نقل التاج السبكي رحمه الله عن أبيه الإمام تقي الدين السبكي رحمه الله أن لسانه كان لا يفتر عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية.
..
..
من عناية الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم أن أقام له هذه الجيوش اللهاميم من أهل الحديث ينفون عن كلامه كل دخيل، وينخلون طرق رواية كلامه، ويميزون أقدار الرجال الحاملين له، حتى أنشأوا علومًا بأسرها؛ خدمة لهذا المقصد العظيم الذي لم يكن عند أمة من الأمم.
فصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وحملة حديثه والقائمين عليه.
فصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وحملة حديثه والقائمين عليه.
مَن أكرَمَ عزيزَ قومٍ أكرمُوه وعظَّموه وأتحفُوه، فما بالكَ إن عظَّمت أكرمَ الكُرماء على ربه سيدَنا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأثنيتَ عليه، وأنشأتَ المحامدَ عليه والصلوات؛ كيف يكونُ جزاؤُك من الله تعالى!
ولأمرٍ ما كان جزاءُ الصَّلاة الواحدة من العَبد عليه صلاةً من الله تعالى عليه؛ لأنه كريمٌ لا يترك مكافأة مَن تعرّض لحبيبه، ويَجزيه بأن يتولَّى كفاءه بنفسه!
يا لعِظم منزل رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم من ربِّه!
ولأمرٍ ما كان جزاءُ الصَّلاة الواحدة من العَبد عليه صلاةً من الله تعالى عليه؛ لأنه كريمٌ لا يترك مكافأة مَن تعرّض لحبيبه، ويَجزيه بأن يتولَّى كفاءه بنفسه!
يا لعِظم منزل رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم من ربِّه!
اعتياد اللسان على الذكر، ولا سيما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مع سهولته على اللسان وعدم المشقة في مقوله، إلا أنه لا يتأتى أن يصير المرء ملتزمًا به إلا بأن يصبح عادة مكرورة بتوفيق الله تعالى، فإذا ابتدأت في شيء من ذلك؛ فليكن مخفَّفًا قليل المؤنة عليك، حتى يصير لك ملتزمًا ثم زد كيف شئت.
ولا تستشرف نفسك بالكثير؛ حتى لا تنفر منك وتترك الأمر جملة وتفصيلًا، وليكن لك عدد يسير، ولو فرَّقته على يومك جميعًا إثر الصلوات كان شيئًا حسنًا.
ومن ابتدأ في لزوم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فليبدأ بصيغة تسهل عليه حتى تتمكن نفسه في التزامه والمرون عليه، ولو كانت: «اللهم صل وسلم على سيدنا محمد» فقط، فقد أتيت بالمطلوب، وحصل المقصود.
ولا تستشرف نفسك بالكثير؛ حتى لا تنفر منك وتترك الأمر جملة وتفصيلًا، وليكن لك عدد يسير، ولو فرَّقته على يومك جميعًا إثر الصلوات كان شيئًا حسنًا.
ومن ابتدأ في لزوم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فليبدأ بصيغة تسهل عليه حتى تتمكن نفسه في التزامه والمرون عليه، ولو كانت: «اللهم صل وسلم على سيدنا محمد» فقط، فقد أتيت بالمطلوب، وحصل المقصود.
ما عرَفنا فضلَ الجُمعة وأصَبنا ما أصَبنا من ذلك إلا مِن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحقُّه أن يُصرَف له ذلك اليوم قَدرُ ما بلغه لِسان الشُّكر ثناءً عليه وصلاةً وتعظيمًا.
..
..
من معتاد العهد الجميل عند المصريين أن اسم النبي صلى الله عليه وسلم إذا نُطِق مقصودًا به النبي صلى الله عليه وسلم نُطق على الضبط الصحيح «مُحَمَّد» ولا ينصرف إلى غيره صلى الله عليه وسلم إذا قيل بهذا الطريقة، فنتبعه فورًا بالصلاة والسلام عليه تعظيمًا وتبجيلًا، بأبي هو وأمي.
..
..
إشاعة الثناء والمدحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجالس والأزمان والبقاع والأكوان كلها = قصد شريف من أعظم أودية الإيمان والتصديق له صلى الله عليه وسلم، وقد امتلأ القرآن العظيم من أوله إلى آخره مدحًا له وثناء عليه وتشريفًا وإعظامًا له صلى الله عليه وسلم، وكفى دلالة على عظم هذا المسلك الشريف الاستنان بالقرآن العظيم فيه.
فأشيعوا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثروا من الثناء عليه والمدحة فيه، والبيان عن شمائله وأخلاقه وفضائله وكرامته ومنته العظمى علينا.
..
فأشيعوا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثروا من الثناء عليه والمدحة فيه، والبيان عن شمائله وأخلاقه وفضائله وكرامته ومنته العظمى علينا.
..
لَفَتني أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سمَّت أخاها -الذي وُلد لأبي بكر رضي الله عنه من أسماء بنت عميس- «محمدًا»، وكنته «أبا القاسم»، فسمَّى ولدَه القاسم لأجل ذلك.
وهذا ينم عن غاية الحب واللطف لكل تعلُّق باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته.
وهذا ينم عن غاية الحب واللطف لكل تعلُّق باسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته.
قال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه:
كان أبو طلحة أكثرَ أنصاريٍّ بالمدينة مالًا من نخلٍ، وكان أحبَّ أمواله إليه بَيرُحاء، وكانت مستقبلةَ المسجِد.
وكان رسول الله ﷺ يدخُلها، ويشرب من ماءٍ فيها طيِّب.
قال أنسٌ: فلما أُنزلت هذه الآية: «لن تنالُوا البرَّ حتى تنفقُوا مما تحبُّون» قام أبو طلحةَ إلى رسول الله ﷺ، فقال:
يا رسول الله، إن الله عزَّ وجل يقول: «لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا مما تحبُّون»، وإن أحبَّ أموالي إلي بيرُحاء، وإنها صدقةٌ لله أرجو برَّها وذُخرَها عند الله، فضَعْها يا رسول الله حيث شئتَ.
فقالَ رسولُ الله ﷺ: «بَخ، ذلك مالٌ رابِح، ذلك مالٌ رابِح، وقد سمعتُ ما قلتَ فيه، وإني أرى أن تجعَلَها في الأقربين.
فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسولَ الله. فقسَّمها أبو طلحةَ في أقاربِه وبني عمِّه.
..
كان أبو طلحة أكثرَ أنصاريٍّ بالمدينة مالًا من نخلٍ، وكان أحبَّ أمواله إليه بَيرُحاء، وكانت مستقبلةَ المسجِد.
وكان رسول الله ﷺ يدخُلها، ويشرب من ماءٍ فيها طيِّب.
قال أنسٌ: فلما أُنزلت هذه الآية: «لن تنالُوا البرَّ حتى تنفقُوا مما تحبُّون» قام أبو طلحةَ إلى رسول الله ﷺ، فقال:
يا رسول الله، إن الله عزَّ وجل يقول: «لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا مما تحبُّون»، وإن أحبَّ أموالي إلي بيرُحاء، وإنها صدقةٌ لله أرجو برَّها وذُخرَها عند الله، فضَعْها يا رسول الله حيث شئتَ.
فقالَ رسولُ الله ﷺ: «بَخ، ذلك مالٌ رابِح، ذلك مالٌ رابِح، وقد سمعتُ ما قلتَ فيه، وإني أرى أن تجعَلَها في الأقربين.
فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسولَ الله. فقسَّمها أبو طلحةَ في أقاربِه وبني عمِّه.
..
جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعةٌ صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له.
فدخل، فقال: يا ابنةَ أم رومان، وتناولها (أي أقبل عليها يضربها) أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فحال النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبينها. (أي حجز عنها)
فلما خرج أبو بكر رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لها يترضَّاها: ألا ترين أني قد حُلتُ بين الرجل وبينك؟
ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، فأذن له، فدخل.
فقال له أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، أشرِكَاني في سِلْمِكما، كما أشرَكْتُماني في حَربكما.
رواه أحمد في المسند.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا الأكرم خير الناس لأهله وأعظمهم عشرةً، ورضي عن أمنا عائشة التي حلت من قلب نبينا صلى الله عليه وسلم المحلَّ الأسنى، ورضي الله عن أبي بكر الذي تمكنت خلته للنبي صلى الله عليه وسلم وحرمته وتعظيمه، فلم يطق أن يتخطاها أحدٌ ولو كانت بنته التي هي بضعة منه!
..
فدخل، فقال: يا ابنةَ أم رومان، وتناولها (أي أقبل عليها يضربها) أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فحال النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبينها. (أي حجز عنها)
فلما خرج أبو بكر رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لها يترضَّاها: ألا ترين أني قد حُلتُ بين الرجل وبينك؟
ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، فأذن له، فدخل.
فقال له أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، أشرِكَاني في سِلْمِكما، كما أشرَكْتُماني في حَربكما.
رواه أحمد في المسند.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا الأكرم خير الناس لأهله وأعظمهم عشرةً، ورضي عن أمنا عائشة التي حلت من قلب نبينا صلى الله عليه وسلم المحلَّ الأسنى، ورضي الله عن أبي بكر الذي تمكنت خلته للنبي صلى الله عليه وسلم وحرمته وتعظيمه، فلم يطق أن يتخطاها أحدٌ ولو كانت بنته التي هي بضعة منه!
..
إني لأُكِنُّ المعانيَ الكِرامَ التي تعلَقُ بشيء عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، حتى أهيِّئ لها لفظًا حسنًا ولسانًا من البيانِ الحُرِّ أُسكنها فيه؛ فكما أُمرنا بالأدَب في الكلام عنه صلى الله عليه وسلم نُدبنا إلى اختيارِ العَظيم من كرائم الكلم ننشئها في الإفصاح عن مقداره، وعن كل ما يمتُّ إليه بأطرافِه.
فاللهم صلواتك الحُسنى وبركاتك العظمى وتسليماتك الكبرى على خير عبادك إليك، وأقربهم زلفى منك، وأعظمهم قدرًا لديك، سيدنا محمد بن عبد الله نبي الأنبياء وسيد الأولياء وأكرم الكرماء، وعلى آله وصحبه وأشياعه ومحبيه وأوليائه، ما تعاقب الجديدان، واختلف الملوان.
فاللهم صلواتك الحُسنى وبركاتك العظمى وتسليماتك الكبرى على خير عبادك إليك، وأقربهم زلفى منك، وأعظمهم قدرًا لديك، سيدنا محمد بن عبد الله نبي الأنبياء وسيد الأولياء وأكرم الكرماء، وعلى آله وصحبه وأشياعه ومحبيه وأوليائه، ما تعاقب الجديدان، واختلف الملوان.
لم ينسج البوصيري رضي الله عنه بردته من وحي الألفاظ والجُمل، إنما كتبها بمدد من نور المحبة والعرفان والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما زال العارفون يدخلون حرم هذه المعاني التي أسكنها في بردته فيخبرون صدقها، ويقرون بها ويشهدون معه شهادة حق شفعوها بالعيان والمكاشفة.
فسبحان من كرَّم وشرَّف وعظَّم هذا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعل حِمى معانيه محفوفة بمراتب من القرب لا يجوزها إلا من بذل لها وكافأها بمهر القبول.
فهو الذي تمَّ معناه وصورته
ثم اصطفاه حبيبًا بارئ النسَم
منزَّهٌ عن شريكٍ في مَحاسنِه
فجوهرُ الحُسن فيه غيرُ منقسِم
وما زال العارفون يدخلون حرم هذه المعاني التي أسكنها في بردته فيخبرون صدقها، ويقرون بها ويشهدون معه شهادة حق شفعوها بالعيان والمكاشفة.
فسبحان من كرَّم وشرَّف وعظَّم هذا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعل حِمى معانيه محفوفة بمراتب من القرب لا يجوزها إلا من بذل لها وكافأها بمهر القبول.
فهو الذي تمَّ معناه وصورته
ثم اصطفاه حبيبًا بارئ النسَم
منزَّهٌ عن شريكٍ في مَحاسنِه
فجوهرُ الحُسن فيه غيرُ منقسِم