Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
إذا تقرَّر عجزُ الناس عن بلوغهم في مدح النبي صلى الله عليه وسلم حق مقداره العظيم، فلم ركبَ المادحون بحره وخاضوا لُجته؟

قال العلامة ابن عاشور الجد رحمه الله:

ومن سلك طريق المدح فالغرض الأصلي له التشبث بأذياله، والمقيل تحت ظلاله، والتقرب إليه بما في المقدور؛ فإن الكريم يقبل من المُتقرِّب إليه ما دقَّ وجلَّ. على أنه إذا تعذَّر مدحُه بالتفصيل لا يتعذر بالإجمال.

فإن فضل رسول الله ليس له
حدٌّ فيعربَ عنه ناطقٌ بفمِ
الليلة الزهراء

ليلة الصلاة على النبي ﷺ.
..
من عظيم جاهه صلى الله عليه وسلم عند ربه سبحانه وتعالى أن جُعلت الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله تعالى، فانصرف كل فضل كان لذكر الله تعالى على لسان العبد إليها، ثم زيد عليه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جعل كفاء ذلك صلاته على المصلي عليه وإكرامه ومكافئته وتوفيته حقه.

فمن هاهنا عظمت منزلة الثناء على رسول الله ﷺ والصلاة عليه، وكان التعرض بها لقضاء الحاجات وإدراك المهمات وتحصيل الكرامات مشتملًا على آداب الدعاء من الزلفى إلى الله تعالى برسوله ﷺ، وإعظام الإكرام له بالصلاة عليه شكرًا للنعمة به وأداء لبعض حقوقه على أمته، فصارت توفية القائم بذلك إلى الله تعالى في إنجاز حاجته، وتحصيل غايته.
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
تفكرت بعد صلاة الجمعة في قولنا في الصلاة: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»، وقرنته بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمٍ يُسلم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام».

فهالني هذا المشهد المهيب، وقلت هل يتحصل لنا أن نقول الله تعالى يُشهد نبيه صلى الله عليه وسلم صلاة المصلين في آناء الليل وأطراف النهار في الصلوات الخمس كلما أقامها مقيم وصلاها مصلٍّ؟

ونظرت فوجدت كيف أن هذه الصلاة العظمى التي جعلها لنفسه افتراضًا على خلقه تمجيدًا وعبادة وصمودًا إليه = قد جعل لنبيه صلى الله عليه وسلم فيها نصيبًا، وأشهده مشهدها من عباده.

وعبر بي قوله صلى الله عليه وسلم حين سأله الصحابي عن مرافقته في الجنة، فقال: أعني على نفسك بكثرة السجود. ويعني به الصلاة.
فقلت: لعل هذا من أجل ذلك، فالتقرب لله بالصلاة قرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
لا تكون مع الله إلا إذا كنت مع رسوله ﷺ.
..
«قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني».

إذا كان الله تعالى قد شرط اتباعه لتحقيق مرتبة المحبة، فما بالك بكل ما هو دونها مما هو أساس الطريق وأوديته.
..
في إخبار الله تعالى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منه سبحانه وتعالى ومن ملائكته: تلويح بمنزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ العلوي ومكانته، وإظهار لبعض المراتب التي تسنَّمها هذا النبي العربي الهاشمي في اقتعاده المنزل المقرّب الذي لم يدنُ منه نبي مرسل ولا ملك مقرب.

بيد أن ما أُظهِر من الإخبار بالصلاة عليه من الله لم يُفصح عن حقيقته، وتاهت في إدراكها أفهام الناظرين، وتناضلت في إصابته أسهم المتأملين، فقاربوا ولمَّا!

ووراء هذا كله منازل ومنادح ومهامِه من الدرجات العلية، والمنح السنية ما لا يبلغه العقل، ولا تستقل بدركه الأفهام.

..
كان نبيُّ الله صلوات الله عليه وآله يحسن التهيؤ لرمضان؛ ويعلِّم أمته حسن الإعداد له روحًا وبدنًا؛ لأنه من الأيام التي خصَّها الله تعالى بالفضل، وإرسال نفحات رضاه وعفوه على البشرية، فكان دائم التعرض لما شأنه كذلك؛ وقوفًا بذلك عند مراضي حبيبه، وبلاغًا بفعله وعبادته وسَمته للأمة أن يتقفوا طريقه ويأخذوا من هديه فيه.

ونفحات الرحمن في الأيام والليالي متصلة دائمًا من ربنا سبحانه وتعالى لا تنقطع، في الأيام والليالي والأسابيع والشهور.
ففي الأيام إيماء لشهادة الله تعالى قرآن الفجر، وصلاة العشاء، والإعلام بفضلهما وقدر من شهدهما. وكذلك مواطن الإجابات إثر الصلوات في كل يوم.
وفي الليالي ندب الله تعالى إلى قيام الليل لأن الله تعالى يفيض فيه على قائمه والمتجهد فيه.

وفي الأسابيع يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين، يَقِفهم بين يدي عباده يستمعون الذكر والنذارة حتى يفيئوا إليه، وجعل لهم فيه ساعة إجابة. وجعل صلتهم فيه بنبيهم والصلاة عليه آكد في هذا اليوم العظيم.
وفي الشهور الأشهر الحرم وشعبان وذي الحجة وغير ذلك مما هو معلوم ومعروف، وأعظمها وأهمها هو رمضان المعظم.
فلم يُخلِ الله تعالى الأيام من نفحات بره غدوًّا وعشيًّا على عباده المؤمنين وفضله وبره دائم الاتصال لا ينقطع عنهم.

فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائم التعرض لهذه المشاهد على أتم السيرة وأوفاها، ليس أحد أعبد لله منه، فكان حاضًّا على الصلوات والذكر في يومه، وليلته قائمًا بحق الله في أعمال اليوم والليلة، ناصبًا قدميه بين يديه سبحانه بالليل شاكرًا لأنعمه التي لا يعلم مقدار أتم شكر من البشر لها إلا هو.
وكان يصوم الاثنين والخميس وربما واصل الصيام، ويهيئ نفسه للجُمعات ويحض أصحابه وأمته على التهيؤ لها وحسن القيام فيها والذكر.
وكان يعلم أمته استقبال رمضان بالروح والبدن، فندب إلى الالتفات إليه في رجب واليقظة فيه، ثم جعل دينه صوم شعبان إلا قليلًا متهيئًا لشهود الأيام العظيمة في شهر رمضان المكرم.
ثم كان ديدنه في هذا الشهر هو الانجماع على الاجتهاد بأقصى بلوغ الغاية في العبادة والذكر والدعاء طيلة أيامه ولياليه، ثم إذا جاء العشر اجتهد ما لم يجتهد في باقي الشهر لإدراك ليلة القدر وشهود الفضل بأمته وتعليمهم لحسن القيام لمراضي الله وإدراك عفوه.

وبعد: فهذا نبي الله صلوات الله وسلامه عليه أمامكم بسيرته وعبادته وأحاديث دينه ومعجزته الباقية فينا على تعاقب الدهور، فاهتدوا به وأطيعوه واجتهدوا في توفية حقه وما له عليكم من التعظيم والتوقير والاتباع تفلحوا في دنياكم وأخراكم.
..
من كرامته ﷺ على ربه وعظمة منزله عنده أنه جعل الملائكة المدبرات والمتصرفات بما منحهم الله من ملكه وأمره تحت أمر نبيه ﷺ ونهيه يأمرهم بما شاء.

..
في البخاري عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «قال النبي ﷺ: إن جبريل ناداني فقال: إِنَّ اللهَ قد سَمِعَ قولَ قَومِكَ لَكَ وَما رَدُّوا علَيكَ وَقَد بَعَثَ إلَيكَ ملَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئتَ فِيهم».
..
فكيف منزل هذا النبي صلى الله عليه من ربه!
ما من نعمةٍ دقت ولا جلَّت إلا ورسول الله ﷺ سببها والمرشد إليها والقائم فيها، والمُعظِم النعمةَ علينا بها.

وإن رمضان نعمة من نعم الله العظمى على أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سبب خيرها وثوابها والسعادة بها.

فاستقبلوا هذا الشهر الفضيل مستصحبين الثناء على نبيه صلى الله عليه وسلم ومستعينين على أداء بعض حقوقه، مؤملين بسبب منه صلى الله عليه وسلم غفران الذنوب من رب العالمين والعفو والكرامة والفضل والدرجات العالية.
متى القلبُ الشِّجِي المُضنَى لمغناكم يعود
..
اللهم صلِّ على المَرفوع الذِّكر في الدنيا والآخرة.
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
اللهم صلِّ على الطَّيِّب الذِّكرِ في الأولى والآخرة.
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
لا غِنى لنا عن رسول الله ﷺ في كل حركة وسكنة وعبادة في رمضان، وذلك في امتثال هَديه، واتباع أمره، والتقفِّي لأثره.

ولا غنى لنا عنه في أعظم عبادة مندوب إليها فيه وهي القرآن؛ فإنه المخاطب الأول به، وذكره فيه جارٍ على التصريح بصفاته وبشمائله، وخلقته الشريفة، وأصحابه وأزواجه وأتباعه وأمته وأدب خطابه، وتعظيم حرمته إلى غير ذلك مما هو دائر في جنبات كتاب الله تعالى وأوديته.
..
2025/03/02 07:37:52
Back to Top
HTML Embed Code: