قلّما تجد صالحا متدينا منكفئاً على نفسه يقلّ حظه من الدعوة والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا وتجده قد قلّ حظه من بعض المعاني الرفيعة: كالاعتزاز بالتدين، وانشراح الصدر وسعة النفس، والرغبة في الآخرة، والانتصار على الشيطان والنفس في الخلوات، والرحمة والشفقة على العُصاة.
وكل ما مضى يقوى ويزيد في حق الدعاة والمصلحين بسبب دعوتهم.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
وكل ما مضى يقوى ويزيد في حق الدعاة والمصلحين بسبب دعوتهم.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
كم من الأوتاد اليقينية التي غرسها ابن القيم رحمه الله في فصل عقده في الحكم والعجائب في خلق الإنسان وباقي المخلوقات في كتابه مفتاح دار السعادة، من تأملها بقلبه ازداد إيمانا ويقينا، وأذعن قلبه وسلّم لما يرى حوله من تصاريف الخلق والقدر.
على أنه رحمه الله ذكر في غير موطن أن تلك إنما هي إشارات يسيرة في هذا الباب، قال رحمه الله: "وهذا فصلٌ جرَّه الكلام في قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ أشرنا إليه إشارةً، ولو استقصيناه لاستدعى عدة أسفار، ولكن فيما ذكرناه تنبيهٌ على ما تركناه»، وقال أيضا: "وهذا بابٌ لو تتبَّعناه لجاء عدة أسفار".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
على أنه رحمه الله ذكر في غير موطن أن تلك إنما هي إشارات يسيرة في هذا الباب، قال رحمه الله: "وهذا فصلٌ جرَّه الكلام في قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ أشرنا إليه إشارةً، ولو استقصيناه لاستدعى عدة أسفار، ولكن فيما ذكرناه تنبيهٌ على ما تركناه»، وقال أيضا: "وهذا بابٌ لو تتبَّعناه لجاء عدة أسفار".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
احذر من ذي البَدَوات
قال الجصاص رحمه الله:
"التَّنَقُّل فِي الرَّأْيِ وَالِاخْتِيَارِ مَعَ تَقَارُبِ الْحَالِ وَسُرْعَةِ الْمُدَّةِ، فِعْلٌ مَذْمُومٌ عِنْدَ الْعُقَلَاءِ، إذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سَبَبٌ يَدْعُو إلَيْهِ، وَالْمَعْنَى عَلَى شَاكِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلُزُومِ طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، أَحْسَنُ عِنْدَهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ، وَالسِّيَرِ، وَالسِّيَاسَاتِ، مِنْ التَّنَقُّلِ فِي الْآرَاءِ وَيُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ ذَا بَدَوَاتٍ، يَذُمُّونَهُ بِهِ، وَتَقِلُّ الثِّقَةُ بِرَأْيِهِ وَالِاسْتِنَامَةُ إلَى اخْتِيَارَاتِهِ".
وقال: "التَّنَقُّل فِي الرَّأْيِ وَالتَّقَلُّب فِي الِاخْتِيَارِ مَعَ قُرْبِ الْمُدَّةِ وَسُرْعَةِ الْوَقْتِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَوْجَبَهُ، يُوجِبُ الظِّنَّةَ بِصَاحِبِهِ، وَالتُّهْمَةَ لَهُ". انتهى
قلت: وتقييد ما ذكره بتقارب الحال وسرعة الوقت مهم جدا، لأن تغير الرأي مع تغير الحال وطول الأمد وانتفاء ما يوجب التهمة ربما كان علامة على نضوج وكمال.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال الجصاص رحمه الله:
"التَّنَقُّل فِي الرَّأْيِ وَالِاخْتِيَارِ مَعَ تَقَارُبِ الْحَالِ وَسُرْعَةِ الْمُدَّةِ، فِعْلٌ مَذْمُومٌ عِنْدَ الْعُقَلَاءِ، إذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سَبَبٌ يَدْعُو إلَيْهِ، وَالْمَعْنَى عَلَى شَاكِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلُزُومِ طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، أَحْسَنُ عِنْدَهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ، وَالسِّيَرِ، وَالسِّيَاسَاتِ، مِنْ التَّنَقُّلِ فِي الْآرَاءِ وَيُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ ذَا بَدَوَاتٍ، يَذُمُّونَهُ بِهِ، وَتَقِلُّ الثِّقَةُ بِرَأْيِهِ وَالِاسْتِنَامَةُ إلَى اخْتِيَارَاتِهِ".
وقال: "التَّنَقُّل فِي الرَّأْيِ وَالتَّقَلُّب فِي الِاخْتِيَارِ مَعَ قُرْبِ الْمُدَّةِ وَسُرْعَةِ الْوَقْتِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ أَوْجَبَهُ، يُوجِبُ الظِّنَّةَ بِصَاحِبِهِ، وَالتُّهْمَةَ لَهُ". انتهى
قلت: وتقييد ما ذكره بتقارب الحال وسرعة الوقت مهم جدا، لأن تغير الرأي مع تغير الحال وطول الأمد وانتفاء ما يوجب التهمة ربما كان علامة على نضوج وكمال.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ﴾
في الآية دليلٌ على أن العبد كلّما عظم إيمانه عظُمت ولاية الله له ومدافعته عنه، وهذه المدافعة ليست مدافعة العدو الظاهر فحسب، بل يدفع عنه بسبب إيمانه الشكوك والشبهات والأهوية والبدع المضلة والشهوات الفانية والهموم والغموم والأحزان والأعداء الباطنة وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله، ولو كُشف للمؤمن ما يدفعه الله عنه ويصرفه عنه -وهو لا يعلم- لانفطر قلبه حبا لله وحياء منه.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
في الآية دليلٌ على أن العبد كلّما عظم إيمانه عظُمت ولاية الله له ومدافعته عنه، وهذه المدافعة ليست مدافعة العدو الظاهر فحسب، بل يدفع عنه بسبب إيمانه الشكوك والشبهات والأهوية والبدع المضلة والشهوات الفانية والهموم والغموم والأحزان والأعداء الباطنة وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله، ولو كُشف للمؤمن ما يدفعه الله عنه ويصرفه عنه -وهو لا يعلم- لانفطر قلبه حبا لله وحياء منه.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
#فكرة_بحث
أحاديث صلاة النبي ﷺ خلف أبي بكر رضي الله عنه
دراسة حديثية فقهية
هناك جملة من الأحاديث في هذا الباب في ظاهر بعضها التعارض، وفي بعضها زيادات مؤثرة في الخلاف الفقهي، وتعدد الوقائع فيها ثابت.
قال ابن رجب رحمه الله: "وفي صلاة النبي ﷺ خلف أبي بكر رضي اللهُ عنه أحاديث كثيرة يطول ذكرها".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
أحاديث صلاة النبي ﷺ خلف أبي بكر رضي الله عنه
دراسة حديثية فقهية
هناك جملة من الأحاديث في هذا الباب في ظاهر بعضها التعارض، وفي بعضها زيادات مؤثرة في الخلاف الفقهي، وتعدد الوقائع فيها ثابت.
قال ابن رجب رحمه الله: "وفي صلاة النبي ﷺ خلف أبي بكر رضي اللهُ عنه أحاديث كثيرة يطول ذكرها".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
"فلعمر اللَّه لا أحصي من رأيته يشمِّر عن ساعد الاجتهاد في الإنكار على شافعي يذبح ولا يُسّمي، أو حنفيّ يلمس ذكره ولا يتوضأ، أو مالكيّ يصلِّي ولا يبسمل، أو حنبليّ يقدم الجمعة على الزوال؛ وهو يرى من العوامّ ما لا يحصي عدده إلَّا اللَّه تعالى، يتركون الصلاة التي جزاء من تركها عند الشافعي ومالك وأحمد ضرب العنق، ولا ينكرون عليه..، فيا للَّه وللمسلمين! أهذا فقيه على الحقيقة! قبَّح اللَّه مثل هذا الفقيه".
تاج الدين السبكي
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
تاج الدين السبكي
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
من الأصول المتقررة كثيرا في الشريعة أن أبواب المعصية تُفتح على العبد بهجره وإعراضه عن أبواب الطاعة، أي أن الأصل في فعل المعاصي ترك الطاعات؛ يؤكده أن فعل الطاعة مقصودٌ لذاته، بخلاف ترك المعصية فإنه مقصودٌ لتكميل فعل المأمور، أي أن الله نهى عن فعل المعصية لأجل أنها تُخلّ بفعل المأمور أو تُضعفه وتُنقصه.
فعلى العبد إن رام الخلاص من المعاصي القاطعة عن الله أن يجتهد في فعل الطاعات وتنويعها والاستكثار منها حتى تغلق عنه أبواب الشر, وأعظم الطاعات وقعًا وأكثرها نفعًا الصلاة الخاشعة مع دوام الذكر وتلاوة القرآن.
وللاستزادة من هذا المعنى يُنظر ما حرره ابن القيم في كتاب الفوائد وغيره.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
فعلى العبد إن رام الخلاص من المعاصي القاطعة عن الله أن يجتهد في فعل الطاعات وتنويعها والاستكثار منها حتى تغلق عنه أبواب الشر, وأعظم الطاعات وقعًا وأكثرها نفعًا الصلاة الخاشعة مع دوام الذكر وتلاوة القرآن.
وللاستزادة من هذا المعنى يُنظر ما حرره ابن القيم في كتاب الفوائد وغيره.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
في إمامة الصبي للبالغ خلاف معروف بين الفقهاء، والجمهور على منعه، وعلى القول بجوازه فإن التسامح كثيرا في هذا الباب مشكل جدا، خاصة مع ما نرى من ضعف اهتمام بالصلاة عند بعض الصغار، بل ربما كان الصبي طيلة الصلاة يلعب خارج المسجد ثم يأتي إماما للجماعة الثانية، وكثير منهم لا يهتم بطهارته.
