Telegram Web
يوم الحج الأكبر



عن وهب بن منبه قال :

" قَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مُرْ قَوْمَكَ أَنْ يُنِيبُوا إِلَيَّ، وَيَدْعُونِي فِي الْعَشْرِ - يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحَجَّةِ -
فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ؛ فَلْيَخْرُجُوا إِلَيَّ أَغْفِرْ لَهُمْ ".

قَالَ وَهْبٌ: «وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي طَلَبَتْهُ الْيَهُودُ فَأَخْطَئُوهُ، وَلَيْسَ أَصْوَبَ مِنْ عَدَدِ الْعَرَبِ».

[ الزهد لأحمد ]


وهو يوم النحر يوم الأضحى يوم الحج الأكبر


وعن مخنف بن سليم رضي الله عنه، قال :
« خُرُوجُ يَوْمِ الْفِطْرِ يَعْدِلُ عُمْرَةً،
وَخُرُوجُ يَوْمِ الْأَضْحَى يَعْدِلُ حَجَّةً ».
[مصنف عبد الرزاق]
Forwarded from قناة أبي حمزة
[ ينشر في الشبكة لأول مرة عن نسخة خطية ]

الجزء الثالث عشر من كتاب «الزهد» للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فقد سبق لي أن نشرت -بفضل الله ومنته- «الجزء العشرون» ثم «التاسع عشر» من كتاب «الزهد» للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن نسخة خطية فريدة من محفوظات المكتبة الظاهرية.

وهذا هو الجزء «الثالث عشر» من الكتاب محققًا على هذه النسخة الخطية. وقد صنعت فيه ما صنعت في الأجزاء التي سبق أن أخرجتها.

وقد بلغت عدة أخبار هذا الجزء 591 خبرًا، منها نفائس وفرائد لم أقف عليها في موضع آخر، ومنها ما هو مخرج في المطبوع من «الزهد» بسنده ومتنه، وكذلك منها ما هو مخرج في غيره من المصادر المطبوعة.

ختامًا أسأل الله أن يبارك في هذا العمل، وأن يغفر ما فيه من النقص والزلل، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وأن يجزي خيرًا من أعان وأفاد، وأن يجمعنا مع إمامنا المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله ومع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وسائر الأولياء والصالحين إنه جواد كريم.

https://www.tgoop.com/abu0hamza/3155
يوسف بن محمد الدُّكَّالي
ما صح من أخبار نجوم أهل البصرة رضي الله عنهم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فهذه سلسلة في ذكر نجوم أهل البصرة وخيارهم منهم من أدرك زمن النبوة ومنهم من أدرك الصحابة ومنهم من رأى أحدهم قال قتادة السدوسي عند قوله تعالى (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ…
ما صح من أخبار نجوم أهل البصرة رضي الله عنهم



ملف واحد 👇


تنبيه :
فيه إضافات عن الجمع الأصلي، وبعضها (57 أثر) مما حققه أخونا مأمون الشامي وفقه الله لكتاب الزهد لأحمد الجزء 13 ,19 و 20

وفي مجمل الملف ما يقرب 3400 أو أكثر



والله أسأل التوفيق والسداد والنفع للجميع


هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يقول عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني :

حدثني عبيد الله بن العيزار قال:

لابن آدم بيتان : بيت على ظهر الأرض، وبيت في بطن الأرض

فعمد إلى الذي على ظهر الأرض فزخرفه وزينه وجعل فيه أبوابا للشمال وأبوابا للجنوب ووضع فيه ما يصلح لشتائه وصيفه

ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فَأَخْرَبَهُ

فأتى عليه آت فقال : هذا الذي أراك قد أصلحته كم تقيم فيه؟ قال لا أدري.
قال: الذي أخربته كم تقيم فيه؟. قال: فيه مقامي.

قال تُقِرُّ بهذا على نفسك وأنت رجل تعقل؟.

[ القبور لابن أبي الدنيا 104 ]



عبيد الله بن العيزار المازني البصري
من ولد أنمار بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.

من ثقات أهل البصرة
روى عن سالم بن عبد الله والحسن البصري وطلق بن حبيب وأبي السليل وسعيد بن جبير وعبد الله ابن بريدة
روى عنه مهدي بن ميمون وبشر بن المفضل ويحيى بن سعيد القطان



عياذا بالله من الغفلة.
أبو عثمان النهدي ... شيء من أخباره وآثاره 👇
عن عمارة بن مهران المعوليّ قال :

سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ [العطاردي]، يَقُولُ :

« كُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الرَّمْلِ فَنَجْمَعُهُ وَنَحْلِبُ عَلَيْهِ فَنَعْبُدُهُ، وَكُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الْحَجَرِ الْأَبْيَضِ فَنَعْبُدُهُ زَمَانًا ثُمَّ نُلْقِيهِ،

وَكُنَّا نُعَظِّمُ الْحَرَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا لَا تُعَظِّمُونَهُ فِي الْإِسْلَامِ » .

[ الحلية لأبي نعيم ]
شَجَّةٌ قَرَنِيَّةٌ مِلْحَةُ بَحْرٍ قَفْطَا ..



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

يقول مسلم في صحيحه :
53 - (2193) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْحُمَةِ»


وقال ابن أبي شيبة في مصنفه 30421 :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : رُقْيَةُ الْعَقْرَبِ : شَجَّةٌ قَرَنِيَّةٍ مَلِحَةُ بَحْرٍ قَفْطا.

وقد أخذها عن خاله الأسود ين يزيد النخعي.
وكان إبراهيم قد لدغ مرة فرقاه الأسود بها.

قال ابن أبي شيبة 23998 :
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ فَابْتَدَرَ مَنْخَرَايَ دَمًا ، فَرَقَانِي الأَسْوَدُ فَبَرأْتُ.


وكان الأسود يرقي بها في الجاهلية وهي كلمات بالحميرية


يقول ابن أبي خيثمة في تاريخه 8520 :
حَدَّثَنا أبي قال نا جرير عن مُغِيْرَة عن إبراهيم قال : كانت للأسود رُقْية يَرْقي بها في الجاهلية من العقرب أربعةٌ أبيات بالحميرية ، فلمّا كان الإسلام تحرَّج منها وتركها، ثم عرضها على عائشة، فقالت : ما أرى بها بأسًا،
قال: ورقيتُةُ : " شجة قرنية ملحة بحر قطعا أو خطية أو قفطا ".

وعند ابن أبي شيبة " قفطا "، كما مر.

وقال ابن أبي شيبة في مصنفه 30422 :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ : عَرَضْتهَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : هَذِهِ مَوَاثِيقُ.


ويروى أن رجلا بالمدينة يكنى أبا مذكر كان يرقي من العقرب، عرض على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرقية
فقال: " لا بأس بها، إنما هذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام ".


وفي الباب ما يدعو به المرأ ليحمي نفسه وإن لدغ


قال ابن أبي شيبة في مصنفه : ما يؤمر الرّجل أن يدعو فلا تضرّه لسعة العقربِ.
30417 : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عبد العزيز بن رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : لُدِغَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا زِلْت الْبَارِحَةَ سَاهِرًا مِنْ لَدْغَةِ عَقْرَبٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إنَّك لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْت " أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " مَا ضَرَّك عَقْرَبٌ حَتَّى تُصْبِحَ ،

قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَعَلَّمْتهَا ابْنَتِي وَابْنِي فَلَدَغَتْهُمَا فَلَمْ يَضُرَّهُمَا بِشَيْءٍ.

أبو صالح هو ذكوان السمّان. وابنه سهيل

وقال الترمذي في جامعه 5/583 :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ".
قَالَ سُهَيْلٌ: فَكَانَ أَهْلُنَا تَعَلَّمُوهَا فَكَانُوا يَقُولُونَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنْهُمْ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعًا.
قال أبو عيسى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ».

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قوله تعالى ( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ )

قال قتادة بن دعامة السدوسي :
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا} مِنْ قَتْلِ النَّفْسِ
{يَتَرَقَّبُ} أَنْ يَأْخُذَهُ الطَّلَبُ.
[تفسير عبد الرزاق]


وفي قوله تعالى (قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)
قال: قصد السبيل.
[تفسير الطبري]


وقال إسماعيل السديّ:
" لما أخذ موسى في بُنَيَّات الطريق جاءه مَلَك على فرس بيده عَنزة؛ فلما رآه موسى سجد له من الفَرَق قال: لا تسجد لي ولكن اتبعني، فاتبعه فهداه نحو مدين، وقال موسى وهو متوجه نحو مدين : (عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)، فانطلق به حتى انتهى به إلى مَدين ".
[تفسير الطبري].اهـ


بنيات الطريق: الطرق الصغار المتشعبة عن الطريق الكبيرة،

وهنا فائدة :

فقد روى البيهقي في شعب الإيمان 7297، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : " إنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يُسَمَّونَ الْحَفَظَةَ، يَكْتُبُونَ مَا يَقَعُ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ، فَمَا أَصَابَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَرْجَةٌ أَوِ احْتَاجَ إِلَى عَوْنٍ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَلْيَقُلْ: أَعِينُونَا عِبَادَ اللهِ رَحِمَكُمُ اللهُ، فَإِنَّهُ يُعَانُ إِنْ شَاءَ اللهُ ".

وعن عبد الله بن الإمام أحمد قال :
" سمعت أبي يقول : حججْت خمس حجج ، منها ثنتين راكبًا وثلاثة ماشياً - أو ثِنْتَيْنِ ماشياً وثلاثة راكبًا - فضللت الطَّرِيق في حجَّة وكنت مَاشِيا ، فجعلت أقول : يا عباد الله دلوني على الطَّرِيق ، فلم أزل أقول ذلك حتى وقفتُ على الطريق ".
[مسائل أحمد رواية عبد الله ص 245 رقم 912].

وخبر ابن عباس رضي الله عنه له حكم الرفع إذ لا يقال بالرأي. وقد عمل به الإمام أحمد كما ترى

وهذه استغاثة بمخلوق فيما يقدر عليه،
وأما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يطلب إلا من الله وحده.

والأحب أن يسأل الله أولا، كما صنع موسى صلى الله عليه وسلم قال : (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل).


قال ابن عباس رضي الله عنه :
" لَمَّا خَرَجَ مُوسَى صلى الله عليه وسلم مِنْ مِصْرَ إِلَى مَدْيَنَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ثَمَانِ لَيَالٍ كَانَ يُقَالُ: نَحْوٌ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الشَّجَرِ وَخَرَجَ حَافِيًا فَمَا وَصَلَ إِلَيْهَا حَتَّى وَقَعَ خُفُّ قَدَمِهِ .[تفسير ابن أبي حاتم 16810].

وهو من هو صلى الله عليه وسلم.

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لا نكاح إلا بوليّ ..


وقوله تعالى ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )

عن قتادة السدوسي (خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قال :
" ليس لامرأة أن تهب نفسها لرجل بغير أمر وليّ ولا مهر، إلا للنبي، كانت له خالصة من دون الناس .. ".


وقال صالح بن مسلم :
" سألت الشعبي عن امرأة وهبت نفسها لرجل، قال: لا يكون، لا تحل له. إنما كانت للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ".
[تفسير الطبري].


روى البخاري في صحيحه 4732، من حديث عروة بن الزبير أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ:

فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوْ ابْنَتَهُ فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا.

وَنِكَاحٌ آخَرُ كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الِاسْتِبْضَاعِ.

وَنِكَاحٌ آخَرُ يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا تَقُولُ لَهُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلَانُ تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ الرَّجُلُ.

وَنِكَاحُ الرَّابِعِ يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ لَا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا وَهُنَّ الْبَغَايَا كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا وَدَعَوْا لَهُمْ الْقَافَةَ ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ فَالْتَاطَ بِهِ وَدُعِيَ ابْنَهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ.

فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ الْيَوْمَ. اهـ

عليه الصلاة والسلام.

يقول هارون السلميّ:
" جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَتْ: أَنْتَ أَبُو الشَّعْثَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَتِ: امْرَأَةٌ زَوَّجَتْ نَفْسَهَا؟ فَقَالَ: تِلْكَ امْرَأَةٌ تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الْبَغِيَّ. فَقَالَتْ: مَا أَفْحَشَكَ يَا شَيْخُ. فَقَالَ: الَّذِي جَاءَ بِالْفَاحِشَةِ أَفْحَشُ [سنن ابن منصور 532].

وعند ابن أبي شيبة 15964، عن سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي زَوَّجْتُ نَفْسِي فَقَالَ: «إِنَّكِ لِتُحَدِّثِينِي أَنَّكِ زنيتِ؟» فَسَفَعَتْ بُرْهَةً، ثُمَّ انْطَلَقَتْ .


وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم لا تنزع عنا الإسلام بعد إذ أعطيتنا ..



يقول الله تبارك وتعالى ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ )


قال أبو زرعة بن عمرو البجلي :
" نودوا يا أمة محمد! إني قد استجبت لكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني ".
[ تفسير البستي ]

وعن قتادة السدوسي قال:
" نُودوا : يا أُمّة محمد، أعطيتكم قبل أن تسألوني واستجبت لكم قبل أن تَدْعُوني ".
[ تفسير الطبري ]


وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول عشية عرفة في دعاء طويل
" ... وَلَا تَنْزِعْ عَنَّا الْإِسْلَامَ بَعْدَ إِذْ أَعْطَيْتَنَا ".
[ الدعاء للطبراني ]


وقليل من يستحضر هذه المنّة والأُعطية العظيمة،
عياذا بالله من الغفلة.
يقول الحافظ سفيان بن عيينة :

" إِنَّ العَبْدَ إِذَا هَوَى شَيْئًا نَسِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،
وَتَلَا { وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ }.

[ ذم الكلام للهروي 934 ]
قوله تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة )

قال قتادة :
" أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المسلمين ".
[تفسير الطبري]

وعن مجاهد في قوله (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) ،
" يقول : نخشى أن تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ ".
[تفسير ابن أبي حاتم]



قال الله تعالى ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين )

عن قتادة في قوله (فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين ) ، قال :
" من موادّتهم اليهود، ومن غشهم للإسلام وأهله ".
[تفسير الطبري]
يا أصحاب التصاوير .. كفوا عن الأذية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

يقول الله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )

روى الطبري في تفسيره، عن عكرمة مولى ابن عباس قال : " هم أصحاب التصاوير ".

وقد سمى الله التصوير خلقا في كتابه
كما في قوله تعالى ( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 16 إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا )

عن قتادة (تخلقون إفكا) قال : تصنعون أصنامًا .[تفسير الطبري]
وقال عطاء الخراساني: تُصَوِّرُونَ إِفْكًا .[تفسير ابن أبي حاتم]

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي زرعة البجلي قال : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً».

وروى البخاري في صححيه عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا»
فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ، كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ.

وقد يقول قائل هذا في الأصنام والمجسمات، أما الصور الموجودة الآن فلا تدخل في الباب
فيقال له مثل ما قال ابن عباس لذلك الرجل.

يقول أحمد في مسنده 24081 : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اسْتَتَرْتُ بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ تَلَوَّنَ وَجْهُهُ، - وَقَالَ مَرَّةً: تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، - وَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ، أَوْ يُشَبِّهُونَ». قَالَ سُفْيَانُ: سَوَاءٌ.

القِرَامُ : ثوبٌ من صُوف يُتَّخذ سِتْراً .

وقال أحمد أيضا في مسنده 24556 :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اتَّخَذْتُ دُرْنُوكًا فِيهِ الصُّوَرُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَتَكَهُ، وَقَالَ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

الدرنوك ضرب من الثياب.

قَالَتْ عَائِشَةُ: «فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ» [مسلم]

وهذا صريح، ثوب فيه صورة،
وقول عائشة رضي الله عنها "فهتكه" أي مزقه.

النبي صلى الله عليه وسلم يرى ثوبا فيه صورة فيتغير وجهه، ويمزقه ويذكر الوعيد !!! قال قائل ما شاء ..

وفي زماننا هذا صارت الفتنة أشد خاصة مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي،
وما أظن الناس يتعاجمون في هذا برهم وفاجرهم.

وأما ما ألزم الناس به فلا يدخل في البحث
الفيديو أمره أوسع،
خاصة البث الحي، هذا كالنظر في المرآة .

والسلامة لا يعدلها شيء،
وكان سفيان الثوري يقول : " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسَلَمْ لَكَ دِينُكَ ".

يقول أسد بن موسى في الزهد 78 :
نا غسان بن برزين الطهوي، ثنا سيار بن سلامة الرياحي، عن أبي العالية الرياحي، عن ابن عباس، قال:
يقوم مناد فينادي: سيعلم أهل الجمع من أصحاب الكرم؟ أين الحمادون على كل حال؟ فيقومون، فيؤمر بهم إلى الجنة. ثم يقوم فينادي الثانية، فيقول: سيعلم أهل الجمع اليوم من أصحاب الكرم؟ أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون قال: فيقومون، فيؤمر بهم إلى الجنة. ثم يقوم فينادي الثالثة، فيقول: سيعلم أهل الجمع اليوم من أصحاب الكرم؟. أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، فيقومون، فيؤمر بهم إلى الجنة.

ثم يخرج عنق من النار حتى يشرف على الخلائق، له عينان بصيرتان، ولسان فصيح. فيقول: إني أمرت بثلاث: بكل جبار عنيد، فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم، فيلقطهم ثم يخيس بهم في جهنم. ثم يخرج الثانية فيقول: إني أمرت بالذين كانوا يؤذون الله ورسوله، فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم، فيلتقطهم، ثم يخيس بهم في جهنم. ثم يخرج الثالثة فيقول: إني أمرت بالمصورين، فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم، فيلتقطهم، ثم يخيس بهم في جهنم،

ثم تطاير الصحف من أيدي النساء والرجال . اهـ

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ابْنِ لِلْخَرَابِ وَلِد لِلْفَنَاءِ ..


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد روى أبو نعيم في الحلية 7/22، عن سفيان الثوري أنه قال :
« مَا أَنْفَقْتُ دِرْهَمًا فِي بِنَاءٍ قَطُّ ».

هذا الأثر كان يُشكل عليّ وكنت أتساءل عن السبب فلم أهتدي إليه حتى مر عليّ وأنا أجمع شيئا من أخبار خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه هذا

روى البخاري في صحيحه 5672، عن قيس بن أبي حازم قال :
أَتَيْنَا [خبّاب بن الأرت] وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ».

وفي رواية عند أحمد ، قال خباب رضي الله عنه : " إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تُنْقِصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا، وَإِنَّا أَصَبْنَا بَعْدَهُمْ مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، - وَقَالَ: كَانَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ - وَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي التُّرَابِ " .[المسند 21069].

[ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُولَى بَنِي زُهْرَةَ، بدريّ من السبّاقين إلى الإسلام، وكان أحد الْجُلاس لِلنَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، فيه وفي أصحابه نزلت : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام 52]. ]

ففهمت كلمة سفيان.
وهذا المعنى عظيم غاية، ذلك أن الدنيا ليست دار بناء وقد قضى الله عليها بالفناء
وعن مجاهد بن جبر قال : " لَمَّا هَبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنِ لِلْخَرَابِ وَلدْ لِلْفَنَاءِ ". [الزهد لابن المبارك].

من ذلك ما رواه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، عن وهيب بن الورد قال: ابتنى نوح بيتا من قصب، فقيل له لو بنيت غير هذا. فقال: هذا كثير لمن يموت.

من ذلك أيضا ما رواه البيهقي في الزهد عن الأوزاعي قال : كسر برج من أبراج تدمر فأصابوا فيه امرأة حسناء دعجاء مدمجة كان أعطافها طي الطوامير عليها عمامة طولها ثمانون ذراعا مكتوب على طرف العمامة بالذهب : "بسم الله الرحمن الرحيم أنا بلقيس ملكة سبا زوجة سليمان بن داود ملكت الدنيا كافرة ومؤمنة ما لم يملكه أحد قبلي ولا يملكه أحد بعدي صار مصيري إلى الموت فاقصروا يا طلاب الدنيا ". [ ذكره السيوطي في الدر، لم أقف عليه في الزهد ]

وكان عيسى بن مريم يقول للحوارين : " إن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها، ألا فاعبروا الدنيا ولا تعمروها ".[ذم الدنيا].

ولذلك كان الحسن البصري يقول : " إن الموت فضح الدنيا ".[زوائد الزهد لأحمد]

وهذه كلمة جليلة، تجد الواحد منا تأتيه الأمنية والخاطرة "سأفعل كذا وسأصنع كذا" فتذهب به إلى أبعد ما يكون، فإذا ذكر الموت تلاشت أمام عينيه،

ولما كتب سليمان التيمي لليث بن أبي سليم قال :
" أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مَا لَيْسَ يَخْفَى عَلَى ذِي عَقْلٍ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَدْ أَعْلَمُ " أَنَّ الرُّسُلَ إِنَّمَا بُعِثَتْ بِهَدْمِ الدُّنْيَا وَبِنَاءِ الْآخِرَةِ "، وَالنَّاسُ فِيهَا، حَدَّثَنِي مَنْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوا: " كُنَّا إِذَا أَسْلَمْنَا أَقْبَلْنَا إِلَى الْآخِرَةِ، وَتَرَكْنَا الدُّنْيَا لِأَهْلِ الشِّرْكِ، ..".[الزهد لابن أبي الدنيا].

وهذا صح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يقوله
قال ابن سعد في الطبقات 4/126 :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثني نَافِعٌ أَنَّهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ: فَسَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَوْلا مَخَافَتُكَ لَزَاحَمْنَا قَوْمَنَا قُرَيْشًا فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا ".

والآيات والأحاديث في بيان حقارة الدنيا أمام الآخرة كثيرة
وأن العمل اليسير من عمل الآخرة خير من الدنيا وما فيها
وأن الدنيا ممر والآخرة مستقر

قال الله تعالى ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )

قال قتادة السدوسي : " هِيَ مَتَاعٌ مَتْرُوكٌ، أَوْشَكَتْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَنْ تَضْمَحِلَّ عَنْ أَهْلِهَا فَخُذُوا مِنْ هَذَا الْمَتَاعِ طَاعَةَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ". [تفسير ابن أبي حاتم].


هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قوله تعالى ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )


وفيه أن تمام الرضاعة يحصل بانقضاء الحولين
فما زاد كان ضررا على الولد


يقول ابن أبي شيبة في مصنفه 17343 :
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ:
" أَنَّ عَلْقَمَةَ مَرَّ بِامْرَأَةٍ وَهِيَ تُرْضِعُ صَبِيًّا لَهَا بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ ،
فَقَالَ : لاَ تَسْقِيهِ دَاءَكِ ".


علقمة بن قيس من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ، من سرج الكوفة.


وكثير من الأمهات لا ينتبهن لهذا بحجة أن الولد يعز عليه الفطام.
إن كاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة ..


روى البخاري في صحيحه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
" قَالَ اللَّهُ: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ،
فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ،
وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا» .


وروى سعيد بن منصور في سننه، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ :
" لاَ تَأْوُوا لَهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ عَلَى رِقَابِهِمْ بِذُلٍّ مُفدم،
وَأَنَّهُمْ سَبُّوا اللَّهَ سَبًّا لَمْ يَسُبَّهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، دَعَوُا اللَّهَ ثَالِثَ ثَلاَثَةٍ " .


قال الخطابي في غريب الحديث ٢\٣١٢ ، في حديث معاذ رضي الله عنه :
" قوله: لا تأووا معناه لا ترِقوا لهم ولا ترحموهم ..
وقوله: بِذُلٍّ مفدم أي شديد مشبع ".


وعن سعيد بن إسحاق قال :
" سمعت محمد بن كعب القرظي وتلا هذه الآية: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئا إدا}، الآية كلها،
فقال القرظي حين تلاها : " إن كاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة ".
[تفسير ابن وهب]


قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا )
ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه نهى عن حضور أعياد الأعاجم، فإن اللعنة تنزل عليهم.


عليهم من الله ما يستحقون.
2025/02/05 20:19:07
Back to Top
HTML Embed Code: