Telegram Web
أسعد الله أيّامكم بولادة الإمام علي بن محمّد الهادي عليه السّلام 💚
🔹كم كتاب سماوي أنزل الله ..؟

سأل أبو ذرّ النبي (صلى الله عليه وآله) : كم أنزل اللّه من كتاب؟

فأجابه النبي : مائة و أربعة كتب أنزل اللّه‌ منها علی آدم عشر صحف، و علی شيث خمسين صحيفة و علی أخنوخ و هو «إدريس» ثلاثين صحيفة، و هو أوّل من خطّ بالقلم، و علی إبراه‍يم عشر صحائف، و التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان».

📚 مجمع البيان، ج ١٠، ص ٤٧٦ و ذكر هذا الحديث في روح البيان أيضا، ج ٩، ص ٢٤٦.
#حتميات_نبوية

رُوِيَ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "مَنْ جَمَعَ طَعَاماً يَتَرَبَّصُ بِهِ اَلْغَلاَءَ أَرْبَعِينَ يَوْماً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اَللَّهِ وَبَرِئَ اَللَّهُ مِنْهُ"

تجري هذه الحتمية فيمن يحتكر الطعام وسواه من الحاجات الضرورية لحياة الناس ومن يلحق بهم من سائر النفوس المحترمة، بحيث تتوقف حياتهم على الحصول عليها، فيمتنع عن بيعها إليهم منتظراً الزيادة في قيمتها، فذلك حرام شرعاً بإجماع المسلمين، بل حرام عقلاً كذلك، فإن العقل يُقَبِّحُه، ويرى المحتكر فاعلاً لأمر قبيح، فضلا عن أن في الاحتكار إضرار بالناس، والاضرار بالناس محرم شرعا وعقلاً كذلك، وهو نوع من الحرص، والحرص مذموم كذلك، وهو منافٍ للمُروءة ورقَّة القلب والعاطفة الإنسانية النبيلة، والتكافل الاجتماعي، كما أنه ينافي كون المُسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء في السهر والحُمى، كما ينافي التعاليم الإسلامية التي ترى أن من صفات المؤمن أنه يُحِبَّ لأخيه ما يحبُّه لنفسه ويكره له ما يكره لها.

لقد نَهَت الروايات الشريفة عن الاحتكار وحرَّمَته، وذَمَّت المُحتكر ووصفته بأوصاف قاسية هو أهل لها، فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
"لا يَحْتَكِر إِلّا الخَوَّانُون"
و" المُحْتَكِرُ مَلْعونٌ"
و "المُحْتَكِرُ في سُوْقِنا كالْمُلْحِدِ في كِتَابِ اللهِ".
و "بِئْسَ العَبْدُ المُحْتَكِرُ، إِنْ أَرْخَصَ اللهُ تَعَالى الأَسْعَارَ حَزِنَ، وَإِنْ أَغْلاهَا الله فَرِحَ".
و "يُحْشَرُ الحَكَّارونَ وَقَتَلَةَ الأَنْفُسِ إِلى جَهَنَّمَ في دَرَجَةٍ".
و "يَقُوْمُ المُحْتَكِرُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: يَا كافِرُ! تَبَوّأ مَقْعَدَكَ مِنَ النّارِ".

وجاء عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن "الاحْتِكار داعِيَةُ الحِرْمانِ"
وأن "الاحْتِكار شِيْمَةُ الفُجَّارِ".
وأنَّ "الإحْتِكار رَذيلَةٌ"
وأَنَّ "الاحْتِكار مَطِيَّةُ النَّصَبِ".
وأنَّ "المُحْتَكِرَ آثِمٌ عَاصٍ".

وبعد أن اتضحت لنا حُرمَة الاحتكار، وضخامة سلبياته ومساوئه، وسوء عواقبه على المحتكر، نتساءل: في أَيِّ شَيءٍ يحرم الاحتكار؟

الجواب: قد يقال: باختصاص الاحتكار بالطعام، والمراد به القوت الغالب لأهل البلد، وبالتالي فهو يختلف باختلاف البلدان فما يُعَدُّ طعاما في بلد ما، قد لا يُعَدُّ كذلك في بلد آخر، ويشمل الحكم بالتحريم كل ما يتوقف عليه تهيئة الطعام كالوقود وآلات الطبخ، أو ما يُعَدُّ من مقوماته كالملح والسمن ونحوهما، والضابط هو حبس ما يترتب عليه ترك الناس وليس لهم طعام.

غير أنه يظهر للمتتبع لآراء الفقهاء اتفاقهم على تحريم احتكار كل شيء يضطر إليه الناس مهما كان نوعه، دون استثناء، فهو مُحَرَّمٌ في كل ما يحتاجه الناس ويضطرون إليه من طعام وشراب ولباس وحاجات أساسية كوقود السيارات ووقود التدفئة، والكهرباء، وكذلك السِّلع الحياتية اليومية، من غير تقييد بزمان دون زمان، ولا أعيان دون أعيان.

اليوم نرى احتكاراً عظيماً للكثير من الحاجات الأساسية والضرورية التي يحتاجها الناس، وبدل أن يرتفع الصوت ضِدَّ هؤلاء نرى سكوتاً مُطبقاً عنهم، بل نسمع من يبرر لهم ويمنع من محاسبتهم، ولا يقتصر الأمر على لبنان، ولا على فئة محددة من المحتكرين، بل إننا نرى دولاً عُظمى تمارس أبشع أنواع الاحتكار فتحاصر شعوباً برمتها، وتمنع عنهم الدواء والغذاء، وسوى ذلك من الضروريات التي هم بأمس الحاجة إليها، ولا يَرُفُّ لها جَفْنٌ، ولا يرأف لها قلب.
فعل الأكثرين لايكون دليلاً على الصواب
‏ ومن ذلك قوله تعالى :

﴿وَ إن تُطِع أكثَر مَن في الأرضِ يضلّوكَ عَن سبيلِ الله﴾.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
لماذا الإمام علي (عليه السلام) هو المقدم عند الشيعة؟
#واقعة_الغدير (١)

إنّ الاستحضار الحي لمشهد واقعة الغدير يؤدّي إلى الانتباه إلى طبيعة دلالات هذه الواقعة وحجم تأكّدها ووضوحها في إبراز مكانة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لجماهير المسلمين.

وقد روي بألفاظ مختلفة، منها: ما أخرجه جماعة منهم الطبراني بإسناد صحيح عن زيد بن أرقم قال:
«خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خمّ تحت شجرات، فقال: أيّها الناس، يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤولٌ وإنّكم مسؤولون، فماذا انتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وجاهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً.

فقال: ألا تشهدون أن لا اله الا الله، وأن محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأن جنّته حقّ، وأنّ ناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ البعث حقّ بعد الموت، وأنّ الساعة آتية لاريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور؟.

فقالوا: بلى، نشهد بذلك.

قال: اللهم اشهد. 

ثم قال : أيّها الناس، إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى من أنفسهم. فمن كنت مولاه فهذا مولاه ــ يعني علياً ــ، اللهم والِ من ولاه، وعاد من عاداه».

إنني أعتقد أنّ التأمّل الصادق من جمهور المسلمين لهذه الواقعة كما لو كانوا قد حضروها في حينه كافٍ في الانتباه لمداليلها ومفهوم الخطبة النبوية فيها.

ولكن الذي سلب دلالتها ودلالة النص الملقى فيها هو ما لحقها من الأحداث الذي مثل غياب أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مشهد الحكم، بل عن مشهد تعيين الحاكم في السقيفة، حيث إن أهل الحل والعقد من الصحابة ــ كما يعبّر عنهم ــ قد بتوّا بأمر تعيين الخليفة في السقيفة من دون إطلاعه ولا إخباره، وقد نقل الجميع عنه أنّه عاتبهم على ذلك، وامتنع من البيعة إلى عدة أشهر.

وقد يسلب دلالة الوقائع والنصوص التاريخية -حتى اذا كانت واضحة وصريحة- عدم ترتيب الأثر الملائم لها في مسرح الأحداث خارجاً في حينه، فتحجم دلالاتها بما يلائم ما اتفق من الأحداث لاحقاً.

هذه ظاهرة وقعت كثيراً في شأن النصوص المأثورة في شأن أهل البيت (عليهم السلام) مثل حديث الثقلين -والذي روي في ضمن خطبة الغدير أيضاً-، حيث نزّله مدرسة الخلفاء إلى مستوى (محبّة أهل البيت)، بينما يفيد الحديث بوضوح -من خلال قرنهم بالكتاب- أنهم عصمة من الضلالة، وهو ما يقتضي وجود أفراد محدودين يكونون بهذه الصفة؛ إذ من غير المعقول ضمان صلاح وعلم وهدى عشيرة بكاملها على امتداد الأزمان!!، لكن لم يكن الموقع الذي أُحلّ فيه (أهل البيت) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ملائماً لهذا المعنى، فنزّله الجمهور على مستوى المحبة لعترة النبي (صلى الله عليه وآله).

لقد أدى تغييب أهل البيت (عليهم السلام) عن الموقع الملائم من التميز العلمي والمعنوي والتسديد الالهي والسياسي إلى ظاهرة محسوسة بسهولة ويسر، وهو إهمال النصوص المتعلّقة بهم، وقلة طرقها، وتقطيعها، وتخفيف صياغاتها، كما أدّى إلى تأويل مداليلها وتوجيه مفاهيمها بما يلائم سير الوقائع بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، على أساس اعتبار ما وقع هو الأصل المحكم الذي ينبغي أن تعرض عليه الأحاديث.

لكن مع ذلك شاء الله سبحانه أن تبقى جملة من تلك الوقائع والنصوص محفوظة لعوامل، من أهمها:

١- إحيائها من قبل أهل البيت (عليهم السلام)؛ كما فعل ذلك أمير المؤمنين في خطبه المجموعة في نهج البلاغة، ومثل ذلك فعل ذريته (عليهم السلام) إذ رووا هذه النصوص وأكدوا عليها.

 ٢- وقوع بعضها في وقائع تاريخيّة جماهيريّة كحادثة الغدير، فكانت جزءً مشهوداً من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن تعسّف بعض أصحاب السير كابن هشام في السيرة النبوية في حذفها.

 ٣- وجود روح الإنصاف في فريق من أهل العلم من الجمهور أبوا معه أن  ينفوا أصل هـذه الحادثـة أو يشككوا فيها؛ لأنهم وجدوه إنـكاراً غـير مـقبول للثرات التاريخي والحديثي المحفوظ عن السيرة النبوية، وخروجاً صارخاً عن الموازين العلمية في رواية الأحاديث وتوثيقها. على أنّهم صرفوها عن مفادها مضطرّين؛ كي لا تمسّ شرعيّة الخلافة على كلّ حال.

٤- إنّ نصب الأمويين العداء لأهل البيت (عليهم السلام) مبكراً -من خلال سبهم، وتكفيرهم، وسعيهم إلى إكراه الصحابة على ذلك- أدّى إلى ردّ فعلٍ من بعض الصحابة لاحقاً، كما نلاحظ ذلك فيما روي عن سعد بن أبي وقاص في شأن فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما رواه مسلم في الصحيح.

📚: مقتبس بتصرف من سلسلة:(اصطفاء اهل البيت (عليهم السلام) للسيد محمد باقر السيستاني /مخطوط)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تعالوا ننصر عليا عليه السلام!!

علينا أن نجعل قضية عيد الغدير ملفتة للنظر وأن لها رمزية خاصة...

👤 سماحة السيد رشيد الحسيني.
اقعة_الغدير (٢)

و
لنتأمّل دلالة الحديث:
فالحديث يتضمن دلالتين مؤكدتين:
الدلالة الأولى: دلالة بالغة للغاية من خلال ما تضمنته الخطبة من حديث الثقلين، وحديث الثقلين حديث تكرّرت روايته مستقلّة في أخبار متعدّدة محكوم بصحّتها واعتبارها ــ بمعنى أنه لم يذكر في تلك الاخبار أنه (صلى الله عليه وآله) ألقاه في سياق خطبة محددة ــ، ولكنّه جاء أيضاً في سياق الخطبة الغديريّة وفق ما روي في أحاديث محكوم بصحّتها واعتبارها حيث إنه (صلى الله عليه وآله) قال: «أما بعد أيها الناس: فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيبه، وإني تارك فيكم ثقلين»، ثم ذكر (كتاب الله تعالى وعترته أهل بيته).

وهذا المضمون ينبئ عن مكانة عظيمة لأهل البيت (عليهم السلام) للغاية؛ لأنّ القرآن الكريم هو أسّ الإسلام ورسالة الله تعالى في هذا الدين إلى الخلق المشتمل على تعاليم الدين وبه كان الرسول (صلى الله عليه وآله) رسولاً إلى الأمة، وهو النور المبين، والذكر الحكيم، والآيات البينات، إلى عشرات الأوصاف التي جاءت عنه في القرآن نفسه، فقرن أهل البيت (عليهم السلام) به يُنبئ عن مكانة عظيمة ويدل على أنهم صفوة الله والمصطفين من هذه الأمة؛ سواء في الجانب العلمي أو المعنوي -أي التسديد الإلهي-، أوالسياسي.

[تكملة البحث في الملف المرفق]
أعمال عيد الغدير
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ثلاثة كلمات في حق الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله.
نبارك لكم عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر
📌الغدير يحمل للأمة الإسلامية في مواجهة هذين الانحرافين رسالتين هامّتين:

الأولى هي أنّه العامل المؤدّي إلى وحدة المجتمع الإسلامي

والثانية هي أنّه مُبلّغ الإسلام السياسي في مواجهة العلمانيين.

لهذا السبب أطلق اسم "عيد الله الأكبر" على عيد الغدير من بين كافة المناسبات والأعياد الدينيّة." لماذا؟ لأنّ تكليف الأمة الإسلامية في مجال الهداية وفي مجال الحكومة حُدّد في حادثة الغدير"

_الإمام الخامنئي
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن قرأ فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، ومَن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة يستغفرون له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومَن استمع إلى فضيلةٍ من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالسّمع، ومَن نطر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.

ثمّ قال: النّظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه.

المصدر: أمالي الشيخ الصدوق ص٢٠١
#حتميات_نبوية

رُوِيَ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "مَنْ بَذَّرَ أَفْقَرَهُ اللهُ"

التَّبْذِيرُ: التَّفْرِيقُ والنَّثْرُ، يُقال: بَذَرْتُ الـحَبَّ في الأَرضِ بَذْراً، أي: نَثَرتُهُ وفَرَّقتُهُ، ومِنْهُ البَذرُ، وهو: إِلْقاءُ الـحَبِّ وطَرحُهُ في الأرْضِ. وبَذَّرَ اللهُ الـخَلْقَ: فَرَّقَهُمْ في الأرْضِ، وكُلُّ ما فَرَّقْتَهُ وأَفْسَدْتَهُ فَقَدْ بَذَّرتَهُ. ومِن مَعانِيهِ: النَّشْرُ، يُقالُ: بَذَرَ الفُرْقَةَ بِين النّاسِ، أيْ: نَشَرَها، ويُطْلَق بِمعنى الإِكْثارِ، وماءٌ مَبْذُورٌ، أيْ: كَثِيرٌ.

والتَّبذيرُ في اصطلاح الفقهاء هو: عَدَمُ إِحْسَانِ التَّصَرُّفِ فِي الْمَال، وَصَرفهُ فِيمَا لاَ يَنبَغِي، مجاوزة لمقدار الحاجة. وقيل في والفرق بينه وبين السَّرَف: أن التَّبْذِير هو: الْجَهْل بِمَوَاقِعِ الْحُقُوقِ. وَالسَّرَف هو الْجَهْل بِمَقَادِيرِ الْحُقُوقِ. ومن أمثلته النهي عن تبذير المال فيما لا يَحِلُّ في المعاصي، ونحوها.

لقد نهى الله عَزَّ وَجَلَّ عن التبذير نَهياً مُشَدَّداً، وذمَّ المبذرين، ووصفَهم بأنهم إخوان الشياطين الذين يكفرون نعم الله ويجحدون آلاءه، قال تعالى: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴿26﴾ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا" ﴿27/ الإسراء﴾.

إن الآية الكريمة تأمر المؤمن بأن يعطي ذوي القربى والمساكين وأبناء السبيل حقوقهم، وتنهاه عن التبذير، وتفيد أن إعطاءهم حقوقهم وإن بلغت الكثير، فليس ذلك من التبذير، فليست هي الكثرة والقلة في الإنفاق، إنما هو موضع الإنفاق، فإن كان فيما يجب فليكن كثيراً أو قليلاً ما دام يراعي الحق ولا يُنقِص منه شيئاً، أما إن كان في غير ما يجب، أو على غير ما يستحق فهو التبذير، وقد قيل: لو أنفق إنسان ماله كلَّه في الحقِّ لم يكن مُبَذِّراً، ولو أنفق مُداً من ماله في غير حقٍ كان مُبَذِّراً.

ورُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنه قال: "مَنْ أَنْفَقَ شَيْئاً في غَيْرِ طاعَةِ اللهِ فَهُوَ مُبَذِّرٌ، وَمَنْ أَنْفَقَ في سَبِيْلِ اللهِ فَهُوَ مُقْتَصِدٌ".

ويُنْقَلُ‏ عنه (عليه السلام) أَنَّه دعا بِرُطَبٍ (لضيوفه)، فأقبل بعضُهُم يرمي بالنَّوى، فقال: "لا تَفْعَلْ، إِنَّ هَذا مِنَ التَّبْذيْرِ، وَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَسادَ".

فالتبذير فَسادٌ بل إفسادٌ لأنه هَدرٌ للمال الذي به قوام العيش في غير موضعه، ومن ثُمَّ كان المبذرون إخوان الشياطين، لأنهم ينفقون أموالهم في الباطل، وينفقون في الشَّرِّ، وينفقون في المعصية، وينفقون فيما يُفسدُ حياة الناس وأخلاقهم وقِيَمَهم، وينفقون في الترويج للمنكر والانحراف، وينفقون فيما يُفَرق بين الناس، وينفقون في تمزيق الأُسَرِ، وينفقون في اللغو والمُجون والخلاعة، فهم إخوان الشياطين ورفقاؤهم لأنهم يعملون عملهم، وينهَجون نَهجهم في تهديم الحياة الإنسانية السليمة، إن الله يعطيهم المال لينفقوه فيما يرجع عليهم بالفائدة في دنياهم وفي آخرتهم، لكنهم يتَعَدُّون ويبغون ويتجاوزن في الإنفاق فينفقوا في الباطل والحرام والمنكر، لا يؤدون حقَّ نِعَمِ الله عليهم.

إن الإسلام يَعُدُّ التبذير من كبائر الذنوب التي توَعَّد الله النار لمن يرتكبها، وذلك يكشف عن خطورة هذا الفعل وعن عواقبه الخطيرة التي يُخَلّفها على الفرد وعلى المجتمع، فأمّا عواقبه الفردية فواضحة، حيث يَهدُر المال الذي يحتاجه لحياته، فيؤدي ذلك إلى الإضرار به، ويفضي بصاحبه إلى العجز والبؤس، والفقر بعد الغنى، وهذا من أصعب ما يُمتَحَنُ به، وقد يضطرّه إلى الحاجة إلى الآخرين والسُّؤالِ منهم، وفي ذلك الكثير مِنَ الذُلِّ والهَوان، وأما عواقبه الاجتماعية فإن التبذير باعتبار أنه صرف للمال فيما لا ينبغي، وإنفاقه على غير مستحقيه، فإنه يوسِّع الهُوَّة الطبقية في المجتمع، ويخلق تفاوتاً فاحشاً بين الطبقة الثرية والطبقة الفقيرة، وذلك يخلق الأحقاد والكراهية في النفوس، ويُؤَسِّسُ للرغبة في الانتقام، وظهور الجريمة، وذلك يقضي على أمن المجتمع وأمانه.

٢٢٧. إِنَّ أَمرَ الولاية كَانَ نَازِلًا قَبلَ يوم الغدير بأيام، وَكَانَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يَتَّقِي الناس فِي إِظهَارِهِ، ويخاف أَن لَا يتلقوه بِالقَبُولِ أَو يُسِيئُوا القصد إليه فَيَختَلَّ أَمرُ الدعوة، فَكَانَ لَا يَزَالُ يُؤَخِّرُ تَبلِيغَهُ الناس مِن يَومٍ إلى غَدٍ حتى نَزَلَ قوله : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ) الآيَةُ، فَلَم يُمهَل فِي ذلك. ص٢٠٠.

📚ألف معلومة قرآنية من تفسير الميزان ص١٣٣.
#واقعة_الغدير (٣)

لقد أوضحنا ــ بايجاز ــ الدلالة اللفظية لخطبة الغدير على الولاء الخاص للامام علي (عليه السلام) على المسلمين، الذي يعني أنه (عليه السلام) هو القطب والمحور بين المسلمين غداة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله).
(اختبار مؤدى الخطبة على وجه المعايشة مع الواقعة أو نظيرها)

ويمكن للإنسان أن يختبر مؤدّى الخطبة بشكل حقيقي بافتراض معايشة المشهد الذي ألقيت الخطبة فيه أو ما يشبهه. والاستعانة بالاختبارات الذهنية في معرفة مدلول الكلمة والكلام أداة علمية رائجة بين أهل العلم كما يظهر بملاحظة الأدوات العلمية الرائجة في علم الفقه والاصول.

وذلك لأن للكلام دلالات لا ينتبه الإنسان إليها إلا إذا كان معايشاً لمشهده محاطاً بأجوائه، كما نجد ذلك بأنفسنا في شأن فهم الخطابات العرفية التي نبتلى بها، حيث نجد أنه قد لا ينتقل بعض الناس إلى مدلول الكلام لأنه لا يعايش مشهده وأجواءه في ذهنه.

وعليه فإن من الضروري عند التعامل مع نص اجتماعي تاريخي أن يسعى المرء إلى معايشة المشهد الذي ألقي فيه النص حتى كأنه حاضر فيه، واختبار دلالته من خلال ذلك، لأن اختبار دلالة الكلام بهذه الطريقة يحفّز دلالاتها في ذهن الانسان ووجدانه، كما أن النظر إلى الكلام نظرة مجرّدة ـ كنص ألقي في زمان سابق إلى قوم آخرين ـ يؤدي إلى عدم شعور الإنسان بتمام مداليل النص، وغياب بعض عناصره الدلالية عن ذهنه، بما قد يوجب غفلته عن الرسالة التي أراد النص إيصالها إلى المخاطبين به والمنظورين له، وهذا معنى واضح ومشهود في تأمل الأقوال التاريخية بشكل عام.
وفي مقام الاختبار الحي المقترح هناك أسلوبان:

[تكملة البحث في الملف المرفق]
2024/09/29 20:38:40
Back to Top
HTML Embed Code: