Telegram Web
” اقترح هرسكوفيتس (M. J. Herskovits)، مُتابِعا تحليل التثاقُف، مفهوما جديدا كفيلا بأن يأخُذ بعين الاعتبار الطريقةَ التي تتبعها كل مجموعة للقيام بتوليفات ثقافية جديدة في أوضاع التّماسّ، وهو مفهوم «إعادة التأويل»، معرِّفا إياه على أنه: "الصيرورة التي تُسنَد بها دلالاتٌ قديمة إلى عناصر جديدة، أو تغيِّر بها قيمٌ جديدةٌ الدلالةَ الثقافية التي كانت لأشكال قديمة" “

➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
” لا أدلّ على سوء حال أهل المدينة و فساد آراء أهلها، من أن يكونوا بحاجة إلى القُضاة والأطبّاء، وذلك لأنه لن يكون لهم فضيلة من ذات أنفسهم أصلا، وإن تحلَّوا بها فعن اضطرار. ومتى زادت حاجة المدينة لهاتين الصناعتين وزاد التعلُّق بهما زاد ابتعادهم عن النّهج السويّ.
ومِن أجل هذا كان من خصائص هذه المدينة (الفاضلة)، أن لا تحتاج لهاتين الصناعتين وأن لا يوجد فيها بوجه من الوجوه قاضٍ أو طبيب، بل إذا عرَض ووُجد، فهو باشتراك الاسم مع صناعة الطب وصناعة القضاء الواقعتين اليوم في المدن [الدول]. “

➖️ أبو الوليد بن رشد (ت 595هـ)، شارحا سياسة أفلاطون
” الحاخام مردخاي (rabbin Mardochée) مثل جميع أمثاله، لا يستطيع الحصول على فكرة مضبوطة لا عن الزمن، ولا عن المسافات، ولا عن الاتّجاهات، وبالأحرى عن منهج وصياغة/رسم مخطّط أو خريطة. ها هنا حسّ مفقود تمامًا لدى المغاربة، وأستطيع القول إنني لم أجِد حتى الآن واحدًا منهم لم يُصَب بالدهشة ولم يبتسمْ بشفقة عند رؤية الخرائط التي تزيّن مكتبي، ولم أجد واحدا لم يخطئ في تفسير الصور في ألبوماتي: شجرة تُظن حصانًا، حصان يُظن سفينة، صورة امرأة تُظن طائرًا، وهكذا. هذا غريب، أليس كذلك؟ ولكنه صحيح. بالنسبة لهم، سواء كان ذلك في يونيو أو ديسمبر، سواء توقّفوا في الطريق أم لا، فإن يوم الرحلة يبدأ مع شروق الشمس وينتهي مع غروبها، ولا يهتمون بالمسافة التي قُطعت إلا بشكل محدود، وإلا فإنه يكفي أن يروا قصبة أو دوارًا (قرية) أو قمّة تلّ في الأفق ليقولوا: "لقد وصلنا!" أو يدّعوا أنهم قد مرّوا من هناك! وهذا يفسر أخطاءً في المعلومات ارتكبها المؤلفون (ولا سيّما رينو Renou) الذين تناولوا جغرافيّة المغرب. لا يمكن أن تتخيل الحيَل السيّئة التي تصرّف بها معي هؤلاء الناس الشجعان، دون رغبة منهم قطعا، خلال رحلاتي الأولى في المغرب، عندما وجبَ توخي الحذر من المعطيات حول مسار جديد قدمها مغاربة، مرشدون أو قوافل كذلك. كم مرة، كنا بلا ماء، وبقينا ساعات طويلة صائمين في محاولة الوصول إلى وادٍ يقولون دائما إنه "هناك، على بُعد خطوتين"، ليضيّعوا علينا وقتا ثمينا، أو لنصل للمخيّم ليلا، وهو أمر مزعج ومحفوف بالمخاطر في هذا البلد. (...) أما حاخامي، فأودّ أن أقول مرة أخرى إنه ليس بهذه الشجاعة، بل بعيد عن ذلك جدّا، إلا أنه، أكرّر، لا يكون أقل إحراجا عندما نتطرّق للتفاصيل اللازمة لوضع المعالم الرئيسية، ولو تقريبيّا، للمسارات التي يقدمها. “

➖️ رسالة من القنصل الفرنسي أوغست بوميي (Auguste Beaumier)، وهو بموكادور، إلى السكرتير العامّ، سنة 1870م

#تاريخ_المغرب
” بالنسبة لعدد ساكنة واد نون وتكنة، فلم أتمكن من تحديد سوى معطيات عامة. إذا طلبتم من الأهالي عدد السكان سيرفعون العدد، بدون شك، إلى عدة ملايين تبعا لسعيهم إلى المبالغة وجهلهم المطلق بالعدّ والإحصاء. “

➖️ المستكشف جواكيم كاتيل (Joachim Gatell)، ما بين 1862م و1866م

#تاريخ_المغرب
” مكّن جهد الأنثروبولوجيا الأمريكية في التنظير من الإقرار بأن التغيرات الثقافية المتّصلة بالتثاقُف لا تحدث مصادفة، بل وقع استخراج قانون عام: العناصر الثقافية غير الرمزية (التقنية والمادية) أيسَرُ نقلا من العناصر الرمزية (الدينية والأيديولوجية، إلخ...). “

➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
طلب التعزُّز فاستفاد إهانةً
ومن التعزُّز ما يجُـرّ هَـوانـا

➖️ الفيلسوف الأديب الإمام أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني (تـ 534هـ)
كالصّخر يعلو حين ترفعُه
بالقَسْـر ثم يعـود للطّـبـع

➖️ أبو الفضل جعفر ابن شرف القيرواني (تـ 534هـ)
ذو فطنةٍ تُبصِر الأشياءَ غائبةً
               كأنّ كـلّ سمـاعٍ عندهـا نظَـرُ
كأنّـمـا الدّهــرُ مِــرآة تُقابِلُــهُ
إذا تأمّـلَـهـا لاحـت له الصّور

➖️ أبو الفضل جعفر ابن شرف القيرواني (تـ 534هـ)
في ترجمة الإمام الحافظ الصالح النظّار أبي ميمونة دَرّاس بن إسماعيل الفاسي (تـ 357هـ) –وهو أوّل من افتتح فرع فاس المالكيّ– من «ترتيب المدارك»:

وذكر المالكي أنه كان من أحفظ أهل زمانه بمذهب مالك وأصحابه.
وذكر عن بعض أصحاب أبي بكر بن اللّبّاد قال: كنت يوما جالسا في مجلس أبي بكر بن اللباد، وأبو ميمونة يقرأ عليه الموطأ، فتواقفا في حديث فخالفه فيه شيخُنا، وقال أبو ميمونة: كتابي هذا قرأتُه بالأندلس وبفاس.
فأمر أبو بكر بإخراج موطاً ابن وهب وكتب كثيرة، حتى تقرِّر عندهم حقيقة الحرف الذي اختلفوا فيه.
فلمّا نظر أبو بكر إلى الكتب والرُّزَم قد حُلّت ضاق، وقال لأبي ميمونة:
يا هذا ! فيك استقصاء. وما أظنك تريد إلا أن تكون ديكًا في بلدك !
_
عدا مركزية الإمام درّاس في انتشار الفقه المالكي بفاس والمغرب الأقصى، وعلوّ كعبه في العلم، هذه الحكاية تؤكّد أيضا قِدَم صفة الاستقصاء في أهل فاس :)
” ليس «الإنسان الهامشيّ» بالنسبة لروجيه باستيد (Roger Bastide) فردا يعيش بين عالَمَين اجتماعيّين وثقافيَّين، بل في كِلا العالَمَين، من دون أن يصِل أحدَهُما بالآخر. خلافا للإنسان الهامشي نفسانيا، ليس هو فردا مزدوجا، بالضرورة، وتعيسا. إنّ الأفريقي البرازيلي يُفلت، عبر مبدأ القطيعة، من شناعة الهامشية (النفسية). إذا كانت الهامشية الثقافية لا تتحوّل إلى هامشيّة نفسية فذلك بفضل مبدأ القطيعة. ليس الفرد هو، إذا، من «ينقسِم نصفين»، رغما عنه، بل هو الذي يُحدِث قطائع بين مختلف التزاماته. “

➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
” انتهى باستيد إلى معارضة التصوّر المتشائم والمهيمن للهامشية الثقافية بتصوُّر حازم التفاؤل. كثيرا ما يكون الناس الموجودون في وضعيات هامشية ثقافية، بالنسبة له، خلّاقين بصفة خاصة وقابلين للتأقلُم، بإمكانهم أن يصيروا قادة التغيّر الاجتماعي والثقافي. إنهم يستفيدون، عبر لعبة القطائع، من تعقُّد النسَق الاجتماعي والثقافي. “

➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
” إِنّ الله يُعيد مِن بركات حَركات الظّواهر على البواطن ما يكون سببًا فِي تنويرِها وإِصْلاحِها، حتى إِذا صَفَت السَّرَائر، وَتخلّصت من شوائب الكُدُورات، عادت بالصلاح على أعمال الظّواهر، فزَكَت الأعمال، وارتفعت الأحوال بطهارة أصولها وثَبات أساسِها. “

➖️ الإمام العارف القدوة، أبو عبد الله محمد بن أحمد القرشي الأندلسي (تـ 599هـ)
” إنّك رأيتَني والأمرُ عنّي مُدبِر، ولو رأيتَني والأمر عليّ مُقبل استعظمتَ من أمري ما استصغَرت “

➖️ الكاتب والأمير يزيد بن أبي مسلم الثقفي (تـ 102هـ)، ردّا على تنقُّص الخليفة سليمان بن عبد الملك (تـ 99هـ) له
” هناك خلط بين «الثقافة للجماهير» و«ثقافة الجماهير»؛ إنّ تلقّي جمع من الأفراد الرسالة ذاتها لا يجعل هذا الجمع كُلاً متجانساً. بديهي أن في خطاب وسائل الاتصال نوعاً من التوحيد الشكلي، ولكن ذلك لا يسمح باستنتاج أن تلقّـي الرسالة هو أيضا موحَّد الشكل. من الخطأ، من ناحية ثانية، الاعتقاد أن الأوساط الشعبية هي الأكثر هشاشة تجاه رسائل وسائل الاتصال. لقد أبرزت دراسات سوسيولوجية أن الاختراق الذي تُحدِثه وسائل الاتصال الجماهيري يكون أكثر عمقاً في الطبقات الوسطى ممّا هو عليه في الطبقات الشعبية.
لا يجوز لدراسة الاتصال الجماهيري أن تقتصر إذاً، على تحليل الخطابات والصور المبثوثة. يتوجّب على دراسة مكتمِلة أن تولي العناية نفسها إن لم تكُن عناية أكبر لما يصنع المستهلكون بما يستهلكونه. إنهم لا يستوعبون سلبيا البرامج المبثوثة؛ إنهم يتملّكونها ويُعيدون تأويلها بحسب الأنواع الثقافية الخاصة لمنطقهم. “

➖️ دنيس كوش (Denys Cuche)
والمسلمون من الأضغان قد مُلئت
قلوبُـهـم وأبَـوْا تسديد أخـلالِ
والحقّ مختلِف والحُمق مؤتلِفٌ
والكلُّ مُنصرِف عن نصر أبطـالِ

الأستاذ الفقيه أبو العباس أحمد الصنهاجي –المعروف بالدقون– (تـ 921هـ)
عرَضٌ من الآلام يجلبُ صحّـةً
وطَفيـف نقصٍ فيه كُلُّ كمـال

الأديب عبد العزيز بن محمد السوسي الأندلسي (عاش في ق5هـ)
” العبد مأمور بالأدب في كل حال، لأن الصفة لا تفارق موصوفها، وقد قال تعالى في حقّ المتمكّن المَكين المحبوب الأمين: ﴿مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ “

➖️ الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد القرشي الأندلسي (تـ 599هـ)
” مِن أدَب السالك إذا أخَذ في تركٍ أو عمَلٍ أو تهذيبِ خُلقٍ أو تخلُّقٍ بعادةٍ أن يأخُذ على نفسه في ذلك المعنى أشدّ الأخذ، ويتسامَح فيما سِواه، لأنّ النفس إذا لم تجِد مُستروَحًا عجزتْ وحرَنَت وكلّت “

➖️ الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد القرشي الأندلسي (تـ 599هـ)
” قول عائشة –رضي الله عنها– : «ما خُيِّرَ رَسُولُ الله ﷺ فِي أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْماً» وذكرت الحَدِيث إلى آخِرِه؛ فيه من الفِقه: رِفق الإنسان بنفسه فيما يقرّبُه من الله تعالى، لأنّ ذلك مِمّا يَستديمُ به العمل، وإذا حمّل نفسَه المشقّة ربّما انقطع فلم يعمَلْ شيئًا، وفيه: ترك الإثم، وترك الإثم أيسَر من طلب التوبة، وفيه: العفـو عن الناس فيما دون الحـدود “

➖️ الإمام أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي القرطبي (تـ 413هـ)
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ السُّؤال هو العلم، وفي حديث جبريل لما جاءَ يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، حينَ انتهى، التفتَ النبي صلى الله عليه وسلم [إلى عمر رضي الله عنه]، وقال: {فَإِنَّهُ جِبْريل أَتاكُـمْ يُعَلّمُكُـمْ دينَكُـمْ}، مَنِ الذي كانَ يُعلم؟ كانَ جبريل يسأل، فسمى السائل مُعلماً، فلولا أسئلته ما كانَ الجواب.

شيخنا سيدي المصطفى البحياوي نفع الله به
2024/12/22 20:12:05
Back to Top
HTML Embed Code: