Telegram Web
تأملات مهدوية: انتظار الفرج أعظم الفرج!

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره.
(الكافي- الشيخ الكليني- ج ١- الصفحة ٣٧١)
هنالك العديد من المعاني المهمة والعظيمة التي يمكن تأملها واستنتاجها من هذه الرواية:
المعنى الأول: الظاهر أن هنالك نوعين من انتظار الفرج أراد إيصالهما الإمام، انتظار من يريد الدنيا وانتظار من يريد الآخرة، وطبعا لا شك في أن كلا النوعين من الانتظار عظيمين، ولكن شخصا عظيما بمستوى أبي بصير إذا سأل عن الفرج يجيبه الإمام بجواب يليق به، فلو سأل شخصا آخر من عامة الناس غير أبي بصير سيجيبه الإمام بجواب آخر أبسط من ذلك، فقد يذكر له علامات وشروط الظهور وما شابه ولا يجيبه بما أجاب به أب بصير.
حيث إن الإمام الصادق يقول لأبي بصير باستنكار (وأنت ممن يريد الدنيا!)، أي أن الإمام يريد منه أن يرتقي إلى مستوى من الانتظار أعلى من الانتظار الدنيوي وهو مستوى من يريد الآخرة.
ويمكن أن نميز بين المستويين من الانتظار من خلال التمييز بين أنواع الفرج.
فالفرج نوعان:
فرج دنيوي وهو أن يعيش الخلق في زمن الإمام المهدي حياة سعيدة مليئة بالعدالة والمساواة وخالية من الظلم والفقر والمرض.
وفرج أخروي وهو تطهير الأرض من الكفر والشرك والشبهات والظلال والذنوب والمعاصي ومراكز الفسق والفجور ومن كل ما يعصى الله فيه، وهذا هو النوع الأعظم من الفرج.
فلذلك الإمام قسم الانتظار إلى قسمين:
انتظار من يريد الدنيا (أي أنه يريد الفرج الدنيوي) وانتظار من يريد الآخرة (أي أنه يريد الفرج الأخروي)، وكلاهما جيدين، ولكن الانتظار الأخروي أعظم وأكثر ثوابا.
وإن الانتظار الدنيوي ليس نوع مذموم وأهل البيت لم يذموه، ولكن لا شك أن الانتظار الأخروي أعظم بكثير.
والمعنى الثاني الذي نستنتجه من الرواية: هو قوله (عليه السلام): (من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره)
وفي روايات أخرى (انتظار الفرج من أعظم الفرج)!!
شيء عظيم!!
انتظار الشيء أعظم من الشيء نفسه!!
انتظار الفرج أعظم من الفرج نفسه!!
وهذا يؤكد لنا المعنى الذي يذكره الإمام الصادق لأبي بصير وهو أن (من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره!)
فمن كان منتظرا فهو بانتظاره يكون ذا عقيدة سليمة، لأن المنتظر للإمام الحجة فهو يقين يعرفه ويؤمن به وثابت على ولايته وإلا كيف ينتظره!!
وهو بانتظاره يكون ذا أخلاق سليمة لأنه قد حصن نفسه وأوصلها إلى مستوى الانتظار في زمن كثر فيه الفتن والانحراف والضلال وفي زمن القابض على دينه كالقابض على جمرة.
لذلك يصل إلى المرتبة الأعظم من مراتب الفرج وهي مرتبة الانتظار الأخروي، انتظار من يريد أن تصبح الأرض خالية من الكفر والضلال والمعاصي والذنوب، وهي المرتبة التي أراد الإمام الصادق من أبي بصير أن يصل إليها.
فكم فينا مثل أبي بصير يستطيع صاحب الزمان أن يعقد أمله عليه كما كان الإمام الصادق يعقد أمله على أبي بصير وغيره من أصحابه الخلص!!

تمت مشاركة هذا المنشور بواسطة بوت تذكرة مهدوية.
من يرغب بأن ينشر البوت في قناته ما عليه سوى رفعه كمشرف في القناة: @Alnashirmahdawi2bot
أجعل عقلك الباطن مهدوياً..!

ان من الامور الضرورية جداً لكل من يود أن يكون مهدوياً، ومن أنصار الامام الحجة، هي أن يبرمج عقله الباطن على أن يكون مهدوياً ومن أنصار الامام الحجة!
وسنوضح في هذا المقال ان شاء الله كل ذلك بالتفصيل، ومن يطبقه سيكون قادراً ان شاء الله على التحلي بكل صفات الأنصار..!

- بدايةً نقدم توضيح موجز حول العقل الباطن، فنقول:
ان العقل الانساني يقسم الى قسمين:
1- العقل الواعي: وهذا العقل هو الذي نفكر فيه ونقرر ونتصرف، ويشكل هذا القسم 10% فقط من أفعالنا وكل ما يصدر منا!
2- العقل الباطن: وهذا العقل، بمثابة المخزن لكل ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه، وهو المسيطر على عاداتنا وطباعنا والموجه الأساسي لأغلب سلوكياتنا..

وهذا ليس كلاماً علمياً ونظرياً فحسب، بل هو واقع عملي يراه الجميع ويؤمن به، فنحن نرى مثلاً الكثير من الأشخاص عندما يرون شيئاً غير مألوفاً يستهجنوه ويستنكروه في بداية الأمر، لكن مع كثرة تكراره نجدهم قد آلفوه وأعتادوا عليه!
وما هذا التغير الا لأنه قد ثبت في عقلهم الباطن من حيث لا يشعرون.


- والان: نعود لموضوعنا الأساس: وهو كيف يمكن أن نثبت صفات وطباع أنصار الامام المهدي في عقلنا الباطن
لكي يسهل علينا الاتصاف والتحلي بها؟

ج/ ان هنالك عدة خطوات لو أتبعناها وألتزمنا بها، سيسهل علينا التحلي بأي صفة نريدها، وكذلك التخلص من أي صفة لا نريدها، وهذه الخطوات هي:


1- بداية علينا أن نمسك ورقة وقلم ونكتب فيها الأهداف التي نريد تحقيقها، كل أحد ملتفت الى نفسه ويعلم ما ينقصه وما عليه اصلاحه، فأول شيء نفعله اذاً، هو أن نمسك ورقة وقلم ونحدد فيها أهدافنا المرجوة، مثلاْ:
يجب أن أكون هادئاً تماماً، ولا أغضب لشيء، يجب أن لا اخاف ولا أتاثر من شيء، يجب أن أؤدي كل الصلوات في وقتها ولا أؤخرها عن وقتها اطلاقاً… ..الخ، وهكذا نحدد كل الصفات التي نريد الالتزام والتحلي بها.
طبعاً كل هذا يجب أن يكون مع يقيننا بان كل شيء ممكن، اما كلمة مستحيل ولا أستطيع وما شابه فهذه يجب أن نرفعها تماماً من قاموسنا.

2- أن نسرح في خيالنا كثيراً ونتخيل أنفسنا قد أتصفنا بكل الصفات التي نريدها، وتجنبنا عن الصفات التي لا نريدها، وأفضل أوقات التخيل هو قبل النوم، وهذه الخطوة مهمة جداً، حيث أن العقل الباطن لا يميز بين الحقيقة والخيال، وشيئاً فشيئاً سنلتمس تأثير التخيل وتحوله الى واقع.

3- أن نخاطب أنفسنا وروحنا وعقلنا بعبارات تحفيزية وتشجيعية، مع تخيل معاني العبارات، مثلاً نخاطب أنفسنا ب:
أنصار الامام المهدي يجب أن لا يخافوا من شيء.
أنصار الامام المهدي يجب أن يكونوا هادئين ولا يؤثر فيهم شيء.
أنصار الامام المهدي يجب أن يكونوا أقوى من كل المغريات والمؤثرات…
نتكلم هكذا مع تخيل لمعاني العبارات التي نخاطب بها أنفسنا (سواء هذه العبارات أو غيرها)..

4- الكتابة! نعم الكتابة حول الأهداف التي نريد الوصول اليها، لا يشترط فيها أن تكون محترفاً بالكتابة، ولا يشترط كذلك أن يقرأها غيرك أو تعرضها عليه، بل المهم هو الكتابة فقط، اكتب كل ما تستطيع كتابته حول الأهداف التي ستحددها.

5- لا تشاهد أفلاماً أو مسسلاتٍ أو أي محتوى يتعارض مع الأهداف التي حددتها، فما ستشاهده أيضاً سيذهب الى عقلك الباطن شئت أم أبيت.

6- حاول التكرار والالحاح بكل شكل من الأشكال على عقلك، فاكتب واسمع وشاهد كل ما يمكنك حول أهدافك التي حددتها، ويفضل أن يكون معك شخصٌ تبدؤون معه البرنامج سوية ويبقى أحدكم يذكر الاخر ويسمعه بين الحين والاخر حول الأهداف التي سترسموها، وممكن أن يكون هذا الشريك معك في البرنامج تتكلمون في الموبايل فهذا يكفي أيضاً.

البرنامج المذكور أعلاه برنامج سهل وبسيط جداً، وأنت بحاجة لتكراره لما يقارب الأربعين يوماً لكي تتحلى بالصفات التي تريدها..

وأعلم أيها #المهدوي العزيز: انك أن لم تصنع عقلك الباطن بنفسك، فان هنالك من سيصنعه لك من حيث لا تشعر، لذلك، أنت مهدوي، أنت أقوى من كل شيء، أنت قرة عين امام زمانك، فكن عند حسن ظنه، وأبدا بصناعة نفسك بنفسك، عملاً بالخطوات التي ذكرناها في المقال.

تمت مشاركة هذا المنشور بواسطة بوت تذكرة مهدوية.
من يرغب بأن ينشر البوت في قناته ما عليه سوى رفعه كمشرف في القناة: @Alnashirmahdawi2bot
إنتظار الأنبياء والأوصياء للإمام الحجة

قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى‏ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) .

إن الله تعالى بصريح الآية الشريفة قد وعد المؤمنين بأن يورثهم الأرض ويجعل ما فيها تحت سيطرتهم الكاملة عليها ويُمَكّن لهم دينهم الذي إرتضاه لهم، فتمكين الدين الصحيح الذي إرتضاه الله للمؤمنين هو تحقيق وإنجاز للغرض الإلهي من خَلْقِ الخلق، وسيتحقق بتحقيق الوعد الإلهي بوراثة الأرض ومن عليها للمؤمنين، هذا الوعد الذي لم يزل إلى الآن لم يتحقق يقيناً، وهذا الوعد لا يتحقق إلاّ على يديّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما هو ثابت عند جميع المسلمين، لهذا قلنا أنَّ الغرض الإلهي من خلق الخلق إنَّما يتحقق على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

لذا نقول أنَّ جميع الأنبياء والرسل والأئمة "عليهم السلام" إنّتظروا دولة القائم ومهّدوا لها وترقبوها وعملوا لأجلها، فالأنبياء جميعهم كان شعارهم -إِعبُدوا الله وَحدهُ لا شريك له-، ولهذا فإن كل الأنبياء والأئمة عليهم السلام جاؤوا من أجل تحقيق هذا الغرض الإلهي بدعوة الخلق وهدايتهم ووضعوا الخطوات الأولى لأجل هذه الدولة المباركة وقيامها، والتي ستتحقق على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وكذلك إنتظروا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإن من الطبيعي إنتظارهم له إذا كان الهدف من رسالاتهم وتضحياتهم سيتحقق على يده، وقد أشارت عدة نصوص عن أهل البيت لإنتظارهم وترقبهم للإمام المهدي عجل الله فرجه، منها مثلاً:
ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في رواية طويلة: "ها، ها، طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم، ويا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله وإياهم في جنات عدن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم."

فها هي الرواية صريحة في بيان حال أمير المؤمنين وشوقه لقيام دولة الإمام المهدي.
وكذلك الرواية المشهورة عن الإمام الصادق عليه السلام: " سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد" .
بل يمكن أن نفهم من بعض الروايات إن الله تعالى ينتظره أيضاً، وقبل أن نذكر هذه الروايات، سنذكر بعض الآيات التي نسبت الإنتظار لله تعالى، لئلا يكون هنالك إشكال عقائدي إن قلنا أن الله تعالى ينتظر الإمام المهدي.

قال تعالى: (وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) ، وقوله تعالى: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) ، وقوله تعالى " قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ" .
فمن الآيات الكريمة يَتَضِّح أنَّه لا يوجد إشكال في أن نقول أن الله تعالى بنفسه ينتظر ويرتقب شيء ما، وهذا ما ثبت في القرآن الكريم.
فلا إشكال إذاً أن نقول: إن الله ينتظر الإمام المهدي.
وإن معنى إنتظار الله ليس بمعنى إنتظارنا وذلك لأن إنتظارنا هو إنتظار حاجة له، نريده أن يقودنا وأن يظهر العدل لنا وما شابه، أما إنتظار الله تعالى، إنتظار يليق به ولا يتنافى مع شأنه وعظمته، إنتظار للوقت الذي يتم فيه أمره ويقيم فيه دينه.

في الرواية عن العياشي، عن خلف بن حامد، عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين، عن البزنطي قال: قال الرضا عليه السلام:
"ما أحسن الصبر وإنتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالى "فارتقبوا إني معكم رقيب" وقوله عز وجل "وإنتظروا إني معكم من المنتظرين" فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم" .
والملاحظ أَنَّ الإمام الرضا (عليه السلام) بنفسه إستدل بها وإستشهد على إنتظار الفرج، ومنه يُعلَم كما أسلفنا أن الله تعالى ينتظر الفرج، كذلك الأنبياء والأئمة، لماذا؟، لأنّهم جاؤوا لأجل هدف وهو -إعبدوا الله وحده لا شريك له- ويسعون أن يتحقق هذا الهدف في كل الأرض، ولا يتحقق هذا الهدف إلاّ على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

إذاً ما هو حجم إنتظارهم وترقبهم ولهفتهم للإمام الحجة؟، من الواضح أَنَّ إنتظارهم ولهفتهم له كبيرة جداً وربَّما إنتظارهم أشَدُّ من إنتظارنا، نحن الذين الآن بحاجة ماسة له لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويظهر دين الله تعالى في الارض، أمّا الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لم يكونوا بحاجة إلى كل هذا، لكن مع ذلك إِنَّ إنتظارهم أشد من إنتظارنا، لأن غايتهم التي أَفنوا عمرهم في تحقيقها لا تتحقق إلاّ على يد وريثهم الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، لذا من الطبيعي أن يكونوا منتظرين ومترقبين أشد الإنتظار والترقب له.

تمت مشاركه بواسطة بوت تذكرة مهدوية:
@Alnashirmahdawi2bot
كيف نعرف الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) إذا ظهر؟

ج/ في البداية لنتفق على قاعدة، وهي أن أمر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أوضح من الشمس في رابعة النهار.
بمعنى إنه لا يختلف إثنان على ظهوره، الكل سيعلم أنه قد ظهر وأنه هو المهدي فعلاً وليس أحد المدعين؛ لأن ظهوره سيكون حدثاً عالمياً وواضحاً جداً، وتفصيل ذلك في النقاط التالية:
1- منظومة علامات الظهور المترابطة (السفياني، الخرساني، اليماني، قتل النفس الزكية، الصيحة)، لا يمكن أن يشتبه بها أحد، فمثلاً الصيحة السماوية واضحة جداً للجميع، كذلك قتل النفس الزكية سيكون حدثاً عالمياً واضحاً ذو أصداء عالمية.
كذلك الخسف بالبيداء أيضاً خسف إعجازي، بمعنى أن الله تعالى سيبطش بآلاف أو عشرات الألآف أو مئات الألآف من الجنود بين مكة والمدينة، لأنهم يلاحقون الإمام الحجة (عجّل الله فرجه).
إضافة لذلك، فإن العلامات هذه تحدث كلها في فترة متقاربة، مما يجعلنا نتيقن بأنها هي العلامات الحتمية، وإن الظهور قد أصبح وشيكاً.
2- حدوث بعض الآيات الإعجازية قبيل الظهور ، منها ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) انه قال " ان بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان، وعنده يسقط حساب المنجمين" 1 .
وكذلك النار المشرقية التي سيأتي الحديث عنها، وغيرها من الآيات.
3- من الأمور التي تقطع الشك باليقين وتكون حجة قاطعة على الجميع هو النداء بإسمه وإسم أبيه، حيث روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: "ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فان أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره"2 .
فالإمام يخبر بأنه لو اشتبهتم في كل شيء، فلا يمكن أن تشتبهوا في النداء بإسمه وإسم أبيه. ولعل هذا النداء هو نداء عند قيام القائم، وليس نفسه الصيحة التي تكون في رمضان في ليلة القدر.
4- ظهور كل المعجزات على يديه.
حتى لو لم يعرفه الشخص من كل النقاط أعلاه، فإن الله تعالى سيظهر كل معجزات الأنبياء على يديه، إتماماً للحجة، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام: " ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء، إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء" 3.
ويمكن أن نفهم من قول الإمام "إتماماً للحجة على الأعداء"، إن المؤمنين لن يحتاجوا إلى رؤية المعاجز، بل إنهم سيؤمنوا بالإمام المهدي قبلها.
لأجل كل ما ذكرنا وغيره، فإن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حدثاً عالمياً لا يقبل الشك والتأويل إطلاقاً. لذلك، مع كون ظهور الإمام بهذا الشكل العالمي والواضح للجميع، فربما من هوان العقل أن ينساق المؤمن وراء المدعين الدجالين مهما كانت دعواهم، والتي في الحقيقة جميعها لا تستحق أن يضيع المؤمن وقتاً في النظر فيها.

1 كتاب الغيبة – محمد بن ابراهيم النعماني – ج1 – ص278
1 بحار الانوار – العلامة المجلسي – ج52 – ص244
 2 إثبات الهداة – الحر العاملي –ج7 – ص357

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
الإمام المهدي ولي نعمتنا:

قال تعالى: ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).
من المواضيع التي اولتها الآيات والروايات الشريفة إهتماماً واسعاً هو موضوع شكر وكفر النعمة، وهنالك من الأدلة العقلية التي تؤكد وجوب شكر المنعم.

بمعنى أنه كل شخص أنعم علينا بنعمة، فالعقل يوجب علينا شكره والإحسان إليه بما يليق به، وهذا ما يعرف إجمالاً بوجوب شكر المنعم.
وهنا تطرح عدة تساؤلات: هل إن شكر المنعم فريضة واجبة؟ أو إنه أمر كمالي ومستحب؟
وهل إن المنعم الذي علينا شكره هو مصدر النعمة الله تعالى فقط؟ أم المنعم من المخلوقين كذلك؟ وكيف نشكر المنعم؟

سنوضح هذه التساؤلات بالنقاط التالية:

1- إن شكر الله تعالى على نعمه ضرورة لا بد منها، لأن الله تعالى جعل الشكر في قبال الكفر، بمعنى إما أن تكون شاكراً لنعم الله او كافراً بها ولا يوجد خيار ثالث لهما، لقوله تعالى:
" لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
لذلك، الشكر واجب بل وأكثر من الواجب، لانه إذا لم يكن الشخص شاكراً لنعم الله تعالى، سيكون كافراً بها، والنتيجة هي العذاب الشديد، كما مر في قوله تعالى.

2- إن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وكل إمام في زمانه هم واسطة النعم، أيّ إن الله تعالى هو المنعم، والإمام هو واسطة النعم، بمعنى أن كل النعم مثل الغيث والمطر والزرع وغيرها من النعم، الله تعالى هو مصدرها، لكنه لا ينزل هذه النعم بشكلٍ مباشر للخلق، وإنّما عبر واسطة وهو الإمام -الحُجَّة- في كل زمن، ومن دون هذه الواسطة لا تصل النعم للخلق، لذلك، الإمام المعصوم يأتي في الدرجة الثانية في الإنعام بعد الله تعالى، لان الله تعالى هو المنعم، والإمام المعصوم هو واسطة هذه النعم، وقد أثبتنا هذا الأمر في الفصل السابق عند الكلام عن فوائد وجود الحجة وهو غائب.

٣- لا يمكن شكر المنعم -الله تعالى- بدون شكر واسطة النعمة -الإمام-، كما جاء في الروايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: " من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" ، ورواية أخرى عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: " يقول الله تبارك وتعالى لعبدٍ من عبيده يوم القيامة أشكرت فلاناً، فيقول: بل شكرتك يا ربي، فيجيبه الله تعالى: لم تشكرني إذ لم تشكره" .

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: " من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ "
يتبين من هذه الروايات إن أيّ صاحب نعمة علينا من المخلوقين اذا لم نشكره، لم نشكر الخالق تعالى، وكأن الشكر لله تعالى، أو تمام الشكر لله، لا يتحقق إلا بشكر ذوي النعمة علينا من المخلوقين.

فإذا كان هذا هو حق ذوي النعمة علينا من المخلوقين، بأن من لم يشكر ذوي النعمة منهم لم يشكر الله تعالى، فكيف بالإمام المعصوم الذي هو واسطة كل النعم علينا، وكل هذه النعم على وجه الأرض من دون إستثناء، إنما الفضل فيها لله تعالى، ثم للإمام المعصوم، لأن الإمام المعصوم هو واسطة الفيوضات الإلهية.

فكل الخلق في زمن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، عليهم شكر الإمام الحجة، لأنه واسطة كل النعم الإلهية، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، فكيف بمن لم يشكر واسطة النعم والارزاق والبركات الإلهية التي تأتي عنه طريقه؟ بل حتى عبادة الله تعالى إنّما تتم عن طريقه هو ولولاه لما عبد الله.

إذاً، من لم يؤدِ حق الإمام الحجة، لم يؤدِ حق الله تعالى، وربما إذا لم نودِ شكر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) سنصبح مع الحزب الثاني المشار إليهم في قوله تعالى (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
لذلك لكي يتحقق شكر الله تعالى لا بدّ من شكر الإمام الحجة.

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
لماذا لم يظهر حتى الآن⁉️

روي في التوقيع الشريف الوارد عن الحجة (عجل الله فرجه): ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم، السعادة بمشاهدتنا، على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


تعليق:
الإمام يبين أن ما يؤخر ظهوره هو ما يصله من أفعال لا يرضى بها من شيعته، حيث تُظهر الرواية بوضوح أن الظهور واللقاء بالإمام هو مشروط بحالة قلوب الشيعة ووفائهم بالعهد، وأن التأخير في الظهور ليس أمراً عشوائيًا، بل هو مرتبط بما يصل إلى الإمام من أفعال تُظهر عدم الالتزام الكامل من الشيعة أو الأفعال التي يكرهها منهم.

وعبارة "لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا" تعبر عن أن وحدة القلوب والوفاء بالعهد من شأنها أن تسرّع اللقاء بالإمام وتجلب السعادة.

لذا يتضح أن مسؤولية التعجيل بالظهور تقع على عاتق الشيعة وأفعالهم، فمتى ما ألتزموا وأعدوا أنفسهم لنصرة الإمام وكانوا أهل لرؤيته تعجل لهم اليمن بلقاءه.



يا مولانا يا صاحب الزمان يعز علينا ما يصلك منا مما يكره قلبك الصافي الحنون، ويعز علينا أن نكون سبب في تأخر ظهورك، كم ظلمنا أنفسنا حيث أننا بأمس الحاجة إليك وأفعالنا تصدر بما يبعدنا عندك.
يا صاحب الزمان أن قلوبنا متفرقة وأفعالنا لا تليق بنصرتك، فنسألك يا سيدي أن تدعو لنا ربك أن يهدينا لطاعتك، وأن يلين قلوبنا لك، حتى نكون مستحقين لرؤيتك ولقاءك، فإنك أن لم تشملنا بدعاءك وخيرك ورضاك فلا خير بنا.


#تأملات_مهدوية

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
والله لا أفارقه!

روي أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عندما رد على كلام أبن زياد، غضب ابن زياد وقال للإمام: وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه.
فتعلقت به السيدة زينب (عليها السلام) عمته وقالت: يا ابن زياد، حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت: والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه.
(الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - ص ١١٦)

التعليق على الرواية:
أن موقف السيدة زينب (عليها السلام) حين تصدت بشجاعة لابن زياد لحماية إمام زمانها الإمام زين العابدين (عليه السلام) يحمل في طياته دروسًا عميقة للمنتظرين لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، هذا الموقف يجسد معنى الولاء الحقيقي والتمسك بإمام الحق وعدم التخلي عنه مهما كانت الظروف.

حيث وضعت السيدة زينب نفسها في مواجهة الموت، غير مبالية بما قد يصيبها، في سبيل حماية إمام زمانها حيث قالت: "والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه".

والاقتداء بهذا الموقف في نصرة إمام زماننا (عجّل الله فرجه) يكون عبر الإصرار على التمسك بولايته والدفاع عنه بالقول والعمل، وعدم ترك إمام زماننا وحيداً في مواجهة الظلم والباطل، والصبر على الصعاب في سبيل التمهيد لظهوره، تماماً كما فعلت السيدة زينب (عليها السلام) التي كانت مستعدة للتضحية بحياتها في سبيل نصرة الإمام.

#تأملات_مهدوية

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
يا صاحب زماننا

منذ أكثر من عامٍ ونحن يومياً نزف الشهداء تلو الشهداء، ونتذوق الألم بعد الألم في طريقك.
سيدي، كل ما جرى ويجري إنما هو قليل مما سيجري لنا إذا خرج السفياني، وذلك لما أخبرنا به آباءك الطاهرين.

سيدي، كل هذا ونحن نتمنى السفياني، لعلمنا حتماً بأنك ستظهر بعده لا محالة، لأنك وعد الله، والله لا يخلف الميعاد.

ولتذهب الأرواح والرقاب فداءً لطلتك.
🔸
حب المهدي حب الله عزوجل.


ورد في الزيارة الجامعة " مَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ " و "مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ ".


بعض التعليقات:
أن هذا المقطع من الزيارة الجامعة الواردة عم الإمام الهادي (عليه السلام) يؤكد على أن محبة أهل البيت (عليهم السلام) هي مظهر من مظاهر حب الله، وذلك لأنهم يمثلون الامتداد الطبيعي لرسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وهم الدين يحملون مسؤولية الحفاظ على الدين وتوضيحه للناس، فحبهم والتمسك بهم هو السبيل الوحيد للهداية والقرب من الله تعالى.

وأما عبارة "وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ"، فتشير إلى أن الالتجاء والتمسك بأهل البيت هو في حقيقته تمسك واعتصام بالله تعالى، فقد جعل الله تعالى أهل البيت علماً للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم.

وأما عبارة "مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ"، تشير الى أن الطريق إلى الله يبدأ بأهل البيت وينتهي عندهم، وليس إلى فلان وفلان، فهم يمثلون الطريق المستقيم الذي يقود الإنسان إلى الله، فلا يمكن الوصول إلى معرفة التوحيد الحقيقي إلا من خلالهم، حيث أنهم الترجمة الحية للقرآن والسنة، وهم الأعلم بمعاني الكتاب وأحكامه.


وفي زماننا هذا فأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو الإمام الحي من أهل البيت (عليه السلام)، وهو الحجة الباقية لله على الأرض، وهو الإمام المكلف بقيادة وهداية البشرية في زمننا، لذلك، نتوجه إليه بالخصوص لأنه إمام العصر، وصاحب زماننا.

وهذا الحب والأرتباط والتوجه يجب أن يترجم إلى طاعة له واتباع لخطاه باعتباره المثل الأعلى والقائد الإلهي المختار من الله تعالى، لذا يجب أن يقودنا هذا الحب للإلتزام بالتعاليم الإلهية وإلا يصبح مجرد إدعاء وليس حباً حقيقياً.

#تأملات_مهدوية

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
🔸
لماذا لا يزيل الله جميع الظلم وينصر المظلومين؟

السؤال عن وجود الظلم في العالم وعدم تدخل الله لإزالته بشكل كامل، هو من الأسئلة التي أثارت اهتمام الفلاسفة والمتدينين على مر العصور. والجواب عن هذا السؤال في الإسلام يستند إلى جوانب عدة، تشمل الحكمة الإلهية، حرية الإرادة، دور الابتلاء، والعدالة الأخروية.
1. الحكمة الإلهية
الله سبحانه وتعالى يُدبّر الكون وفقًا لحكمة بالغة قد لا يدركها البشر بشكل كامل. الله هو الحكيم المطلق، وكل ما يحدث في هذا الكون يقع ضمن تدبير إلهي محكم يهدف إلى تحقيق مصلحة أكبر، سواء في الدنيا أو الآخرة. قد يكون للظلم الذي يحدث في الدنيا حكمة أعظم من الظاهر، بحيث يكون جزءًا من اختبار للإنسانية أو وسيلة لتحقيق غايات إلهية سامية لا ندركها نحن المحدودين في علمنا.
قال الله تعالى في القرآن: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ البقرة: 216. هذه الآية تبرز أن ما قد يبدو للبشر على أنه شر أو ظلم قد يحمل في طياته خيرًا وحكمة إلهية لا نستطيع أن نفهمها في الوقت الحالي.
2. حرية الإرادة والاختيار
من المبادئ الأساسية في العقيدة الإسلامية أن الله منح الإنسان حرية الإرادة والاختيار بين الخير والشر. هذه الحرية تعني أن البشر يمكنهم أن يختاروا أفعالهم، سواء كانت عادلة أم ظالمة. لو تدخل الله في كل موقف للحد من الظلم ومنع الأشرار من فعل ما يريدون، لكانت حرية الإرادة قد أُبطلت.
الله أراد أن يكون للإنسان القدرة على الاختيار، ليُحاسب بناءً على أفعاله في الآخرة. ولذلك، يحدث الظلم نتيجة إساءة استخدام الإنسان لهذه الحرية. وجود الاختبار والتكليف يعني أن الظلم موجود كجزء من امتحان الإنسان على الأرض، ليُختبر إيمانه وصبره واستجابته للأحداث التي يمر بها.
3. دور الابتلاء
الله سبحانه وتعالى يختبر عباده بالخير والشر، والظلم هو إحدى الوسائل التي يُبتلى بها الإنسان. هذه الابتلاءات تُستخدم لتربية النفس، واختبار مدى صبر الإنسان وتوكله على الله. الظلم والابتلاءات هي جزء من نظام الابتلاء الذي يُمتحن به المؤمنون لتزكية نفوسهم ورفع درجاتهم في الآخرة.
قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة: 155. هذه الآية تؤكد أن الله يبتلي عباده بالمحن والمصائب، بما في ذلك الظلم، كجزء من هذا الامتحان.
4. العدالة الأخروية
الإسلام يُعلّم أن الدنيا هي دار اختبار، وأن العدالة الإلهية الكاملة ستتحقق في الآخرة، وليس بالضرورة في الدنيا. الظالمون قد لا يُعاقبون في هذه الحياة، ولكنهم سيُحاسبون بشكل دقيق في الآخرة، حيث يُجازى كل إنسان على أفعاله خيرًا أو شرًا. المظلومون أيضًا سينالون حقهم، والله يعد بالقصاص العادل يوم القيامة.
قال الله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾ الأنبياء: 47. هذه الآية تشير إلى أن الله سيحاسب الجميع على أعمالهم، وسيُظهر عدالته المطلقة في اليوم الآخر.
5. الدور الإنساني في مواجهة الظلم
في الإسلام، الله يأمر الناس بمقاومة الظلم ونصرة المظلومين، ويعطيهم القدرة على السعي لتحقيق العدالة في الدنيا. وجود الظلم يُعدّ أيضًا دعوة للبشر للقيام بواجبهم في العمل على تحقيق العدالة والدفاع عن حقوق المظلومين. فالله لا يمنع الناس من اتخاذ إجراءات ضد الظلم، بل يدعوهم إلى مقاومته بكل الوسائل المشروعة.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ النحل: 90. الله يأمر بتحقيق العدالة بين الناس ويحثّهم على التعاون من أجل نشر الخير ومنع الظلم.
الخلاصة
إزالة الظلم بشكل كامل ليست جزءًا من النظام الذي وضعه الله في الدنيا، وذلك لأسباب تتعلق بالحكمة الإلهية، وحرية الإرادة، والابتلاء، والعدالة الأخروية. الله يختبر عباده في هذه الدنيا ويترك لهم حرية الاختيار، وسيحاسب الظالمين في الآخرة.

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
🔸
تأملات مهدوية: "عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا تُرى، ولا أسمع لك حسيسًا ولا نجوى".

هذه العبارة الشريفة تحمل معاني روحية عميقة تتعلق بالاشتياق الصادق للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وعمق العلاقة التي يجب أن تجمع المؤمنين مع إمام زمانهم.


التأملات:

-الشوق الصادق في القلوب:
الرواية تعبّر عن مشاعر الغربة والحرقة في قلب المؤمنين عندما يعبرون عن شوقهم لرؤية إمامهم، الذي هو ملاذهم وراعيهم، تشير العبارة إلى أن الارتباط بالإمام ليس مجرد التزام عقائدي، بل هو مشاعر حقيقية تمتزج فيها الروح بالحنين والأمل، هذا الشوق يمثل درجة عالية من الارتباط الروحي والعاطفي، حيث يشعر المؤمنون بمرارة الغياب وكأنها غصة في قلوبهم.

- ضرورة الإحساس بالحضور الدائم للإمام:
الرواية توضح أهمية الوعي المستمر بوجود الإمام رغم غيابه الجسدي، فعلى الرغم من عدم سماع حسيسه أو رؤية صورته، يبقى الإمام حيًا حاضرًا بتوجيهه ورعايته للأمة، وهذا يتطلب من المؤمنين أن يظلوا على يقظة دائمة، وأن يشعروا بتأثير الإمام في حياتهم من خلال الالتزام بتعاليمه ونصائحه.

- دور الأمل في الانتظار:
من أعظم الدروس التي نستخلصها من هذه العبارة هو الأمل، الأمل هو الذي يغذي القلوب ويجعلها تصبر وتتحمل المحن والابتلاءات في زمن الغيبة، فعبارة "عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا تُرى"، فإنه يرسخ في نفوس المؤمنين أهمية الاستمرار في العيش بروح التفاؤل والثبات، حتى وإن كان الانتظار طويلًا.

بناء على ما تقدم يمكن ذكر بعض الأرشادات:

العلاقة بين المؤمن والإمام يجب أن تتجاوز الظاهر: لا يكفي أن يكون الانتظار مجرد انتظار نظري أو ثقافي، بل يجب أن يُترجم إلى التزام عملي يعكس الشوق للإمام ورغبة في إحياء تعاليمه.

الصبر على الغيبة هو جزء من الاختبار الإيماني: كما تشير النصوص إلى أن من أصعب ما يواجه المؤمن هو الثبات في زمن الغيبة، حيث يشبه القابض على دينه كالقابض على الجمر.

الأمل ليس خيارًا بل ضرورة: إن الصبر والأمل في الفرج من أعظم صفات المنتظرين الحقيقيين، فبهما يستمر المؤمن في الالتزام بطريق الحق والبعد عن الفتن والانحرافات.


تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
تأملات مهدوية: التقدم العلمي في زمن الإمام المهدي (عجل الله فرجه).

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم (عليه السلام) أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس، وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا.


تبين هذه الرواية الدور المحوري للعلم في مشروع الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، وتفتح آفاقاً جديدة للتأمل في مستقبل العلم والمعرفة في عصر الظهور.

التأملات في الرواية:

-العلم كمفتاح للتطور والنهضة:
الرواية تشير إلى أن العلم الحالي الذي تملكه البشرية هو جزء بسيط من المعرفة الكلية التي ستظهر في عهد الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، هذا يعزز أهمية العلم في حياة المؤمنين ويدفعهم للسعي وراء المعرفة والاستعداد لما سيأتي من علوم وأسرار جديدة.

- دور الإمام المهدي في نشر العلم:
الرواية تؤكد أن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) سيأتي ليكشف للناس عن عوالم من العلم لم يكن يعرفها أحد من قبل، هذا يُظهر أن عصر الظهور لن يكون فقط زمناً للعدل والسلام، بل سيكون أيضاً عصراً للعلم والتقدم الفكري والروحي، فالمؤمنون يجب أن يستعدوا لاكتساب هذه العلوم والعمل بها.

- التحضير لعصر العلم:
الانتظار الحقيقي للإمام يشمل التحضير لاستقبال تلك المعرفة من خلال تطوير الذات والمجتمع علمياً وفكرياً، لذلك، قد يظهر من خلال ذلك أهمية مواكبة المؤمن للتقدم العلمي والاستفادة منه.

- الاستعداد لعصر الظهور يشمل النمو الفكري وتطوير الفهم والسعي وراء المعرفة واستثمارها قدر الإمكان.

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
أجرك الله سيدي يا صاحب الزمان
عظم الله لك الأجر يا بقية الله
تأملات مهدوية: الانتظار بين الصبر والعمل

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "من سرّه أن يكون من أصحاب القائم، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق".


التأملات والمعاني:
الحديث يشير إلى أن الانتظار للإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو حالة تتطلب من المؤمن الاستعداد بكل جوانبه، الروحية والجسدية.

فينبغي للمؤمن أن يتحلى بالورع، الذي يكمن في الابتعاد عن المحرمات والشبهات، وهذا هو حجر الأساس في حياة المنتظرين، فالورع هو سلوك نابع من الخوف من الله والحرص على طاعته، ولذا فهو يعزز من قدرة المؤمن على مقاومة الفتن والمغريات، مما يجعله ثابتاً على الدين متمسكاً به كالقابض على جمرة، وبالتالي يكون سبباً في نجاته عند الغربلة.

وينبغي للمؤمن أيضا أن يتحلى بمكارم الأخلاق، فالأخلاق هي وسيلة لجذب الناس إلى الإمام، فالعمل بمحاسن الأخلاق يجعل المؤمن قدوة في مجتمعه، ويُظهر صورة مشرقة عن أتباع الإمام وشيعته، فالأخلاق الحسنة لها تأثير عميق في جذب الناس نحو الإمام، مما يساهم في توسيع دائرة المؤمنين ويعزز من الاستعداد الجماعي للظهور.

فالانتظار هو كالمدرسة التي يتعلم فيها المؤمن كيف يكون على قدر المسؤولية ومستعدا لعصر الظهور، فالانتظار هو تجربة متواصلة للتعلم والنمو.

بناء على ما تقدم يمكن ذكر بعض الأرشادات:

الورع يحمي من الزلل: المؤمن الذي يعيش بروح الورع يُحصن نفسه من الفتن، ويظل ثابتاً في إيمانه، مما يجعله مؤهلاً لنصرة الإمام.

الأخلاق الحسنة تسهم في بناء مجتمع مهدوي: المنتظر الذي يتحلى بالأخلاق الحميدة يكون قدوة لمن حوله، مما يساهم في بناء بيئة اجتماعية مستعدة لنصرة الإمام.

الصبر يعزز الأمل والالتزام: في زمن الغيبة، يتطلب الانتظار صبراً طويلاً على الابتلاءات والتحديات، مما يزيد من استعداد المؤمن للوقوف مع الإمام عند الظهور.

تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
تأملات مهدوية: وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج.


روي عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه): أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم.
(كمال الدين - ج ١ - ص ٥١٣)



التأملات والمعاني:

أن الدعاء للإمام المهدي (عجل الله فرجه) له آثار عظيمة على حياة الداعي، ومنها:

1- إن الدعاء للقائم (عليه السلام) سبب للفرج عنه وفرج شيعته، ويُعد من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى الله.

2- الدعاء للإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو من أبرز وسائل التواصل الروحي بين المؤمنين وإمام زمانهم، فهو ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو تجسيد للولاء والانتظار واليقين بوجود الإمام وحضوره المعنوي في حياة المؤمنين.


3- الدعاء للإمام ليس فقط وسيلة للارتباط به، بل يُعتبر أداة فاعلة للتعجيل بالفرج، فالدعاء يعكس الوعي بحجم المسؤولية التي تقع على عاتق كل مؤمن في دعم قضية الإمام وإبقاء جذوة الأمل مشتعلة.

4- الدعاء جزء من الاستعداد للظهور، لأنه يبرز التزام المؤمن بأهمية الظهور والعمل من أجل تحقيقه.

5- كلما دعا المؤمن للإمام زاد يقينه بقرب الظهور وارتباطه بالإمام، لأن الدعاء يمثل صلة مباشرة بين المؤمن وإمامه، مما يعمق الروابط الروحية ويُشعر المؤمن بوجود الإمام ورعايته.

6- الدعاء يعد جزء من التمهيد للإمام المهدي، فالدعاء ليس فقط لطلب الفرج، بل هو وسيلة لجعل المؤمن جزءً من مسار التمهيد للظهور.


تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
2024/11/19 20:11:10
Back to Top
HTML Embed Code: