Forwarded from لغة الضاد والأضداد للرخصة المهنية .
توفرت الملزمة
للطلب تواصل معنا على بوت القناة @Lan22_bot
للطلب تواصل معنا على بوت القناة @Lan22_bot
#علم_البيان@aapp2233
#بلاغة
#المجاز_المرسل
ذكَرنا في تَعريفِ الاسْتعارةِ أنَّها ما كانت العَلاقَةُ بينَ طَرفَيها (المُستعارِ منه والمُستعارِ له) هي المُشابَهةَ، فإنْ كانتِ العَلاقَةُ غيرَ المُشابَهةِ فهُو مَجازٌ مُرسَلٌ.
ولِهذا عرَّف الَبلاغيُّونَ المَجازَ المُرسَلَ بأنَّه: "ما كانتِ العَلاقَةُ بينَ ما اسْتُعمِلَ فيه وما وُضِع له مُلابَسةً ومُناسَبةً غيرَ المُشابَهةِ؛ كاليدِ إذا اسْتُعمِلَت في النِّعمةِ؛ لِما جرَتْ به العادَةُ مِن صُدورِ النِّعمةِ عنِ الجارِحةِ، وبِوَساطتِها تَصلُ إلى المَقْصودِ بها"، أو هو: "الكَلمةُ المُسْتعمَلةُ قصْدًا في غيرِ مَعْناها الأصْليِّ لمُلاحَظةِ عَلاقةٍ غيرِ المُشابَهةِ، معَ قَرينةٍ دالَّةٍ على عدَمِ إرادَةِ المَعْنى الوَضعيِّ" .
فالحاصِلُ أنَّ المَجازَ المُرسَلَ مَجازٌ العَلاقَةُ بينَ طَرفَيه ليست عَلاقَةَ المُشابَهةِ، وإنَّما هي عَلاقَةٌ أخْرى. ويُشْترَطُ فيه أنْ تأتيَ قَرينةٌ تَصرِفُه عنِ المَعْنى الحَقيقيِّ، والقَرينةُ: الأمرُ الَّذي يَصرِفُ الذِّهنَ عنِ المَعْنى الحَقيقيِّ إلى المَعْنى المَجازيِّ، سواءٌ كانت عَقليَّةً (حاليَّةً) تُعلَمُ مِنَ الحالِ وواقِعِ الكَلامِ، أو لفْظيَّةً.
فإذا استَخدَمْتَ اليدَ مَثلًا للدَّلالةِ على النِّعمةِ تَحتَّم عليك أنْ تأتيَ بقَرينةٍ تدُلُّ على إرادَةِ ذلك المَعْنى، تقولُ: كثُرتْ أيادِي فُلانٍ علينا، ومنه قولُ عُروَةَ بنِ مسعود لأبي بكر لولا يَدٌ كانتْ لكَ عِندي لم أَجْزِكَ بها، لأجبْتُكَ))
#بلاغة
#المجاز_المرسل
ذكَرنا في تَعريفِ الاسْتعارةِ أنَّها ما كانت العَلاقَةُ بينَ طَرفَيها (المُستعارِ منه والمُستعارِ له) هي المُشابَهةَ، فإنْ كانتِ العَلاقَةُ غيرَ المُشابَهةِ فهُو مَجازٌ مُرسَلٌ.
ولِهذا عرَّف الَبلاغيُّونَ المَجازَ المُرسَلَ بأنَّه: "ما كانتِ العَلاقَةُ بينَ ما اسْتُعمِلَ فيه وما وُضِع له مُلابَسةً ومُناسَبةً غيرَ المُشابَهةِ؛ كاليدِ إذا اسْتُعمِلَت في النِّعمةِ؛ لِما جرَتْ به العادَةُ مِن صُدورِ النِّعمةِ عنِ الجارِحةِ، وبِوَساطتِها تَصلُ إلى المَقْصودِ بها"، أو هو: "الكَلمةُ المُسْتعمَلةُ قصْدًا في غيرِ مَعْناها الأصْليِّ لمُلاحَظةِ عَلاقةٍ غيرِ المُشابَهةِ، معَ قَرينةٍ دالَّةٍ على عدَمِ إرادَةِ المَعْنى الوَضعيِّ" .
فالحاصِلُ أنَّ المَجازَ المُرسَلَ مَجازٌ العَلاقَةُ بينَ طَرفَيه ليست عَلاقَةَ المُشابَهةِ، وإنَّما هي عَلاقَةٌ أخْرى. ويُشْترَطُ فيه أنْ تأتيَ قَرينةٌ تَصرِفُه عنِ المَعْنى الحَقيقيِّ، والقَرينةُ: الأمرُ الَّذي يَصرِفُ الذِّهنَ عنِ المَعْنى الحَقيقيِّ إلى المَعْنى المَجازيِّ، سواءٌ كانت عَقليَّةً (حاليَّةً) تُعلَمُ مِنَ الحالِ وواقِعِ الكَلامِ، أو لفْظيَّةً.
فإذا استَخدَمْتَ اليدَ مَثلًا للدَّلالةِ على النِّعمةِ تَحتَّم عليك أنْ تأتيَ بقَرينةٍ تدُلُّ على إرادَةِ ذلك المَعْنى، تقولُ: كثُرتْ أيادِي فُلانٍ علينا، ومنه قولُ عُروَةَ بنِ مسعود لأبي بكر لولا يَدٌ كانتْ لكَ عِندي لم أَجْزِكَ بها، لأجبْتُكَ))
العلاقات في المجاز المرسل:
كثُرتِ العَلاقاتُ الَّتي تَجمَعُ بينَ طَرفَيِ المَجازِ، إلَّا أنَّ أكْثرَها يَدورُ حولَ أرْبعةِ مَحاوِرَ رَئيسةٍ، وهِي: الغايةُ، والكَمُّ، والزَّمانُ، والمَكانُ.
أوَّلًا: الغايَةُ: وتَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- السَّببيَّةِ: وهِي أن يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على السَّببِ، ويُرادَ به النَّتيجةُ المُترتِّبةُ عليه، كقولِ لَبيْدٍ: الوافر
إذا نزَل السَّماءُ بأرْضِ قومٍ
رَعَيناهُ وإنْ كانوا غِضابَا
فقولُه: "نزَل السَّماءُ" يدُلُّ على أنَّ المُرادَ به المطَرُ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، غيرَ أنَّ قولَه: "رَعَيناه" يدُلُّك على أنَّ المُرادَ مِن ذلك إنَّما هو النَّباتُ والعُشْبُ النَّاتِجُ عنِ المطَرِ؛ فالمطَرُ هو السَّببُ، والعُشْبُ هو المُرادُ، وهُو المُسبَّبُ، والقَرينةُ أنَّ المطَرَ لا يُرعَى، فعُلِم أنَّ المُرادَ هو المَعْنى الآخَرُ.
2- المُسبَّبيَّةِ: وهِي عكْسُ العَلاقةِ الأُولى، وهي أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على المُسبَّبِ ويُرادَ السَّببُ، كقَولِه تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
فإنَّ المَقْصودَ مِنَ الآيةِ هو ما تَترتَّبُ عليه القوَّةُ؛ مِن تَحْصينِ الحُدودِ، وبِناءِ القِلاعِ، وتَقْويةِ الجُيوشِ، وشِراءِ الأسْلحةِ، ونحوِ ذلك، فعبَّر بالمسبَّبِ وأرادَ السَّببَ، والقَرينةُ أنَّ القوَّةَ لا يُمكِنُ إعْدادُها، وإنَّما تَتحصَّلُ بإعْدادِ أسْبابِها.
كثُرتِ العَلاقاتُ الَّتي تَجمَعُ بينَ طَرفَيِ المَجازِ، إلَّا أنَّ أكْثرَها يَدورُ حولَ أرْبعةِ مَحاوِرَ رَئيسةٍ، وهِي: الغايةُ، والكَمُّ، والزَّمانُ، والمَكانُ.
أوَّلًا: الغايَةُ: وتَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- السَّببيَّةِ: وهِي أن يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على السَّببِ، ويُرادَ به النَّتيجةُ المُترتِّبةُ عليه، كقولِ لَبيْدٍ: الوافر
إذا نزَل السَّماءُ بأرْضِ قومٍ
رَعَيناهُ وإنْ كانوا غِضابَا
فقولُه: "نزَل السَّماءُ" يدُلُّ على أنَّ المُرادَ به المطَرُ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، غيرَ أنَّ قولَه: "رَعَيناه" يدُلُّك على أنَّ المُرادَ مِن ذلك إنَّما هو النَّباتُ والعُشْبُ النَّاتِجُ عنِ المطَرِ؛ فالمطَرُ هو السَّببُ، والعُشْبُ هو المُرادُ، وهُو المُسبَّبُ، والقَرينةُ أنَّ المطَرَ لا يُرعَى، فعُلِم أنَّ المُرادَ هو المَعْنى الآخَرُ.
2- المُسبَّبيَّةِ: وهِي عكْسُ العَلاقةِ الأُولى، وهي أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على المُسبَّبِ ويُرادَ السَّببُ، كقَولِه تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
فإنَّ المَقْصودَ مِنَ الآيةِ هو ما تَترتَّبُ عليه القوَّةُ؛ مِن تَحْصينِ الحُدودِ، وبِناءِ القِلاعِ، وتَقْويةِ الجُيوشِ، وشِراءِ الأسْلحةِ، ونحوِ ذلك، فعبَّر بالمسبَّبِ وأرادَ السَّببَ، والقَرينةُ أنَّ القوَّةَ لا يُمكِنُ إعْدادُها، وإنَّما تَتحصَّلُ بإعْدادِ أسْبابِها.
ثانيًا: الكَمُّ: ويَتضمَّنُ علاقَتَي:
1- الكلِّيَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على الكلِّ ويُرادَ الجزْءُ، كقَولِه تعالى: وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ فالمُرادُ: جعَلوا أطْرافَ أصابِعِهم في آذانِهم؛ إذْ لا يُمكِنُ أنْ يَضعَ الإنْسانُ إصْبَعَه كلَّه في أذُنِه، ومَقْصودُ الآيةِ الإعْراضُ عن نَبيِّ اللهِ نُوحٍ عليه السَّلامُ، وصُدودُ المُشرِكينَ عنه؛ فلِهذا أتَتِ الآيةُ بتلك المُبالَغةِ، وهُو أنَّهم يَجعلونَ أصابِعَهم جَميعَها في آذانِهم مِن شدَّةِ خَوفِهم مِن سَماعِ ما يقولُ. والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ إدْخالِ الأصابِعِ كلِّها في الأذُنَينِ.
وتقولُ: شَرِبْتُ ماءَ النِّيلِ، تُريدُ بعضَه؛ لاسْتِحالةِ أنْ تَشرَبَه كلَّه .
2- الجُزئيَّةِ: وهِي عكْسُ السَّابِقةِ، وهِي أنْ تَذكُرَ الجزْءَ وتُريدَ الكلَّ، كقَولِه تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
فالمَقْصودُ بلفْظِ الرَّقَبةِ العْبدُ -أوِ الأَمَةُ- الَّذي يُحرِّرُه القاتِلُ، غيْرَ أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ذكَر رَقبةً، وهِي جزْءٌ، وأرادَ الكلَّ. والقَرينةُ أنَّه لا يَصِحُّ تَحريرُ الرَّقبةِ حتَّى يَتحرَّرَ العبْدُ كلُّه.
ومنْها قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ: الوافر
وكم علَّمْتُه نظْمَ القَوافي
فلمَّا قال قافِيةً هَجاني
فإنَّه أرادَ بالقافِيةِ هنا ما هو أعَمُّ منه، وهُو بيْتُ الشِّعْرِ أوِ القَصيدةُ فما فوقَ، وعبَّر عنْها بالقافِيةِ؛ لأنَّها جزؤُه الَّذي يَتميَّزُ به، والقَرينةُ أنَّ القافِيةَ لا تُقالُ بغيرِ بيْتٍ يَظهَرُ فيه العَروضُ والضَّربُ والتَّفْعيلةُ، ونحْوُ هذا.
ويُشْترطُ في هذه العَلاقَةِ أنْ يكونَ الجزْءُ المَنطوقُ له خَصِيصةٌ بالكُلِّ المُرادِ، فتقولَ: أطْلَق السُّلطانُ عُيونَه في النَّاسِ، تَقصِدُ الجَواسيسَ؛ لأنَّ العَينَ هي الَّتي يُنظَرُ بها، فكانت أهَمَّ مِيزةٍ في الجاسوسِ؛ ولِهذا لا يَجوزُ أنْ يُقالَ: أطْلَق السُّلطانُ يدَه في النَّاسِ، ويكونَ المَقْصودُ بها ذلك، فإطْلاقُ الرَّقبةِ وإرادَةُ الإنْسانِ كلِّه كذلك؛ إذْ لا يَحيا الإنْسانُ بغيرِ رَقَبةٍ، بخِلافِ اليدِ والرِّجْلِ والأذُنِ والعَينِ ونحْوِها؛ فلا يُقالُ: "عِتْقُ عَينٍ"
1- الكلِّيَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على الكلِّ ويُرادَ الجزْءُ، كقَولِه تعالى: وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ فالمُرادُ: جعَلوا أطْرافَ أصابِعِهم في آذانِهم؛ إذْ لا يُمكِنُ أنْ يَضعَ الإنْسانُ إصْبَعَه كلَّه في أذُنِه، ومَقْصودُ الآيةِ الإعْراضُ عن نَبيِّ اللهِ نُوحٍ عليه السَّلامُ، وصُدودُ المُشرِكينَ عنه؛ فلِهذا أتَتِ الآيةُ بتلك المُبالَغةِ، وهُو أنَّهم يَجعلونَ أصابِعَهم جَميعَها في آذانِهم مِن شدَّةِ خَوفِهم مِن سَماعِ ما يقولُ. والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ إدْخالِ الأصابِعِ كلِّها في الأذُنَينِ.
وتقولُ: شَرِبْتُ ماءَ النِّيلِ، تُريدُ بعضَه؛ لاسْتِحالةِ أنْ تَشرَبَه كلَّه .
2- الجُزئيَّةِ: وهِي عكْسُ السَّابِقةِ، وهِي أنْ تَذكُرَ الجزْءَ وتُريدَ الكلَّ، كقَولِه تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
فالمَقْصودُ بلفْظِ الرَّقَبةِ العْبدُ -أوِ الأَمَةُ- الَّذي يُحرِّرُه القاتِلُ، غيْرَ أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ذكَر رَقبةً، وهِي جزْءٌ، وأرادَ الكلَّ. والقَرينةُ أنَّه لا يَصِحُّ تَحريرُ الرَّقبةِ حتَّى يَتحرَّرَ العبْدُ كلُّه.
ومنْها قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ: الوافر
وكم علَّمْتُه نظْمَ القَوافي
فلمَّا قال قافِيةً هَجاني
فإنَّه أرادَ بالقافِيةِ هنا ما هو أعَمُّ منه، وهُو بيْتُ الشِّعْرِ أوِ القَصيدةُ فما فوقَ، وعبَّر عنْها بالقافِيةِ؛ لأنَّها جزؤُه الَّذي يَتميَّزُ به، والقَرينةُ أنَّ القافِيةَ لا تُقالُ بغيرِ بيْتٍ يَظهَرُ فيه العَروضُ والضَّربُ والتَّفْعيلةُ، ونحْوُ هذا.
ويُشْترطُ في هذه العَلاقَةِ أنْ يكونَ الجزْءُ المَنطوقُ له خَصِيصةٌ بالكُلِّ المُرادِ، فتقولَ: أطْلَق السُّلطانُ عُيونَه في النَّاسِ، تَقصِدُ الجَواسيسَ؛ لأنَّ العَينَ هي الَّتي يُنظَرُ بها، فكانت أهَمَّ مِيزةٍ في الجاسوسِ؛ ولِهذا لا يَجوزُ أنْ يُقالَ: أطْلَق السُّلطانُ يدَه في النَّاسِ، ويكونَ المَقْصودُ بها ذلك، فإطْلاقُ الرَّقبةِ وإرادَةُ الإنْسانِ كلِّه كذلك؛ إذْ لا يَحيا الإنْسانُ بغيرِ رَقَبةٍ، بخِلافِ اليدِ والرِّجْلِ والأذُنِ والعَينِ ونحْوِها؛ فلا يُقالُ: "عِتْقُ عَينٍ"
ثالثًا: الزَّمانُ: ويَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- اعْتِبارِ ما كانَ: وهُو تَسميةُ الشَّيءِ أوِ الشَّخصِ بما كان عليه في الماضي، كقَولِه تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فإنَّ اللهَ تعالى أرادَ بالأزْواجِ هنا الأرامِلَ، وإنَّما سمَّاهنَّ أزْواجًا باعْتبارِ ما كان قبلَ موْتِ أزْواجِهنَّ.
2- اعْتبارِ ما سيكونُ: وهُو تَسْميةُ الشَّيءِ بما سيكونُ عليه في المُسْتقبَلِ، كقَولِه تعالى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا فقولُه: أَعْصِرُ خَمْرًا مَجازٌ مُرسَلٌ باعْتبارِ ما سيكونُ؛ فإنَّ الَّذي يُعصَرُ هو العِنَبُ، فإذا عُصِر صار خمْرًا، فسمَّاه باسمِ ما سيَصيرُ إليه بعدَ العصْرِ. والقَرينةُ اسْتِحالةُ عَصْرِ الخمْرِ؛ فإنَّها سائِلةٌ كالماءِ.
1- اعْتِبارِ ما كانَ: وهُو تَسميةُ الشَّيءِ أوِ الشَّخصِ بما كان عليه في الماضي، كقَولِه تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فإنَّ اللهَ تعالى أرادَ بالأزْواجِ هنا الأرامِلَ، وإنَّما سمَّاهنَّ أزْواجًا باعْتبارِ ما كان قبلَ موْتِ أزْواجِهنَّ.
2- اعْتبارِ ما سيكونُ: وهُو تَسْميةُ الشَّيءِ بما سيكونُ عليه في المُسْتقبَلِ، كقَولِه تعالى: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا فقولُه: أَعْصِرُ خَمْرًا مَجازٌ مُرسَلٌ باعْتبارِ ما سيكونُ؛ فإنَّ الَّذي يُعصَرُ هو العِنَبُ، فإذا عُصِر صار خمْرًا، فسمَّاه باسمِ ما سيَصيرُ إليه بعدَ العصْرِ. والقَرينةُ اسْتِحالةُ عَصْرِ الخمْرِ؛ فإنَّها سائِلةٌ كالماءِ.
رابعًا: المَكانُ: ويَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- المَحلِّيَّةِ: وهِي أنْ يُذكَرَ المَكانُ ويُرادَ به مَنْ يَحُلُّ فيه، كقَولِه تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
فإنَّ إخْوةَ يُوسفَ لم يَطْلبوا مِن أبيهم أنْ يَسألَ القَريةَ جُدْرانًا وبُيوتًا وأرْضًا، وإنَّما أرادوا سُؤالَ أهْلِها مِنَ النَّاسِ، وسُؤالَ أصْحابِ العِيرِ والرَّاكِبين عليها، لا سُؤالَها نفْسِها وهِي لا تَعقِلُ.
2- الحاليَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ الحالُّ بالمَكانِ ويُرادَ المَكانُ نفْسُه، كقَولِه تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ
فإنَّه أراد: ففي الجنَّةِ، لكنَّه ذكَر الحالَّ فيها؛ فإنَّ أهْلَ الجنَّةِ قد نزَلتْ عليهم رحْمةُ ربِّهم وبها نالوا النَّعيمَ والأجْرَ الجَزيلَ.
على أنَّ هذه العَلاقاتِ ليست الوَحيدَةَ في المَجازِ المُرسَلِ، فهناك عَلاقاتٌ أخْرى؛ مِثلُ:
1- الآلَةِ: وهِي إطْلاقُ آلةِ الشَّيءِ وإرادتُه نفْسِه، كقَولِه تعالى: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أراد: ذِكْرًا حسَنًا، واللِّسانُ آلَةُ هذا الذِّكْرِ، فلا يكونُ الذِّكرُ إلَّا باللِّسانِ، ونَظيرُه قولُه تعالى: وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ تَصوُّرِ أنْ يَجعَلَ اللهُ له تعالى لِسانًا بعدَ انْقِضاءِ أجَلِه في الآخِرِينَ.
وتقولُ أيضًا: ضرَبتُ الرَّجلَ سَوطًا، تُريدُ: ضرَبتَه ضَربةً بالسَّوطِ، فأطْلَقتَ الآلَةَ وأردْتَ الشَّيءَ نفْسَه .
2- المُجاوَرةِ: وهِي إطْلاقُ الشَّيءِ وإرادَةُ المُجاوِرِ له كقولِك: ناوِلْني الرَّاويةَ، تُريدُ: قِرْبةَ الماءِ، معَ أنَّها في الحَقيقةِ وصْفٌ للحامِلِ لها الَّذي يَسْقي النَّاسَ، فاسْتُعمِلتْ في القِرْبةِ مَجازًا.
وتقولُ: كلَّمتُ الجِدارَ والعَمودَ، تُريدُ: الشَّخصَ المُجاوِرَ لهما، فأطْلَقتَ الشَّيءَ وأردْتَ ما بِجوارِه. والقَرينةُ فيهما اسْتِحالةُ أنْ تَتناوَلَ الرَّجلَ عَينَه، أو أنْ تُكلِّمَ الجِدارَ والعَمودَ أنْفُسَهما
1- المَحلِّيَّةِ: وهِي أنْ يُذكَرَ المَكانُ ويُرادَ به مَنْ يَحُلُّ فيه، كقَولِه تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
فإنَّ إخْوةَ يُوسفَ لم يَطْلبوا مِن أبيهم أنْ يَسألَ القَريةَ جُدْرانًا وبُيوتًا وأرْضًا، وإنَّما أرادوا سُؤالَ أهْلِها مِنَ النَّاسِ، وسُؤالَ أصْحابِ العِيرِ والرَّاكِبين عليها، لا سُؤالَها نفْسِها وهِي لا تَعقِلُ.
2- الحاليَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ الحالُّ بالمَكانِ ويُرادَ المَكانُ نفْسُه، كقَولِه تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ
فإنَّه أراد: ففي الجنَّةِ، لكنَّه ذكَر الحالَّ فيها؛ فإنَّ أهْلَ الجنَّةِ قد نزَلتْ عليهم رحْمةُ ربِّهم وبها نالوا النَّعيمَ والأجْرَ الجَزيلَ.
على أنَّ هذه العَلاقاتِ ليست الوَحيدَةَ في المَجازِ المُرسَلِ، فهناك عَلاقاتٌ أخْرى؛ مِثلُ:
1- الآلَةِ: وهِي إطْلاقُ آلةِ الشَّيءِ وإرادتُه نفْسِه، كقَولِه تعالى: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ أراد: ذِكْرًا حسَنًا، واللِّسانُ آلَةُ هذا الذِّكْرِ، فلا يكونُ الذِّكرُ إلَّا باللِّسانِ، ونَظيرُه قولُه تعالى: وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ تَصوُّرِ أنْ يَجعَلَ اللهُ له تعالى لِسانًا بعدَ انْقِضاءِ أجَلِه في الآخِرِينَ.
وتقولُ أيضًا: ضرَبتُ الرَّجلَ سَوطًا، تُريدُ: ضرَبتَه ضَربةً بالسَّوطِ، فأطْلَقتَ الآلَةَ وأردْتَ الشَّيءَ نفْسَه .
2- المُجاوَرةِ: وهِي إطْلاقُ الشَّيءِ وإرادَةُ المُجاوِرِ له كقولِك: ناوِلْني الرَّاويةَ، تُريدُ: قِرْبةَ الماءِ، معَ أنَّها في الحَقيقةِ وصْفٌ للحامِلِ لها الَّذي يَسْقي النَّاسَ، فاسْتُعمِلتْ في القِرْبةِ مَجازًا.
وتقولُ: كلَّمتُ الجِدارَ والعَمودَ، تُريدُ: الشَّخصَ المُجاوِرَ لهما، فأطْلَقتَ الشَّيءَ وأردْتَ ما بِجوارِه. والقَرينةُ فيهما اسْتِحالةُ أنْ تَتناوَلَ الرَّجلَ عَينَه، أو أنْ تُكلِّمَ الجِدارَ والعَمودَ أنْفُسَهما
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM