A2QANITA1 Telegram 27592
أحمد قنيطة
أيا وجهَ صبحٍ يبثُ الهُيَّام وخيراً يهلُ كقطر الغمامْ وحُباً يزيحُ همومَ الظلامْ بقلبٍ صبور وروحٍ تفور بنثرِ الزهور وفيضِ السلام.. ..🌷❤️
في مثل هذا اليوم أشرقت الدنيا بميلاد زوجتي الحبيبة، وشهيدتي الغالية، وأقبلت على الدنيا صديقتي الأمينة، وصاحبتي المؤنسة، التي أضاء الله بها عتمة قلبي، وشرح بها صدري، وتهللّت لها قسماتُ وجهي.

لا أدري من أين أبدأ... يحار عقلي ويرتبك قلمي حين أفكر بالكتابة عن رفيقة الروح وشقيقة القلب وشطر الفؤاد، التي أكرمني الله بعظيم فضله حين كتبها سكناً لي، وجعلها أنساً لأولادي، وأغدق بها البركة على بيتي.

لم يكُن يوماً عادياً ذلك اليوم الذي جمعني بها لأول مرة، فقد كانت كل الأسباب ميسرّة وكل الطرق ممهدة لتكون هي قدري الأجمل ونصيبي الأبهج، إنها الفتاة الرقيقة المصونة، ذات المنبت الحسن، والمنشأ الطيب، والنسب الأصيل، والأخلاق الرفيعة، والسمعة السامقة.

لقد كانت جيشي الكبير وعدتي وعتادي، وسندي وعوني ومددي، في خوض غمار هذه الحياة بحلوها ومرها،بيسرها وعُسرها، بنينا سوياً أركان أسرتنا لبنةً لبنة، وطوبةً طوبة، وعايشنا في غمرة ذلك كل تفاصيل الحياة من حوارٍ وتشاور، واتفاقٍ واختلاف، وفرحٍ وسرور، وحزنٍ وألم، وضيقٍ وسعة، فما زادنا ذلك إلا حباً وانسجاماً ووفاءً، وتعاهداً على مواصلة الطريق حتى نؤسس بيتاً مسلماً ينفع دينه ووطنه وأمته، وقد كان بفضل الله ومنته بأعظم مما كنت أتخيّل أو أتصوّر، حتى اصطفاهم الله في معركة من أشرف وأنقى معارك الأمة في تاريخها المعاصر.

وإنّ من جميل صفاتها -تقبلها الله- أنها كانت في دنيانا اسماً على مسمى، بما تملكه من صفات الرقة وخفة الظل، والصبر والحِلم، وطيب العشرة وحسن التدبير، ما يسلّي القلب عند شجونه ويسرّي عنه وقت همومه، وقد كانت عند استشهادها كذلك، فقد أسْرَت بقلبي -رضي الله عنها- ليلة رحيلها إلى فضاء الرضا والاطمئنان، مما يعجب له العقل ويُدهش له القلب، إذ كانت آخر رسالة أرسلتها لي قبل استشهادها بدقائق معدودة، وردت عليَّ حين سألتها عن صورة الوضع لديها، بالقول: "الحمد لله رب العالمين.. راضيين ومقرين بقضاء الله وقدره"

وحين بلغني النبأ الأليم باستشهادها وأبنائي وعائلتها الكريمة، وذلك بعد لحظات أو دقائق من رسالتها الأخيرة، وقف إلى جانبي عددٌ من الأصدقاء يواسونني ويعزونني بمصابي، فحمدتُ الله وشكرته واسترجعت، وقلت: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"، ثم أتاني أحدهم بالقرآن لأقرأ شيئاً منه ليكون بلسماً للروح، ففتحتُ المصحف بشكل عفوي دون أن أقصد أي سورةٍ بعينها، فإذا بي والله أجد أمامي سورة الإسراء، فحمدتُ الله وقلت "الله أكبر" وكأن الله فتح عليّ فتحاً عظيماً، وشعرتُ أنها رسالة تسلية وتسرية من الله لقلبي على هذا المصاب الجلل.

لم أكتب ما تقدّم عن زوجتي الغالية تنميقاً للكلمات ولا زخرفةً للعبارات، ولا لأجل استجلاب العطف أو استحضار الحزن، وإنما لأعبر عن شيئٍ من وفائي لها وبرّي بها، وأتحدث عن بعضٍ من خصالها الجميلة وصفاتها البديعة، لعلها تحظى بدعوة صادقة أو عملٍ صالح يهبه أحد المسلمين لها فيجعله الله في ميزان حسناتها..

إليك وفائي يا نبع الوفاء
حنانيك حباً كمدِّ السماء
وقلبٌ متيم ندي الصفاء
فأنتِ شراعي ومنكِ شعاعي
و فيكِ يراعي يصوغ البهاء


والله أسأل أن يجعل شهادتها وشهادة أبنائي وعائلتها المباركة خالصةً في سبيله وابتغاء مرضاته، نصرةً لديننا ودفاعاً عن مقدساتنا وبراً بوطننا، فالله اشترى.. والمؤمنون باعوا.. والسلعة الجنة.

"فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ"

26 مايو 2024م


T.me/a2qanita1



tgoop.com/a2qanita1/27592
Create:
Last Update:

في مثل هذا اليوم أشرقت الدنيا بميلاد زوجتي الحبيبة، وشهيدتي الغالية، وأقبلت على الدنيا صديقتي الأمينة، وصاحبتي المؤنسة، التي أضاء الله بها عتمة قلبي، وشرح بها صدري، وتهللّت لها قسماتُ وجهي.

لا أدري من أين أبدأ... يحار عقلي ويرتبك قلمي حين أفكر بالكتابة عن رفيقة الروح وشقيقة القلب وشطر الفؤاد، التي أكرمني الله بعظيم فضله حين كتبها سكناً لي، وجعلها أنساً لأولادي، وأغدق بها البركة على بيتي.

لم يكُن يوماً عادياً ذلك اليوم الذي جمعني بها لأول مرة، فقد كانت كل الأسباب ميسرّة وكل الطرق ممهدة لتكون هي قدري الأجمل ونصيبي الأبهج، إنها الفتاة الرقيقة المصونة، ذات المنبت الحسن، والمنشأ الطيب، والنسب الأصيل، والأخلاق الرفيعة، والسمعة السامقة.

لقد كانت جيشي الكبير وعدتي وعتادي، وسندي وعوني ومددي، في خوض غمار هذه الحياة بحلوها ومرها،بيسرها وعُسرها، بنينا سوياً أركان أسرتنا لبنةً لبنة، وطوبةً طوبة، وعايشنا في غمرة ذلك كل تفاصيل الحياة من حوارٍ وتشاور، واتفاقٍ واختلاف، وفرحٍ وسرور، وحزنٍ وألم، وضيقٍ وسعة، فما زادنا ذلك إلا حباً وانسجاماً ووفاءً، وتعاهداً على مواصلة الطريق حتى نؤسس بيتاً مسلماً ينفع دينه ووطنه وأمته، وقد كان بفضل الله ومنته بأعظم مما كنت أتخيّل أو أتصوّر، حتى اصطفاهم الله في معركة من أشرف وأنقى معارك الأمة في تاريخها المعاصر.

وإنّ من جميل صفاتها -تقبلها الله- أنها كانت في دنيانا اسماً على مسمى، بما تملكه من صفات الرقة وخفة الظل، والصبر والحِلم، وطيب العشرة وحسن التدبير، ما يسلّي القلب عند شجونه ويسرّي عنه وقت همومه، وقد كانت عند استشهادها كذلك، فقد أسْرَت بقلبي -رضي الله عنها- ليلة رحيلها إلى فضاء الرضا والاطمئنان، مما يعجب له العقل ويُدهش له القلب، إذ كانت آخر رسالة أرسلتها لي قبل استشهادها بدقائق معدودة، وردت عليَّ حين سألتها عن صورة الوضع لديها، بالقول: "الحمد لله رب العالمين.. راضيين ومقرين بقضاء الله وقدره"

وحين بلغني النبأ الأليم باستشهادها وأبنائي وعائلتها الكريمة، وذلك بعد لحظات أو دقائق من رسالتها الأخيرة، وقف إلى جانبي عددٌ من الأصدقاء يواسونني ويعزونني بمصابي، فحمدتُ الله وشكرته واسترجعت، وقلت: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"، ثم أتاني أحدهم بالقرآن لأقرأ شيئاً منه ليكون بلسماً للروح، ففتحتُ المصحف بشكل عفوي دون أن أقصد أي سورةٍ بعينها، فإذا بي والله أجد أمامي سورة الإسراء، فحمدتُ الله وقلت "الله أكبر" وكأن الله فتح عليّ فتحاً عظيماً، وشعرتُ أنها رسالة تسلية وتسرية من الله لقلبي على هذا المصاب الجلل.

لم أكتب ما تقدّم عن زوجتي الغالية تنميقاً للكلمات ولا زخرفةً للعبارات، ولا لأجل استجلاب العطف أو استحضار الحزن، وإنما لأعبر عن شيئٍ من وفائي لها وبرّي بها، وأتحدث عن بعضٍ من خصالها الجميلة وصفاتها البديعة، لعلها تحظى بدعوة صادقة أو عملٍ صالح يهبه أحد المسلمين لها فيجعله الله في ميزان حسناتها..

إليك وفائي يا نبع الوفاء
حنانيك حباً كمدِّ السماء
وقلبٌ متيم ندي الصفاء
فأنتِ شراعي ومنكِ شعاعي
و فيكِ يراعي يصوغ البهاء


والله أسأل أن يجعل شهادتها وشهادة أبنائي وعائلتها المباركة خالصةً في سبيله وابتغاء مرضاته، نصرةً لديننا ودفاعاً عن مقدساتنا وبراً بوطننا، فالله اشترى.. والمؤمنون باعوا.. والسلعة الجنة.

"فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ"

26 مايو 2024م


T.me/a2qanita1

BY أحمد قنيطة


Share with your friend now:
tgoop.com/a2qanita1/27592

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Polls How to build a private or public channel on Telegram? Hui said the messages, which included urging the disruption of airport operations, were attempts to incite followers to make use of poisonous, corrosive or flammable substances to vandalize police vehicles, and also called on others to make weapons to harm police.
from us


Telegram أحمد قنيطة
FROM American