Telegram Web
"" روي إن فيه فرق من الخوارج أنكرت سورة يوسف كاملة , لإنه لا يليق أن يروي الله عشقاً , أو يصف مشهد غواية زي امرأة العزيز و يوسف , ودي معلومة غريبة بتحيل الواحد إلي كتير من العواطف البشرية اللي القرآن أبرزها عن أنبياؤه بينما لو مارسها أشخاص عاديين مُمكن يتعرضوا لإستهجان ديني زي شك إبراهيم المٌباشر و مٌطالبته بشهود فعل البعث , أو عصبية موسي و رغبته في شهود تفسير الأقدار وقت حدوثها , أو عبوس الرسول ص من إلحاح كفيف , أو تمرد يونس علي الأمر الإلهي و قضية قومه

القرآن كان أمين في نقل بشرية الأنبياء و إنفعالاتهم , و ما تعرضوا له و إزاي إتفاعلوا معاه , و دا من مصادر إفتتاني بالنص القرآني , إنه بينقل المرء كما هو , و بيدعوه لإختبار مُستويات قُرب من جمال بعيد , مش بيدعوه لنفي بشريته , عشان كدا وصف الرب نفسه أنه يقص أحسن القصص , اللي بتعبر عن الإنسان أكثر المخلوقات جدلاً ,كما هو بدون رتوش

و جايز دا مخليني بقدس فن الرواية و السرد بكل صوره , لإنه أقدر علي توصيف المفارقة الإنسانية , بكل ما فيها , و بكره كل مُداخلات تهذيب و تشذيب الفنون , و بفتكر كونديرا لما إحتقر حتي روايات رائعة زي روايات أورويل لإنها بتسخر فن الرواية لأغراض سياسية و أيدولوجية بينما الرواية , هي هبة الرب ليُعبر الإنسان عن نفسه بصدق , يخلو من المثاليات كافة , و الأغراض كافة ,

فيه مُقاربات للأسف زي الخوارج كدا و لو علي خفيف جداً طبعاً , بتكره التعبير عن الضعف الإنساني أو عن حاجات بتضر تصور مثالي ما مش حقيقي , بينفي الإنسان و بيرهقه أكتر ما بيعبر عنه , و دا كان جمال رد المسيح علي رجال الدين لما قالوله إزاي يداوي و يشتغل في عطلة السبت فقدم الإنسان في مرتبة أولي بإعتبار إن الطقوس خٌلقت للإنسان و لم يُخلق الإنسان لتنفيه الطقوس و تخليه نموذج مثالي مش حقيقي
رد علي الفريسيين و قال السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ."" 🖤
على منهاج النُّبُوَّة ٥٨
نافقَ حنظلة!

خرجَ حنظلة بن الربيع من بيته ضَجِراً، فلَقِيَهُ أبو بكر الصديق في الطريق وسأله: كيف أنتَ يا حنظلة؟
فقال: نافقَ حنظلة!
فقال له أبو بكر: سُبحان الله، ما تقول؟
قال: نكونُ عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُذكرنا بالجنة والنار كأننا نراها رأي العين، فإذا خرجنا من عنده عافسْنَا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً!
فقال أبو بكر: فواللهِ إنَّا لنلقى مثل هذا!
فانطلقا حتى إذا أتيا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال له حنظلة: نافقَ حنظلة يا رسول الله!
فقال له: وما ذاك؟
قال: نكون عندكَ تُذكرنا بالجنة والنار كأننا نراها رأي العين، فإذا خرجْنا من عندك عافسْنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي لصافحتْكُم الملائكة في الطرقات، لكن يا حنظلة ساعة وساعة!

تفقَّدْ قلبكَ، راقبْ دوماً مِقدارَ الإيمان والخشية فيه، تعظيمَه لحُرُماتِ الله، رأفتَه ورقتَه على خلق الله، انصياعَه للحق، حبه للدين وأهله، وكراهيتَه للكُفر وأهله، ما خرجَ حنظلة من بيته ضَجِراً إلا لأنه تفقَّدَ قلبَه فلم يجدْهُ ذاك القلب الذي يجدُهُ عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم! يعزُّ على المُؤمن أن يتراجعَ في الطريق إلى الله، يُؤلمه النوم كل الليل بعد أن كان يقوم منه شيئاً، ويحزُّ في قلبه أن تفوتَه صلاة الفجر في المسجد وقد كان من أهلها، يُزعجه أنه لم يعد سابقاً للخيراتِ كما كان!
تفقَّدْ قلبَكَ ولا تركنْ إلى ماضيك المشرق في الطاعة، فكم من قدمٍ زلَّتْ بعد رسوخِها، وكم من جبهةٍ فترتْ بعد طول سجود، فإن العبرة بالخواتيم!

ساعةٌ وساعة أي أن المُسلم يستحيلُ أن يبقى على وتيرةٍ واحدةٍ من العبادة، ثمة حياة عليها أن تمضي قدماً، هناك وظيفة وأكل عيش، وهناك زوجة وأولاد، وهناك أقارب وأصدقاء وجيران، وزيارات ومناسبات وهذا شيء طبيعي ومفهوم، هذا هو معنى ساعة وساعة
وإنها لا تعني أن تكون ساعة لربك وساعة لشيطانك!
ساعةٌ في المسجد وساعةٌ في الملهى الليلي، وساعةٌ بثوبِ الصلاة وساعةٌ متبرجة متعطرة، ساعةٌ تتصدَّقُ وساعةٌ تأكل الربا، ساعةٌ مع صُحبةٍ صالحةٍ وساعةٌ مع صُحبةٍ فاسدةٍ!
ساعةٌ وساعة تعني أن لا تكون في عبادة ولكنك في المُباح لا في الحرام! وحتى المُباح الذي تحتسبه عند الله هو عبادة، فزيارةُ القريبِ بنية صلة الرحم عبادة، وتحصيلُ الرزقِ بنية أكلِ الحلال والكفِّ عن سؤال الناس عبادة، هذا الدين العظيم جعل اللقمة التي يرفعُها الرجلُ إلى فمِ امرأتِه صدقة!

أدهم شرقاوي

http://T.me/altareikh
"" لم أؤمن بقصة حبي الأولي وقت حدوثها , كانت هشة ككل الإنطباعات الأولي , دفاعية كحذاء أنيق يخفي جورب ملؤه الثقوب , ثم مؤطرة كنافذة تري منها العالم , كعويناتك التي تبحث عنها كل صباح و هي علي أرنبة أنفك , لم يعد ثقلها حاضرا
~
لم أجد الله في ركعتي الأولي صبيا , كانت مضحكة تحاكي حركات المصلين و تتنصت علي دعواتهم السرية , كنت جاسوس خفي أتحسس البريد المرسل للرب في همهات السجود الخفية , ثم مراهق متململ في خصومة مع الرب و الخلق و العالم , حضر الله لعالمي في غفوة جوار محراب الإمام بعد الركعة الألف , إنغلق بعدها المسجد دون ملاحظة عابر غافله النوم مثلي , صار المسجد ظلاما , بلا مصلين , بلا مشكاة واحدة أبصر بها طريقي للمخرج , حضر الله لعالمي عندما صرت معنيا أخيرا بالمخاطبة , بلا صفوف أختبأ فيها صبيا أو أتأفف منها مراهقا , عدت لنومي آمنا بلا خوف , لم يعد حضور الخلق يشوشني , و إن كنت الخفي وسط ألف سيجد الرب طريقته في أن يعنيني بخاطرة و خطاب , زال فجأة ثقل ما علي الصدر لم تدري وجوده أبدا حتي زال
~,
أخبر صديقي عن سكينة كل شيء إعتدته , و التعود هو أن تتحرر الأشياء من أثقالها التي حضرت بها لعالمي , تفقد غرابتها و شذوذها و تصير بداهة لا تحتاج لإثبات , خلو من التكلف الذي جاءت به أول مرة , لا تدري متي يحدث ذلك ؟ متي تكتمل دورة الأشياء لتستوطن عالمك دون أن يلفظها خارجه ؟ ما هي الأشياء التي تعتادها الآن دون أن تدري ؟
تدرك فقط أنك لم تنجو أبدا من المحاولة الأولي , لم ينجيك أبدا حساب المسافة كاملة , فقط نجوت كما ينجو متسلق الشواهق , يبحث فقط عن موضع قدم , يليه آخر , فقط يطارد فُرجة صغيرة , نور كوة , فلك خطوة تالية و حسب ينسي معها مراقبة الأفق و معايشة المشهد الكامل , و للدهشة , عندما يعتاد الرحلة و ينسي الوصول , يصل "" ❤️
اللهم نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار ."
" من أجمل قراءات الحظر المُنتهية كتاب هوارد زن الملحمي { التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمريكية} يروي فيه التاريخ المنسي من وجهة نظر العبيد و السود و الفقراء و النسويات بعيداً عن الرواية الرسمية💙

يروي هوارد زن في كتابه أن الأفرو أمريكان ذهبوا للقتال ضد النازي في الحرب العالمية الثانية ، و تحت علم الحرية ، تم شحنهم في قاع السفن مثل أجدادهم زمن العبودية ، و لم يُطبق لأجلهم توظيف عادل في وظائف الجيش و الحرب ، و مع سقوط ضحايا الحلفاء ، إشترطت الحكومة الأمريكية علي الصليب الأحمر فصل دماء البيض و السود ، لكيلا تختلط الدماء العريقة للبيض بدماء الأسود عند التبرع و لما إعترض الطبيب الأسود تشارلز درو المنوط به تنفيذ البروتوكول علي حقارة الأمر تم فصله

بحيش قائم علي الفصل العنصري حاربت أمريكا الديكتاتورية النازية و عنصرية العرق خاصتها ، و إنتصرت مدشنة نفسها كقوة إمبراطورية عادلة لصالح الديمقراطية و حقوق الإنسان ، تلك المقدمات المنسية من التاريخ الأمريكي و المطمورة تحت رُكام النصر أدت لقيام جيل الأبناء بأضخم حركة للحقوق المدنية لأجل السود في الستينيات و إنفجار رموز الثقافة السوداء مثل كينج و مالكوم إكس و أنجيلا دايفيس و نينا سيمون و البلاك بانثرز".
"" حد سألني:`` لو إنت عالق مع شخص أو رفقة إيه أكتر صفة بتلتمسها فيهم ، بتطمن ``؟

فكرت إن فيه سحر ما في صفة الشجاعة مُقدم علي أي صفة تانية ، أعرف ناس غزيرة المعرفة عارفة الصح فين في كل إتجاه لكنها جبانة عن إختياره ، الشجاعة فيها صدق القلب ، لإنه مش شرط يطلع قراره صح ولا شرط يكسب ، ولا هو خُلق بيقدملك وصفة نجاة في العالم ، إنما بيخليك صادق ، نيل غايمان كان بيقول إن الشجاعة هي إختيار بتختاره و بتمارسه حتي و إنت مرعوب و رُكبك بتخبط في بعض ، عشان كدا بتفتنني كل ممارسات الشجاعة اللي بيعملها صاحبها و هو هش و عارف إنه معرض للكسر و الضباب في آخر السكة مخلي إحتمالات الفوز زي الخسارة ، كله سمك في مية ، زي الإعتراف بالحب ، و الإعتراف بالخوف ، و الإعتراف بإنك غلطت ، حتي سكوتي و أنا صغير عن الوشاية لمعلم فيتلقي الفصل كله عقاب جماعي مفعم بلذة إن أحداً لم يشي بالمشاغب ، شجاعة تضامن جميل و إنساني حتي لو الخسارة باينة في آخر طريقه ، شجاعة الإعتراف بالهزيمة بدل المقاوحة مع طواحين هوا ، شجاعة الإنسحاب ، شجاعة الوقاحة في وجه حد التطبيل له نجاة ، و شجاعة تصحيح القلب لمديح حتي لا تُحمد علي ما لم تفعل ، أفعال الشجاعة المحدودة دي عمرها ما بتطلعك علي مسرح ولا تسقيف ، كتير منها بينتهي بإنسحاب خجول أو تعري لضعف ما مكنش حد فاكره فيك أو خسارة ، بس يمكن التعريف الجامع للشجاعة هو إختيار المرء يكون نفسه رغم إن كل تنبؤات البورصة و الحياة و الكوكب بتقول إنه نسبة الخسارة و الألم عالية ، بحب رفقة الشجعان عشان جايز حقيقيين ، زي فنجان خزف جميل هش جداً و رقيق جداً ، وسط أيادي خشنة ، لكنه لا يكف عن سكب صدقه للعالم ، رغم كل إحتمالات الكسر"
جبراً عميقاً يصل إلى قاع خيباتنا فينتشلها ويبدلها سلام يا الله.. 💜🌸
"" لقد عشت من أجل ما ظننته صوابا آمنت بكل العوالم التي تسبق حبة البروزاك و أدوية الإكتئاب ، أن أتحسس ظهري كل صباح شوقاََ لأتأكد هل نبتت لي أجنحة كما الحلم؟! بدلا من تحسس رأسي كل صباح من الصداع كأثر جانبي لنوم المهدئات ، حطمت كل الآواني التي صُممت لإحتواء نزقي ؛
كتب طبيبي أني لا منتمي ، متعثر في الخطي مع العالم و ناقص الأهلية ليتقبلني المجتمع بسلام و أُدمج بمنظومة ، لكني أقسم لكي أن نقصي ذاك كان كمالي الخاص ، أني عشت حياة كاملة ، و قمت بضجيج كافي لرجل مذعور عاش حياته كلها وسط موتي يرتدوا الأقنعة و يخبروني أن كل شيء بخير ، موتي يرفعوا صوت الأناشيد وقت المذابح ، موتي يمدحوا ثياب الملك و هو يسير عارََ بينهم ، موتي هلوعين من كل رجل يعايش وجوده كاملاََ و يطارد كل شعور حتي منتهاه أصالةََ لا تظاهراََ ، كنت مرآة قبحهم التي أشاحوا عنها ، و كنتي أنتي دوماََ أجمل ما في الحكاية ، كنسمة باردة في أغسطس ، كنغمة مبهجة في لحن حزين ، كشيء جميل أتي دوماََ في في غير وقته ، و كنا معاً كشخوص كارتون ضلت طريقها لحكاية جادة ، ثقيلة الظل ، لا تضحك أحداً "❤️
اللهم إني أسألك بنورِ وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض؛ أن تجعلني في حِرزك وحفظكَ وجِواركَ وتحتَ كَنَفِكَ ️❤️❤️❤️
Forwarded from Xdept
أن ترى عزيزاً عليك تتسلل العافية منه كأشعة شمس تُودِّع صفحة السماء ..
أن ترى المرض يُحِيل تقاسيم وجهه التي اِعتدتها إلى شحوب .. تخاف عليه و ما بيدك من حيلة .. تتمنى لو تُزيل عنه هذا التعب! و لكن أنّى لك ؟ فالدواء معدوم!

• *هذا المشهد في الأعلى أصبح يتكرر يومياً وبصورة مرعبة* ..

° و لمّا كان دأبنا في غيث اِستشعار مواطن الحوجة .. أن نستظل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" الراحمون يرحمهم الله " جاءت فكرة *بنك الدواء*💊

*• بنك الدواء :-*

° كلنا نملك في منازلنا تلك الصناديق و الشرائط من الحبوب و الكبسولات التي لم نعد نستعملها و لا نحتاجها .. والتي تمثل في هذه الأوضاع الاستثنائية فرجاً عظيماً، من هذا المنطلق تقوم مبادرة غيث الخيرية بجمع هذه الأدوية من المتبرعين و من ثم بالتواصل مع الجهات المختصة حتى يتم صرفها للمريض المعين.

*ولعلها المُنجية فلا ندري أي صدقة تُدخل الجنة .*

*• كما يمكنكم متابعتنا:*

- عبر الموقع الإلكتروني :
http://gaithinitiative.com
- عبر فيسبوك :
http://Fb.me/GaithCharityInv


*#غيث_الخيرية*
*#كالجسد_الواحد*
*#بنك_الدواء*
Forwarded from Xdept
Forwarded from نفاج💕 (omnia Hassan)
"" الإمتنان لكل شر لم يحدث , للسلامة , كفيل بجعل المرء مُثقل بلُطف الله , و حتي فيما أنا مُبتلي به مُمتن لرحمة الله في إستبقاء من أُحب جواري , مُمتن لعافية تجعلني مُستغني أن أكون ثُقلاً علي أحد , و مُمتن لعثرات كانت كواشف لحب الخلق و لجمال في أصدقائي لم يكن ليُجليه سوي محنة , مُمتن للحواس الخمس , مُستقبلات كل جمال يجود به العالم , مُمتن للكدر الذي يُغشي القلب بعد ذنوبه , بُرهان حياة القلب و إن ثقُل , مُمتن للشك اللحوح في كوني شخص جيد أم مُنافق حسن حظه ؟! , القلق علاجه الحركة خوفاً و رجاءاً أما يقين المرء بنجاته أو هلاكه هو مقبرته , مُمتن لعجز السرد أمام كل جمال كاسح مُعقد تفاصيله في كون الله , أتذكر وقتها مقولة جعفر في رواية قلب الليل لمحفوظ : إني عاجز عن الكفر بالله , في الكون جمالاً يُعجز المرء عن ذلك , هناك أنواع من العجز ترسم للمرء برفق محدوديته , عجز لا يسوءك قدر ما هو الإستجابة الأصدق عن تموضعك في العالم , عجزك عن إيفاء النعم شُكرها , و إيفاء الله قدره ,
يهمس ابن عطاء " تنوعت أجناس الأعمال بتنوع واردات الأحوال " و وارد الحال دوماً لقلبي هو كل أحوال الخفة , الإمتنان , الغُفران , الحياء , الرضا عن فعل الله و رجاء رضاه , مثل ضيف يتخفف في أغراضه و في حياته حتي إذا أتي ميعاده يكون مُطمئناً
يهمس محمود درويش

بحياء, أشمّ عطر وردة ليست لي / بحياء, أتذوق طعم التوت البري.
بحياء أستعمل حواسي الخمس / بحياء أطيع حاستي السادسة
بحياء أحيا / كما لو كنت ضيفاً
علي غجري يتأهب للرحيل
,
و تلك المُقاربة الألطف علي الإطلاق مع الموت , عسي أن ينجو القلب في كل عثرة من كل ثُقل يُفسد خفته🖤🖤""
"" أنا أنتمي لعصبة "اللا-منتمين" ، عصبة من تخلو عن حق الحياة"" وآمنوا أن الخير لا يسع البشر، مترام بينهم؛ يصيب من أنجاه الله ويهلك بالشر سواه
نحن عصبة آثرو الصمت على عبث الروايات، ارهقتهم الحياة وعزفت سمفونية على ألحان احزانهم،
الحياة بتبعاتها ومالاتها لم تبدو يومآ مثار إهتمامنا، فالدهر في معانيه الساميه هو مجرد أرقام على مخيلاتنا وذكريات تصاحبها،
أنا وللأسف وليد حقبة مليئة بالأحزان والويلات ؛ لمفارقة خلقنا انأ نعيشها ونعايشها ونبدي ما يدور لنا من تساؤلاتنا المحبطة سرا،نحن لم ندري أبدا غاية وجودنا، غاية كينونتنا في عالم مادي بغيض مليء بالزيف والسخط، و أنت الأخر مجرد لا-منتمي تدهشك العبثية والسيرياليه المفروضة علينا، وأوعيت بأن الحياة هي كليشيه مؤقت ومستحدث دبره بنو البشر ليصير أكثر تعبا وتعقيدا

لم نآلف ابدا الحياة، كما لم نآلف أبدا الديمومة و الخلود لبني البشر كما سعى غيرنا، فالعمر هو فاصل زمني يكفي فقط لنعكس رسايل ارواحنا، لنضع لمساتنا وتأثيراتنا التي تخلد زكرانا وتسمح لنا بالفناء حينها، لنقبع في عالم من زكريات، او حتى سطور في كتب تاريخ او علامات شوارع
الحقيقة اننا لن ندرك السلام الروحي الا بخلودنا في زكريات تعي حقيقة وجودنا، ذلك هو الفوز المبين وتلك أسمى الأمنيات لمن أدركو الحياة بمعناها الحقيقي، ليصيرو حينها بسمات على الوجوه وذكرى عطرة كلما هب نسيمها فاحت جمالا وبعثت الطمأنينة والمحبة

لو كان لي الف روح شاعرية لتمنيت الفناء كل مرة، لو كان للمسافات عابر لا - منتمي مثلي، يعي حسابات السفر، يجزم بشقاءها ويضع السكينة لتمنيت مصاحبته،ولو كان لي الف رجل كمن أريد، بما أريد، لوجدت نفسي وحيدا بلا رفيق في كل النهايات،فالبشر بنو البدايات وإخوة الانهزام؛  لو كان للمحبة وجود في حياتنا، لكانت فتاة فاتنة الجمال لم تنل منها الا لمحات أو ثواني في رحلة قطار طويلة ومرهقة، ثوان تعيدك مليء بالروح والأمل، ثوان غير موعودة بالبقاء"" .🖤

منذر فيصل
" ما لعيني كُلما أغمَضتها
لاح في الأجفانِ طيفٌ من سناكِ
ما الذي أصنعه؟ ما حِيلتي
و أنا في كل ما حَولي أراك ؟! "
يُخبرنا هانيبال لكتر " الموت فكرة أراحتني دوماً , مُعضلة أن الحياة يُمكن أن تنتهي في أي لحظة تُحرر المرء برهافة لتقدير الفن و الجمال , و رعُب الفقد المُحتمل الممزوج بكل مُتعة يقدمها العالم يجعلها أكثر لذة "
,
يُخبرنا جواتاما بوذا " اليأس الجميل , يعني قبول الفقد كطابع يكسو الأشياء و العالم , وبالتالي إرهاف الحواس لكل مُتعة تُعرض لنا و كل مُحب يبقي معنا لبرهة قبل أن نفقده أو يفقدنا , لو كل شيء يمكن أن ينفقد فكل ما هو ممنوح لنا هو جائزة إضافية "
,
طابع الفقد المُحتمل الذي يكسو الأشياء يُرهف الحواس لتثمين كل جمال يُقدمه العالم , ويُخفف المؤجلات كافة , إذ كل ما يُقدم لنا ممزوج بإحتمالات خسارته , بقدر ما يحضر الفقد كظل كئيب يحد الأشياء بحدوده , تأتي معه هبات الروح ,
الإمتنان لكل ما قُدم لنا ,
و العيش في لحظته دون تفويته بخوف فقده مُستقبلاً ,
و أخيراً الخفة الكافية لقبول إفلاته عندما يحين موعد كل جمال إستضفناه بُرهة ليزول ,
,
, علي هذا يتواضع القلب و تُرهف الحواس لإستقبال كل جمال و كل روح تؤنس رحلتنا , فما المرء مالك لشيء إنما مُسلح برهافة تذوق تجعله مُختبر للأشياء , مُتحقق بها , مُفلتاً لها بسكينة , تلك تجربة العيش الدنيوي كلية , لا ملكية فيها , ولا أبدية
❤️❤️
2025/02/20 18:31:11
Back to Top
HTML Embed Code: