SOUAD_ALSHAMI Telegram 780
نفحات الإيمان في استقبال رمضان

سعاد الشامي

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
ها هو الشهر الكريم على الأبواب ينادي: أنا هدية الله الكبرى لعباده المؤمنين، وفرصته العظمى لتعزيز أسس التقوى، وتهذيب النفوس وإصلاحها؛ فتهيأوا لاستقبالي بكل حبٍ وشوقٍ إلى لذة القرب من الله، ودعوا أرواحكم تحط رحالها في ميادين التقوى و الخير والرحمة والغفران، وسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده المتقين وجعلها ورثًا خاصًا بهم؛ حيث يقول جل شأنه: " تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا".

فما أعظم أن نعد أنفسنا لاستقبال هذا الشهر المبارك، بعقول واعية ومستبصرة بقداسة وعظمة فريضة الصيام، كمحطة إيمانية لتزويد النفس البشرية بأهم ما تحتاج إليه وهو زاد التقوى، كما قال تعالى: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ"، ومحطة روحانية لتنقية النفس من شوائب الآثام والمعاصي وتزكيتها وتطهيرها وضبط شهواتها وغرائزها، وفقًا لتعاليم الإسلام وبما يضمن لها الفوز والفلاح، و"قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا".!

وما أجمل أن نستقبل هذا الشهر بقلوب طاهرة مطهرة تائبة إلى الله، لانحمل فيها شيئًا من الفحشاء والمنكر والآثام والظلم والحقد والكراهية والبغضاء، نستقبله ونفوسنا مليئة بمشاعر الرحمة والمحبة والإحسان والعطاء والإخاء والعفو والتسامح، وأعمالنا تجسد مبادئ التعاون والتراحم والتكافل، وصلة الأرحام وإكرام الجار وزيارة المريض وتلمس احتياجات الفقراء والمساكين، ونصرة المستضعفين والجهاد في سبيل الله واستشعار المسؤولية أمام الخالق وخلقه، وأداء واجبنا ودورنا المنوط بنا في الحياة؛ فهذا هو شهر الهدى للنفوس والتقوى للقلوب، كما قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".. ولن نستطيع أن ننال فضل هذا الشهر المبارك، ما لم نستقبله ونحن نحمل بين جوانحنا هذه النفسية الصافية والنقية.

"أيامًا معدودات" هو رمضان، شهر يأتي كل عام مرة واحدة، حاملًا إلينا كل معاني الخير والرحمة الإلهية، لهذا يجب علينا أن نعد أنفسنا روحيًا ونفسيًا وسلوكيًا؛ لنكون على أحسن حالة إيمانية يحب الله أن يرانا عليها، ونحن نستقبل ضيفه الكريم الذي يأتي ليقوّم اعوجاج ما مالت إليه النفوس من الهوى، ويكسبنا المناعة والوقاية الإيمانية أمام كل المحرمات والمعاصي، التي قد تؤدي بنا إلى جهنم والعياذ بالله..!

http://T.me/Souad_Alshami



tgoop.com/Souad_Alshami/780
Create:
Last Update:

نفحات الإيمان في استقبال رمضان

سعاد الشامي

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
ها هو الشهر الكريم على الأبواب ينادي: أنا هدية الله الكبرى لعباده المؤمنين، وفرصته العظمى لتعزيز أسس التقوى، وتهذيب النفوس وإصلاحها؛ فتهيأوا لاستقبالي بكل حبٍ وشوقٍ إلى لذة القرب من الله، ودعوا أرواحكم تحط رحالها في ميادين التقوى و الخير والرحمة والغفران، وسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده المتقين وجعلها ورثًا خاصًا بهم؛ حيث يقول جل شأنه: " تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا".

فما أعظم أن نعد أنفسنا لاستقبال هذا الشهر المبارك، بعقول واعية ومستبصرة بقداسة وعظمة فريضة الصيام، كمحطة إيمانية لتزويد النفس البشرية بأهم ما تحتاج إليه وهو زاد التقوى، كما قال تعالى: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ"، ومحطة روحانية لتنقية النفس من شوائب الآثام والمعاصي وتزكيتها وتطهيرها وضبط شهواتها وغرائزها، وفقًا لتعاليم الإسلام وبما يضمن لها الفوز والفلاح، و"قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا".!

وما أجمل أن نستقبل هذا الشهر بقلوب طاهرة مطهرة تائبة إلى الله، لانحمل فيها شيئًا من الفحشاء والمنكر والآثام والظلم والحقد والكراهية والبغضاء، نستقبله ونفوسنا مليئة بمشاعر الرحمة والمحبة والإحسان والعطاء والإخاء والعفو والتسامح، وأعمالنا تجسد مبادئ التعاون والتراحم والتكافل، وصلة الأرحام وإكرام الجار وزيارة المريض وتلمس احتياجات الفقراء والمساكين، ونصرة المستضعفين والجهاد في سبيل الله واستشعار المسؤولية أمام الخالق وخلقه، وأداء واجبنا ودورنا المنوط بنا في الحياة؛ فهذا هو شهر الهدى للنفوس والتقوى للقلوب، كما قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".. ولن نستطيع أن ننال فضل هذا الشهر المبارك، ما لم نستقبله ونحن نحمل بين جوانحنا هذه النفسية الصافية والنقية.

"أيامًا معدودات" هو رمضان، شهر يأتي كل عام مرة واحدة، حاملًا إلينا كل معاني الخير والرحمة الإلهية، لهذا يجب علينا أن نعد أنفسنا روحيًا ونفسيًا وسلوكيًا؛ لنكون على أحسن حالة إيمانية يحب الله أن يرانا عليها، ونحن نستقبل ضيفه الكريم الذي يأتي ليقوّم اعوجاج ما مالت إليه النفوس من الهوى، ويكسبنا المناعة والوقاية الإيمانية أمام كل المحرمات والمعاصي، التي قد تؤدي بنا إلى جهنم والعياذ بالله..!

http://T.me/Souad_Alshami

BY الكاتبة سعاد الشامي


Share with your friend now:
tgoop.com/Souad_Alshami/780

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Concise Ng, who had pleaded not guilty to all charges, had been detained for more than 20 months. His channel was said to have contained around 120 messages and photos that incited others to vandalise pro-government shops and commit criminal damage targeting police stations. 5Telegram Channel avatar size/dimensions With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree." Telegram iOS app: In the “Chats” tab, click the new message icon in the right upper corner. Select “New Channel.”
from us


Telegram الكاتبة سعاد الشامي
FROM American