Telegram Web
#فكرة_بحث

منهج ابن تيمية في النظر في فقه الصحابة

أو يكون أخصّ:

منهج ابن تيمية فيما اختلفت فيه الصحابة من مسائل الفقه


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن رجب رحمه الله:

"وفي الأمر بذكر الله عند انقضاء النّسك معنى، وهو أنّ سائر العبادات تنقضي ويُفرغ منها، وذكر الله باقٍ لا ينقضي ولا يُفرغ منه، بل هو مستمرٌ للمؤمنين في الدنيا والآخرة".

وقال:

"الدّنيا كلها أيام سفر كأيّام الحجّ، وهي زمان إحرام المؤمن عمّا حرّم الله عليه من الشهوات، فمن صبر في مدّة سفره على إحرامه وكفّ عن الهوى، فإذا انتهى سفر عمره ووصل إلى منى المُنى، فقد قضى تفثه ووفّى نذره، فصارت أيّامه كلّها كأيّام منى، أيّام أكل وشرب وذكر لله عزّ وجل، وصار في ضيافة الله عزّ وجل وفي جواره أبد الأبد، ولهذا يقال لأهل الجنة: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ و ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيّامِ الْخالِيَةِ﴾".



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال الله تعالى: ﴿قُل إِن ضَلَلتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفسي وَإِنِ اهتَدَيتُ فَبِما يوحي إِلَيَّ رَبّي إِنَّهُ سَميعٌ قَريبٌ﴾

قال ابن القيم رحمه الله:

"عقل رسول الله ﷺ أكمل عقول أهل الأرض على الإطلاق، فلو وزن عقله بعقولهم لرجح بها كلها، وقد أخبر سبحانه أنه قبل الوحي لم يكن يدري الإيمان كما لم يكن يدري الكتاب، فقال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًا فَهَدَى﴾ وتفسير هذه الآية بالآية التي في آخر الشورى فإذا كان أعقل خلق الله على الإطلاق إنما حصل له الهدى بالوحي كما قال تعالى ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي﴾ فكيف يحصل لسفهاء العقول وأخفاء الأحلام وفراش الألباب الاهتداء إلى حقائق الإيمان بمجرد عقولهم دون نصوص الأنبياء !".


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
معاشر الدعاة والمصلحين:
لا تملوا من تكرار المواعظ وإعادتها، وحث الناس وترغيبهم لكي تكون تلك العبر والمواعظ حاضرة في القلوب مذكورة غير منسيّة، ولا تكونوا ممن همّه التفتيش عن الغريب والنادر لوعظ الناس به، وتأملوا في الحديث الآتي كيف أن النبي ﷺ حدّث بحديث واحد مرارا وتكرارا مع عدم اختلاف السامعين؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن عمرو بن عبسة رضي اللهُ عنه قال: قال النبي ﷺ: "مَا مِنْكُمْ رجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ، فَيَتَمَضْمَضُ ويَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلَّا خَرَّتْ خطايَا وَجْهِهِ وفيهِ وخياشِيمِهِ، ثم إِذا غَسَلَ وَجْهَهُ كما أَمَرَهُ اللَّه إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يغسِل يديهِ إِلى المِرْفَقَينِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنامِلِهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ من أَطرافِ شَعرهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يَغْسِل قَدَمَيهِ إِلى الكَعْبَيْنِ إلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَع الماءِ، فإِن هُوَ قامَ فصلَّى، فحَمِد اللَّه تَعَالَى، وأَثْنَى عليهِ وَمَجَّدَهُ بالَّذي هُوَ لَهُ أَهلٌ، وَفَرَّغَ قلبَه للَّه تَعَالَى؛ إِلا انصَرَفَ مِنْ خطيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
فحدَّثَ عَمرُو بنُ عَبَسَةَ بهذا الحديثِ أَبَا أُمَامَة صاحِب رسولِ اللَّه ﷺ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَة: يَا عَمْرو بن عَبَسَةَ، انْظُر مَا تقولُ، في مقامٍ واحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ؟! فَقَالَ عَمْرُو: يَا أَبَا أُمامةَ، لقد كبرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلي، وَمَا بِي حَاجةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلا عَلَى رَسُوله ﷺ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُول اللَّه ﷺ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْن أَوْ ثَلاثًا -حَتَّى عَدَّ سبعَ مَرَّاتٍ- مَا حَدَّثْتُ أَبدًا بِهِ، ولكنِّي سمِعْتُهُ أَكثَرَ من ذلِكَ.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
أكثر الناس أعداءٌ لنعم الله عليهم

قال ابن القيم رحمه الله:

"وليس على العبد أضرُّ من مَلَلِه لنعم الله؛ فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها، بل يَسخَطها ويشكوها ويعدُّها مصيبةً، هذا وهي من أعظم نعم الله عليه. فأكثر الناس أعداءُ نِعَمِ الله عليهم، ولا يَشعُرون بفتح الله عليهم نِعمَه، وهم مجتهدون في دفعها وردَّها جهلًا وظلمًا؛ فكم سَعَتْ إلى أحدهم من نعمةٍ وهو ساعٍ في ردِّها بجهده! وكم وصلتْ إليه وهو ساعٍ في دفعها وزوالها بظلمه وجهله!"


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
أدب الانتظار بباب الكريم سبحانه

"والمستعجل في استجابة الدعاء مزاحمٌ للمُدبّر عزّ وجلّ".

ابن الجوزي


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن قُتيبة:
"..ولو لم يكن النبي ﷺ أتى بآيات تدل على نبوته كما قال الزنادقة، لقد كان في انقياد الناس له، واتباعهم إياه، وبذلهم مهجهم له وأموالهم دونه، ومفارقتهم للْأوطان، وهجرتهم مرة بعد مرة إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، واحتمالهم كل الأذى في نصرته وطاعته، وهو إذ ذاك لا مال له، -فلا دنيا معه- حتى قهر الأمم وأذل الرقاب، وظهرت دعوته وعلت كلمته، وبلغت مشارق الأرض ومغاربها وجزائرها وأطوادها = أعظمُ الآيات وأدلُّ الدلائل على أن الله عزّ وجلّ يسر له من الآيات ما لم ييسره لموسى عليه السلام: بفلق البحر واليد والعصا والحجر والقُمَّل والدم والضفادع، وما لم ييسره للمسيح عليه السلام: بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، فإن دعوة موسى كانت مقصورة على بني إسرائيل؛ فاختلفوا عليه وأعنتوه في السؤال..، وكذلك دعوة عيسى لم يتبعه عليها مع آياته إلا قليل، ثم سعوا وعرّضوه لسفك الدم.."

قلت: وقد روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
وعند مسلم من حديث أنس مرفوعا: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدَّق نبيٌّ من الأنبياء ما صُدّقت"


اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد، ووفقنا للعلم بسنته والعمل بها وتعليمها وتبليغها بفضلك وإحسانك يا أكرم الأكرمين


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
شهر محرم شهر اختصه الله من بين الشهور بإضافته إليه، والصوم عمل اختصه الله من بين الأعمال بإضافته إليه؛ ولشرفهما وفضلهما بهذا الاختصاص ناسب أن يقترنا، فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ ؛ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ ؛ صَلَاةُ اللَّيْلِ ".

وصوم هذا الشهر أفضل ما تُطوع به من الصوم المطلق؛ لذا اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب صيامه كاملا،للحديث المذكور آنفا، ولما رُوي من الترغيب في صيام الأشهر الحرم وهو منها.

ومن لم يتيسر له صومه كاملا شُرع له الإكثار من صومه لما مضى، وأفضله اليوم العاشر والتاسع.

قال أبو عثمان النهدي: "كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم".




قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
(وإن تركوه أهلكوه)

هل تأملت أننا بسكوتنا عن منكر من نحب من أهلنا وولدنا وصديقنا نهلكه ونهلك أنفسنا، نعم نهلكهم بسكوتنا، ففي مثل أصحاب السفينة الذي ضربه النبي ﷺ للمحابي في حدود الله والواقع فيها، قال ﷺ في آخر الحديث -كما عند البخاري-: "فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم".
فلم يقتصر الهلاك علينا بالسكوت بل أهلكناهم لما داهنّاهم وراعينا مشاعرهم برحمة مغشوشة!
ولو أننا استحضرنا هذا المعنى عند رؤية المنكر وأننا بالسكوت نهلك أنفسنا ونُهلك الواقع فيه لقوي فينا جانب الاحتساب والصبر على دعوة الناس ووعظهم، فقبل أن تغادر الواقع في المنكر دون وعظه حدّث نفسَك أنك بهذا أهلكتَها وأهلكتَه!


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن حجر رحمه الله:

"قال ابن بطال: في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف؛ لأنه لو علم وكان ناجيا أعجب وكسل، وإن كان هالكا ازداد عتوا؛ فحجب عنه ذلك ليكون بين الخوف والرجاء، وقد روى الطبري عن حفص بن حميد قال: قلت لابن المبارك: رأيت رجلا قتل رجلا ظلما، فقلت في نفسي: أنا أفضل من هذا. فقال: أمنك على نفسك أشد من ذنبه. قال الطبري: لأنه لا يدري ما يئول إليه الأمر؛ لعل القاتل يتوب فتقبل توبته، ولعل الذي أنكر عليه يختم له بخاتمة السوء".


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
"وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر، بل يجعلها في أعلى رتبها".

ابن القيم


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قلّما تجد صالحا متدينا منكفئاً على نفسه يقلّ حظه من الدعوة والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا وتجده قد قلّ حظه من بعض المعاني الرفيعة: كالاعتزاز بالتدين، وانشراح الصدر وسعة النفس، والرغبة في الآخرة، والانتصار على الشيطان والنفس في الخلوات، والرحمة والشفقة على العُصاة.
وكل ما مضى يقوى ويزيد في حق الدعاة والمصلحين بسبب دعوتهم.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
كم من الأوتاد اليقينية التي غرسها ابن القيم رحمه الله في فصل عقده في الحكم والعجائب في خلق الإنسان وباقي المخلوقات في كتابه مفتاح دار السعادة، من تأملها بقلبه ازداد إيمانا ويقينا، وأذعن قلبه وسلّم لما يرى حوله من تصاريف الخلق والقدر.
على أنه رحمه الله ذكر في غير موطن أن تلك إنما هي إشارات يسيرة في هذا الباب، قال رحمه الله: "وهذا فصلٌ جرَّه الكلام في قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ أشرنا إليه إشارةً، ولو استقصيناه لاستدعى عدة أسفار، ولكن فيما ذكرناه تنبيهٌ على ما تركناه»، وقال أيضا: "وهذا بابٌ لو تتبَّعناه لجاء عدة أسفار".


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
احذر من ذي البَدَوات

قال الجصاص رحمه الله:

"التَّنَقُّل فِي الرَّأْيِ وَالِاخْتِيَارِ مَعَ تَقَارُبِ الْحَالِ وَسُرْعَةِ الْمُدَّةِ، فِعْلٌ مَذْمُومٌ عِنْدَ الْعُقَلَاءِ، إذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سَبَبٌ يَدْعُو إلَيْهِ، وَالْمَعْنَى عَلَى شَاكِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلُزُومِ طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، أَحْسَنُ عِنْدَهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ، وَالسِّيَرِ، وَالسِّيَاسَاتِ، مِنْ التَّنَقُّلِ فِي الْآرَاءِ وَيُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ ذَا بَدَوَاتٍ، يَذُمُّونَهُ بِهِ، وَتَقِلُّ الثِّقَةُ بِرَأْيِهِ وَالِاسْتِنَامَةُ إلَى اخْتِيَارَاتِهِ".

وقال: "التَّنَقُّل فِي الرَّأْيِ وَالتَّقَلُّب فِي الِاخْتِيَارِ مَعَ قُرْبِ الْمُدَّةِ وَسُرْعَةِ الْوَقْتِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَوْجَبَهُ، يُوجِبُ الظِّنَّةَ بِصَاحِبِهِ، وَالتُّهْمَةَ لَهُ". انتهى

قلت: وتقييد ما ذكره بتقارب الحال وسرعة الوقت مهم جدا، لأن تغير الرأي مع تغير الحال وطول الأمد وانتفاء ما يوجب التهمة ربما كان علامة على نضوج وكمال.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ﴾

في الآية دليلٌ على أن العبد كلّما عظم إيمانه عظُمت ولاية الله له ومدافعته عنه، وهذه المدافعة ليست مدافعة العدو الظاهر فحسب، بل يدفع عنه بسبب إيمانه الشكوك والشبهات والأهوية والبدع المضلة والشهوات الفانية والهموم والغموم والأحزان والأعداء الباطنة وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله، ولو كُشف للمؤمن ما يدفعه الله عنه ويصرفه عنه -وهو لا يعلم- لانفطر قلبه حبا لله وحياء منه.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
#فكرة_بحث

أحاديث صلاة النبي ﷺ خلف أبي بكر رضي الله عنه
دراسة حديثية فقهية

هناك جملة من الأحاديث في هذا الباب في ظاهر بعضها التعارض، وفي بعضها زيادات مؤثرة في الخلاف الفقهي، وتعدد الوقائع فيها ثابت.

قال ابن رجب رحمه الله: "وفي صلاة النبي ﷺ خلف أبي بكر رضي اللهُ عنه أحاديث كثيرة يطول ذكرها".

قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
"فلعمر اللَّه لا أحصي من رأيته يشمِّر عن ساعد الاجتهاد في الإنكار على شافعي يذبح ولا يُسّمي، أو حنفيّ يلمس ذكره ولا يتوضأ، أو مالكيّ يصلِّي ولا يبسمل، أو حنبليّ يقدم الجمعة على الزوال؛ وهو يرى من العوامّ ما لا يحصي عدده إلَّا اللَّه تعالى، يتركون الصلاة التي جزاء من تركها عند الشافعي ومالك وأحمد ضرب العنق، ولا ينكرون عليه..، فيا للَّه وللمسلمين! أهذا فقيه على الحقيقة! قبَّح اللَّه مثل هذا الفقيه".

تاج الدين السبكي


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
من الأصول المتقررة كثيرا في الشريعة أن أبواب المعصية تُفتح على العبد بهجره وإعراضه عن أبواب الطاعة، أي أن الأصل في فعل المعاصي ترك الطاعات؛ يؤكده أن فعل الطاعة مقصودٌ لذاته، بخلاف ترك المعصية فإنه مقصودٌ لتكميل فعل المأمور، أي أن الله نهى عن فعل المعصية لأجل أنها تُخلّ بفعل المأمور أو تُضعفه وتُنقصه.
فعلى العبد إن رام الخلاص من المعاصي القاطعة عن الله أن يجتهد في فعل الطاعات وتنويعها والاستكثار منها حتى تغلق عنه أبواب الشر, وأعظم الطاعات وقعًا وأكثرها نفعًا الصلاة الخاشعة مع دوام الذكر وتلاوة القرآن.
وللاستزادة من هذا المعنى يُنظر ما حرره ابن القيم في كتاب الفوائد وغيره.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
في إمامة الصبي للبالغ خلاف معروف بين الفقهاء، والجمهور على منعه، وعلى القول بجوازه فإن التسامح كثيرا في هذا الباب مشكل جدا، خاصة مع ما نرى من ضعف اهتمام بالصلاة عند بعض الصغار، بل ربما كان الصبي طيلة الصلاة يلعب خارج المسجد ثم يأتي إماما للجماعة الثانية، وكثير منهم لا يهتم بطهارته.

وهذا المعنى ذكره الإمام محمد بن نصر المروزي، فإنه لما ساق الخلاف والأدلة في المسألة ختم الكلام بقوله: "وَالَّذِي أَقُولُ بِهِ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ الْأَغْلَبَ مِنْ أَمْرِ الصِّبْيَانِ أَنَّهُمْ لَا يَتَعَاهَدُونَ طَهَارَةَ أَبْدَانِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، وَالطَّهَارَةَ لِلصَّلَاةِ عَلَى مَا تَجِبُ، وَلَا يَعْرِفُونَ سُنَنَ الصَّلَاةِ، وَلَا النِّيَّةَ، وَلَا الْإِخْلَاصَ لَهَا، وَلَا الْخُشُوعَ فِيهَا، وَالْإِمَامُ يَدْعُو لِمَنْ خَلْفَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، يُقَالُ: هُوَ شَفِيعُ الْقَوْمِ، وَعَلَيْهِ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ أَوَّلًا، فَيَنْبَغِي أَنْ يُخْتَارَ لِلْإِمَامَةِ أَفْضَلُ الْقَوْمِ وَأَقْرَؤُهُمْ وَأَعْلَمُهُمْ بِسُنَّةِ الصَّلَاةِ وَالْحَوَادِثِ الَّتِي تَحْدُثُ فِيهَا...، فَأَكْرَهُ أَنْ يُتَّخَذَ الصَّبِيُّ إِمَامًا لِلْمَعَانِي الَّتِي ذَكَرْتُ أَنَّهَا يُتَخَوَّفُ مِنْهُمْ. وَبَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز رحمه الله بَنِينَ لَهُ إِلَى الطَّائِفِ لِيَقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَتَعَلَّمَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَكَانَ أَكْبَرُهُمْ، فَلَمَّا حَضَرَ رَمَضَانَ قَدَّمُوهُ فِيمَنْ يَؤُمُّهُمْ ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رحمه الله يُبَشِّرُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ يَلُومُهُ وَيَقُولُ: «قَدَّمْتَ مَنْ لَمْ يَحْتَنِكْهُ السِّنُّ وَلَمْ تَدْخُلْهُ تِلْكَ النِّيَّةُ إِمَامَ الْمُسْلِمِينَ فِي صَلَاتِهِمْ». انتهى



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
2025/07/13 17:16:45
Back to Top
HTML Embed Code: