Telegram Web
عن النبي ﷺ كان يدعو بهذا يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال»
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
•|| لا تخجل من طلبك لـ (العلوم) ولو طال بعدك !

قال العلامة ابن مكتوم تـ749هـ :
فَقُلْتُ مُجِيبًا عَنْ مَقَالَتِهِمْ وَقَدْ
غَدَوْتُ لِجَهْلٍ مِنْهُمُ أَتَعَجَّبُ
إِذَا اسْتَدْرَكَ الإِنْسَانُ مَا فَاتَ مِنْ عُلا
فِللْحَزْمِ يُعْزَى لا إلى الْجَهْلِ يُنْسَبُ

فـ لا تبرح حتى تبلغ ما أردت ؛ فقمْ -ودع عنك البطالة- .

قال ابن فارس تـ395هـ :
إِذَا كُنْتَ تُؤذَى بِحَرِّ المَصِيف
وَيُبْسِ الخَرِيفِ وَبَرْدِ الشِّتَا
وَ يُلْهِيْكَ حُسْنُ زَمَانِ الرَّبِيْع
فَأَخْذُكَ لِلْعِلْمِ قُلْ لِي مَتَى؟

محمود أبو حيَّان .
———————-
رابط القناة :
https://www.tgoop.com/abo7eean
•||شيوخ القمراء!

أطلت السمر مع بعض الرفقاء الليلة -من أماثل الإخوان وأفاضل الخلان-، واستمعت إلى بعض ما يجري من صوادف الفتنٍ وأراجيف المحن: تكفيراً، وتبديعاً، وشرحاً، وجرحاً، ورداً، وكتابةً، ممن يحسب الانتساب إلى حوزة العلوم -من مشاهير وسائل التواصل!!-؛ فتذكرت -والحال كذلك!- داعياً بقول المرزباني تـ384هـ في [الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء] (16):
[ونعوذ بالله من التشاغل بغير ما قرب منه، وأدى إلى طاعته، ونسأله التوفيق لأرشد الأمور بديئاً وعاقبةً بمنه وكرمه].
وبدعوة جماعة من أئمة الشافعية كـ الجويني تـ438هـ ، وأبي القاسم عبد الكريم القشيري تـ465هـ، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السياري تـ478هـ ، وأبي حامد الإسفراييني تـ604هـ -في القنوت- :
[اللهم لا تعقنا عن العلم بعائق ، ولا تمنعنا عنه بمانع ، واختم لنا بخير، واجعل عواقب أمورنا كلها إلى خير، واكفنا هموم الدنيا وأحزان الآخرة] .

وخير من ذلك -كله- من جوامع الكلم دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- : [اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً] .

فـ العلم جوهر لطيف لا يثبت إلا في القلب النظيف، وقد قالوا -في ذم الشارد عن العلم- [من غاب خاب، وأكل نصيبه الأصحاب].
وقلت -في مدح المقبلين عليه- [ما خاب من استزاد، وخط على الصحائف بسواد المداد] .

ثم رأيتُ -قديماً- عبارة من جواهر الحكم ويواقيت الكلم لـ جار الله الزمخشري تـ538هـ [في بياض الورق تسويدٌ بخط الكاتب أملح من توريدٍ بخد الكاعب]، فاعلم هذا، والسلام.

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•||نوازل الطلبة!

أخرج أبو نعيم تـ430هـ في [حلية الأولياء] (9/ 128) بإسناده إلى الإمام المطلبي محمد بن إدريس الشافعي تـ204هـ، قال: [كنت باليمن؛ فرأيت أعماوين يتقاتلان، وأبكم يصلح بينهما].

وَيْكأنه يشاكل المماحكات بين المنتسبة لـ:(العلم!)؛ فـ: كل ضالع يدرك شأو الضليع -الترند العلمي!-، وشكاة العارفين:
أَقُولُ لَهُ بَكْرًا فَيَسْمَعُ خَالِدًا
وَيَكْتُبُهُ زَيْدًا وَيَقْرَؤُهُ عَمْرَا

وقال آخر:
وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني
بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ

وثالثة الأثافي أن يكون الأكابر طوع الأصاغر، كما قال الأديب البارع محمد كرد علي تـ1953م في [المذكرات] ( 4 / 1249 ) : [من أَعظمِ البلاء أَن يُمليَ جاهلُُ على عالمِِ إرادتهُ! ويطمعَ في مُتابعتهِ دُون اعتراضٍ!!] .

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•||باب في حكم الفرح بقتل مسلم لـ(مسلم) في قتال الفتنة؛ فـ كيف به إذا كان بقتل كافر لـ(مسلم)؟

قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من قتل مؤمنا؛ فاغتبط بقتله، لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» أخرجه أبو داود بإسناد صحيح.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فاغتبط بقتله» فرح ذلك القاتل وسر بقتل المؤمن بغير حق -کالقصاص-، وقوله: «لم يقبل صرفاً»: النوافل، وقيل: التوبة، وقوله: «عدلا»: الفرائض، وقيل: الفدية.

فإن قيل: لأي شيء كان القتل في هذا الحديث؟
قلنا: كان القتل لـ أجل: «الفتنة» لكون أحدهما يعتقد في نفسه الحق كأهل البدع؛ قال خالد بن دهقان سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: «اعتبط بقتله»؛ فقال: «الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله يعني من ذلك».

فـ: كيف بمن فرح بقتل كافر لـ: (مسلم)؟!

من لطائف المناسبات:
أن راوية الحديث هانىء بن كلثوم بن شريك الكناني كان من أشراف وأخيار أهل فلسطين -كما قال خالد بن دهقان المتقدم-، وقد حدث هانىء بن كلثوم بهذا الحديث في أثناء غزوة القسطنطينية؛ فما أعظم هذه الموافقة لهذا الحديث الفلسطيني في مثل هذه المناسبة!

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•|| لا تخاصمني عند ربي.

عن معاوية بن قرة قال: «كان لأبي الدرداء جمل يقال له دمون فكان إذا استعاروه منه، قال: لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا فإنه لا يطيق أكثر من ذلك.
فلما حضرته الوفاة قال: "يا ‌دمون لا تخاصمني غداً عند ربي فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق"».

أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره بإسناد صحيحٍ إلى معاوية.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أتمنى من إخواني الدعاء لي بنية مشاركتهم ما يطلبونه من الله تعالى
•|| العلامة الطباع تـ1370هـ: «لم يتملك اليهود غزة قط عبر التاريخ».

قال العلامة الفقيه عثمان مصطفى الطباع تـ1370هـ/1950م في [إتحاف الأعزة في تاريخ غزة] (1/ 97-98):
[لم تقع غزة قط في ملك بني إسرائيل، ومع أن ملكهم في زمن سليمان وحزقيا قد توسع كثيراً؛ فإنه لم يصل إلى أكثر أبوابها، ولم يدخل، والسبب في ذلك راجع إلى الحماية المصرية التي كانت عليها].

•قلتُ:
سواء أكان معنى: «غزة هاشم» -كما يسميها العرب والأئمة من قبل نسبة لـ أحد أجداد نبينا صلى الله عليه وسلم: هاشم بن عبد مناف المقبور في منطقة: السِّدْرَة فيها-:

العِزة لـ الدلالة على المنعة، والثبات، أو بمعنى: القوة، أو جمعاً لـ(غازي) أو (غُزاة) -وهم الرُّماة بالنَّشَّاب: السهم- ثم تحرفت إلى ما اشتهر وذاع: (غَزَّة)؛ فإن «العدوان الغاشم» على «غزة هاشم» -قديماً وحديثاً- الذي يدكها دكاً: لم يكتب له نخر عقدها، ولا فسخ وشائج لحمتها، لـ: بسالة تجري في سكانها الأباة لا يستفزهم خذلان العريب والغريب؛ فهم قوم شم الأنوف سقاة الحتوف.

وشهد لها التاريخ بأن العدو إذا ظفر بها بُرهة من الزمان -كما حصل من البريطاني واليهودي ونظير ذلك-: فلا ترسخ قدمه فيها من مقاومة أهلها؛ فيتركها مدحورا يجر أذيال الخيبة في مسعاه.
ومبدأ ذلك مرده إلى تعاضد من فيها، وزهدهم بالحياة، وجبن عدوهم من اليهود التی -كما قال ابن تيمية تـ728هـ في [قاعدة جليلة] (250-251)-: [لم يعرف أنها غلبت العرب، بل كانوا مغلوبين معهم.. لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم، وإنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام].

ويصف المؤرخ الكبير إحسان بن نجيب النمر النابلسي تـ1405هـ أحوال أهلها في رسالته الميمونة [وصف غزة وأهلها] (397-398) بقوله: [الغزيون عقلاء قضوا على الحزبية بالمرة، وأصبحوا يسيرون في شؤونهم الداخلية مستقلين، لا يتركون سبيلاً للتدخل الخارجي، فلا قيس ولا يمن.. فقد احتفظوا بأراضيهم رغم تشردهم أيام الحرب، وخسارتهم لثروتهم، وتهديم بيوتهم، ورداءة مواسمهم؛ ولكنهم احتفظوا بنفوسهم وأراضيهم، فضمنوا لهم ولخلفهم مستقبلاً قومياً عظيماً عزيزاً].

وهم بهذا قد رفعوا شنار المذلة عن فلسطين -كافة!- بصمودهم مع أغلال الحصار تحت وابل القصف والدمار، وصدودهم لـ(عدوهم) برباطة الجأش وشراسة البأس: يمنعون حوزتهم من معرة الامتهان، ويتجافون عن مطارح الهوان؛ فلا يستكنون إلى غضاضة وفيهم عرق ينبض؛ وهم -كما في [وصف غزة وأهلها] (397-398)- : [لم يخدموا بلدهم فحسب؛ بل خدموا فلسطين بأسرها]؛ بل العرب قاطبة!


إفادة:
كتب المؤرخ القديم لـ(دولة فلسطين) العلامة عارف العارف تـ1393هـ/1973م كتاباً سماه بـ:«تاريخ غزة» طبع لـ أول مرةٍ عام: (1943م-1362هـ) ولو سماه بـ«ملاحم غزة» مع جميع الحضارات والأمم ما كان ذلك بعيداً؛ فقد تحدث عن تاريخها وحروبها -خصوصاً- ومحاولة احتلالها من عام: (750ق.م) إلى عصر طباعته: 1943م.
ومن ذلك حديثه عن صراع اليهود مع الغزيين على مدار القرون السالفة، وأن «غزة» بقيت عصية عليهم حتى بعد عهد موسى -عليه السلام-؛ فإن دخلوها مدة انقلبوا منها لشدة أهلها.
ومما قال في [تاريخ غزة] (36): [وكانت غزة من أمهات المدن الفلسطينية التي وقفت سداً منيعاً في وجوههم، وأبت الخضوع لحكمهم؛ فكان عداء وكان خصام].

ولهول هذه الملاحم عبر التاريخ وأهميتها أفرد فصلاً من فصولِ [تاريخ غزة] (108-111) عن التقويم الغزي؛ فـ كما أن للمسيحية تقويمها الميلادي من ولادة المسيح، وللإسلام تقويمه الهجري من وقت الهجرة: فقد كان لـ: «غزة» تقویمها من أحداثتها وملاحمها، والسنة الغزّية ما بين شهر أكتوبر من سنة 61 ق.م وشهر أكتوبر من سنة 60 ق.م. ولهذا إذا كان التاريخ الميلادي مثلا سنة 505 فيقابله بالتاريخ الغزي سنة 565.

ومن الموافقات اللطيفة موافقة تاريخ: «ملاحم غزة» من شهر أكتوبر -أول السنة الغزّية- مع بداية أحداث: «طوفان الأقصى» في شهر أكتوبر في السنة الميلادية!


محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
Forwarded from صدى
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
مقطع من جلسة مع الشيخ محمود أبو حيان بعنوان:

حضور شيخ الإسلام ابن تيمية في تراث المتكلمين.
•|| آن أوان اللقاء بـ:«روح الروح».

قال ابن عقيل الحنبلي تـ514هـ: «لولا أن القلوب توقن باجتماع ثانٍ لتفطرت المرائر لفراق المحبين».

قالها -نور الله مرقده وأناله فرقده-: متأسفًا بعد وفاة أولاده: «عقيل»، و«هبة الله»، وقد أكب على وجه ولده وقال: «الرب خير لك من الأب» ثم مضى!

قال ابن الجوزي تـ597هـ -لما نُفي خمس سنين بعیداً عن ولده يوسف-: «قرأت بواسط مدة مقامي كل يوم ختمة ما قرأت فيها سورة يوسف من حزني على ولدي يوسف»!

فـ: الفقدُ يذيب القلب شوقًا، اكتواءً بـ الحنين لـ الحميم، ولولا «فرحة الإياب» لـ: تعذب الناس بـ:«الغياب»، ومنه قوله -صلوات الله عليه وسلامه-: «السفر قطعة من عذاب» لما فيه من مفارقة الأحباب.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني تـ852هـ في [فتح الباري](1 / 370): [لطيفة: سئل إمام الحرمين حين جلس موضع أبيه: لم كان السفر قطعة من العذاب؟ فأجاب على الفور : لأن فيه فراق الأحباب].


محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•||إثبات الكيف لـ(الصفات الإلهية).

قال حسن حسني الطويراني تـ1315هـ في [شرح المبادىء الحسنية في أصول الحكمة الدينية] (42-43) -حال قدحه في القول المشتهر: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)-، ما نصه:

[ثم هو أقر بوجود كيف لذلك الاستواء الذي زعم أنه معلوم، وقيده بأنه مجهول؛ فبقي أن هنالك كيفاً وإن جهل].

قلت:
هذا المفهوم منها؛ كـ: قولهم: (الكيف غير معقول) التي تأولها المنازعون باستحالة الكيف مطلقاً بدلاً من أن يشاكلوها بـ(عبارات) السلف الصالح في الباب، أو يذكروا احتمالها بالاشتراك لـ: (غير معلوم)؛ إذ ضد العقل الجهل، ولا يستلزم ذلك انعدام الوجود، بل العلم بها، ولهذا الكلام موضع آخر -إن تيسر-.
والغرض الإشارة إلى فهم ناقدٍ لهذه العبارة، كما تأول بعض المتكلمين: (الاستواء معلوم) حقيقته بمعنى الثبوت، وخالفهم طائفة من أصحابهم بأن مراد مالك تـ179هـ المعلوم لغةً.

والمصنف له آراء يستغربها الناظر، وهو أول من آراه يفرد قول مالك تـ179هـ -دون نسبته إليه- بالطعون من جهة المدلولات لا ثبوته، وقال: (وهو قول لا بأس به لولا منافاته الحقيقة) ثم أفرده عبارة عبارة بإيرادات تشكيكية متهافتة، وبلغ فيه البحث إلى الإنكار على من أنكر سؤال الرجل عن كيفية الاستواء(!) وقال -على سبيل الحط-: [ثم ادعى أن السؤال بدعة، وهو ليس ببدعة....، وجعل السؤال بدعة وهو السبيل الوحيد إلى معرفة ذلك اليقين؟ ولو قال إنه لا يعرف الجواب الصواب، أو طلبه مع السائل والتمس أهل العلم به ماذا كان عليه؟].


إیقاظ:
كتبت هذه الحروف المتقدمة بأن المصنف عمم نقوده على جملة: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول..) دون نسبتها لـ مالك تـ179هـ وأبطل مضمونها، وحط من قدر قائلها، ثم وجدته أراد مالكاً تـ179هـ، فقال في [شرح المبادىء الحسنية] (81): [وإقناعه بقبول الشبهة واليقين معاً جمع للضدين، وهو محال؛ كما قدمنا الكلام على ما روي عن الإمام مالك -رحمه الله- في مسألة الاستواء، وإلزامه المسلم بالإيمان المجرد عن دفع الشبه والشكوك، وادعاء كون المسألة بدعة؛ وإنما هو سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-].



محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•|| القسم الأول: تعليقات عابرة على ما قاله أسامة الأزهري في حق العلامة محمد بن صالح العثيمين تـ1421هـ.

قال أسامة الأزهري -عفا الله عنه-: [مفيش أزهري ينقل عن الشيخ ابن عثيمين، الشيخ ابن عثيمين يكفر الأزهريين مع احترامنا للرجل -رحمه الله-؛ لكن هذا لا يصلح لا مصدر ولا مرجع في رسالة علمية إلا على وجه مناقشته.. وخصوصا في قضية الإلحاد، فكم كتب فيها من كتب قديمة وجديدة من تاريخ الإلحاد ككتاب تاريخ الإلحاد عند المسلمين عبد الرحمن بدوي الفيلسوف لم ترجع إليه، والانتصار في الرد على ابن الراوندي الملحد لم ترجع إليه].

قلتُ:
أنكر أسامة الأزهري -وزير الأوقاف المصرية- على طالب من الهند في مناقشة رسالته لـ: «مرحلة الماجستير» بجامعة الأزهر الشريف: نقله عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين تـ1421هـ واعتماده ضمن مصادره، وعلل ذلك بكونه يكفر علماء الأزهر، وما دام مكفراً لـ«الأزاهرة» لابد أن يتنزه من الاستناد عليه، وخصوصًا في قضايا الإلحاد.

الوقفة الأولى: استنكار الاعتماد على مصادر معينة قد يكون مقبولًا، وخصوصًا في الرسائل الأكاديمية؛ حيث يُنتقد الباحث إذا تخلّى عن المصادر الأولية المعروفة والذائعة في مجاله البحثي لصالح مصادر أقل شيوعًا أو أهمية فيه مالم يكن لـ:«خصوصية معتبرة»، وبما أننا نفتقد الأساس والباعث في إيراد الطالب للشيخ ابن عثيمين تـ1421هـ ضمن مصادر رسالته؛ فلا داعي لانشغالنا بهذا الأمر.

الوقفة الثانية: ما نسبه أسامة الأزهري إلى العلامة محمد بن صالح العثيمين تـ1421هـ من تكفير: «علماء الأزهر»؛ فمطالب فيه بـ:«البرهان»، وإلا كان كذبًا صرداً وحديثًا مفترى؛ بل نجزم بأنه لا يصدر عنه مثل هذه الأفيكة -الظالم أهلها-، وهذه النسبة المتهتكة إما أنه أخذها من صريح ألفاظه، أو من لوازم أقواله.

الوقفة الثالثة: ما كان في مثابة: «الصريح من القول» كأن ینطق ابن عثيمين بها بلا مواربة؛ فـ يتوقف الكلام على إثباته أولاً، ودونه خرط القتاد وشيب الغراب!

أولا: «الأزهر» الذي تساقط زهره -قالها العلامة الأشموني الأزهري تـ1321هـ- وأكابره: في مصاف العلماء عند الشيخ ابن عثيمين تـ1421هـ؛ فـ تراه في «فتاويه:الباب المفتوح» يتمثل بفوائد من كلام الأزهريين، ويحيل بعض المفتين في الجواب إلى شيخ الأزهر، ويعتبره من أهل الذكر والعلم الذين يعتد بتقليدهم -رغم تناوله بالرد في مسألة الاستثمار الربوي-، وفي الجهة الأخرى: كان شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي تـ1431هـ يعظم شأنه علمًا وديانةً‌ وأرسل رسالة مواساة إلى أهله بعد وفاته عام: 1421هـ، وأصدر الأزهر برئاسته نعيًا للأمة الإسلامية بفقدها للشيخ، كما تلقى العلم على بعض المتخرجين من علماء الجامع الأزهر كـ: الشيخ العفيفي تـ1415هـ، وشرح تأليف أزهري في فن الأصول: الشيخ محمد عبد رب الرسول الأزهري.

ثانيًا: لو أن أسامة المصري -عفا الله عنه- اكتفى بضرورة تحديد المراجع والمصادر البحثية في الموضوع لكان أوفى بالمقصود، دون تعليق ذلك بهذه النسبة الجائرة: «يكفر علماء الأزهر» التي اعتبرها مانعة من الاستفادة؛ فإذا كان الأمر كذلك: جَعل مناط الامتناع متعلقًا بموقف الشيخ من علماء الأزهر؛ فلماذا أرشد الطالب إلى تصانيف عبد الرحمن بدوي؟!
والذي شن حربًا شعواء على الأزهر ومشيخته، وقدح في ديانتهم وسلب عنهم قصد نصرة الدين في بعض نقودهم واتهم آخرين بالعمالة للإنجليز، حتى قال -أيضًا-: [وشيوخ الأزهر بطبعهم طماعون حاقدون يأكل الحسد قلوبهم، وفي سبيل أي منصب ذي شأن لا يتورعون عن استخدام أخس الوسائل من وقيعة ودس، ووشاية، واختراع الأكاذيب].

ومما له صلة: سعى المستشرق جاك بيرك تـ1995م في ترجمة القرآن إلى الفرنسية وحصل له ذلك في مدة ستّ عشرة سنة، وقد تمنى تقديم شيخ الأزهر جاد الحق تـ1416هـ؛ فاتخذه عبد الرحمن بدوي تـ1423هـ سخرية وحط على الأزهريين؛ فأجابه جاك بيوك -مبينًا مبدأ رغبته-: [لأن الأزهر يبقى في كل الأحوال قلعة الإسلام في هذا الزمان وكل زمان].

أكمل القراءة: (٢) 👇🏻

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•|| القسم الثاني: تعليقات عابرة على ما قاله أسامة الأزهري في حق العلامة محمد بن صالح العثيمين تـ1421هـ.

ثالثًا: كذلك الأمر في إرشاده لـ: «الانتصار» لابن الخیاط المعتزلي تـ321هـ كـ: «مرجع»؛ فيقال له -وهو الجدير به أن يكون مطلعًا على ما يحيل إليه!-:
مجمل الكتاب -إن لم يكن كله!- في مسائل: «لطيف الكلام» عند المعتزلة لا الإلحاد الذي صدح به الراوندي تـ298هـ في أكثر تواليفه!
حيث أبدى ابن الراوندي تـ298هـ في: «فضيحة المعتزلة» ما يشنع به على المعتزلة -بعد انسلاخه من عقدهم- أمام الرافضة وميوله لهم؛ بل إن عبد الرحمن بدوي تـ1423هـ في كتابه: «تاريخ الإلحاد في الإسلام» أكد ذلك، في حين أنه ذكر تواليفه الإلحادية الشهيرة المفقودة ونقوضها وعرضها، مثل: «الزمردة» وساق قطعة منه حفظت في بعض تصانيف الإسماعيلية، ولم يبد هذا عند ذكر «الانتصار» ومادته، كما لا يشكل عليه تصريح ابن الخیاط المعتزلي تـ321هـ بـ:«إلحاده»، وأوضاعه في تقريره؛ فإن «الانتصار» صنفه بعد هلاك ابن الراوندي تـ298هـ، وإشارته إلى إلحاده وبعض أقواله فيه خارج عن أصل إنشاء الكتاب الذي يدور في فلك: «لطيف الكلام» والذب عن أئمة المعتزلة -كما صرح واضعه-، فما وجه إيراد أسامة الأزهري له كـ:«مصدر» في بيان الإلحاد(؟!) مالم يقل: باعتبارات المقالات المودعة فيه، وهذا -إن كان تأولاً- خارج عن الأولوية في انتقاء المصادر؛ فيقع فيما أنكره!

رابعاً: الشيخ -تغمده الله برحمته- يتنزه عن إطلاق التكفير في أفراد مخالفيه؛ فكيف بـ:«مجموع الأزاهرة» أو «جميع الأزاهرة» وفيهم عدد -قل أو كثر- لا يحصيه إلا الله -تعالى- على عقائد متباينة!
فهل يرى أسامة الأزهري -عفا الله عنه- الشيخ محمد بن صالح العثيمين تـ1421هـ مثل:

-عبد الوهاب الشعراني تـ974هـ وأصحابه الذين اطلعوا عن طريق الكشف على أحوال (مائة وخمسون ألفاً) ممن مات من المسلمين عام 933هـ؛ فوجدوا فيهم عشرة أنفس ماتوا على الإسلام، والباقي على الكفر!

-أو إمام الحرمين الجويني تـ478هـ عندما اعترض عليه أحد علماء شيراز -أثناء الطواف بالكعبة- قوله بتكفير مقلدة العوام بأنه يقتضي تكفير الطائفين حول الكعبة -آنذاك-؛ فقال: [أتخوفني بكثرة الهالكين]!

-أو مثل ابن أبي محلي الأشعري تـ1090هـ الذي كفر أكثر أهل عصره، وألحق بهم كثيراً من أصحابه الأشعرية حفاظ القرآن والسنوسيات لقصورهم في البرهنة على الاعتقاد وبيانه!

-أو مثل الشيرازي الشافعي تـ476هـ الذي كفر من لم يعتقد اعتقاد الأشعرية، مع أن أكثر المسلمين على غير اعتقادهم -آنذاك- بإقرار ابن عساكر تـ571هـ!

الوقفة الرابعة: وإن أراد استنطاق اللوازم، كأن يحكم الشيخ على مقالة ما بـ:«الكفر»، وقد صادف أن اعتقدها فئة معهودة معينة؛ فاعتبرها أسامة الأزهري حكماً عامًا على كل القائلين بها.
هذا -إن اتخذه مسلكًا-؛ فيقال: ليس من دأب المحصلين أخذ «الجزئي»: «كليًا»، وخصوصًا أن مذهب الشيخ المعتمد -ذائع الصيت- في باب الوعيد التفريق بين النوع والعين.
ويحق حينئذ إدارج ما حكاه أسامة الأزهري فيما عابه الشيخ الأكبر ابن العربي تـ638هـ على المتكلمين من تخيل اللوازم ضد الخصوم؛ كـ:«الأشعرية» عند ابن عاشور تـ1393هـ- القائل: [وخصوصًا الأشاعرة فقد أكثروا من الأخذ باللوازم وفتشوا لكل طائفة عن مقالة ألزموها بها الكفر، .. وقد ترقوا فألزموا أصحابهم أيضاً لوازم سيئة]؛ وإن نشدت ما يثبت هذا؛ فحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق:

-ابن رضا خان تـ1340هـ حيث قرر في «حسام الحرمين» أخذ علماء ⁧ديوبنود⁩ من الأشاعرة ⁧والماتردية⁩ بلوازم وحكى كفرهم، ونسبهم إلى الوهابية لـ مسائل عدها هؤلاء من الفروع في الاعتقاد، وكتب السهارنفوري تـ1346هـ وأصحابه عليهم نقدا «المهند على المفند» اشتكى فيه الأخذ باللوازم والتكفير بها.

-وابن عبد العزيز الأندلسي التونسي تـ1061هـ الذي نسب في رسالته: «تكفير جاهل صفة الإيمان» تكفير ابن عطية تـ541هـ، والقرطبي تـ671هـ لـ:الغزالي تـ505هـ والحکم علیه بـ:«الإلحاد» في مسألة: تجويز نبي بعد خاتم الأنبياء في ألفاظ قوله: (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) بمثل هذه الطريقة، كما أطلق بعض المتقدمين في الغزالي تـ505هـ لسان التكفير بلازم متخيل في: «مسألة تخطئة الرسول في تأبير النخل» وذب عنه شيخ الإسلام ابن تيمية تـ728هـ هذا التكفير المستخرج باللوازم المتخیلة، ونظائر ذلك كثيرة، حتى غدت نسكًا بإقرار الجاحظ تـ255هـ، والغزالي تـ505هـ في ذمهما استطالة: «المتكلمين» في التكفير!

وغير ذلك كثير -مما نشرته قديمًا-؛ وإنما القصد التعليق العابر، والتمثيل بالسائر.


محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
•||تبصرة عرشية.

كنتُ ادعو الله فيما مضى أن أكون: عالمًا، واليوم أسأله السلامة -ولو كنتُ عاميًا-؛ فمن العامة -بجذب وإمداد إلهي- بلغ ما نطلبُ نحن العلم:«لأجله».
اللهم لا يقال لـ:«المنهوم» یا مهزوم!

محمود أبو حيان
————
•كناشة المنهوم المستهام
https://www.tgoop.com/abo7eean

•رفادة الإفادة.
https://www.tgoop.com/retadat
2025/02/25 09:25:57
Back to Top
HTML Embed Code: