Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
1485 - Telegram Web
Telegram Web
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الجمعةُ عِيدُ المصلين على رسول الله ﷺ.

..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
ينبغي على المسلم أن يتعرَّف رسول الله ﷺ بالمحل الذي يهديه للإيمان به يقينًا لا يرتاب فيه طرفةَ عين.

..
وينبغي على العلماء حملة شريعته أن تكون معرفتهم برسول الله ﷺ بمنزلة الصاحب الذي يطلع صاحبه على أحواله وشئونه وكل أمر من سيرته في كلامه وحديثه ومدخله ومخرجه حتى يكون للذي أضمره أعرف من الذي صرح به.
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه «إذن تكفى همك ويغفرَ ذنبك» حين أخبره أنه سيصرف دعاءه كله في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:

كلمة «همَّك» تنحل في التقدير إلى «ما أهمَّك» وهذا عام في مختلف الهموم وتصرفاتها من أمور الدنيا، فيدخل فيها كل باعث يكون في النفس على إدراك شيء من الدنيا، أو فوات شيء منها.

وذلك أن الهم إما أن يُفسر:

- على جهة ما ينقدح في النفس لإدراك شيء من الدنيا كالعلوم والمال والولد والمنصب وغيرها.

- أو على جهة التساوي بينه وبين الغم، فيكون لما يقوم بالنفس من الحزن والتحسر على فوات أمر أو حصول ما يكدره من مصائب الدنيا.

فحينئذ تحصل الكفاية لكل همٍّ من هذه الأنواع المختلفة بصرف الدعاء كله للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاء مقاليد الحاجات على بابه للاستشفاع بها عند الله تعالى. وذلك يحصل بفرح النبي صلى الله عليه وسلم بثناء المسلم عليه ودعاء الله أن يصلي عليه في الملأ الأعلى ويزيده تشريفًا وتعظيمًا؛ من قبيل التعرض بالثناء لطلب الحاجة، فيكون باعثًا لكفاية الله تعالى المتعرض بذلك لكل ما هجس في نفسه من بواعثه وأمانيه، وإزالة كل كدر قد يعتريه.

وهو أشبه ما يكون بدعاء يوم عرفة بالثناء على الله سبحانه وتعالى «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». وتسميته دعاء وسؤالًا مع أن لفظه هو لفظ الثناء، لأنه على جهة الاعتقاد بعلم الله تعالى لما في نفس المثني عليه فيكفيه إياه.

وقال بعضهم:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك إن شيمتك الحياءُ

إذا أثنى عليك المرء يومًا
كفاه من تعرُّضه الثناءُ


فهذا من ذلك، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعرض بالثناء لطلب الحاجات على طريق التوسل لله بأن يثني على حبيبه، فيكافئه بطلب إتحاف المقرب منه فيرضى الله عنه لذلك لحبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
المفهوم من عموم الشرع وجوب شكر المرسَل به والموضِّح والمبيِّن والمبلِّغ له صلى الله عليه وسلم.

والظاهر أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هي الموضوعة لتأدية هذا الغرض الشريف.

ولما كان أداء شكره صلى الله عليه وسلم متعذرًا على البشر، أُوكل ذلك إلى الله تعالى أن يثني عليه في الملأ الأعلى ويزيده تشريفًا وثناء ورفعة.

ويلوح لي قوله صلى الله عليه وسلم: «ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر؛ فإنَّ له عندنا يدًا يكافيه الله بها يوم القيامة».

فإذا كان صلى الله عليه وسلم وهو العظيم الذي له المنة العليا على الناس أجمعين، وعلى أبي بكر خاصة وذلك بإيثاره لصحبته، وتشريفه بمؤازرته، والثناء عليه، واتخاذه خدنًا ورفيقًا، قد ترك مكافأة أبي بكر على الله تعالى = فما بالنا ولم نبلغ غبار نعاله صلى الله عليه وسلم أن نكافئ منبع الفضل ومصدر الهدى والنور في العالم سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم.
والحق أنه ما طابق اسم «محمد» أحدًا تمام المطابقة عمومًا وخصوصًا، ومجملًا وتفصيلًا، وكليًّا وجزئيًّا غير نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فله الكمال البشري الأكمل، والمرتبة العظمى، والمنزلة العليا.

فاللهم صل على سيدنا محمدٍ، مُحمَّدِ الخَلق والخُلق والقلب والبدن والشيم والأعمال والأحوال والأقوال والعلوم والهبات والخصائص والفضائل والفواضل والآباء والأزواج والآل والذرية والأصحاب والشريعة والدين والمكان والزمان والأمة والمآل والعاقبة والمنزلة أولًا وآخرًا وعلى آله وصحبه وأزواجه وآل بيته وذريته وسلم تسليمًا كثيرًا.
..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
من توفيق الله للعبد وإرادته به الخير أن يبصره بشيء من مقدار عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يرقيه في مدارج الإيمان به تفصيلًا؛ فالعارفون به صلى الله عليه وسلم على طبقات من المحبة والقرب ومنازل من الإيمان كلٌّ على ما أوتي من فضل الله وعطائه فيه.
..
من باعثات المحبَّة، ومهيِّجات الأشواق للنبي صلى الله عليه وسلم: سماع مدائح الشعراء فيه صلى الله عليه وسلم، وطول الترنم بها، والإنشاد لها.

فلقد استكن في أحنائها تضاعيفُ الأشواق، وخطرات الحنين، ورسائل الصبابة، وأودع فيه هؤلاء الكمَلة من الشعراء ما ثار في نفوسهم من الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتشوف إلى رؤياه، والتعلق بآثاره وكل مشاهده صلى الله عليه وسلم.

وإن النفس مجبولة على الطرب باللفظ المنظوم الذي أودع فيه نغمة الاتساق، وانقاد للإنشاد، وأسلم عنانه للترنم والحداء.

وإن له أثرًا بالغًا في النفوس بالسماع، وهو ضرب من خلقة الله المتأصلة في بني آدم، وإيداع المعاني فيه أسرع انسرابًا إلى النفوس، وأيسر انسلالًا إليها.

فما بالك بشاعر قد استولت المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم على كلِّ كُله، وصارت الكلمة تخرج من أحشاء قلبه تشوقًا وحنينًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوتى حسن بيان وفضل بديع ففصل كلامه حلة من كريم النسج وبهي المنظر، فتعلقت النفوس بحديثه، واقتاد أزمة القلوب إليه، وانجمعت عليه.

ومن هؤلاء الشعراء الذين أوتوا من هذا الحظ الأوفى الإمام البوصيري رضي الله عنه حتى قال شوقي رحمه الله:

المادحون وأرباب الهوى تبعٌ
لصاحب البردةِ الفيحاء في القدم

مديحه فيك حب صادق وهوًى
وصادق الحُب يملي صادق الكلم

وقد صدق رحمة الله عليه؛ فما رأيت شيئًا من الشعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في النفس ما تفعله هذه البردة الزاكية، المأنوسة المنفوحة بأطيب ذكر علت باسمه السماوات والأرض شرفًا وتيهًا.

فاسمعوا المديح واسمعوا البوصيري، يعظم لكم في قلوبكم نصيب وافر من الحب والحنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أوقد سراجك أيها المحبُّ في ليلتِك هذه، واجعل لسانك لهجًا بذكر محبوبك، وتهيأ لصلتِه؛ فلنعم الوصلُ وصلُه، ولنعم القُرب قربُه.

حَسبي بأني، رسولَ اللهِ، من نفَرٍ
هاموا بحبِّك فوق السَّهل والحزنِ


ولستُ أبغي بوَصلي منكَ لي بدلًا
كفَى بأني إذا ناديتُ تسمعُني


وأن ذكريَ يُتلَى في مَنازلِكُم
فداك نفسيَ من روحٍ ومِن بدنِ
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
المفهوم من قوله تعالى «إن الله وملائكته يصلون على النبي» التجدد والاستمرار المستفاد من المضارعية، فمن هنا تؤخذ فضيلة المشابهة بالاقتداء بالملائكة على جهة الكمال لمن لهج لسانه بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لا لمن أتى بها يومًا أو يومين، أو وقتًا دون وقت، فإن هذا دون مرتبة فضيلة المشابهة التامة.

ومنه تعلم عظم الاستدامة والتجدد الحاصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم المنسوب في الآية إلى الله تعالى وملائكته، وما ذاك إلا لشيء تقصر الأفهام عنه، ولا تدرك له مرتبة في التشوف لكشف مقامه، فاللهم صل على من تصلي عليه وملائكتك غدوًّا وعشيًّا، صلاة تستنقذنا بها من دركات الجهل، وخطرات الوهم، وتنعشنا بها بالعلم، وتفيض علينا بالحلم، إنك أنت الوهاب الكريم العظيم الحليم.
..
من أعظم آثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي تحصل للمصلي عليه هو أن يتحف بأنواع من التحف التي لم يكن يقصد إليها بالتعرض بها في هذا المقام، وذلك لأن مقدار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عظيم، فوق تلك الحاجة التي يتعرَّض لها المصلِّي طالبًا إياها بالتزلف بالصلاة عليه.
وما ذاك إلا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعرُّض لساحة الكرم الإلهي والنبوي، فيُفاض عليه بأنواع من الكرم التي يدهش منها ويعجب إليها.


يُعطَى المُصَلِّي علَيه فوقَ حاجتِه
ما لم يكُن قد جرى يومًا بخاطِرِه
حسن التهيئة للإقبال على مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ينفع المصلي عليه في نفسِه وحالِه وعُقبى عبادته، لأن التعظيم الذي يحصل في قلبه ويعقبه تهيؤ بالحال والإقبال له منزلته في درجات القبول، وتلقي أعماله بالإثابة عند الله تعالى.

وشاهده قوله سبحانه: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».

فليس من تقدم للشيء متهيئًا له مستشرفًا له بقلبه، كمن أقبل على معتاد أمره ومستمر سيرته، بلا تفكر ولا استعداد، وكم بين درجات المصلين عليه صلى الله عليه وسلم من مفاوز ومنازل.
..

لو أنَّ رُوحي في يدِي ووهبتُها
لمُبشِّري بقُدومكم لم أُنصِفِ

..
كثيرًا ما يُخيَّل إليَّ من الأَمانِي أني أصِل إلى المسجد النبوي الشريف، حيث يثوي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجدني قد خارت قوى قدمي، وما كادت تحملني رجلاي، فلا أستطيع حراكًا، ولا أتقدم شبرًا واحدًا، وأنا في خلال ذلك نهبٌ مقسّم لخوالج متناقضة من الهيبة والشوق والخجل والخوف والحب والتردد والإقدام، فتلفتني كل خالجة إلى أختها، وتعمل في بدني، حتى تدركني المهابة وتستولي عليَّ، فتقعد بي عن الحراك.

لا أدري ماذا تفعل بي نفسي في هذا الموضع وهذا المكان وهذا الزمان، ولعل الله يمنحني تجلدًا إذا يسَّر الله لي ذلك، فيمسك بعضي بعضًا حتى أقضي مأربي من معالم طابة ومشاهد آثاره والأماكن التي كانت من رسول الله بمشهد منه ومرأى ومثوى.
..
2024/12/02 23:34:21
Back to Top
HTML Embed Code: