قال ابن القيم في إعلام الموقعين ، وقال شيخنا - ابن تيمية :
( ...ومتى رأيت قياساً يخالفُ أثراً فلا بُدّ من ضعف أحدهما ، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفى كثيرٌ منه على أفاضل العلماء فضلاً عمن دونهم .
فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها ومعرفة المعاني التي عُلّقت بها الأحكام من أشرف العلوم ، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم ...)
( ...ومتى رأيت قياساً يخالفُ أثراً فلا بُدّ من ضعف أحدهما ، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفى كثيرٌ منه على أفاضل العلماء فضلاً عمن دونهم .
فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها ومعرفة المعاني التي عُلّقت بها الأحكام من أشرف العلوم ، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم ...)
وكذلك #الكعبة فانها بيت من حجارة بواد غير ذي زرع ليس عندها أحد يحفظها من عدو ولا عندها بساتين وأمور يرغب الناس فيها فليس عندها رغبة ولا رهبة ومع هذا فقد حفظها بالهيبة والعظمة فكل من يأتيها يأتيها خاضعا ذليلا متواضعا في غاية التواضع وجعل فيها من الرغبة أن يأتيها الناس من أقطار الارض محبة وشوقا من غير باعث دنيوي وهي على هذه الحال من ألوف من السنين وهذا مما لا يعرف في العالم لبُنيَّة غيرها
_ #والملوك يبنون القصور العظيمة فتبقى مدة ثم تهدم لا يرغب أحد في بنائها ولا يرهبون من خرابها وكذلك ما بني للعبادات قد تتغير حاله على طول الزمان وقد يستولي العدو عليه كما استولى على بيت المقدس .
والكعبة لها خاصة ليست لغيرها وهذا مما حير #الفلاسفة ونحوهم فانهم يظنون أن المؤثر في هذا العالم هو حركات الفلك وأن ما بني وبقي فقد بني بطالع سعيد فحاروا في طالع الكعبة اذ لم يجدوا في الاشكال الفلكية ما يوجب مثل هذه السعادة والفرح والعظمة والدوام والقهر والغلبة )
النبوات
_ #والملوك يبنون القصور العظيمة فتبقى مدة ثم تهدم لا يرغب أحد في بنائها ولا يرهبون من خرابها وكذلك ما بني للعبادات قد تتغير حاله على طول الزمان وقد يستولي العدو عليه كما استولى على بيت المقدس .
والكعبة لها خاصة ليست لغيرها وهذا مما حير #الفلاسفة ونحوهم فانهم يظنون أن المؤثر في هذا العالم هو حركات الفلك وأن ما بني وبقي فقد بني بطالع سعيد فحاروا في طالع الكعبة اذ لم يجدوا في الاشكال الفلكية ما يوجب مثل هذه السعادة والفرح والعظمة والدوام والقهر والغلبة )
النبوات
قوله تعالى ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
فنفس إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا في أول الامر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق دليل على أنه كان خارقا يعجز الثقلين عن معارضته وهذا لا يكون لغير الانبياء
ثم مع طول الزمان قد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم وليس في #الأمم من أظهر كتابا يقرأه الناس وقال انه مثله .
وهذا يعرفه كل أحد وما من كلام تكلم به الناس وان كان في أعلى طبقات الكلام لفظا ومعنى إلا وقد قال الناس نظيره وما يشبهه ويقاربه سواء كان شعرا أو خطابة أو كلاما في العلوم والحكمة والاستدلال والوعظ والرسائل وغير ذلك وما وجد من ذلك شيء إلا ووجد ما يشبهه ويقاربه
- والقرآن مما يعلم الناس عربهم وعجمهم أنه لم يوجد له نظير مع حرص العرب وغير العرب على معارضته فلفظه آية ونظمه آية وإخباره بالغيوب آية وأمره ونهيه آية ووعده ووعيده آية وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية واذا ترجم بغير العربي كانت معانيه آية كل ذلك لا يوجد له نظير في العالم )
النبوات
فنفس إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا في أول الامر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق دليل على أنه كان خارقا يعجز الثقلين عن معارضته وهذا لا يكون لغير الانبياء
ثم مع طول الزمان قد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم وليس في #الأمم من أظهر كتابا يقرأه الناس وقال انه مثله .
وهذا يعرفه كل أحد وما من كلام تكلم به الناس وان كان في أعلى طبقات الكلام لفظا ومعنى إلا وقد قال الناس نظيره وما يشبهه ويقاربه سواء كان شعرا أو خطابة أو كلاما في العلوم والحكمة والاستدلال والوعظ والرسائل وغير ذلك وما وجد من ذلك شيء إلا ووجد ما يشبهه ويقاربه
- والقرآن مما يعلم الناس عربهم وعجمهم أنه لم يوجد له نظير مع حرص العرب وغير العرب على معارضته فلفظه آية ونظمه آية وإخباره بالغيوب آية وأمره ونهيه آية ووعده ووعيده آية وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية واذا ترجم بغير العربي كانت معانيه آية كل ذلك لا يوجد له نظير في العالم )
النبوات
🕊2
( بل قد علمنا من سنته - تعالى - أنه لا يسوي في دلائل الصدق والكذب بين المحدث الصادق والكاذب ، والشاهد الصادق والكاذب ، وبين الذي يعامل الناس بالصدق والكذب ، وبين الذي يظهر الاسلام صادقا والذي يظهره نفاقا وكذبا
بل يميز هذا من هذا بالدلائل الكثيرة كما يميز بين العادل وبين الظالم وبين الأمين وبين الخائن فان هذا مقتضى سنته التي لا تتبدل وحكمته التي هو منزه عن نقيضها وعدله سبحانه بتسويته بين المتماثلات وتفريقه بين المختلفات ، فكيف يسوي بين أفضل الناس وأكملهم صدقا وبين أكذب الناس وشرهم كذبا فيما يعود الى فساد العالم في العقول والأديان والأبضاع والأموال والدنيا والآخرة )
النبوات
بل يميز هذا من هذا بالدلائل الكثيرة كما يميز بين العادل وبين الظالم وبين الأمين وبين الخائن فان هذا مقتضى سنته التي لا تتبدل وحكمته التي هو منزه عن نقيضها وعدله سبحانه بتسويته بين المتماثلات وتفريقه بين المختلفات ، فكيف يسوي بين أفضل الناس وأكملهم صدقا وبين أكذب الناس وشرهم كذبا فيما يعود الى فساد العالم في العقول والأديان والأبضاع والأموال والدنيا والآخرة )
النبوات
👍1
( وكلُّ مولودٍ يولدُ على الفطرة ، فإنه سبحانه فطر القلوبَ على أنه ليس في محبوباتها ومراداتها ما تطمئن إليه وتنتهي إليه إلا الله وحده ، وأنَّ كل ما أحبّه المحبوب من مطعومٍ وملبوسٍ ومنظورٍ ومسموعٍ وملموسٍ يجد من نفسه أن قلبه يطلب شيئاً سواه ويحب أمراً غيره يتألهه ويصمد إليه ويطمئن إليه …)
مجموع الفتاوى : 72/10
مجموع الفتاوى : 72/10
👍1💯1
سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الذي يزعم أنه يجتمع بالخضر ، إن كذّبَهُ إنسانٌ هل يأثم في ذلك أم لا ؟!
فأجاب :
الحمد لله . ليس في دعوى المدَّعي اجتماعه بالخضر فائدة في دين المسلمين ، سواءٌ كان صادقاً أو كاذباً ....
وإذا كان وجود الخضر وحياته لا يتعلق بدين المسلمين ، ولا يرجعون إليه في شيء من دينهم ، كان كثرة الكلام في وجوده من باب الضلالات والجهالات ، وتطرِيق الناس على الأكاذيب والأغاليط .....
وقد بعث الله محمداً ﷺ بدين بيّنه وبلّغه وهو محفوظ محروس لا يحتاج فيه المسلمون إلى أحد غير نبيهم .
وأمّتُهُ قد أكملَ الله لهم الدين ، وأتم عليهم النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً .
فأجاب :
الحمد لله . ليس في دعوى المدَّعي اجتماعه بالخضر فائدة في دين المسلمين ، سواءٌ كان صادقاً أو كاذباً ....
وإذا كان وجود الخضر وحياته لا يتعلق بدين المسلمين ، ولا يرجعون إليه في شيء من دينهم ، كان كثرة الكلام في وجوده من باب الضلالات والجهالات ، وتطرِيق الناس على الأكاذيب والأغاليط .....
وقد بعث الله محمداً ﷺ بدين بيّنه وبلّغه وهو محفوظ محروس لا يحتاج فيه المسلمون إلى أحد غير نبيهم .
وأمّتُهُ قد أكملَ الله لهم الدين ، وأتم عليهم النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً .
( واعلم أنه ما من عاقلٍ يقول مقالةً إلا ولا بدَّ أن تكونَ مشتملةً على شيء من الحق ، حتى يقبلها قلبه وتُقبَلَ عنه ، كما يُقبَلُ الدرهم الزائف بما فيه من الفضة ، واللبنُ المشوبُ بما فيه من المَحض ، وإلا فلو خَلَصَ الباطلُ وتمحّض لما خفيَ على من له أدنى مسكةٍ من عقل ، ومن هنا سُمّيت الأباطيل " شبهات " لمشابهتها الحق ببعض الصفات )
جامع الرسائل - لابن تيمية
121/9
جامع الرسائل - لابن تيمية
121/9
( فالعملُ الصالح - مثلَ صلاةٍ أقبلَ عليها بقلبه ووجهِهِ ، وأخلصَ فيها وراقَبَ وفَقِهَ ما بُنِيت عليه من الكلمات الطيبات والأعمال الصالحات - يُعقِبُه في عاجلِ الأمرِ نوراً في قلبهِ ، وانشراحاً في صدره وطمأنينة في نفسه ومزيداً في علمه وتثبيتاً في يقينه وقوة في عقله ، إلى غير ذلك من قوة بدنه وبهاء وجهه وانتهائه عن الفحشاء والمنكر ، وإلقاء المحبة له في قلوب الخلق ودفع البلاء عنه ، وغير ذلك مما يعلمه ولا يعلمه .
- ثم هذه الآثار التي حصلت له من النور والعلم واليقين وغير ذلك أسبابٌ مفضيةٌ إلى آثار أُخَر من جنسها وغير جنسها أرفعَ منها ، وهلمَّ جراً .
ولهذا قيل : ( إن من ثواب الحسنة الحسنةُ بعدها ، وإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ) .
- وكذلك العمل السيء - مثل الكذب مثلاً - يُعقِبُ صاحبه في الحال ظلمة في القلب وقسوةً وضيقاً في صدره ونفاقاً واضطراباً ونسيان علمٍ كان يعلمُه وانسداد باب علمٍ كان يطلبه ونقصاً في يقينه وعقله واسوداد وجهه وبغضه في قلوب الخلق واجتراءً على ذنب آخر من جنسه أو غير جنسه وهلمّ جراً ، إلا أن يتداركه الله بلطفه ..)
جامع المسائل - لابن تيمية - 106/9
- ثم هذه الآثار التي حصلت له من النور والعلم واليقين وغير ذلك أسبابٌ مفضيةٌ إلى آثار أُخَر من جنسها وغير جنسها أرفعَ منها ، وهلمَّ جراً .
ولهذا قيل : ( إن من ثواب الحسنة الحسنةُ بعدها ، وإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ) .
- وكذلك العمل السيء - مثل الكذب مثلاً - يُعقِبُ صاحبه في الحال ظلمة في القلب وقسوةً وضيقاً في صدره ونفاقاً واضطراباً ونسيان علمٍ كان يعلمُه وانسداد باب علمٍ كان يطلبه ونقصاً في يقينه وعقله واسوداد وجهه وبغضه في قلوب الخلق واجتراءً على ذنب آخر من جنسه أو غير جنسه وهلمّ جراً ، إلا أن يتداركه الله بلطفه ..)
جامع المسائل - لابن تيمية - 106/9
(...ومِنْ تمامِ نعمةِ اللهِ على عبادهِ المؤمنين أنْ يُنزلَ بهم الشدةَ والضُر ما يُلجِئُهم إلى توحيدهِ ، فيدعونه مخلصينَ لهُ الدين ويرجونه لا يرجونَ أحداً سواهُ وتتعلَّقُ قلوبهم بهِ لا بغيرهِ فيحصُل لهم مِنَ التوكلِ عليهِ والإنابةِ إليهِ وحلاوةِ الإيمانِ وذَوقِ طعمهِ والبراءةِ مِنَ الشركِ ما هو أعظمُ نِعمةً عليهم مِنْ زوالِ المرضِ والخوفِ أو الجدبِ أو حصولِ اليُسر وزوالِ العُسر في المعيشةِ ، فإنَّ ذلكَ لذاتٌ بدنيةٌ ونِعَمٌ دُنيويةٌ قد يَحصُلُ للكافرِ منها أعظَمَ مما يحصُل للمؤمنِ
وأما ما يحصُلُ لأهلِ التوحيدِ المخلصينَ للهِ الدينَ فأعظمُ مِنْ أن يُعبِّرَ عن كُنهِهِ مقالٌ أو يَستحضِرَ تفصيلهُ بالٌ ، ولكلِ مؤمنٍ مِنْ ذلكَ نصيبٌ بقدرِ إيمانهِ ...
وقالَ بعضُ الشيوخِ : ( إنهُ ليكونُ لي إلى اللهِ حاجةً فأدعوهُ فيفتحُ لي مِنْ لذيذِ معرفتِهِ وحلاوةِ مناجاتِهِ ما لا أحِبُّ مَعهُ أن يعجِّلَ قضاءِ حاجتي خشيةَ أن تنصرفَ نفسي عن ذلكَ ).
الفتاوى الكبرى
وأما ما يحصُلُ لأهلِ التوحيدِ المخلصينَ للهِ الدينَ فأعظمُ مِنْ أن يُعبِّرَ عن كُنهِهِ مقالٌ أو يَستحضِرَ تفصيلهُ بالٌ ، ولكلِ مؤمنٍ مِنْ ذلكَ نصيبٌ بقدرِ إيمانهِ ...
وقالَ بعضُ الشيوخِ : ( إنهُ ليكونُ لي إلى اللهِ حاجةً فأدعوهُ فيفتحُ لي مِنْ لذيذِ معرفتِهِ وحلاوةِ مناجاتِهِ ما لا أحِبُّ مَعهُ أن يعجِّلَ قضاءِ حاجتي خشيةَ أن تنصرفَ نفسي عن ذلكَ ).
الفتاوى الكبرى
👍2
( والنفس طبيعتها الحركة ، ولهذا قال بعضهم : " نفسك أن لم تشغلها شَغَلتْك " ، إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .
فالإنسان لا يعدلُ عن فعلٍ إلا لاشتغاله بفعلٍ آخر ، ولا يترك إرادةً يهواها إلا لإرادة أخرى ، إما إرادة محبوبٍ هو أحبُّ إليه من الأول ، فيتركه لأجلها ؛ لأن الضدين لا يجتمعان .
وإما لمكروهٍ يتحصل له من ذاك ، فتكون إرادته للسلامة من ذاك ولنجاته منه مانعاً من إرادة ذلك المكروه .
فإذا كان الله تعالى أحبَّ إلى العبد من كلِّ شيء ، وأخوفَ عنده من كل شيء ، كان ذلك باعثاً له على طاعته ، وزاجراً له عن معصيته )
جامع المسائل - لابن تيمية 176/9
فالإنسان لا يعدلُ عن فعلٍ إلا لاشتغاله بفعلٍ آخر ، ولا يترك إرادةً يهواها إلا لإرادة أخرى ، إما إرادة محبوبٍ هو أحبُّ إليه من الأول ، فيتركه لأجلها ؛ لأن الضدين لا يجتمعان .
وإما لمكروهٍ يتحصل له من ذاك ، فتكون إرادته للسلامة من ذاك ولنجاته منه مانعاً من إرادة ذلك المكروه .
فإذا كان الله تعالى أحبَّ إلى العبد من كلِّ شيء ، وأخوفَ عنده من كل شيء ، كان ذلك باعثاً له على طاعته ، وزاجراً له عن معصيته )
جامع المسائل - لابن تيمية 176/9
#مسألة : في رجلٍ من أهل الدين والصلاح ، يطلب ولاية ببلده ، مثل استيفاء أموالٍ سلطانية ، وفيها مكوسٌ ونحو ذلك ، وفيها خراج ، وإذا تولّى خفف الظلمَ وعَدَل ، وإذا تولى غيرُه زاد .
فهل تجوز له الولاية أو لا ؟ وإذا قبض مالاً على هذه الصفة هل يضمنه لأربابه ؟
#الجواب :
بل إذا تولى مثلُ هذا الرجل وأقام العدلَ بحسب اجتهاده ودَفَعَ الظلم بحسب اجتهاده ، أثابه الله على ما فعله من العدل ولم يطالبه بما يعجز عنه .
والوظائف السلطانية التي لا يمكنه رفعها عن الناس ، إذا اجتهد في أن يعدل فيها بين الناس وفي أن يخفف عنهم بحسب الإمكان ، أُثيب على الاجتهاد في العدل فيها وفي تخفيفها ، ولم يؤاخذ بما يعجز عنه .
وإذا قبض تلك الأموال من تولّيه وحملها لم يكن عليه إثم في ذلك ولا ضمان .
وكذلك لو احتاج إلى أن يكون هو القابض الدافع لها ، بمنزلة وكيل المظلومين الذين يقبض منهم ما يُطالَبون به من المظالم ويدفعها إلى القاهر الظالم ، فإنه لا إثم عليه في ذلك ولا ضمان
بل إذا أعان المظلوم كان محسناً في إعانته له .
وهكذا ناظر الوقف وولي اليتيم والعامل في المضاربة ؛ إذا دفعوا إلى الظَّلَمَة الكُلَف التي يطالبون بها على العقار والمتاجر وغير ذلك ، لم يكن عليهم في ذلك إثم ولا ضمان .
#بل من كان قادراً على تخفيف الظلم لا على رفعه كله ، وجب عليه أن يحققه وهو آثم بما يتركه من الواجب عليه .
فإذا قدر على بعض العدل لم يجز ترك ذلك الواجب لعجزه عن تمامه ، فإن الله يقول : " فاتقوا الله ما استطعتم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "
فلا يُترك المقدور عليه من العدل للعجز عن غيره ، والله أعلم )
جامع المسائل -341/9
فهل تجوز له الولاية أو لا ؟ وإذا قبض مالاً على هذه الصفة هل يضمنه لأربابه ؟
#الجواب :
بل إذا تولى مثلُ هذا الرجل وأقام العدلَ بحسب اجتهاده ودَفَعَ الظلم بحسب اجتهاده ، أثابه الله على ما فعله من العدل ولم يطالبه بما يعجز عنه .
والوظائف السلطانية التي لا يمكنه رفعها عن الناس ، إذا اجتهد في أن يعدل فيها بين الناس وفي أن يخفف عنهم بحسب الإمكان ، أُثيب على الاجتهاد في العدل فيها وفي تخفيفها ، ولم يؤاخذ بما يعجز عنه .
وإذا قبض تلك الأموال من تولّيه وحملها لم يكن عليه إثم في ذلك ولا ضمان .
وكذلك لو احتاج إلى أن يكون هو القابض الدافع لها ، بمنزلة وكيل المظلومين الذين يقبض منهم ما يُطالَبون به من المظالم ويدفعها إلى القاهر الظالم ، فإنه لا إثم عليه في ذلك ولا ضمان
بل إذا أعان المظلوم كان محسناً في إعانته له .
وهكذا ناظر الوقف وولي اليتيم والعامل في المضاربة ؛ إذا دفعوا إلى الظَّلَمَة الكُلَف التي يطالبون بها على العقار والمتاجر وغير ذلك ، لم يكن عليهم في ذلك إثم ولا ضمان .
#بل من كان قادراً على تخفيف الظلم لا على رفعه كله ، وجب عليه أن يحققه وهو آثم بما يتركه من الواجب عليه .
فإذا قدر على بعض العدل لم يجز ترك ذلك الواجب لعجزه عن تمامه ، فإن الله يقول : " فاتقوا الله ما استطعتم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "
فلا يُترك المقدور عليه من العدل للعجز عن غيره ، والله أعلم )
جامع المسائل -341/9
( من كان قادراً على تخفيف الظلم لا على رفعه كلِّه ، وَجب عليه أن يحققه ، وهو آثم بما يتركه من الواجب عليه .
فإذا قدر على بعض العدل لم يَجُز ترك ذلك الواجب لعجزه عن تمامه ، فإن الله يقول : " فاتقوا الله ما استطعتم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " ، فلا يُترَكُ المقدورُ عليه من العدل للعجز عن غيره ).
جامع المسائل -
242/9
فإذا قدر على بعض العدل لم يَجُز ترك ذلك الواجب لعجزه عن تمامه ، فإن الله يقول : " فاتقوا الله ما استطعتم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " ، فلا يُترَكُ المقدورُ عليه من العدل للعجز عن غيره ).
جامع المسائل -
242/9
( وليس للعبد حالٌ إلا وهو مأمور فيها بفعل المأمور ، وترك المحظور ، والصبر على المقدور .
وهذه الثلاثة #فرضٌ على كل أحد ، محتاجٌ إليها في كل وقت ، ولا يكون العبد من المؤمنين المتقين إلا بها ، والناسُ يتفاضلون في هذا بحسب تفاضلهم فيها ، وبها يصير العبد من أولياء الله المتقين ، وجنده المفلحين ، وحزبه الغالبين )
جامع المسائل
413/9
وهذه الثلاثة #فرضٌ على كل أحد ، محتاجٌ إليها في كل وقت ، ولا يكون العبد من المؤمنين المتقين إلا بها ، والناسُ يتفاضلون في هذا بحسب تفاضلهم فيها ، وبها يصير العبد من أولياء الله المتقين ، وجنده المفلحين ، وحزبه الغالبين )
جامع المسائل
413/9
( ولو كان الرجلُ من أفجر الناس فإنه لا بدّ أن يخفف الله عذابه بمصائبه ، ولو قُدِّرَ كافراً .
فإذا كان الكافران سواءً في الكفر ، وابتُلي أحدهما في الدنيا بمصائب ، كان عقابه في الآخرة دون عقوبة الذي لم يُعاقَب في الدنيا !
مثلَ فرعون ، فإنه من أشدّ الناس عذاباً في الآخرة ، إذ كان لم يُبتَلَ في الدنيا .
فالمصائب رحمةٌ ونعمة في حق عموم الخلق ، اللهم إلا أن يدخل صاحبُها بسببها في معاصي أعظم مما كان قبل ذلك فتكون شراً عليه من جهة ما أصابه في دينه .
فإن من الناس من إذا ابتُلي بفقرٍ أو مرض أو جوع حصل له من الجزع والسخط والنفاق ومرض القلب أو الكفر الظاهر أو ترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له ضرراً في دينه بحسب ذلك ، فهذا كانت العافية خيراً له من جهة ما أورثته المصيبة لا من جهة نفس المصيبة ، كما أن من أوجبت له المصيبة صبراً وطاعة كانت في حقه نعمةً دينية ).
جامع المسائل
405/9
فإذا كان الكافران سواءً في الكفر ، وابتُلي أحدهما في الدنيا بمصائب ، كان عقابه في الآخرة دون عقوبة الذي لم يُعاقَب في الدنيا !
مثلَ فرعون ، فإنه من أشدّ الناس عذاباً في الآخرة ، إذ كان لم يُبتَلَ في الدنيا .
فالمصائب رحمةٌ ونعمة في حق عموم الخلق ، اللهم إلا أن يدخل صاحبُها بسببها في معاصي أعظم مما كان قبل ذلك فتكون شراً عليه من جهة ما أصابه في دينه .
فإن من الناس من إذا ابتُلي بفقرٍ أو مرض أو جوع حصل له من الجزع والسخط والنفاق ومرض القلب أو الكفر الظاهر أو ترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له ضرراً في دينه بحسب ذلك ، فهذا كانت العافية خيراً له من جهة ما أورثته المصيبة لا من جهة نفس المصيبة ، كما أن من أوجبت له المصيبة صبراً وطاعة كانت في حقه نعمةً دينية ).
جامع المسائل
405/9
❤1
( وأما الحزن فلم يأمر اللهُ به ولا رسولُه ، بل نُهي عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين كقوله تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ….وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه ، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به …)
مجموع فتاوى ابن تيمية : 16/10
مجموع فتاوى ابن تيمية : 16/10
👍1
( الزهد المشروع هو ترك الرغبة فيما لا ينفع في الدار الآخرة ، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله …. فأما ما ينفع في الدار الآخرة بنفسه أو يعين على ما ينفع في الدار الآخرة ، فالزهد فيه ليس من الدين )
مجموع فتاوى ابن تيمية: 21/10
مجموع فتاوى ابن تيمية: 21/10
👍2
( وكل ما يُستعان به على الطاعة فهو طاعة ، وإن كان من جنس المباح )
مجموع فتاوى ابن تيمية: 31/10
مجموع فتاوى ابن تيمية: 31/10
👍1
( والقلب إنما خُلق لأجل حب الله تعالى ، وهذه الفطرة التي فطر اللهُ عليها عباده ….
وما يُبتلى بالعشق أحدٌ إلا لنقص توحيده وإيمانه ، وإلا فالقلب المنيب إلى الله الخائفُ منه فيه صارِفانِ يصرفانِه عن #العشق :
-أحدهما : إنابته إلى الله ومحبته له ، فإن ذلك ألذ وأطيب من كل شيء ، فلا تبقى مع محبة الله محبةُ مخلوق تزاحمه .
- والثاني : خوفه من الله ، فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه ، وكلُّ من أحبَّ شيئاً بعشق أو غير عشق فإنه يُصرَف عن محبته بمحبة ما هو أحب إليه منه إذا كان يزاحمه
وينصرف عن محبته بخوف حصول ضرر يكون أبغضَ إليه من ترك ذاك الحب .
فإذا كان الله أحبَّ إلى العبد من كل شيء ، وأخوفَ عنده من كل شي لم يحصل معه عشق ولا مزاحمة إلا عند غفلة أو عند ضعف هذا الحب والخوف )
مجموع فتاوى ابن تيمية : 135/10
وما يُبتلى بالعشق أحدٌ إلا لنقص توحيده وإيمانه ، وإلا فالقلب المنيب إلى الله الخائفُ منه فيه صارِفانِ يصرفانِه عن #العشق :
-أحدهما : إنابته إلى الله ومحبته له ، فإن ذلك ألذ وأطيب من كل شيء ، فلا تبقى مع محبة الله محبةُ مخلوق تزاحمه .
- والثاني : خوفه من الله ، فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه ، وكلُّ من أحبَّ شيئاً بعشق أو غير عشق فإنه يُصرَف عن محبته بمحبة ما هو أحب إليه منه إذا كان يزاحمه
وينصرف عن محبته بخوف حصول ضرر يكون أبغضَ إليه من ترك ذاك الحب .
فإذا كان الله أحبَّ إلى العبد من كل شيء ، وأخوفَ عنده من كل شي لم يحصل معه عشق ولا مزاحمة إلا عند غفلة أو عند ضعف هذا الحب والخوف )
مجموع فتاوى ابن تيمية : 135/10
فكان الحسن والحسين قد سبق لهما من الله تعالى ما سبق من المنزلة العالية، ولم يكن قد حصل لهما من البَلاء ما حَصَل لسلفِهما الطَّيب، فإنَّهما وُلدا في عزِّ الإسلام، وتربَّيا في عزٍّ وكرامة، والمسلمون يعظِّمونهما ويكرمونهما، ومات النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يستكملا سنَّ التَّمييز… كانت نعمة الله عليهما أن ابتلاهما بما يُلحقهما بأهل بيتِهما كما ابتلى من كان أفضلَ منهما، فإنَّ عليَّ بن أبي طالب أفضلُ منهما وقد قُتل شهيدًا”
https://www.tgoop.com/Taimyah
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Telegram
ابن تيمية
تراث شيخ الإسلام احمد ابن تيمية 728 هـ
القناة البديلة
القناة البديلة
😢3
لكن إطلاق القول بأنَّه يكفِّر لا يوجب أن يكفِّر الكبائر بلا توبة، فإنَّه ﷺ قال: «الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفَّارةٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنِبتِ الكبائر»
ومعلومٌ أنَّ الصلاةَ هي أفضل من الصيام، وصيام رمضان أعظَم من صيام يوم عرفة، ولا يكفِّر السيئاتِ إلا باجتنابِ الكبائر كما قيَّده النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يُظَنّ أنَّ صومَ يومٍ أو يومين تطوّعًا يكفِّر الزنا والسرقة وشربَ الخمر والميسر والسحر ونحوه؟! فهذا لا يكون. وتكفير الطَّهارة والصَّلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصَّغائر فقط، وكذا الحج؛ لأنَّ الصلاة ورمضان أعظم منه”
📚 المستدرك على مجموع الفتاوى (3/ 126).
https://www.tgoop.com/Taimyah
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Telegram
ابن تيمية
تراث شيخ الإسلام احمد ابن تيمية 728 هـ
القناة البديلة
القناة البديلة
❤1