U_WAS Telegram 113
في عيد ميلادي الأول معه، أهداني أسمر كِتاب
كنتُ أقرأ كل يوم صفحة واحدة
رغم أن القصة كانت مُشوقة جدا وأتوق للصفحة التالية
لكنِ دائما ما أكبح جماح هذا الرغبة ب فاصل الكُتب الأنيق الذي يُظهر خط يد حبيبي
"عيناكِ حُلمي الذي سيكون" كان أول وآخر فاصل كتبٍ أقتنيه، وحتى اللحظة كلمّا رآه أسمر تبسّم فرِحاً وردد
=لقد كان!
في الكِتاب، قصة مدينة، أدمنت الحرب
تحكي إحداهنّ عن تلك الويلات وسوء المناظر وعبثية المشاهد وشُح الحياة في تلك المدينة
كيف شاهدت جميع الذين تُحبهم موتى
كيف كانت تقفزُ بين الجثث لتشق طريقها نحو هلاك آخر، وكيف تتفحص وجوه القتلى وتتعرف على بعضهم وتنعيه بينها وبين نفسها!
وهذا ما أهداني له أسمر في عيد ميلادي الأول معه!

في ليلة باردة في السابع من فبراير رفض أسمر إشعال المدفأة، قال أنه علينا أن نترك عظامنا للطبيعة!
=ماذا؟
فائدة أن تُغرمي برجلٍ مثقف هو أنكِ لن تتوقفي عن الانبهار، سواء كان من أفعاله أو ردود أفعاله أو حتى أسبابه ومبرراته!
ثم أن أسمر في حد ذاته كفكرة، مُبهر!

في اللحظة التي كان يهمسُ بأذني بأنه مُغرمٌ بكل تفاصيل جسدي وأنه سوف يدع أمر تدفئتي للكهرباء التي سوف تسري بأوصالي، كنتُ أفكر:
=كيف لجسدين كانا غريبين كل هذه الغرابة، أن يتجاناسا بهذه الإلفة لمجرد أن تلاحما بلا حواجز؟
كيف أنني في لحظة لا أكاد أُميز أي الجسدين يخُصُني!
أي الشفتينِ لي، أي كفٍ أحرك، أي قدمٍ أرفع، أين؟
كيف بمفاهيم عظيمة، كالوقتِ والمكان، أن تفقدَ جوهرها في لحظة!
أن تختلَ الطبيعة، أن تُضحدَ الفيزياء!
أن نطفو!
=أشعرُ بالحَرّ!

قبل قليل، حين أيقظني، بينما كان يُقبلني كأنه يفعل هذا لأول في حياته، وحياتي!
قال لي أنه مُتعب!
أسمر يعمل بجدٍ مُطلق، هو طيّب القلب وعطوف جداً
حساس رغم أنه يُنكر هذا دائماً
الفكرة التي انكب على إستيضاح أركانها في الفترة الأخيرة، وأخيرا بعد أن إكتملت الرؤية وظنّ أنها سوف تلقى النور لتخفف قليلاً عبء هذه البلاد!
رُفضت!
قال له -الذي نصّب نفسه مسؤلاً- هذا الجهد لا يفلح أن يُنفذ هُنا، جِد لكَ دولة أخرى مؤهلة لذلك!
صُدم!
حبيبي الذي خرج من هذا الباب، حالمٌ متفائل، مؤمناً بنفسه وبقدراته وبرغبته الجامحة على التغيير!
عاد إليّ منكسراً وحزين!
مُتعب!
حبيبي الآن مُتعبٌ جداً
سوف يستمرون في تقليلِ شأننا، كسرنا، كبحنا، تحطيم أحلامنا، كسر أجنحتنا، هدر طاقتنا وقتلنا!
وسوف نستمر في رفضهم!
عُذراً حبيبي!

#لميس_سراج



tgoop.com/U_was/113
Create:
Last Update:

في عيد ميلادي الأول معه، أهداني أسمر كِتاب
كنتُ أقرأ كل يوم صفحة واحدة
رغم أن القصة كانت مُشوقة جدا وأتوق للصفحة التالية
لكنِ دائما ما أكبح جماح هذا الرغبة ب فاصل الكُتب الأنيق الذي يُظهر خط يد حبيبي
"عيناكِ حُلمي الذي سيكون" كان أول وآخر فاصل كتبٍ أقتنيه، وحتى اللحظة كلمّا رآه أسمر تبسّم فرِحاً وردد
=لقد كان!
في الكِتاب، قصة مدينة، أدمنت الحرب
تحكي إحداهنّ عن تلك الويلات وسوء المناظر وعبثية المشاهد وشُح الحياة في تلك المدينة
كيف شاهدت جميع الذين تُحبهم موتى
كيف كانت تقفزُ بين الجثث لتشق طريقها نحو هلاك آخر، وكيف تتفحص وجوه القتلى وتتعرف على بعضهم وتنعيه بينها وبين نفسها!
وهذا ما أهداني له أسمر في عيد ميلادي الأول معه!

في ليلة باردة في السابع من فبراير رفض أسمر إشعال المدفأة، قال أنه علينا أن نترك عظامنا للطبيعة!
=ماذا؟
فائدة أن تُغرمي برجلٍ مثقف هو أنكِ لن تتوقفي عن الانبهار، سواء كان من أفعاله أو ردود أفعاله أو حتى أسبابه ومبرراته!
ثم أن أسمر في حد ذاته كفكرة، مُبهر!

في اللحظة التي كان يهمسُ بأذني بأنه مُغرمٌ بكل تفاصيل جسدي وأنه سوف يدع أمر تدفئتي للكهرباء التي سوف تسري بأوصالي، كنتُ أفكر:
=كيف لجسدين كانا غريبين كل هذه الغرابة، أن يتجاناسا بهذه الإلفة لمجرد أن تلاحما بلا حواجز؟
كيف أنني في لحظة لا أكاد أُميز أي الجسدين يخُصُني!
أي الشفتينِ لي، أي كفٍ أحرك، أي قدمٍ أرفع، أين؟
كيف بمفاهيم عظيمة، كالوقتِ والمكان، أن تفقدَ جوهرها في لحظة!
أن تختلَ الطبيعة، أن تُضحدَ الفيزياء!
أن نطفو!
=أشعرُ بالحَرّ!

قبل قليل، حين أيقظني، بينما كان يُقبلني كأنه يفعل هذا لأول في حياته، وحياتي!
قال لي أنه مُتعب!
أسمر يعمل بجدٍ مُطلق، هو طيّب القلب وعطوف جداً
حساس رغم أنه يُنكر هذا دائماً
الفكرة التي انكب على إستيضاح أركانها في الفترة الأخيرة، وأخيرا بعد أن إكتملت الرؤية وظنّ أنها سوف تلقى النور لتخفف قليلاً عبء هذه البلاد!
رُفضت!
قال له -الذي نصّب نفسه مسؤلاً- هذا الجهد لا يفلح أن يُنفذ هُنا، جِد لكَ دولة أخرى مؤهلة لذلك!
صُدم!
حبيبي الذي خرج من هذا الباب، حالمٌ متفائل، مؤمناً بنفسه وبقدراته وبرغبته الجامحة على التغيير!
عاد إليّ منكسراً وحزين!
مُتعب!
حبيبي الآن مُتعبٌ جداً
سوف يستمرون في تقليلِ شأننا، كسرنا، كبحنا، تحطيم أحلامنا، كسر أجنحتنا، هدر طاقتنا وقتلنا!
وسوف نستمر في رفضهم!
عُذراً حبيبي!

#لميس_سراج

BY كُنتَ!


Share with your friend now:
tgoop.com/U_was/113

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree." Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. Activate up to 20 bots A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.”
from us


Telegram كُنتَ!
FROM American