..
"الإنسان الفلسطينيّ له خصوصيّة ليست لسواه، إذ أرضه "ملتقى العوالم"، الشهادي منها والغيبيّ؛ وإرثه "ملتقى الأبعاد"، الزمني منها والسرمدي؛ ومن كانت هذه صفاته، لا تفيد في معرفة حقيقته "المقاربة التاريخية"، لأنها تسقط بعده السرمدي، حتى ولو لم تسقط عالمه الغيبي؛ كما لا تفيد، في هذه المعرفة، "المقاربة القانونية"، لأنها تسقط عالمه الغيبي حتى ولو لم تسقط بعده السرمدي، ولا، بالأولى، تفيد فيها "المقاربة السياسية"، لأنها سقط عالمه الغيبي ويعده السرمدي کليها، فتكون أبعد المقاربات، ومع ذلك، تبقى "المقاربة السياسيّة" هي الاختيار المنهجي الطاغي اليوم في تناول الأذى الواقع على الفلسطيني، وفي هذا دلالة على أننا لا زلنا بعيدين عن إدراك هذه الحقيقة؛ فالإنسان الفلسطيني لا يمكن أن تعرف حقيقته، ولا أن تدفع أذيته، إلا بمقاربة تصل العالم الشهادي لأرضه بعالمها الغيبي، کا تصل البعد الزمني لإرثه بعده السرمدي".
[ثغور المرابطة| د. طه عبدالرحمن]
"الإنسان الفلسطينيّ له خصوصيّة ليست لسواه، إذ أرضه "ملتقى العوالم"، الشهادي منها والغيبيّ؛ وإرثه "ملتقى الأبعاد"، الزمني منها والسرمدي؛ ومن كانت هذه صفاته، لا تفيد في معرفة حقيقته "المقاربة التاريخية"، لأنها تسقط بعده السرمدي، حتى ولو لم تسقط عالمه الغيبي؛ كما لا تفيد، في هذه المعرفة، "المقاربة القانونية"، لأنها تسقط عالمه الغيبي حتى ولو لم تسقط بعده السرمدي، ولا، بالأولى، تفيد فيها "المقاربة السياسية"، لأنها سقط عالمه الغيبي ويعده السرمدي کليها، فتكون أبعد المقاربات، ومع ذلك، تبقى "المقاربة السياسيّة" هي الاختيار المنهجي الطاغي اليوم في تناول الأذى الواقع على الفلسطيني، وفي هذا دلالة على أننا لا زلنا بعيدين عن إدراك هذه الحقيقة؛ فالإنسان الفلسطيني لا يمكن أن تعرف حقيقته، ولا أن تدفع أذيته، إلا بمقاربة تصل العالم الشهادي لأرضه بعالمها الغيبي، کا تصل البعد الزمني لإرثه بعده السرمدي".
[ثغور المرابطة| د. طه عبدالرحمن]
..
من سمات الإنسان الحديث افتقادُ القدرة على تسمية الأشياء بمسمّياتها، بَلْهَ تسميتها بغير مسمّياتها.
من سمات الإنسان الحديث افتقادُ القدرة على تسمية الأشياء بمسمّياتها، بَلْهَ تسميتها بغير مسمّياتها.
وقَوْلُهُ تَعالى ﴿فَإنْ زَلَلْتُمْ مِن بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ البَيِّناتُ فاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ تَفْرِيعٌ عَلى النَّهْيِ أيْ فَإنِ اتَّبَعْتُمْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَزَلَلْتُمْ أوْ فَإنْ زَلَلْتُمْ فاتَّبَعْتُمْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ، وأرادَ بِالزَّلَلِ المُخالَفَةَ لِلنَّهْيِ.
وأصْلُ الزَّلَلِ الزَّلَقُ أيِ اضْطِرابُ القَدَمِ وتَحَرُّكُها في المَوْضِعِ المَقْصُودِ إثْباتُها بِهِ، واسْتُعْمِلَ الزَّلَلُ هُنا مَجازًا في الضُّرِّ النّاشِئِ عَنِ اتِّباعِ الشَّيْطانِ مِن بِناءِ التَّمْثِيلِ عَلى التَّمْثِيلِ؛ لِأنَّهُ لَمّا شُبِّهَتْ هَيْئَةُ مَن يَعْمَلُ بِوَسْوَسَةِ الشَّيْطانِ بِهَيْئَةِ الماشِي عَلى أثَرِ غَيْرِهِ شُبِّهَ ما يَعْتَرِيهِ مِنَ الضُّرِّ في ذَلِكَ المَشْيِ بِزَلَلِ الرِّجْلِ في المَشْيِ في الطَّرِيقِ المُزْلَقَةِ، وقَدِ اسْتُفِيدَ مِن ذَلِكَ أنَّ ما يَأْمُرُ بِهِ الشَّيْطانُ هو أيْضًا بِمَنزِلَةِ الطَّرِيقِ المُزْلَقَةِ عَلى طَرِيقِ المَكْنِيَّةِ، وقَوْلُهُ زَلَلْتُمْ تَخْيِيلٌ وهو تَمْثِيلِيَّةٌ فَهو مِنَ التَّخْيِيلِ الَّذِي كانَ مَجازًا، والمَجازُ هُنا في مُرَكَّبِهِ.
والبَيِّناتُ: الأدِلَّةُ والمُعْجِزاتُ ومَجِيئُها وظُهُورُها وبَيانُها، لِأنَّ المَجِيءَ ظُهُورُ شَخْصِ الجائِي بَعْدَ غَيْبَتِهِ
[التحرير والتنوير]
وأصْلُ الزَّلَلِ الزَّلَقُ أيِ اضْطِرابُ القَدَمِ وتَحَرُّكُها في المَوْضِعِ المَقْصُودِ إثْباتُها بِهِ، واسْتُعْمِلَ الزَّلَلُ هُنا مَجازًا في الضُّرِّ النّاشِئِ عَنِ اتِّباعِ الشَّيْطانِ مِن بِناءِ التَّمْثِيلِ عَلى التَّمْثِيلِ؛ لِأنَّهُ لَمّا شُبِّهَتْ هَيْئَةُ مَن يَعْمَلُ بِوَسْوَسَةِ الشَّيْطانِ بِهَيْئَةِ الماشِي عَلى أثَرِ غَيْرِهِ شُبِّهَ ما يَعْتَرِيهِ مِنَ الضُّرِّ في ذَلِكَ المَشْيِ بِزَلَلِ الرِّجْلِ في المَشْيِ في الطَّرِيقِ المُزْلَقَةِ، وقَدِ اسْتُفِيدَ مِن ذَلِكَ أنَّ ما يَأْمُرُ بِهِ الشَّيْطانُ هو أيْضًا بِمَنزِلَةِ الطَّرِيقِ المُزْلَقَةِ عَلى طَرِيقِ المَكْنِيَّةِ، وقَوْلُهُ زَلَلْتُمْ تَخْيِيلٌ وهو تَمْثِيلِيَّةٌ فَهو مِنَ التَّخْيِيلِ الَّذِي كانَ مَجازًا، والمَجازُ هُنا في مُرَكَّبِهِ.
والبَيِّناتُ: الأدِلَّةُ والمُعْجِزاتُ ومَجِيئُها وظُهُورُها وبَيانُها، لِأنَّ المَجِيءَ ظُهُورُ شَخْصِ الجائِي بَعْدَ غَيْبَتِهِ
[التحرير والتنوير]
"لا تتوقف.. ربما ترى العالم قد توقف فعلاً من منظورك الخاص، ما دمت حيًّا، استمر بالهرولة الجسد والروح خلقا للحركة لا السكون، كلّ حركة هي مخرج طوارئ بمعنى ما. غالب الاتجاهات حينها تكون هي الطريق الصحيح، طاقة الذهن وطبيعة الذاكرة تخضع جزئيَّا لأسلوب الحياة اليوميّ، كلما توقفت تعملق البؤس في داخلك حتى يستولي على جوهر روحك، وإذا واصلت الحياة، ستتغلب يومًا ما على مصاعبك، أو على الأقل ستكون منعت الظروف الصعبة من أن تسيطر عليك. لا أؤمن بالأمل الدنيوي المطلق، أؤمن بأن الحياة قصيرة، وأنك مهيّأ تماما للمكابدة فيها، وأنّ كلّ مكابدة فهي لا تخرج عن قدرتك البشرية، قرأت قبل مدة لعالم الأعصاب البارع أنطونيو داماسيو عن متلازمة الانحباس، وهي الإصابة بالشّلل التامّ عدا حركة الجفن مع بقاء الذهن واعيًا تماما ، يقول طبقًا لنظريّته الشهيرة عن علاقة الجسد والعواطف بالأعصاب أنّ هذا الخلل البالغ في السيطرة الحركية "يقلّل التفاعلية العاطفيّة، ويبدو أنه ينتج شيئًا من الهدوء الداخليّ للمريض" خلافًا لما نظنّه عادةً عن الشخص المصاب. هذه لغة العلوم العصبية، أما لغة الإيمان فهو اللطف الإلهي الذي يتخلّل كافة الآلام الدنيوية، فلا تتوقف".
[عبدالله الوهيبي]
[عبدالله الوهيبي]
هُناك غِلالة ينزع الإنسان الحديث لضربها على الأشياء والمكان والإنسان، قُل هي: زخرف زائف، وتسليع مبتذل، وتسويق غثّ، نجم عنها فجوات لا تُحصى، في المعرفة، والعلاقات الإنسانية، والنّفس البشريّة، حتّى الأماكن تراها تفيضُ خواءً وعبثًا ومللًا.
——
غِلالة: جمع غلائل، وهي ما يُلبس تحت الملابس الخارجية.
فالغاية منها الستر لا البهرج الزائف، وفي هذا ملمحٌ للمتأمّل!
——
غِلالة: جمع غلائل، وهي ما يُلبس تحت الملابس الخارجية.
فالغاية منها الستر لا البهرج الزائف، وفي هذا ملمحٌ للمتأمّل!
منذ أيّام تدور في ذهني الكلمة العظيمة التي قالها ليرمنتوف: "لا يستطيع الإنسان أن يفهم العدالة الإلهيّة إلا إذا بلغ هذه الدرجة العُليا من معرفة نفسه".
أظنّ أنّ معرفة النّفس تنبع من تواضع حقيقيّ أمام الحقّ والخير والجمال متى ما تحقق إدراكه، ومن نفوس فذّة تُحسن استشعار مواضع الضّعف فيها؛ هذه هي رسالة الأنبياء: نور وهدى ورحمة، وإرث عباقرة الأدب في استنطاق الإنسان.
أظنّ أنّ معرفة النّفس تنبع من تواضع حقيقيّ أمام الحقّ والخير والجمال متى ما تحقق إدراكه، ومن نفوس فذّة تُحسن استشعار مواضع الضّعف فيها؛ هذه هي رسالة الأنبياء: نور وهدى ورحمة، وإرث عباقرة الأدب في استنطاق الإنسان.
Forwarded from صومعة. (حوريّة عمر)
The Devil can strip a human being, doomed to be confined to non-person and nonentity, of their memory. By losing their memory, people become incapable of any critical questioning of themselves and the world around them. By losing the powers of individuality and association, they lose their basic moral and political sensibilities. Ultimately, they lose their sensitivity to another human being. The Devil, who safely lurks in the most destructive forms of modernity, deprives human beings of the sense of their place, home, memory and belonging.
[Zygmunt Bauman| Moral Blindness]
[Zygmunt Bauman| Moral Blindness]
والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
الذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
[أمل دنقل]
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
الذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
[أمل دنقل]
هناك درجة من الرّحابة في النّفس ومن الوِسع في العلم والفهم، ومن الجرأة العلميّة الحكيمة الناضجة، نفتقدها أيّما فقدٍ، وقد كان علماؤنا أحقّ النّاس بها وأجدرهم عليها؛ كيف وقد قال من أوتي جوامع الكلم -عليه أفضل الصلاة والسّلام- : [إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ].
كل ما نختزنه من ألمٍ وقهرٍٍ، كلّ ما يحشده الخوف والذلّ فينا، كلّ التعامي المتعمّد لثأر أمّة بأكملها، يخدمُ عقلنة نوع من أنواع الجنون، الذي سيتفجّر يومًا ما.. وحينها لا عاصم لأحدٍ من دون الله.. اللهمّ لُطفك ورحمتك.
Forwarded from عبدالله الوهيبي
روت عائشة رضي اللَّه عنها قالت: سمعتُ رَسُول اللَّه ﷺ، يقول: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُراةً غُرْلًا)، قلت: يَا رَسُول اللَّه الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ؟، قال: (يَا عَائِشَةُ الأَمرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُم ذلكَ).
علّق الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي (ت٦٩٥هـ) رحمه الله: «يترتب عليه من الفقه: أنَّ الخوف إذا كان حقيقيًا يذهب بإغواء النفس وخدعها المعلوم منها، وينقل الطَّباعَ السُّوءَ إلى الحُسْنِ والتَّقويم، ولهذا الإشارة بقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾؛ فلولا أنَّ الخوف يُحدث في الطباع السُّوء شيئًا حسنًا ما جعله الله تعالى سبباً إلى تقواه، الذي هو أصل الأحوال السَنيِة، ولذلك قال أهل السلوك: إنَّ القلب إذا خلا من الخوف خَرِب!».
علّق الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي (ت٦٩٥هـ) رحمه الله: «يترتب عليه من الفقه: أنَّ الخوف إذا كان حقيقيًا يذهب بإغواء النفس وخدعها المعلوم منها، وينقل الطَّباعَ السُّوءَ إلى الحُسْنِ والتَّقويم، ولهذا الإشارة بقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾؛ فلولا أنَّ الخوف يُحدث في الطباع السُّوء شيئًا حسنًا ما جعله الله تعالى سبباً إلى تقواه، الذي هو أصل الأحوال السَنيِة، ولذلك قال أهل السلوك: إنَّ القلب إذا خلا من الخوف خَرِب!».
“you wish to glimpse inside a human soul and get to know a man, don't bother analyzing his ways of being silent, of talking, of weeping, of seeing how much he is moved by noble ideas; you will get better results if you just watch him laugh. If he laughs well, he's a good man”.
"ملاك الأخلاق السافلة: إفراط النفس في الضعف وإفراطها في القوة".
[مدارج السالكين]
[مدارج السالكين]
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
".. وفِي ذَلِكَ كُلِّهِ تَنْبِيهٌ عَلى أنَّهُ يَحِقُّ الحَمْدُ لِلَّهِ عِنْدَ هَلاكِ الظَّلَمَةِ، لِأنَّ هَلاكَهم صَلاحٌ لِلنّاسِ، والصَّلاحُ أعْظَمُ النِّعَمِ، وشُكْرُ النِّعْمَةِ واجِبٌ. وهَذا الحَمْدُ شُكْرٌ لِأنَّهُ مُقابِلُ نِعْمَةٍ. وإنَّما كانَ هَلاكُهم صَلاحًا لِأنَّ الظُّلْمَ تَغْيِيرٌ لِلْحُقُوقِ وإبْطالٌ لِلْعَمَلِ بِالشَّرِيعَةِ، فَإذا تَغَيَّرَ الحَقُّ والصَّلاحُ جاءَ الدَّمارُ والفَوْضى وافْتُتِنَ النّاسُ في حَياتِهِمْ فَإذا هَلَكَ الظّالِمُونَ عادَ العَدْلُ، وهو مِيزانُ قِوامِ العالَمِ".
[التحرير والتنوير]
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..
".. وفِي ذَلِكَ كُلِّهِ تَنْبِيهٌ عَلى أنَّهُ يَحِقُّ الحَمْدُ لِلَّهِ عِنْدَ هَلاكِ الظَّلَمَةِ، لِأنَّ هَلاكَهم صَلاحٌ لِلنّاسِ، والصَّلاحُ أعْظَمُ النِّعَمِ، وشُكْرُ النِّعْمَةِ واجِبٌ. وهَذا الحَمْدُ شُكْرٌ لِأنَّهُ مُقابِلُ نِعْمَةٍ. وإنَّما كانَ هَلاكُهم صَلاحًا لِأنَّ الظُّلْمَ تَغْيِيرٌ لِلْحُقُوقِ وإبْطالٌ لِلْعَمَلِ بِالشَّرِيعَةِ، فَإذا تَغَيَّرَ الحَقُّ والصَّلاحُ جاءَ الدَّمارُ والفَوْضى وافْتُتِنَ النّاسُ في حَياتِهِمْ فَإذا هَلَكَ الظّالِمُونَ عادَ العَدْلُ، وهو مِيزانُ قِوامِ العالَمِ".
[التحرير والتنوير]
"واعلم أنك لا تشفي الغُلَّة ولا تنتهي إلى ثلج ليقين، حتى تتجاوز حد العلم بالشيء مجملا، إلى العلم به مفصلا، وحتى لا يقنعك إلا النظر في زواياه، والتغلغل في مكامنه، وحتى تكون كمن تتبع الماء حتى عرف منبعه، وانتهى في البحث عن جوهر العود الذي يصنع فيه إلى أن يعرف منبته، ومجرى عروق الشجر الذي هو منه!"
[الجرجاني | دلائل الإعجاز]
[الجرجاني | دلائل الإعجاز]
في ذاكرة العالم النسيّة غزّة ليست إلا سجلًا للأحداث والتواريخ الجامدة، بيدَ أنّ الذاكرة الحيّة شكلٌ من أشكال المقاومة، والأمّة اليقظة هي التي تُشعل فتيل الذاكرة عملًا دؤوبًا وسعيًا مُستمرًا.
معركتنا القادمة ضدّ النّسيان.
معركتنا القادمة ضدّ النّسيان.
الحمد لله الذي أنزل الكتاب ميزانًا، وجعل في الحديد بأسًا وقوةً..
إذا تأملت سورة الحديد وجدتَ فيها ذلك الميزان القويم؛ بين (الروح)التي تسمو بالإنسان: "هو الذي ينزّل على عبده آيات بيّنات ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور"، و(المادة) التي يُقيم بها بنيانه: "وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافع للنّاس"وبه تقوم الصّناعة والآلات المُعينة للإنسان،
وبين الإيمان والعمل: "آمنوا وأنفقوا"، والرهبنة والحرص على الدُّنيا: "ورهبانيّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم" و"اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد".
وقد ابتدأت السّورة بالتسبيح: ةسبّح لله ما في السّماوات وما في الأرض" فالمادة في أصلها تسير بأمرِ الله، بل الكون بكلّ ما فيه يسبّح بحمده سبحانه.
والحديد رمزٌ لحضارة الإنسان، إنّه القوّة الجبارة التي تصوغ الأمم منها عالمها، منه يُصنع السّلاح وبه تُبنى المّدن والجسور والآلات، أليست تلك قوّة يمكنها سحق الإنسان نفسه؟
لكنّ المفارقة الحقيقيّة هي في ذلك الكتاب، الذي هو ميزان قويم، وهدى وذكرى لأولي الألباب، فيسمو بالرّوح عن الانغماس في المادة، أو الانقطاع عنها وترك الاشتغال بالمُعاش وقد "أبدلنا الله بالرهبانيّة الحنيفيّة السّمحاء" اهـ
والكتاب ليس مقابلٌ للمادّة، بل هو -إن شئت- إطارٌ موجّه لها.
"ليقُوم النّاس بالقسط"
والآن، هل ترون أن هذا الميزان الدّقيق هو حقيقة وجودنا؟ ومنتهى سعينا؟ وأنّ كلّ محاولاتنا البشريّة هي تسديدٌ وتقريبٌ بين مساحتي الطيّن والرّوح؟
—
اللهم إنّا نسألك حالاً دائرة مع الحقّ، وفطنة عقلٍ مضروبة في سلامة صدر.. حتى تكون غايتنا في هذه الدار مقصودةً بالأمثل فالأمثل، وعاقبتنا عندك محمودةً بالأفضل فالأفضل.
من دعاء التوحيديّ بتصرّف يسير.
إذا تأملت سورة الحديد وجدتَ فيها ذلك الميزان القويم؛ بين (الروح)التي تسمو بالإنسان: "هو الذي ينزّل على عبده آيات بيّنات ليخرجكم من الظّلمات إلى النّور"، و(المادة) التي يُقيم بها بنيانه: "وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافع للنّاس"وبه تقوم الصّناعة والآلات المُعينة للإنسان،
وبين الإيمان والعمل: "آمنوا وأنفقوا"، والرهبنة والحرص على الدُّنيا: "ورهبانيّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم" و"اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد".
وقد ابتدأت السّورة بالتسبيح: ةسبّح لله ما في السّماوات وما في الأرض" فالمادة في أصلها تسير بأمرِ الله، بل الكون بكلّ ما فيه يسبّح بحمده سبحانه.
والحديد رمزٌ لحضارة الإنسان، إنّه القوّة الجبارة التي تصوغ الأمم منها عالمها، منه يُصنع السّلاح وبه تُبنى المّدن والجسور والآلات، أليست تلك قوّة يمكنها سحق الإنسان نفسه؟
لكنّ المفارقة الحقيقيّة هي في ذلك الكتاب، الذي هو ميزان قويم، وهدى وذكرى لأولي الألباب، فيسمو بالرّوح عن الانغماس في المادة، أو الانقطاع عنها وترك الاشتغال بالمُعاش وقد "أبدلنا الله بالرهبانيّة الحنيفيّة السّمحاء" اهـ
والكتاب ليس مقابلٌ للمادّة، بل هو -إن شئت- إطارٌ موجّه لها.
"ليقُوم النّاس بالقسط"
والآن، هل ترون أن هذا الميزان الدّقيق هو حقيقة وجودنا؟ ومنتهى سعينا؟ وأنّ كلّ محاولاتنا البشريّة هي تسديدٌ وتقريبٌ بين مساحتي الطيّن والرّوح؟
—
اللهم إنّا نسألك حالاً دائرة مع الحقّ، وفطنة عقلٍ مضروبة في سلامة صدر.. حتى تكون غايتنا في هذه الدار مقصودةً بالأمثل فالأمثل، وعاقبتنا عندك محمودةً بالأفضل فالأفضل.
من دعاء التوحيديّ بتصرّف يسير.