-
« القُرآن يُهَذبُ خَبَائِثَ الخَوَاطِر »
يا رب قد غلبتنا خبائث قلوبنا فلا تحجبنا
عن نورك بكثرتها ولا تحرمنا الاصطفاء بسوء سريرتنا، وأسالك بقدرتك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وهذِّبنا بكلامك يا رحمن!
« القُرآن يُهَذبُ خَبَائِثَ الخَوَاطِر »
يا رب قد غلبتنا خبائث قلوبنا فلا تحجبنا
عن نورك بكثرتها ولا تحرمنا الاصطفاء بسوء سريرتنا، وأسالك بقدرتك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وهذِّبنا بكلامك يا رحمن!
إن لم تجرِ هموم أُمّتك في عروقك بطريقة تجعلك تتذكرها في كل شيء كل شيء فعلا فأنت عِبْء على هذه الأُمّة.. احمِل الهمّ كأنّك صاحبه.. أنت لست مجرد متعاطف مع قضايا الأُمّة الإسلامية، وقت التريند تتكلم ولما يطول الأمر تملّ وتلتفت لهموم دنياك متخاذلًا عنهم فضلا عن أن تكون مُخذّلًا لهم.. أنت صاحب كل تلك القضايا.. كل ما يُصيب الأُمّة تحاول دفعه بما تقدر.. كل أبناء الأُمَّة إخوتك.. لا تنساهم أبدًا لأنهم منك وأنت منهم.. حمِل شديد وهمّ كبير نعم ولكن ذاك الجسد الواحد لا بُد وأن يُشعر بالخلل الذي في أجزاءه.. لا بد أن يُشعر به حتى يُصلح ويُسدّ.. وبعدها نلتفت للمهام العِظام والغايات الكُبريات..
"الأسى أن يُقرضك الله عمرًا حسنًا، تحفُّه الصحة والفراغ، ثم تُبدده في معارك هامشية، وأهداف سطحية، وميادين تافهة، تُدرك بعد أن تُهدرَ سِنيُّك وتكبو رِكابك، أنها لا تستحق."
أن تكون شابًّا مسلمًا؛ يعني أن تهتمّ لأمر أُمّتك وجراحها وأخبارها وتكون على درايةٍ -ولو قليلة- بما يُحاك لها، ويُدَبَّر خلف الكواليس لتحطيم نفوس أصحابها، وهدم كلّ بناء قبل أن يظهر أو يرتفع، وتنظر بعَين الاهتمام لمُصابات شبابها وسؤالاتهم وتعالج ضَعفك بجُهدك على نفسك وتَعَبِك عليك، لا أن تلتفت عند كلّ مفصلٍ وتدير وجهك ناحية راحتك وغفلتك كأن شيئًا لَم يكن! ..
من بلايا وسائل التواصل أنها أججت شهوة الكلام في النفوس، إذ أتاحت لكل أحد الفرصة في الحديث بلا قيد أو تبعة، حتى تولدت أخيراً ثقافة عجيبة، ثقافة جعلت السكوت فرعاً والكلام أصلاً ! ففي كل حدث أياً كان جنسه أو لونه تجد الناس بشتى أطيافهم يخوضون فيه ويغرقون في أوحاله، لا رادع لهم إلا أن تخور قواهم وتضعف أبدانهم وتنسلخ أعمارهم .. ومن وسط هذه الفوضى، أذكرك أخي الحبيب بأنك غير ملزم بالوقوف عند كل حدث، غير ملزم بالكلام في كل شأن، أذكرك بأن السلامة في السكوت، أذكرك بمشاريع عمرك وغايات حياتك، أذكرك بنفسك وأهلك وإخوانك من حولك، أذكرك بأمتك ! أذكرك بأننا أمة عمل لا أمة كلام، أمة بناء لا أمة هدم، أذكرك بأنك لاعب تغير بعملك وجه الدنيا لا نقطة خرقاء بين جماهير المتفرجين..!
تخدع نفسك..
حين تظنُّ أنّك تُنجز بكثرة التَّصَفُّح، وأنّك تُكَوّن ثقافةً وتَبني عِلمًا حين تقرأ نَصًّا هنا ومقالةً هناك، أنت تهرب فقط! تهرب من كثرة التراكمات، تهرب من تلك الفجوة التي بَنَيتَها بينك والمهام، والله لو صَدَقتَ ما التَفَتّ، لكنّ «وَهم الانشغال» أتعَبَك، وكثرة التَّنَقُّل أخذت وقتك، وما زلتَ تَظُنُّ أنّ تقليب الصفحات يَرفَعُك! وتُقابل جبال الأمنيات بقِلّة الحَرَكات!
كفاكَ خداعًا يا فتى، أنجز ما عليك . .
قصي العسيلي
حين تظنُّ أنّك تُنجز بكثرة التَّصَفُّح، وأنّك تُكَوّن ثقافةً وتَبني عِلمًا حين تقرأ نَصًّا هنا ومقالةً هناك، أنت تهرب فقط! تهرب من كثرة التراكمات، تهرب من تلك الفجوة التي بَنَيتَها بينك والمهام، والله لو صَدَقتَ ما التَفَتّ، لكنّ «وَهم الانشغال» أتعَبَك، وكثرة التَّنَقُّل أخذت وقتك، وما زلتَ تَظُنُّ أنّ تقليب الصفحات يَرفَعُك! وتُقابل جبال الأمنيات بقِلّة الحَرَكات!
كفاكَ خداعًا يا فتى، أنجز ما عليك . .
قصي العسيلي
«ولا أكتمك يا سيدي أني لا أستطيع الجمع بين توحيد الله والاعتراف بالعظمة لأحد من الناس، ولقد أخذ هذا اليقين مكانة من قلبي حتى لو طلع علي الملك المتوج في مواكبه ومراكبه، وبطانته وجنده، لما خفق له قلبي خفقة الرهبة والخشية، ولا شغل من نفسي مكانًا أكثر مما يشغله ملك التمثيل»!
- [النظرات، المنفلوطي].
- [النظرات، المنفلوطي].
اللهم واغرس في نفوسنا أحلامًا أعظَمُ مِن فَراغٍ اعتدناه، وضَياعٍ ألِفناه، واجعل من نفوسنا جِبالًا تثبُتُ بالتّعَب، ولا تعرف راحةَ الجالسين، اللهم مَكّن قلوبنا حتى تَتّسع لغاياتٍ نسيرُ لها، وأهدافٍ نَحلُمُ بها، اللهم وإن كنّا وحدنا فاجعلنا [أُمّة]
أعيذك بالله..
من أن تكون عاديًا في زمنٍ يهتِكُ كلّ يومٍ أسوار أُمّتك، أن تعتاد فراغًا يقتل أحسن ما فيك، أن تقرأ الفاتحة ولا يَفتَحُ الله لكَ إبصارًا بها، ومسيرًا على صراطها، أن تركع ولا يستقيم فيكَ إلا ظهرك، وأن تسجد ولا ترى الذي تمنّيت، وأن تمتلئ بالكتمان فتطرق غير باب الله.
من أن تكون عاديًا في زمنٍ يهتِكُ كلّ يومٍ أسوار أُمّتك، أن تعتاد فراغًا يقتل أحسن ما فيك، أن تقرأ الفاتحة ولا يَفتَحُ الله لكَ إبصارًا بها، ومسيرًا على صراطها، أن تركع ولا يستقيم فيكَ إلا ظهرك، وأن تسجد ولا ترى الذي تمنّيت، وأن تمتلئ بالكتمان فتطرق غير باب الله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا من تحيي العظام وهي رميم أحيي روح العزة والكرامة وروح الحرية في أُمتنا ..
إن هذا الدين لأمانة عظيمة.. وإن الله لن يُمكن أغلى أمانة لديه، إلا لأغلى عبد عنده.