tgoop.com »
United States »
📖 تفسير الشيخ عبد القادر الكيلاني(صدقة جارية على روح الشابة الشهيدة بإذن الله حفيدتي فاطمة الزهراء) » Telegram Web
📖 #تفسير_الجيلاني
{وَ}
حرمت أيضاً عليكم
{ٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ}
الأجنبيات اللاتي أحصنهن أزواجهن
{إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ}
من المسبيات اللاتي لهن أزواج كفار؛ إذ بالسبي يرتفع النكاح، فصار تلك المحرمات
{كِتَٰبَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ}
أي: من الأمور التي حرمه الله عليكم حتماً مقتضياً
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ}
أي: ما سوى المحرمات المذكورة، وإنما أحل لكم ما أحل
{أَن تَبْتَغُواْ}
أي: لأن تطلبوا
{بِأَمْوَٰلِكُمْ}
أزواجاً حلائل مصلحات لدينكم، صالحات لإبقاء نوعكم حال كونكم
{مُّحْصِنِينَ}
بهن دينكم
{غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ}
أي: مجتنبين عن الزنا المؤدي إلى إبطال حكمة الله وإفساد مصلحته
{فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ}
أي: فمن انتفعتم واجتمعتم
{بِهِ}
بسبب المهر حين العقد
{مِنْهُنَّ}
أي: من النساء اللاتي أحلهن الله لكم أيها المؤمنون
{فَآتُوهُنَّ}
أي: فعليكم أن تدفعوا إليهن
{أُجُورَهُنَّ}
مهورهن معتقدين أداءها
{فَرِيضَةً}
أي: مما فرض الله لكم في دينكم واجبة الأداء شرعاً وعقلاً؛ إذ الإفضاء إنما هو بسببه كما مهر، هذا إذا كانت المرأة طالبة كمال مهرها.
{وَلاَ جُنَاحَ}
أي: لا مواخذة
{عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَٰضَيْتُمْ بِهِ}
من الأخذ والترك والزيادة والنقصان بعدما حصل التراضي من الجانبين
{مِن بَعْدِ ٱلْفَرِيضَةِ}
المقدرة الواجبة الأداء، هذا الحكم مما يقبل التغيير بعد المراضاة
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المصلح لأحوال عباده
{كَانَ عَلِيماً}
في سابق علمه بصلحهم ومراضاتهم
{حَكِيماً} [النساء: 24]
في إصدارها عنهم إصلاحاً لمعاشهم.
{وَ}
حرمت أيضاً عليكم
{ٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ}
الأجنبيات اللاتي أحصنهن أزواجهن
{إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ}
من المسبيات اللاتي لهن أزواج كفار؛ إذ بالسبي يرتفع النكاح، فصار تلك المحرمات
{كِتَٰبَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ}
أي: من الأمور التي حرمه الله عليكم حتماً مقتضياً
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ}
أي: ما سوى المحرمات المذكورة، وإنما أحل لكم ما أحل
{أَن تَبْتَغُواْ}
أي: لأن تطلبوا
{بِأَمْوَٰلِكُمْ}
أزواجاً حلائل مصلحات لدينكم، صالحات لإبقاء نوعكم حال كونكم
{مُّحْصِنِينَ}
بهن دينكم
{غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ}
أي: مجتنبين عن الزنا المؤدي إلى إبطال حكمة الله وإفساد مصلحته
{فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ}
أي: فمن انتفعتم واجتمعتم
{بِهِ}
بسبب المهر حين العقد
{مِنْهُنَّ}
أي: من النساء اللاتي أحلهن الله لكم أيها المؤمنون
{فَآتُوهُنَّ}
أي: فعليكم أن تدفعوا إليهن
{أُجُورَهُنَّ}
مهورهن معتقدين أداءها
{فَرِيضَةً}
أي: مما فرض الله لكم في دينكم واجبة الأداء شرعاً وعقلاً؛ إذ الإفضاء إنما هو بسببه كما مهر، هذا إذا كانت المرأة طالبة كمال مهرها.
{وَلاَ جُنَاحَ}
أي: لا مواخذة
{عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَٰضَيْتُمْ بِهِ}
من الأخذ والترك والزيادة والنقصان بعدما حصل التراضي من الجانبين
{مِن بَعْدِ ٱلْفَرِيضَةِ}
المقدرة الواجبة الأداء، هذا الحكم مما يقبل التغيير بعد المراضاة
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المصلح لأحوال عباده
{كَانَ عَلِيماً}
في سابق علمه بصلحهم ومراضاتهم
{حَكِيماً} [النساء: 24]
في إصدارها عنهم إصلاحاً لمعاشهم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً}
اقتداراً وغنى
{أَن يَنكِحَ}
به
{ٱلْمُحْصَنَٰتِ}
المتعففات الحرائر
{ٱلْمُؤْمِنَٰتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُم}
أي: فعليكم أن تنكحوا
{مِّن فَتَيَٰتِكُمُ}
أي: إمائكم
{ٱلْمُؤْمِنَٰتِ}
المقرات بكلمتي الشهادة ظاهراً
{وَٱللَّهُ}
المطلع بضمائر عباده
{أَعْلَمُ بِإِيمَٰنِكُمْ}
وإيمانهن وكفرهن وكلكم في أنفسكم أمثال أكفاء؛ إذ
{بَعْضُكُمْ}
يا بني آدم قد حصل
{مِّن بَعْضٍ}
والتفاضل بينكم إنما هو في علم الله، وإن اضطررتم إلى نكاح الإماء
{فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}
أربابهن
{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}
أي: أعطوهن أجور مهورهن المسماة لهن بإذن أهلهن
{بِٱلْمَعْرُوفِ}
إعطاء مستحسناً عقلاً وشرعاً بلا مطلٍ وتسويفٍ واضطرارٍ وتنقيصٍ حال كونهن
{مُحْصَنَٰتٍ}
عفائف
{غَيْرَ مُسَٰفِحَٰتٍ}
زانياتٍ مجاهراتٍ غير حاجزاتٍ
{وَلاَ مُتَّخِذَٰتِ أَخْدَانٍ}
وأخلانٍ.
{فَإِذَآ أُحْصِنَّ}
وأنكحن بعد وجود الشرائط المذكورة المستحسنة عند الله وعند المؤمنين
{فَإِنْ أَتَيْنَ}
بعدما أحصن
{بِفَٰحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَٰتِ}
الحرائر
{مِنَ ٱلْعَذَابِ}
أي: الذي حد الله لهن في كتابه سوى الرجم؛ إذ لا يجري التنصيف فيه لذلك لم يشرع في حد الرقيق
{ذَلِكَ}
أي: نكاح الإماء إنما يرخص
{لِمَنْ خَشِيَ ٱلْعَنَتَ مِنْكُمْ}
أي: الوقوع في الزنا أيها المؤمنون المجتنبون عن المحرمات
{وَأَن تَصْبِرُواْ}
أيها الفاقدون المؤمنون لوجه المعاش وترتاضوا نفوسكم بتقليل الأغذية المستمنية المثيرة للقوة الشهوية الموقعة للمهالك، وتدفعوا أمارة إثارتكم بالقاطع العقلي والواضح الشرعي، وتترنوا على عفة العزومة، وتسكنوا نار الطبيعة بقطع النطر والاتقاء عن المخاطر فهو
{خَيْرٌ لَّكُمْ}
من نكاح الإماء بل من نكاح أكثر الحرائر أيضاً سيما في هذا الزمن
{وَٱللَّهُ}
المطلع لضمائر عباده
{غَفُورٌ}
لذنوب من صبر ولم ينكح لقلة معاشهم
{رَّحِيمٌ} [النساء: 25]
له بحفظه عن الفرطات والعثرات في أمر المعاش.
🌺 عصمنا الله من المهالك المتعلقة بالمعاش بفضله وطوله.
إنما
{يُرِيدُ ٱللَّهُ}
بتعيين المحرمات وبتبيين المحللات
{لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}
أيها المؤمنون طريق الرشد والغي والهداية والضلالة
{وَيَهْدِيَكُمْ}
أي: يرشدكم ويوصلكم
{سُنَنَ ٱلَّذِينَ}
مضوا
{مِن قَبْلِكُمْ}
من أرباب الولاء والمكاشفات بسر التوحيد
{وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
يرجعكم عن ميل المزخرفات الدنية الدنيوية؛ ليصولكم إلى المراتب العلية الأخروية
{وَٱللَّهُ}
الهادي لعباده إلى توحيده
{عَلِيمٌ}
بمصالحهم الموصلة إليه
{حَكِيمٌ} [النساء: 26]
في إلقائها إليهم في ضمن العظة والعبر والقصص والتواريخ والرموز والإشارات ليرتاضوا بها نفوسهم حتى تستعد قلوبهم لنزول سلطان التوحيد المفني للغير والسوى مطلقاً.
اقتداراً وغنى
{أَن يَنكِحَ}
به
{ٱلْمُحْصَنَٰتِ}
المتعففات الحرائر
{ٱلْمُؤْمِنَٰتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُم}
أي: فعليكم أن تنكحوا
{مِّن فَتَيَٰتِكُمُ}
أي: إمائكم
{ٱلْمُؤْمِنَٰتِ}
المقرات بكلمتي الشهادة ظاهراً
{وَٱللَّهُ}
المطلع بضمائر عباده
{أَعْلَمُ بِإِيمَٰنِكُمْ}
وإيمانهن وكفرهن وكلكم في أنفسكم أمثال أكفاء؛ إذ
{بَعْضُكُمْ}
يا بني آدم قد حصل
{مِّن بَعْضٍ}
والتفاضل بينكم إنما هو في علم الله، وإن اضطررتم إلى نكاح الإماء
{فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}
أربابهن
{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}
أي: أعطوهن أجور مهورهن المسماة لهن بإذن أهلهن
{بِٱلْمَعْرُوفِ}
إعطاء مستحسناً عقلاً وشرعاً بلا مطلٍ وتسويفٍ واضطرارٍ وتنقيصٍ حال كونهن
{مُحْصَنَٰتٍ}
عفائف
{غَيْرَ مُسَٰفِحَٰتٍ}
زانياتٍ مجاهراتٍ غير حاجزاتٍ
{وَلاَ مُتَّخِذَٰتِ أَخْدَانٍ}
وأخلانٍ.
{فَإِذَآ أُحْصِنَّ}
وأنكحن بعد وجود الشرائط المذكورة المستحسنة عند الله وعند المؤمنين
{فَإِنْ أَتَيْنَ}
بعدما أحصن
{بِفَٰحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَٰتِ}
الحرائر
{مِنَ ٱلْعَذَابِ}
أي: الذي حد الله لهن في كتابه سوى الرجم؛ إذ لا يجري التنصيف فيه لذلك لم يشرع في حد الرقيق
{ذَلِكَ}
أي: نكاح الإماء إنما يرخص
{لِمَنْ خَشِيَ ٱلْعَنَتَ مِنْكُمْ}
أي: الوقوع في الزنا أيها المؤمنون المجتنبون عن المحرمات
{وَأَن تَصْبِرُواْ}
أيها الفاقدون المؤمنون لوجه المعاش وترتاضوا نفوسكم بتقليل الأغذية المستمنية المثيرة للقوة الشهوية الموقعة للمهالك، وتدفعوا أمارة إثارتكم بالقاطع العقلي والواضح الشرعي، وتترنوا على عفة العزومة، وتسكنوا نار الطبيعة بقطع النطر والاتقاء عن المخاطر فهو
{خَيْرٌ لَّكُمْ}
من نكاح الإماء بل من نكاح أكثر الحرائر أيضاً سيما في هذا الزمن
{وَٱللَّهُ}
المطلع لضمائر عباده
{غَفُورٌ}
لذنوب من صبر ولم ينكح لقلة معاشهم
{رَّحِيمٌ} [النساء: 25]
له بحفظه عن الفرطات والعثرات في أمر المعاش.
🌺 عصمنا الله من المهالك المتعلقة بالمعاش بفضله وطوله.
إنما
{يُرِيدُ ٱللَّهُ}
بتعيين المحرمات وبتبيين المحللات
{لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}
أيها المؤمنون طريق الرشد والغي والهداية والضلالة
{وَيَهْدِيَكُمْ}
أي: يرشدكم ويوصلكم
{سُنَنَ ٱلَّذِينَ}
مضوا
{مِن قَبْلِكُمْ}
من أرباب الولاء والمكاشفات بسر التوحيد
{وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
يرجعكم عن ميل المزخرفات الدنية الدنيوية؛ ليصولكم إلى المراتب العلية الأخروية
{وَٱللَّهُ}
الهادي لعباده إلى توحيده
{عَلِيمٌ}
بمصالحهم الموصلة إليه
{حَكِيمٌ} [النساء: 26]
في إلقائها إليهم في ضمن العظة والعبر والقصص والتواريخ والرموز والإشارات ليرتاضوا بها نفوسهم حتى تستعد قلوبهم لنزول سلطان التوحيد المفني للغير والسوى مطلقاً.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 #تفسير_الجيلاني
🌺 ثم كرر سبحانه ذكر التوبة والرجوع عن المزخرفات الباطلة المانعة من الوصول إلى دار السرور حثاً للمؤمنين إليها؛ ليفوزوا بمرتبة التوحيد بقوله:
{وَٱللَّهُ}
المرشد لكم إلى توحيده الذاتي
{يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
أي: يفوقكم على التوبة التي هي الرجوع عما سوى الحق مطلقاً، ومتى انفتح عليكم باب التوبة انفتح باب الطلب المستلزم للترقي والتقرب نحو المطلوب، إلى أن يتولد من الشوق المزعج إلى المحبة المفنية لغير المحبوب مطلقاً، بل نفس المحبة بل نفس المحبوب أيضاً، كما حكي عن مجنون العامري أنه وله يوماً من الأيام واستغرق في بحر المحبة إلى أن اضمحلت عن بصره غشاوة التعيينات مطلقاً، بل ارتفع حجب الاثنينية رأساً، وفي تلك الحالة السريعة الزوال تمثل ليلى قائمة على رأسها فصاحت عليه صيحة: عمن اشتغلت يا مجنون؟ فقال: طاب وقته وعنى على حالٍ فإن حبك شغلني عنك وعني.
ثم قال سبحانه:
{وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ}
يضلونكم عن طريق التوحيد المسقط لجميع الرسوم والعادات بوضع طرقٍ غير طريق الشرع مبتدعاً أو منسوباً إلى مبتدع، وعينوا فيه اللباس والكسوة المعنية، ومع ذلك
{يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ}
ويبيحون المحرمات، ويرتكبون المنهيات إرادة
{أَن تَمِيلُواْ}
وتنحرفوا عن جادة التوحيد بأمثال هذه الخرافات والهذيانات
{مَيْلاً عَظِيماً} [النساء: 27]
وانحرافاً بليغاً لا يستقيم لهم أصلاً.
{يُرِيدُ ٱللَّهُ}
المدبر لأحوالكم
{أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}
أيها المؤمنون أثقالكم التي هي سبب احتياجاكم وإمكانكم
{وَ}
الحال أنه قد
{خُلِقَ ٱلإِنسَانُ}
في مبدأ الفطرة
{ضَعِيفاً} [النساء: 28]
لا يحتمل تحمل أثقال الإمكان مثل الحيوانات الأخر.
📌 خفض عنا بفضلك ثقل الأوزار، واصرف عنا شر الأشرار بمقتضى جودك وارزقنا عيشة الأبرار.
🌹 ثم نبه سبحانه على المؤمنين بما يتعلق بأمور معاشهم مع بني نوعهم؛ ليهذبوا به ظاهرهم، فقال منادياً لهم ليهتموا باستماعها وامتثالها:
{يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ}
بالله ورسله وكتبه عليكم أن
{لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ}
أي: بعضكم مال بعض بلا رخصةٍ شرعية بل
{بِٱلْبَٰطِلِ}
ظلماً وزوراً سواء كانت سرقةً أو غصباً، أو حيلةً منسوبة إلى الشرع افتراءً أو رباً أو تلبيساً وتشيخاً كما يفعله المتشيخة، ويأخذون بسببها حطاماً كثيرة من ضعفاء المؤمنين، واعلموا أيها المؤمنون أن مال المؤمن على المؤمن في غير العقود المتبرعة حرام
{إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً}
معاملة ومعاوضة حاصلة
{عَن تَرَاضٍ}
مراضاة
{مِّنْكُمْ}
منبعثة عن اطمئنان نفوسكم عليها بلا اضطرار وغرر.
{وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ}
ولا تلقوها بأيديكم في المهالك التي جرت بين أرباب المعاملات من الربا والخداع والتغرير والتلبيس وغير ذلك من أنواع الحيل؛ حتى لا تنحطوا عن مرتبتكم الأصلية ومنزلتكم الحقيقية التي هي مرتبة العدالة؛ إذ لا خسران أعظم من الحرمان منها
- أدركنا بلطفك يا خفي الألطاف -
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المنبه عليكم بأمثال هذه التدبيرات الصادرة عن محض الحكمة والمصلحة
{كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء: 29]
مشفقاً عليكم، مريداً إيصالكم إلى ما خلقكم لأجله وأوجدكم لحصوله.
{وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ}
أي: ما يحذر عنه من المهالك ويمقت نفسه بالعرض عليها لا عن جهل ساذج بل عن جهل مركب اعتقدها حقاً
{عُدْوَاناً}
مجاوزاً مائلاً عن الحق إصراراً
{وَظُلْماً}
خروجاً وميلاً عن طريق الشرع الموضح سبيل التوحيد
{فَسَوْفَ}
ننتقم عنه يوم الجزاء
{نُصْلِيهِ}
ندخله
{نَاراً}
حرماناً دائماً عن ساحة عز الحضور وطرداً سرمدياً عن فضاء السرور، بك نعتصم يا ذا القوة المتين
{وَ}
لا تغفلوا أيها المنهمكون للاقتحام في المهالك المتعلقة لأمر المعاش عن انتقام الله القادر القدير الغيور إياكم، ولا تعتقدوا عسره بالنسبة إليه؛ إذ
{كَانَ ذٰلِكَ}
الانتقام عن تلك الآثام
{عَلَى ٱللَّهِ}
الميسر لكل عسير
{يَسِيراً} [النساء: 30]
وإن استعسرتم في نفوسكم؛ إذ لا راد لإرادته ولا معقب لحكمه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
🌺 ثم كرر سبحانه ذكر التوبة والرجوع عن المزخرفات الباطلة المانعة من الوصول إلى دار السرور حثاً للمؤمنين إليها؛ ليفوزوا بمرتبة التوحيد بقوله:
{وَٱللَّهُ}
المرشد لكم إلى توحيده الذاتي
{يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
أي: يفوقكم على التوبة التي هي الرجوع عما سوى الحق مطلقاً، ومتى انفتح عليكم باب التوبة انفتح باب الطلب المستلزم للترقي والتقرب نحو المطلوب، إلى أن يتولد من الشوق المزعج إلى المحبة المفنية لغير المحبوب مطلقاً، بل نفس المحبة بل نفس المحبوب أيضاً، كما حكي عن مجنون العامري أنه وله يوماً من الأيام واستغرق في بحر المحبة إلى أن اضمحلت عن بصره غشاوة التعيينات مطلقاً، بل ارتفع حجب الاثنينية رأساً، وفي تلك الحالة السريعة الزوال تمثل ليلى قائمة على رأسها فصاحت عليه صيحة: عمن اشتغلت يا مجنون؟ فقال: طاب وقته وعنى على حالٍ فإن حبك شغلني عنك وعني.
ثم قال سبحانه:
{وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ}
يضلونكم عن طريق التوحيد المسقط لجميع الرسوم والعادات بوضع طرقٍ غير طريق الشرع مبتدعاً أو منسوباً إلى مبتدع، وعينوا فيه اللباس والكسوة المعنية، ومع ذلك
{يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَاتِ}
ويبيحون المحرمات، ويرتكبون المنهيات إرادة
{أَن تَمِيلُواْ}
وتنحرفوا عن جادة التوحيد بأمثال هذه الخرافات والهذيانات
{مَيْلاً عَظِيماً} [النساء: 27]
وانحرافاً بليغاً لا يستقيم لهم أصلاً.
{يُرِيدُ ٱللَّهُ}
المدبر لأحوالكم
{أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}
أيها المؤمنون أثقالكم التي هي سبب احتياجاكم وإمكانكم
{وَ}
الحال أنه قد
{خُلِقَ ٱلإِنسَانُ}
في مبدأ الفطرة
{ضَعِيفاً} [النساء: 28]
لا يحتمل تحمل أثقال الإمكان مثل الحيوانات الأخر.
📌 خفض عنا بفضلك ثقل الأوزار، واصرف عنا شر الأشرار بمقتضى جودك وارزقنا عيشة الأبرار.
🌹 ثم نبه سبحانه على المؤمنين بما يتعلق بأمور معاشهم مع بني نوعهم؛ ليهذبوا به ظاهرهم، فقال منادياً لهم ليهتموا باستماعها وامتثالها:
{يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ}
بالله ورسله وكتبه عليكم أن
{لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ}
أي: بعضكم مال بعض بلا رخصةٍ شرعية بل
{بِٱلْبَٰطِلِ}
ظلماً وزوراً سواء كانت سرقةً أو غصباً، أو حيلةً منسوبة إلى الشرع افتراءً أو رباً أو تلبيساً وتشيخاً كما يفعله المتشيخة، ويأخذون بسببها حطاماً كثيرة من ضعفاء المؤمنين، واعلموا أيها المؤمنون أن مال المؤمن على المؤمن في غير العقود المتبرعة حرام
{إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً}
معاملة ومعاوضة حاصلة
{عَن تَرَاضٍ}
مراضاة
{مِّنْكُمْ}
منبعثة عن اطمئنان نفوسكم عليها بلا اضطرار وغرر.
{وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ}
ولا تلقوها بأيديكم في المهالك التي جرت بين أرباب المعاملات من الربا والخداع والتغرير والتلبيس وغير ذلك من أنواع الحيل؛ حتى لا تنحطوا عن مرتبتكم الأصلية ومنزلتكم الحقيقية التي هي مرتبة العدالة؛ إذ لا خسران أعظم من الحرمان منها
- أدركنا بلطفك يا خفي الألطاف -
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المنبه عليكم بأمثال هذه التدبيرات الصادرة عن محض الحكمة والمصلحة
{كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء: 29]
مشفقاً عليكم، مريداً إيصالكم إلى ما خلقكم لأجله وأوجدكم لحصوله.
{وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ}
أي: ما يحذر عنه من المهالك ويمقت نفسه بالعرض عليها لا عن جهل ساذج بل عن جهل مركب اعتقدها حقاً
{عُدْوَاناً}
مجاوزاً مائلاً عن الحق إصراراً
{وَظُلْماً}
خروجاً وميلاً عن طريق الشرع الموضح سبيل التوحيد
{فَسَوْفَ}
ننتقم عنه يوم الجزاء
{نُصْلِيهِ}
ندخله
{نَاراً}
حرماناً دائماً عن ساحة عز الحضور وطرداً سرمدياً عن فضاء السرور، بك نعتصم يا ذا القوة المتين
{وَ}
لا تغفلوا أيها المنهمكون للاقتحام في المهالك المتعلقة لأمر المعاش عن انتقام الله القادر القدير الغيور إياكم، ولا تعتقدوا عسره بالنسبة إليه؛ إذ
{كَانَ ذٰلِكَ}
الانتقام عن تلك الآثام
{عَلَى ٱللَّهِ}
الميسر لكل عسير
{يَسِيراً} [النساء: 30]
وإن استعسرتم في نفوسكم؛ إذ لا راد لإرادته ولا معقب لحكمه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌹 ثم قال سبحانه امتناناً على المؤمنين، تفضلاً وإشفاقاً وجذباً من جانبه:
{إِن تَجْتَنِبُواْ}
وتجوزوا أيها المحبوسون في مهادي الإمكان ومضيق الحدثان
{كَبَآئِرَ}
أعاظم
{مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}
وهي الشرك بالله بأنواعه من إثبات الوجود لغيره، وإسناد الحوادث إلى الأسباب وغير ذلك
{نُكَفِّرْ}
نمحو ونتجاوز
{عَنْكُمْ}
تفضلاً عليكم
{سَيِّئَـٰتِكُمْ}
خطاياكم اللاحقة لنفوسكم من لوازم بشريتكم ومقتضى طبيعتكم
{وَ}
بعدما غفرنا لكم
{نُدْخِلْكُمْ}
بمحض جودنا ولطفنا
{مُّدْخَلاً كَرِيماً} [النساء: 31]
هو فضاء التوحيد الذي ليس فيه هواء ولا ماء ولا غدو ولا مساء، بل فيها إفناء وبقاء ولقاء، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى.
🌺 وفقنا بكرمك وجودك لما تحبه عنا وترضى.
{وَ}
من مقتضى إيمانكم أيها المؤمنون المحمديون المتوجهون نحو توحيد الذات من محجة الفناء والرضا بما نفذ عليه القضاء، فعليكم أن
{لاَ تَتَمَنَّوْاْ}
تمني المتحسر المتأسف حصول
{مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ}
في النشأة الأولى
{بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}
من الجاه ولمال والمكانة الرفيعة في عالم الصورة؛ إذ هي ابتلاء واختبار لهم وفتنة تبعدهم عن طريق الفناء، وتوقعهم في التكثر والتشتت، والموحدون المحمديون لا بد لهم أن يقتفوا أثر نبيهم صلى الله عليه وسلم في ترك الدنيا وعدم الالتفات نحوها إلا ستر عورة وسد جوعة؛ إذ الإضافة والتمليك مطلقاً مخل بالتوحيد، والغنى المطغي جالب للعذاب الأخروي.
🌺 ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذاباها كان غراماً.
واعملوا أيها المحمديون السالكون سبيل الفناء لتفوزوا بجنة البقاء أن لكم عند ربكم درجات ومداخل متفاوتة بتفاوت استعداداتكم المترتبة على ترتيب الأسماء والصفات الإلهية؛ إذ
{لِّلرِّجَالِ}
أي: للذكور الكمل لكل منكم على تفاوت طبقاتهم
{نَصِيبٌ}
حظ من التوحيد الذاتي هو مقرهم وغاية مقصدهم حاصل لهم
{مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ}
من الرياضات والمجاهدات المعدة لفيضان المكاشفات والمشاهدات
{وَ}
كذا
{لِلنِّسَآءِ}
منكم مع تفاوت طبقاتهن
{نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ}
في تلك الطريق؛ إذ كل ميسر لما خلق له وعليكم التوجه نحو مقصدكم
{وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ}
يا عباده لييسر لكم ما يعينكم ويجنبكم عما لا يعنيكم ويغويكم
{إِنَّ ٱللَّهَ}
الميسر لأمور عباده
{كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ}
مما صدر عنهم من صلاح وفساد
{عَلِيماً} [النساء: 32]
بعلمه سبحانه، يصلح لهم وييسر عليهم الهدى بقدر استعداداتهم وقابلياتهم.
ثم قال سبحانه:
{وَلِكُلٍّ}
من الأسلاف الذين مضوا
{جَعَلْنَا}
من محض جودنا وحكمتنا
{مَوَٰلِيَ}
أخلافاً يولونهم ويوالونهم ويأخذون
{مِمَّا}
أي: من الأموال التي
{تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَ}
كذا مما ترك
{ٱلأَقْرَبُونَ}
من ذوي الأرحام
{وَ}
كذا من متروكات
{ٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ}
بالنكاح والزواج على الوجه المشروع
{فَآتُوهُمْ}
أيها الحكام
{نَصِيبَهُمْ}
أي: نصيب كل من الولاة على الوجه المفروض
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المدبر لمصالح عباده
{كَانَ}
في سابق علمه
{عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ}
من الحوادث الكائنة
{شَهِيداً} شيهداً [النساء: 33]
حاضراً مطلقاً.
{إِن تَجْتَنِبُواْ}
وتجوزوا أيها المحبوسون في مهادي الإمكان ومضيق الحدثان
{كَبَآئِرَ}
أعاظم
{مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}
وهي الشرك بالله بأنواعه من إثبات الوجود لغيره، وإسناد الحوادث إلى الأسباب وغير ذلك
{نُكَفِّرْ}
نمحو ونتجاوز
{عَنْكُمْ}
تفضلاً عليكم
{سَيِّئَـٰتِكُمْ}
خطاياكم اللاحقة لنفوسكم من لوازم بشريتكم ومقتضى طبيعتكم
{وَ}
بعدما غفرنا لكم
{نُدْخِلْكُمْ}
بمحض جودنا ولطفنا
{مُّدْخَلاً كَرِيماً} [النساء: 31]
هو فضاء التوحيد الذي ليس فيه هواء ولا ماء ولا غدو ولا مساء، بل فيها إفناء وبقاء ولقاء، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى.
🌺 وفقنا بكرمك وجودك لما تحبه عنا وترضى.
{وَ}
من مقتضى إيمانكم أيها المؤمنون المحمديون المتوجهون نحو توحيد الذات من محجة الفناء والرضا بما نفذ عليه القضاء، فعليكم أن
{لاَ تَتَمَنَّوْاْ}
تمني المتحسر المتأسف حصول
{مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ}
في النشأة الأولى
{بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}
من الجاه ولمال والمكانة الرفيعة في عالم الصورة؛ إذ هي ابتلاء واختبار لهم وفتنة تبعدهم عن طريق الفناء، وتوقعهم في التكثر والتشتت، والموحدون المحمديون لا بد لهم أن يقتفوا أثر نبيهم صلى الله عليه وسلم في ترك الدنيا وعدم الالتفات نحوها إلا ستر عورة وسد جوعة؛ إذ الإضافة والتمليك مطلقاً مخل بالتوحيد، والغنى المطغي جالب للعذاب الأخروي.
🌺 ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذاباها كان غراماً.
واعملوا أيها المحمديون السالكون سبيل الفناء لتفوزوا بجنة البقاء أن لكم عند ربكم درجات ومداخل متفاوتة بتفاوت استعداداتكم المترتبة على ترتيب الأسماء والصفات الإلهية؛ إذ
{لِّلرِّجَالِ}
أي: للذكور الكمل لكل منكم على تفاوت طبقاتهم
{نَصِيبٌ}
حظ من التوحيد الذاتي هو مقرهم وغاية مقصدهم حاصل لهم
{مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ}
من الرياضات والمجاهدات المعدة لفيضان المكاشفات والمشاهدات
{وَ}
كذا
{لِلنِّسَآءِ}
منكم مع تفاوت طبقاتهن
{نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ}
في تلك الطريق؛ إذ كل ميسر لما خلق له وعليكم التوجه نحو مقصدكم
{وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ}
يا عباده لييسر لكم ما يعينكم ويجنبكم عما لا يعنيكم ويغويكم
{إِنَّ ٱللَّهَ}
الميسر لأمور عباده
{كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ}
مما صدر عنهم من صلاح وفساد
{عَلِيماً} [النساء: 32]
بعلمه سبحانه، يصلح لهم وييسر عليهم الهدى بقدر استعداداتهم وقابلياتهم.
ثم قال سبحانه:
{وَلِكُلٍّ}
من الأسلاف الذين مضوا
{جَعَلْنَا}
من محض جودنا وحكمتنا
{مَوَٰلِيَ}
أخلافاً يولونهم ويوالونهم ويأخذون
{مِمَّا}
أي: من الأموال التي
{تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَ}
كذا مما ترك
{ٱلأَقْرَبُونَ}
من ذوي الأرحام
{وَ}
كذا من متروكات
{ٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ}
بالنكاح والزواج على الوجه المشروع
{فَآتُوهُمْ}
أيها الحكام
{نَصِيبَهُمْ}
أي: نصيب كل من الولاة على الوجه المفروض
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المدبر لمصالح عباده
{كَانَ}
في سابق علمه
{عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ}
من الحوادث الكائنة
{شَهِيداً} شيهداً [النساء: 33]
حاضراً مطلقاً.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 #تفسير_الجيلاني
تفسير الجيلاني
ثم نبه سبحانه على تفضيل
{ٱلرِّجَالُ}
المعتدلة المزاج المستقيمة العقول
{قَوَّٰمُونَ}
حافظون
{عَلَى ٱلنِّسَآءِ}
إذ لا بد لهن لضعفهن من حفيظ يرقبهن عما يشتهين؛ صيانة لعفتهن
{بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ}
به
{بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}
أي: بعض بني آدم على بعض، وهو الحمية المنبعثة من كمال العقل
{وَبِمَآ أَنْفَقُواْ}
لهن
{مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ}
التي حصلت لهم من مكاسبهم
{فَٱلصَّٰلِحَٰتُ}
العفائف من النساء
{قَٰنِتَٰتٌ}
مطيعات لأزواجهن، خادمات لهم ظاهراً
{حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ}
أي: لحقوقهم المخفية الباطنة عنهم، تابعات ممتثلات
{بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ}
لهن من رعاية أزواجهن وعدم الخيانة في حقوقهم.
{وَ}
النساء
{ٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}
عصيانهن وعدم خفظهن بحقوق الزواج من أمارات ظهرت منهن
{فَعِظُوهُنَّ}
أي: فعليكم أيها الأزواج أن تعظوهن رفقاً بما وعظ الله لهن من رعاية حقوق الله وحقوق الأزواج لعلهن يفطن ويتركن ما عليهن
{وَ}
إن لم يتركن
{ٱهْجُرُوهُنَّ}
اتركوهن
{فِي ٱلْمَضَاجِعِ}
وحدية فلا ترجعوا إليه، بل اعتزلوا عنهن لعلهن يتأثرن بها
{وَ}
إن لم يتأثرن بها أيضاً
{ٱضْرِبُوهُنَّ}
ضرباً مؤلماً غير متجاوز عن الحد
{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ}
بامتثال هذه التأديبات
{فَلاَ تَبْغُواْ}
لا تطلبوا
{عَلَيْهِنَّ}
لطلاقهن وإخراجهن
{سَبِيلاً}
استعلاء وترفعاً
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المصلح لأحوال عباده
{كَانَ عَلِيّاً}
في شأنه
{كَبِيراً} [النساء: 34]
في أحكامه، لا ينازع في حكمه، ولا يُسأل عن أمره.
{وَإِنْ}
تطاولت الخصومة والنزاع بينهما حتى
{خِفْتُمْ}
وظننتم أيها الحكام
{شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}
وآيستم عن المصالحة والوفاق
{فَٱبْعَثُواْ} أي:
فعليكم أيها الحكام أن تبعثوا
{حَكَماً}
مصلحاً ذا رأي
{مِّنْ أَهْلِهِ}
أي: من أقاربه
{وَحَكَماً}
مثل ذلك
{مِّنْ أَهْلِهَآ}
ليصيرا وكيلين عنهما يصلحا صلاحاً وطلاقاً وخلعاً وفداء، ثم
{إِن يُرِيدَآ}
أي: الحكمان
{إِصْلَٰحاً}
لأمرهما ورفعاً لنزاعهما
{يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَآ}
إن رضيا بمصالحتهما وإلا فليرفعا عقد النكاح بينهما على أي طريق كان
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المطلع لضمائر عباده
{كَانَ عَلِيماً}
بنزاعهما
{خَبِيراً} [النساء: 35]
بما يؤول إليه النزاع.
تفسير الجيلاني
ثم نبه سبحانه على تفضيل
{ٱلرِّجَالُ}
المعتدلة المزاج المستقيمة العقول
{قَوَّٰمُونَ}
حافظون
{عَلَى ٱلنِّسَآءِ}
إذ لا بد لهن لضعفهن من حفيظ يرقبهن عما يشتهين؛ صيانة لعفتهن
{بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ}
به
{بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}
أي: بعض بني آدم على بعض، وهو الحمية المنبعثة من كمال العقل
{وَبِمَآ أَنْفَقُواْ}
لهن
{مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ}
التي حصلت لهم من مكاسبهم
{فَٱلصَّٰلِحَٰتُ}
العفائف من النساء
{قَٰنِتَٰتٌ}
مطيعات لأزواجهن، خادمات لهم ظاهراً
{حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ}
أي: لحقوقهم المخفية الباطنة عنهم، تابعات ممتثلات
{بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ}
لهن من رعاية أزواجهن وعدم الخيانة في حقوقهم.
{وَ}
النساء
{ٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}
عصيانهن وعدم خفظهن بحقوق الزواج من أمارات ظهرت منهن
{فَعِظُوهُنَّ}
أي: فعليكم أيها الأزواج أن تعظوهن رفقاً بما وعظ الله لهن من رعاية حقوق الله وحقوق الأزواج لعلهن يفطن ويتركن ما عليهن
{وَ}
إن لم يتركن
{ٱهْجُرُوهُنَّ}
اتركوهن
{فِي ٱلْمَضَاجِعِ}
وحدية فلا ترجعوا إليه، بل اعتزلوا عنهن لعلهن يتأثرن بها
{وَ}
إن لم يتأثرن بها أيضاً
{ٱضْرِبُوهُنَّ}
ضرباً مؤلماً غير متجاوز عن الحد
{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ}
بامتثال هذه التأديبات
{فَلاَ تَبْغُواْ}
لا تطلبوا
{عَلَيْهِنَّ}
لطلاقهن وإخراجهن
{سَبِيلاً}
استعلاء وترفعاً
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المصلح لأحوال عباده
{كَانَ عَلِيّاً}
في شأنه
{كَبِيراً} [النساء: 34]
في أحكامه، لا ينازع في حكمه، ولا يُسأل عن أمره.
{وَإِنْ}
تطاولت الخصومة والنزاع بينهما حتى
{خِفْتُمْ}
وظننتم أيها الحكام
{شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}
وآيستم عن المصالحة والوفاق
{فَٱبْعَثُواْ} أي:
فعليكم أيها الحكام أن تبعثوا
{حَكَماً}
مصلحاً ذا رأي
{مِّنْ أَهْلِهِ}
أي: من أقاربه
{وَحَكَماً}
مثل ذلك
{مِّنْ أَهْلِهَآ}
ليصيرا وكيلين عنهما يصلحا صلاحاً وطلاقاً وخلعاً وفداء، ثم
{إِن يُرِيدَآ}
أي: الحكمان
{إِصْلَٰحاً}
لأمرهما ورفعاً لنزاعهما
{يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَآ}
إن رضيا بمصالحتهما وإلا فليرفعا عقد النكاح بينهما على أي طريق كان
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المطلع لضمائر عباده
{كَانَ عَلِيماً}
بنزاعهما
{خَبِيراً} [النساء: 35]
بما يؤول إليه النزاع.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{وَ}
بعدما هذبتم ظواهركم أيها المؤمنون بهذه الأخلاق
{ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ}
الموحد في ذاته ووجوده، المستقل في أفعاله وآثاره المترتبة على أوصافه الذاتية
{وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً}
من مصنوعاته؛ أي: لا تثبتوا الوجود والأثر لغيره؛ إذ الأغيار مطلقاً معدومة في أنفسها مستهلكة في ذاته سبحانه
{وَ}
افعلوا
{بِٱلْوَٰلِدَيْنِ}
اللذين هما سبب ظهوركم عادة
{إِحْسَاناً}
قولاً وفعلاً
{وَ}
أيضاً
{بِذِي ٱلْقُرْبَىٰ}
المنتمين إليهما بواستطهما
{وَ}
أيضاً
{ٱلْيَتَٰمَىٰ}
الذين لا متعهد لهم من الرجال
{وَٱلْمَسَٰكِينِ}
الذين أسكنهم الفقر في زاوية الهوان
{وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ}
هم الذين لهم قرابة جوار بحيث يقع الملاقاة في كل يوم مرتين
{وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ}
هم الذين لهم بعد جوار، بحث لا يقع التلاقي إلا بعد يوم أو يومين أو ثلاثة.
{وَ}
عليكم رعاية
{ٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ}
أي: الذي معكم وفي جنبكم في السراء والضراء يصاحبكم ويعينكم
{وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ}
المتباعدين عن الأهل والوطن لمصالح دينية، مثل طلب العلم وصلة الرحم وحج البيت وغير ذلك
{وَ}
أيضاً من أهم المأمورات لكم رعاية
{مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ}
من العبيد والإماء والحيوانات المسنوبة إليكم، وعليكم ألاَّ تتكبروا على هؤلاء المستحقين حين الإحسان، ولا تتفوقوا عليهم بالامتنان
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المتعزز برداء العظمة والكبرياء
{لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً}
متكبراً يمشي على الناس خيلاء
{فَخُوراً} [النساء: 36]
بفضله وماله أو نسبه.
وهم:
{ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ}
من أموالهم التي استخلفهم الله عليها، معليين بأنا لم نجد فقيراً متديناً يستحق الصدقة
{وَ}
مع بخلهم في أنفسهم
{يَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ}
أيضاً
{بِٱلْبُخْلِ}
لئلا يلحق العار عليهم خاصة
{وَ}
مع ذلك
{يَكْتُمُونَ}
من الحكام والعملة
{مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ}
من الأموال؛ خوفاً من إخراج الزكاة والصدقات، ومن عظم جرم هؤلاء الخيلاء البخلاء أسند سبحانه انتقامهم إلى نفسه غير الأسلوب، فقال:
{وَأَعْتَدْنَا}
أي: هيأنا من غاية قهرنا وانتقامنا
{لِلْكَافِرِينَ}
لنعمنا كفراناً ناشئاً عن محض النفاق والشقاق
{عَذَاباً}
طرداً وحرماناً مؤلماً، وتخذيلاً وإذلالاً
{مُّهِيناً} [النساء: 37].
بعدما هذبتم ظواهركم أيها المؤمنون بهذه الأخلاق
{ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ}
الموحد في ذاته ووجوده، المستقل في أفعاله وآثاره المترتبة على أوصافه الذاتية
{وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً}
من مصنوعاته؛ أي: لا تثبتوا الوجود والأثر لغيره؛ إذ الأغيار مطلقاً معدومة في أنفسها مستهلكة في ذاته سبحانه
{وَ}
افعلوا
{بِٱلْوَٰلِدَيْنِ}
اللذين هما سبب ظهوركم عادة
{إِحْسَاناً}
قولاً وفعلاً
{وَ}
أيضاً
{بِذِي ٱلْقُرْبَىٰ}
المنتمين إليهما بواستطهما
{وَ}
أيضاً
{ٱلْيَتَٰمَىٰ}
الذين لا متعهد لهم من الرجال
{وَٱلْمَسَٰكِينِ}
الذين أسكنهم الفقر في زاوية الهوان
{وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ}
هم الذين لهم قرابة جوار بحيث يقع الملاقاة في كل يوم مرتين
{وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ}
هم الذين لهم بعد جوار، بحث لا يقع التلاقي إلا بعد يوم أو يومين أو ثلاثة.
{وَ}
عليكم رعاية
{ٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ}
أي: الذي معكم وفي جنبكم في السراء والضراء يصاحبكم ويعينكم
{وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ}
المتباعدين عن الأهل والوطن لمصالح دينية، مثل طلب العلم وصلة الرحم وحج البيت وغير ذلك
{وَ}
أيضاً من أهم المأمورات لكم رعاية
{مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ}
من العبيد والإماء والحيوانات المسنوبة إليكم، وعليكم ألاَّ تتكبروا على هؤلاء المستحقين حين الإحسان، ولا تتفوقوا عليهم بالامتنان
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المتعزز برداء العظمة والكبرياء
{لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً}
متكبراً يمشي على الناس خيلاء
{فَخُوراً} [النساء: 36]
بفضله وماله أو نسبه.
وهم:
{ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ}
من أموالهم التي استخلفهم الله عليها، معليين بأنا لم نجد فقيراً متديناً يستحق الصدقة
{وَ}
مع بخلهم في أنفسهم
{يَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ}
أيضاً
{بِٱلْبُخْلِ}
لئلا يلحق العار عليهم خاصة
{وَ}
مع ذلك
{يَكْتُمُونَ}
من الحكام والعملة
{مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ}
من الأموال؛ خوفاً من إخراج الزكاة والصدقات، ومن عظم جرم هؤلاء الخيلاء البخلاء أسند سبحانه انتقامهم إلى نفسه غير الأسلوب، فقال:
{وَأَعْتَدْنَا}
أي: هيأنا من غاية قهرنا وانتقامنا
{لِلْكَافِرِينَ}
لنعمنا كفراناً ناشئاً عن محض النفاق والشقاق
{عَذَاباً}
طرداً وحرماناً مؤلماً، وتخذيلاً وإذلالاً
{مُّهِيناً} [النساء: 37].
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 #تفسير_الجيلاني
{وَ}
منهم، بل أسوأ حالاً:
{ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}
لا لامتثال أمر الله وطلب رضاه بل
{رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ}
ليعتقدوا لهم ويكسبوا الجاه والرئاسة بسبب اعتقادهم
{وَ}
مع هذا الوهم المزخرف
{لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ}
الرحيم التواب الكريم الوهاب
{وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ}
المعد لجزاء العصاة الغواة حتى يتوب عليهم ويغفر زلتهم وهم من جنود الشيطان وقرنائه
{وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً}
يحمله على أمثال هذه الأباطيل الزائفة ويوقعه في المهاوي الهائلة
{فَسَآءَ}
الشيطان
{قِرِيناً} [النساء: 38]
🌺 أيها المتوجهون إلى الله، الراغبون عما سواه، فعليكم أن تجتنبوا عن غوائله.
ثم قال سبحانه توبيخاً لهم وتنبيهاً لغيرهم:
{وَمَاذَا}
يعرض
{عَلَيْهِمْ}
ويلحق لهم من المكروه
{لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ}
المتوحد في الألوهية، المتفمرد بالقيومية
{وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ}
المعد ليرى فيه كل جزاء ما عمل من خير وشر
{وَأَنْفَقُواْ}
ما أنفقوا
{مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ}
خالصاً لرضاه بلا شوب المن والأذى والسمعة والرياء
{وَكَانَ ٱللَّهُ}
المطلع
{بِهِم}
وبجميع أحوالهم
{عَلِيماً} [النساء: 39]
بضمائرهم، لا يعزب عن علمه شيء مما كان ويكون، وكيف يعزب عن علمه شيء من أحوالهم؟!
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المجازي لأعمالهم
{لاَ يَظْلِمُ}
عليهم ولا ينقص من أجورهم
{مِثْقَالَ}
مقدار أجر
{ذَرَّةٍ}
صغيرة قريبة من العدم جداً
{وَإِن تَكُ}
تلك الذرة
{حَسَنَةً}
صادرة عنهم مقارنة بالإخلاص
{يُضَٰعِفْهَا}
حسب فضله وطوله إلى سبعة بل إلى سبعين بل إلى ما شاء الله
{وَ}
مع تضعيفها
{يُؤْتِ}
للمخلصين
{مِن لَّدُنْهُ}
امتناناً عليهم وتفضيلاً
{أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 40]
هو الفوز بمقام الكشف والشهود.
🌺 آتنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
{فَكَيْفَ}
لا تفوزون أنتم أيها المحمديون ما تفوزون؟ إنا
{إِذَا جِئْنَا}
في يوم الجزاء
{مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}
نبي مرسل إليهم ومهد لهم إلينا بإذن منا بطريق مخصوص
{وَجِئْنَا بِكَ}
يا أكمل الرسل، الجامع لجميع المراتب والطرق من توحيد الصفات والأفعال
{عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ}
الأمناء الخلص
{شَهِيداً} [النساء: 41]
أرشدتهم إلينا بالدين الناسخ لجميع الأديان.
{وَ}
منهم، بل أسوأ حالاً:
{ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ}
لا لامتثال أمر الله وطلب رضاه بل
{رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ}
ليعتقدوا لهم ويكسبوا الجاه والرئاسة بسبب اعتقادهم
{وَ}
مع هذا الوهم المزخرف
{لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ}
الرحيم التواب الكريم الوهاب
{وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ}
المعد لجزاء العصاة الغواة حتى يتوب عليهم ويغفر زلتهم وهم من جنود الشيطان وقرنائه
{وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً}
يحمله على أمثال هذه الأباطيل الزائفة ويوقعه في المهاوي الهائلة
{فَسَآءَ}
الشيطان
{قِرِيناً} [النساء: 38]
🌺 أيها المتوجهون إلى الله، الراغبون عما سواه، فعليكم أن تجتنبوا عن غوائله.
ثم قال سبحانه توبيخاً لهم وتنبيهاً لغيرهم:
{وَمَاذَا}
يعرض
{عَلَيْهِمْ}
ويلحق لهم من المكروه
{لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ}
المتوحد في الألوهية، المتفمرد بالقيومية
{وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ}
المعد ليرى فيه كل جزاء ما عمل من خير وشر
{وَأَنْفَقُواْ}
ما أنفقوا
{مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ}
خالصاً لرضاه بلا شوب المن والأذى والسمعة والرياء
{وَكَانَ ٱللَّهُ}
المطلع
{بِهِم}
وبجميع أحوالهم
{عَلِيماً} [النساء: 39]
بضمائرهم، لا يعزب عن علمه شيء مما كان ويكون، وكيف يعزب عن علمه شيء من أحوالهم؟!
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المجازي لأعمالهم
{لاَ يَظْلِمُ}
عليهم ولا ينقص من أجورهم
{مِثْقَالَ}
مقدار أجر
{ذَرَّةٍ}
صغيرة قريبة من العدم جداً
{وَإِن تَكُ}
تلك الذرة
{حَسَنَةً}
صادرة عنهم مقارنة بالإخلاص
{يُضَٰعِفْهَا}
حسب فضله وطوله إلى سبعة بل إلى سبعين بل إلى ما شاء الله
{وَ}
مع تضعيفها
{يُؤْتِ}
للمخلصين
{مِن لَّدُنْهُ}
امتناناً عليهم وتفضيلاً
{أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 40]
هو الفوز بمقام الكشف والشهود.
🌺 آتنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
{فَكَيْفَ}
لا تفوزون أنتم أيها المحمديون ما تفوزون؟ إنا
{إِذَا جِئْنَا}
في يوم الجزاء
{مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}
نبي مرسل إليهم ومهد لهم إلينا بإذن منا بطريق مخصوص
{وَجِئْنَا بِكَ}
يا أكمل الرسل، الجامع لجميع المراتب والطرق من توحيد الصفات والأفعال
{عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ}
الأمناء الخلص
{شَهِيداً} [النساء: 41]
أرشدتهم إلينا بالدين الناسخ لجميع الأديان.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{يَوْمَئِذٍ}
أي: يوم إذ جئنا بك شهيداً على المؤمنين
{يَوَدُّ}
يحب ويتمنى
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ}
بالله
{وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ}
الأمي المبعوث إلى كافة الأنام بدين الإسلام أن
{لَوْ تُسَوَّىٰ}
تغطى
{بِهِمُ ٱلأَرْضُ}
في تلك الساعة، وصاروا نسياً منسياً لكان خيراً لهم من المذلة التي عرضت لهم في تلك الحالة
{وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً} [النساء: 42]
أي: لا يمكن كتمان حديث نفوسهم بهذا من الله في تلك الحالة، فكيف كتمان أعمالهم الصادرة عنهم؟!
🍄 ثم لما حضر بعض المؤمنين المسجد لأداء الصلاة سكارى حين إباحة الخمر، وغفلوا عن أداء بعض أركاناها وتعديلها، وغلطوا في القراءة وحفظ الترتيب، نبه سبحانه عليهم ونهاهم ألاَّ تبادروا إلى المساجد قبل أن تفيقوا، فقال منادياً ليقبلوا:
{يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ}
مقتضى إيمانكم حفظ الأدب، سيما عند التوجه نحو الحق فعليكم أن
{لاَ تَقْرَبُواْ}
ولا تتوجهوا
{ٱلصَّلَٰوةَ}
أي: لأداء الصلاة، هي عبارةعن التوجه نحو الذات الإلهية بجميع الأعضاء والجوارج، المقارن بالخضوع والخشوع، المنبئ عن الاعتراف بالعبودية والإذلال، المشعر عن المعجز والتقصير، فلا بد لأدائها من فراغ الهم وخلاء الخاطر عن أدناس الطبيعة مطلقاً
{وَ}
خصوصاً
{أَنْتُمْ}
في أدائها
{سُكَٰرَىٰ}
لا تعلمون ما تفعلون وما تقرأون بل اصبروا
{حَتَّىٰ}
تفيقوا
{تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ}
وما تفعلون في أدائها من محافظة الأركان والأبعاض والأركان والهيئات وغير ذلك.
{وَ}
عليكم أيضاً أن
{لاَ}
تقربوا الصلاة
{جُنُباً}
حالة كونكم مجنبين بأي طريق كان؛ إذ استفراغ المني إنما هو من استيلاء القوة الشهوية التي هي أقوى القوى الحيوانية وأبعدها عن مرتبة الإيمان والتوحيد، وحين استيلائها تسري خباثتها إلى جميع الأعضاء الحاملة للقوى الدراكة وتعطلها عن مقتضياتها بالمرة، فحينئذ تتحير الأمزجة وتضطرب لانحرافها عن اعتدال الفطرة الأصلية بعروض الخباثة السارية، فتكون الخباثة أيضاً كالسكر من مخللات العقل، فعليكم ألاَّ تقربوها معه
{إِلاَّ}
إذا كنتم
{عَابِرِي سَبِيلٍ}
أي: على متن سفر ليس لكم قدرة استعمال الماء؛ لفقده أو لوجود المانع، فعليكم أن تتيمووا وتصلوا جنباً
{حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ}
وتتمكنوا من استعماله.
{وَ}
كذا
{إِنْ كُنْتُمْ}
مقيمين
{مَّرْضَىٰ}
تخافون من شدة المرض في استعماله
{أَوْ}
راكبين
{عَلَىٰ}
متن
{سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ}
أي: من الخلاء محدثين
{أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ}
أي: جامعتم معهن أو لعبتم بهن بالملامسة والمساس
{فَلَمْ تَجِدُواْ}
في هذه الصورة
{مَآءً}
لإزالة ما عرض عليكم من الجنابة
{فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً}
أي: فعليكم أن تقصدوا عند عروض هذه الحالات بالتراب الطيب من صعيد الأرض بأن تضربوا أيديكم عليها، وبعدها ضربتم
{فَٱمْسَحُواْ}
باليدين المغبرتين
{بِوُجُوهِكُمْ}
مقدار ما يغسل
{وَأَيْدِيكُمْ}
أيضاً كذلك؛ جبراً لما فوتم من الغسل بالماء؛ إذ التراب من المطهرات خصوصاً من الصعيد المرتفع
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المصلح لأحوالكم
{كَانَ عَفُوّاً}
لكم مجاوزاً عن أمثاله
{غَفُوراً} [النساء: 43]
يستر عنكم ولا يؤاخذكم عليها إن كنتم مضطرين فيها، بل يجازيكم خيراً تفضلاً وامتناناً.
🌹 ثم قال سبحانه مستفهماً مخاطباً لمن يتأتى منه الرؤية عن حرمان بعض المعاندين عن هداية القرآن:
{أَلَمْ تَرَ}
أيها الرائي
{إِلَى}
قبح صنيع القوم
{ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً}
حظاً
{مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ}
الجامع لجميع الكتب، الهادي للكل لكونهم موجودين عند نزوله، سامعين الدعوة، فممن أنزل إليه صلى الله عليه وسلم كيف يحرمون أنفسهمم عن الهادية إلى حيث
{يَشْتَرُونَ}
يختارون لأنفسهم
{ٱلضَّلَٰلَةَ}
بدل هدايته
{وَ}
مع ذلك لا يقتصرون عليه بل
{يُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ}
ترتدوا ويظلموا عليكم أيها المؤمنون
{ٱلسَّبِيلَ} [النساء: 44]
الواضح الموصل إلى زلال الهداية بإلقاء الشبه الزائفة في قلوب ضعفائكم، وإظهار التكذيب وادعاء المخالفة بينك وبين الكتب المتقدمة.
أي: يوم إذ جئنا بك شهيداً على المؤمنين
{يَوَدُّ}
يحب ويتمنى
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ}
بالله
{وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ}
الأمي المبعوث إلى كافة الأنام بدين الإسلام أن
{لَوْ تُسَوَّىٰ}
تغطى
{بِهِمُ ٱلأَرْضُ}
في تلك الساعة، وصاروا نسياً منسياً لكان خيراً لهم من المذلة التي عرضت لهم في تلك الحالة
{وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً} [النساء: 42]
أي: لا يمكن كتمان حديث نفوسهم بهذا من الله في تلك الحالة، فكيف كتمان أعمالهم الصادرة عنهم؟!
🍄 ثم لما حضر بعض المؤمنين المسجد لأداء الصلاة سكارى حين إباحة الخمر، وغفلوا عن أداء بعض أركاناها وتعديلها، وغلطوا في القراءة وحفظ الترتيب، نبه سبحانه عليهم ونهاهم ألاَّ تبادروا إلى المساجد قبل أن تفيقوا، فقال منادياً ليقبلوا:
{يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ}
مقتضى إيمانكم حفظ الأدب، سيما عند التوجه نحو الحق فعليكم أن
{لاَ تَقْرَبُواْ}
ولا تتوجهوا
{ٱلصَّلَٰوةَ}
أي: لأداء الصلاة، هي عبارةعن التوجه نحو الذات الإلهية بجميع الأعضاء والجوارج، المقارن بالخضوع والخشوع، المنبئ عن الاعتراف بالعبودية والإذلال، المشعر عن المعجز والتقصير، فلا بد لأدائها من فراغ الهم وخلاء الخاطر عن أدناس الطبيعة مطلقاً
{وَ}
خصوصاً
{أَنْتُمْ}
في أدائها
{سُكَٰرَىٰ}
لا تعلمون ما تفعلون وما تقرأون بل اصبروا
{حَتَّىٰ}
تفيقوا
{تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ}
وما تفعلون في أدائها من محافظة الأركان والأبعاض والأركان والهيئات وغير ذلك.
{وَ}
عليكم أيضاً أن
{لاَ}
تقربوا الصلاة
{جُنُباً}
حالة كونكم مجنبين بأي طريق كان؛ إذ استفراغ المني إنما هو من استيلاء القوة الشهوية التي هي أقوى القوى الحيوانية وأبعدها عن مرتبة الإيمان والتوحيد، وحين استيلائها تسري خباثتها إلى جميع الأعضاء الحاملة للقوى الدراكة وتعطلها عن مقتضياتها بالمرة، فحينئذ تتحير الأمزجة وتضطرب لانحرافها عن اعتدال الفطرة الأصلية بعروض الخباثة السارية، فتكون الخباثة أيضاً كالسكر من مخللات العقل، فعليكم ألاَّ تقربوها معه
{إِلاَّ}
إذا كنتم
{عَابِرِي سَبِيلٍ}
أي: على متن سفر ليس لكم قدرة استعمال الماء؛ لفقده أو لوجود المانع، فعليكم أن تتيمووا وتصلوا جنباً
{حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ}
وتتمكنوا من استعماله.
{وَ}
كذا
{إِنْ كُنْتُمْ}
مقيمين
{مَّرْضَىٰ}
تخافون من شدة المرض في استعماله
{أَوْ}
راكبين
{عَلَىٰ}
متن
{سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ}
أي: من الخلاء محدثين
{أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ}
أي: جامعتم معهن أو لعبتم بهن بالملامسة والمساس
{فَلَمْ تَجِدُواْ}
في هذه الصورة
{مَآءً}
لإزالة ما عرض عليكم من الجنابة
{فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً}
أي: فعليكم أن تقصدوا عند عروض هذه الحالات بالتراب الطيب من صعيد الأرض بأن تضربوا أيديكم عليها، وبعدها ضربتم
{فَٱمْسَحُواْ}
باليدين المغبرتين
{بِوُجُوهِكُمْ}
مقدار ما يغسل
{وَأَيْدِيكُمْ}
أيضاً كذلك؛ جبراً لما فوتم من الغسل بالماء؛ إذ التراب من المطهرات خصوصاً من الصعيد المرتفع
{إِنَّ ٱللَّهَ}
المصلح لأحوالكم
{كَانَ عَفُوّاً}
لكم مجاوزاً عن أمثاله
{غَفُوراً} [النساء: 43]
يستر عنكم ولا يؤاخذكم عليها إن كنتم مضطرين فيها، بل يجازيكم خيراً تفضلاً وامتناناً.
🌹 ثم قال سبحانه مستفهماً مخاطباً لمن يتأتى منه الرؤية عن حرمان بعض المعاندين عن هداية القرآن:
{أَلَمْ تَرَ}
أيها الرائي
{إِلَى}
قبح صنيع القوم
{ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً}
حظاً
{مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ}
الجامع لجميع الكتب، الهادي للكل لكونهم موجودين عند نزوله، سامعين الدعوة، فممن أنزل إليه صلى الله عليه وسلم كيف يحرمون أنفسهمم عن الهادية إلى حيث
{يَشْتَرُونَ}
يختارون لأنفسهم
{ٱلضَّلَٰلَةَ}
بدل هدايته
{وَ}
مع ذلك لا يقتصرون عليه بل
{يُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ}
ترتدوا ويظلموا عليكم أيها المؤمنون
{ٱلسَّبِيلَ} [النساء: 44]
الواضح الموصل إلى زلال الهداية بإلقاء الشبه الزائفة في قلوب ضعفائكم، وإظهار التكذيب وادعاء المخالفة بينك وبين الكتب المتقدمة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM