Telegram Web
◉موازين الرزق والنصر

قال ابن القيم رحمه الله:

"وكلُّ أهل الغرور بالله ليس عندَهم الرزقُ إلا سعةَ المأكْلِ والمشرب والمَلْبسِ والمَنكحِ وأسبابَ ذلك، وليس عندَهم النصرُ إلا الجاهَ الظالمَ الجاهلَ، والدخولَ تحت ظلِّهِ، والعيشَ تحت كَنَفِه، وهيهاتَ! إن لله رزقًا غيرُ هؤلاء عليه، وإنَّ زرقَ صاحبِ التوحيد والمتابعة ونصرَه غيرُ ما يخطُرُ ببالِ هؤلاء أو يدور في خيالهم.
فرزقُ التوحيد والعلم والسنَّةِ والفهم عن الله ورسوله، ورزقُ الإقبال على الله تعالى والإنابةِ إليه والثقةِ به والتوكُّلِ عليه هو الرزق النافعُ ولو مصَّ صاحبُه النَّوى.
ونصرتُهُ على الجهلِ والبدع، وعلى نفسِهِ وشيطانه، وما يَدْعُونَ إليه، هو النصرُ الحقيقيُّ وإن كانت الحربُ بينَه وبينهما سِجالًا، فما دام مُهاجرًا إلى الله ورسوله فهو منصورٌ وإن أُدِيلَ عليه عدوُّهُ، فحزبُ الله هم المفلحون، وجندُه هم الغالبون."


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
روى مالك في الموطأ بسنده عَنْ هشام بن عروة أَنَّ سودة بنت عبدالله بن عمر كَانَتْ عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. فَخَرَجَتْ تَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ. فِي حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ، مَاشِيَةً، وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَقِيلَةً فَجَاءَتْ حِينَ انْصَرَفَ النَّاسُ مِنَ الْعِشَاءِ. فَلَمْ تَقْضِ طَوَافَهَا، حَتَّى نُودِيَ بِالْأُولَى مِنَ الصُّبْحِ. فَقَضَتْ طَوَافَهَا، فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا.
وَكَانَ عروة إِذَا رَآهُمْ يَطُوفُونَ عَلَى الدَّوَابِّ، يَنْهَاهُمْ أَشَدَّ النَّهْيِ. فَيَعْتَلُّونَ لَهُ بِالْمَرَضِ، حَيَاءً مِنْهُ. فَيَقُولُ لَنَا، فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ: لَقَدْ خَابَ هؤُلَاءِ، وَخَسِرُوا"

قلت: امرأة ثقيلة شقّ عليها أن تسعى راكبة، وأخذت بالعزيمة مع عذرها، واستمرت قرابة تسع ساعات في سعيها، وترى اليوم بعض الأقوياء من الرجال والنساء يتهافتون على الركوب دون أدنى حاجة، مع بطلان سعيهم عند طائفة من الفقهاء، لكنّه الإيمان والاحتساب، وحبّ الإتيان بالطاعات على أكمل وجه ابتغاء رضوان الله.

قال ابن عبد البر معلقا على هذا الأثر: "وفيه إعلام بما كان عليه الصالحون من الرجال والنساء من الصبر على أعمال الطاعات وإن كان في بعضها رخصة طلبا للأجر وجزيل الثواب من الله".

وفي المجالسة للدينوري بسنده عَنِ الْمَدَائِنِيِّ؛ قَالَ: رَأَيْتُ فُلانًا مَوْلَى بَاهِلَةَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ عَلَى بَغْلَةٍ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَفَرٍ رَاجِلا، فَقُلْتُ: أَرَاجِلٌ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَرَاكِبٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ؟ ! فَقَالَ: رَكِبْتُ حَيْثُ يَمْشِي النَّاسُ؛ فَكَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرَجِّلَنِي حَيْثُ يَرْكَبُ النَّاسُ.



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال الله تعالى:
﴿وَإِذ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحدَى الطّائِفَتَينِ أَنَّها لَكُم وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم وَيُريدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقطَعَ دابِرَ الكافِرينَ﴾

قال الشيخ السعدي:
"وعد الله المؤمنين إحدى الطائفتين: إما أن يظفروا بالعير، أو بالنفير، فأحبوا العير لقلَّة ذات يد المسلمين ولأنَّها غير ذات الشوكة. ولكن الله تعالى أحبَّ لهم وأراد أمرًا أعلى مما أحبُّوا، أراد أن يظفروا بالنَّفير الذي خرج فيه كبراء المشركين وصناديدُهم. فيريد اللهُ أن يُحِقَّ الحقَّ بكلماتِهِ فينصر أهله، ﴿ويقطَعَ دابرَ الكافرين﴾؛ أي: يستأصل أهلَ الباطل ويُري عبادَهُ من نصرِهِ للحقِّ أمرًا لم يكن يخطر ببالهم". انتهى



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
ذنب استكثار الطاعة واستقلال المعصية

قال ابن القيم رحمه الله:

"استقلال العبدِ المعصيةَ ذنبٌ، كما أنَّ استكثارَه الطَّاعةَ ذنبٌ.
والعارفُ من صغُرتْ حسناتُه في عينه، وعظمتْ ذنوبُه عنده. وكلَّما صغُرت الحسناتُ في عينك كبُرتْ عند الله، وكلّما كبُرتْ وعظُمتْ في قلبك قلَّتْ عند الله وصغُرَتْ، وسيِّئاتُك بالعكس.

ومَن عرف اللهَ وحقَّه وما ينبغي لعظمته من العبوديّة تلاشت حسناتُه عنده وصغُرت جدًّا في عينه، وعلِم أنّها ليست ممّا ينجو بها من عذابه، وأنَّ الذي يليق بعزّته ويصلحِ له من العبوديّة أمرٌ آخر. وكلَّما استكثَر منها استقلَّها واستصغَرها، لأنّه كلَّما استكثَر منها فُتِحَت له أبوابُ المعرفة بالله والقرب منه، فشاهد قلبُه من عظمته وجلاله ما يستصغِرُ معه جميعَ أعماله، ولو كانت أعمالَ الثَّقَلَين. وإذا كثُرت في عينه وعظُمت دلَّ على أنّه محجوبٌ عن الله، غيرُ عارفٍ به وبما ينبغي له.
وبحسب هذه المعرفة ومعرفته بنفسه يستكثر ذنوبَه وتعظُم في عينه لمشاهدته الحقَّ ومستحَقَّه، وتقصيرَه في القيامِ به وإيقاعِه على الوجه اللّائق الموافق لما يحبُّه الرَّبُّ ويرضاه من كلِّ وجهٍ.

إذا عُرِف هذا، فاستقلالُ العبدِ لمعصيته عينُ الجرأة على الله، وجهلُه بقدر مَن عصاه وبقدر حقِّه. وإنّما كان مبارزةً لأنّه إذا استصغر المعصيةَ واستقلَّها هان عليه أمرُها وخفَّت على قلبه، وذلك نوعُ مبارزة".



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن القيم رحمه الله:

"الحجُّ
استزارةُ المحبوب لأحبابه، ودعوتُهم إلى بيته ومحلِّ كرامته".


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
بعد أن دعا موسى عليه السلام على فرعون بالهلاك أمره الله بأمرين لا ينبغي أن تفوت كل داعٍ يدعو اليوم على المجرمين من اليهود والنصارى بالهلاك.
أولهما: الاستقامة والثبات، وذلك في قوله تعالى: "قد أجيبت دعوتكما فاستقيما"، والمعنى في ذلك ألا يركن العبد على مجرد الدعاء على الظالمين ثم يترك ما أُمر به من عمل الصالحات واجتناب السيئات وغير ذلك من أسباب النصر والتمكين، بل عليه المضي فيما أُمر به حتى يأتي وعد الله.
الثاني: ألا يستعجل الداعي إجابة الدعاء؛ وذلك في قوله تعالى: "ولا تتبعانّ سبيل الذين لا يعلمون" أي لا يعلمون ما جرت به سنتي من إمهال الظالمين والمكر بهم من حيث لا يشعرون فتراهم يستعجلون قضائي ومحقي للكافرين؛ فالله يحكم ويقضي لا معقب لحكمه، وقد روي أنه كان بين دعاء موسى عليه السلام وهلاك فرعون أربعون سنة!
فلا يستبطئنّ أحدٌ وعد الله، وليعلم أن الله محيط بالظالمين، وأنه سبحانه يستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأنه ناصرٌ دينه وأولياءه، وهو حسبهم ونعم الوكيل.


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
ما حال الناس إذا انصرفوا من خطبة النبي ﷺ يوم الجمعة؟

الجواب فيما ذكره ابن القيم بقوله:

"ومن تأمَّل خُطَبَ النَّبيِّ ﷺ وخُطَب أصحابه وجدها كفيلةً ببيان الهدى والتوحيد، وذكر صفات الربِّ جل جلاله وأصول الإيمان الكلِّيّة، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه التي تحبِّبه إلى خلقه، وأيامه التي تخوِّفهم من بأسه، والأمرِ بذكره وشكره الذي يحبِّبهم إليه. فيذكرون من عظمة الله وصفاته وأسمائه ما يحبِّبه إلى خلقه، ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يحبِّبهم إليه؛ فينصرف السامعون وقد أحبُّوه وأحبَّهم.
ثم طال العهد، وخفي نور النبوة، وصارت الشرائع والأوامر رسومًا تقام، من غير مراعاة حقائقها ومقاصدها. فأعطوها صورها، وزيَّنوها بما زيَّنوها به، فجعلوا الرسوم والأوضاع سننًا لا ينبغي الإخلال بها، وأخلُّوا بالمقاصد التي لا ينبغي الإخلال بها… فنقص بل عُدِم حظُّ القلوب منها، وفات المقصود بها". انتهى


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
من أعظم ما يُصدّ به غلو الناس في بعض من آتاه الله شيئا من جاهٍ أو مالٍ أو ملكٍ أو علمٍ أو غير ذلك تعظيمُ الله وتكبيره، وبيان جلاله وجماله وكماله سبحانه وتعالى؛ لأن الله إذا عظم في النفوس صغُر ما دونه وإن بلغ ما بلغ، وهذا المعنى حق لا ريب فيه وقد جاء مثله عن علي بن أبي طالب رضي اللهُ عنه، وهو ما افتتحت به دعوات الأنبياء عليهم السلام، وقد كان من أول ما نزل على النبي ﷺ قوله تعالى: "وربَّك فكبّر"، أي: لخلع ما عظم في القلوب من الأنداد والأضداد والأصنام عظّم الله وكبّره وصفه للناس في نذارتك بصفات العظمة والكمال، ولا تتخذ وليًا غيره، ولا تعبد أحدا سواه، ولا ترى لغيره نعمة إلا منه.



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
#فكرة_بحث

استدراكات الشيخ إبراهيم الصبيحي رحمه الله على شُرّاح بلوغ المرام
جمعا ودراسة


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
#فكرة_بحث

الأحكام المالية الخاصة بالوالد مع ولده
جمعا ودراسة


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
#فكرة_بحث

التنازل عن الإرث
حقيقته وأحكامه


قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
قال ابن القيم رحمه الله:

"
القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحدٍ يُؤهل ولا يُوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه،لم يقاومه الداء أبدًا".

وقال:
"وهذا كتاب الله هو الشفاء النافع، وهو أعظم الشفاء، وما أقل المُستشفين به! بل لا يزيد الطبائع الرديئة إلا رداءةً، ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا. وكذلك ذكرُ الله والإقبالُ عليه والإنابةُ إليه والفزعُ إلى الصلاة ، كم قد شُفي به من عليل! وكم قد عُوفي به من مريض! وكم قام مقام كثير من الأدوية التي لا تبلغ قريبًا من مبلغه في الشفاء ! وأنت ترى كثيرًا من الناس بل أكثرهم لا نصيب لهم من الشفاء بذلك" .



قناة د. فهد القحطاني العلمية https://www.tgoop.com/Shatharat_DrFahd
2025/06/26 01:50:17
Back to Top
HTML Embed Code: