Telegram Web
اختبار شديد وابتلاء صعب تمرّ به الأمّة الإسلامية اليوم بما يجري من مجازر ودماء واحتلال وطغيان من الكيان المحتلّ وأعوانه.
فنحن نصبح ونمسي على أخبار الـدماء والأشلاء والتعذيب والتشريد والاعتقالات والتجويع والقهر، فنعيش بذلك اختباراً حقيقيا لإيماننا ويقيننا، وصدقنا وإخلاصنا وعلمنا ودعوتنا.
ونعيش اختباراً في محبتنا لله ورسوله هل نقدمها على محبة أنفسنا ودنيانا -فنضحي ونبذل- أم نقدم محبة أنفسنا فتنشغل بمصالحنا ونُعرض ونلهو ونلعب؟

نعم، نحن نُبتلى اليوم كما ابتلي الرسل وأتباعهم: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله)
ويُقتّل إخواننا ويعذّبون كما قُتلت سميّة (التي طُعنت بالرمح في قُبُلها) وياسر ومصعب وحمزة (الذي بُقرت بطنه ومُثّل بجثته) وزيد حِبّ رسول الله وجعفر (الذي قطعت ذراعاه وتلقى جسمه خمسين ضربة بالسيف والرمح)، وأنس بن النضر (الذي لم يبق في جسمه مَعْلَم يُعرَف به) بل كما قُتل الأنبياء على أيدي أجداد هؤلاء المحتلين الظالمين (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل)
ثم ماذا بعد كل ذلك؟ للشهداء جنّة عرضها السماوات والأرض، وللكفار نار جهنم، وللمؤمنين الناصرين للحق الثابتين عليه: النصر والتمكين؛ وهذا هو التاريخ فاقرؤوه، واستحضروا شعور بلال بن رباح حين أذّن يوم فتح مكة وقد كان سابقا يُجرجر في طرقاتها ويُعذَّب (وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين)

نعم؛ هو اختبار صعب وعسر ولكنه -بإذن الله- بداية نهاية الظلم الطويل الذي خيّم على الأمة وقيّدها، وشوّه مفاهيمها ومبادئها، وسلّط فساقها على صالحيها، وفجّارها على أبرارها، وأشغل كثيراً من أبناء الأمّة بالحفلات والمجون والغفلة والأفكار الزائفة.

وبداية النهاية هذه إنما تكون حين نصحو ونعي فنتبرأ من الظلم والظالمين والنفاق والمنافقين ونفهم أنه ليس لهذه الأمة إلا أبناؤها المخلصون فننصرهم وندعمهم ونضحي في سبيل ذلك، ونصنع أنفسنا وأبناءنا على هذا الدرب والطريق، ونترك جمود الحياة المعاصرة الرتيبة التي جمّدت الروح وقيّدت الإنسان وجعلته مجرد ترس في عجلة الدولة الحديثة الطاحنة لكل شيء إلا ليكون عبداً للوظيفة من بداية دراسته وحتى موته وهو لا ينظر إلا إليها؛ فيتعلم لأجلها ويوجه طاقاته إليها ثم يخاف من فقدانها ويتعلق بمن "مَنّ عليه بها"، ثم بعد ذلك يتساءل لماذا أنا عاجز؟

هذا؛ وإن من سنن الله أن صحائف حساب الظلم والبغي تفتح في الدنيا قبل الآخرة -ولكن بميزان الله لا بميزان حسابتنا واستعجالنا-،
وسيسلط الله على هؤلاء القتلة من يسومهم سوء العذاب: (وإذْ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب)
كما سيرى الخائنون الذين حاصروا غزّة وأعانوا الاحتلال عاقبة خيانتهم وخذلانهم،
وسيرى الماكرون الذين سلطوا سفهاءهم لحرب القائمين بنصرة الدين عاقبة مكرهم؛
فكل شيء عند الله مكتوب وله حسابه ولولا أنها الحياة الدنيا لما رضي الله أن يصاب المؤمنون بذرّة أذىً (ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض) وإنما يطول عمر البلاء وزمانه ابتلاء واختبارا للمؤمنين وفتنة للظالمين، والله لا يخشى أن يفوته أحد؛ فلا يستعجل بعذاب أحد -سبحانه- وإنما يدبّر كل شيء بحكمته وقوّته.

كما سيرى المؤمنون الذين يسعون لإحقاق الحق وإبطال الباطل عاقبة بذلهم وعطائهم وتضحيتهم: (ولينصرن الله من ينصره)

لقد كان هذا العام الكامل الذي مرّ منذ بداية أحداث غزّة كافياً ليرى الناس الحقائق، ومن لم يرها إلى اليوم فلا رآها طول عمره، ولا يُنتَظَر منه بعد ذلك شيء، فويل للغافلين، وويل للراقصين اللاهين، وويل لمن فتن الناس وألهى الشعوب ومنعها من نصرة إخوانها، وهنيئاً للصابرين، وهنيئاً للشهداء، وهنيئاً للمتمسكين بحسن ظنهم بالله تعالى.

نحن نعيش اليوم في هذه الصفحة المؤلمة، وغداً ستقلب الأمة -بإذن ربها- هذه الصفحة لتعيش صفحة التدافع، ثم صفحة التمكين؛ والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
• من حجب فهم القرآن:
الاستعجال في تلقي الوحي.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه هي غزة.. وهذلاء هم أهلها..
يلجؤون إلى الله في الحرب..
كمان كانوا ولازالوا وسيبقون بإذن الله..
‏لا يكن تعاطفك مع قضايا المسلمين انتقائيًا، والسودان دماءٌ من دماء المسلمين، وروح صامدة أمام المعتدين..
فسائل حالك أأنت منَّـا أم لا؟ فنحن على وصية رسولنا ﷺ: «وهم يدٌ على من سواهم»

نسأل الله الجبَّار أن يُهلك الظلمة المعتدين، ويعجل عليهم بالعذاب، وأن يحف أهلنا في السودان بالحفظ، وينزل عليهم رحماته، ويهون عليهم بلاءهم، وأن يعمَّ عليهم بالأمن والأمان والرخاء والعافية.


مشاركة:
فريق عدّة

#مشاركة_مميزة #إسفار
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🌧️

‏استغلّوا أعماركم بحفظ القرآن لا يضيعُ العمر سُدى وما تزوّدنا به شيءٌ للآخرة،ثمَّ يوم القيامة نتحسَّر ونحن نرى الناس تقرأ وترتقي درجات في الجنان!

‏لا ترضوا بأقل منزلة ولا ترضوا بأن  تسبقكم الناس وترتفع منازلهم وأنتم في نفس المنزلة!
Forwarded from حــــنـــان فـــــؤاد (حنان فؤاد)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أعظم التوفيق أن يوفقك الله للحياة مع القرآن!

"ولمّا كان هذا الكتاب بهذه المنزلة،
حيثُ نزلَ به أمينُ السماءِ علي أمينِ الأرض عزمتُ أن أفنيَ فيه عُمري"


اللهم اجعلنا وذرياتنا من أهل القرآن.
Forwarded from وتد
ما حال قلبك؟

د. عقيل الشمري
.
Forwarded from وضاح بن هادي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مشهد يمزّق القلب

رُحماك رُحماك يا الله بأهلنا في غزة، فقد طال بهم البلاء واشتد بهم الكرب، ولا منجي لهم إلا أنت

اللهم أبدلهم أمنا وعزّا ونصرا وتمكينا وحياة طيبةً في الدنيا والآخرة

لا تنسوهم من دعواتكم في كل لحظاتكم.. فهو أقلّ الواجب تجاههم
2024/12/22 06:38:52
Back to Top
HTML Embed Code: