أنزل الله، أنه الحكم بين الناس في أموالهم ونزاعاتهم في أمور الدنيا فقط. لا؛ بل هو الحكم بينهم في كل اختلافٍ وكل نزاعٍ، والنزاع في العقيدة أشد من النزاع في الأموال، والنزاع في أمور العبادات وأمور الحلال والحرام أشد من النزاع في الخُصومات في الأموال، إنَّمَا الخُصومات في الأموال جزءٌ أو جزئيةٌ من الاختلاف الذي يجب حسمه بكتاب الله عزوجل، والصحابة رضي الله عنهم كان يحصل بينهم اختلاف لكن سرعان ما يرجعون إلى كتاب الله وسُنة رسوله ﷺ فينتهي اختلافهم.

فقد حصل بينهم اختلاف بعد وفاة النبي ﷺ حول من الذي يتولَّى الأمر من بعده؟ وسرعان ما حسموا النزاع ورجعوا وولَّوا أبا بكرٍ الصديق، وانقادوا له وأطاعوا له، وزال الاختلاف، وانحسمت الفرقة التي حصلت فيمن يتولَّى الأمر بعد الرسول ﷺ، فهُم يحصل بينهم اختلافات لكن يرجعون إلى كتاب الله وسُنة رسوله ﷺ، ثُمَّ يذهب الاختلاف فيما بينهم. وإن الرجوع إلى كتاب الله يُزيل الأحقاد ويُزيل الأضغان، فلا أحد يعترض على كتاب الله عز وجل فإنك عندما تقول لإنسان: تعالَ إلى قول الإمام الفلاني أو العالم الفلاني لا يقتنع. لكن لو قلت له : تعالى إلى كتاب الله وإلى سُنة رسوله ﷺ، فإن كان فيه إيمانٌ فهو يقتنع ويرجع. قال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:51]

هذا قول المؤمنين؛ أما المنافقون إن كان الحق لهم جاءوا مذعنين، وإن كان الحق عليهم تولَّوا وأعرضوا كما ذكر الله عنهم.


----------------------------
يتبع إن شاء الله تعالى ..

[ ص : 15 ، 16 ، 17 ، 18 ]



tgoop.com/SalafiaNajaty/14002
Create:
Last Update:

■ سلسلة شرح الأصول الستة
◆ للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى
◇ للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى

【 العدد : 6 】

----------------------------

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله ورعاه :

فالواجب أن نجتمع على كتاب الله وسُنة رسوله، وما اختلفنا فيه نردُّه إلى كتاب الله وسُنة رسوله، لا يعذر بعضنا بعضاً ونبقى على الاختلاف، بل نردُّه إلى كتاب الله وسُنة رسوله، وما وافق الحقَّ أخذنا به، وما وافق الخطأ نرجع عنه، هذا هو الواجب علينا، فلا تبقى الأمة مختلفةً،

وربَّما يذكر الذين يدعون إلى البقاء على الاختلاف حديث: (اختلاف أمتي رحمةٌ) وهذا الحديث يُروى ولكنه ليس صحيحاً، الاختلاف ليس رحمةً، الاختلاف عذابٌ، قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105] فالاختلاف يشتت القلوب ويفرق الأمة، ولا يمكن للناس إذا صاروا مختلفين أن يتناصروا ويتعاونوا أبداً، بل يكون بينهم عداوة وعصبيةٌ لِفَرقهم وأحزابهم، ولايتعاونون أبداً.

إنَّمَا يتعاونون إذا اجتمعوا واعتصموا بحبل الله جميعاً، وهذا هو الذي أوصى به النبي ﷺ فقال: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرَّقوا، وأن تُناصحوا من ولَّاه الله أمركم) هذه الثلاث يرضاها الله لنا.
والشاهد منها قوله: (وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وليس معنى هذا أنه لا يوجد اختلاف ولا يوجد تفرق.
طبيعة البشر وجود الاختلاف، ولكن معنى هذا: أنه إذا حصل اختلافٌ أو تفرقٌ يُحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسُنة رسوله ﷺ وينتهي النزاع وينتهي الاختلاف، هذا هو الحق.

وليس تحكيم القرآن أو تحكيم السُنة مقتصراً على مسألة النزاع في الخصومات بين الناس في الأموال، حيث يسمون الحُكم بما أنزل الله، أنه الحكم بين الناس في أموالهم ونزاعاتهم في أمور الدنيا فقط. لا؛ بل هو الحكم بينهم في كل اختلافٍ وكل نزاعٍ، والنزاع في العقيدة أشد من النزاع في الأموال، والنزاع في أمور العبادات وأمور الحلال والحرام أشد من النزاع في الخُصومات في الأموال، إنَّمَا الخُصومات في الأموال جزءٌ أو جزئيةٌ من الاختلاف الذي يجب حسمه بكتاب الله عزوجل، والصحابة رضي الله عنهم كان يحصل بينهم اختلاف لكن سرعان ما يرجعون إلى كتاب الله وسُنة رسوله ﷺ فينتهي اختلافهم.

فقد حصل بينهم اختلاف بعد وفاة النبي ﷺ حول من الذي يتولَّى الأمر من بعده؟ وسرعان ما حسموا النزاع ورجعوا وولَّوا أبا بكرٍ الصديق، وانقادوا له وأطاعوا له، وزال الاختلاف، وانحسمت الفرقة التي حصلت فيمن يتولَّى الأمر بعد الرسول ﷺ، فهُم يحصل بينهم اختلافات لكن يرجعون إلى كتاب الله وسُنة رسوله ﷺ، ثُمَّ يذهب الاختلاف فيما بينهم. وإن الرجوع إلى كتاب الله يُزيل الأحقاد ويُزيل الأضغان، فلا أحد يعترض على كتاب الله عز وجل فإنك عندما تقول لإنسان: تعالَ إلى قول الإمام الفلاني أو العالم الفلاني لا يقتنع. لكن لو قلت له : تعالى إلى كتاب الله وإلى سُنة رسوله ﷺ، فإن كان فيه إيمانٌ فهو يقتنع ويرجع. قال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:51]

هذا قول المؤمنين؛ أما المنافقون إن كان الحق لهم جاءوا مذعنين، وإن كان الحق عليهم تولَّوا وأعرضوا كما ذكر الله عنهم.


----------------------------
يتبع إن شاء الله تعالى ..

[ ص : 15 ، 16 ، 17 ، 18 ]

BY غراس الجنة 🌱


Share with your friend now:
tgoop.com/SalafiaNajaty/14002

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Add up to 50 administrators It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): bank east asia october 20 kowloon How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Telegram Android app: Open the chats list, click the menu icon and select “New Channel.”
from us


Telegram غراس الجنة 🌱
FROM American