🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾

📝 #العقيدة_الإسلامية
📝 #بارقة_من_سماء_كربلاء

📮 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن

📍لماذا استعمل القرآن تعبير المنافقين في مقابل المؤمنين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

⁉️ نحن نواجه هذا السؤال وهو أنّ الله تعالى عندما ذكر المؤمنين والمؤمنات قائلًا: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ لماذا لم يستعمل في مقابلهم تعبير «الكافرون والكافرات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف»؟

📜 يمكننا القول في الجواب على هذا السؤال: لأنّ المنافقين أفراد يعيشون في المجتمع الإسلاميّ ويتظاهرون بالإيمان وهم يعترفون - بحسب الظاهر - بجميع القيم الإسلاميّة، بينما هم في الواقع ليس لهم عقيدة قلبيّة بجميع المسلّمات الدينيّة. انّهم مع المسلمين في الظاهر ولكنّهم أعداء لهم في الخفاء والباطن، وفي أيّ وقت تسنح لهم الفرصة المناسبة فإنّهم يوجّهون طعناتهم للمسلمين.

📜 وهذا يختلف تمامًا عن وضع الكافرين حيث أنّهم لا يعيشون في داخل المجتمع الإسلاميّ، وحتى إذا كانوا يعيشون معهم فإنّهم يتجاهرون في إعلان موقفهم ضدّ القيم الإسلاميّة. ولهذا فإنّ المسلمين يعرفونهم ويضعون الحدود الفاصلة بينهم وبين الكافرين. أمّا في مجتمع الكفر فإنّ جميع الناس كفّار وهم ينكرون القيم الإسلاميّة بصورة علنيّة وليسوا بحاجة للتظاهر بالإيمان.

📜 وبناءً على هذا فالمنافقون يتغلغلون في أعماق المجتمع الإسلاميّ ويعترفون - باللسان - بالقيم الإسلاميّة ويتظاهرون بالإيمان، إلّا أنّهم يوجّهون سهامهم إلى دين الناس ويلجأون إلى كل حيلة وخداع لكي يبعدوا الناس عن دينهم، ولهذا يحذّر الله تعالى منهم في القرآن الكريم فيقول: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ ...﴾ فهو سبحانه يلفت أنظار المؤمنين ليأخذوا حذرهم من وجود المنافقين في أعماق المجتمع الإسلاميّ لأنّهم يأخذون على عاتقهم مهمّة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.

🏷 ولاية بعض المؤمنين على بعض:

- تحدث الله تعالى عن المؤمنين بقوله: ﴿والْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾

- ولكنه سبحانه يقول عن المنافقين: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾

🛑 لماذا يعتبر الله تعالى الولاية لبعض المؤمنين على بعض بينما يعتبر المنافقين شيئًا واحدًا؟

🔰 يمكننا دراسة هذا الموضوع من جهتين:

- #الأولى: إذا أخذنا الآية الكريمة ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ بمعنى الولاية فمعنى ذلك انّ كل مؤمن يتمتّع بالولاية على المؤمن الآخر. فلكي يتمكّن المؤمنون من الأمر والنهي فيما بينهم لابدّ أن يتمتّعوا بمبرّر قانوني وسلطة قانونيّة، والله تعالى هو وليّ الجميع ويجعل ولاية وقدرة قانونية للمؤمنين بعضهم على بعض ليتيسّر لهم الإشراف والتدخل في أعمال بعضهم البعض، فيقومون بالأمر والنهي كما ينبغي. أمّا بالنسبة للمنافقين فهم يريدون الهجوم على الدين وتجريد الناس من دينهم بواسطة «الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف»، وهذا لا يحتاج إلى ولاية، لأنّ الولاية حق قانونيّ، والقانون - في أيّ مجتمع - لا يجيز الأمر بالمنكر.

- #الثانية: إذا أخذنا ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ بمعنى المحبّة والمودّة فمعنى ذلك انّ كل مؤمن يحب المؤمن الآخر ويشعر بالمودّة له، فإذا لاحظ المؤمن انّ ضررًا يلحق بأخيه المؤمن فهو يتألم ويضطرب ويبذل قصارى جهده لكي يلفت انتباهه لذلك الضرر. فلأنّ المؤمنين يحبّ بعضهم بعضًا فهم يقومون بالأمر والنهي فيما بينهم. انّ المؤمنين لا يريدون أن يحترق أخوهم وأُختهم في الدين في نار جهنّم. أمّا المنافقون فهم ليسوا كالمؤمنين - يحترق قلب بعضهم لبعض - وإنّما كل واحد منهم يفكّر في مصلحته فحسب، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾

📜 فالإنسان قد يلاحظ المنافقين مجتمعين في جبهة مشتركة ويعملون معًا وهناك فيما بينهم - حسب الظاهر - تعاون وانسجام، إلّا أنّ قلوبهم - في الواقع - متفرقة. فهم لا يحبّ بعضهم بعضًا، وإذا لم تُؤمّن مصلحة فرد منهم فقد يقوم باغتيال من يعتقد أنّه حجر عثرة بالنسبة إليه، لأنّ كل فرد منهم لا يفكّر إلّا في مصلحته، وحتى إذا شكّلوا تجمّعًا أو قاموا بعمل مشترك فإنّ ذلك من أجل أن يؤمّنوا مصالحهم الذاتيّة، وإذا حصل تزاحم في هذا التجمّع وتعرضت مصالحهم الشخصيّة للخطر فإنّ كل شيء ينتهي ويفترس كل منهم الآخر.

ـــــــــــــــ #تابع 👇ــــــــــــــ ①

58 views21:21