علم الحديث لا يقدر عليه إلا فحول الرجال:
علم الحديث علم شديد المأخذ، صعب المرتقى، دقيق المسالك، بعيد الغور. ولذلك فليس من السهل فهمه، ولا من اليسير تعلمه، ولا يقدر على فقهه كل أحد، ولا يستطيعه جُل الراغبين والمحبين.
ولهذا كان الإمام الزهري يقول: (الحديث ذكر، يحبه ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم)
ومعنى كلامه : أن الحديث يحتاج إلى عقل فحل في عزمه وحزمه وإصراره وقوته ورغبته، ولا ينفع معه العقل الضعيف المتردد المتحير المنشغل بالطواف في غير ساحته؛ وهذا أمرٌ زائد على الذكاء وسرعة الفهم، فربما كان العقل ذكياً لكنه ليس ذكراً!
فتنبه.
لذلك فقد قل من ينجب في علم الحديث ويَنبُغ.
قَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ –رَحِمَهُ اللهُ-:
«كُنَّا نَطْلُبُ الْحَدِيثَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَمَا أَنْجَبَ مِنَّا إِلَّا أَرْبَعَةٌ»
[1/113] الجامع للخطيب.
قَالَ أَبُوْ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ –رَحِمَهُ اللهُ-:
" كُنْتُ يَوْمًا بِبَابِ شُعْبَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ مَلْآنَ، قَالَ: فَخَرَجَ شُعْبَةُ فَاتَّكَأَ عَلَيَّ، وَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ، تُرَى هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مُحَدِّثِينَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: صَدَقْتَ، وَلَا خَمْسَةٌ؟ قُلْتُ: خَمْسَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ، وَيَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ يَشْتَغِلُ بِالْفَسَادِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدُ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ "
[1/113] الجامع للخطيب .
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ-:
قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا - وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ - فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، «تُرَى هَؤُلَاءِ مَا أَكْثَرَهُمْ، ثُلُثٌ يَمُوتُونَ، وَثُلُثٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الَّذِي تَسْمَعُونَهُ، وَمِنَ الثُّلُثِ الْآخَرِ مَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُبُ»
[1/114] الجامع للخطيب.
قال إسرائيل بن يونس -رحمه الله-:
" كثر من يطلب الحديث في زمن الأعمش، فقيل له: يا أبا محمد، ما ترى ما أكثرهم؟ قال: «لا، تنظروا إلى كثرتهم، ثلثهم يموتون، وثلثهم يلحقون بالأعمال، وثلثهم من كل مائة يفلح واحد»
[1/114] الجامع للخطيب.
ونحن إذ نذكر هذه الآثار ، إنما نريد من أصحابنا طلاب الحديث الجد والاجتهاد في طلب علم الحديث.
فيأبى علم الحديث أن يفتح أبوابه ، لمن لا يعطيه جُل اهتمامه .
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم:
« العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر»
[«جواهر الأدب» للهاشمي (194)]
ومع الجد والاجتهاد والمثابرة؛ لابد من ملازمة أهل الإتقان من أهل الفن وأساتيذ الحديث.
فقد قيل لأبي حنيفة عن شُبّان يجتمعون ويتدارسون العلم فقال: معهم رأس يفقههم؟
فقالوا : لا . فقال: إذن لن يتفقهوا .
خرجه الخطيب البغدادي عنه في شرف أصحاب الحديث.
علم الحديث علم شديد المأخذ، صعب المرتقى، دقيق المسالك، بعيد الغور. ولذلك فليس من السهل فهمه، ولا من اليسير تعلمه، ولا يقدر على فقهه كل أحد، ولا يستطيعه جُل الراغبين والمحبين.
ولهذا كان الإمام الزهري يقول: (الحديث ذكر، يحبه ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم)
ومعنى كلامه : أن الحديث يحتاج إلى عقل فحل في عزمه وحزمه وإصراره وقوته ورغبته، ولا ينفع معه العقل الضعيف المتردد المتحير المنشغل بالطواف في غير ساحته؛ وهذا أمرٌ زائد على الذكاء وسرعة الفهم، فربما كان العقل ذكياً لكنه ليس ذكراً!
فتنبه.
لذلك فقد قل من ينجب في علم الحديث ويَنبُغ.
قَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ –رَحِمَهُ اللهُ-:
«كُنَّا نَطْلُبُ الْحَدِيثَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، فَمَا أَنْجَبَ مِنَّا إِلَّا أَرْبَعَةٌ»
[1/113] الجامع للخطيب.
قَالَ أَبُوْ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ –رَحِمَهُ اللهُ-:
" كُنْتُ يَوْمًا بِبَابِ شُعْبَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ مَلْآنَ، قَالَ: فَخَرَجَ شُعْبَةُ فَاتَّكَأَ عَلَيَّ، وَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ، تُرَى هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مُحَدِّثِينَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: صَدَقْتَ، وَلَا خَمْسَةٌ؟ قُلْتُ: خَمْسَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ، وَيَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ يَشْتَغِلُ بِالْفَسَادِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدُ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ "
[1/113] الجامع للخطيب .
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ-:
قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا - وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ - فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، «تُرَى هَؤُلَاءِ مَا أَكْثَرَهُمْ، ثُلُثٌ يَمُوتُونَ، وَثُلُثٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الَّذِي تَسْمَعُونَهُ، وَمِنَ الثُّلُثِ الْآخَرِ مَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُبُ»
[1/114] الجامع للخطيب.
قال إسرائيل بن يونس -رحمه الله-:
" كثر من يطلب الحديث في زمن الأعمش، فقيل له: يا أبا محمد، ما ترى ما أكثرهم؟ قال: «لا، تنظروا إلى كثرتهم، ثلثهم يموتون، وثلثهم يلحقون بالأعمال، وثلثهم من كل مائة يفلح واحد»
[1/114] الجامع للخطيب.
ونحن إذ نذكر هذه الآثار ، إنما نريد من أصحابنا طلاب الحديث الجد والاجتهاد في طلب علم الحديث.
فيأبى علم الحديث أن يفتح أبوابه ، لمن لا يعطيه جُل اهتمامه .
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم:
« العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر»
[«جواهر الأدب» للهاشمي (194)]
ومع الجد والاجتهاد والمثابرة؛ لابد من ملازمة أهل الإتقان من أهل الفن وأساتيذ الحديث.
فقد قيل لأبي حنيفة عن شُبّان يجتمعون ويتدارسون العلم فقال: معهم رأس يفقههم؟
فقالوا : لا . فقال: إذن لن يتفقهوا .
خرجه الخطيب البغدادي عنه في شرف أصحاب الحديث.
رابط قناة الصناعة الحديثية والتطبيقات العملية للقواعد العلمية .
واقع مؤلم:
قال أبو بكر محمد بن محمد بن وشاح اللباد القيرواني رحمه الله تعالى (المتوفى: 333 هـ):
"ما قرب الخير من قوم قط إلا زهدوا فيه"
الديباج المذهب (2/197).
قال أبو بكر محمد بن محمد بن وشاح اللباد القيرواني رحمه الله تعالى (المتوفى: 333 هـ):
"ما قرب الخير من قوم قط إلا زهدوا فيه"
الديباج المذهب (2/197).
أما طلاب العلم الشرعي؛ فلعلو همتهم وشدة حرصهم على الخير ؛ تجدهم معظمين مبجلين شاكرين لمن يُقرب إليهم الخير ملتصقين منتسبين إليه، حريصين متلهفين لأقواله وكلامه.
فأكثر الناس تعظيما وتوقيراً وحباً للشيخ ؛ طلابه وخواص جلسائه.
فأكثر الناس تعظيما وتوقيراً وحباً للشيخ ؛ طلابه وخواص جلسائه.
التدرج الأمثل في دراسة الفقه:
الكتب الفقهية التي تتناسب مع مرحلة التأسيس كثيرة في كل المذاهب الفقهية.
فأفضلية كتاب على آخر هي أفضلية نسبية تختلف باختلاف الجهة وباختلاف الشيخ.
فقد يشتهر مذهب مِن المذاهب في جهة وبلدة ، وغيره يشتهر في غيرها، فمراعاة مذهب البلاد التي أنت فيها مهم ؛ ليتعدى نفعك للعامة.
فهذا التنوع والتعدد في الكتب التي تصلح لتأسيس طالب العلم ، من نعم الله على عباده.
ولكن الأهم بعد اختيار الكتاب هو:
كيف تدرس هذا الكتاب؟
هذا هو بيت القصيد - كما يقال-
فالطريقة التي ينبغي أن تُسلك هي:
أولاً : على الطالب تصور مسائل الفقه من خلال الكتاب الذي اختاره.
ثانياً: تصور اختيارات المؤلف.
ثالثاً: أن يعرف حجة المؤلف في اختيارته.
فإذا كان الاختيار قائم على حديث صحيح، أخذ به وإلا فلا.
فعليه العناية بهذا كله في بداية تأسيسه الفقهي ؛ لأن الفقه ليس مسائل تُعرف وتُحفظ!
وإنما هو مسائل ودلائل، مسائلٌ مبنيةٌ على أدلة الشريعة الثابتة.
هذا هو الفقه الذي أثنى الله عز وجل على أهلهِ.
أما ما نشاهده مِن بعض المشايخ ، من اهتمامهم بتصور وتصوير اختيارات المؤلف صاحب الكتاب، ثم اذا انتقل مع طلابه إلى كتاب أوسع ، اشغلهم -أيضا- بتصور المسائل والأقوال دون الاعتناء بالدلائل .
وقد نجد البعض يعتني بذكر دليل المؤلف أو المذهب ولكن دون الاعتناء بذكر صحة الدليل من ضعفه.
هذا كله قد اشتهر وانتشر بين الطلاب!
ومن مفاسد هذه الطريقة على الطالب:
- أنها سَتُخَرّج طالباً جاهلاً بالدليل ، يتعبد الله بما وجده في المذهب أو في الكتاب ، وقد يكون الحق أو الصواب أو الراجح في غيره.
-مع الوقت سيكون الطالبُ قوياً في معرفة أقوال المذهب، ضعيفاً في معرفة المسائل القائمة على الدليل الصحيح والتي لم يقل بها المؤلف أو المذهب، فيتولد في نفسه التعصب لما يعرفه والزهد بما لا يعرفه.
فتكون هذه الطريقة سبباً في عودة التعصب المذهبي بين الطلاب ممن ينتسب إلى السنة وأهلها.
ورحم الله الإمام أبا حنيفة القائل:
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه". شرح مشكلات الهداية لابن أبي العز (2/541) ، وابن القيم في "إعلام الموقعين" (1/79) .
والقائل: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".
قال العراقي في "المستخرج على المستدرك" (ص15) :" صح عن أبي حنيفة أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي ". انتهى .
وأخرج الدوري في "تاريخ ابن معين" (2461) ، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (15/544) ، قال الدوري: قَالَ أَبُو نعيم: وَسمعت زفر يَقُول : كُنَّا نَخْتَلِف إِلَى أبي حنيفَة ، ومعنا أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد بن الْحسن ، فَكُنَّا نكتب عَنهُ ، قَالَ زفر فَقَالَ يَوْمًا أَبُو حنيفَة لأبي يُوسُف : وَيحك يَا يَعْقُوب ؛ لَا تكْتب كل مَا تسمع مني ، فَإِنِّي قد أرى الرَّأْي الْيَوْم وأتركه غَدا ، وَأرى الرَّأْي غَدا وأتركه بعد غَد ". وإسناده صحيح .
وقال: "إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى ، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ". ابن عبد البر في "الانتقاء" (ص143).
واشتهر مثل هذا أو نحوه عن غيره من الأئمة .
الكتب الفقهية التي تتناسب مع مرحلة التأسيس كثيرة في كل المذاهب الفقهية.
فأفضلية كتاب على آخر هي أفضلية نسبية تختلف باختلاف الجهة وباختلاف الشيخ.
فقد يشتهر مذهب مِن المذاهب في جهة وبلدة ، وغيره يشتهر في غيرها، فمراعاة مذهب البلاد التي أنت فيها مهم ؛ ليتعدى نفعك للعامة.
فهذا التنوع والتعدد في الكتب التي تصلح لتأسيس طالب العلم ، من نعم الله على عباده.
ولكن الأهم بعد اختيار الكتاب هو:
كيف تدرس هذا الكتاب؟
هذا هو بيت القصيد - كما يقال-
فالطريقة التي ينبغي أن تُسلك هي:
أولاً : على الطالب تصور مسائل الفقه من خلال الكتاب الذي اختاره.
ثانياً: تصور اختيارات المؤلف.
ثالثاً: أن يعرف حجة المؤلف في اختيارته.
فإذا كان الاختيار قائم على حديث صحيح، أخذ به وإلا فلا.
فعليه العناية بهذا كله في بداية تأسيسه الفقهي ؛ لأن الفقه ليس مسائل تُعرف وتُحفظ!
وإنما هو مسائل ودلائل، مسائلٌ مبنيةٌ على أدلة الشريعة الثابتة.
هذا هو الفقه الذي أثنى الله عز وجل على أهلهِ.
أما ما نشاهده مِن بعض المشايخ ، من اهتمامهم بتصور وتصوير اختيارات المؤلف صاحب الكتاب، ثم اذا انتقل مع طلابه إلى كتاب أوسع ، اشغلهم -أيضا- بتصور المسائل والأقوال دون الاعتناء بالدلائل .
وقد نجد البعض يعتني بذكر دليل المؤلف أو المذهب ولكن دون الاعتناء بذكر صحة الدليل من ضعفه.
هذا كله قد اشتهر وانتشر بين الطلاب!
ومن مفاسد هذه الطريقة على الطالب:
- أنها سَتُخَرّج طالباً جاهلاً بالدليل ، يتعبد الله بما وجده في المذهب أو في الكتاب ، وقد يكون الحق أو الصواب أو الراجح في غيره.
-مع الوقت سيكون الطالبُ قوياً في معرفة أقوال المذهب، ضعيفاً في معرفة المسائل القائمة على الدليل الصحيح والتي لم يقل بها المؤلف أو المذهب، فيتولد في نفسه التعصب لما يعرفه والزهد بما لا يعرفه.
فتكون هذه الطريقة سبباً في عودة التعصب المذهبي بين الطلاب ممن ينتسب إلى السنة وأهلها.
ورحم الله الإمام أبا حنيفة القائل:
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه". شرح مشكلات الهداية لابن أبي العز (2/541) ، وابن القيم في "إعلام الموقعين" (1/79) .
والقائل: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".
قال العراقي في "المستخرج على المستدرك" (ص15) :" صح عن أبي حنيفة أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي ". انتهى .
وأخرج الدوري في "تاريخ ابن معين" (2461) ، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (15/544) ، قال الدوري: قَالَ أَبُو نعيم: وَسمعت زفر يَقُول : كُنَّا نَخْتَلِف إِلَى أبي حنيفَة ، ومعنا أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد بن الْحسن ، فَكُنَّا نكتب عَنهُ ، قَالَ زفر فَقَالَ يَوْمًا أَبُو حنيفَة لأبي يُوسُف : وَيحك يَا يَعْقُوب ؛ لَا تكْتب كل مَا تسمع مني ، فَإِنِّي قد أرى الرَّأْي الْيَوْم وأتركه غَدا ، وَأرى الرَّأْي غَدا وأتركه بعد غَد ". وإسناده صحيح .
وقال: "إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى ، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ". ابن عبد البر في "الانتقاء" (ص143).
واشتهر مثل هذا أو نحوه عن غيره من الأئمة .
من علامة الخذلان :
اشتغال المرء بما لا يقدر عليه ولا يُسأل عنه، ويدع ما يقدر عليه ، وما سيُسأل عنه.
اشتغال المرء بما لا يقدر عليه ولا يُسأل عنه، ويدع ما يقدر عليه ، وما سيُسأل عنه.
(صاحب الكتاب يغلب صاحب الكتب).
فالمراجعة والتكرار طريق التمكن والإتقان.
فالمراجعة والتكرار طريق التمكن والإتقان.
قال تعالى (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
بالنية الصادقة الخالصة ، وبالأخذ بأسباب الفلاح والنجاح في علم الحديث ؛ تُحسب على أهل الحديث ، وتؤجر وتُحشر معهم - وأن مِت قبل أن تحمل سيف الجهاد والذب عن السنة-
جعلنا الله وإياكم حراساً للسنة ، من الذابين والمنافحين عنها وعن صاحبها-عليه الصلاة والسلام-
بالنية الصادقة الخالصة ، وبالأخذ بأسباب الفلاح والنجاح في علم الحديث ؛ تُحسب على أهل الحديث ، وتؤجر وتُحشر معهم - وأن مِت قبل أن تحمل سيف الجهاد والذب عن السنة-
جعلنا الله وإياكم حراساً للسنة ، من الذابين والمنافحين عنها وعن صاحبها-عليه الصلاة والسلام-
فائدة واحدة تعلق وترسخ في نفسك، خير من عشرات الفوائد تَمرّ على عينيك دون أن تجد لها مكاناً في قلبك.
سُنة الله تعالى في نيل العلم وتحصيله.
قال تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ).
قال البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: {كونوا ربانيين} حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اهـ.
قال ابن حجر في (هدي الساري): أي: بالتدريج. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور، روي معناه عن ابن عباس. اهـ.
فالعلم نقطة ونقطة، ومسألة ومسألتان، وحديث وحديثان، حتى تنبغ وتبلغ ، وتنال المنال.
وللعلم أسس وقواعد في تحصيله، فقهها وسار عليها الأوائل فوصلوا وبلغوا وانتفعوا ونفعوا ،وهو أنه يجنى بالتدرج والتمهل المتواصل، عبر سير الأيام والليالي، ولا يمكن التهامه وهضمه بالكلية، أو أخذه دفعة واحدة، وضبطه في وجبة سريعة مليئة، إذ العلم بحار واسعة زاخرة وقصور شاهقة، من تعجل الابحار بلا عدة وبلا تمهل غرق ، ومن تسرع صعود تلكم القصور ، وقع على أم رأسه.
فالأناة والصبر، والإصرار والتريث والتدرج شروط للنيل والبلوغ.
ف "اليوم شيءٌ وغدًا مثلُه من نُخب العلمِ التي تُلتقط
يُحصِّل المَرء بها حكمةً وإنما السيلُ اجتماع النقط"
قال تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ).
قال البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: {كونوا ربانيين} حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اهـ.
قال ابن حجر في (هدي الساري): أي: بالتدريج. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور، روي معناه عن ابن عباس. اهـ.
فالعلم نقطة ونقطة، ومسألة ومسألتان، وحديث وحديثان، حتى تنبغ وتبلغ ، وتنال المنال.
وللعلم أسس وقواعد في تحصيله، فقهها وسار عليها الأوائل فوصلوا وبلغوا وانتفعوا ونفعوا ،وهو أنه يجنى بالتدرج والتمهل المتواصل، عبر سير الأيام والليالي، ولا يمكن التهامه وهضمه بالكلية، أو أخذه دفعة واحدة، وضبطه في وجبة سريعة مليئة، إذ العلم بحار واسعة زاخرة وقصور شاهقة، من تعجل الابحار بلا عدة وبلا تمهل غرق ، ومن تسرع صعود تلكم القصور ، وقع على أم رأسه.
فالأناة والصبر، والإصرار والتريث والتدرج شروط للنيل والبلوغ.
ف "اليوم شيءٌ وغدًا مثلُه من نُخب العلمِ التي تُلتقط
يُحصِّل المَرء بها حكمةً وإنما السيلُ اجتماع النقط"
نصيحة:
نحن الآن في العطلة الصيفية والتي ستمتد لشهرين قادمين ، فلو استثمرنا الأوقات بمشاريع نافعة مثمرة ولا تتطلب جهد كبير .
فمن أهم مشاريع طالب العلم :
إتقان الأصول ، ومن أهم المتون التي حوت الأصول :
متن الأربعين النووية ومتممتها الرجبية.
متن الأربعين للمنذري.
ففي إتقانهما خير عظيم ، وعلم أصيل- ليس بالدخيل-
مع قراءة مختصر عليهما يوضح المعنى الإجمالي للأحاديث بعيدا عن التدقيق الزائد بذكر الفوائد البعيدة التي يدل عليها الحديث.
فمرحلة التأسيس غير مرحلة تزيين البناء وتجميله .
نحن الآن في العطلة الصيفية والتي ستمتد لشهرين قادمين ، فلو استثمرنا الأوقات بمشاريع نافعة مثمرة ولا تتطلب جهد كبير .
فمن أهم مشاريع طالب العلم :
إتقان الأصول ، ومن أهم المتون التي حوت الأصول :
متن الأربعين النووية ومتممتها الرجبية.
متن الأربعين للمنذري.
ففي إتقانهما خير عظيم ، وعلم أصيل- ليس بالدخيل-
مع قراءة مختصر عليهما يوضح المعنى الإجمالي للأحاديث بعيدا عن التدقيق الزائد بذكر الفوائد البعيدة التي يدل عليها الحديث.
فمرحلة التأسيس غير مرحلة تزيين البناء وتجميله .
قال ابن خلدون رحمه الله :
اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيداً إذا كان على التدريج ، شيئاً فشيئاً و قليلاً قليلاً ، يُلْقي عليه أولاً مسائل من كل باب في الفن هي أصول ذلك الباب ، و يقرِّبُ له في شرحها على سبيل الإجمال و يُراعي في ذلك قوة عقله و استعداده لقبول ما يُورَدُ عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن .أهـ
( المقدمة : ص 531 ).
اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيداً إذا كان على التدريج ، شيئاً فشيئاً و قليلاً قليلاً ، يُلْقي عليه أولاً مسائل من كل باب في الفن هي أصول ذلك الباب ، و يقرِّبُ له في شرحها على سبيل الإجمال و يُراعي في ذلك قوة عقله و استعداده لقبول ما يُورَدُ عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن .أهـ
( المقدمة : ص 531 ).
قال ابن عثيمين رحمه الله في منظومته:
وبعد فالعلمُ بحورٌ زاخرة
لن يبلغ الكادح فيه آخره
لكن في أصوله تسهيلاً
لنيله فاحرص تجد سبيلا.
وقالوا قديماً:
مَن حُرِم الأصول، حُرم الوصول.
وبعد فالعلمُ بحورٌ زاخرة
لن يبلغ الكادح فيه آخره
لكن في أصوله تسهيلاً
لنيله فاحرص تجد سبيلا.
وقالوا قديماً:
مَن حُرِم الأصول، حُرم الوصول.
ياطالب الفقه!
إحرص على العلم وإياك والتقليد !
فالفقه الشرعي الذي أثنى الله عليه وعلى أهله: هو فقه الكتاب والسنة، فهو :
مسائلٌ مبنية، على نصوص شرعية.
قال السعدي في رسالة لطيفة: فالفقه: هو معرفة المسائل والدلائل.اهـ
فالحرص على معرفة تلك المسائل وتصورها من غير معرفة أدلة تلكم المسائل؛ تقليد وطريق للتعصب ، فاحذره .
قال العلامة ابن القيم: قال الشافعي قدس الله تعالى روحه : أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، قال أبوعمر -ابن عبّد البَرّ - وغيره من العلماء: أجمع الناس على أن المقلد ليس معدودا من أهل العلم، وأن العلم معرفة الحق بدليله، وهذا كما قال أبوعمر رحمه الله تعالى، فإن الناس لا يختلفون أن العلم هو المعرفة الحاصلة عن الدليل ، وأما بدون الدليل فإنما هو التقليد. اهـ من أعلام الموقعين عن ربّ العالمين (١/١٦).
إحرص على العلم وإياك والتقليد !
فالفقه الشرعي الذي أثنى الله عليه وعلى أهله: هو فقه الكتاب والسنة، فهو :
مسائلٌ مبنية، على نصوص شرعية.
قال السعدي في رسالة لطيفة: فالفقه: هو معرفة المسائل والدلائل.اهـ
فالحرص على معرفة تلك المسائل وتصورها من غير معرفة أدلة تلكم المسائل؛ تقليد وطريق للتعصب ، فاحذره .
قال العلامة ابن القيم: قال الشافعي قدس الله تعالى روحه : أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، قال أبوعمر -ابن عبّد البَرّ - وغيره من العلماء: أجمع الناس على أن المقلد ليس معدودا من أهل العلم، وأن العلم معرفة الحق بدليله، وهذا كما قال أبوعمر رحمه الله تعالى، فإن الناس لا يختلفون أن العلم هو المعرفة الحاصلة عن الدليل ، وأما بدون الدليل فإنما هو التقليد. اهـ من أعلام الموقعين عن ربّ العالمين (١/١٦).
كُن منصفاً معتدلاً مُحكّما للشريعة خاضعا لميزانها متحصناً من رياح الهوى والعاطفة بآدابها وعدلها .
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ).
وقال : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ)
وقال : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ).
وقال : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ)
وقال : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
قال علي بن الحسين رحمه الله تعالى:
إنما يجلس -المرء- حيث ينتفع ، أو قال : حيث يجد صلاح قلبه .
مجموع فتاوى ابن تيمية (٤/٣٦٩).
إنما يجلس -المرء- حيث ينتفع ، أو قال : حيث يجد صلاح قلبه .
مجموع فتاوى ابن تيمية (٤/٣٦٩).