مرات قليلة تلك التي أزعجتني فيها دَرجة على ورق، لطالما أراحني التعب، وأيقظ همتي السعي، واطمئننتُ بعد تمامِ المحاولات، أنا لا يُتعبني بذل الجهد بقدر ما يفعل ذلك اعتياد الراحة، ولا يُزعجني الأرَق بقدر كثرةِ النوم، ما يُخيفني حقًا ألَّا أُدرك مهمتي، أن أجري خلفَ النتائج وأنسى ما سأُسأل عنه، أن أقف مكتوف الأيدي دون أدنى محاولة، أن أفقد قدرتي على المُكابدة، وحُبي للمُغامرة، وتقبُّلي لمشقَّة الطريق، أن ينال الفراغ مني، هذا ما أخشاه.

أعاننا اللّهُ على السعي والمحاولة يا أصحاب، وعرَّفنا مسؤلياتنا، ومَنحنا أُجورنا، ثمَّ رزقنا بفضلهِ وكرمهِ ما نبتغي ونأمَل.

شهرُ رمضان فرصةٌ كبيرة لِترك الذنب الذي طال بقاؤه معك، وقد حيرك كثيرًا وأتعب تفكيرك مرارًا، وكلما حاولت الابتعاد عنه عدت إليه، وكل منَّا يعلم ذنبه.
إنَّه بداية جميلة لأيِّ طاعةٍ ترجو أن تؤديها، لكنك تؤجلها مرارًا.

لعلَّك تخرج منه بِطاعاتٍ طالما جاهدت نفسك في فعلها، ومجاهدة معاصٍ تصعبُ عليكَ طالما جاهدت نفسك في تركها.

جاهد، وسدد، وقارب، وأبشر، وعاهد ربَّكَ بِأنَّك لن تعود إلى هذا الذنب مرة أخرى، وابدأ الطاعة وكلُّكَ يقينٌ بالله أن تثبت عليها طوال حياتِكَ.

ويا مَن عدا، ثمَّ اعتدى، ثمَّ اقترف، ثمَّ استحى، ثمَّ اعترف؛ أبشِر بِـ:
﴿إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ﴾.

حاوَلتُ، ولا زلتُ اُحاوِل، وسَأبقى كذلك..

لأنَّ الأحلامَ ما جاءَت يَومًا على طَبَقٍ من راحة!
كلُّ الَّذي بينَ يدَيَّ الآن، ولَو لم يَكُن على قَدْرِ مُحاولاتي، إلَّا أنَّهُ قَدَرِي.

كنتُ قد قدَّمتُ لَهُ صَخَبَ نَهاري، وأرقَ لَياليّ
قدَّمتُ لَهُ صحَّةَ بدَني، وشَتاتَ عقلي، وسَلامةَ قَلبي، ذُبولَ عَينيّ، ولَيلًا تَحتَهُما.

أسألُ اللّهَ أن يحفظَ عليَّ هذه المُحاوَلات، وأن تكونَ علامةً مميَّزةً في صَدري، وأن أبلُغَ بِها ما أرومُ وأبتغي.

اللهم لا تدع في قناتنا عازبًا إلا زوجته! ⁦♡

يتعافى المؤمنُ القويُّ بالسَّعي، لا بالوصول، يتعافى بِإدراكه لِأجر المحاولة، لا بِالمحاولة ذاتها، يتعافى مع كلِّ عثرةٍ في الطريق، مدركًا أنَّها رصيده في خزينةِ آخرتِه، يتعافى بِصبرِه على المشقَّات، وبِجلادتهِ رغم لينهِ، وبِاحتماله ما لا يقوى عليه، ودموعه التي أسالتها الظروف!

يتعافى المؤمنُ -أخيرًا- بعد كلِّ ما بذله -ولو لم يَصِل-؛ لأنَّ سعيَه أنقى، وعطاءَه أسخى، وهدفَه أعلى، ولأنَّ سكينةَ حسنِ نيَّته تُلازِمُه، وطُمأنينةَ صفاءِ قلبِه تُؤنسُه، وهدوءَ جِدِّه يُصاحبُه.. المؤمنُ لا يتوقَّف، بل يستريحُ ليُواصِل المعركة.

• دار لِتحفيظ القرآن تنظّم مسابقاتٍ رمضانية، وتسعى لِتقديم هذا العدد مِن المصاحف كَجوائز لِلفائزين، تكلفة هبة المصحف الواحد 150 جُنيهًا، ويمكن المساهمة بِأي عددٍ أو مبلغ بسيط حسب القدرة.

• لِمَن يرغب في المساهمة، يُرجى التواصل عبر البوت.

@Taqat_bialmujab_bot

ابنتُكَ في عينِكَ مجردُ طفلةٍ،
لكنَّها في أعينِ غيرِكَ أنثى، فاحذرُوا التساهلَ في ملابسِ البناتِ مهما كانتْ أعمارُهنَّ! وعوِّدُوهنَّ على السِترِ والحِشمةِ، فإنَّ الطفلَ يعتادُ ما تعوِّدُهُ عليه.

تَذَكَّرْ وَأَنْتَ تَضَعُ رَأْسَكَ عَلَى الكُتُبِ؛ أَنَّ السَّعْيَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ.
هَذِهِ الصَّفَحَاتُ الَّتِي تَقْرَؤُهَا، وَهَذِهِ السَّاعَاتُ الَّتِي تَقْضِيهَا فِي الدِّرَاسَةِ، لَيْسَتْ مُجَرَّدَ جُهْدٍ دُنْيَوِيٍّ، بَلْ هِيَ طَرِيقُكَ لِلْخَيْرِ، لِنَفْعِ نَفْسِكَ وَأَهْلِكَ وَأُمَّتِكَ.

تَعَبُكَ الْيَوْمَ لَنْ يَضِيعَ، فَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ." هَذِهِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَاتٍ، بَلْ وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ أَنَّ كُلَّ لَحْظَةِ جُهْدٍ، كُلَّ تَعَبٍ، كُلَّ دَمْعَةِ مَلَلٍ أَوْ إِرْهَاقٍ؛ لَهَا جَزَاءٌ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ تَرَاهَا فِي الدُّنْيَا.

ثُمَّ انْظُرْ إِلَى وَالِدَيْك، كَمْ مَرَّةً دَعَا قَلْبُهُمَا لَكَ فِي الْخَفَاءِ؟ كَمْ مَرَّةً عَمِلَا لِيُهَيِّئَا لَكَ طَرِيقَ التَّعَلُّمِ؟ تَعَبُكَ هَذَا جُزْءٌ مِنْ بَرِّهِمَا، مِنْ شُكْرِهِمَا بِالْفِعْلِ قَبْلَ الْقَوْلِ؛ فَامْضِ، لَا لِأَجْلِ وَرَقَةِ شَهَادَةٍ فَقَطْ، بَلْ لِأَجْلِ عِلْمٍ يَنْفَعُ، وَأَجْرٍ يَبْقَى، وَدَعَوَاتٍ تُرْفَعُ لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

أكثرُ ما أُحبُّ في رمضان أنّه يُعيدُ تشكيلَ قلبي، فالذي شُوِّهَ بثَرثرةِ الدنيا يعودُ صافيًا بآيةٍ تُتلى في السَّحَر...

حَتَّى عينايَ تعودانِ بريئتينِ كأوَّلِ مرَّةٍ خرجتُ فيها إلى فِتَنِ الدُّنيا، أخافُ عليهما أن تعتادا النَّظرةَ المُحرَّمة، وتألفاها...

آلامي أيضًا -كُلُّ آلامي- يشفيها قُرآنُ القيامِ، أُحبُّ رمضانَ ونفحاتهِ، أشعر وكأنَّها علاجٌ لأمورٍ لا أقدرُ على حملها، ولا أستطيعُ الفرارَ منها...

أنتظرُ قيامَ كُلِّ ليلةٍ،
وكلَّ صلاةٍ،
وكلَّ دعاءٍ في الوتر؛
علَّه يجبرُني في واحدةٍ منها،
أو يُرمِّمني، ويعفوَ عني، ويغفرَ لي...

عسى اللهُ أن يكتبَني في إحدى ليالي رمضان من العُتقاءِ من النَّار.. آمين يا ربّ.

نُحاولُ -يا ربّ- جاهدينَ ألَّا نُضيِّعَ رمضانَ هذا، آملينَ في المَعونةِ منك ألَّا تكلَنا إلى أنفسِنا، وأن ترزقَنا الإخلاصَ والقبولَ في كلِّ أعمالِنا.. نُحاولُ، يا ربّ وعليكَ قصدُ السبيل.

- شهد مُنصف موسىٰ.

صلاةُ التراويح مع الزوجة متعة لا يعرفها الآخرون.

- ملحوظة: أنا من الآخرين!

عزيزي إمام التراويح!

عندما تدعو اللّٰه في صلاتكَ: "ولا مريضًا إلا شفيته، ولا دَينًا إلا قَضَيتَه"، فأكمل دعاءك بقول: "ولا عازبًا إلا زَوَّجتَه".

فإنَّ من يُصلي خلفكَ أكثرهم عُزَّابٌ أَرَّقَهم موضوع الزواج؛ فاصحبهم معكَ في دعائك.

جزاكم اللّٰهُ خيرًا.

صدقةٌ جاريةٌ عن روح الطبيبة إيمان دياب، الدفعة 40 طب المنوفية.

سبب الوفاة: صعوبة امتحان الأنف والأذن والحنجرة؛ حيث أدى التوتر إلى إصابتها بنزيفٍ في المخ استمر لأكثر من شهر، قبل أن تفارق الحياة -رحمها الله-.

نطالب بمحاسبة المسؤول المتورط في الممارسات غير المهنية والتجاوزات الأكاديمية، التي تسببت في إيذاء الطلاب نفسيًا أو صحيًا.. واضع الامتحان: أحمد رجب، أستاذ ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة.

نطالب بالعدالة، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة.

إذاعة القرآن الكريم (هـنـا) ستكون صدقة جارية عنها طوال الشهر الكريم بإذن الله.

عزيزي الطَّالب، أوصيكَ ألَّا تحمل كلَّ شيءٍ على عاتق أعصابك، أن تهدأ وتتريَّث وتتعلَّم الصَّبر لله، وخُذ بالأسباب دون أنْ تجهِد نفسك بكثرة التَّفكير؛ فالتَّسليم لله سبيلٌ لحفظ حياتك وصحَّتك النَّفسيَّة.

كُن لله أوَّلًا ثمَّ من أجل أهلك الذين ينتظرونك، لا سيما الأخوات؛ فلا تجعلنَ التَّوتُّر ومشاعره يغلبكنَّ.

والله وليُّ التَّوفيق.

ومن أخبرك أنَّ الطَّريق سهلٌ مُمهَّدٌ؟
من أخبرك أنَّك ستلقى كلَّ ما تريد وتحبُّ؟ بسعيٍ أو بدونه، إن كان؛ فهي الجنَّة وماشقينا إذًا!

رسول الله قبلك في هذا الطَّريق أُوذيَ ونزف دمُه الشَّريف -بأبي هو وأمِّي-، وهكذا هو الطَّريق مليءٌ بالصُّعوبات والعثرات والمحاولات، والصَّبر صديقٌ للسَّائر فيه نِعم الصَّديق!

فإن كنتَ عند كلِّ صعوبةٍ تلقاها تُفكِّر في التَّخلِّي وتسأل لماذا، فأنت تكلِّف الأيَّام ونفسك ونفسيَّتك فوق طباعها، بل اِجعل من كلِّ عثرةٍ بدايةً للنَّهضة بعدها، وإنْ تتالتْ العثرات فربُّك يراك تتطلَّب رضاه وتُصرُّ على طريقه إلَّا ويحفُّك بمعونةٍ وفتحٍ لا يعلمها إلَّا هو.


هيا، اِنهض يا أخي! لا بأس عليك فيما مضى... فلنُحسِن فيما بقيَ.

تلاوةٌ عطِرةٌ من زمِيلنا د. أحمد عاشُور، من طِبِّ الأزهر بالقاهِرة. 📖

بمناسبةِ صدورِ جدولِ امتحاناتِ الثَّانويَّةِ؛ أذكِّرُ نَفسِي وإيّاكُم أنّه: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
-أحدِّثُكم وإن لم أكُن أهلًا لِلحَديث-،

طوال رحلةِ الثَّانويَّةِ كان أبي يُذَكِّرني أنَّه: "ما شاء الله كان وما لم يشأ لَم يَكُن".
كما كان يُرَدِّدُ على مَسمَعي كَثيرًا: "السِّرُّ في الرِّضا، وأنَّ الفرحة ليست بالنَّتيجة وإنَّما بالرِّضا بقضاء اللهِ وقَدَرِه".
سنةٌ عَصِيبة، لَكِنَّها واللهِ تَمُرّ ونمضي في الحياةِ بَعدها، نُدرِك ألطافَ اللهِ الخَفِيّةِ وإن كان ظاهِرُ الأمرِ حِرمان.

أذكِّركم أنَّه عامٌ لدخول الجامعة، لا لدخول الجنَّة! وأنَّها ما كانت بالقِمَّة والقاع، قد يكون الواحد مِنَّا في كُلِّيَّة قِمَّة -كما يدّعون- وعَقلُه لا يَزِن مِن أمورِ الدّينِ والدُّنيا ثقلَ ريشةٍ، واللهِ ما جِئنا إلّا لِنَعبُدَ اللهَ بِكُلِّ الوسائلِ المُمكِنةِ، وما وُضِعْتَ في مكانٍ إلّا وقد أخلفَكَ فيه؛ لأنّه الله، لأنّه اللهُ الّذي يعلمُ عنكَ ما لا تعلمُهُ عن نفسِكَ ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾

جُلُّ ما يرجوه المرءُ في جميعِ أمورِه أن يسعى سعيًا يُرضِي ربَّه، أن يُعطِيَه اللهُ مِن القوَّةِ ما يُكمِل بهِ لآخر نفسٍ يتنفّسُه، وأن يرزقَه العزيمةَ على الرُّشدِ والثَّباتَ على الأمرِ.

اللّهُمَّ نسألُكَ التَّوفيقَ والسَّدادَ، والعزمَ والرَّشاد، وآتنا أرزاقَنا كما تُحبُّ ونُحبُّ.

#ثانوية.

تظنُّ أنَّ كلَّ الأبواب موصدةٌ، وتحسب أنَّه لا مخرج من تلك الحلقة التي تضيق، وتغدو سجين الحزن وتستيئِس.

ماذا سيخرجك من الجُبِّ إلَّا اليقين، وهل استنفذت كلَّ طرق السَّعي؟ فإنْ كنت قد فعلت؛ فأين الصَّبر الجميل الذي يريك البعيد قريبًا؟

يقولون لو أردت شيئًا بصدقٍ فكلُّ قوى العالم ستعينك على تحقيقه، ونحن نقول: «لا حول ولا قوة إلَّا بالله، ونجتهد، ونتوكَّل.. والله غالب على أمره».

السلام على قلبك،

أكتب إليك اليوم لأخبرك أن إيمانك بحلمك، وثقتك بمن غرس حبه في قلبك، كفيلان بأن يبلغا بك مبتغاك، ويحققا ما احتضنته بين ثنايا دعائك.

لم أكن يومًا ظاهرة بين الناس، بل كنتُ الركن الأضعف، والمثال الذي يُضرب للفشل والإهمال بين قصص نجاح زميلاتي، لكنني اليوم أخطّ إليك هذه الكلمات، وأنا طالبة في التخصص الذي لطالما دعوت به، وامتلأ به قلبي شغفًا.

فتيقّن أن سهمك لن يُخطئ، ما دمت تثق بربك وتسعى كما أُمِرت.

المواقع الإباحيَّة تورِث الهمَّ والغمَّ وعدم التَّوفيق والتيسير في أمورك؛ فاِجتنبها تفلح في الدَّارين ويوفِّقك الله في الحياة.

اللَّه يُزَوِّجُكم، ويَمُنُّ عليكم بِالحُبِّ والأُنْسِ، والبُيُوتِ الدَّافِئَةِ المَلِيئَةِ بِالذِّكْرِ والخَيْرِ...

ويَهَبُكم الذُّرِّيَّةَ الصَّالِحَةَ المُصْلِحَةَ في عَفْوٍ وعَافِيَةٍ، ويُدْخِلُكم الجَنَّةَ، ونَحْنُ وإِيَّاكُم في ذلكَ كُلِّهِ. "))