الفصل الرابع من رواية همس الجياد
"شفت يا شريف عايزين يبعدوني عنك.. طيب ده أنا الحاجة الوحيدة اللي
بتصبرني وقفتي هنا قدام شباكك وكالمي معاك.. مش حسيبك يا شريف مش
حسيبك"
كانت كلمات إيناس وقعها كصدمات متتالية بل ضربات قوية على رأس ثريا..
كيف صمتت على حال ابنتها كل تلك الفترة؟!!!... فاألمر تعدى بحر الذكريات
الذي تصر إيناس على السباحة به يومياً, لا بل إنها اقتربت من الغرق..
بدون أن تطرق الباب دخلت ثريا على الفور لتجد إبنتها تجلس في مكانها
المعهود بالشرفة واالبتسامة على شفتيها..
أخذت ثريا نفساً عميقاً في محاولة الستدعاء بعض الهدوء, ثم دخلت إلبنتها
التي كانت ال تزال شاردة ولم تشعر بحضور أمها..
ـ إيناس.. إيناس..
كانت ثريا تربت على كتف إبنتها حتى تخرجها من دوامة الشرود التي
اجتاحتها..
انتبهت إيناس أخيراً ونظرت ألمها بعيون حالمة:
ـ ماما.. إنتي جيتي إمتى؟
ثريا:
ـ حالا .. بس إنتي كنتي سرحانة.
إيناس:
ـ آه.. آسفة.
ثريا:
ـ كنتي سرحانة في كلام دكتور علي؟
إيناس:
ـ هه.. دكتور علي!!.. آااااااه.. لا عادي.
ثريا:
ـ طيب قررتي إيه؟ فكرت؟
إيناس:
ـ مش محتاجة أفكر, أنا مش حسافر.
ثريا:
ـ بس دي فرصة شغل كويسة, رأيي تفكري تاني.
إيناس:
ـ وأسافر!!! وأعيش في مكان بعيد عن هنا؟!
ثريا:
ـ دي ُسنة الحياة.. وبعدين أكيد ليكي أجازات, دي مش هجرة يا إيناس.
إيناس:
ـ لا.. لا.. مش حسيب هنا.. مش عايزة أشتغل.. أو ممكن أشتغل هنا في مكان
قريب, لكن مش حسافر.
كانت نبرتها أكثر حدة..
ابتسمت لها أمها..فقد كانت متأكدة من ردة فعل إبنتها, ولكنها على العكس الان تريد رحيلها
وبسرعة بعيداً عن تلك الذكريات التي حاصرتها فأصبحت تعيش بداخلها منفصلة
عن الواقع..
قامت ثريا وهمت بالمغادرة ولكنها استدارت في آخر لحظة وقالت إلبنتها:
ـ براحتك.. بس أنا نفسي تسافري وتشتغلي وتخلقى حياة ليكي.. نفسي ترجعي
تاني تعيشي يا بنتي علشان أنا كمان أقدر أعيش.
خرجت ثريا باكية فال تعرف ما فعلته خطأ أم صواب, هي من كانت ال تحتمل
مجرد التفكير في بعد إبنتها عنها. بل كانت تشعر بسعادة بالغة حين تزوجت
إيناس وقطنت بالشقة المقابلة لشقتها, ولكن الان انقلبت الموازين..
ربما يكون الحل في البُعد وشعرت أن اقتراح الطبيب هو حبل الإنقاذ الوحيد
*
مضت عدة أيام وإيناس تتحاشى الحديث مع الجميع..
وأصبحت تقضي في غرفتها كل وقتها تقريباً..
كانت ثريا تشعر بالأسى والعجز فبعد أن صارحت زوجها بما حدث في غرفة
إبنتها وهو يقضى ليله مستقيظاً يتفكر في حال إبنته..
مسحت دموعها بظهر يداها وعندها شعرت بيد زوجها تحيط كتفيها في حنان,
استدارت له وهي تبتسم لتخفي آثار بكائها وقالت:
ـ مهما مرت السنين برده تأثير البصل قوي!
مسح عبد الرحمن دموع زوجته في حنان ثم قال:
ـ الحاج متولي طلب مني أفضي الشقة.
ثريا:
ـ شقة!.. شقة إيه؟.
عبد الرحمن:
ـ شقة شريف.
ثريا:
ـ بس لسه ناقص سنتين على بال ما مدة العقد تخلص, وإحنا بندفع الايجار.
عبد الرحمن:
ـ ما هو ملوش الزمة بقى.. أنا اتفقت مع ناس بكرة حيجوا يشيلوا العفش كله.
ثريا:
ـ كده حنبيع حاجة بنتنا في يوم وبسهولة كده!
عبد الرحمن:
ـ أيوة يا ثريا.. كل حاجة.
أذعنت ثريا لرغبة زوجها وقد فهمت ما بداخله وقالت:
ـ أمرك.. بس حتقولها؟
عبد الرحمن:
ـ طبعاً.. السكان الجداد حيوصلوا كمان أسبوع, الزم تعرف.
بكت ثريا رغماً عنها وتابعت:
ـ يا حبيبتي يا بنتي.. كده كتير عليها قوي يا عبد الرحمن.. كتير قوي.
عبد الرحمن:
ـ لازم يا ثريا.. لازم تفوق بقى.. طول ما هي حابسة نفسها في الأوضة دي مش
حتفوق.
أنهى عبد الرحمن عبارته وخرج من المطبخ غاضباً دون أن ينتبه إلبنته التي
كانت تقف منزوية بأحد الأركان باكية بعد أن استمعت لحديثه..
*
لم تتوقع ثريا أن يكون رحيل إبنتها بتلك السرعة بعد قرار زوجها, ولكن يبدو أن
إيناس لن تحتمل رؤية شخص آخر بتلك الشرفة غير زوجها, فلم تجد حالً أمامها
سوى الهروب لتلك الوظيفة بعد أن أصر والدها على التخلص من الشقة ولم
يؤثر فيه بكاؤها تارة وعنادها تارة أخرى..
كانت إيناس ما زالت تحضر حقيبتها عندما جاء الدكتور علي ليقلهم بسيارته..
نظرت لها ثريا بحنان ثم أمسكت بوجهها وقبلته وهي تقول:
ـ متزعليش من أبوك يا إيناس, هو عمل كده علشان مصلحتك.
صمتت إيناس لوهلة وحاولت أن تمنع دموعها وهي تقول:
ـ خالص يا ماما أنا مش زعلانة.
ثريا:
ـ طيب خليني أساعدك في ترتيب الشنطة..
منعت إيناس أمها برفق من الاقتراب من محتويات الحقيبة وقالت بإرتباك:
"شفت يا شريف عايزين يبعدوني عنك.. طيب ده أنا الحاجة الوحيدة اللي
بتصبرني وقفتي هنا قدام شباكك وكالمي معاك.. مش حسيبك يا شريف مش
حسيبك"
كانت كلمات إيناس وقعها كصدمات متتالية بل ضربات قوية على رأس ثريا..
كيف صمتت على حال ابنتها كل تلك الفترة؟!!!... فاألمر تعدى بحر الذكريات
الذي تصر إيناس على السباحة به يومياً, لا بل إنها اقتربت من الغرق..
بدون أن تطرق الباب دخلت ثريا على الفور لتجد إبنتها تجلس في مكانها
المعهود بالشرفة واالبتسامة على شفتيها..
أخذت ثريا نفساً عميقاً في محاولة الستدعاء بعض الهدوء, ثم دخلت إلبنتها
التي كانت ال تزال شاردة ولم تشعر بحضور أمها..
ـ إيناس.. إيناس..
كانت ثريا تربت على كتف إبنتها حتى تخرجها من دوامة الشرود التي
اجتاحتها..
انتبهت إيناس أخيراً ونظرت ألمها بعيون حالمة:
ـ ماما.. إنتي جيتي إمتى؟
ثريا:
ـ حالا .. بس إنتي كنتي سرحانة.
إيناس:
ـ آه.. آسفة.
ثريا:
ـ كنتي سرحانة في كلام دكتور علي؟
إيناس:
ـ هه.. دكتور علي!!.. آااااااه.. لا عادي.
ثريا:
ـ طيب قررتي إيه؟ فكرت؟
إيناس:
ـ مش محتاجة أفكر, أنا مش حسافر.
ثريا:
ـ بس دي فرصة شغل كويسة, رأيي تفكري تاني.
إيناس:
ـ وأسافر!!! وأعيش في مكان بعيد عن هنا؟!
ثريا:
ـ دي ُسنة الحياة.. وبعدين أكيد ليكي أجازات, دي مش هجرة يا إيناس.
إيناس:
ـ لا.. لا.. مش حسيب هنا.. مش عايزة أشتغل.. أو ممكن أشتغل هنا في مكان
قريب, لكن مش حسافر.
كانت نبرتها أكثر حدة..
ابتسمت لها أمها..فقد كانت متأكدة من ردة فعل إبنتها, ولكنها على العكس الان تريد رحيلها
وبسرعة بعيداً عن تلك الذكريات التي حاصرتها فأصبحت تعيش بداخلها منفصلة
عن الواقع..
قامت ثريا وهمت بالمغادرة ولكنها استدارت في آخر لحظة وقالت إلبنتها:
ـ براحتك.. بس أنا نفسي تسافري وتشتغلي وتخلقى حياة ليكي.. نفسي ترجعي
تاني تعيشي يا بنتي علشان أنا كمان أقدر أعيش.
خرجت ثريا باكية فال تعرف ما فعلته خطأ أم صواب, هي من كانت ال تحتمل
مجرد التفكير في بعد إبنتها عنها. بل كانت تشعر بسعادة بالغة حين تزوجت
إيناس وقطنت بالشقة المقابلة لشقتها, ولكن الان انقلبت الموازين..
ربما يكون الحل في البُعد وشعرت أن اقتراح الطبيب هو حبل الإنقاذ الوحيد
*
مضت عدة أيام وإيناس تتحاشى الحديث مع الجميع..
وأصبحت تقضي في غرفتها كل وقتها تقريباً..
كانت ثريا تشعر بالأسى والعجز فبعد أن صارحت زوجها بما حدث في غرفة
إبنتها وهو يقضى ليله مستقيظاً يتفكر في حال إبنته..
مسحت دموعها بظهر يداها وعندها شعرت بيد زوجها تحيط كتفيها في حنان,
استدارت له وهي تبتسم لتخفي آثار بكائها وقالت:
ـ مهما مرت السنين برده تأثير البصل قوي!
مسح عبد الرحمن دموع زوجته في حنان ثم قال:
ـ الحاج متولي طلب مني أفضي الشقة.
ثريا:
ـ شقة!.. شقة إيه؟.
عبد الرحمن:
ـ شقة شريف.
ثريا:
ـ بس لسه ناقص سنتين على بال ما مدة العقد تخلص, وإحنا بندفع الايجار.
عبد الرحمن:
ـ ما هو ملوش الزمة بقى.. أنا اتفقت مع ناس بكرة حيجوا يشيلوا العفش كله.
ثريا:
ـ كده حنبيع حاجة بنتنا في يوم وبسهولة كده!
عبد الرحمن:
ـ أيوة يا ثريا.. كل حاجة.
أذعنت ثريا لرغبة زوجها وقد فهمت ما بداخله وقالت:
ـ أمرك.. بس حتقولها؟
عبد الرحمن:
ـ طبعاً.. السكان الجداد حيوصلوا كمان أسبوع, الزم تعرف.
بكت ثريا رغماً عنها وتابعت:
ـ يا حبيبتي يا بنتي.. كده كتير عليها قوي يا عبد الرحمن.. كتير قوي.
عبد الرحمن:
ـ لازم يا ثريا.. لازم تفوق بقى.. طول ما هي حابسة نفسها في الأوضة دي مش
حتفوق.
أنهى عبد الرحمن عبارته وخرج من المطبخ غاضباً دون أن ينتبه إلبنته التي
كانت تقف منزوية بأحد الأركان باكية بعد أن استمعت لحديثه..
*
لم تتوقع ثريا أن يكون رحيل إبنتها بتلك السرعة بعد قرار زوجها, ولكن يبدو أن
إيناس لن تحتمل رؤية شخص آخر بتلك الشرفة غير زوجها, فلم تجد حالً أمامها
سوى الهروب لتلك الوظيفة بعد أن أصر والدها على التخلص من الشقة ولم
يؤثر فيه بكاؤها تارة وعنادها تارة أخرى..
كانت إيناس ما زالت تحضر حقيبتها عندما جاء الدكتور علي ليقلهم بسيارته..
نظرت لها ثريا بحنان ثم أمسكت بوجهها وقبلته وهي تقول:
ـ متزعليش من أبوك يا إيناس, هو عمل كده علشان مصلحتك.
صمتت إيناس لوهلة وحاولت أن تمنع دموعها وهي تقول:
ـ خالص يا ماما أنا مش زعلانة.
ثريا:
ـ طيب خليني أساعدك في ترتيب الشنطة..
منعت إيناس أمها برفق من الاقتراب من محتويات الحقيبة وقالت بإرتباك:
ـ خالص أنا رتبتها ناقص حاجات بسيطة.
ثريا:
ـ الدكتور علي وصل.
إيناس:
ـ وأنا خالص جهزت.
وهكذا ودعت إيناس أمها وأخيها واستقلت السيارة مع أبيها نحو مقر عملها
الجديد..
مستقبل تمنى الاب أن يُخرج إبنته من بئر الماضي بأحزانه.
لم تشعر إيناس بالوقت فقد ظلت شاردة طوال الطريق كعادتها وكأنها أرادت أن
تصرخ معبرة عن سطوتها أمام أبيها والطبيب..
"لن أخرج من أحالمي, ولن أنسى زوجي"..
لا تعرف هل حقاً تخبرهما بذلك أم تخبر نفسها حتى ال يتمكن منها النسيان..
بعد حوالي الساعتين من الزمن وصلت السيارة للمزرعة..
انتبهت إيناس لصوت البوابة الحديدية ووجه الحارس البشوش الذي حياه
الطبيب بنبرة حميمية وسأله عن شخص يدعى المهندس حسن, فأخبره الحارس
أنه بإنتظاره..
مرت السيارة بطريق ممهد على جانبيه أشجار الليمون وقد بدا مظهرها جميلاً
يسر العين, ثم ظهر في الافق مبنى استقبلهم بداخله المهندس حسن وكان به
غرفة مكتبه..
كان رجالً بشوشاً يبدو أنه في الخامسة واألربعين من عمره علمت إيناس من
سياق الحديث أنه زوج أخت طبيبها والمسؤول عن إدارة المكان..
ـ نورتينا يا دكتورة..
كانت تلك هي الكلمات الاولى التي خاطبها بها المهندس حسن..
أومأت إيناس رأسها بابتسامة وشكرته بلطف بعدها تابع الرجل بثقة: ـ أنا
متأكد إنك حترتاحي معانا هنا, ومين ما يرتحش في الشغل مع الخيول!
ابتسمت إيناس وعندها قال الدكتور علي: على رأيك يا حسن.. ده غير الطبيعة والجو النقي.. ولا إيه يا أستاذ عبد
الرحمن؟!
نظر له الاب برضى وقد أبهره المكان وفهم ما كان يقصده الطبيب بقوله أن إبنته
سترتاح بهذا المكان, فالمكان يبدو رائع لإلستجمام ليس فقط للعمل وعندها قال:
ـ المكان فعالً جميل قوي.. أنا ما توقعتوش كده خالص.
حسن:
ـ المزرعة هنا مقسمة 3 أقسام , قسم فيه مصنع األلبان ومزارع المواشي,
وبعديه الأراضي الزراعية, وبعدهم بمسافة 3 كيلو الجزء الأهم والارقى هنا
مزرعة الخيول وده مكان شغلك يا دكتورة.
كانت إيناس صامتة لم توجه أي أسئلة أو تبادر بأي تعليق, فهي حقاً ال تهتم
سواء تعاملت مع الخيول أم مع المواشي, ولكنها كانت تشعر بالراحة لعزلة
المكان, بل وانفرجت أساريرها عندما علمت أن أغلب من يعملون بالمزرعة
مرتكزين في الجزء الاخر حيث توجد مزارع المواشي وتليها الألراضي
الزراعية, ولكن بهذا القسم ال يوجد سوى المهندس حسن وزوجته والعمال
المسؤولون عن مزرعة الخيول وصاحب المزرعة الذي يتواجد خارج البالد
اآلن.
نظر حسن إليناس وأبيها ثم تابع:
ـ طيب.. تتفضلوا دلوقتي على مكان سكنك يا دكتورة تشوفيه وبعدين تشرفونا
على الغدا.
عبد الرحمن:
ـ يا خبر ما فيش داعي يا بشمهندس.
حسن: إيه يا دكتور علي!.. هما ما يعرفوش أختك وال إيه!.. دي فرحت جداً لما عرفت
إن الدكتورة إيناس حتشتغل معانا هنا وبتراهن إنكم حتكونوا أصحاب..
إبتسمت إيناس للرجل ولكنها شعرت بالضيق فآخر ما ينقصها امرأة وحيدة ربما
تسعى لشغل وقتها بالثرثرة!
****
كان موقع السكن مميزاً يتكون من ثالث فلل صغيرة اصطفت بجانب بعضها
البعض بتنسيق معماري مميز أدهش إيناس وأبيها, ولكن المهندس حسن أجاب
على دهشتهما سريعاً عندما قال:
ـ أصل المكان هنا مشروع لمنتجع سياحي, والفلل دي أول عينة..
عبد الرحمن:
ـ منتجع سياحي!
حسن:
ـ مستغرب ليه يا فندم!!.. مش شرط المكان السياحي يكون بس بحر, دول كتير
قوي فيها مشاريع زي دي.. خضرة وشجر.. وهنا بقى عندنا مزرعة الخيل, وفي
المستقبل حيكون في مزرعة نعام وده بقى يبقى حلم خالد.
عبد الرحمن:
ـ خالد!.. خالد مين؟
حسن:
ـ المهندس خالد.. صاحب المزرعة هو في أمريكا دلوقتي.
عبد الرحمن:
ـ هو بصراحة المكان رائع.
حسن:
ـ إتفضلي يا دكتورة دي الفيال بتاعتك, هي غرفتين نوم ورسيبشن ومطبخ
أمريكي, وكمان في جنينة صغيرة.. ده الاستايل بتاع الفلل هنا.. لما نخلص
مشروع المنتجع إن شاء هللا .. اتفضلوا ارتاحوا ومنتظركم أنا والمدام كمان نص
ساعة على الغدا.
دخلت إيناس وأبيها للفيال وعندها الحظت روعة المكان..
كانت الفيال مؤثثة على الطراز الغربي تتكون من غرفتين للنوم بفارق حوالي 6
درجات صعوداً عن غرفة الجلوس الواسعة والمطبخ الأمريكي..
والحظت وجود حديقة خلفية بجانب غرفة الجلوس لم تستطع أن تمنع نفسها من
الخروج إليها والاستمتاع برائحة الورود واستنشاق نسمات الهواء الحر..
أغمضت عينيها وشعرت بالراحة عندما لمست الهدوء والعزلة بالمكان..
نعم..
فتلك العزلة هي أقصى أمانيها اآلن لتنفرد ربما بضوء القمر ونسمات الهواء
العليل..
تركض في بحر خيالها دون حواجز أو قيود, ويصبح شريف هو رفيق عزلتها
األوحد.
لم تكن تعلم أنها عزلة مؤقتة..
ولم تلحظ أن هناك فيلا ملاصقة تشترك معها بنفس الحديقة, ولا يفصلها عنها
سوى بعض الشجيرات الصغيرة.
#همس_الجياد
ثريا:
ـ الدكتور علي وصل.
إيناس:
ـ وأنا خالص جهزت.
وهكذا ودعت إيناس أمها وأخيها واستقلت السيارة مع أبيها نحو مقر عملها
الجديد..
مستقبل تمنى الاب أن يُخرج إبنته من بئر الماضي بأحزانه.
لم تشعر إيناس بالوقت فقد ظلت شاردة طوال الطريق كعادتها وكأنها أرادت أن
تصرخ معبرة عن سطوتها أمام أبيها والطبيب..
"لن أخرج من أحالمي, ولن أنسى زوجي"..
لا تعرف هل حقاً تخبرهما بذلك أم تخبر نفسها حتى ال يتمكن منها النسيان..
بعد حوالي الساعتين من الزمن وصلت السيارة للمزرعة..
انتبهت إيناس لصوت البوابة الحديدية ووجه الحارس البشوش الذي حياه
الطبيب بنبرة حميمية وسأله عن شخص يدعى المهندس حسن, فأخبره الحارس
أنه بإنتظاره..
مرت السيارة بطريق ممهد على جانبيه أشجار الليمون وقد بدا مظهرها جميلاً
يسر العين, ثم ظهر في الافق مبنى استقبلهم بداخله المهندس حسن وكان به
غرفة مكتبه..
كان رجالً بشوشاً يبدو أنه في الخامسة واألربعين من عمره علمت إيناس من
سياق الحديث أنه زوج أخت طبيبها والمسؤول عن إدارة المكان..
ـ نورتينا يا دكتورة..
كانت تلك هي الكلمات الاولى التي خاطبها بها المهندس حسن..
أومأت إيناس رأسها بابتسامة وشكرته بلطف بعدها تابع الرجل بثقة: ـ أنا
متأكد إنك حترتاحي معانا هنا, ومين ما يرتحش في الشغل مع الخيول!
ابتسمت إيناس وعندها قال الدكتور علي: على رأيك يا حسن.. ده غير الطبيعة والجو النقي.. ولا إيه يا أستاذ عبد
الرحمن؟!
نظر له الاب برضى وقد أبهره المكان وفهم ما كان يقصده الطبيب بقوله أن إبنته
سترتاح بهذا المكان, فالمكان يبدو رائع لإلستجمام ليس فقط للعمل وعندها قال:
ـ المكان فعالً جميل قوي.. أنا ما توقعتوش كده خالص.
حسن:
ـ المزرعة هنا مقسمة 3 أقسام , قسم فيه مصنع األلبان ومزارع المواشي,
وبعديه الأراضي الزراعية, وبعدهم بمسافة 3 كيلو الجزء الأهم والارقى هنا
مزرعة الخيول وده مكان شغلك يا دكتورة.
كانت إيناس صامتة لم توجه أي أسئلة أو تبادر بأي تعليق, فهي حقاً ال تهتم
سواء تعاملت مع الخيول أم مع المواشي, ولكنها كانت تشعر بالراحة لعزلة
المكان, بل وانفرجت أساريرها عندما علمت أن أغلب من يعملون بالمزرعة
مرتكزين في الجزء الاخر حيث توجد مزارع المواشي وتليها الألراضي
الزراعية, ولكن بهذا القسم ال يوجد سوى المهندس حسن وزوجته والعمال
المسؤولون عن مزرعة الخيول وصاحب المزرعة الذي يتواجد خارج البالد
اآلن.
نظر حسن إليناس وأبيها ثم تابع:
ـ طيب.. تتفضلوا دلوقتي على مكان سكنك يا دكتورة تشوفيه وبعدين تشرفونا
على الغدا.
عبد الرحمن:
ـ يا خبر ما فيش داعي يا بشمهندس.
حسن: إيه يا دكتور علي!.. هما ما يعرفوش أختك وال إيه!.. دي فرحت جداً لما عرفت
إن الدكتورة إيناس حتشتغل معانا هنا وبتراهن إنكم حتكونوا أصحاب..
إبتسمت إيناس للرجل ولكنها شعرت بالضيق فآخر ما ينقصها امرأة وحيدة ربما
تسعى لشغل وقتها بالثرثرة!
****
كان موقع السكن مميزاً يتكون من ثالث فلل صغيرة اصطفت بجانب بعضها
البعض بتنسيق معماري مميز أدهش إيناس وأبيها, ولكن المهندس حسن أجاب
على دهشتهما سريعاً عندما قال:
ـ أصل المكان هنا مشروع لمنتجع سياحي, والفلل دي أول عينة..
عبد الرحمن:
ـ منتجع سياحي!
حسن:
ـ مستغرب ليه يا فندم!!.. مش شرط المكان السياحي يكون بس بحر, دول كتير
قوي فيها مشاريع زي دي.. خضرة وشجر.. وهنا بقى عندنا مزرعة الخيل, وفي
المستقبل حيكون في مزرعة نعام وده بقى يبقى حلم خالد.
عبد الرحمن:
ـ خالد!.. خالد مين؟
حسن:
ـ المهندس خالد.. صاحب المزرعة هو في أمريكا دلوقتي.
عبد الرحمن:
ـ هو بصراحة المكان رائع.
حسن:
ـ إتفضلي يا دكتورة دي الفيال بتاعتك, هي غرفتين نوم ورسيبشن ومطبخ
أمريكي, وكمان في جنينة صغيرة.. ده الاستايل بتاع الفلل هنا.. لما نخلص
مشروع المنتجع إن شاء هللا .. اتفضلوا ارتاحوا ومنتظركم أنا والمدام كمان نص
ساعة على الغدا.
دخلت إيناس وأبيها للفيال وعندها الحظت روعة المكان..
كانت الفيال مؤثثة على الطراز الغربي تتكون من غرفتين للنوم بفارق حوالي 6
درجات صعوداً عن غرفة الجلوس الواسعة والمطبخ الأمريكي..
والحظت وجود حديقة خلفية بجانب غرفة الجلوس لم تستطع أن تمنع نفسها من
الخروج إليها والاستمتاع برائحة الورود واستنشاق نسمات الهواء الحر..
أغمضت عينيها وشعرت بالراحة عندما لمست الهدوء والعزلة بالمكان..
نعم..
فتلك العزلة هي أقصى أمانيها اآلن لتنفرد ربما بضوء القمر ونسمات الهواء
العليل..
تركض في بحر خيالها دون حواجز أو قيود, ويصبح شريف هو رفيق عزلتها
األوحد.
لم تكن تعلم أنها عزلة مؤقتة..
ولم تلحظ أن هناك فيلا ملاصقة تشترك معها بنفس الحديقة, ولا يفصلها عنها
سوى بعض الشجيرات الصغيرة.
#همس_الجياد
اسكريبت
واقف قُدام الباب لابس بدلة وباصص في الساعة وخايف الوقت يسرقني ومالحقش أعمل الحاجة اللي فضلت عايش عُمري كُله مستنيها.
صوت نفسي بيزيد بالتدريج، نبض القلب سريع..
ورعشة في إيدي مش عارف إيه سببها، بس برغم ده كُله فضلت ماسك الجواب اللي في إيدي بكُل طاقتي، وكإنه فرصتي الأخيرة ورسالِة ربنا ليا اللي فضلت طول عُمري مستنيها
رسالة اتكتبت بدموع أم فِضلِت صابرة ١٥ سنة محرومة مِن نعمة الخِلفة بكل إيمان وقلب نضيف، وبخط إيد أب إتفرم مِن الزمن علشان بس يقدر يدفع ضريبة العيشة وياخد حظُه في كام رغيف.
وفجأة..
سمعت صوت الأم وهي بتصرخ :
- يااااااارب، بنتي لا ياااارب.
مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله...
"وصوت عياطها بقي عالي"
في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما.
بس ثانية...
تعالوا نرجع لورا شوية.
وبالمرة نبدأ العُمر مِن الأول.
"كُلنا إتولدنا بقلب أبيض ومليان نور وبس.
بس اللي يفهم الدُنيا صح هيعرف إن .....
وصوت راجل عجوز عديت جمبه صدفة وأنا رايح المدرسة بيكمل كلامي بصوت جميل وبيقول:
- إن الدُنيا دانية وفانية، وإن الله مع الصابرين."
فضلت قاعد سرحان ويفكّر في كلام الراجل ده وقت كبير جدًا، لحد ما لاقيت المُدرِس اللي دايمًا بيتريق عليا ويحسسني إني أقل من صحابي في كُل حاجة واقف قُدامي وبيضحك وهو مشاور عليا وبيقول:
- وإنت نفسك تكون إيه لما تكبر بقي يا خالد؟
" فضلت أبص يمين وشمال ولاقيت صحابي كُلهم مركزين عليا، فـ وقفت وقُلت:
= نفسي أكون دكتور قلب كبير ومشهور وأعالج كل الغلابة ببلاش.
" بص عليا وفضل ساكت وفجأة لاقيته إنفجر بالضحك، وشاور علي واحد صاحبي وقال:
- طب يوسف أبوه مُهندس وهو عايز يطلع مُهندس زيه.
"وشاور علي بنت"
- وآية باباها دكتور مشهور في الجامعة وهي نفسها تكون زيه.
"وراح مقرب مني جامد وهامس في ودني:
- إنت قولتلي باباك شغال إيه؟
" قلبي بدأ ينبض بسرعة وإتوترت، فـ بلعت ريقي وقُلت:
= بيطلع كل يوم الفجر ويقعد علي الطريق واللي بيحتاجُه في أي شُغلانة بيروح معاه.
فـ راح مخبط علي كتفي وقال:
- إنت شكلك موهوم يابني، فـ نصيحة مني لو حِلِمت في يوم، إحلم حِلم صغير، ها!!
حلم صغير أوي علي قدك يا خالد.
"العصفور لما يتقص جناحُه وهو صغير، مستحيل ييجي عليه يوم ويطير فوق السحاب".
في اليوم ده فضلت سهران طول الليل ومن كُتر التفكير ماعرفتش أنام، فـ رُحت أتسحّب بِراحة علي أوضة أبويا وأمي علشان مايصحوش، وأول ما وصلت حطيت راسي فوق قلب أبويا وأنا عمال أعيط وكاتم صوتي بالعافية، وبفكر في كلام المُدرس السلبي، وخايف أوي إن القلب ده يُقف لإن أبويا قالي لو وقف هيموت ومش هيكون موجود معانا.
فـ روحت مطبطب علي قلبه وقُلت وانا بهمس:
- مش هيقف يا حبيبي ماتخفش ولما أكبر هعالجهولك.
في اليوم ده أخدت قرار إن مِن وانا لسه في إعدادي هحوش كل مصاريفي وأجيب كُتب جراحة قلوب وهفضل اقرأ فيها لحد ما أبقي دكتور قلب كبير وأعالج كل قلب موجوع وماحدش حاسس بيه.
ودخلت أوضتي ومسكت قلم ألون وكتبت علي الحيط:
"طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام."
واليوم يجيب أسبوع والشهر يجيب سنة وطول الفترة دي مابعملش حاجة غير إني بذاكر وبقرأ في الكُتب اللي بشتريها وبس.
"مع كل أول نبضة لقلب طفل لسه خارج للدُنيا، بيكون فيه قُدامها ضريبة إن واحد قلبه ينبض نبضتُه الأخيرة"
وجِه اليوم اللي أبويا هو اللي دفع فيه الضريبة دي، وراح جمب أكتر حد حنين وهيحس بالوجع اللي كان في قلبه وهيعوضُه كل خير.
ساعتها ماكنتش عارف أعمل إيه، وحسيت إن كُل حاجة عملتها رجعِت للصِفر، فأخدت ولاعة ودخلت أوضتي وحطيت كُل كُتب الطب وولعت ورقة علشان أرميها وسطهم.
بس عيني جت علي جُملة:
"طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام."
في الوقت ده افتكرت لما قُلت للمُدرِس:
إني هعالج كل الناس الغلابة ببلاش، وافتكرت كمان أبويا وإنه قد إيه هيفرح لما يشوفني بعمل كدة، وبريح الناس من وجع كان تاعبُه.
فـ طفيت الورقة وخرجت ناحية المدرسة الإعدادي اللي كنت فيها وسألت علي المُدرس اللي كان بيتريق عليا، ولما عرفت إنه في حصة دخلت الفصل اللي موجود فيه من غير إستئذان ووقفت قدامه.
= أنت ليه ما سألتنيش عن السبب اللي خلاني أقولك أنا عاوز أطلع دكتور قلب!!
"فِضِل ساكت ومستغرب مِن الموقف وكلامي".
"فبصيت في عينيه بغضب"
= أبويا اللي كنت بتتريق عليه كان مريض قلب، وبرغم ده كله كان بيخرج كل يوم يشتغل ويشيل فوق طاقتُه علشان يوفرلي رغيف أقدر أعيش منه، يوفرلي فلوس أقدر أتعلم منها، كان بيعلمني إزاي أطلع راجل في وقت الرجالة فيه بقت مُجرد كلمة بتتكتب في البطاقة.
أيوة زي البطاقة اللي في جيب حضرتك دي بالضبط.
واقف قُدام الباب لابس بدلة وباصص في الساعة وخايف الوقت يسرقني ومالحقش أعمل الحاجة اللي فضلت عايش عُمري كُله مستنيها.
صوت نفسي بيزيد بالتدريج، نبض القلب سريع..
ورعشة في إيدي مش عارف إيه سببها، بس برغم ده كُله فضلت ماسك الجواب اللي في إيدي بكُل طاقتي، وكإنه فرصتي الأخيرة ورسالِة ربنا ليا اللي فضلت طول عُمري مستنيها
رسالة اتكتبت بدموع أم فِضلِت صابرة ١٥ سنة محرومة مِن نعمة الخِلفة بكل إيمان وقلب نضيف، وبخط إيد أب إتفرم مِن الزمن علشان بس يقدر يدفع ضريبة العيشة وياخد حظُه في كام رغيف.
وفجأة..
سمعت صوت الأم وهي بتصرخ :
- يااااااارب، بنتي لا ياااارب.
مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله...
"وصوت عياطها بقي عالي"
في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما.
بس ثانية...
تعالوا نرجع لورا شوية.
وبالمرة نبدأ العُمر مِن الأول.
"كُلنا إتولدنا بقلب أبيض ومليان نور وبس.
بس اللي يفهم الدُنيا صح هيعرف إن .....
وصوت راجل عجوز عديت جمبه صدفة وأنا رايح المدرسة بيكمل كلامي بصوت جميل وبيقول:
- إن الدُنيا دانية وفانية، وإن الله مع الصابرين."
فضلت قاعد سرحان ويفكّر في كلام الراجل ده وقت كبير جدًا، لحد ما لاقيت المُدرِس اللي دايمًا بيتريق عليا ويحسسني إني أقل من صحابي في كُل حاجة واقف قُدامي وبيضحك وهو مشاور عليا وبيقول:
- وإنت نفسك تكون إيه لما تكبر بقي يا خالد؟
" فضلت أبص يمين وشمال ولاقيت صحابي كُلهم مركزين عليا، فـ وقفت وقُلت:
= نفسي أكون دكتور قلب كبير ومشهور وأعالج كل الغلابة ببلاش.
" بص عليا وفضل ساكت وفجأة لاقيته إنفجر بالضحك، وشاور علي واحد صاحبي وقال:
- طب يوسف أبوه مُهندس وهو عايز يطلع مُهندس زيه.
"وشاور علي بنت"
- وآية باباها دكتور مشهور في الجامعة وهي نفسها تكون زيه.
"وراح مقرب مني جامد وهامس في ودني:
- إنت قولتلي باباك شغال إيه؟
" قلبي بدأ ينبض بسرعة وإتوترت، فـ بلعت ريقي وقُلت:
= بيطلع كل يوم الفجر ويقعد علي الطريق واللي بيحتاجُه في أي شُغلانة بيروح معاه.
فـ راح مخبط علي كتفي وقال:
- إنت شكلك موهوم يابني، فـ نصيحة مني لو حِلِمت في يوم، إحلم حِلم صغير، ها!!
حلم صغير أوي علي قدك يا خالد.
"العصفور لما يتقص جناحُه وهو صغير، مستحيل ييجي عليه يوم ويطير فوق السحاب".
في اليوم ده فضلت سهران طول الليل ومن كُتر التفكير ماعرفتش أنام، فـ رُحت أتسحّب بِراحة علي أوضة أبويا وأمي علشان مايصحوش، وأول ما وصلت حطيت راسي فوق قلب أبويا وأنا عمال أعيط وكاتم صوتي بالعافية، وبفكر في كلام المُدرس السلبي، وخايف أوي إن القلب ده يُقف لإن أبويا قالي لو وقف هيموت ومش هيكون موجود معانا.
فـ روحت مطبطب علي قلبه وقُلت وانا بهمس:
- مش هيقف يا حبيبي ماتخفش ولما أكبر هعالجهولك.
في اليوم ده أخدت قرار إن مِن وانا لسه في إعدادي هحوش كل مصاريفي وأجيب كُتب جراحة قلوب وهفضل اقرأ فيها لحد ما أبقي دكتور قلب كبير وأعالج كل قلب موجوع وماحدش حاسس بيه.
ودخلت أوضتي ومسكت قلم ألون وكتبت علي الحيط:
"طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام."
واليوم يجيب أسبوع والشهر يجيب سنة وطول الفترة دي مابعملش حاجة غير إني بذاكر وبقرأ في الكُتب اللي بشتريها وبس.
"مع كل أول نبضة لقلب طفل لسه خارج للدُنيا، بيكون فيه قُدامها ضريبة إن واحد قلبه ينبض نبضتُه الأخيرة"
وجِه اليوم اللي أبويا هو اللي دفع فيه الضريبة دي، وراح جمب أكتر حد حنين وهيحس بالوجع اللي كان في قلبه وهيعوضُه كل خير.
ساعتها ماكنتش عارف أعمل إيه، وحسيت إن كُل حاجة عملتها رجعِت للصِفر، فأخدت ولاعة ودخلت أوضتي وحطيت كُل كُتب الطب وولعت ورقة علشان أرميها وسطهم.
بس عيني جت علي جُملة:
"طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام."
في الوقت ده افتكرت لما قُلت للمُدرِس:
إني هعالج كل الناس الغلابة ببلاش، وافتكرت كمان أبويا وإنه قد إيه هيفرح لما يشوفني بعمل كدة، وبريح الناس من وجع كان تاعبُه.
فـ طفيت الورقة وخرجت ناحية المدرسة الإعدادي اللي كنت فيها وسألت علي المُدرس اللي كان بيتريق عليا، ولما عرفت إنه في حصة دخلت الفصل اللي موجود فيه من غير إستئذان ووقفت قدامه.
= أنت ليه ما سألتنيش عن السبب اللي خلاني أقولك أنا عاوز أطلع دكتور قلب!!
"فِضِل ساكت ومستغرب مِن الموقف وكلامي".
"فبصيت في عينيه بغضب"
= أبويا اللي كنت بتتريق عليه كان مريض قلب، وبرغم ده كله كان بيخرج كل يوم يشتغل ويشيل فوق طاقتُه علشان يوفرلي رغيف أقدر أعيش منه، يوفرلي فلوس أقدر أتعلم منها، كان بيعلمني إزاي أطلع راجل في وقت الرجالة فيه بقت مُجرد كلمة بتتكتب في البطاقة.
أيوة زي البطاقة اللي في جيب حضرتك دي بالضبط.
أنا موجوع، وجوايا كراهية الدنيا كلها من ناحيتك، ومن ناحية كل واحد مُتنمر بيهد في طموح وشغف غيره، كراهية لكل شخص معدوم الإنسانية كل تفكيره إن ابن الدكتور بيطلع دكتور، والمهندس لازم إبنه يكون زيه، وأي حاجة غير كدة لا.
أنا دلوقتي جايلك مكسور وقلبي موجوع ومليان نار، وبقولك إن من رَحِم الوجع والكلام السلبي بيتولد النجاح والمُعجزات.
أنا جايز ماقدرش في يوم إني أعالج القلوب بـِ الطِب زي ما أنت قولتلي، بس واثق إني هقدر أعالجها حتي لو بكلمة حلوة تطيّب بخاطرها.
في اليوم ده مشيت وسيبته وقررت إني بدل ما بتعلِم وبذاكر الطب بس، لا أنا هشتغل كمان وأصرف علي أمي اللي مابقاش حد ليها غيري..
كنت شوية ببيع مناديل، وشوية بقول عسلية سمسمية وأنا ماشي في القطر، اشتغلت في كل حاجة تقريبًا،
صحيح خسرت كتير من صحتي وطفولتي.
بس كسبت نفسي ورجولتي وفهمت كلام الراجل العجوز لما قال:
- إن الدنيا دانية وفانية، وإن الله مع الصابرين.
وفجأة وفي غمضة عين
عدِت الدنيا وسرقت مني سنين وسنيييين.
ودلوقتي قاعد في جنينة المستشفي
ويبدأ العد التنازُلي قبل ما أتِم مِن عُمري السِتين.
وعمال افتكر في ذكريات قديمة ووشوش قديمة، تفاصيل سايبة جوا القلب علامة، بس صدق اللي قال إن الدنيا زي الدوامة.
بنفضل نلف جواها ونعافر ونفكر في بُكره، وبرضو مابنخدش غير رزقنا اللي مكتوبلنا.
ومرة واحدة شوفت كيس عصير بعيد مرمي علي الأرض روحت ناحيته ولسه بوطي علشان أشيلُه:
- لا يا دكتور ماينفعش والله، إيه اللي أنت بتعمله ده بس!!!
" خبطت علي كتف محمود عامل النظافة في المستشفي بتاعي وابتسمت وقُلت:
= هو أنت أحسن مني يعني علشان تنضف المستشفي وأنا لا؟
- لا ماقصُدش والله بس....
= كلنا في الدنيا واحد يا محمود، ماحدش أحسن من حد، واللي يلاقي حاجة غلط يصلحها من نفسه ومايستناش التاني ييجي علشان يعملها، عارف كيس العصير ده لو فضل مكانه إيه اللي هيحصل؟
" بص عليا بـ استغراب:
- إيه؟
= كمان أسبوع هيكون مقلب زبالة كبير، هي الدنيا كدة يابني، والمشكلة بتبدأ بغلطة صغيرة أوي تكاد لا تُذكر ولما بنهمِلها بتفضل تكبر وتكبر لحد ما تتحول لكارثة.
فلو ما عالِجناش المشكلة في أولها عواقبها هتكون مستحيلة الحل.
مسكت كيس العصير وروحت ناحية صندوق الزبالة ورميته ولسه بلف وشي.
وفجأة....
لفت انتباهي ظرف موجود جوا الصندوق، فـ وطيت وجيبته وبدأت اقرأ اللي مكتوب جواه:
" دكتور "خالد المصري" أنا الحاج كريم من أسوان عندي ٥٥ سنة، شغال علي باب الله، بطلع كل يوم الفجر أقعد علي الطريق وأستني أي حد ياخدني معاه أشتغل، والدنيا حقيقي صعبة معايا لإني مابقتش أقدر أفرِد ضهري، ودلوقتي جايلك من غير ما مراتي تِعرف علشان أقدملك طلب إنك تعالج بنتي.
أنا ومراتي متجوزين من ١٥ سنة وربنا ما أنعمش علينا طول المدة دي بنعمة الخِلفة، وبعد كل الصبر ده بنتي جت للدنيا من ٣ شهور، ومحتاجة عملية قلب مفتوح في أسرع وقت، لإن حالتها كل يوم بتسوء عن اللي قبله.
بالله عليك أقف جمب أب الزمن دوِّب قلبُه".
دموعي نزلت غصب عني..
الراجل ده ظروفه كانت زيي بالضبط، وشغال نفس الشغل بتاع أبويا!!!
لفيت ضهر الورقة لاقيت مكتوب عليا:
"بنتي الغالية ياسمين، أعذريني يا نور عيني، بس معلش حظك قليل في الدنيا، والدكتور طلع مسافر برا مصر واللي شغالين عنده مش راضيين يقبلوا حالتك.
أشوفك في جنة ربنا يا حتة مِن قلبي وروحي.
الغلابة اللي زينا يابنتي تقريبًا مالهُمش مكان وسط القلوب السودا اللي في الأرض.
بكره معادنا في الجنة وأحس بقلبك وهو سليم وأكون فرحان بيكي وأنا شايفك جميلة وبتضحكي.
والله أبوكي عمل المستحيل علشانك، لدرجة إنه استلف فلوس المواصلات علشان يعرف ييجي لحد هنا فسامحيني يابنتي.
سامحيني يا جنة من ربنا جاتلي علي الأرض بس ماليش نصيب كبير فيها."
" في اللحظة دي قلبي كإنه إتخلع من مكانه، وركبت العربية بتاعتي وبدأت أسوق بسرعة زي الملهوف علي بنته من الموت وسافرت من القاهرة لأسوان، سافرت ١٢ ساعة بتحدي فيهم الزمن الوقت، لحد ما وصلت للعنوان ووقفت قدام الباب، وبدأت آخد نفس طويل، وأطلعه بالراحة علشان أهدأ.
وفجأة..
سمعت صوت الأم بتصرخ وبتتكلم بسرعة أوي:
- يااااااارب، بنتي لا ياااارب.
مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله...
"وصوت عياطها بقي عالي"
في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما، وكإني شايف قلب أبويا في اللحظة اللي وقف فيها، ومش عاوزها تتكرر تاني.
وأول ما خبطت علي الباب، لاقيت راجل ضهره محني وماشي بالعافية..
- أنت مين يا أستاذ؟
= أنت الحاج كريم؟
- أيوة.
"دموعي سالت زي الشلال"
= هو الدعاء ممكن يغير القدر يا حاج؟
- أكيد يا أستاذ، رب المسحيل قادر يخلي كل شيء جايز.
"وصوت الأم بيقاطع كلامنا وهي بتقول:
- مُعجزة من عندك يارب بنتي قلبها هيُقف يااارب.
= الجواب ده بتاعك؟
أنا دلوقتي جايلك مكسور وقلبي موجوع ومليان نار، وبقولك إن من رَحِم الوجع والكلام السلبي بيتولد النجاح والمُعجزات.
أنا جايز ماقدرش في يوم إني أعالج القلوب بـِ الطِب زي ما أنت قولتلي، بس واثق إني هقدر أعالجها حتي لو بكلمة حلوة تطيّب بخاطرها.
في اليوم ده مشيت وسيبته وقررت إني بدل ما بتعلِم وبذاكر الطب بس، لا أنا هشتغل كمان وأصرف علي أمي اللي مابقاش حد ليها غيري..
كنت شوية ببيع مناديل، وشوية بقول عسلية سمسمية وأنا ماشي في القطر، اشتغلت في كل حاجة تقريبًا،
صحيح خسرت كتير من صحتي وطفولتي.
بس كسبت نفسي ورجولتي وفهمت كلام الراجل العجوز لما قال:
- إن الدنيا دانية وفانية، وإن الله مع الصابرين.
وفجأة وفي غمضة عين
عدِت الدنيا وسرقت مني سنين وسنيييين.
ودلوقتي قاعد في جنينة المستشفي
ويبدأ العد التنازُلي قبل ما أتِم مِن عُمري السِتين.
وعمال افتكر في ذكريات قديمة ووشوش قديمة، تفاصيل سايبة جوا القلب علامة، بس صدق اللي قال إن الدنيا زي الدوامة.
بنفضل نلف جواها ونعافر ونفكر في بُكره، وبرضو مابنخدش غير رزقنا اللي مكتوبلنا.
ومرة واحدة شوفت كيس عصير بعيد مرمي علي الأرض روحت ناحيته ولسه بوطي علشان أشيلُه:
- لا يا دكتور ماينفعش والله، إيه اللي أنت بتعمله ده بس!!!
" خبطت علي كتف محمود عامل النظافة في المستشفي بتاعي وابتسمت وقُلت:
= هو أنت أحسن مني يعني علشان تنضف المستشفي وأنا لا؟
- لا ماقصُدش والله بس....
= كلنا في الدنيا واحد يا محمود، ماحدش أحسن من حد، واللي يلاقي حاجة غلط يصلحها من نفسه ومايستناش التاني ييجي علشان يعملها، عارف كيس العصير ده لو فضل مكانه إيه اللي هيحصل؟
" بص عليا بـ استغراب:
- إيه؟
= كمان أسبوع هيكون مقلب زبالة كبير، هي الدنيا كدة يابني، والمشكلة بتبدأ بغلطة صغيرة أوي تكاد لا تُذكر ولما بنهمِلها بتفضل تكبر وتكبر لحد ما تتحول لكارثة.
فلو ما عالِجناش المشكلة في أولها عواقبها هتكون مستحيلة الحل.
مسكت كيس العصير وروحت ناحية صندوق الزبالة ورميته ولسه بلف وشي.
وفجأة....
لفت انتباهي ظرف موجود جوا الصندوق، فـ وطيت وجيبته وبدأت اقرأ اللي مكتوب جواه:
" دكتور "خالد المصري" أنا الحاج كريم من أسوان عندي ٥٥ سنة، شغال علي باب الله، بطلع كل يوم الفجر أقعد علي الطريق وأستني أي حد ياخدني معاه أشتغل، والدنيا حقيقي صعبة معايا لإني مابقتش أقدر أفرِد ضهري، ودلوقتي جايلك من غير ما مراتي تِعرف علشان أقدملك طلب إنك تعالج بنتي.
أنا ومراتي متجوزين من ١٥ سنة وربنا ما أنعمش علينا طول المدة دي بنعمة الخِلفة، وبعد كل الصبر ده بنتي جت للدنيا من ٣ شهور، ومحتاجة عملية قلب مفتوح في أسرع وقت، لإن حالتها كل يوم بتسوء عن اللي قبله.
بالله عليك أقف جمب أب الزمن دوِّب قلبُه".
دموعي نزلت غصب عني..
الراجل ده ظروفه كانت زيي بالضبط، وشغال نفس الشغل بتاع أبويا!!!
لفيت ضهر الورقة لاقيت مكتوب عليا:
"بنتي الغالية ياسمين، أعذريني يا نور عيني، بس معلش حظك قليل في الدنيا، والدكتور طلع مسافر برا مصر واللي شغالين عنده مش راضيين يقبلوا حالتك.
أشوفك في جنة ربنا يا حتة مِن قلبي وروحي.
الغلابة اللي زينا يابنتي تقريبًا مالهُمش مكان وسط القلوب السودا اللي في الأرض.
بكره معادنا في الجنة وأحس بقلبك وهو سليم وأكون فرحان بيكي وأنا شايفك جميلة وبتضحكي.
والله أبوكي عمل المستحيل علشانك، لدرجة إنه استلف فلوس المواصلات علشان يعرف ييجي لحد هنا فسامحيني يابنتي.
سامحيني يا جنة من ربنا جاتلي علي الأرض بس ماليش نصيب كبير فيها."
" في اللحظة دي قلبي كإنه إتخلع من مكانه، وركبت العربية بتاعتي وبدأت أسوق بسرعة زي الملهوف علي بنته من الموت وسافرت من القاهرة لأسوان، سافرت ١٢ ساعة بتحدي فيهم الزمن الوقت، لحد ما وصلت للعنوان ووقفت قدام الباب، وبدأت آخد نفس طويل، وأطلعه بالراحة علشان أهدأ.
وفجأة..
سمعت صوت الأم بتصرخ وبتتكلم بسرعة أوي:
- يااااااارب، بنتي لا ياااارب.
مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله...
"وصوت عياطها بقي عالي"
في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما، وكإني شايف قلب أبويا في اللحظة اللي وقف فيها، ومش عاوزها تتكرر تاني.
وأول ما خبطت علي الباب، لاقيت راجل ضهره محني وماشي بالعافية..
- أنت مين يا أستاذ؟
= أنت الحاج كريم؟
- أيوة.
"دموعي سالت زي الشلال"
= هو الدعاء ممكن يغير القدر يا حاج؟
- أكيد يا أستاذ، رب المسحيل قادر يخلي كل شيء جايز.
"وصوت الأم بيقاطع كلامنا وهي بتقول:
- مُعجزة من عندك يارب بنتي قلبها هيُقف يااارب.
= الجواب ده بتاعك؟
" أول ما عينه شافت الجواب، لاقيته بيعيط بصوت عالي وطلع الشارع وبص للسما"
- أنا يارب!!! وقفت جمبي أنا يارب؟؟
ده أنا عصيتك كتير ويأست أكتر.
وقفت جمب كريم الضعيف اللي الزمن حني ضهره وكسر قلبه؟؟
جمب كريم اللي مالوش حد في الدنيا يساعده؟؟
" أخدتُه في حضني وبدأت أهدي فيه وقُلت:
= ربك جمبك، وهو الوحيد اللي يقدر يساعدك ياعم كريم.
" مسح دموعه وبص في وشي بـ استغراب"
- بس أنت مين يا أستاذ، شكلك إبن ناس ومليان هيبة!
= أنا؟
- أيوة إنت.
" حسيت بخنقة شديدة في قلبي ومابقتش قادر أتحكم في دموعي وقلت بصوت متقطع:
= أنا واحد أبوه كان زيك بالضبط ومات علشان ماكنش معاه فلوس يتعالِج وماحدش وقف جمبه، أنا واحد الزمن كسر ضهره زيك برضو وصِبر فوق صبر الدنيا ألف صبر كمان.
أنا الدكتور "خالد المصري" أشهر دكتور جراح قلوب في ألمانيا، وصاحب المستشفي اللي أنت كنت جاي عندها علشان تكشف فيها علي بنتك يا حاج.
" إيده بدأت ترتعش وبص للسما"
- مراتي دعتك بمُعجزة، أنت سمعتها؟؟؟
سمعتها وبعتتلي الشخص اللي أنا لفيت الدنيا كلها علشان بس أشوفه!!
باعتهولي لحد بيتي؟؟؟
" في اللحظة دي حطيت إيدي علي قلبه وقُلت:
= هو حقيقي الدعاء بيغير القدر يا حاج كريم؟؟
"فضل يمشي قدام البيت وهو باصص للسما وبيقول بصوت واطي وكلام مش واضح:
- رب المُعجزات قادر علي كل حاجة..
رب القدر قادر علي تغيير القدر.
ربنا سِمِعني، ربنا سِمِعني وبعت المُعجزة لمراتي.
" أخدتهم معايا في العربية وطول الطريق كنت متابع حالة البنت وأول ما وصلنا المستشفي كانت أوضة العمليات جاهزة، وبدأت في تنفيذ عملية قلب مفتوح وتوسيع شرايين وتبديل صمامات لطفلة لسه ماتمتش ٣ شهور، عملية كانت تكاد مُستحيلة.
واللي إتمنيته زمان بقي دلوقتي قدام عينيا.
إني أبقي دكتور قلب كبير، وأعالج قلوب الغلابة ببلاش.
وإن الدكتور مش لازم يكون أبوه دكتور.
بس ثواني، وقبل ما قلبي يُقف والدنيا تتحول.
فيه أمل جديد إتولد، وهيحكي عُمري من الأول.
___
صوت المكان هادي تمامًا وكله مستنيني أكمّل كلامي،
فـ مسِكت المايك وقُلت بصوت عالي:
= هو فعلًا الدعاء ممكن يغير القدر؟
"الصمت كان هو المسيطر علي المُدرج، وفجأة..
صوت طالب لسه في أولي طب جاي من بعيد بيقول:
- بعد اللي حضرتك حكيتيه ده كله يا دكتورة، أكيد الدعاء بيغير القدر.
بس هي القصة دي حقيقية؟
"ابتسمت ومسحت دمعة نزلت من عيني وقُلت:
= "خليكم مُقتنعين دايمًا، إنك مهما بلغت من العلم أوعي تتكبر أو تظلم قلب أو تِفتري.
ومهما بلغت عندك السُلطة والجاه.
"خليك فاكر يا شاطر إن مِن فات قديمه تاه"
أهلًا بيكم يا شباب في أول محاضرة ليكم في كلية الطب البشري جامعة عين شمس، أنا الدكتورة "ياسمين كريم" رئيسة قسم جراحة القلب والصدر في كلية الطب جامعة عين شمس.
"ومرة واحدة بنت وقفت وهي مصدومة وقالت بصوت عالي:
- هو حضرتك البنت الصغيرة اللي الدكتور خالد المصري عالجها؟
"ابتسمت وحطيت إيدي علي صدري، فوق الجرح القديم مكان العملية اللي عملتها زمان:
- مع كل دقة قلب جديد لازم بيكون فيه ضريبة، وضريبة دقة قلبي كانت وفاة الدكتور خالد المصري بعدها بفترة.
ولفيت ناحية الباب ومسكت شنطتي وقُلت:
= المحاضرة بتاعت النهاردة خِلصت أتمني تكونوا أستفدتوا حاجة.
وأول ما وصلت المكتب بتاعي روحت ناحية البِرواز اللي مُحتفظة بيه من مدة كبيرة، وهو عبارة عن حتة ورقة من جورنال مكتوب فيها بـِ خط عريض:
" حصول الدكتور خالد المصري علي جائزة نوبل في الطِب ".
" وصوت أغنية جمبي بتقول:
لو بَطّلنا نِحلم نموت، لو عانِدنا نِقدر نفوت.
ساعتها قلبي ضِحك بعد ما ربنا عوض ٦٠ سنة كفاح عاشها ، وإن فعلا ربنا مابيضيعش تعب حد، جايز الرزق ييجي متأخر زي ما أنا إتولدت بعد ١٥ سنة صبر، وجايز الكلام السلبي يكون بداية حياة إيجابية زي ما حصل مع دكتور خالد، وبدل ما يكون مُجرد دكتور بقي معاه أعظم جايزة في العالم.
بس الحاجة اللي هفضل واثقة منها طول عُمري هي إن:
"طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام."
#اسكريبت
- أنا يارب!!! وقفت جمبي أنا يارب؟؟
ده أنا عصيتك كتير ويأست أكتر.
وقفت جمب كريم الضعيف اللي الزمن حني ضهره وكسر قلبه؟؟
جمب كريم اللي مالوش حد في الدنيا يساعده؟؟
" أخدتُه في حضني وبدأت أهدي فيه وقُلت:
= ربك جمبك، وهو الوحيد اللي يقدر يساعدك ياعم كريم.
" مسح دموعه وبص في وشي بـ استغراب"
- بس أنت مين يا أستاذ، شكلك إبن ناس ومليان هيبة!
= أنا؟
- أيوة إنت.
" حسيت بخنقة شديدة في قلبي ومابقتش قادر أتحكم في دموعي وقلت بصوت متقطع:
= أنا واحد أبوه كان زيك بالضبط ومات علشان ماكنش معاه فلوس يتعالِج وماحدش وقف جمبه، أنا واحد الزمن كسر ضهره زيك برضو وصِبر فوق صبر الدنيا ألف صبر كمان.
أنا الدكتور "خالد المصري" أشهر دكتور جراح قلوب في ألمانيا، وصاحب المستشفي اللي أنت كنت جاي عندها علشان تكشف فيها علي بنتك يا حاج.
" إيده بدأت ترتعش وبص للسما"
- مراتي دعتك بمُعجزة، أنت سمعتها؟؟؟
سمعتها وبعتتلي الشخص اللي أنا لفيت الدنيا كلها علشان بس أشوفه!!
باعتهولي لحد بيتي؟؟؟
" في اللحظة دي حطيت إيدي علي قلبه وقُلت:
= هو حقيقي الدعاء بيغير القدر يا حاج كريم؟؟
"فضل يمشي قدام البيت وهو باصص للسما وبيقول بصوت واطي وكلام مش واضح:
- رب المُعجزات قادر علي كل حاجة..
رب القدر قادر علي تغيير القدر.
ربنا سِمِعني، ربنا سِمِعني وبعت المُعجزة لمراتي.
" أخدتهم معايا في العربية وطول الطريق كنت متابع حالة البنت وأول ما وصلنا المستشفي كانت أوضة العمليات جاهزة، وبدأت في تنفيذ عملية قلب مفتوح وتوسيع شرايين وتبديل صمامات لطفلة لسه ماتمتش ٣ شهور، عملية كانت تكاد مُستحيلة.
واللي إتمنيته زمان بقي دلوقتي قدام عينيا.
إني أبقي دكتور قلب كبير، وأعالج قلوب الغلابة ببلاش.
وإن الدكتور مش لازم يكون أبوه دكتور.
بس ثواني، وقبل ما قلبي يُقف والدنيا تتحول.
فيه أمل جديد إتولد، وهيحكي عُمري من الأول.
___
صوت المكان هادي تمامًا وكله مستنيني أكمّل كلامي،
فـ مسِكت المايك وقُلت بصوت عالي:
= هو فعلًا الدعاء ممكن يغير القدر؟
"الصمت كان هو المسيطر علي المُدرج، وفجأة..
صوت طالب لسه في أولي طب جاي من بعيد بيقول:
- بعد اللي حضرتك حكيتيه ده كله يا دكتورة، أكيد الدعاء بيغير القدر.
بس هي القصة دي حقيقية؟
"ابتسمت ومسحت دمعة نزلت من عيني وقُلت:
= "خليكم مُقتنعين دايمًا، إنك مهما بلغت من العلم أوعي تتكبر أو تظلم قلب أو تِفتري.
ومهما بلغت عندك السُلطة والجاه.
"خليك فاكر يا شاطر إن مِن فات قديمه تاه"
أهلًا بيكم يا شباب في أول محاضرة ليكم في كلية الطب البشري جامعة عين شمس، أنا الدكتورة "ياسمين كريم" رئيسة قسم جراحة القلب والصدر في كلية الطب جامعة عين شمس.
"ومرة واحدة بنت وقفت وهي مصدومة وقالت بصوت عالي:
- هو حضرتك البنت الصغيرة اللي الدكتور خالد المصري عالجها؟
"ابتسمت وحطيت إيدي علي صدري، فوق الجرح القديم مكان العملية اللي عملتها زمان:
- مع كل دقة قلب جديد لازم بيكون فيه ضريبة، وضريبة دقة قلبي كانت وفاة الدكتور خالد المصري بعدها بفترة.
ولفيت ناحية الباب ومسكت شنطتي وقُلت:
= المحاضرة بتاعت النهاردة خِلصت أتمني تكونوا أستفدتوا حاجة.
وأول ما وصلت المكتب بتاعي روحت ناحية البِرواز اللي مُحتفظة بيه من مدة كبيرة، وهو عبارة عن حتة ورقة من جورنال مكتوب فيها بـِ خط عريض:
" حصول الدكتور خالد المصري علي جائزة نوبل في الطِب ".
" وصوت أغنية جمبي بتقول:
لو بَطّلنا نِحلم نموت، لو عانِدنا نِقدر نفوت.
ساعتها قلبي ضِحك بعد ما ربنا عوض ٦٠ سنة كفاح عاشها ، وإن فعلا ربنا مابيضيعش تعب حد، جايز الرزق ييجي متأخر زي ما أنا إتولدت بعد ١٥ سنة صبر، وجايز الكلام السلبي يكون بداية حياة إيجابية زي ما حصل مع دكتور خالد، وبدل ما يكون مُجرد دكتور بقي معاه أعظم جايزة في العالم.
بس الحاجة اللي هفضل واثقة منها طول عُمري هي إن:
"طول ما أحلامك في طوعك
كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام."
#اسكريبت
الفصل الخامس من روايه همس الجياد
لا تدري لماذا تذكرت والدتها على الفور عندما جلست على مائدة الطعام.. يبدو أن السيدة رقية هي نسخة أخرى من أمها, وطاولة الطعام هي لوحتها الإبداعية
الخاصة..
ابتسمت وهي تتذكر المائدة المتنقلة التي أعدتها لها أمها قبل السفر من لحم
مشوى, ودجاج محشي, وبعض المعجنات الطازجة..
ووصايا التخزين والتأكد من درجة حرارة المبرد حتى لا يفسد الطعام.. قطع
أفكارها صوت المهندس حسن وهو يبادرهم القول:
ـ اتفضلوا يا جماعة مش عايزين كسوف, وبصراحة دكر البط ده مش عايز
كسوف!
نظرت رقية نحو إيناس وتابعت بنبرة تشوبها الجدية:
ـ على فكرة يا دكتورة لو ما أكلتيش يبقى الاكل مش عاجبك, وحازعل جداً.
إيناس:
ـ لا.. يا خبر أنا بآكل أهو.
رقية ضاحكة:
ـ إنتي صدقتي يا حبي.. أنا بهزر معاكي... أنا عمري ما ازعل منك, بس برده
حتاكلي شكلك ضعفانة خالص.
كانت رقية امرأة يبدو على مالمحها أنها في الأربعين من العمر..
بشرة خمرية, وعيون ناعسة, وشفاة مكتنزة بعض الشيء, وحجاب مميز
أحاطت به وجهها بطريقة منمقة, وجسد شابته بعض السمنة.. وكيف لا تشوبه
السمنة أمام تلك المائدة العامرة وهذا الطعام اللذيذ!!..
حقاً الطعام غاية في اللذة, بل ربما يكون أفضل طعام تذوقته على الإطلاق, بل
إنه أفضل من الطعام الذي تعده والدتها..
الحت على وجهها ابتسامة عندما لمحت أبيها وقد بدأ يتذوق بنهم من صنوف
الطعام أمامه وكذلك كل من الطبيب والزوج اللذان انقضا على ذكر البط بدون
رحمة..
وتذكرت شريف..
لم يكن من محبي الطعام, بل كان يأكل القليل جداً من هذا أو ذاك..
لطالما اختلف عن الآخرين.. لطالما كان مميزاً..
ابتسمت بآسى وهي تكرر اللفظ بعقلها:
"كان..."...
انتهى الجميع من طعامهم وجلسوا بغرفة المعيشة التي كانت تطل مباشرة على
حديقة مثل فيال إيناس, ولكن كانت الحديقة مختلفة..
الحظت إيناس أنها تزينت بأنواع خاصة من النباتات, قسم للزهور, وقسم لبعض
الاوراق كالنعناع والبقدونس.. حقاً!!.. هل هذا بقدونس؟!..
جاءها صوت رقية ليجيب عن التساؤالت بعقلها..
رقية:
ـ الجنينة زرعتها على ذوقي.
إيناس:
ـ جميلة قوي.. حضرتك بتحبي الزرع؟
رقية:
ـ في الاول لا.. لكن بعد ما جيت هنا بقت هواية, خصوصاً بصراحة إن استخدام
حاجات زي البقدونس والريحان والنعناع طازة في الاكل بيكون رائع..
إيناس: كمان في ورد..
رقية:
ـ فل.. وياسمين.. ونرجس.. وأنواع كده أساميها صعبة, حمزة بقى هو اللي
بيجيبلي البذور والغذا بتاعها علشان أعرف أزرعها عندي..
إيناس:
ـ اممممممم
رقية:
ـ حمزة يبقى ابن أخت حسن.. مهندس زراعي وبيشتغل هنا, بس أغلب
المهندسين اقامتهم في الجزء التاني من المزرعة.. على فكرة في هناك
مهندسات زراعيات برده بيشتغلوا مع أزواجهم.. مجموعة جميلة قوي.. أوقات
بنروح نسهر معاهم.. ونهلل المنطقة التانية فيها حياة عن هنا وألذ بكتير, لكن
حسن مصمم إقامتنا تبقى هنا.. بيقول هنا أهدى, مع إنه الصبح على طول بيكون
في الجزء التاني علشان متابعة األراضي والمصنع.
إيناس:
ـ بس هو الجزء التاني مش بعيد قوي عن هنا؟
رقية:
ـ ال حوالي 3 أو 4 كيلو بس.. خالد حب يفصلهم علشان بيحلم يحول الجزء ده
لمنتجع سياحي..
إيناس:
ـ هو بصراحة المكان رائع.. جميل قوي وأجمل ما فيه هدوءه.
رقية: إنتي لسه شفتي حاجة!!.. بكرة لما تشوفي مزرعة الخيول مكان شغلك
حتنبهري بجد.. حاجة روعة.. أنا مبسوطة قوي إنك إشتغلتي هنا معانا.. بجد حلو
قوي لما تالقي أنثى تتكلمي معاها في أرض الرجال دي..
ابتسمت إيناس بتصنع فآخر ما ينقصها تلك الضوضاء البشرية التي قد تؤرق
عزلتها..
*****
نظر عبد الرحمن إلي إبنته بتفحص بعد أن غادروا وعادوا لمقر سكنها ثم قال:
ـ ها يا إيناس, المكان عجبك؟
في البداية لم تجبه, كانت تقف بـحيرة أمام الثلاجة وبيدها ورقة وتحاول بيأس
أن تضع بعض محتويات حقيبة الطعام التي أعدتها لها والدتها داخل الفريزر..
اقترب عبد الرحمن من إبنته وقال مرة أخرى:
ـ إيناس.. إنتي مش سامعاني؟
نظرت له وقد بدت شاردة ثم قالت:
ـ آسفة يا بابا.. ما سمعتش حضرتك, بس أصل الثلاجة صغيرة, وكمان فيها
حاجات فمش عارفة أحط الحاجات اللي معايا.
عبد الرحمن:
ـ حاجات إيه!!
إيناس:
ـ الاكل اللي ماما إديتهولي.
عبد الرحمن:
ـ لا.. قصدي حاجات إيه اللي في الثالجة وإيه الورقة دي؟
إيناس:
ـ دي ورقة لقيتها على باب الثالجة كاتباها ليا مدام رقية
أخذ عبد الرحمن الورقة وقرأ محتوياتها وقد كانت
" عزيزتي إيناس..
دي طلبات كده بسيطة إلحتياجاتك اليومية, وكمان دي نمرة تليفوني إذا احتج ت
لا تدري لماذا تذكرت والدتها على الفور عندما جلست على مائدة الطعام.. يبدو أن السيدة رقية هي نسخة أخرى من أمها, وطاولة الطعام هي لوحتها الإبداعية
الخاصة..
ابتسمت وهي تتذكر المائدة المتنقلة التي أعدتها لها أمها قبل السفر من لحم
مشوى, ودجاج محشي, وبعض المعجنات الطازجة..
ووصايا التخزين والتأكد من درجة حرارة المبرد حتى لا يفسد الطعام.. قطع
أفكارها صوت المهندس حسن وهو يبادرهم القول:
ـ اتفضلوا يا جماعة مش عايزين كسوف, وبصراحة دكر البط ده مش عايز
كسوف!
نظرت رقية نحو إيناس وتابعت بنبرة تشوبها الجدية:
ـ على فكرة يا دكتورة لو ما أكلتيش يبقى الاكل مش عاجبك, وحازعل جداً.
إيناس:
ـ لا.. يا خبر أنا بآكل أهو.
رقية ضاحكة:
ـ إنتي صدقتي يا حبي.. أنا بهزر معاكي... أنا عمري ما ازعل منك, بس برده
حتاكلي شكلك ضعفانة خالص.
كانت رقية امرأة يبدو على مالمحها أنها في الأربعين من العمر..
بشرة خمرية, وعيون ناعسة, وشفاة مكتنزة بعض الشيء, وحجاب مميز
أحاطت به وجهها بطريقة منمقة, وجسد شابته بعض السمنة.. وكيف لا تشوبه
السمنة أمام تلك المائدة العامرة وهذا الطعام اللذيذ!!..
حقاً الطعام غاية في اللذة, بل ربما يكون أفضل طعام تذوقته على الإطلاق, بل
إنه أفضل من الطعام الذي تعده والدتها..
الحت على وجهها ابتسامة عندما لمحت أبيها وقد بدأ يتذوق بنهم من صنوف
الطعام أمامه وكذلك كل من الطبيب والزوج اللذان انقضا على ذكر البط بدون
رحمة..
وتذكرت شريف..
لم يكن من محبي الطعام, بل كان يأكل القليل جداً من هذا أو ذاك..
لطالما اختلف عن الآخرين.. لطالما كان مميزاً..
ابتسمت بآسى وهي تكرر اللفظ بعقلها:
"كان..."...
انتهى الجميع من طعامهم وجلسوا بغرفة المعيشة التي كانت تطل مباشرة على
حديقة مثل فيال إيناس, ولكن كانت الحديقة مختلفة..
الحظت إيناس أنها تزينت بأنواع خاصة من النباتات, قسم للزهور, وقسم لبعض
الاوراق كالنعناع والبقدونس.. حقاً!!.. هل هذا بقدونس؟!..
جاءها صوت رقية ليجيب عن التساؤالت بعقلها..
رقية:
ـ الجنينة زرعتها على ذوقي.
إيناس:
ـ جميلة قوي.. حضرتك بتحبي الزرع؟
رقية:
ـ في الاول لا.. لكن بعد ما جيت هنا بقت هواية, خصوصاً بصراحة إن استخدام
حاجات زي البقدونس والريحان والنعناع طازة في الاكل بيكون رائع..
إيناس: كمان في ورد..
رقية:
ـ فل.. وياسمين.. ونرجس.. وأنواع كده أساميها صعبة, حمزة بقى هو اللي
بيجيبلي البذور والغذا بتاعها علشان أعرف أزرعها عندي..
إيناس:
ـ اممممممم
رقية:
ـ حمزة يبقى ابن أخت حسن.. مهندس زراعي وبيشتغل هنا, بس أغلب
المهندسين اقامتهم في الجزء التاني من المزرعة.. على فكرة في هناك
مهندسات زراعيات برده بيشتغلوا مع أزواجهم.. مجموعة جميلة قوي.. أوقات
بنروح نسهر معاهم.. ونهلل المنطقة التانية فيها حياة عن هنا وألذ بكتير, لكن
حسن مصمم إقامتنا تبقى هنا.. بيقول هنا أهدى, مع إنه الصبح على طول بيكون
في الجزء التاني علشان متابعة األراضي والمصنع.
إيناس:
ـ بس هو الجزء التاني مش بعيد قوي عن هنا؟
رقية:
ـ ال حوالي 3 أو 4 كيلو بس.. خالد حب يفصلهم علشان بيحلم يحول الجزء ده
لمنتجع سياحي..
إيناس:
ـ هو بصراحة المكان رائع.. جميل قوي وأجمل ما فيه هدوءه.
رقية: إنتي لسه شفتي حاجة!!.. بكرة لما تشوفي مزرعة الخيول مكان شغلك
حتنبهري بجد.. حاجة روعة.. أنا مبسوطة قوي إنك إشتغلتي هنا معانا.. بجد حلو
قوي لما تالقي أنثى تتكلمي معاها في أرض الرجال دي..
ابتسمت إيناس بتصنع فآخر ما ينقصها تلك الضوضاء البشرية التي قد تؤرق
عزلتها..
*****
نظر عبد الرحمن إلي إبنته بتفحص بعد أن غادروا وعادوا لمقر سكنها ثم قال:
ـ ها يا إيناس, المكان عجبك؟
في البداية لم تجبه, كانت تقف بـحيرة أمام الثلاجة وبيدها ورقة وتحاول بيأس
أن تضع بعض محتويات حقيبة الطعام التي أعدتها لها والدتها داخل الفريزر..
اقترب عبد الرحمن من إبنته وقال مرة أخرى:
ـ إيناس.. إنتي مش سامعاني؟
نظرت له وقد بدت شاردة ثم قالت:
ـ آسفة يا بابا.. ما سمعتش حضرتك, بس أصل الثلاجة صغيرة, وكمان فيها
حاجات فمش عارفة أحط الحاجات اللي معايا.
عبد الرحمن:
ـ حاجات إيه!!
إيناس:
ـ الاكل اللي ماما إديتهولي.
عبد الرحمن:
ـ لا.. قصدي حاجات إيه اللي في الثالجة وإيه الورقة دي؟
إيناس:
ـ دي ورقة لقيتها على باب الثالجة كاتباها ليا مدام رقية
أخذ عبد الرحمن الورقة وقرأ محتوياتها وقد كانت
" عزيزتي إيناس..
دي طلبات كده بسيطة إلحتياجاتك اليومية, وكمان دي نمرة تليفوني إذا احتج ت
أي حاجة كلميني و ما تتردديش..
أختك رقية "
طوى عبد الرحمن الورقة وابتسم وهو يقول:
ـ ناس ذوق فعالً.. والست دي شكلها طيبة قوي.
إيناس بدون اهتمام:
ـ آه.. فعلاً.
نظر لها والدها بتفحص مرة أخرى ثم تابع:
ـ إنتي رأيك إيه في المكان؟.. عجبك؟..
إيناس:
ـ آه.. كويس.
اقترب عبد الرحمن من إبنته ثم داعب وجنتيها بحنان وتابع:
ـ إيناس.. إوعي تكوني زعلانة مني؟
نظرت له بتمعن..
كانت مالمحه تكاد تنطق بالحزن أو ربما بالقلق..
شعرت أنه ال يود أن يتركها وحيدة, بل يودها أن تعود معه للمنزل ليطمئن قلبه
برؤيتها أمام عينيه, ولكنه ال يستطيع ..
صمتت لوهلة ثم اغرورقت عيناها بالدموع..
أخذت نفساً عميقاً ربما لتحبس تلك العبرات الساخنة التي لن تلهب وجنتيها فقط,
بل ستلهب قلب أبيها أيضاً..
جاهدت لتخرج الكلمات من فمها وعلى الرغم من أنها كانت تتمتم بصوت
خفيض وعلى الرغم من البحة الباكية في نبرتها الا أنه فسر كلماتها جيداً..
إيناس:
ـ بابا.. أنا عمري ما أزعل منك وال من ماما.. عارف ليه؟
عبد الرحمن:
ـ ليه؟
إيناس:
ـ علشان الفراق صعب قوي.. وأنا جربته.. تفتكر حضيع لحظة من عمري في
غضب أو زعل من حد بحبه؟.. وأنا بحبك يا بابا وبحب ماما ومصطفى وأيمن..
والله بحبكم قوي.
احتضن عبد الرحمن إبنته بقوة ثم ملس على خصالت شعرها بحنان وهو يتمتم
بكلمات الرحمن ويسأل هللا أن يحفظ إبنته من كل سوء.
****
نظر حسن لزوجته بتفحص بعد أن غادر الضيوف وقال:
ـ ناس محترمين..
رقية: فعلاً.. والدها شكله طيب قوي, وكمان إيناس هادية ورقيقة قوي.
زفر وهو يخلع الجاكيت خاصته ثم تمدد على الأريكة وتابع:
ـ علشان كده ما كنتش عايزها تشتغل هنا!
رقية:
ـ ليه بس يا حسن؟
حسن:
ـ يعني مش عارفة ليه؟!.. رقية.. إنتي عارفة طبع خالد كويس وشدته مع كل
الموظفين هنا.
رقية:
ـ أيوه.. بس خالد مش وحش للدرجة دي.
حسن:
ـ هو إنتي اللي حتقولي لي, ما أنا عارف.. خالد ده صاحبي قبل ما يكون صاحب
المكان هنا, لكن برده أنا عارف طبعه وخصوصاً مع الدكاترة اللي بيتابعوا
الخيل.. إنتي عارفة هو مهتم بالمزرعة دي أد إيه.. ما بيسمحش بغلطة.
رقية:
ـ بس اللي فاتوا كانوا رجالة ومش مهتمين بالشغل وعايزين يشتغلوا في مكان
تاني جنبه, لكن إيناس بنت ورقيقة.. وعلى فكرة بقى الست لما بتشتغل بجد
بتخلص لشغلها عن الراجل.
حسن:
ـ برده مش مرتاح.
رقية: على فكرة بقى.. إيناس أفضل حد للمكان ده, عارف ليه؟
حسن:
ـ ليه؟
رقية:
ـ علشان هي محتاجة للمكان زي ما المكان محتاج ليها.. صدقني حيكملوا بعض.
حسن بمكر:
ـ هما مين دول اللي حيكملوا بعض؟!
رقية:
ـ دماغك راحت فين!!.. هي صحيح البنت حلوة وهادية, لكن ما اعتقدش يحصل
إنجذاب بينها وبين خالد.. صعب قوي..
حسن:
ـ والله يا رقية أنا ما بقتش عارف حاجة.. وخالد ده أكتر واحد فاهمه ومش
فاهمه في نفس الوقت!
رقية:
ـ هو عرف إنك عينت حد؟
حسن:
ـ طبعاً.. بلغته في التليفون.
رقية:
ـ وحيرجع إمتى؟
حسن: المفروض كان يجي النهارده, بس كلمني وقالي إنه اتأخر على الطيارة وحيغير
الحجز.
رقية:
ـ هو خالص فض الشراكة؟
حسن:
ـ آه خالص, هو محتاج سيولة علشان المزرعة.
رقية:
ـ طيب.. إنت حتنام بعد الغدا وال نازل؟
حسن:
ـ لا.. حاروح مصنع الألبان ورايا شغل.
رقية:
ـ ترجع بالسالمة.
غادر حسن ولكنه ظل يفكر بصديقه خالد..
لقد تعرف به منذ سنوات هو وزوجته مارجريت في الواليات المتحدة.. تعجب
حسن عندما رأى هذا الشاب المصري المتقد الذكاء الذي برع في عدة أعمال, بل
وهو المسؤول عن شركة أبيه وإدارتها وبجواره زوجة تصلح ألن تكون أمه!!..
ومنذ وقتها أصبحا أصدقاء واستطاع خالد في النهاية تحقيق حلمه ببناء تلك
المزرعة..
وقذف النساء بعنف خارج حياته..
أمه.. مارجريت.. وكارمن.
#همس_الجياد
أختك رقية "
طوى عبد الرحمن الورقة وابتسم وهو يقول:
ـ ناس ذوق فعالً.. والست دي شكلها طيبة قوي.
إيناس بدون اهتمام:
ـ آه.. فعلاً.
نظر لها والدها بتفحص مرة أخرى ثم تابع:
ـ إنتي رأيك إيه في المكان؟.. عجبك؟..
إيناس:
ـ آه.. كويس.
اقترب عبد الرحمن من إبنته ثم داعب وجنتيها بحنان وتابع:
ـ إيناس.. إوعي تكوني زعلانة مني؟
نظرت له بتمعن..
كانت مالمحه تكاد تنطق بالحزن أو ربما بالقلق..
شعرت أنه ال يود أن يتركها وحيدة, بل يودها أن تعود معه للمنزل ليطمئن قلبه
برؤيتها أمام عينيه, ولكنه ال يستطيع ..
صمتت لوهلة ثم اغرورقت عيناها بالدموع..
أخذت نفساً عميقاً ربما لتحبس تلك العبرات الساخنة التي لن تلهب وجنتيها فقط,
بل ستلهب قلب أبيها أيضاً..
جاهدت لتخرج الكلمات من فمها وعلى الرغم من أنها كانت تتمتم بصوت
خفيض وعلى الرغم من البحة الباكية في نبرتها الا أنه فسر كلماتها جيداً..
إيناس:
ـ بابا.. أنا عمري ما أزعل منك وال من ماما.. عارف ليه؟
عبد الرحمن:
ـ ليه؟
إيناس:
ـ علشان الفراق صعب قوي.. وأنا جربته.. تفتكر حضيع لحظة من عمري في
غضب أو زعل من حد بحبه؟.. وأنا بحبك يا بابا وبحب ماما ومصطفى وأيمن..
والله بحبكم قوي.
احتضن عبد الرحمن إبنته بقوة ثم ملس على خصالت شعرها بحنان وهو يتمتم
بكلمات الرحمن ويسأل هللا أن يحفظ إبنته من كل سوء.
****
نظر حسن لزوجته بتفحص بعد أن غادر الضيوف وقال:
ـ ناس محترمين..
رقية: فعلاً.. والدها شكله طيب قوي, وكمان إيناس هادية ورقيقة قوي.
زفر وهو يخلع الجاكيت خاصته ثم تمدد على الأريكة وتابع:
ـ علشان كده ما كنتش عايزها تشتغل هنا!
رقية:
ـ ليه بس يا حسن؟
حسن:
ـ يعني مش عارفة ليه؟!.. رقية.. إنتي عارفة طبع خالد كويس وشدته مع كل
الموظفين هنا.
رقية:
ـ أيوه.. بس خالد مش وحش للدرجة دي.
حسن:
ـ هو إنتي اللي حتقولي لي, ما أنا عارف.. خالد ده صاحبي قبل ما يكون صاحب
المكان هنا, لكن برده أنا عارف طبعه وخصوصاً مع الدكاترة اللي بيتابعوا
الخيل.. إنتي عارفة هو مهتم بالمزرعة دي أد إيه.. ما بيسمحش بغلطة.
رقية:
ـ بس اللي فاتوا كانوا رجالة ومش مهتمين بالشغل وعايزين يشتغلوا في مكان
تاني جنبه, لكن إيناس بنت ورقيقة.. وعلى فكرة بقى الست لما بتشتغل بجد
بتخلص لشغلها عن الراجل.
حسن:
ـ برده مش مرتاح.
رقية: على فكرة بقى.. إيناس أفضل حد للمكان ده, عارف ليه؟
حسن:
ـ ليه؟
رقية:
ـ علشان هي محتاجة للمكان زي ما المكان محتاج ليها.. صدقني حيكملوا بعض.
حسن بمكر:
ـ هما مين دول اللي حيكملوا بعض؟!
رقية:
ـ دماغك راحت فين!!.. هي صحيح البنت حلوة وهادية, لكن ما اعتقدش يحصل
إنجذاب بينها وبين خالد.. صعب قوي..
حسن:
ـ والله يا رقية أنا ما بقتش عارف حاجة.. وخالد ده أكتر واحد فاهمه ومش
فاهمه في نفس الوقت!
رقية:
ـ هو عرف إنك عينت حد؟
حسن:
ـ طبعاً.. بلغته في التليفون.
رقية:
ـ وحيرجع إمتى؟
حسن: المفروض كان يجي النهارده, بس كلمني وقالي إنه اتأخر على الطيارة وحيغير
الحجز.
رقية:
ـ هو خالص فض الشراكة؟
حسن:
ـ آه خالص, هو محتاج سيولة علشان المزرعة.
رقية:
ـ طيب.. إنت حتنام بعد الغدا وال نازل؟
حسن:
ـ لا.. حاروح مصنع الألبان ورايا شغل.
رقية:
ـ ترجع بالسالمة.
غادر حسن ولكنه ظل يفكر بصديقه خالد..
لقد تعرف به منذ سنوات هو وزوجته مارجريت في الواليات المتحدة.. تعجب
حسن عندما رأى هذا الشاب المصري المتقد الذكاء الذي برع في عدة أعمال, بل
وهو المسؤول عن شركة أبيه وإدارتها وبجواره زوجة تصلح ألن تكون أمه!!..
ومنذ وقتها أصبحا أصدقاء واستطاع خالد في النهاية تحقيق حلمه ببناء تلك
المزرعة..
وقذف النساء بعنف خارج حياته..
أمه.. مارجريت.. وكارمن.
#همس_الجياد
انا اسفه اني مش بنزل الروايه في معادها بس انا مسافره ومش عندي نت و بالعافيه نزلت البارت ده وان شاء الله هحاول علي قد ما اقدر اني انزل تاني
اسكريبت
- إيـه الحـلاوه دي؟!
اتكلمت وأنا سعادة الدنيا في قلبي- أنا عايزه ازغرط من الفرحه أخيراً بقيت شاطره في حاجه.
اتكلم وهوا بياكل قطعه من الكيكه- أنتي طول عمرك شاطره يا إيثار، طعمها يخبل والله دي بإيه؟
- بالقرفه كيكه بالقرفه، وعارف كمان عملت صوص شيكولاته معاها اهو.
جبت طابقين من الدرفه وبدأت أحط في كل طبق كيكه- هنزل ادوق بابا وماما علشان يفتخروا بيا ويعرفوا قد إيه أنا بقيت شاطره و كويسه و..
مسك ايدي الكنت بحط بيها الصوص علي الكيكه- اهدي يا إيثار.
بصتله وانا بدمع- يمكن يحبوني وقتها، يمكن يعرفوا أني مش علشان ما نجحتش في التعليم أني مش فاشله واني بعرف أعمل حاجات تانيه، يمكن ساعتها احس انهم فخروين بيا.
"نظرة الأهل أهم نظره، لو معاك نجاح الدنيا واهلك شايفينك فاشل هتفضل حاسس أنك فاشل، الأهل هما مصدر قوتنا بس أنا مش كده..
أنا واحده فشلي في تعليمي خلاني فاشله في عيونهم، خلاهم يفقدوا الأمل فيا لدرجة أنهم جوزوني وأنا لسه ما كملتش ١٩ سنه، هوا لازم نكون شاطرين علشان يحبونا؟"
حط ايده تحت دقنه وبصلي- احكيلي.
- احكي إيه؟
- شوفي حباه تحكي إيه واحكيه، أي حاجه محبوسه جواكي خرجيها.
بصيت لكوباية الشاي بحليب العملها ليا وقولت- مش بحب شكلي، بحسه أنه مش مترتب حواجبي تقيله اوي وعيوني ضيقه ووشي منفوخ اوي وتخينه ومش بعرف انقي لبس، مكنش عندي اخت اخد رأيها في لبسي، حتي ماما كانت مشغوله عني كنت بكره الدروس لأني بلبس فيها لبس خروج بفضل قاعده طول الليل مهتمه هلبس إيه طب لو لبست ده ممكن يتريقوا عليا طب لو لبست ده ممكن يقولو عليا فقيره علشان جيت بيه كذا مره قبل كده، عارف يا غالي أنا عمري ما حد سمعني زي ما أنت سمعني كده دلوقتي.
مسح دموعي وقال- بس انتي جميله يا إيثار.
- ده علشان أنت طيب فبتجبر بخاطري ومش زيهم.
- لا والله مفيش حد ربنا خلقه مش جميل ده يكفي أنك من صنع الله إزاي ربنا هيصنع شيء مش جميل؟
سِكت فكمل هوا- مش مهم يكون شكلك حلو قد ما مهم يكون شكلك موجود، مش مهم عيونك تكون ضيقه أو واسعه أو لونها إيه قد ما مهم أنك تكوني بتعرفي تشوفي، مش مهم يكون مناخيرك كبيره او صغيره قد ما مهم أنها تكون موجوده علشان تتنفسي من خلالها، مش مهم ودنك تكون شكلها حلو قد ما مهم أنك تعرفي تسمعي بيها، مش مهم يكون لون جلدك ابيض او أسمر قد ما مهم أنه يحميكي من العوامل الخارجية، احنا شكلنا ده كده كده زائل اما روحنا وآثرنا في أرض الله هوا الباقي .
"الحياه عمرها ما كانت كلها لوحه سودا دايما فيه بقعه بيضا ربنا بينورلنا بيها اللوحه."
حطيت صنية الشاي وقعدت قدامه وأنا باصه في الأرض- غالي أناا...اص..ل
ساب ال لاب وبصلي- قولي سمعك.
قولت علي طول- هوا ينفع اشتغل؟
سكت شويه وبصلي- عايزه تشتغلي في ايه؟
- مش عارفه بس أنا حاسه أني محتاجه اشغل وقتي الضايع ده.
بصتله وقولت- بس كده كده مش هينفع خلاص متشغلش بالك أي حاجه هتبقي محتاجه مؤهل عالي.
- إيه رأيك في الشيف إيثار؟
- مين دي؟
- أنتي.
- أنا؟ بس أنا مش شاطره غير في الحلويات بس وكمان مش كلها.
- وده يكفي أنا عندي محل كنت مأجره وصاحبه مشي، المحل ده هيبقي بتاعك هتكوني أنتي الشيف وانا همسك الحسابات وهتعملي كيك ودونت وحلويات شرقيه.
قومت قعدت انط علي الكنبه من الفرحه- الله بجد بجد أنا هبقي شيف وهكون مسؤله وماما وبابا يحبوني.
"لسه فكرة أني انجح علشان افرحهم دي هي حلمي احسسهم أن ليهم بنت فعلا يفتخروا بيها وسط الناس ."
- هوا ليه مفيش زباين؟ الأكل كده هيبوظ.
- هيجوا أن شاءالله، هيجوا الصبر.
- هيجوا فين تالت ايام ومحدش جيه يا غالي.
" دخلت وسبته هما كان عندهم حق أنا فعلا فشله!
روحت صليت الضهر ودعيت، لجأت لربنا وأنا عندي يقين أنه عز وجل عمره ما يخذلني."
- إيثار قومي بسرعه في زباين جم.
- بجد، طب شوف طلبهم ايه وتعالي قولي اجهزه.
"بصيت للسما من شباك المطبخ، أنت سمعتني يارب، سمعت صوتي الضعيف، الحمدلله..
اليوم ده جالنا خمس زباين وكل يوم العدد كان يزيد ويكتر وبدأنا نشغل ناس معانا وطورنا المحل وعملنا ديكور احسن وخصصنا جزء للمشروبات وفتحنا المحل الجنبنا كمان من كتر كرم ربنا علينا."
- ايه يا بنتي الخرجك من المطبخ.
- أنا جيت بس علشان ا..
قاطعني صوت عارفه كويس- إيثار؟
لفيت وشي وانا ببصلهم ومش قادره انطق بكيت وانا بضحك- عاملين ايه؟
- هوا أنتي الشيف إيثار ال الكل بيحلف بحلويتها؟
- فخورين بيا حبتوني؟
____
- ماما أنا جبت درجه وحشه في امتحان الرياضه مع أني والله كنت مذاكر كويس أنا فاش..
قاطعته- صليت الضهر؟
- اه، وعارفه صليته بسورة طه الي حفظتيها لي.
حضنته جامد- الله أنا فخوره بيك جدا يلا تعالي نخفظ سورة الكهف كمان بقي علشان نصلي بيها سوا وبعدين نشوف حل في الرياضه الرخمه دي.
-ونزرع حباً لم نأخذه، حتي ننهي وصلة الآلام-
#اسكريبت
- إيـه الحـلاوه دي؟!
اتكلمت وأنا سعادة الدنيا في قلبي- أنا عايزه ازغرط من الفرحه أخيراً بقيت شاطره في حاجه.
اتكلم وهوا بياكل قطعه من الكيكه- أنتي طول عمرك شاطره يا إيثار، طعمها يخبل والله دي بإيه؟
- بالقرفه كيكه بالقرفه، وعارف كمان عملت صوص شيكولاته معاها اهو.
جبت طابقين من الدرفه وبدأت أحط في كل طبق كيكه- هنزل ادوق بابا وماما علشان يفتخروا بيا ويعرفوا قد إيه أنا بقيت شاطره و كويسه و..
مسك ايدي الكنت بحط بيها الصوص علي الكيكه- اهدي يا إيثار.
بصتله وانا بدمع- يمكن يحبوني وقتها، يمكن يعرفوا أني مش علشان ما نجحتش في التعليم أني مش فاشله واني بعرف أعمل حاجات تانيه، يمكن ساعتها احس انهم فخروين بيا.
"نظرة الأهل أهم نظره، لو معاك نجاح الدنيا واهلك شايفينك فاشل هتفضل حاسس أنك فاشل، الأهل هما مصدر قوتنا بس أنا مش كده..
أنا واحده فشلي في تعليمي خلاني فاشله في عيونهم، خلاهم يفقدوا الأمل فيا لدرجة أنهم جوزوني وأنا لسه ما كملتش ١٩ سنه، هوا لازم نكون شاطرين علشان يحبونا؟"
حط ايده تحت دقنه وبصلي- احكيلي.
- احكي إيه؟
- شوفي حباه تحكي إيه واحكيه، أي حاجه محبوسه جواكي خرجيها.
بصيت لكوباية الشاي بحليب العملها ليا وقولت- مش بحب شكلي، بحسه أنه مش مترتب حواجبي تقيله اوي وعيوني ضيقه ووشي منفوخ اوي وتخينه ومش بعرف انقي لبس، مكنش عندي اخت اخد رأيها في لبسي، حتي ماما كانت مشغوله عني كنت بكره الدروس لأني بلبس فيها لبس خروج بفضل قاعده طول الليل مهتمه هلبس إيه طب لو لبست ده ممكن يتريقوا عليا طب لو لبست ده ممكن يقولو عليا فقيره علشان جيت بيه كذا مره قبل كده، عارف يا غالي أنا عمري ما حد سمعني زي ما أنت سمعني كده دلوقتي.
مسح دموعي وقال- بس انتي جميله يا إيثار.
- ده علشان أنت طيب فبتجبر بخاطري ومش زيهم.
- لا والله مفيش حد ربنا خلقه مش جميل ده يكفي أنك من صنع الله إزاي ربنا هيصنع شيء مش جميل؟
سِكت فكمل هوا- مش مهم يكون شكلك حلو قد ما مهم يكون شكلك موجود، مش مهم عيونك تكون ضيقه أو واسعه أو لونها إيه قد ما مهم أنك تكوني بتعرفي تشوفي، مش مهم يكون مناخيرك كبيره او صغيره قد ما مهم أنها تكون موجوده علشان تتنفسي من خلالها، مش مهم ودنك تكون شكلها حلو قد ما مهم أنك تعرفي تسمعي بيها، مش مهم يكون لون جلدك ابيض او أسمر قد ما مهم أنه يحميكي من العوامل الخارجية، احنا شكلنا ده كده كده زائل اما روحنا وآثرنا في أرض الله هوا الباقي .
"الحياه عمرها ما كانت كلها لوحه سودا دايما فيه بقعه بيضا ربنا بينورلنا بيها اللوحه."
حطيت صنية الشاي وقعدت قدامه وأنا باصه في الأرض- غالي أناا...اص..ل
ساب ال لاب وبصلي- قولي سمعك.
قولت علي طول- هوا ينفع اشتغل؟
سكت شويه وبصلي- عايزه تشتغلي في ايه؟
- مش عارفه بس أنا حاسه أني محتاجه اشغل وقتي الضايع ده.
بصتله وقولت- بس كده كده مش هينفع خلاص متشغلش بالك أي حاجه هتبقي محتاجه مؤهل عالي.
- إيه رأيك في الشيف إيثار؟
- مين دي؟
- أنتي.
- أنا؟ بس أنا مش شاطره غير في الحلويات بس وكمان مش كلها.
- وده يكفي أنا عندي محل كنت مأجره وصاحبه مشي، المحل ده هيبقي بتاعك هتكوني أنتي الشيف وانا همسك الحسابات وهتعملي كيك ودونت وحلويات شرقيه.
قومت قعدت انط علي الكنبه من الفرحه- الله بجد بجد أنا هبقي شيف وهكون مسؤله وماما وبابا يحبوني.
"لسه فكرة أني انجح علشان افرحهم دي هي حلمي احسسهم أن ليهم بنت فعلا يفتخروا بيها وسط الناس ."
- هوا ليه مفيش زباين؟ الأكل كده هيبوظ.
- هيجوا أن شاءالله، هيجوا الصبر.
- هيجوا فين تالت ايام ومحدش جيه يا غالي.
" دخلت وسبته هما كان عندهم حق أنا فعلا فشله!
روحت صليت الضهر ودعيت، لجأت لربنا وأنا عندي يقين أنه عز وجل عمره ما يخذلني."
- إيثار قومي بسرعه في زباين جم.
- بجد، طب شوف طلبهم ايه وتعالي قولي اجهزه.
"بصيت للسما من شباك المطبخ، أنت سمعتني يارب، سمعت صوتي الضعيف، الحمدلله..
اليوم ده جالنا خمس زباين وكل يوم العدد كان يزيد ويكتر وبدأنا نشغل ناس معانا وطورنا المحل وعملنا ديكور احسن وخصصنا جزء للمشروبات وفتحنا المحل الجنبنا كمان من كتر كرم ربنا علينا."
- ايه يا بنتي الخرجك من المطبخ.
- أنا جيت بس علشان ا..
قاطعني صوت عارفه كويس- إيثار؟
لفيت وشي وانا ببصلهم ومش قادره انطق بكيت وانا بضحك- عاملين ايه؟
- هوا أنتي الشيف إيثار ال الكل بيحلف بحلويتها؟
- فخورين بيا حبتوني؟
____
- ماما أنا جبت درجه وحشه في امتحان الرياضه مع أني والله كنت مذاكر كويس أنا فاش..
قاطعته- صليت الضهر؟
- اه، وعارفه صليته بسورة طه الي حفظتيها لي.
حضنته جامد- الله أنا فخوره بيك جدا يلا تعالي نخفظ سورة الكهف كمان بقي علشان نصلي بيها سوا وبعدين نشوف حل في الرياضه الرخمه دي.
-ونزرع حباً لم نأخذه، حتي ننهي وصلة الآلام-
#اسكريبت
ودي حاجه كده علي الماشي ولازم نعرف برضوا ان ربنا مش بيسيب حد و يكون عندنا يقين بده
الفصل السادس من روايه همس الجياد
أغلقت الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد انتهاء المكالمة مع أمها..
نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الخامسة والنصف مساءا.. خلعت حذائها
واستلقت لوهلة على الأريكة, وبدأ النعاس يداعب أهدابها, ولكنها آثرت أن
تخرج للحديقة ربما لتمأل رئتيها بنفحات من الهواء النقي وتمتع نظرها بمنظر
مميز للغروب..
كانت الحديقة محاطة بسور أنيق من خشب الأرز, وقد تزين السور بحرفية
ببعض النباتات المتسلقة فأعطته مظهراً خالباً..
لم يكن سوراً عالياً بل تستطيع من خلاله رؤية السيارات الصغيرة التي تتحرك
بخفة على الطريق العام, وقد بدت أضواءها كشموس صغيرة ُولدت بعض أن
خفت ضوء الشمس الأم واقتربت من الغرق في رمال الصحراء الواسعة وهي
تودع السماء لتتركها وقد امتزجت بها ألوان الطيف بإبداع حتى تمكنت منها
حمرة الشفق قبل أن يجنح الليل بظالمه فيعلن بثقة عن إنتهاء العرض!..
لم تشعر بنفسها الا وهي مستلقية على الحشائش الخضراء وكأن جسدها
وروحها أبيا أن يظال في مقاعد المشاهدين, فانطلقت روحها تحوم في اللوحة
الفنية المتجسدة أمام عينيها وامتزج جسدها بجاذبية األرض يستشعر دفئها
ويحتضن أديمها بشوق.
ودت لو أكملت ليلتها بتلك البقعة ربما لتستمع بعرض آخر حيث يكون القمر هو
بطل المساء ببريقه الفضي, وكأنه يعلن عن بريق من الأمل ليخبرنا أن الضوء
لم يخفت للأبد وأنه سيعود من جديد..
وهكذا تركت إيناس موضعها واتجهت لغرفة نومها أخرجت غنيمتها من
الحقيبة..
نعم...
تلك المغامرة الليلية التي قامت بها قبل أن تترك المنزل, وعلى الرغم من تأكيد
والدتها لها أنها لن تتخلص من أي من متعلقات شريف, وعلى الرغم من
ارتعاش يديها وتباطئ خطواتها وهي تتجه نحو الشقة التي لم تخطوها منذ
الحادث, الا أنها كان يجب أن تحصل على ما تسعى إليه, ودون أن يشعر أحد
تسللت حافية بخطوات مرتجفة نحو خزينته وأخرجت ما يحمل رائحة أنفاسه أو
ربما ما يحمل بقاياها...
احتضنت قميصه بشغف وخطت بثقة نحو أحالمها منتظرة لقائه.
**
كانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحاً عندما دق المنبه ليعلن عن بدء يوم
جديد..
قام حسن متكاسلا نحو الحمام وقد أعدته له زوجته كعادتها كل صباح, فكانت
المياه الساخنة تتدفق بسخاء داخل حوض الإستحمام, وقامت بتعليق مئزره
المعطر, ثم تركته ينعم بحمام هادئ وانطلقت لتجهيز مائدة اإلفطار..
كان حسن يتصفح الجريدة عندما سألته وهي تسكب له بعض الشاي:
ـ تحب تتغدى إيه النهارده؟
حسن دون أن ينظر نحوها:
ـ أي حاجة.
رقية:
ـ حتروح على المصنع؟
حسن:
ـ لا.. على المكتب هنا علشان أسلم إيناس شغلها الاول.
رقية:
ـ على طول كده!
حسن:
ـ طبعاً. وإنتي عارفة خالد بيهتم قوي بكل حاجة تخص الخيل, ولازم يتأكد إن
اللي بيحط نسب الفيتامينات, ومتابع مواعيد المقويات والتطعيمات دكتور
مختص.
رقية:
ـ إنت حتقولي!. لا.. ويكون متفرغ كمان.
حسن:
ـ هو دماغه كده.. بس برده هو بيدفع مرتبات كويسة, ولو اجتهدت حيدفع أكثر.
رقية:
ـ إنت عارف المقابل المادي مش هو سبب وجودها.
حسن:
ـ اممممممممم... عارف.. وإنتي حتبدأي تراقبيها من إمتى؟.
رقية بإنزعاج:
ـ أراقبها!!.. كده يا حسن!!.
حسن مقهقهاً:
ـ يا ستي مش قصدي.. مش أخوكي قالك تاخدي بالك منها؟
رقية:
ـ في فرق بين إني آخد بالي منها, وبين إني أراقبها.. وبعدين أنا فعلاً صعبانة عليا .. البنت لسه صغير
على الهم ده.
حسن:
ـ بس أنا مش شايفها مهمومة للدرجة دي.. ده كمان البسة ملون عادي يعني!
رقية:
ـ علي أخويا هو اللي شدد عليهم إنها مش تلبس أسمر وترجع تلبس عادي
بسرعة.. ده كان في كورس عالجها.. ده غير اصلاً إن حداد الست على جوزها
أربع شهور حسب الدين والشرع.. والباقي ده أعراف وعادات.. وبعدين مش
بيقولوا الحزن في القلب.
حسن:
ـ طيب.. خلاص, خلاص.. هي عينتك المحامي بتاعها ولا إيه!
رقية:
ـ لا يا سيدي ما عينتنيش المحامي بتاعها..
صمتت رقية قليلاً ثم تابعت بنبرة ألم:
ـ أصعب أنواع الحزن لما ترسم ضحكة كدابة على وشك للناس وتحتفظ بالهم
لنفسك.
قالت جملتها ثم رمقته بنظرة ذات مغزى, ارتبك قليلاً وجفف عرقه ثم قبلها على
جبهتها وقال لها بنبرة حانية:
ـ طول عمرك بتقرأي الناس صح يا حبيبتي.. وأولهم أنا, علشان كده ما اقدرش
أعيش من غيرك.
انسحب بلباقة ليتجه لعمله وتركت بعدها هي المجال لعبراتها الساخنة..
وصل حسن لمكتبه وعندها وجد إيناس بإنتظاره بادرها مرحباً لحظة دخوله:
ـ صباح الخير يا دكتورة.
إيناس:
ـ صباح النور يا بشمهندس.
حسن:
ـ برافو.. ده حضرتك موجودة من قبل المعاد.
أغلقت الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد انتهاء المكالمة مع أمها..
نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الخامسة والنصف مساءا.. خلعت حذائها
واستلقت لوهلة على الأريكة, وبدأ النعاس يداعب أهدابها, ولكنها آثرت أن
تخرج للحديقة ربما لتمأل رئتيها بنفحات من الهواء النقي وتمتع نظرها بمنظر
مميز للغروب..
كانت الحديقة محاطة بسور أنيق من خشب الأرز, وقد تزين السور بحرفية
ببعض النباتات المتسلقة فأعطته مظهراً خالباً..
لم يكن سوراً عالياً بل تستطيع من خلاله رؤية السيارات الصغيرة التي تتحرك
بخفة على الطريق العام, وقد بدت أضواءها كشموس صغيرة ُولدت بعض أن
خفت ضوء الشمس الأم واقتربت من الغرق في رمال الصحراء الواسعة وهي
تودع السماء لتتركها وقد امتزجت بها ألوان الطيف بإبداع حتى تمكنت منها
حمرة الشفق قبل أن يجنح الليل بظالمه فيعلن بثقة عن إنتهاء العرض!..
لم تشعر بنفسها الا وهي مستلقية على الحشائش الخضراء وكأن جسدها
وروحها أبيا أن يظال في مقاعد المشاهدين, فانطلقت روحها تحوم في اللوحة
الفنية المتجسدة أمام عينيها وامتزج جسدها بجاذبية األرض يستشعر دفئها
ويحتضن أديمها بشوق.
ودت لو أكملت ليلتها بتلك البقعة ربما لتستمع بعرض آخر حيث يكون القمر هو
بطل المساء ببريقه الفضي, وكأنه يعلن عن بريق من الأمل ليخبرنا أن الضوء
لم يخفت للأبد وأنه سيعود من جديد..
وهكذا تركت إيناس موضعها واتجهت لغرفة نومها أخرجت غنيمتها من
الحقيبة..
نعم...
تلك المغامرة الليلية التي قامت بها قبل أن تترك المنزل, وعلى الرغم من تأكيد
والدتها لها أنها لن تتخلص من أي من متعلقات شريف, وعلى الرغم من
ارتعاش يديها وتباطئ خطواتها وهي تتجه نحو الشقة التي لم تخطوها منذ
الحادث, الا أنها كان يجب أن تحصل على ما تسعى إليه, ودون أن يشعر أحد
تسللت حافية بخطوات مرتجفة نحو خزينته وأخرجت ما يحمل رائحة أنفاسه أو
ربما ما يحمل بقاياها...
احتضنت قميصه بشغف وخطت بثقة نحو أحالمها منتظرة لقائه.
**
كانت الساعة قد قاربت على السابعة صباحاً عندما دق المنبه ليعلن عن بدء يوم
جديد..
قام حسن متكاسلا نحو الحمام وقد أعدته له زوجته كعادتها كل صباح, فكانت
المياه الساخنة تتدفق بسخاء داخل حوض الإستحمام, وقامت بتعليق مئزره
المعطر, ثم تركته ينعم بحمام هادئ وانطلقت لتجهيز مائدة اإلفطار..
كان حسن يتصفح الجريدة عندما سألته وهي تسكب له بعض الشاي:
ـ تحب تتغدى إيه النهارده؟
حسن دون أن ينظر نحوها:
ـ أي حاجة.
رقية:
ـ حتروح على المصنع؟
حسن:
ـ لا.. على المكتب هنا علشان أسلم إيناس شغلها الاول.
رقية:
ـ على طول كده!
حسن:
ـ طبعاً. وإنتي عارفة خالد بيهتم قوي بكل حاجة تخص الخيل, ولازم يتأكد إن
اللي بيحط نسب الفيتامينات, ومتابع مواعيد المقويات والتطعيمات دكتور
مختص.
رقية:
ـ إنت حتقولي!. لا.. ويكون متفرغ كمان.
حسن:
ـ هو دماغه كده.. بس برده هو بيدفع مرتبات كويسة, ولو اجتهدت حيدفع أكثر.
رقية:
ـ إنت عارف المقابل المادي مش هو سبب وجودها.
حسن:
ـ اممممممممم... عارف.. وإنتي حتبدأي تراقبيها من إمتى؟.
رقية بإنزعاج:
ـ أراقبها!!.. كده يا حسن!!.
حسن مقهقهاً:
ـ يا ستي مش قصدي.. مش أخوكي قالك تاخدي بالك منها؟
رقية:
ـ في فرق بين إني آخد بالي منها, وبين إني أراقبها.. وبعدين أنا فعلاً صعبانة عليا .. البنت لسه صغير
على الهم ده.
حسن:
ـ بس أنا مش شايفها مهمومة للدرجة دي.. ده كمان البسة ملون عادي يعني!
رقية:
ـ علي أخويا هو اللي شدد عليهم إنها مش تلبس أسمر وترجع تلبس عادي
بسرعة.. ده كان في كورس عالجها.. ده غير اصلاً إن حداد الست على جوزها
أربع شهور حسب الدين والشرع.. والباقي ده أعراف وعادات.. وبعدين مش
بيقولوا الحزن في القلب.
حسن:
ـ طيب.. خلاص, خلاص.. هي عينتك المحامي بتاعها ولا إيه!
رقية:
ـ لا يا سيدي ما عينتنيش المحامي بتاعها..
صمتت رقية قليلاً ثم تابعت بنبرة ألم:
ـ أصعب أنواع الحزن لما ترسم ضحكة كدابة على وشك للناس وتحتفظ بالهم
لنفسك.
قالت جملتها ثم رمقته بنظرة ذات مغزى, ارتبك قليلاً وجفف عرقه ثم قبلها على
جبهتها وقال لها بنبرة حانية:
ـ طول عمرك بتقرأي الناس صح يا حبيبتي.. وأولهم أنا, علشان كده ما اقدرش
أعيش من غيرك.
انسحب بلباقة ليتجه لعمله وتركت بعدها هي المجال لعبراتها الساخنة..
وصل حسن لمكتبه وعندها وجد إيناس بإنتظاره بادرها مرحباً لحظة دخوله:
ـ صباح الخير يا دكتورة.
إيناس:
ـ صباح النور يا بشمهندس.
حسن:
ـ برافو.. ده حضرتك موجودة من قبل المعاد.
إيناس:
ـ على إيه حضرتك ده شغلي.
حسن:
ـ طيب.. تمام, بصي يا ستي.. أنا النهارده حعرفك مبادئ الشغل والمطلوب منك,
لكن بعد كده حيبقى المسؤول معاكي بشمهندس خالد.
إيناس:
ـ بشمهندس خالد هو مالك المزرعة صح؟
حسن:
ـ أيوه.. وهي مزرعة الخيول مسؤوليته هو, وبيهتم بدقة بأي حاجة تخصها,
فعلشان كده هو دايماً بيتابع أول بأول مع الطبيب المسؤول.
إيناس وقد بدا عليها القلق بعض الشيء:
ـ حاضر.
نظر نحوها حسن بابتسامة ثم تابع:
ـ أنا مش عايزك تقلقي.. الشغل بسيط قوي.. بيني وبينك ما يستدعيش طبيب
مقيم, بس إحنا هنا ماشيين بمبدأ الوقاية خير من العالج.. اتفضلي معايا على
العيادة البيطرية وإنتي حتفهمي أكثر.
خرجت إيناس معه إلى المبنى وتوجها لمبنى آخر صغير يتكون من غرفة واحدة
كانت متواضعة الأثاث بعض الشيء, فلا يوجد بها سوى مكتب صغير وخزانة
خشبية ممتلئة ببعض الكتب والأوراق, وفي مواجهتهما توجد ثلاجة.. استنتجت
إيناس أنها لحفظ بعض الأدوية, وخزانة أخرى تحتوى على معدات بيطرية
للتعامل مع وبعض المطهرات الموضوعية للجروح..
جلس حسن على المكتب وسحب بعض األوراق وهو يقول:
ـ اتفضلي يا دكتورة.
جلست إيناس في مواجهته وقد لفت إنتباهها كمية الأوراق المبعثرة أمامه,
ضحك وهو يمسك بالأوراق في محاولة يائسة لترتيبها وقال:
ـ الهوا هنا بقى ميزة وعيب, والعيب واضح.. لو أصغر شباك مفتوح يطير كل
شغلك.. بصي بقى يا ستي.. ده ورق كان سايبه الدكتور اللي قبلك بمواعيد
التطعيمات بتاعتهم, وكمان نسب المقويات اللي بتتحط في الاكل.. حيفيدك كتير.
أخذت إيناس منه الأوراق وتصفحتها للحظات ثم توجهت بنظرها نحو الخزانة
بجانب المكتب وسألته:
ـ ودي كتب ومراجع؟
حسن:
ـ آه.. دول برده حيفيدوكي, مع إني بصراحة ما افهمش في محتواهم.. إن ت بقى
تكتشفي, كمان عندك الثلاجة فيها مضادات حيوية وتطعيمات.. المفروض
الدكتور المتواجد هو بيحدد محتاج إيه وإحنا بنجيبه, وبرده عندك بيتادين
وصبغة يود ومراهم جروح إلن الحاجات تقريباً ممكن نحتاجها يومياً, بس ما
تقلقيش في سايس مسؤول عن التعامل المباشر مع الخيل, بس بنحتاج إشراف منك.. وبرده هنا بقية الأدوية زي أدوية المغص والمسكنات وكده, وبرده اللي
تعوزيه يعني نكون شاكرين تطلبيه قبل ما تحتاجيه.
إيناس:
ـ فهمت.
حسن:
ـ طيب.. دلوقتي نروح على الإسطبلات علشان العمال يعرفوكي.. وهما هناك تحت
أمرك أي حاجة حتطلبيها منهم حيعملوها.
إيناس:
ـ حاضر.
توجهت بعدها إيناس مع حسن نحو الإسطبلات, ركبا سيارة رباعية مكشوفه
لإلتجاه لهناك..
لاحظت إيناس المساحة الكبيرة للمزرعة..
كانت تقدر مساحة مزرعة الخيول وحدها بحوالي خمسة أفدنة, وتحتوي على ثلاث إسطبلات، وسياج كبير أُعد خصيصاً لتريض وتدريب الخيول على مساحة
شاسعة..
ترجل حسن من السيارة بعد أن توقفت أمام أحد الإسطبلات ودخل وخلفه
إيناس..
كان العمال قد بدأوا بتطمير الجياد وتحضير الطعام وهكذا..
إتجه حسن لأحدهم الذي كان يبدو عليه أنه قائدهم وتحدث معه بصوت عا
ـ ها يا دسوقي, إيه الأخبار؟.
دسوقي: تمام يا بشمهندس.
نظر حسن إليناس وقال:
ـ ده دسوقي. أقدم سايس هنا يا دكتورة.
ثم نظر لدسوقي بحدة وتابع:
ـ دكتورة إيناس.. يا دسوقي حتاخد تعليماتك منها بعد كده هي بدل دكتور سعد.
دسوقي:
ـ مفهوم يا بشمهندس.. نورتينا يا دكتورة.
حسن:
ـ تمام.. اتفضلي معايا يا دكتورة.
وفي تلك األثناء قام حسن بالمرور مع إيناس على بقية الإسطبلات..
وكان يخبرها عن أنواع الجياد المتواجدة في المزرعة, وقد كانت جميعها من
الخيل العربي المصري والذي يُعد من أقوى
الخيول العربية الاصيلة, وخاصةً
وأغلى السلالات في العالم...
شعرت إيناس بالأنبهار مما شاهدته فقد فاق توقعاتها بمراحل من حيث الترتيب
والاهتمام والنظافة والمساحة الشاسعة من أجل تدريب وترويض الخيول..
أخبرها حسن بوجود مدربين متخصصين للجياد وأنهم افتتحوا المزرعة منذ
عامين فقط, ولكن لديهم حوالي خمسون جواداً حتى الآن..
بعد مرورهم على الإسطبلات الحظت إيناس خروج الخيل في شكل بديع وقد
انطلقت تعدو بحرية داخل المساحات الشاسعة المحاطة بسياج الأمان كما قال لها
حسن..
كانت تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها جياد عربية أصيلة كتلك, فكل
معلوماتها عن الحصان ربما مظهره الرث الذي اعتادته كلما رأت أحد الخيول المحلية التي ألهبت السياط ظهورها وقضت األحمال الثقيلة على قوة إحتمالها
وسعى مالكها في النهاية لتجميل صورتها ربما ببعض الشرائط الملونه والحلي
الرخيص الذي قضى على آخر مظهر جمالي لديها, ولكن تلك الخيول التي تعدو
ـ على إيه حضرتك ده شغلي.
حسن:
ـ طيب.. تمام, بصي يا ستي.. أنا النهارده حعرفك مبادئ الشغل والمطلوب منك,
لكن بعد كده حيبقى المسؤول معاكي بشمهندس خالد.
إيناس:
ـ بشمهندس خالد هو مالك المزرعة صح؟
حسن:
ـ أيوه.. وهي مزرعة الخيول مسؤوليته هو, وبيهتم بدقة بأي حاجة تخصها,
فعلشان كده هو دايماً بيتابع أول بأول مع الطبيب المسؤول.
إيناس وقد بدا عليها القلق بعض الشيء:
ـ حاضر.
نظر نحوها حسن بابتسامة ثم تابع:
ـ أنا مش عايزك تقلقي.. الشغل بسيط قوي.. بيني وبينك ما يستدعيش طبيب
مقيم, بس إحنا هنا ماشيين بمبدأ الوقاية خير من العالج.. اتفضلي معايا على
العيادة البيطرية وإنتي حتفهمي أكثر.
خرجت إيناس معه إلى المبنى وتوجها لمبنى آخر صغير يتكون من غرفة واحدة
كانت متواضعة الأثاث بعض الشيء, فلا يوجد بها سوى مكتب صغير وخزانة
خشبية ممتلئة ببعض الكتب والأوراق, وفي مواجهتهما توجد ثلاجة.. استنتجت
إيناس أنها لحفظ بعض الأدوية, وخزانة أخرى تحتوى على معدات بيطرية
للتعامل مع وبعض المطهرات الموضوعية للجروح..
جلس حسن على المكتب وسحب بعض األوراق وهو يقول:
ـ اتفضلي يا دكتورة.
جلست إيناس في مواجهته وقد لفت إنتباهها كمية الأوراق المبعثرة أمامه,
ضحك وهو يمسك بالأوراق في محاولة يائسة لترتيبها وقال:
ـ الهوا هنا بقى ميزة وعيب, والعيب واضح.. لو أصغر شباك مفتوح يطير كل
شغلك.. بصي بقى يا ستي.. ده ورق كان سايبه الدكتور اللي قبلك بمواعيد
التطعيمات بتاعتهم, وكمان نسب المقويات اللي بتتحط في الاكل.. حيفيدك كتير.
أخذت إيناس منه الأوراق وتصفحتها للحظات ثم توجهت بنظرها نحو الخزانة
بجانب المكتب وسألته:
ـ ودي كتب ومراجع؟
حسن:
ـ آه.. دول برده حيفيدوكي, مع إني بصراحة ما افهمش في محتواهم.. إن ت بقى
تكتشفي, كمان عندك الثلاجة فيها مضادات حيوية وتطعيمات.. المفروض
الدكتور المتواجد هو بيحدد محتاج إيه وإحنا بنجيبه, وبرده عندك بيتادين
وصبغة يود ومراهم جروح إلن الحاجات تقريباً ممكن نحتاجها يومياً, بس ما
تقلقيش في سايس مسؤول عن التعامل المباشر مع الخيل, بس بنحتاج إشراف منك.. وبرده هنا بقية الأدوية زي أدوية المغص والمسكنات وكده, وبرده اللي
تعوزيه يعني نكون شاكرين تطلبيه قبل ما تحتاجيه.
إيناس:
ـ فهمت.
حسن:
ـ طيب.. دلوقتي نروح على الإسطبلات علشان العمال يعرفوكي.. وهما هناك تحت
أمرك أي حاجة حتطلبيها منهم حيعملوها.
إيناس:
ـ حاضر.
توجهت بعدها إيناس مع حسن نحو الإسطبلات, ركبا سيارة رباعية مكشوفه
لإلتجاه لهناك..
لاحظت إيناس المساحة الكبيرة للمزرعة..
كانت تقدر مساحة مزرعة الخيول وحدها بحوالي خمسة أفدنة, وتحتوي على ثلاث إسطبلات، وسياج كبير أُعد خصيصاً لتريض وتدريب الخيول على مساحة
شاسعة..
ترجل حسن من السيارة بعد أن توقفت أمام أحد الإسطبلات ودخل وخلفه
إيناس..
كان العمال قد بدأوا بتطمير الجياد وتحضير الطعام وهكذا..
إتجه حسن لأحدهم الذي كان يبدو عليه أنه قائدهم وتحدث معه بصوت عا
ـ ها يا دسوقي, إيه الأخبار؟.
دسوقي: تمام يا بشمهندس.
نظر حسن إليناس وقال:
ـ ده دسوقي. أقدم سايس هنا يا دكتورة.
ثم نظر لدسوقي بحدة وتابع:
ـ دكتورة إيناس.. يا دسوقي حتاخد تعليماتك منها بعد كده هي بدل دكتور سعد.
دسوقي:
ـ مفهوم يا بشمهندس.. نورتينا يا دكتورة.
حسن:
ـ تمام.. اتفضلي معايا يا دكتورة.
وفي تلك األثناء قام حسن بالمرور مع إيناس على بقية الإسطبلات..
وكان يخبرها عن أنواع الجياد المتواجدة في المزرعة, وقد كانت جميعها من
الخيل العربي المصري والذي يُعد من أقوى
الخيول العربية الاصيلة, وخاصةً
وأغلى السلالات في العالم...
شعرت إيناس بالأنبهار مما شاهدته فقد فاق توقعاتها بمراحل من حيث الترتيب
والاهتمام والنظافة والمساحة الشاسعة من أجل تدريب وترويض الخيول..
أخبرها حسن بوجود مدربين متخصصين للجياد وأنهم افتتحوا المزرعة منذ
عامين فقط, ولكن لديهم حوالي خمسون جواداً حتى الآن..
بعد مرورهم على الإسطبلات الحظت إيناس خروج الخيل في شكل بديع وقد
انطلقت تعدو بحرية داخل المساحات الشاسعة المحاطة بسياج الأمان كما قال لها
حسن..
كانت تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها جياد عربية أصيلة كتلك, فكل
معلوماتها عن الحصان ربما مظهره الرث الذي اعتادته كلما رأت أحد الخيول المحلية التي ألهبت السياط ظهورها وقضت األحمال الثقيلة على قوة إحتمالها
وسعى مالكها في النهاية لتجميل صورتها ربما ببعض الشرائط الملونه والحلي
الرخيص الذي قضى على آخر مظهر جمالي لديها, ولكن تلك الخيول التي تعدو
أمامها لم ترى لها مثيلاً من قبل..
جمال يخطف الأبصار من أول وهلة, التناسق البديع في الشكل والحركة,
والعيون الواسعة التي لم ترى مثيلاً قبل كذلك..
قال لها حسن وقد الحظ إنبهارها بما رأت:
ـ إحنا عندنا هنا سلالات أصيلة كحيلة حمداني وهدبان..
نظرت له بدهشة وهي ال تفقه شيئاً عن ما قاله:
ـ نعم!
ابتسم وتابع:
ـ أنا برده من سنة لما خالد كان بيكلمني ما كانش عندي أي معلومات عن الخيل,
بس دلوقتي عرفت وفهمت حاجات كتير.
إيناس:
ـ بصراحة ده عالم تاني.
حسن:
ـ عموماً إحنا دلوقتي حنرجع على العيادة.. حاسيبك تكتشفي المكان وتتصفحي
الكتب والأوراق هناك شوية, وبعد كده طبيعة شغلك حيبقى مرور وفحص دوري
للخيول ومتابعة الفيتامينات والمقويات ونسبها مع العمال.. ده غير كمان
التحصينات..
إيناس:
ـ وهو كذلك.
حسن:
ـ وبرده لما خالد يرجع حيكون ليه طلبات محددة عني وحيوضحلك أمور أكثر مني.. اتفضلي.
عادت إيناس معه للسيارة وقالت بعدما ركبت:
ـ هو ليه مكان السكن بتاعي والعيادة بعيد كده عن الإسطبل؟.
حسن:
ـ مش بعيد قوي.. ممكن مشي نص ساعة, بس إنتي عارفة الفلل عينة بدائية لمنتجع سياحي ولازم مسافة بعيد عن الإسطبلات.. كمان ما حدش ساكن هنا
قريب غير العمال والمدربين, وبرده المسافة حوالي ربع ساعة مشي وكلهم
رجالة زي ما أنتي شايفة.
إيناس:
ـ آه.. فهمت.
وصلت إيناس للعيادة ومكثت لفترة بين الأوراق تحاول أن تلحق بدرب ربما لا
تعي عنه شيئاً, ولكن كان بداخلها طاقة ورغبة قوية للمعرفة.. شعرت أنها قرأت
القليل والكثير بنفس الوقت, فتارة تتصفح بعض المراجع عن الأمراض
وأعراضها والعالج المناسب, وتارة تقرأ عن التحصينات والعناية الطبية بالجواد
وهكذا...
نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الرابعة عصراً واكتشفت أنها مكثت أكثر
من أربع ساعات بالعيادة دون أن تشعر بالوقت..
اعتدلت في جلستها وأغلقت المكان ثم توجهت عائدة لمنزلها.
لم تكد تقترب من المنزل حتى وجدت رقية في انتظارها, نظرت لها رقية
بابتسامة وقالت:
ـ أخبار الشغل إيه؟
إيناس:
ـ تمام.. الحمد لله يا مدام رقية.
رقية:
ـ إنبسطتي؟.. شوفتي الخيل؟
إيناس:
ـ آه.. بصراحة حاجة روعة.
رقية:
ـ مش قولتلك.. طيب.. يلا علشان نتغدى سوا.
إيناس:
ـ يا خبر!.. متشكرة قوي يا مدام رقية.. ملوش لزوم.
رقية:
ـ هو إيه ده!!.. وإيه مدام رقية دي!.. إيه يا دكتورة احنا مش أصحاب وال إيه؟..
قوليلي يا رقية وأنا حقولك يا إيناس اتفقنا..
إيناس:
ـ اتفقنا.
رقية:
ـ طيب.. يلا غيري هدومك وتعالي نتغدى سوا.
إيناس:
ـ معلش بجد اعفيني.. أصل بصراحة مجهدة قوي, حآكل حاجة خفيفة وأنام.
رقية: طيب كلي حاجة خفيفة عندي وبعدين ارجعي نامي, ولا أكلي ما عجبكيش؟
إيناس:
ـ لا.. خالص, ده أحسن أكل دوقته في حياتي, بس معلش خليني براحتى اصلاً عندي أكل كتير في الفريزر عايزة أخلص منه.
رقية:
ـ خلاص.. سماح المرة دي.. وعموماً يا ستي أي حاجه بتحتاجيها في محل بس في المنطقة التانية عنده كل حاجة هو بيجيب الحاجات من وادي النطرون, ولو
احتجتي حاجة مش عنده هو بيجيبها ليكي.. أنا وحسن بنروح كتير بالعربية.. نجيبلك اللي محتجاه أو تيجي معانا تجيبي, اللي يريحك..
إيناس:
ـ خلاص ميرسي قوي يا مدام رقية.
رقية بلوم وإبتسامة:
ـ هااااااااااااااا!!!
إيناس:
ـ ميرسي يا رقية.
تركت رقية إيناس وبادرت الأخيرة بالدخول لغرفتها والاستلقاء على فراشها..
شعرت أن جسدها ينشد الراحة والفراش بإلحاح.. نظرت بجانبها وقد كان قميص
شريف ملقى بجانبها على الفراش.. تذكرت أن أحلام يقظتها وذكريات زوجها لم
تكن هي سيدة الموقف في هذا اليوم, فقد مر الوقت سريعاً بين كل جديد رأته
وقرأت عنه وتمكنت منها الحياة رغماً عنها ولو لساعات..
امتدت يدها وجذبت القميص خاصته ثم احتضنته بعنف وسريعاً غطت في نوم
عميق.
ربما مرت ساعة أو أكثر.. لا تعلم فقد غطت في نوم عميق دون حتى أن تبدل
مالبسها...
أخرجت ردءا ً قطنياً مريحاً وارتدته ثم توجهت للمطبخ تبحث عن شيء تأكله,
فقد تذكرت أنها لم تأكل منذ الصباح..
أعدت شطيرة من الجبن وقامت بصنع بعض السلطة وحادثت أمها على الهاتف
لتبعث لها برسائل من الطمأنينة بعد أن استشعرت القلق في صوتها.. وبعد أن
أنهت طعامها وحديثها اكتشفت أن الساعة قد تعدت الحادية عشر مساء والسكون هو سيد الموقف حولها...
نظرت نحو الحديقة واستشعرت النسيم الحر في خيالها وعندها اتجهت لهناك
وقد ألقت بجسدها على الحشائش الخضراء تراقب السماء بنجومها الالمعة..
عجباً لعمرها كله لم تشهد هذا العدد من النجوم من قبل, وكأنها غادرت سماء
جمال يخطف الأبصار من أول وهلة, التناسق البديع في الشكل والحركة,
والعيون الواسعة التي لم ترى مثيلاً قبل كذلك..
قال لها حسن وقد الحظ إنبهارها بما رأت:
ـ إحنا عندنا هنا سلالات أصيلة كحيلة حمداني وهدبان..
نظرت له بدهشة وهي ال تفقه شيئاً عن ما قاله:
ـ نعم!
ابتسم وتابع:
ـ أنا برده من سنة لما خالد كان بيكلمني ما كانش عندي أي معلومات عن الخيل,
بس دلوقتي عرفت وفهمت حاجات كتير.
إيناس:
ـ بصراحة ده عالم تاني.
حسن:
ـ عموماً إحنا دلوقتي حنرجع على العيادة.. حاسيبك تكتشفي المكان وتتصفحي
الكتب والأوراق هناك شوية, وبعد كده طبيعة شغلك حيبقى مرور وفحص دوري
للخيول ومتابعة الفيتامينات والمقويات ونسبها مع العمال.. ده غير كمان
التحصينات..
إيناس:
ـ وهو كذلك.
حسن:
ـ وبرده لما خالد يرجع حيكون ليه طلبات محددة عني وحيوضحلك أمور أكثر مني.. اتفضلي.
عادت إيناس معه للسيارة وقالت بعدما ركبت:
ـ هو ليه مكان السكن بتاعي والعيادة بعيد كده عن الإسطبل؟.
حسن:
ـ مش بعيد قوي.. ممكن مشي نص ساعة, بس إنتي عارفة الفلل عينة بدائية لمنتجع سياحي ولازم مسافة بعيد عن الإسطبلات.. كمان ما حدش ساكن هنا
قريب غير العمال والمدربين, وبرده المسافة حوالي ربع ساعة مشي وكلهم
رجالة زي ما أنتي شايفة.
إيناس:
ـ آه.. فهمت.
وصلت إيناس للعيادة ومكثت لفترة بين الأوراق تحاول أن تلحق بدرب ربما لا
تعي عنه شيئاً, ولكن كان بداخلها طاقة ورغبة قوية للمعرفة.. شعرت أنها قرأت
القليل والكثير بنفس الوقت, فتارة تتصفح بعض المراجع عن الأمراض
وأعراضها والعالج المناسب, وتارة تقرأ عن التحصينات والعناية الطبية بالجواد
وهكذا...
نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الرابعة عصراً واكتشفت أنها مكثت أكثر
من أربع ساعات بالعيادة دون أن تشعر بالوقت..
اعتدلت في جلستها وأغلقت المكان ثم توجهت عائدة لمنزلها.
لم تكد تقترب من المنزل حتى وجدت رقية في انتظارها, نظرت لها رقية
بابتسامة وقالت:
ـ أخبار الشغل إيه؟
إيناس:
ـ تمام.. الحمد لله يا مدام رقية.
رقية:
ـ إنبسطتي؟.. شوفتي الخيل؟
إيناس:
ـ آه.. بصراحة حاجة روعة.
رقية:
ـ مش قولتلك.. طيب.. يلا علشان نتغدى سوا.
إيناس:
ـ يا خبر!.. متشكرة قوي يا مدام رقية.. ملوش لزوم.
رقية:
ـ هو إيه ده!!.. وإيه مدام رقية دي!.. إيه يا دكتورة احنا مش أصحاب وال إيه؟..
قوليلي يا رقية وأنا حقولك يا إيناس اتفقنا..
إيناس:
ـ اتفقنا.
رقية:
ـ طيب.. يلا غيري هدومك وتعالي نتغدى سوا.
إيناس:
ـ معلش بجد اعفيني.. أصل بصراحة مجهدة قوي, حآكل حاجة خفيفة وأنام.
رقية: طيب كلي حاجة خفيفة عندي وبعدين ارجعي نامي, ولا أكلي ما عجبكيش؟
إيناس:
ـ لا.. خالص, ده أحسن أكل دوقته في حياتي, بس معلش خليني براحتى اصلاً عندي أكل كتير في الفريزر عايزة أخلص منه.
رقية:
ـ خلاص.. سماح المرة دي.. وعموماً يا ستي أي حاجه بتحتاجيها في محل بس في المنطقة التانية عنده كل حاجة هو بيجيب الحاجات من وادي النطرون, ولو
احتجتي حاجة مش عنده هو بيجيبها ليكي.. أنا وحسن بنروح كتير بالعربية.. نجيبلك اللي محتجاه أو تيجي معانا تجيبي, اللي يريحك..
إيناس:
ـ خلاص ميرسي قوي يا مدام رقية.
رقية بلوم وإبتسامة:
ـ هااااااااااااااا!!!
إيناس:
ـ ميرسي يا رقية.
تركت رقية إيناس وبادرت الأخيرة بالدخول لغرفتها والاستلقاء على فراشها..
شعرت أن جسدها ينشد الراحة والفراش بإلحاح.. نظرت بجانبها وقد كان قميص
شريف ملقى بجانبها على الفراش.. تذكرت أن أحلام يقظتها وذكريات زوجها لم
تكن هي سيدة الموقف في هذا اليوم, فقد مر الوقت سريعاً بين كل جديد رأته
وقرأت عنه وتمكنت منها الحياة رغماً عنها ولو لساعات..
امتدت يدها وجذبت القميص خاصته ثم احتضنته بعنف وسريعاً غطت في نوم
عميق.
ربما مرت ساعة أو أكثر.. لا تعلم فقد غطت في نوم عميق دون حتى أن تبدل
مالبسها...
أخرجت ردءا ً قطنياً مريحاً وارتدته ثم توجهت للمطبخ تبحث عن شيء تأكله,
فقد تذكرت أنها لم تأكل منذ الصباح..
أعدت شطيرة من الجبن وقامت بصنع بعض السلطة وحادثت أمها على الهاتف
لتبعث لها برسائل من الطمأنينة بعد أن استشعرت القلق في صوتها.. وبعد أن
أنهت طعامها وحديثها اكتشفت أن الساعة قد تعدت الحادية عشر مساء والسكون هو سيد الموقف حولها...
نظرت نحو الحديقة واستشعرت النسيم الحر في خيالها وعندها اتجهت لهناك
وقد ألقت بجسدها على الحشائش الخضراء تراقب السماء بنجومها الالمعة..
عجباً لعمرها كله لم تشهد هذا العدد من النجوم من قبل, وكأنها غادرت سماء
المدينة بصخبها وأضواءها ونشدت العزلة مثلها تماماً..
الحت ذكرى شريف وابتسامته أمامها وكأنه يشاركها كل تلك اللحظات الهادئة
ويستمتع معها بهدوء الطبيعة..
ظلت هائمة بذكراه حتى جفاها النوم دون أن تشعر, ولكن بعد وقت ليس بطويل
فتحت عيونها برعشة فقد شعرت بوجود شخص آخر معها بنفس المكان!
انتفضت سريعاً حتى أنها كانت تستمع لصوت أنفاسها المتالحقة ودقات قلبها
المتسارعة خاصة عندما لمحت تلك العيون الالمعة تنظر نحوها في دهشة!..
الحت ذكرى شريف وابتسامته أمامها وكأنه يشاركها كل تلك اللحظات الهادئة
ويستمتع معها بهدوء الطبيعة..
ظلت هائمة بذكراه حتى جفاها النوم دون أن تشعر, ولكن بعد وقت ليس بطويل
فتحت عيونها برعشة فقد شعرت بوجود شخص آخر معها بنفس المكان!
انتفضت سريعاً حتى أنها كانت تستمع لصوت أنفاسها المتالحقة ودقات قلبها
المتسارعة خاصة عندما لمحت تلك العيون الالمعة تنظر نحوها في دهشة!..
#اسكريبت
إياك تُقعد جمبي.
الجُملة دي قالها راجل عجوز لما شافني بقرّب منه علشان أقعد.
محطة القطر كانت زحمة أوي فى اليوم ده وللأسف المكان الوحيد اللي كان فاضي كان جمب الراجل ده، فـ رديت وقُلت:
= هو المكان كان مكتوب بـ اسمك!
" بص عليا بطرف عين"
- لا بس وعزة وجلال الله لو قعدت دلوقتي مش هتقوم غير وأنت رايح تتدِفن.
"ماهتمتش بكلامه، والصراحة كان معذور السن الكبير بيعمل في الواحد أكتر مِن كدة برضو."
قعدت وبدأت أبص عليه من غير ما ياخد باله، وأفكر في الكلام اللي لسه قايلهولي، وكل شوية أبص في الساعة وكل ما القطر يتأخر توتري يزيد وابدأ أهز فى رجلي أكتر، لإن بالطريقة دي هتأخر على فرصة الشُغل اللي أنا رايح أقدم فيها، لحد ما لاقيته بيقول:
- أوعي تكون هتركب القطر الرخيص اللى كل الناس بتركبه ده، هتوصل متأخر.
" العرق بدأ ينزل منى بكميات كبيرة"
= هو فيه قطر بيوصل أسرع!
- طبعًا بس تكلفته أغلي شوية أنصحك بيه لو المشوار اللي رايحُه مُهم.
= أه طبعًا مهم، ده أول شغل ليا في حياتي.
- طب ومستني إيه!!
" ماردتش عليه وجريت لبرا المحطة بسرعة علشان أقطع تذكرة غالية، وجوايا احساس إني أحسن من الناس دي كلها، ولازم أوصل قبلهم وأحجز في القطر ده، لكن اللى ماكنتش أعرفه إن مافيش تذاكر للقطر ده، لإنه مش موجود من الأساس، فـ بكُل طاقة الغضب اللي جوايا رجعت تاني للمحطة، بس المرة دي كانت فاضية، والناس كلها ركبت ومشيت، لكن الراجل العجوز ده كان لسه موجود".
= أنت بتكذب عليا!
- يا خبر أبيض!! قطر الشُغل فاتك! ، ماتزعلش أقعد جمبي هسليك لحد ما اللي بعده ييجي.
" عيني بدأت تِحمّر "
= عارف أنت لو مش راجل كبير أنا كنت عملت فيك إيه!!
" لاقيته بص للأرض وِفضِل ساكت فترة وعينه بدأت تدمّع"
- أنت شكل قلبك قاسي زي إبني، إبني اللي دفعت عليه عُمري وأيامي الحلوة، اللي كُنت بخرّج اللقمة من بؤي علشان هو يشبع.
= ماله إبنك!
- لما كبرت فى السِن والعجز بدأ ينهش فيا، قالي إني بقيت تقيل عليه وهو عاوز يعيش حياته، ورماني في الشارع.
" وبدأ يعيط بصوت عالي "
= طب إهدي طيب.
" وقربت منه وطبطبت عليه "
لحد ما صوت قطر قاطع سكوتنا إحنا الإتنين
= قطر إيه ده يا حاج!!
- قطر الجواز، ملعون هو واللي يركبه، نهايته يا طلاق يا رمية في الشارع زي الكلاب.
"فضلت مركز مع القطر، وكل شوية ألاقي ولاد وبنات لابسين بِدَل وفساتين بيركبوا، وأول ما شوفت دموع وقهرة قلب الراجل ده قررت ماركبوش، وفضلت باصص علي القطر وهو ماشي لحد ما إختفىٰ تمامًا".
- ماركِبتش ليه!!
= وهو بعد اللي أنت حكيتهولي ده كان ينفع أركب برضو يا حاج.
- حكيتلك إيه يا مجنون، أنا قولتلك إني هسليك بس، أنا ماتجوزتش أصلًا.
" وقفت مكاني وأنا مفزوع"
=تسليني!
- أيوة، هو أنت أي حاجة تسمعها تصدقها كدة علي طول؟
= عارف أنت بتفكرني بمين!
- مين؟
= إبليس، يفضل يغوينا ويزين الدنيا فى عنينا ويمهِدلنا طريق الغلط وأول مانمشي فيه ونُقع، يجري ويقول إنه بريء من اللى كنا بنعمله، وإنه بيخاف ربنا.
- بس أنا ولا غويتك ولا مهدتلك الطريق، أنت اللى أخترت، أول مرة لما حسيت نفسك أحسن من كل الناس، وجريت علشان تاخد رزقك بسرعة، مع إن رزقك كدة كدة هيجيلك، بس الطمع خلاك تشوف نفسك هتقدر تسبق الدنيا، وتاني مرة القطر بتاع الجواز كان قدام عينك وانت اللى قررت ماتركبوش.
= بس أنا ...
" وفجأة سمعت صوت قطر جاي من بعيد"
- أهو ده بقي قطر العُمر.
= مستحيل يفوتني.
- بس فيه مشكلة.
= مشكلة إيه؟
" ضحك بصوت عالي وقال:
- أنت نسيت تقطع تذكرتُه، والقطر ده بالذات بيكون واقف على كل باب حارث مستحيل يخليك تعدي لو مامعكش تذكرة.
" وفي لمح البصر القطر كان واقف قدامنا، وكل ما أجري علي باب الاقي اللي واقف عليه بيبعدني بقوة وأقع علي الأرض، وأجري علي الباب اللي بعده ويعمل معايا نفس الحاجة، لحد ما من كُتر الوقوع، جسمي إتملي جروح، ومابقتش قادر أقف، فجريت علي الراجل العجوز ووطيت علي الأرض عند رجله وقُلت:
= أبوس رجلك خليهم يركبوني.
- مستحيل، وصدمة عُمري شوفتها لما لاقيته بيطلّع تذكرة من جيبه وبيبعد عني وعدا من الحارث اللي واقف علي الباب بالتذكرة دي.
= قربت منه وبيني وبينه الحارث.
- أنت مين وليه عملت كدة!
= سؤال غريب بس هجاوبك عليه، أنا ممكن أكون صاحبك اللي بيقولك بلاش الشُغلانة دي لإنها قُليلة، مع إنها لا قُليلة ولا حاجة بس علشان الحقد مالي قلبي من ناحيتك فـ بضلِلك،
وكمان ممكن أكون أقرب حد مِنك اللي لما عِرِف إنك هتتجوز خلاك تشوف أبشع صورة للجواز، مع إنه سُنة الحياة ومن أهم ملذاتها، بس الغيرة وإني مش حابب أشوفك أحسن مِني خلتني أعمل كدة، لكن لما أحسن إن العُمر هيجري وهيفوتني، هبيعك في ثانية لدرجة إن هيكون بيني وبينك سد ومستحيل نتجمّع مِن تاني، ربنا لما خلقك إداك مُطلق الحرية في التفكير، واختيار حياتك وازاي تعيشها، بس أنت واحد بتاخد بكلام الناس، شوفت بقي كلام الناس وصلّك لـ إيه!!
إياك تُقعد جمبي.
الجُملة دي قالها راجل عجوز لما شافني بقرّب منه علشان أقعد.
محطة القطر كانت زحمة أوي فى اليوم ده وللأسف المكان الوحيد اللي كان فاضي كان جمب الراجل ده، فـ رديت وقُلت:
= هو المكان كان مكتوب بـ اسمك!
" بص عليا بطرف عين"
- لا بس وعزة وجلال الله لو قعدت دلوقتي مش هتقوم غير وأنت رايح تتدِفن.
"ماهتمتش بكلامه، والصراحة كان معذور السن الكبير بيعمل في الواحد أكتر مِن كدة برضو."
قعدت وبدأت أبص عليه من غير ما ياخد باله، وأفكر في الكلام اللي لسه قايلهولي، وكل شوية أبص في الساعة وكل ما القطر يتأخر توتري يزيد وابدأ أهز فى رجلي أكتر، لإن بالطريقة دي هتأخر على فرصة الشُغل اللي أنا رايح أقدم فيها، لحد ما لاقيته بيقول:
- أوعي تكون هتركب القطر الرخيص اللى كل الناس بتركبه ده، هتوصل متأخر.
" العرق بدأ ينزل منى بكميات كبيرة"
= هو فيه قطر بيوصل أسرع!
- طبعًا بس تكلفته أغلي شوية أنصحك بيه لو المشوار اللي رايحُه مُهم.
= أه طبعًا مهم، ده أول شغل ليا في حياتي.
- طب ومستني إيه!!
" ماردتش عليه وجريت لبرا المحطة بسرعة علشان أقطع تذكرة غالية، وجوايا احساس إني أحسن من الناس دي كلها، ولازم أوصل قبلهم وأحجز في القطر ده، لكن اللى ماكنتش أعرفه إن مافيش تذاكر للقطر ده، لإنه مش موجود من الأساس، فـ بكُل طاقة الغضب اللي جوايا رجعت تاني للمحطة، بس المرة دي كانت فاضية، والناس كلها ركبت ومشيت، لكن الراجل العجوز ده كان لسه موجود".
= أنت بتكذب عليا!
- يا خبر أبيض!! قطر الشُغل فاتك! ، ماتزعلش أقعد جمبي هسليك لحد ما اللي بعده ييجي.
" عيني بدأت تِحمّر "
= عارف أنت لو مش راجل كبير أنا كنت عملت فيك إيه!!
" لاقيته بص للأرض وِفضِل ساكت فترة وعينه بدأت تدمّع"
- أنت شكل قلبك قاسي زي إبني، إبني اللي دفعت عليه عُمري وأيامي الحلوة، اللي كُنت بخرّج اللقمة من بؤي علشان هو يشبع.
= ماله إبنك!
- لما كبرت فى السِن والعجز بدأ ينهش فيا، قالي إني بقيت تقيل عليه وهو عاوز يعيش حياته، ورماني في الشارع.
" وبدأ يعيط بصوت عالي "
= طب إهدي طيب.
" وقربت منه وطبطبت عليه "
لحد ما صوت قطر قاطع سكوتنا إحنا الإتنين
= قطر إيه ده يا حاج!!
- قطر الجواز، ملعون هو واللي يركبه، نهايته يا طلاق يا رمية في الشارع زي الكلاب.
"فضلت مركز مع القطر، وكل شوية ألاقي ولاد وبنات لابسين بِدَل وفساتين بيركبوا، وأول ما شوفت دموع وقهرة قلب الراجل ده قررت ماركبوش، وفضلت باصص علي القطر وهو ماشي لحد ما إختفىٰ تمامًا".
- ماركِبتش ليه!!
= وهو بعد اللي أنت حكيتهولي ده كان ينفع أركب برضو يا حاج.
- حكيتلك إيه يا مجنون، أنا قولتلك إني هسليك بس، أنا ماتجوزتش أصلًا.
" وقفت مكاني وأنا مفزوع"
=تسليني!
- أيوة، هو أنت أي حاجة تسمعها تصدقها كدة علي طول؟
= عارف أنت بتفكرني بمين!
- مين؟
= إبليس، يفضل يغوينا ويزين الدنيا فى عنينا ويمهِدلنا طريق الغلط وأول مانمشي فيه ونُقع، يجري ويقول إنه بريء من اللى كنا بنعمله، وإنه بيخاف ربنا.
- بس أنا ولا غويتك ولا مهدتلك الطريق، أنت اللى أخترت، أول مرة لما حسيت نفسك أحسن من كل الناس، وجريت علشان تاخد رزقك بسرعة، مع إن رزقك كدة كدة هيجيلك، بس الطمع خلاك تشوف نفسك هتقدر تسبق الدنيا، وتاني مرة القطر بتاع الجواز كان قدام عينك وانت اللى قررت ماتركبوش.
= بس أنا ...
" وفجأة سمعت صوت قطر جاي من بعيد"
- أهو ده بقي قطر العُمر.
= مستحيل يفوتني.
- بس فيه مشكلة.
= مشكلة إيه؟
" ضحك بصوت عالي وقال:
- أنت نسيت تقطع تذكرتُه، والقطر ده بالذات بيكون واقف على كل باب حارث مستحيل يخليك تعدي لو مامعكش تذكرة.
" وفي لمح البصر القطر كان واقف قدامنا، وكل ما أجري علي باب الاقي اللي واقف عليه بيبعدني بقوة وأقع علي الأرض، وأجري علي الباب اللي بعده ويعمل معايا نفس الحاجة، لحد ما من كُتر الوقوع، جسمي إتملي جروح، ومابقتش قادر أقف، فجريت علي الراجل العجوز ووطيت علي الأرض عند رجله وقُلت:
= أبوس رجلك خليهم يركبوني.
- مستحيل، وصدمة عُمري شوفتها لما لاقيته بيطلّع تذكرة من جيبه وبيبعد عني وعدا من الحارث اللي واقف علي الباب بالتذكرة دي.
= قربت منه وبيني وبينه الحارث.
- أنت مين وليه عملت كدة!
= سؤال غريب بس هجاوبك عليه، أنا ممكن أكون صاحبك اللي بيقولك بلاش الشُغلانة دي لإنها قُليلة، مع إنها لا قُليلة ولا حاجة بس علشان الحقد مالي قلبي من ناحيتك فـ بضلِلك،
وكمان ممكن أكون أقرب حد مِنك اللي لما عِرِف إنك هتتجوز خلاك تشوف أبشع صورة للجواز، مع إنه سُنة الحياة ومن أهم ملذاتها، بس الغيرة وإني مش حابب أشوفك أحسن مِني خلتني أعمل كدة، لكن لما أحسن إن العُمر هيجري وهيفوتني، هبيعك في ثانية لدرجة إن هيكون بيني وبينك سد ومستحيل نتجمّع مِن تاني، ربنا لما خلقك إداك مُطلق الحرية في التفكير، واختيار حياتك وازاي تعيشها، بس أنت واحد بتاخد بكلام الناس، شوفت بقي كلام الناس وصلّك لـ إيه!!
أظُن دلوقتي لبمفروض تكون عِرِفت أنا مين!
= فُرص حياتي اللي بتضيع بسبب كلام الناس!
- واللي ضريبتها هتكون عُمرك كُله لو ماستغلتهاش وفضلت ماشي ورا كلام غيرك.
" وفجأة القطر بدأ يتحرك، ولمحت انعكاسي علي الإزاز والشيب مالي وشي، لحد ما العجوز قال قبل ما الباب يقفل بـ ثانية:
- مش قولتلك إياك تُقعد جمبي لإنك لو قعدت دلوقتي مش هتقوم غير وأنت رايح تتدِفن.
______
فـ نصيحة لوجه الله يا صديقي
ربنا ميزنا عن جميع مخلوقاته، وإصطفانا بنعمة العقل، فـ ليه نمشي في تيار مش على هوانا، ليه نسمع كلمة من ده، أو مِن دي، مع إننا عارفين الطريق الصح فين، ليه نشوف حلمنا بيضيع واحنا ثابتين مكاننا لمجرد إن فُلان جرب التجرية دي وفشل.
حياتك هتعيشها مرة واحدة، فـ اركب أي قطر يقابلك وجرّب وإتعلم، لكن ماتفوتش أي فرصة مهما كانت قُليلة، لإنها لو موجودة دلوقتي مستحيل تكون موجودة بعدين.
ولو ليك حبيب واحد بيخاف عليك خليك متأكد إن قُدامهم ١٠٠ بيكرهولك الخير، ومش هتعرف تميزهم للأسف، لإنهم شبهنا وبياكلوا معانا عيش وملح، بيحضنونا لما يشوفونا لكن جوا قلوبهم سواد قادر يحوّل حياتك لجحيم.
فـ خُدها نصيحة مِن واحد ماتعرفوش
البشر كُلهم شبه بعض..
فـ إياك تِنخدع بالوشوش.
= فُرص حياتي اللي بتضيع بسبب كلام الناس!
- واللي ضريبتها هتكون عُمرك كُله لو ماستغلتهاش وفضلت ماشي ورا كلام غيرك.
" وفجأة القطر بدأ يتحرك، ولمحت انعكاسي علي الإزاز والشيب مالي وشي، لحد ما العجوز قال قبل ما الباب يقفل بـ ثانية:
- مش قولتلك إياك تُقعد جمبي لإنك لو قعدت دلوقتي مش هتقوم غير وأنت رايح تتدِفن.
______
فـ نصيحة لوجه الله يا صديقي
ربنا ميزنا عن جميع مخلوقاته، وإصطفانا بنعمة العقل، فـ ليه نمشي في تيار مش على هوانا، ليه نسمع كلمة من ده، أو مِن دي، مع إننا عارفين الطريق الصح فين، ليه نشوف حلمنا بيضيع واحنا ثابتين مكاننا لمجرد إن فُلان جرب التجرية دي وفشل.
حياتك هتعيشها مرة واحدة، فـ اركب أي قطر يقابلك وجرّب وإتعلم، لكن ماتفوتش أي فرصة مهما كانت قُليلة، لإنها لو موجودة دلوقتي مستحيل تكون موجودة بعدين.
ولو ليك حبيب واحد بيخاف عليك خليك متأكد إن قُدامهم ١٠٠ بيكرهولك الخير، ومش هتعرف تميزهم للأسف، لإنهم شبهنا وبياكلوا معانا عيش وملح، بيحضنونا لما يشوفونا لكن جوا قلوبهم سواد قادر يحوّل حياتك لجحيم.
فـ خُدها نصيحة مِن واحد ماتعرفوش
البشر كُلهم شبه بعض..
فـ إياك تِنخدع بالوشوش.
السلام عليكم بمشيئة الله هبدا انزل اسكريبتات وكمان خواطر وادعيه تساعدكم في التقرب لله باذن الله وكل اسكريبت هنطلع منوا بفايده باذن الله حتي لو هو كان بيطلعنا من مود مش لطيف اتمني يعجبكوا النشاط الجديد ده ونبدا نرجع القناه زي م كانت واحسن كمان
_استني يا خديجة حُذيفة هيدي خطبة انهاردة تعالي نسمعها
=معليش يا فاطم انا هستأذن أنا عشان نعسانة، وأنتِ خلصي وروحي مع الشيخ حُذيفة
_خلاص تمام يا حبيبي أشوفك الحلقة الجايا
كنت لسا هخرج من باب مسجد النساء وإذ فجأة
~مفيش حرام بيتم ..، ولو تم انت الخسران باردو، اللذة ال بتستمتع بيها وانت بتكلمها في الحرام هتفسد عليك حياتك....
=لقيت نفسي بلف وبرجع عند أقرب ركن وقعدت أستمع
~لو فعلاً بتحبها بلاش تجرها للنار، لو فعلاً بتحبيه بطلي تضعفيه قدام شهوته، لو بتحب أهلك فعلا ومعترف بفضلهم عليك لي توصلهم أن يقال في حقهم "اصلهم معرفوش يربوه....، تفتكر اي ذنبهم؟
يابنت الناس ابوكي عملك اي عشان تخونيه، مش هقول ربنا لانك لو فاكرة ربنا مكنتيش فكرتي مجرد تفكير انك تردي ع اول رسالة خارجة عن الحدود ال تسمحلك تردي عليها اصلاً !
صدقيني حتي لو وفّي بكلمته واتجوزك هيفضل أثر الكلمة الحرام في حياتكم...
وزي ما خان ربه هيخونك!! ماهو لو حبك كان اتقي ربنا فيكِ
وزي ما خانت ابوها هتخونك! أصل اول مرة بيحصل فيها الذنب بيجر المرات ال بعده اوعي تنسي
ارجعوا قبل ما العمر يفوتكم وتندموا!
الحلال هيجي هيجي بس انتوا انتظروه وصونوه عشان يصونكم!
اديلها بلوك وبطل تدخل صفحتها كل شوية وتمشي من قدام بيتها والكلام ال احنا عارفينه دا
وانتِ بطلي تشوفي مين بيتابعه ومين بتعمله لايك هو القرآن موحشكيش
هو المسجد موحشكش!
ماهو مش هيتمها غير ربك
هي اي دي؟
التوبة وانك تنساها، ولا لسا منويناش نتوب!
لو تبنا ربنا هيتوب علينا إن شاء
اقطعوا المتعلقات عشان تقدروا تعدوهم
زي الشات والصور وصفحة الفيس وما إلي ذلك
الجهاد ع الطريق مش سهل لأن الجنة تستاهل !
هدانا الله وإياكم ورزقنا توبة نصوحة وعملاً يرزقنا بيه رضاه وجنته
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت نستغفرك ونتوب إليك.
=للحظة حسيت بدموعي ال ع خدي، واد اي ربنا رحيم لدرجة انه بيغفرلنا برغم من ذنوبنا الكتير اوي وبينزل علينا نور التوبة ونتذوق لذة الحلال ونور رضا الله اد اي ربنا جميل
محستش بنفسي غير ع صوت فاطم
_اي يا خديجة أنتِ لسا مروحتيش
=ها! لاء كنت بسمع الخطبة شدتني وكدا فقعدت اسمعها
_موضوعها كان مهم
=اه هي فعلا كانت مهمة جداً جزاه الله
_وجزاكِ يا حبيبي طيب يلا عشان حُذيفة مستنيني يوصلني
=ها لاء توكلي انتِ انا هروح لوحدي
_ياستي يلا مش بيعض هو دا اخويا كيوت
=ههه تمام بس سبيني ع راحتي
_طيب يستي لما توصلي كلميني
=حاضر يا حبيبي
نزلنا سوي فاطم راحت لأخوها وانا مشيت لطريقي
~هي مين دي ال كانت معاكِ يا فطوم
_اممم دي خديجة يا استاذ يال مغضتش بصرك
~لاء يالمضة النظرة الأولي ليك والتانية عليك، وهي كانت نظرة بريئة بالغصب وغضيت بصري
_شوف ازاي ظلمتك!
~اها، قوليلي بقا هي متزوجة أو مخطوبة
_لاء دا انت حكايتك حكاية بقا، لاء يسيدي لسا سنجل بئيس زيي
~بئيس! قلتيلي، احنا نصلي استخارة بقا
_انت بتكلم جد
~وهي المسائل دي فيها هزار يا لماضة
_يا زين مختارت والله، ربي يجعلها نصيبك يا حُذيفة
~بيني وبينكم يجماعة انا شفتها ٣ مرات ع بعض في كذا مرة كدا ومعندناش رجالة تبص ع حريمنا ٣ مرات عشان كدا قلت اكسب صواب في كلمة بئيس دي واصلّح غلطتي!
صليت استخارة وارتاحت جداً وخصوصاً بعد الرؤية ال شفتها و م هقلهالكم فبطلوا فضول شوي
ولأن مفيش غيري انا وفاطم بعد ما بابا وماما اتوفوا واحنا سافرنا القاهرة فقلتلها تكلمها ولو فيه موافقة اتقدم للرؤية وكدا
=ها! والله يا فاطمة انتِ فجأتيني و أنا..
_اهدي كدا كل ال محتاجينه لو انت مستعدة لحاجة زي كدا حُذيفة يكلم والدك
=طيب هصلي وأقلك
_تمام، خير إن شاء الله
الموضوع صدمني، ال هو انا والشيخ حُذيفة ياااه....
في مرة معلمتي قالتلي لو جه الزوج الصالح وافقي لو فيه فرصة انك توافقي لأن الفرص أحيانا مبتتكررش
م عارفة اي ذكرني بيها بس دا ال حصل بعد ما صليت وارتاحت
بلغت فاطم اني ارتاحت وكدا وهي تفهمت دا
وفعلا اتقدم وأهلي وافقوا ع الرؤية...
# طيب يا حُذيفة احنا برة شوية كدا خدوا راحتكم
~تمام ياعمي شكراً..
احم السلام عليكم يا خديجة
=وعليكم السلام
~تحبي تسألي في اي
=ممكن تعرّفني عن نفسك
~امم طيب انا حُذيفة ٢٧ سنة خرّيج دار علوم وبفضل الله خاتم الكتاب ودارس علوم شرعية وبشتغل إمام مسجد ومحفّظ لكتاب الله
معنديش غير اختي فاطم زي ما انتِ عارفة وهي بقا كل حياتي
تحبي تسألي عن أي تاني
= اللهم بارك، مفهومك عن الزواج؟
~هو الزواج في حد مفهومه مسؤلية عظيمة الله المستعان، لكن يهونها الإحترام والتقدير والتعامل بالمودة والرحمة، فالزوج يحسن إلي زوجته ويرأف بها وهي تتودد له وتصونه وما إلي ذلك
=معليش يا فاطم انا هستأذن أنا عشان نعسانة، وأنتِ خلصي وروحي مع الشيخ حُذيفة
_خلاص تمام يا حبيبي أشوفك الحلقة الجايا
كنت لسا هخرج من باب مسجد النساء وإذ فجأة
~مفيش حرام بيتم ..، ولو تم انت الخسران باردو، اللذة ال بتستمتع بيها وانت بتكلمها في الحرام هتفسد عليك حياتك....
=لقيت نفسي بلف وبرجع عند أقرب ركن وقعدت أستمع
~لو فعلاً بتحبها بلاش تجرها للنار، لو فعلاً بتحبيه بطلي تضعفيه قدام شهوته، لو بتحب أهلك فعلا ومعترف بفضلهم عليك لي توصلهم أن يقال في حقهم "اصلهم معرفوش يربوه....، تفتكر اي ذنبهم؟
يابنت الناس ابوكي عملك اي عشان تخونيه، مش هقول ربنا لانك لو فاكرة ربنا مكنتيش فكرتي مجرد تفكير انك تردي ع اول رسالة خارجة عن الحدود ال تسمحلك تردي عليها اصلاً !
صدقيني حتي لو وفّي بكلمته واتجوزك هيفضل أثر الكلمة الحرام في حياتكم...
وزي ما خان ربه هيخونك!! ماهو لو حبك كان اتقي ربنا فيكِ
وزي ما خانت ابوها هتخونك! أصل اول مرة بيحصل فيها الذنب بيجر المرات ال بعده اوعي تنسي
ارجعوا قبل ما العمر يفوتكم وتندموا!
الحلال هيجي هيجي بس انتوا انتظروه وصونوه عشان يصونكم!
اديلها بلوك وبطل تدخل صفحتها كل شوية وتمشي من قدام بيتها والكلام ال احنا عارفينه دا
وانتِ بطلي تشوفي مين بيتابعه ومين بتعمله لايك هو القرآن موحشكيش
هو المسجد موحشكش!
ماهو مش هيتمها غير ربك
هي اي دي؟
التوبة وانك تنساها، ولا لسا منويناش نتوب!
لو تبنا ربنا هيتوب علينا إن شاء
اقطعوا المتعلقات عشان تقدروا تعدوهم
زي الشات والصور وصفحة الفيس وما إلي ذلك
الجهاد ع الطريق مش سهل لأن الجنة تستاهل !
هدانا الله وإياكم ورزقنا توبة نصوحة وعملاً يرزقنا بيه رضاه وجنته
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت نستغفرك ونتوب إليك.
=للحظة حسيت بدموعي ال ع خدي، واد اي ربنا رحيم لدرجة انه بيغفرلنا برغم من ذنوبنا الكتير اوي وبينزل علينا نور التوبة ونتذوق لذة الحلال ونور رضا الله اد اي ربنا جميل
محستش بنفسي غير ع صوت فاطم
_اي يا خديجة أنتِ لسا مروحتيش
=ها! لاء كنت بسمع الخطبة شدتني وكدا فقعدت اسمعها
_موضوعها كان مهم
=اه هي فعلا كانت مهمة جداً جزاه الله
_وجزاكِ يا حبيبي طيب يلا عشان حُذيفة مستنيني يوصلني
=ها لاء توكلي انتِ انا هروح لوحدي
_ياستي يلا مش بيعض هو دا اخويا كيوت
=ههه تمام بس سبيني ع راحتي
_طيب يستي لما توصلي كلميني
=حاضر يا حبيبي
نزلنا سوي فاطم راحت لأخوها وانا مشيت لطريقي
~هي مين دي ال كانت معاكِ يا فطوم
_اممم دي خديجة يا استاذ يال مغضتش بصرك
~لاء يالمضة النظرة الأولي ليك والتانية عليك، وهي كانت نظرة بريئة بالغصب وغضيت بصري
_شوف ازاي ظلمتك!
~اها، قوليلي بقا هي متزوجة أو مخطوبة
_لاء دا انت حكايتك حكاية بقا، لاء يسيدي لسا سنجل بئيس زيي
~بئيس! قلتيلي، احنا نصلي استخارة بقا
_انت بتكلم جد
~وهي المسائل دي فيها هزار يا لماضة
_يا زين مختارت والله، ربي يجعلها نصيبك يا حُذيفة
~بيني وبينكم يجماعة انا شفتها ٣ مرات ع بعض في كذا مرة كدا ومعندناش رجالة تبص ع حريمنا ٣ مرات عشان كدا قلت اكسب صواب في كلمة بئيس دي واصلّح غلطتي!
صليت استخارة وارتاحت جداً وخصوصاً بعد الرؤية ال شفتها و م هقلهالكم فبطلوا فضول شوي
ولأن مفيش غيري انا وفاطم بعد ما بابا وماما اتوفوا واحنا سافرنا القاهرة فقلتلها تكلمها ولو فيه موافقة اتقدم للرؤية وكدا
=ها! والله يا فاطمة انتِ فجأتيني و أنا..
_اهدي كدا كل ال محتاجينه لو انت مستعدة لحاجة زي كدا حُذيفة يكلم والدك
=طيب هصلي وأقلك
_تمام، خير إن شاء الله
الموضوع صدمني، ال هو انا والشيخ حُذيفة ياااه....
في مرة معلمتي قالتلي لو جه الزوج الصالح وافقي لو فيه فرصة انك توافقي لأن الفرص أحيانا مبتتكررش
م عارفة اي ذكرني بيها بس دا ال حصل بعد ما صليت وارتاحت
بلغت فاطم اني ارتاحت وكدا وهي تفهمت دا
وفعلا اتقدم وأهلي وافقوا ع الرؤية...
# طيب يا حُذيفة احنا برة شوية كدا خدوا راحتكم
~تمام ياعمي شكراً..
احم السلام عليكم يا خديجة
=وعليكم السلام
~تحبي تسألي في اي
=ممكن تعرّفني عن نفسك
~امم طيب انا حُذيفة ٢٧ سنة خرّيج دار علوم وبفضل الله خاتم الكتاب ودارس علوم شرعية وبشتغل إمام مسجد ومحفّظ لكتاب الله
معنديش غير اختي فاطم زي ما انتِ عارفة وهي بقا كل حياتي
تحبي تسألي عن أي تاني
= اللهم بارك، مفهومك عن الزواج؟
~هو الزواج في حد مفهومه مسؤلية عظيمة الله المستعان، لكن يهونها الإحترام والتقدير والتعامل بالمودة والرحمة، فالزوج يحسن إلي زوجته ويرأف بها وهي تتودد له وتصونه وما إلي ذلك