🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾

📝 #العقيدة_الإسلامية
📝 #بارقة_من_سماء_كربلاء

📮 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن

📍الشعور بالمسؤوليّة بالنسبة للآخرين
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

🛑 الرؤية الغربيّة للإنسان:

📜 أمّا التربية الغربيّة - ولاسيّما خلال القرنين الأخيرين - فهي ذات اتّجاه فرديّ. ولهذا يهتمّ الإنسان في الرؤية العلمانيّة (فصل الدين عن الدولة) بمصلحته فحسب، وتسير العلاقات الإنسانيّة والعاطفيّة فيها نحو الضعف، وينهار البناء العائليّ وينفصل الزوجان عن بعضهما ويهرب الأولاد عن الأبوين ولا يعرف الجار شيئًا عن جاره الملاصق لبيته، ويكون المحور الفكريّ للإنسان - في هذه الرؤية - هو مصلحته ولذّاته الشخصيّة.

🛑 ضرورة إشراف المجتمع على أعمال الآخرين:

📜 إنّ هذا الاتّجاه الفرديّ مع كل ما فيه من نقص وقبح ولكنّه في نفس الوقت لا يمكنه التخلّي تمامًا عن المسؤوليّة التنفيذيّة والإشراف على أعمال الآخرين، وذلك لأنّ مصالح الإنسان ولذّاته وآلامه ترتبط عمليًّا - وفي العالم الخارجيّ - بالأفراد الآخرين. ومهما كان الإنسان مهتمًّا بمصالحه الشخصيّة فإنّه يدرك أنّ مصالحه الشخصيّة لا يتيسّر تأمينها إلّا بواسطة تأمين مصالح الآخرين.

📜 فإذا أراد الإنسان الظفر بلذّة في الحياة فإنّه لا يستطيع أن ينالها وحده بل لابدّ من وجود شخص آخر معه حتى يتمكّن من الظفر بلذّته. وكذا إذا حاول الإنسان أن يحرز تقدّمًا في نشاطاته الاجتماعيّة - التجاريّة أو الصناعيّة - فإنّه لا يستطيع أن يحقّق نجاحًا وحده وانّما هو مرغم على التعاون مع الآخرين.

📜 وإذا أحبّ الإنسان أن يتمتّع بالخدمات الصحيّة وأن تكون له بيئة سليمة فإنّه لا يمكن أن يتّخذ هذا القرار وحده. فالبيئة لا تكون سليمة إلّا إذا أعان الآخرون على سلامتها، مثلًا نحن نعلم اليوم أنّ أضرار التدخين في العالم قد أصبحت واضحة للإنسان، ولهذا يمنع التدخين في الغرف المغلقة وفي الصالات العامّة.

📜 فإذا أراد الإنسان أن يدخّن سيجارة فلابدّ أن يخرج من المبنى ويدخّن في الفضاء المكشوف وبعد الإنتهاء من التدخين يعود إلى داخل المبنى، وذلك لأنّه إذا سُمح بالتدخين في داخل الغرف والصالات فإنٍ الآخرين يُضطرّون لاستنشاق الدخان فيلحق بهم الضرر، ومن هنا فإنّهم يُرغمون على مراعاة حال الآخرين. ويُطبّق هذا الأمر في ظلّ سيادة الاتّجاه الفرديّ.

📜 وهناك مثال لطيف يُضرب في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو: أنّ مجموعة من الناس كانت تستقلّ سفينة تمخر مياه البحر، وفي هذه الأثناء لوحظ أحد ركّاب السفينة وهو يثقب جدار السفينة من مكان جلوسه. ولمّا اعترض الآخرون على فعله هذا أجاب قائلًا: انّ هذا المكان تحت تصرُّفي وأنا أثقب مكاني الجالس فيه ولا علاقة لكم به. وتدخّل ركّاب السفينة الآخرون ومنعوه من ثقب السفينة قائلين له: صحيح انّك تثقب المكان الذي تجلس فيه أنت، ولكنّه عندما يدخل ماء البحر الى داخل السفينة فانّه لا يميّز بيني وبينك وسوف يؤدّي بنا جميعًا إلى الغرق.

📜 وكذا الحال في مجال الحياة الاجتماعيّة فالإنسان لا يستطيع أن يهتمّ بمصلحته فحسب وأن يقصر التفاته إلى فعله وأن لا يتدخّل في أفعال الآخرين، فإذا رأى الإنسان شخصًا يُلحق الضرر بالمجتمع فانّه لابدّ أن يكفّه عن ذلك وأن ينهاه عن هذا العمل.

📜 وفي هذا المضمار لا يسمح المجتمع لهذا الشخص أن يقول: انّ المكان يتعلّق بي، فهو بيتي، أو محلّ عملي، أو هي مدينتي، وانّما إذا لاحظ المجتمع انّ الضرر يلحق الجميع فمهما كان هذا المجتمع ذا اتّجاه فرديّ فإنّه يتدخّل في عمله ويمنعه من القيام به حتى بعنوان المحافظة على مصالحه الشخصيّة أيضًا.

📜 إذن حتى في المجتمعات التي يسودها الاتّجاه الفرديّ نلاحظ وجود الإشراف العامّ للناس بشكل أو بآخر.

ـــــــــــــــ #تابع 👇ــــــــــــــ ①

48 views20:43