Notice: file_put_contents(): Write of 5661 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 8192 of 13853 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/tgoop/post.php on line 50
ديچاڤو 📒💛@Sidranovels P.3128
SIDRANOVELS Telegram 3128
الفصل السادس من روايه همس الجياد
أغلقت الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد انتهاء المكالمة مع أمها..
نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الخامسة والنصف مساءا.. خلعت حذائها
واستلقت لوهلة على الأريكة, وبدأ النعاس يداعب أهدابها, ولكنها آثرت أن
تخرج للحديقة ربما لتمأل رئتيها بنفحات من الهواء النقي وتمتع نظرها بمنظر
مميز للغروب..
كانت الحديقة محاطة بسور أنيق من خشب الأرز, وقد تزين السور بحرفية
ببعض النباتات المتسلقة فأعطته مظهراً خالباً..
لم يكن سوراً عالياً بل تستطيع من خلاله رؤية السيارات الصغيرة التي تتحرك
بخفة على الطريق العام, وقد بدت أضواءها كشموس صغيرة ُولدت بعض أن
خفت ضوء الشمس الأم واقتربت من الغرق في رمال الصحراء الواسعة وهي
تودع السماء لتتركها وقد امتزجت بها ألوان الطيف بإبداع حتى تمكنت منها
حمرة الشفق قبل أن يجنح الليل بظالمه فيعلن بثقة عن إنتهاء العرض!..
لم تشعر بنفسها الا وهي مستلقية على الحشائش الخضراء وكأن جسدها
وروحها أبيا أن يظال في مقاعد المشاهدين, فانطلقت روحها تحوم في اللوحة
الفنية المتجسدة أمام عينيها وامتزج جسدها بجاذبية األرض يستشعر دفئها
ويحتضن أديمها بشوق.
ودت لو أكملت ليلتها بتلك البقعة ربما لتستمع بعرض آخر حيث يكون القمر هو
بطل المساء ببريقه الفضي, وكأنه يعلن عن بريق من الأمل ليخبرنا أن الضوء
لم يخفت للأبد وأنه سيعود من جديد..
وهكذا تركت إيناس موضعها واتجهت لغرفة نومها أخرجت غنيمتها من
الحقيبة..
نعم...
تلك المغامرة الليلية التي قامت بها قبل أن تترك المنزل, وعلى الرغم من تأكيد
والدتها لها أنها لن تتخلص من أي من متعلقات شريف, وعلى الرغم من
ارتعاش يديها وتباطئ خطواتها وهي تتجه نحو الشقة التي لم تخطوها منذ
الحادث, الا أنها كان يجب أن تحصل على ما تسعى إليه, ودون أن يشعر أحد
تسللت حافية بخطوات مرتجفة نحو خزينته وأخرجت ما يحمل رائحة أنفاسه أو
ربما ما يحمل بقاياها...
احتضنت قميصه بشغف وخطت بثقة نحو أحالمها منتظرة لقائه.
**
كانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحاً عندما دق المنبه ليعلن عن بدء يوم
جديد..
قام حسن متكاسلا نحو الحمام وقد أعدته له زوجته كعادتها كل صباح, فكانت
المياه الساخنة تتدفق بسخاء داخل حوض الإستحمام, وقامت بتعليق مئزره
المعطر, ثم تركته ينعم بحمام هادئ وانطلقت لتجهيز مائدة اإلفطار..
كان حسن يتصفح الجريدة عندما سألته وهي تسكب له بعض الشاي:
ـ تحب تتغدى إيه النهارده؟
حسن دون أن ينظر نحوها:
ـ أي حاجة.
رقية:
ـ حتروح على المصنع؟
حسن:
ـ لا.. على المكتب هنا علشان أسلم إيناس شغلها الاول.
رقية:
ـ على طول كده!
حسن:
ـ طبعاً. وإنتي عارفة خالد بيهتم قوي بكل حاجة تخص الخيل, ولازم يتأكد إن
اللي بيحط نسب الفيتامينات, ومتابع مواعيد المقويات والتطعيمات دكتور
مختص.
رقية:
ـ إنت حتقولي!. لا.. ويكون متفرغ كمان.
حسن:
ـ هو دماغه كده.. بس برده هو بيدفع مرتبات كويسة, ولو اجتهدت حيدفع أكثر.
رقية:
ـ إنت عارف المقابل المادي مش هو سبب وجودها.
حسن:
ـ اممممممممم... عارف.. وإنتي حتبدأي تراقبيها من إمتى؟.
رقية بإنزعاج:
ـ أراقبها!!.. كده يا حسن!!.
حسن مقهقهاً:
ـ يا ستي مش قصدي.. مش أخوكي قالك تاخدي بالك منها؟
رقية:
ـ في فرق بين إني آخد بالي منها, وبين إني أراقبها.. وبعدين أنا فعلاً صعبانة عليا .. البنت لسه صغير
على الهم ده.
حسن:
ـ بس أنا مش شايفها مهمومة للدرجة دي.. ده كمان البسة ملون عادي يعني!
رقية:
ـ علي أخويا هو اللي شدد عليهم إنها مش تلبس أسمر وترجع تلبس عادي
بسرعة.. ده كان في كورس عالجها.. ده غير اصلاً إن حداد الست على جوزها
أربع شهور حسب الدين والشرع.. والباقي ده أعراف وعادات.. وبعدين مش
بيقولوا الحزن في القلب.
حسن:
ـ طيب.. خلاص, خلاص.. هي عينتك المحامي بتاعها ولا إيه!
رقية:
ـ لا يا سيدي ما عينتنيش المحامي بتاعها..
صمتت رقية قليلاً ثم تابعت بنبرة ألم:
ـ أصعب أنواع الحزن لما ترسم ضحكة كدابة على وشك للناس وتحتفظ بالهم
لنفسك.
قالت جملتها ثم رمقته بنظرة ذات مغزى, ارتبك قليلاً وجفف عرقه ثم قبلها على
جبهتها وقال لها بنبرة حانية:
ـ طول عمرك بتقرأي الناس صح يا حبيبتي.. وأولهم أنا, علشان كده ما اقدرش
أعيش من غيرك.
انسحب بلباقة ليتجه لعمله وتركت بعدها هي المجال لعبراتها الساخنة..

وصل حسن لمكتبه وعندها وجد إيناس بإنتظاره بادرها مرحباً لحظة دخوله:
ـ صباح الخير يا دكتورة.
إيناس:
ـ صباح النور يا بشمهندس.
حسن:
ـ برافو.. ده حضرتك موجودة من قبل المعاد.



tgoop.com/Sidranovels/3128
Create:
Last Update:

الفصل السادس من روايه همس الجياد
أغلقت الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد انتهاء المكالمة مع أمها..
نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الخامسة والنصف مساءا.. خلعت حذائها
واستلقت لوهلة على الأريكة, وبدأ النعاس يداعب أهدابها, ولكنها آثرت أن
تخرج للحديقة ربما لتمأل رئتيها بنفحات من الهواء النقي وتمتع نظرها بمنظر
مميز للغروب..
كانت الحديقة محاطة بسور أنيق من خشب الأرز, وقد تزين السور بحرفية
ببعض النباتات المتسلقة فأعطته مظهراً خالباً..
لم يكن سوراً عالياً بل تستطيع من خلاله رؤية السيارات الصغيرة التي تتحرك
بخفة على الطريق العام, وقد بدت أضواءها كشموس صغيرة ُولدت بعض أن
خفت ضوء الشمس الأم واقتربت من الغرق في رمال الصحراء الواسعة وهي
تودع السماء لتتركها وقد امتزجت بها ألوان الطيف بإبداع حتى تمكنت منها
حمرة الشفق قبل أن يجنح الليل بظالمه فيعلن بثقة عن إنتهاء العرض!..
لم تشعر بنفسها الا وهي مستلقية على الحشائش الخضراء وكأن جسدها
وروحها أبيا أن يظال في مقاعد المشاهدين, فانطلقت روحها تحوم في اللوحة
الفنية المتجسدة أمام عينيها وامتزج جسدها بجاذبية األرض يستشعر دفئها
ويحتضن أديمها بشوق.
ودت لو أكملت ليلتها بتلك البقعة ربما لتستمع بعرض آخر حيث يكون القمر هو
بطل المساء ببريقه الفضي, وكأنه يعلن عن بريق من الأمل ليخبرنا أن الضوء
لم يخفت للأبد وأنه سيعود من جديد..
وهكذا تركت إيناس موضعها واتجهت لغرفة نومها أخرجت غنيمتها من
الحقيبة..
نعم...
تلك المغامرة الليلية التي قامت بها قبل أن تترك المنزل, وعلى الرغم من تأكيد
والدتها لها أنها لن تتخلص من أي من متعلقات شريف, وعلى الرغم من
ارتعاش يديها وتباطئ خطواتها وهي تتجه نحو الشقة التي لم تخطوها منذ
الحادث, الا أنها كان يجب أن تحصل على ما تسعى إليه, ودون أن يشعر أحد
تسللت حافية بخطوات مرتجفة نحو خزينته وأخرجت ما يحمل رائحة أنفاسه أو
ربما ما يحمل بقاياها...
احتضنت قميصه بشغف وخطت بثقة نحو أحالمها منتظرة لقائه.
**
كانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحاً عندما دق المنبه ليعلن عن بدء يوم
جديد..
قام حسن متكاسلا نحو الحمام وقد أعدته له زوجته كعادتها كل صباح, فكانت
المياه الساخنة تتدفق بسخاء داخل حوض الإستحمام, وقامت بتعليق مئزره
المعطر, ثم تركته ينعم بحمام هادئ وانطلقت لتجهيز مائدة اإلفطار..
كان حسن يتصفح الجريدة عندما سألته وهي تسكب له بعض الشاي:
ـ تحب تتغدى إيه النهارده؟
حسن دون أن ينظر نحوها:
ـ أي حاجة.
رقية:
ـ حتروح على المصنع؟
حسن:
ـ لا.. على المكتب هنا علشان أسلم إيناس شغلها الاول.
رقية:
ـ على طول كده!
حسن:
ـ طبعاً. وإنتي عارفة خالد بيهتم قوي بكل حاجة تخص الخيل, ولازم يتأكد إن
اللي بيحط نسب الفيتامينات, ومتابع مواعيد المقويات والتطعيمات دكتور
مختص.
رقية:
ـ إنت حتقولي!. لا.. ويكون متفرغ كمان.
حسن:
ـ هو دماغه كده.. بس برده هو بيدفع مرتبات كويسة, ولو اجتهدت حيدفع أكثر.
رقية:
ـ إنت عارف المقابل المادي مش هو سبب وجودها.
حسن:
ـ اممممممممم... عارف.. وإنتي حتبدأي تراقبيها من إمتى؟.
رقية بإنزعاج:
ـ أراقبها!!.. كده يا حسن!!.
حسن مقهقهاً:
ـ يا ستي مش قصدي.. مش أخوكي قالك تاخدي بالك منها؟
رقية:
ـ في فرق بين إني آخد بالي منها, وبين إني أراقبها.. وبعدين أنا فعلاً صعبانة عليا .. البنت لسه صغير
على الهم ده.
حسن:
ـ بس أنا مش شايفها مهمومة للدرجة دي.. ده كمان البسة ملون عادي يعني!
رقية:
ـ علي أخويا هو اللي شدد عليهم إنها مش تلبس أسمر وترجع تلبس عادي
بسرعة.. ده كان في كورس عالجها.. ده غير اصلاً إن حداد الست على جوزها
أربع شهور حسب الدين والشرع.. والباقي ده أعراف وعادات.. وبعدين مش
بيقولوا الحزن في القلب.
حسن:
ـ طيب.. خلاص, خلاص.. هي عينتك المحامي بتاعها ولا إيه!
رقية:
ـ لا يا سيدي ما عينتنيش المحامي بتاعها..
صمتت رقية قليلاً ثم تابعت بنبرة ألم:
ـ أصعب أنواع الحزن لما ترسم ضحكة كدابة على وشك للناس وتحتفظ بالهم
لنفسك.
قالت جملتها ثم رمقته بنظرة ذات مغزى, ارتبك قليلاً وجفف عرقه ثم قبلها على
جبهتها وقال لها بنبرة حانية:
ـ طول عمرك بتقرأي الناس صح يا حبيبتي.. وأولهم أنا, علشان كده ما اقدرش
أعيش من غيرك.
انسحب بلباقة ليتجه لعمله وتركت بعدها هي المجال لعبراتها الساخنة..

وصل حسن لمكتبه وعندها وجد إيناس بإنتظاره بادرها مرحباً لحظة دخوله:
ـ صباح الخير يا دكتورة.
إيناس:
ـ صباح النور يا بشمهندس.
حسن:
ـ برافو.. ده حضرتك موجودة من قبل المعاد.

BY ديچاڤو 📒💛


Share with your friend now:
tgoop.com/Sidranovels/3128

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Hashtags best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered."
from us


Telegram ديچاڤو 📒💛
FROM American