وهذا المعنى ذكره الإمام محمد بن نصر المروزي، فإنه لما ساق الخلاف والأدلة في المسألة ختم الكلام بقوله: "وَالَّذِي أَقُولُ بِهِ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ الْأَغْلَبَ مِنْ أَمْرِ الصِّبْيَانِ أَنَّهُمْ لَا يَتَعَاهَدُونَ طَهَارَةَ أَبْدَانِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، وَالطَّهَارَةَ لِلصَّلَاةِ عَلَى مَا تَجِبُ، وَلَا يَعْرِفُونَ سُنَنَ الصَّلَاةِ، وَلَا النِّيَّةَ، وَلَا الْإِخْلَاصَ لَهَا، وَلَا الْخُشُوعَ فِيهَا، وَالْإِمَامُ يَدْعُو لِمَنْ خَلْفَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، يُقَالُ: هُوَ شَفِيعُ الْقَوْمِ، وَعَلَيْهِ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ أَوَّلًا، فَيَنْبَغِي أَنْ يُخْتَارَ لِلْإِمَامَةِ أَفْضَلُ الْقَوْمِ وَأَقْرَؤُهُمْ وَأَعْلَمُهُمْ بِسُنَّةِ الصَّلَاةِ وَالْحَوَادِثِ الَّتِي تَحْدُثُ فِيهَا...، فَأَكْرَهُ أَنْ يُتَّخَذَ الصَّبِيُّ إِمَامًا لِلْمَعَانِي الَّتِي ذَكَرْتُ أَنَّهَا يُتَخَوَّفُ مِنْهُمْ. وَبَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز رحمه الله بَنِينَ لَهُ إِلَى الطَّائِفِ لِيَقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَتَعَلَّمَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَكَانَ أَكْبَرُهُمْ، فَلَمَّا حَضَرَ رَمَضَانَ قَدَّمُوهُ فِيمَنْ يَؤُمُّهُمْ ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رحمه الله يُبَشِّرُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ يَلُومُهُ وَيَقُولُ: «قَدَّمْتَ مَنْ لَمْ يَحْتَنِكْهُ السِّنُّ وَلَمْ تَدْخُلْهُ تِلْكَ النِّيَّةُ إِمَامَ الْمُسْلِمِينَ فِي صَلَاتِهِمْ». انتهى
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
وهذا المعنى ذكره الإمام محمد بن نصر المروزي، فإنه لما ساق الخلاف والأدلة في المسألة ختم الكلام بقوله: "وَالَّذِي أَقُولُ بِهِ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ الْأَغْلَبَ مِنْ أَمْرِ الصِّبْيَانِ أَنَّهُمْ لَا يَتَعَاهَدُونَ طَهَارَةَ أَبْدَانِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، وَالطَّهَارَةَ لِلصَّلَاةِ عَلَى مَا تَجِبُ، وَلَا يَعْرِفُونَ سُنَنَ الصَّلَاةِ، وَلَا النِّيَّةَ، وَلَا الْإِخْلَاصَ لَهَا، وَلَا الْخُشُوعَ فِيهَا، وَالْإِمَامُ يَدْعُو لِمَنْ خَلْفَهُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، يُقَالُ: هُوَ شَفِيعُ الْقَوْمِ، وَعَلَيْهِ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ أَوَّلًا، فَيَنْبَغِي أَنْ يُخْتَارَ لِلْإِمَامَةِ أَفْضَلُ الْقَوْمِ وَأَقْرَؤُهُمْ وَأَعْلَمُهُمْ بِسُنَّةِ الصَّلَاةِ وَالْحَوَادِثِ الَّتِي تَحْدُثُ فِيهَا...، فَأَكْرَهُ أَنْ يُتَّخَذَ الصَّبِيُّ إِمَامًا لِلْمَعَانِي الَّتِي ذَكَرْتُ أَنَّهَا يُتَخَوَّفُ مِنْهُمْ. وَبَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز رحمه الله بَنِينَ لَهُ إِلَى الطَّائِفِ لِيَقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَتَعَلَّمَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَكَانَ أَكْبَرُهُمْ، فَلَمَّا حَضَرَ رَمَضَانَ قَدَّمُوهُ فِيمَنْ يَؤُمُّهُمْ ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رحمه الله يُبَشِّرُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ يَلُومُهُ وَيَقُولُ: «قَدَّمْتَ مَنْ لَمْ يَحْتَنِكْهُ السِّنُّ وَلَمْ تَدْخُلْهُ تِلْكَ النِّيَّةُ إِمَامَ الْمُسْلِمِينَ فِي صَلَاتِهِمْ». انتهى
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
"وإذا عَظمَ المطلوب قلَّ المساعد وكَثرُ المعارض والمعاند، وإذا كان الاعتماد على مجرَّد مواهب اللهِ وفضله، [يهون] ما يتحمله المتحمل من أجله، فلا يَثْنِكَ شَنآنُ من صدَّ عن السبيل وصَدَف، ولا تنقطع مع من عَجَزَ عن مواصلة السُّرى ووقف، فإنما هى مُهْجة واحدة، فانظر فيما تجعل تَلَفها، وعلى من تحتسب خَلَفها.
أنتَ القتيلُ بكلِّ مَنْ أَحْبَبْتَه ... فانظرْ لنفسِكَ في الهوى مَنْ تَصْطَفِي
وأنفق أنفاسك فيما شئتَ، فإن تلك النفقة مردودة بعينها عليك، وصائرة لا سواها إليك، وبين العبد وبين السعادة والفلاح صَبْر ساعةٍ لله، وتحمُّل مَلامة في سبيل الله.
ومَا هِيَ إلا ساعَةٌ ثم تنقضي ... ويَذهبُ هذا كُلُّهْ ويزولُ.
ابن القيم
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
أنتَ القتيلُ بكلِّ مَنْ أَحْبَبْتَه ... فانظرْ لنفسِكَ في الهوى مَنْ تَصْطَفِي
وأنفق أنفاسك فيما شئتَ، فإن تلك النفقة مردودة بعينها عليك، وصائرة لا سواها إليك، وبين العبد وبين السعادة والفلاح صَبْر ساعةٍ لله، وتحمُّل مَلامة في سبيل الله.
ومَا هِيَ إلا ساعَةٌ ثم تنقضي ... ويَذهبُ هذا كُلُّهْ ويزولُ.
ابن القيم
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن القيم رحمه الله:
والزنى يجمع خلال الشر كلها: من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، فلا تجد زانيًا معه ورع، ولا وفاءٌ بعهدٍ، ولا صدقٌ في حديث، ولا محافظةٌ على صديق، ولا غيرةٌ تامة على أهله. فالغدر، والكذب، والخيانة، وقلة الحياء، وعدم المراقبة، وعدم الأنفة للحرم، وذهاب الغيرة من القلب.
ومن موجباته:
غضب الرب بإفساد حرمه وعياله، ولو تعرض رجلٌ إلى ملك من الملوك بذلك؛ لقابله أسوأ مقابلة.
ومنها: سواد الوجه، وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين.
ومنها: ظلمة القلب، وطمس نوره، وهو الذي أوجب طمسَ نور الوجه، وغشيان الظلمة له.
ومنها: الفقر اللازم،وفي أثرٍ: «يقول الله تعالى: أنا الله مهلك الطغاة، ومفقر الزناة».
ومنها: أنه يُذهِب حرمة فاعله، ويسقطه من عين ربه، ومن أعين عباده.
ومنها: أنه يَسلُبه أحسن الأسماء، وهو اسم العفة، والبر، والعدالة، ويعطيه أضدادها، كاسم الفاجر، والفاسق، والزاني، والخائن.
ومنها: أنه يسلبه اسم المؤمن، كما في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن». فسلبه اسم الإيمان المطلق، وإن لم يسلب عنه مطلق الإيمان.
ومنها: أنه يعرض نفسه لسكنى التنُّور الذي رأى النبي ﷺ فيه الزناة والزواني.
ومنها: أنه يفارقه الطيب الذي وصف الله به أهل العفاف، ويستبدل به الخبث الذي وصف الله به الزناة، كما قال تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾.
ومنها: الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه، فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومن جالسه استأنس به، والزاني تعلو وجهه الوحشة، ومن جالسه استوحش به.
ومنها: قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله، وأصحابه، وغيرهم له، وهو أحقر شيء في نفوسهم، وعيونهم، بخلاف العفيف، فإنه يرزق المهابة، والحلاوة.
ومنها: أن الناس ينظرونه بعين الخيانة، ولا يأمنه أحدٌ على حرمته، ولا على ولده.
ومنها: الرائحة التي تفوح عليه، يشمها كل ذي قلب سليم، تفوح من فيه وجسده، ولولا الاشتراك بين الناس في هذه الرائحة؛ لفاحت من صاحبها، ونادت عليه..
ومنها: ضيقة الصدر وحرجه؛ فإن الزُّناة يُقابلون بضد مقصودهم، فإن من طلب لذة العيش وطِيبَه بما حرمه الله عليه؛ عاقبه الله بنقيض قصده. فإنَّ ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سببًا إلى خيرٍ قط. ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور، وانشراح الصدر، وطيب العيش لرأى: أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له، دع ربح العاقبة، والفوز بثواب الله وكرامته.
ومنها: أنه يُعرِّض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنَّات عدن.
ومنها: أن الزنى يُجرِّئه على قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة أهله وعياله، وربما قاده قسرًا إلى سفك الدم الحرام، وربما استعان عليه بالسحر وبالشرك، وهو يدري، أو لا يدري.
فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها. ويتولد عنها أنواعٌ أُخرُ من المعاصي بعدها، فهي محفوفةٌ بجندٍ من المعاصي قبلها، وجند بعدها، وهي أجلب لشرِّ الدنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة، وإذا علقت بالعبد، فوقع في حبائلها وأشراكها؛ عزَّ على الناصحين استنقاذُه، وأعيا الأطباء دواؤه، فأسيرها لا يُفدى، وقتيلها لا يُودَى، وقد وكلها الله سبحانه بزوال النعم، فإذا ابتلي بها عبد فيودع نعم الله، فإنها ضيف سريع الانتقال، وشيك الزوال. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
والزنى يجمع خلال الشر كلها: من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، فلا تجد زانيًا معه ورع، ولا وفاءٌ بعهدٍ، ولا صدقٌ في حديث، ولا محافظةٌ على صديق، ولا غيرةٌ تامة على أهله. فالغدر، والكذب، والخيانة، وقلة الحياء، وعدم المراقبة، وعدم الأنفة للحرم، وذهاب الغيرة من القلب.
ومن موجباته:
غضب الرب بإفساد حرمه وعياله، ولو تعرض رجلٌ إلى ملك من الملوك بذلك؛ لقابله أسوأ مقابلة.
ومنها: سواد الوجه، وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين.
ومنها: ظلمة القلب، وطمس نوره، وهو الذي أوجب طمسَ نور الوجه، وغشيان الظلمة له.
ومنها: الفقر اللازم،وفي أثرٍ: «يقول الله تعالى: أنا الله مهلك الطغاة، ومفقر الزناة».
ومنها: أنه يُذهِب حرمة فاعله، ويسقطه من عين ربه، ومن أعين عباده.
ومنها: أنه يَسلُبه أحسن الأسماء، وهو اسم العفة، والبر، والعدالة، ويعطيه أضدادها، كاسم الفاجر، والفاسق، والزاني، والخائن.
ومنها: أنه يسلبه اسم المؤمن، كما في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن». فسلبه اسم الإيمان المطلق، وإن لم يسلب عنه مطلق الإيمان.
ومنها: أنه يعرض نفسه لسكنى التنُّور الذي رأى النبي ﷺ فيه الزناة والزواني.
ومنها: أنه يفارقه الطيب الذي وصف الله به أهل العفاف، ويستبدل به الخبث الذي وصف الله به الزناة، كما قال تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾.
ومنها: الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه، فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومن جالسه استأنس به، والزاني تعلو وجهه الوحشة، ومن جالسه استوحش به.
ومنها: قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله، وأصحابه، وغيرهم له، وهو أحقر شيء في نفوسهم، وعيونهم، بخلاف العفيف، فإنه يرزق المهابة، والحلاوة.
ومنها: أن الناس ينظرونه بعين الخيانة، ولا يأمنه أحدٌ على حرمته، ولا على ولده.
ومنها: الرائحة التي تفوح عليه، يشمها كل ذي قلب سليم، تفوح من فيه وجسده، ولولا الاشتراك بين الناس في هذه الرائحة؛ لفاحت من صاحبها، ونادت عليه..
ومنها: ضيقة الصدر وحرجه؛ فإن الزُّناة يُقابلون بضد مقصودهم، فإن من طلب لذة العيش وطِيبَه بما حرمه الله عليه؛ عاقبه الله بنقيض قصده. فإنَّ ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سببًا إلى خيرٍ قط. ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور، وانشراح الصدر، وطيب العيش لرأى: أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له، دع ربح العاقبة، والفوز بثواب الله وكرامته.
ومنها: أنه يُعرِّض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنَّات عدن.
ومنها: أن الزنى يُجرِّئه على قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة أهله وعياله، وربما قاده قسرًا إلى سفك الدم الحرام، وربما استعان عليه بالسحر وبالشرك، وهو يدري، أو لا يدري.
فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها. ويتولد عنها أنواعٌ أُخرُ من المعاصي بعدها، فهي محفوفةٌ بجندٍ من المعاصي قبلها، وجند بعدها، وهي أجلب لشرِّ الدنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة، وإذا علقت بالعبد، فوقع في حبائلها وأشراكها؛ عزَّ على الناصحين استنقاذُه، وأعيا الأطباء دواؤه، فأسيرها لا يُفدى، وقتيلها لا يُودَى، وقد وكلها الله سبحانه بزوال النعم، فإذا ابتلي بها عبد فيودع نعم الله، فإنها ضيف سريع الانتقال، وشيك الزوال. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن تيمية رحمه الله:
"وإذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما؛ لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرمًا في الحقيقة..، ويقال في مثل هذا: ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو للضرورة أو لدفع ما هو أحرم…، وباب التعارض باب واسع جدًا، لا سيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة، فإن هذه المسائل تكثر فيها، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة، فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم؛ فأقوام قد ينظرون إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة، وأقوام قد ينظرون إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة، والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أو لأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة، أو يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الأهواء قارنت الآراء، ولهذا جاء في الحديث: "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ وَيُحِبُّ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ". فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل…".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
"وإذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما؛ لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرمًا في الحقيقة..، ويقال في مثل هذا: ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو للضرورة أو لدفع ما هو أحرم…، وباب التعارض باب واسع جدًا، لا سيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة، فإن هذه المسائل تكثر فيها، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة، فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم؛ فأقوام قد ينظرون إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة، وأقوام قد ينظرون إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة، والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين قد لا يتبين لهم أو لأكثرهم مقدار المنفعة والمضرة، أو يتبين لهم فلا يجدون من يعنيهم العمل بالحسنات وترك السيئات لكون الأهواء قارنت الآراء، ولهذا جاء في الحديث: "إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ وَيُحِبُّ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ". فينبغي للعالم أن يتدبر أنواع هذه المسائل…".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
بعض الناس إذا خالفه أحد فيما يُحتمل فيه الخلاف شرع في البحث عن معايبه وأخطائه علّه أن يقع على شيء منها ليقوّي بها موقفه، وهذا من قلة المروءة والديانة، ثم تجده إن وجد ذلك فرح به واستبشر، وفرحه هذا معصية بحد ذاتها؛ لأن المسلم لا يجوز له الفرح بمعصية أحد، والمحب لله ولرسوله ﷺ يُحزنه أن يقع أحدٌ من المسلمين في معصية من المعاصي, وهذا الفعل من جنس الشماتة، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: "الشماتة: السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا، وهي محرمة منهي عنها". اهـ
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
فقه الاعتذار للمخطىء عند ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله:
"وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنَّه بدعة، إمَّا لأحاديث ضعيفة ظنُّوها صحيحة، وإمَّا لآيات فهموا منها ما لَم يُرَد منها، وإمَّا لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتَّقى الرَّجل ربَّه ما استطاع دخل في قوله: َ ﴿بَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾. وفي الصحيح أنَّ الله قال: «قد فعلتُ»".
وقال:
"والذين شهدُوا هَذَا اللَّغْو متأولين من أهل الصدْق وَالْإِخْلَاص وَالصَّلَاح غمرت حسناتهم مَا كَانَ لَهُم فِيهِ وَفِي غَيره من السَّيِّئَات أَو الخطأ فِي مواقع الاجتهاد، وَهَذَا سَبِيل كل صالحي هَذِه الْأمة فِي خطئهم وزلاتهم. قَالَ تَعَالَى ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم المتقون لَهُم مَا يشاؤون عِنْد رَبهم ذَلِك جَزَاء الْمُحْسِنِينَ ليكفر الله عَنْهُم أَسْوَأ الَّذِي عمِلُوا ويجزيهم أجرهم بِأَحْسَن الَّذِي كَانُوا يعْملُونَ﴾.
وقال:
"لكن شيوخ أهل العلم الذين لهم لسان صدق، وإن وقع في كلام بعضهم ما هـو خطأ منكر، فأصل الإيمان بالله ورسوله إذا كان ثابتا، غفر لأحدهم خطأه الذي أخطأه بعد اجتهاد".
وقال:
"وإن كان كثير من العلماء والعباد، بل والأمراء معذورا فيما أحدثه لنوع اجتهاد. فالغرض أن يعرف الدليل الصحيح، وإن كان التارك له قد يكون معذورا لاجتهاده، بل قد يكون صدّيقا عظيما، فليس من شرط الصديق أن يكون قوله كله صحيحا، وعمله كله سنة".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال رحمه الله:
"وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنَّه بدعة، إمَّا لأحاديث ضعيفة ظنُّوها صحيحة، وإمَّا لآيات فهموا منها ما لَم يُرَد منها، وإمَّا لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتَّقى الرَّجل ربَّه ما استطاع دخل في قوله: َ ﴿بَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾. وفي الصحيح أنَّ الله قال: «قد فعلتُ»".
وقال:
"والذين شهدُوا هَذَا اللَّغْو متأولين من أهل الصدْق وَالْإِخْلَاص وَالصَّلَاح غمرت حسناتهم مَا كَانَ لَهُم فِيهِ وَفِي غَيره من السَّيِّئَات أَو الخطأ فِي مواقع الاجتهاد، وَهَذَا سَبِيل كل صالحي هَذِه الْأمة فِي خطئهم وزلاتهم. قَالَ تَعَالَى ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ أُولَئِكَ هم المتقون لَهُم مَا يشاؤون عِنْد رَبهم ذَلِك جَزَاء الْمُحْسِنِينَ ليكفر الله عَنْهُم أَسْوَأ الَّذِي عمِلُوا ويجزيهم أجرهم بِأَحْسَن الَّذِي كَانُوا يعْملُونَ﴾.
وقال:
"لكن شيوخ أهل العلم الذين لهم لسان صدق، وإن وقع في كلام بعضهم ما هـو خطأ منكر، فأصل الإيمان بالله ورسوله إذا كان ثابتا، غفر لأحدهم خطأه الذي أخطأه بعد اجتهاد".
وقال:
"وإن كان كثير من العلماء والعباد، بل والأمراء معذورا فيما أحدثه لنوع اجتهاد. فالغرض أن يعرف الدليل الصحيح، وإن كان التارك له قد يكون معذورا لاجتهاده، بل قد يكون صدّيقا عظيما، فليس من شرط الصديق أن يكون قوله كله صحيحا، وعمله كله سنة".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
التوبة العليلة
"وأمّا اتِّهامُ التّوبة، فلأنّها حقٌّ عليه، ولا يتيقَّن أنّه أدَّى هذا الحقَّ على الوجه المطلوب منه، الذي ينبغي له أن يؤدِّيه عليه، فيخاف أنّه ما وفَّاها حقَّها، وأنّها لم تُقبَل منه، وأنّه لم يبذل جهدَه في صحّتها، أو أنَّها توبةُ علَّةٍ وهو لا يشعر بها، كتوبة أرباب الجوائح والإفلاس، والمحافظين على جاهاتهم ومنازلهم بين النّاس، أو أنّه تاب محافظةً على حاله، فتاب للحال لا خوفًا من ذي الجلال، أو أنّه تاب طلبًا للرَّاحة من الكدِّ في تحصيل الذَّنب، أو إبقاءً على عِرضه وماله ومنصبه، أو لضعفِ داعي المعصية في قلبه وخمودِ نار شهوته، أو لمنافاة المعصية لما يطلبه من العلم والرِّزق، ونحو ذلك من العلل التي تقدَح في كونِ التَّوبةِ خوفًا من الله تعالى، وتعظيمًا له ولحرماته، وإجلالًا له، وخشيةً من سقوط المنزلة عنده ومن البعد والطّرد عنه والحجاب عن رؤية وجهه في الدّار الآخرة. فهذه التّوبةُ لونٌ، وتوبةُ أصحاب العلل لونٌ".
ابن القيم
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
"وأمّا اتِّهامُ التّوبة، فلأنّها حقٌّ عليه، ولا يتيقَّن أنّه أدَّى هذا الحقَّ على الوجه المطلوب منه، الذي ينبغي له أن يؤدِّيه عليه، فيخاف أنّه ما وفَّاها حقَّها، وأنّها لم تُقبَل منه، وأنّه لم يبذل جهدَه في صحّتها، أو أنَّها توبةُ علَّةٍ وهو لا يشعر بها، كتوبة أرباب الجوائح والإفلاس، والمحافظين على جاهاتهم ومنازلهم بين النّاس، أو أنّه تاب محافظةً على حاله، فتاب للحال لا خوفًا من ذي الجلال، أو أنّه تاب طلبًا للرَّاحة من الكدِّ في تحصيل الذَّنب، أو إبقاءً على عِرضه وماله ومنصبه، أو لضعفِ داعي المعصية في قلبه وخمودِ نار شهوته، أو لمنافاة المعصية لما يطلبه من العلم والرِّزق، ونحو ذلك من العلل التي تقدَح في كونِ التَّوبةِ خوفًا من الله تعالى، وتعظيمًا له ولحرماته، وإجلالًا له، وخشيةً من سقوط المنزلة عنده ومن البعد والطّرد عنه والحجاب عن رؤية وجهه في الدّار الآخرة. فهذه التّوبةُ لونٌ، وتوبةُ أصحاب العلل لونٌ".
ابن القيم
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
".. والمسائل الاجتهادية قد تُبْنى على أصولٍ متعارِضة بين الأئمةِ، ومَنْ لا خبرةَ له بتلك الأصولِ، ويَنْظُر إلى سَطْح تلك المسائل، فيراها غيرَ متعارضةٍ، فيعمل بتلك مرةً، وبهذه أخرى، ولا يَدْري أنه بالعملِ بهما قد وقع في وَرْطَة التعارض من حيثُ لا يدريه. نعم مَنْ كان له مَلَكةٌ بأُصولهم وتَنبُّه تامٌّ، فيجوزُ له أن يتخيَّر مِن المسائل ما يشاء، ويعمل بما رآه أَقْرب إلى الحديث، وأَنَّى هم اليوم بِفُرُوعهم، وليس عندي فَنُّ أَصْعبَ مِن الفِقْه، حتى أنِّي في الفنونِ كلِّها ذو رَأْي وتجربة، أَحْكم بما أريد، وأنتخب من أقوالهم ما أريد، وأفْترع الآراء من عندي لا أحتاج إلى تقليد أحد، ولكني في الفِقْه مقلِّد بحت، ليس لي رَأي سوى الروايةِ، ولذا قد يَصْعُب عليَّ الإِفتاءُ. فإِنَّ الناس لا يكون عندهم إلَّا قَوْلٌ واحد، ويكون عندي فيه أقوال عن الإِمام، أو عن المشايخ، والتصحيح قد يختلف، ولست من أصحاب الترجيح، وحينئذٍ أُفتي بما يَقْرُب من مذاهب الأئمة، وآثارِ السَّلَف، والسُّنة".
فيض الباري للكشميري٣٠٠/٥
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
فيض الباري للكشميري٣٠٠/٥
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
روى الشيخان عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه؛ قال: "استعمل النّبيّ ﷺ رجلًا من بني أسدّ يقال له: ابن اللتبية، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا لي، أُهديَ لي؛ قال: فقام رسول الله ﷺ على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: "ما بال العامل نبعثه، فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه، أو في بيت أمه حتّى ينظر أيهدى إليه أم لا، والذي نفس محمّد بيده، لا ينال أحدٌ منكم منها شيئًا إِلَّا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر"، ثمّ رفع يديه حتّى رأينا عُفرتي إبطيه، ثمّ قال: "اللَّهُمَّ هل بلغت؟"مرتين.
ورواه الإمام أحمد بلفظ: "هدايا العمال غلول".
والمراد بالعمال: السعاة الذين يبعثهم الإمام لجباية الزكاة.
ويدخل فيه الرؤساء والمديرون في الدوائر الحكومية والشركات وغيرها ممن يُهدى إليه لمنصبه ممن هم تحت يده، ولم تجر العادة بالإهداء إليه قبل ذلك.
•في هذا الحديث دلالة على تحريم هدايا العمال، وأنها ليست كالهدايا المباحة؛ لأن العامل إنما يُهدى إليه للمحاباة، وليخفف عن الـمُهدي، ويُسوّغ له ترك بعض ما وجب عليه، ومعلوم أن للإحسان تأثيرا في طبع الناس، والقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها ومكافئتها.
وفي قوله ﷺ: "أفلا قعد في بيت أبيه، أو في بيت أمه حتّى ينظر أيهدى إليه أم لا" إشارة إلى علة التحريم، وأن الـمُهدى إليه إنما أهدي إليه لأجل عمله ووظيفته لا لأجل شخصه.
ومن جنس هذا ما يبذله الطلاب من الهدايا للمعلمين، وكذا ما يبذله المعلمون لمدير المدرسة، سواء كان البذل من جميعهم أو من بعضهم؛ لأن النبي ﷺ لم يستفصل من ابن اللتبية: هل كل أرباب أموال الزكاة أعطوه أو بعضهم؟ ولأن علة الاستمالة والمحاباة موجودة في الصورتين. والله أعلم
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
ورواه الإمام أحمد بلفظ: "هدايا العمال غلول".
والمراد بالعمال: السعاة الذين يبعثهم الإمام لجباية الزكاة.
ويدخل فيه الرؤساء والمديرون في الدوائر الحكومية والشركات وغيرها ممن يُهدى إليه لمنصبه ممن هم تحت يده، ولم تجر العادة بالإهداء إليه قبل ذلك.
•في هذا الحديث دلالة على تحريم هدايا العمال، وأنها ليست كالهدايا المباحة؛ لأن العامل إنما يُهدى إليه للمحاباة، وليخفف عن الـمُهدي، ويُسوّغ له ترك بعض ما وجب عليه، ومعلوم أن للإحسان تأثيرا في طبع الناس، والقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها ومكافئتها.
وفي قوله ﷺ: "أفلا قعد في بيت أبيه، أو في بيت أمه حتّى ينظر أيهدى إليه أم لا" إشارة إلى علة التحريم، وأن الـمُهدى إليه إنما أهدي إليه لأجل عمله ووظيفته لا لأجل شخصه.
ومن جنس هذا ما يبذله الطلاب من الهدايا للمعلمين، وكذا ما يبذله المعلمون لمدير المدرسة، سواء كان البذل من جميعهم أو من بعضهم؛ لأن النبي ﷺ لم يستفصل من ابن اللتبية: هل كل أرباب أموال الزكاة أعطوه أو بعضهم؟ ولأن علة الاستمالة والمحاباة موجودة في الصورتين. والله أعلم
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
القلب إذا أظلم ومرض بالشهوات قلّ انتفاعه بالمواعظ، وربما سَكِر سُكْراً أعظم من سكر الخمر، ثم تأتي صاحبه النذر من كل مكان ولا اعتبار !
وتأمل هذا النقل عن بعض السلف تجد هذا المعنى حقاً؛ فقد روى ابن أبي الدنيا عن أبي الزاهرية قال: "لا تقومُ الساعة حتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه، فيُمسخ أحدهما قردًا أو خنزيرًا، فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضي إلى شأنه ذلك، حتى يقضي شَهْوته، وحتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه، فيُخْسَف بأحدهما، فلا يَمنَع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضي إلى شأنه ذلك، حتى يقضي شهوته منه".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
وتأمل هذا النقل عن بعض السلف تجد هذا المعنى حقاً؛ فقد روى ابن أبي الدنيا عن أبي الزاهرية قال: "لا تقومُ الساعة حتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه، فيُمسخ أحدهما قردًا أو خنزيرًا، فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضي إلى شأنه ذلك، حتى يقضي شَهْوته، وحتى يمشي الرجلان إلى الأمر يعملانه، فيُخْسَف بأحدهما، فلا يَمنَع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضي إلى شأنه ذلك، حتى يقضي شهوته منه".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
#فكرة_بحث
فيما قصّه الله علينا في كتابه من قصة بني إسرائيل حين أمرهم موسى عليه السلام بذبح البقرة جملة من المسائل مما انتزعه الأصوليون للاحتجاج به في بعض المسائل الأصولية، ويمكن جمعها ودراستها، من هذه المسائل:
١- تأخير بيان الحكم المجمل عن وقت الخطاب
٢- جواز الاجتهاد بغلبة الظن
٣- جواز ورود الأمر بمجهول مع تخيير المكلف بفعل ما يقع عليه الاسم منه
٤- جواز النسخ قبل وقوع الفعل بعد التمكن منه
٥- استعمال الظاهر مع جواز كون الباطن بخلافه
٦- دلالة الأمر على الوجوب
٧- دلالة الأمر على الفور
٨- نسخ الفرض قبل مجيء وقته
٩- دخول الآمر فيما أمر به من عدمه
١٠- التوقف في الأمر المطلق
وغير ذلك مما يمكن جمعه وتأمله.
ويمكن توسيع البحث ليكون:
المسائل الأصولية التي استُدل لها من القصص القرآني
أو المسائل الأصولية التي استدل لها بشرع من قبلنا
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
فيما قصّه الله علينا في كتابه من قصة بني إسرائيل حين أمرهم موسى عليه السلام بذبح البقرة جملة من المسائل مما انتزعه الأصوليون للاحتجاج به في بعض المسائل الأصولية، ويمكن جمعها ودراستها، من هذه المسائل:
١- تأخير بيان الحكم المجمل عن وقت الخطاب
٢- جواز الاجتهاد بغلبة الظن
٣- جواز ورود الأمر بمجهول مع تخيير المكلف بفعل ما يقع عليه الاسم منه
٤- جواز النسخ قبل وقوع الفعل بعد التمكن منه
٥- استعمال الظاهر مع جواز كون الباطن بخلافه
٦- دلالة الأمر على الوجوب
٧- دلالة الأمر على الفور
٨- نسخ الفرض قبل مجيء وقته
٩- دخول الآمر فيما أمر به من عدمه
١٠- التوقف في الأمر المطلق
وغير ذلك مما يمكن جمعه وتأمله.
ويمكن توسيع البحث ليكون:
المسائل الأصولية التي استُدل لها من القصص القرآني
أو المسائل الأصولية التي استدل لها بشرع من قبلنا
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
من أعظم ما يُقرّب العبد من ربه أن يمقت نفسه في جنب الله، وهذا من أعظم الفقه، وإن لحظة من الإزراء على النفس ومقتها تدني العبد من الله أضعاف ما تدنيه صلاته وصيامه.
وقد بيّن ابن القيم رحمه الله السبيل الأعظم لتحصيل هذا المعنى فقال رحمه الله:
" فمِن أنفع ما للقلب: النظر في حق الله على العبد؛ فإن ذلك يُورِثه مقتَ نفسِه، والإزراء عليها، ويُخلِّصه من العُجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته؛ فإن من حقه أن يُطاع ولا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.
فمَن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه عَلِم عِلْمَ اليقين أنه غير مؤدٍّ له كما ينبغي، وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة، وأنه إن أُحيل على عمله هلك.
فهذا محل نظر أهل المعرفة بالله وبنفوسهم، وهذا الذي أيأسَهم من أنفسهم، وعلَّق رجاءهم كله بعفو الله ورحمته.
وإذا تأمَّلت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك، ينظرون في حقهم على الله، ولا ينظرون في حق الله عليهم، ومن هاهنا انقطعوا عن الله، وحُجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره، وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
وقد بيّن ابن القيم رحمه الله السبيل الأعظم لتحصيل هذا المعنى فقال رحمه الله:
" فمِن أنفع ما للقلب: النظر في حق الله على العبد؛ فإن ذلك يُورِثه مقتَ نفسِه، والإزراء عليها، ويُخلِّصه من العُجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته؛ فإن من حقه أن يُطاع ولا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.
فمَن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه عَلِم عِلْمَ اليقين أنه غير مؤدٍّ له كما ينبغي، وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة، وأنه إن أُحيل على عمله هلك.
فهذا محل نظر أهل المعرفة بالله وبنفوسهم، وهذا الذي أيأسَهم من أنفسهم، وعلَّق رجاءهم كله بعفو الله ورحمته.
وإذا تأمَّلت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك، ينظرون في حقهم على الله، ولا ينظرون في حق الله عليهم، ومن هاهنا انقطعوا عن الله، وحُجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره، وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه".
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
ربما كان ثراء الدرس أحيانا بإشكالاته لا بتكرار متقرره، والدرس الذي يكون كذلك يبقى شغلا للشيخ والطالب حتى بعد الفراغ منه، ولو لم يكن من ثمرته إلا أن يعرف الشيخ وطالبه عظمة العلم واستحالة الإحاطة به من كل وجه لكفى.
ومن بركة العلم تقييد هذه المسائل المشكلة وتأملها وعرضها على الكبار للنظر فيها.
يقول الشيخ ابن منقور في الفواكه العديدة:
"وهذه مسائل وقع علينا فيها إشكال وقت قراءتي على الشيخ عبدالله [يعني ابن ذهلان] أردت ضبطها لئلا أتوهم في شيء أنه واضح، أو يقيض الله من يجليها، أو يعثر على صريح فيها".
ثم عدّ مئة وسبعاً وخمسين مسألة، ويمكن أن تطالع هذه المسائل للبحث والتقرير.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
ومن بركة العلم تقييد هذه المسائل المشكلة وتأملها وعرضها على الكبار للنظر فيها.
يقول الشيخ ابن منقور في الفواكه العديدة:
"وهذه مسائل وقع علينا فيها إشكال وقت قراءتي على الشيخ عبدالله [يعني ابن ذهلان] أردت ضبطها لئلا أتوهم في شيء أنه واضح، أو يقيض الله من يجليها، أو يعثر على صريح فيها".
ثم عدّ مئة وسبعاً وخمسين مسألة، ويمكن أن تطالع هذه المسائل للبحث والتقرير.
قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd