عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله ﷺ قال :
((لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الڪَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنِطَ مِنْ جَنَّتِهِ أحَدٌ))
رواه مسلم
أن رسول الله ﷺ قال :
((لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الڪَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنِطَ مِنْ جَنَّتِهِ أحَدٌ))
رواه مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
((مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إلَى الجَنَّةِ))
رواه الترمذي
قال رسول الله ﷺ :
((مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إلَى الجَنَّةِ))
رواه الترمذي
ماهي الأربعون النووية ...؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑـ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ، ﻣﺘﻦ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎّ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ٦٧٦ ﻫـ .
ﺗﻌﺮﻳﻒ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺆﻟﻒ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ اثنان وﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻧﺒﻮﻳﺎ ﺷﺮﻳﻔﺎ، ﺟﻤﻌﻬﺎ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻋﻠﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺳﺒﺐ ﺟﻤﻌﻪ ﻟﻸﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺐ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﺎﺻﺪﻳﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﺭﺍﻳﺖ ﺟﻤﻊ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻣﺸﺘﻤﻠﺔً ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻭ ﻳﺼﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺛﻠﺜﻪ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ . »
ﺛﻢ ﺃﻟﺘﺰﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺣﺬﻑ
ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺣﻔﻈﻬﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺧﻔﻲّ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ .
ﻓﺮﻍ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ٢٩ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ٦٦٨ ﻫـ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ : " ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ : " ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ " ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : " ﻧﻀﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺮﺃ ﺳﻤﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻲ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ، ﻓﺄﺩﺍﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻌﻬﺎ ." ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻖ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺎﻫﺮ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺘﻔﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ « ﻣَﻦْ ﺣَﻔِﻆَ ﻋَﻠَﻰ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﺃَﺭْﺑَﻌِﻴﻦَ ﺣَﺪِﻳﺜًﺎ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮِ ﺩِﻳﻨِﻬَﺎ ﺑَﻌَﺜَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓِﻲ ﺯُﻣْﺮَﺓِ ﺍﻟْﻔُﻘَﻬَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀِ »
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑـ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ، ﻣﺘﻦ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎّ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ٦٧٦ ﻫـ .
ﺗﻌﺮﻳﻒ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺆﻟﻒ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ اثنان وﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻧﺒﻮﻳﺎ ﺷﺮﻳﻔﺎ، ﺟﻤﻌﻬﺎ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻋﻠﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺳﺒﺐ ﺟﻤﻌﻪ ﻟﻸﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺐ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻗﺎﺻﺪﻳﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﺭﺍﻳﺖ ﺟﻤﻊ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻣﺸﺘﻤﻠﺔً ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻭ ﻳﺼﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺛﻠﺜﻪ ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ . »
ﺛﻢ ﺃﻟﺘﺰﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺣﺬﻑ
ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺣﻔﻈﻬﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﺒﻌﻬﺎ ﺑﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺧﻔﻲّ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ .
ﻓﺮﻍ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ٢٩ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ٦٦٨ ﻫـ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ : " ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ : " ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ " ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : " ﻧﻀﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻣﺮﺃ ﺳﻤﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻲ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ، ﻓﺄﺩﺍﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻌﻬﺎ ." ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻖ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺎﻫﺮ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺘﻔﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 👇 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ « ﻣَﻦْ ﺣَﻔِﻆَ ﻋَﻠَﻰ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﺃَﺭْﺑَﻌِﻴﻦَ ﺣَﺪِﻳﺜًﺎ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮِ ﺩِﻳﻨِﻬَﺎ ﺑَﻌَﺜَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻓِﻲ ﺯُﻣْﺮَﺓِ ﺍﻟْﻔُﻘَﻬَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀِ »
عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:
{إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ}.
رواه إماما المحدِّثينَ:أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المغيرةِ ابنِ بَرْدِزْبَه البُخاريُّ.وأبو الحُسَيْنِ مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ بنِ مُسلمٍ القُشيْريُّ النَّيْسَابوريُّ في صحيحيهما اللَّذين هما أصحُّ الكتُبِ الْمُصَنَّفةِ .
{إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ}.
رواه إماما المحدِّثينَ:أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المغيرةِ ابنِ بَرْدِزْبَه البُخاريُّ.وأبو الحُسَيْنِ مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ بنِ مُسلمٍ القُشيْريُّ النَّيْسَابوريُّ في صحيحيهما اللَّذين هما أصحُّ الكتُبِ الْمُصَنَّفةِ .
(الأول) : أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى وهذه عبادة العبيد.
(الثاني): أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار.
(الثالث): أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر، ويرى نفسه مع ذلك مقصراً، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري هل قبل عمله مع ذلك أم لا، وهذه عبادة الأحرار، وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها حين قام من الليل حتى تورمت قدماه: يا رسول الله !
أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟). فإن قيل: هل الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء ؟. قيل: قال الغزالي رحمه الله تعالى: العبادة مع الرجاء أفضل، لأن الرجاء يورث المحبة، والخوف يورث القنوط.
وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين، واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب، فمن أعجب بعمله حبط عمله، وكذلك من استكبر حبط عمله.
الحال الثاني: أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها، فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الرباني: ((يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه)).
وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب ((الرعاية)) فقال: الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه. والرياء نوعان: أحدهما: لا يريد بطاعته إلا الناس والثاني: أن يريد الناس ورب الناس، وكلاهما محبط للعمل، ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية))عن بعض السلف، واستدل بعضهم على ذلك أيضاً بقوله تعالى: ( الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُْبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ) (الحشر: 23)، فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك، تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره، فهو تعالى أكبر، وكبير، ومتكبر.
وقال السمر قندي رحمه الله تعالى: ما فعل لله قُِبلَ وما فعل من أجل الناس رُدَّ. ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه ولكنه طول أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس، فأصل الصلاة مقبول، وأما طوله وحسنه من أجل الناس فغير مقبول لأنه قصد به الناس.
وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟ فقال: أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك في صفة العمل، فإن حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة من أجل الله تعالى والناس، فلا تقبل صلاته لأجل التشريك في أصل العمل، وكما أن الرياء في العمل يكون في ترك العمل. قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك، والاخلاص ان يعافيك الله منهما.
ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراها الناس، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة، أو زكاة واجبة، أو يكون عالماً يقتدى به، فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل، وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع، وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل، قال صلى الله عليه وسلم: ((من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به)).
قال العلماء: فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس. قال المرزباني، رحمه الله تعالى عليه: يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى ترفع صلاته: حضور القلب، وشهود العقل، وخضوع الأركان، وخشوع الجوارح، فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساهٍ، ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)) أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات، قال الحارث المحاسبي: الإخلاص لا يدخل في مباح، لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة، كرفع البنيان لا لغرض الرعونة، أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً. قال: ولا إخلاص في محرم ولا مكروه، كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه، ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى، كالنظر إلى الأمرد، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة، قال: فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن، والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق، والصدق لا يفتقر إلى شيء. لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة، فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها، والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه، فكل صادق مخلص، وليس كل مخلص صادقاً، وهو معنى الاتصال والانفصال، لأنه انفصل عن غير الله واتصل بالحضور بالله، وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى.
(الثاني): أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار.
(الثالث): أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر، ويرى نفسه مع ذلك مقصراً، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري هل قبل عمله مع ذلك أم لا، وهذه عبادة الأحرار، وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها حين قام من الليل حتى تورمت قدماه: يا رسول الله !
أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟). فإن قيل: هل الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء ؟. قيل: قال الغزالي رحمه الله تعالى: العبادة مع الرجاء أفضل، لأن الرجاء يورث المحبة، والخوف يورث القنوط.
وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين، واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب، فمن أعجب بعمله حبط عمله، وكذلك من استكبر حبط عمله.
الحال الثاني: أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها، فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الرباني: ((يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه)).
وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب ((الرعاية)) فقال: الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه. والرياء نوعان: أحدهما: لا يريد بطاعته إلا الناس والثاني: أن يريد الناس ورب الناس، وكلاهما محبط للعمل، ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية))عن بعض السلف، واستدل بعضهم على ذلك أيضاً بقوله تعالى: ( الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُْبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ) (الحشر: 23)، فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك، تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره، فهو تعالى أكبر، وكبير، ومتكبر.
وقال السمر قندي رحمه الله تعالى: ما فعل لله قُِبلَ وما فعل من أجل الناس رُدَّ. ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه ولكنه طول أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس، فأصل الصلاة مقبول، وأما طوله وحسنه من أجل الناس فغير مقبول لأنه قصد به الناس.
وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟ فقال: أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك في صفة العمل، فإن حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة من أجل الله تعالى والناس، فلا تقبل صلاته لأجل التشريك في أصل العمل، وكما أن الرياء في العمل يكون في ترك العمل. قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك، والاخلاص ان يعافيك الله منهما.
ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراها الناس، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة، أو زكاة واجبة، أو يكون عالماً يقتدى به، فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل، وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع، وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل، قال صلى الله عليه وسلم: ((من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به)).
قال العلماء: فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس. قال المرزباني، رحمه الله تعالى عليه: يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى ترفع صلاته: حضور القلب، وشهود العقل، وخضوع الأركان، وخشوع الجوارح، فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساهٍ، ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)) أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات، قال الحارث المحاسبي: الإخلاص لا يدخل في مباح، لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة، كرفع البنيان لا لغرض الرعونة، أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً. قال: ولا إخلاص في محرم ولا مكروه، كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه، ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى، كالنظر إلى الأمرد، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة، قال: فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن، والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق، والصدق لا يفتقر إلى شيء. لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة، فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها، والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه، فكل صادق مخلص، وليس كل مخلص صادقاً، وهو معنى الاتصال والانفصال، لأنه انفصل عن غير الله واتصل بالحضور بالله، وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال)) يحتمل : إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال، أو قبول الأعمال، أو كمال الأعمال، وبهذا أخذ الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، ويستثنى من الأعمال ما كان قبيل التروك كإزالة النجاسة، ورد الغصوب والعواري، وإيصال الهدية وغير ذلك، فلا تتوقف صحتها على النية المصححة، ولكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب، ومن ذلك ما إذا أطعم دابته، إن قصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب، وإن قصد بإطعامها حفظ المالية فلا ثواب، ذكره القرافي، ويستثنى من ذلك فرس المجاهد، إذا ربطها في سبيل الله فإنها إذا شربت وهو لا يريد سقيها أثيب على ذلك كما في صحيح البخاري، وكذلك الزوجة وكذلك إغلاق الباب وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد به امتثال أمر الله أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا.
واعلم أن النية لغة: القصد، يقال نواك الله بخير: أي قصدك به. والنية شرعاً: قصد الشيء مقترناً بفعله، فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض، مثال الأول: الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة، وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية، وكذلك الغسل: يقصد به تنظيف البدن في العادة، وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى)) ومثال الثاني وهو المميز رتب العبادة، كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية، وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه، فالمميز هو النية.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((وإنما لكل امرىء ما نوى)) دليل على أنه لا تجوز النيابة في العبادات، ولا التوكيل من نفس النية، وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح، والتفرقة مع القدرة على النية. وفي الحج: لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين، أما اذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن، صدق، فإن لم ينو شئياً حالة الدفع، ثم نوى بعد ذلك، وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
أصل المهاجرة المجافاة والترك، فاسم الهجرة يقع على رموز:
الأولى: هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم،ففروا منه إلى النجاشي، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين، قاله البيهقي .
الهجرة الثانية: من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة، وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة،وهذا ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة، وإنما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلى عليه وسلم قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام:
(الأول): الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة،و التي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا هجرة بعد الفتح)). هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان.
(الثاني): الخروج من أرض البدعة، قال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف.
(الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم.
(الرابع) : الفرار من الأذية في البدن، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه، والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام حيث خاف من قومه فقال: {إٍنًّي مُهَاجِرُ إِلى رَبًّي} [العنكبوت:26]. وقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاَ يَتَرَقَّبُ} [القصص:21].
(الخامس): الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة، إلى الأرض النزهة، وقد أذن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج.
(السادس) الخروج خوفاً من الأذية في المال، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه.
وأما قسم الطلب ، فإنه ينقسم إلى عشرة: طلب دين وطلب دنيا، وطلب الدين ينقسم إلى تسعة أنواع:
واعلم أن النية لغة: القصد، يقال نواك الله بخير: أي قصدك به. والنية شرعاً: قصد الشيء مقترناً بفعله، فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض، مثال الأول: الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة، وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية، وكذلك الغسل: يقصد به تنظيف البدن في العادة، وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى)) ومثال الثاني وهو المميز رتب العبادة، كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية، وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه، فالمميز هو النية.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((وإنما لكل امرىء ما نوى)) دليل على أنه لا تجوز النيابة في العبادات، ولا التوكيل من نفس النية، وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح، والتفرقة مع القدرة على النية. وفي الحج: لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين، أما اذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن، صدق، فإن لم ينو شئياً حالة الدفع، ثم نوى بعد ذلك، وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
أصل المهاجرة المجافاة والترك، فاسم الهجرة يقع على رموز:
الأولى: هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم،ففروا منه إلى النجاشي، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين، قاله البيهقي .
الهجرة الثانية: من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة، وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة،وهذا ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة، وإنما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلى عليه وسلم قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام:
(الأول): الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة،و التي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا هجرة بعد الفتح)). هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان.
(الثاني): الخروج من أرض البدعة، قال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول: لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف.
(الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم.
(الرابع) : الفرار من الأذية في البدن، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه، والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام حيث خاف من قومه فقال: {إٍنًّي مُهَاجِرُ إِلى رَبًّي} [العنكبوت:26]. وقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاَ يَتَرَقَّبُ} [القصص:21].
(الخامس): الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة، إلى الأرض النزهة، وقد أذن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج.
(السادس) الخروج خوفاً من الأذية في المال، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه.
وأما قسم الطلب ، فإنه ينقسم إلى عشرة: طلب دين وطلب دنيا، وطلب الدين ينقسم إلى تسعة أنواع:
(الأول) سفر العبرة قال الله تعالى: {أَوَ لَمْ يَسِيْروُا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلهِم} [الروم:9]. وقد طاف ذو القرنين في الدنيا ليرى عجائبها.
(الثاني) : سفر الحج.
(الثالث): سفر الجهاد.
(الرابع) : سفر العبرة المعاش.
(الخامس) : سفر التجارة والكسب الزائد على القوت، وهو جائز لقوله تعالى: { لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم} [البقرة: 198].
(السادس) : طلب العلم.
(السابع) :قصد البقاع الشريفة، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)).
(الثامن) : قصد الثغور للرباط بها.
(التاسع): زيارة الإخوان في الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: ((زار رجل أخاً له في قرية، فأرسل الله ملكاً على مدرجته. فقال: أين تريد ؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تؤديها قال: لا، إلا أنني أحبه في الله تعالى قال: فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته)). رواه مسلم. وغيره.
الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم.
الرابعة: هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه.
الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر، قال الماوردي: فإن صار له بها أهل وعشيرة، وأمكنة إظهار دينه،لم يجز له أن يهاجر، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام.
السادسة: هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة، بغير سبب شرعي، وهي مكروهة في الثلاثة، وفيما زاد حرام إلا لضرورة.
السابعة: هجرة الزوج الزوجة إذا تحقق نشوزها قال تعالى {واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِعِ} [ النساء :34]. ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان،و الكلام،و جواب السلام وابتداؤه.
الثامنة: هجرة ما نهى الله عنه، وهي أعم الهجر.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)): أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.
((ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها.. الخ)) نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس، فسمي مهاجر أم قيس. فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب: إنه لم يخرج في الظاهر لها، وإنما خرج في الظاهر للهجرة، فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم،وقيس بذلك من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فهجرته إلى ما هاجر إليه)) يقتضي أنه لا ثواب لمن قصد بالحج التجارة والزيارة، وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة، فإن كان الباعث له الحج فله الثواب، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج، وإن كان الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا، ويحتمل خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا، لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد، فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط، والله سبحانه وتعالى أعلم .
(الثاني) : سفر الحج.
(الثالث): سفر الجهاد.
(الرابع) : سفر العبرة المعاش.
(الخامس) : سفر التجارة والكسب الزائد على القوت، وهو جائز لقوله تعالى: { لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم} [البقرة: 198].
(السادس) : طلب العلم.
(السابع) :قصد البقاع الشريفة، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)).
(الثامن) : قصد الثغور للرباط بها.
(التاسع): زيارة الإخوان في الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: ((زار رجل أخاً له في قرية، فأرسل الله ملكاً على مدرجته. فقال: أين تريد ؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تؤديها قال: لا، إلا أنني أحبه في الله تعالى قال: فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته)). رواه مسلم. وغيره.
الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم.
الرابعة: هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه.
الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر، قال الماوردي: فإن صار له بها أهل وعشيرة، وأمكنة إظهار دينه،لم يجز له أن يهاجر، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام.
السادسة: هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة، بغير سبب شرعي، وهي مكروهة في الثلاثة، وفيما زاد حرام إلا لضرورة.
السابعة: هجرة الزوج الزوجة إذا تحقق نشوزها قال تعالى {واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِعِ} [ النساء :34]. ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان،و الكلام،و جواب السلام وابتداؤه.
الثامنة: هجرة ما نهى الله عنه، وهي أعم الهجر.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)): أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.
((ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها.. الخ)) نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس، فسمي مهاجر أم قيس. فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب: إنه لم يخرج في الظاهر لها، وإنما خرج في الظاهر للهجرة، فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم،وقيس بذلك من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فهجرته إلى ما هاجر إليه)) يقتضي أنه لا ثواب لمن قصد بالحج التجارة والزيارة، وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة، فإن كان الباعث له الحج فله الثواب، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج، وإن كان الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا، ويحتمل خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا، لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد، فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط، والله سبحانه وتعالى أعلم .
إعراب الحديث:
{إنما} : كافة ومكفوفة (الكافة هي ما ، والمكفوفة هي إنّ كُفت عن العمل وهنا لا تختص بالدخول على الجمل الاسمية.
بل يجوز دخولها على الجمل الفعلية كقوله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28] فهي في هذه الآية دخلت على جملة فعلية).
{الأعمال} : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
{بالنيات} : {الباء} : حرف جر.
{النيات} : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ تقديره كائنة أو مستقرة. ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ.
{وإنما} : {الواو} : حرف عطف {إنما} : سبق إعرابها.
{لكل} : {اللام} : حرف جر.
{كل} : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف.
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
{امرئ} : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
{ما} : اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
{نوى} : فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.
والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
{فمن} : {الفاء} : استئنافية.
{من} : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، خبره جملة فعل الشرط وجوابه.
{كانت} : فعل ماضٍ ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، مبني على الفتح ، و {التاء} : للتأنيث.
والفعل الناقص في محل جزم فعل الشرط.
{هجرته} : {هجرة} : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخر ه ، وهو مضاف.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
{إلى} : حرف جر.
{الله} : اسم مجرور علامة جره الكسرة.
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان.
ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل نصب خبر كان.
{ورسوله} : {الواو} : حرف عطف.
{رسول} : اسم معطوف على {الله} ، مجرور علامة جره الكسرة ، وهو مضاف.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
{فهجرته} : {الفاء} : واقعة في جواب الشرط.
{هجرة} : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
{إلى الله ورسوله} : سبق إعرابها.
ويُكتفى في كونها في محل رفع خبر المبتدأ {هجرته}.
{ومن} : {الواو} : استئنافية.
{من كانت هجرته} : سبق إعرابها.
{لدنيا} : {اللام} : حرف جر.
{دنيا} : اسم مجرور باللام وعلامة جره فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
{يصيبها} : يصيب فعل مضارع مرفوع وعلامة ر فعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعلية في محل جر صفة لدنيا.
{أو امرأة} : {أو} : حرف عطف ، وهي هنا تفيد التقسيم.
{امرأة} : اسم معطـوف ، وهو مجرور وعلامة جره الكسرة.
{ينكحها} : {ينكح} : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
{والهاء} : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعلية في محل جر صفة لامرأة.
{فهجرته} : سبق إعرابها.
{إلى} : حرف جر.
{ما هاجر} : {ما} : اسم موصول مبني على السكون في محل جر.
{هاجر}: فعل ماضٍ مبني على الفتح ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
{إليه} : {إلى} : حرف جر.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بهاجر .
* * *
{إنما} : كافة ومكفوفة (الكافة هي ما ، والمكفوفة هي إنّ كُفت عن العمل وهنا لا تختص بالدخول على الجمل الاسمية.
بل يجوز دخولها على الجمل الفعلية كقوله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28] فهي في هذه الآية دخلت على جملة فعلية).
{الأعمال} : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
{بالنيات} : {الباء} : حرف جر.
{النيات} : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ تقديره كائنة أو مستقرة. ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ.
{وإنما} : {الواو} : حرف عطف {إنما} : سبق إعرابها.
{لكل} : {اللام} : حرف جر.
{كل} : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف.
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
{امرئ} : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
{ما} : اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
{نوى} : فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.
والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
{فمن} : {الفاء} : استئنافية.
{من} : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، خبره جملة فعل الشرط وجوابه.
{كانت} : فعل ماضٍ ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، مبني على الفتح ، و {التاء} : للتأنيث.
والفعل الناقص في محل جزم فعل الشرط.
{هجرته} : {هجرة} : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخر ه ، وهو مضاف.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
{إلى} : حرف جر.
{الله} : اسم مجرور علامة جره الكسرة.
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان.
ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل نصب خبر كان.
{ورسوله} : {الواو} : حرف عطف.
{رسول} : اسم معطوف على {الله} ، مجرور علامة جره الكسرة ، وهو مضاف.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
{فهجرته} : {الفاء} : واقعة في جواب الشرط.
{هجرة} : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
{إلى الله ورسوله} : سبق إعرابها.
ويُكتفى في كونها في محل رفع خبر المبتدأ {هجرته}.
{ومن} : {الواو} : استئنافية.
{من كانت هجرته} : سبق إعرابها.
{لدنيا} : {اللام} : حرف جر.
{دنيا} : اسم مجرور باللام وعلامة جره فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر.
{يصيبها} : يصيب فعل مضارع مرفوع وعلامة ر فعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعلية في محل جر صفة لدنيا.
{أو امرأة} : {أو} : حرف عطف ، وهي هنا تفيد التقسيم.
{امرأة} : اسم معطـوف ، وهو مجرور وعلامة جره الكسرة.
{ينكحها} : {ينكح} : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
{والهاء} : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
والجملة الفعلية في محل جر صفة لامرأة.
{فهجرته} : سبق إعرابها.
{إلى} : حرف جر.
{ما هاجر} : {ما} : اسم موصول مبني على السكون في محل جر.
{هاجر}: فعل ماضٍ مبني على الفتح ، والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو.
والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
{إليه} : {إلى} : حرف جر.
{الهاء} : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بهاجر .
* * *
قال أبو هريرة رضي الله عنه :
البيتُ إذا تُلي فيه ڪتاب الله ٲتَّسع بأهله وڪثُر خيره .
والبيت الَّذي لا يُتلى فيه ڪتاب الله يضيق بأهله ويقلُّ خيره .
البيتُ إذا تُلي فيه ڪتاب الله ٲتَّسع بأهله وڪثُر خيره .
والبيت الَّذي لا يُتلى فيه ڪتاب الله يضيق بأهله ويقلُّ خيره .
عن عُمرَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:
بَينَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ يَوْمٍ إذْ طلَعَ عَلَيْنا رَجُلٌ شَديدُ بَيَاضِ الثِّيابِ، شَديدُ سَوادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ؛ قالَ: يا محمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ. فَقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِليْهِ سَبِيلاً}. قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَعَجِبْنا لَهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ. قالَ: {أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِِ}. قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَأَخْبِرْني عَنِ الإحسانِ؟ قالَ: {أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإِنَّهُ يَرَاكَ}. قالَ: فَأَخْبِرْني عَنِ السَّاعةِ. قالَ: {مَا الْمَسْؤُولُ عَنْها بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ}. قالَ: فَأخْبِرْني عَنْ أَمَاراتِها. قالَ: {أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ، يَتَطاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ}. قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا.ثُمَّ قالَ لي: {يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟}. قُلتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: {فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ}
#رواه_مسلمٌ
بَينَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاتَ يَوْمٍ إذْ طلَعَ عَلَيْنا رَجُلٌ شَديدُ بَيَاضِ الثِّيابِ، شَديدُ سَوادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ؛ قالَ: يا محمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ. فَقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِليْهِ سَبِيلاً}. قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَعَجِبْنا لَهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ. قالَ: {أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِِ}. قالَ: صَدَقْتَ. قالَ: فَأَخْبِرْني عَنِ الإحسانِ؟ قالَ: {أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإِنَّهُ يَرَاكَ}. قالَ: فَأَخْبِرْني عَنِ السَّاعةِ. قالَ: {مَا الْمَسْؤُولُ عَنْها بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ}. قالَ: فَأخْبِرْني عَنْ أَمَاراتِها. قالَ: {أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ، يَتَطاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ}. قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا.ثُمَّ قالَ لي: {يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟}. قُلتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: {فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ}
#رواه_مسلمٌ
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الإيمان: الإيمان في اللغة: هو مطلق التصديق، وفي الشرع: عبارة عن تصديق خاص، وهو التصديق بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره. وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر. قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث، قال الله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات :14].وذلك أنَّ المنافقين كانوا يصلون ويصومون ويتصدقون، وبقلوبهم ينكرون، فلما ادَّعوا الإيمان كذَّبَهم الله تعالى في دعواهم الإيمان لإنكارهم بالقلوب،وصدقهم في دعوى الإسلام لتعاطيهم إياه. وقال الله تعالى: {إِذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يعلمُ إنَّك لرسولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إنَّ المنافقينَ لكَاذبونَ} [المنافقون :1]. أي في دعواهم الشهادة بالرسالة مع مخالفة قلوبهم، لأن ألسنتهم لم تواطىء قلوبهم،وشرط الشهادة بالرسالة: أن يواطىء اللسان القلب فلما كذبوا في دعواهم بَّين الله تعالى كذبهم، ولما كان الإيمان شرطاً في صحة الإسلام استثنى الله تعالى من المؤمنين المسلمين قال الله تعالى: {فأخرجْنا مَنْ كَانَ فيها مِنَ المؤمنينَ فما وَجَدْنَا فيها غير بَيْتٍ مِنَ المسِْلمِينَ} [الذاريات: 35- 36] فهذا استثناء متصل لما بين الشروط من الاتصال ولهذا سمى الله تعالى الصلاة : إيماناً:قال الله تعالى: {وََمَا كَانَ اللهُ ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143]. وقال تعالى: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} [الشورى:52] أي الصلاة.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره)) بفتح الدال وسكونها لغتان، ومذهب أهل الحق: إثبات القدر، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وفي أمكنة معلومة وهي تقع على حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى. واعلم أن التقادير أربعة:
(الأول) التقدير في العلم ولهذا قيل: العناية قبل الولاية، والسعادة قبل الولادة ،واللواحق مبنية على السوابق، قال الله تعالى {يؤفك عنه من أُفِكَ} [الذاريات:9] أي يصرف عن سماع القرآن وعن الإيمان به في الدنيا من صرف عنه في القدم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يهلك الله إلا هالكاً)) أي من كتب في علم الله تعالى أنه هالك.
(الثاني) التقدير في اللوح المحفوظ، وهذا التقدير يمكن أن يتغير قال الله تعالى: {يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد:39] وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول في دعائه: ((اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً)).
(الثالث) التقدير في الرحم، وذلك أن الملك يؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد.
(الرابع ) التقدير وهو سوق المقادير إلى المواقيت، والله تعالى خلق الخير والشر وقدر مجئيه إلى العبد في أوقات معلومة.و الدليل على أن الله تعالى خلق الخير والشر قوله تعالى: { إن المجرمين في ضلال وَسُعُرُ * يوم يُسحَبون في النار على وجوهِهمْ ذوقوا مَسَّ سَقَر * إنَّا كلَّ شي خلقناهُ بقَدَرِ} [القمر 47-49] نزلت هذه الأية في القدرية، يقال لهم ذلك في جهنم، وقال تعالى {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق} [الفلق 1-2]. وهذا القسم إذا حصل اللطف بالعبد صرف عنه قبل أن يصل إليه.
وفي الحديث: ((إن الصدقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة )).
وفي الحديث: ((إن الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان، ويدفع الدعاء البلاء قبل أن ينزل)).
وزعمت القدرية: أن الله تعالى لم يقدر الأشياء في القدم، ولا سبق علمه بها، وأنها مستأنفة، وأنه تعالى يعلمها بعد وقوعها، وكذبوا على الله سبحانه وتعالى جلَّ عن إقوالهم الكاذبة وتعالى علواً كبيراً، وهؤلاء انقرضوا وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة يقولون: الخير من الله والشر من غيره، تعالى الله عن قولهم، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((القدرية مجوس هذه الأمة)). سماهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس، وزعمت الثنوية أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة فصاروا ثنوية، كذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره وهو تعالى خالق الخير والشر.
قال إمام الحرمين في كتاب ((الإرشاد)) إن بعض القدرية تقول: لسنا بقدرية بل أنتم القدرية لاعتقادكم أخبار القدر،و رد على هؤلاء الجهلة بأنهم يضيفون القدر إلى أنفسهم، ومن يدعي الشر لنفسه ويضيفه إليها أولى بأن ينسب إليه ممن يضيفه لغيره وينفيه عن نفسه.
قوله صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الإيمان: الإيمان في اللغة: هو مطلق التصديق، وفي الشرع: عبارة عن تصديق خاص، وهو التصديق بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره. وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر. قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث، قال الله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات :14].وذلك أنَّ المنافقين كانوا يصلون ويصومون ويتصدقون، وبقلوبهم ينكرون، فلما ادَّعوا الإيمان كذَّبَهم الله تعالى في دعواهم الإيمان لإنكارهم بالقلوب،وصدقهم في دعوى الإسلام لتعاطيهم إياه. وقال الله تعالى: {إِذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يعلمُ إنَّك لرسولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إنَّ المنافقينَ لكَاذبونَ} [المنافقون :1]. أي في دعواهم الشهادة بالرسالة مع مخالفة قلوبهم، لأن ألسنتهم لم تواطىء قلوبهم،وشرط الشهادة بالرسالة: أن يواطىء اللسان القلب فلما كذبوا في دعواهم بَّين الله تعالى كذبهم، ولما كان الإيمان شرطاً في صحة الإسلام استثنى الله تعالى من المؤمنين المسلمين قال الله تعالى: {فأخرجْنا مَنْ كَانَ فيها مِنَ المؤمنينَ فما وَجَدْنَا فيها غير بَيْتٍ مِنَ المسِْلمِينَ} [الذاريات: 35- 36] فهذا استثناء متصل لما بين الشروط من الاتصال ولهذا سمى الله تعالى الصلاة : إيماناً:قال الله تعالى: {وََمَا كَانَ اللهُ ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143]. وقال تعالى: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} [الشورى:52] أي الصلاة.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره)) بفتح الدال وسكونها لغتان، ومذهب أهل الحق: إثبات القدر، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وفي أمكنة معلومة وهي تقع على حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى. واعلم أن التقادير أربعة:
(الأول) التقدير في العلم ولهذا قيل: العناية قبل الولاية، والسعادة قبل الولادة ،واللواحق مبنية على السوابق، قال الله تعالى {يؤفك عنه من أُفِكَ} [الذاريات:9] أي يصرف عن سماع القرآن وعن الإيمان به في الدنيا من صرف عنه في القدم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يهلك الله إلا هالكاً)) أي من كتب في علم الله تعالى أنه هالك.
(الثاني) التقدير في اللوح المحفوظ، وهذا التقدير يمكن أن يتغير قال الله تعالى: {يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد:39] وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول في دعائه: ((اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً)).
(الثالث) التقدير في الرحم، وذلك أن الملك يؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد.
(الرابع ) التقدير وهو سوق المقادير إلى المواقيت، والله تعالى خلق الخير والشر وقدر مجئيه إلى العبد في أوقات معلومة.و الدليل على أن الله تعالى خلق الخير والشر قوله تعالى: { إن المجرمين في ضلال وَسُعُرُ * يوم يُسحَبون في النار على وجوهِهمْ ذوقوا مَسَّ سَقَر * إنَّا كلَّ شي خلقناهُ بقَدَرِ} [القمر 47-49] نزلت هذه الأية في القدرية، يقال لهم ذلك في جهنم، وقال تعالى {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق} [الفلق 1-2]. وهذا القسم إذا حصل اللطف بالعبد صرف عنه قبل أن يصل إليه.
وفي الحديث: ((إن الصدقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة )).
وفي الحديث: ((إن الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان، ويدفع الدعاء البلاء قبل أن ينزل)).
وزعمت القدرية: أن الله تعالى لم يقدر الأشياء في القدم، ولا سبق علمه بها، وأنها مستأنفة، وأنه تعالى يعلمها بعد وقوعها، وكذبوا على الله سبحانه وتعالى جلَّ عن إقوالهم الكاذبة وتعالى علواً كبيراً، وهؤلاء انقرضوا وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة يقولون: الخير من الله والشر من غيره، تعالى الله عن قولهم، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((القدرية مجوس هذه الأمة)). سماهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس، وزعمت الثنوية أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة فصاروا ثنوية، كذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره وهو تعالى خالق الخير والشر.
قال إمام الحرمين في كتاب ((الإرشاد)) إن بعض القدرية تقول: لسنا بقدرية بل أنتم القدرية لاعتقادكم أخبار القدر،و رد على هؤلاء الجهلة بأنهم يضيفون القدر إلى أنفسهم، ومن يدعي الشر لنفسه ويضيفه إليها أولى بأن ينسب إليه ممن يضيفه لغيره وينفيه عن نفسه.
قوله صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإحسان قال: ((الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه )) وهذا مقام المشاهدة لأن من قدر أن يشاهد الملك استحى أن يلتفت إلى غيره في الصلاة وأن يشغل قلبه بغيره ومقام الإحسان مقام الصديقين وقد تقدم في الحديث الأول الإشارة إلى ذلك.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإنه يراك)) غافلاً إن غفلت في الصلاة وحدثت النف
س فيها.
قوله صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الساعة فقال: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟ بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به، قال الله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان:34]. وقال تعالى : {ثقلت في السماوات والأرض، لا تأتيكم إلا بغتة} [الإعراف:187}.وقال تعالى: {وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً} [الأحزاب:63].
ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعون ألف سنة وأنه بقي منها ثلاثة وستون ألف سنة فهو قول باطل حكاه الطوخي في ((أسباب التنزيل)) عن بعض المنجمين وأهل الحساب، ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة فهذا يسوف على الغيب ولا يحل اعتقاده.
قوله صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن أماراتها قال: ((أن تلد الأمة ربتها)) الأمار والأمارة بإثبات التاء وحذفها لغتان، وروي ربها وربتها، قال الأكثرون هذا إخبار عن كثرة السراري وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها لأن مال الإنسان صائر إلى ولده، وقيل معناه الإماء يلدن الملوك فتكون أمة من جملة رعيته، ويحتمل أن يكون المعنى: أن الشخص يستولد الجارية ولداً ويبيعها فيكبر الولد ويشتري أمه، وهذا من أشراط الساعة.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأن ترى الحفاة العراة العالة، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)) إذ العالة هم الفقراء، والعائل الفقير، والعيلة الفقر وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر. والرعاء بكسر الراء وبالمد ويقال فيه رعاة بضم الراء وزيادة تاء بلا مد معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان.
قوله: ((فلبث مليا)) هو بفتح الثاء على أنه للغائب، وقيل: فلبثت بزيادة تاء المتكلم وكلاهما صحيح. وملياً بتشديد الياء معناه وقتاً طويلاً.وفي رواية أبي داود والترمذي أنه قال: بعد ثلاثة أيام. وفي ((شرح التنبيه)) للبغوي أنه قال: بعد ثلاثة فأكثر، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال. وفي ظاهر هذا مخالفة لقول أبي هريرة في حديثه، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ردوا علىَّ الرجل)) فأخذوا يردونه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم: ((رودا علىَّ الرجل)) فأخذوا يرودنه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم: ((هذا جبريل)) فيمكن الجمع بينهما بأن عمر رضي الله عنه لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحال، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين في الحال، وأخبروا عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضراً عن إخبار الباقين.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم))، فيه دليل على ان الإيمان،و الإسلام،و الإحسان، تسمى كلها ديناً، وفي الحديث دليل على أن الإيمان بالقدر واجب، وعلى ترك الخوض في الأمور، وعلى وجوب الرضا بالقضاء. دخل رجل على ابن حنبل رحمه الله. فقال: عظني. فقال له: إن كان الله تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ وإن كان الخلف على الله حقاً فالبخل لماذا ؟ وإن كانت الجنة حقاً فالراحة لماذا ؟ وإن كان سؤال منكر ونكير حقاً فالأنس لماذا؟وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة لماذا ؟ وإن كان الحساب حقاً فالجمع لماذا ؟ وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالخوف لماذا ؟
(فائدة) ذكر صاحب ((مقامات العلماء)) أن الدنيا كلها مقسومة على خمسة وعشرين قسماً: خمسة بالقضاء والقدر، وخمسة بالاجتهاد، وخمسة منها بالعادة، وخمسة بالجوهر، وخمسة بالوراثة. فأما الخمسة التي بالقضاء والقدر: فالرزق، والولد، والأهل، والسلطان، والعمر. والخمسة التي بالاجتهاد: فالجنة، والنار ن والعفة،و الفروسية، والكتابة. والخمسة التي بالعادة: فالأكل ، والنوم، والمشي،و النكاح،و التغوط.و الخمسة التي بالجوهر: فالزهد، والزكاة ، والبذل، والجمال،و الهيبة. والخمسة التي بالوراثة: فالخير، والتواصل، والسخاء والصدق،و الأمانة.وهذا كله لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ((كل شيء بقضاء وقدر)). وإنما معناه: أن بعض هذه الأشياء يكون مرتباً على سبب،وبعضها يكون بغير سبب، والجميع بقضاء وقدر.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإنه يراك)) غافلاً إن غفلت في الصلاة وحدثت النف
س فيها.
قوله صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الساعة فقال: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟ بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به، قال الله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان:34]. وقال تعالى : {ثقلت في السماوات والأرض، لا تأتيكم إلا بغتة} [الإعراف:187}.وقال تعالى: {وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً} [الأحزاب:63].
ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعون ألف سنة وأنه بقي منها ثلاثة وستون ألف سنة فهو قول باطل حكاه الطوخي في ((أسباب التنزيل)) عن بعض المنجمين وأهل الحساب، ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة فهذا يسوف على الغيب ولا يحل اعتقاده.
قوله صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن أماراتها قال: ((أن تلد الأمة ربتها)) الأمار والأمارة بإثبات التاء وحذفها لغتان، وروي ربها وربتها، قال الأكثرون هذا إخبار عن كثرة السراري وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها لأن مال الإنسان صائر إلى ولده، وقيل معناه الإماء يلدن الملوك فتكون أمة من جملة رعيته، ويحتمل أن يكون المعنى: أن الشخص يستولد الجارية ولداً ويبيعها فيكبر الولد ويشتري أمه، وهذا من أشراط الساعة.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأن ترى الحفاة العراة العالة، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)) إذ العالة هم الفقراء، والعائل الفقير، والعيلة الفقر وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر. والرعاء بكسر الراء وبالمد ويقال فيه رعاة بضم الراء وزيادة تاء بلا مد معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان.
قوله: ((فلبث مليا)) هو بفتح الثاء على أنه للغائب، وقيل: فلبثت بزيادة تاء المتكلم وكلاهما صحيح. وملياً بتشديد الياء معناه وقتاً طويلاً.وفي رواية أبي داود والترمذي أنه قال: بعد ثلاثة أيام. وفي ((شرح التنبيه)) للبغوي أنه قال: بعد ثلاثة فأكثر، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال. وفي ظاهر هذا مخالفة لقول أبي هريرة في حديثه، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ردوا علىَّ الرجل)) فأخذوا يردونه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم: ((رودا علىَّ الرجل)) فأخذوا يرودنه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم: ((هذا جبريل)) فيمكن الجمع بينهما بأن عمر رضي الله عنه لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحال، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين في الحال، وأخبروا عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضراً عن إخبار الباقين.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم))، فيه دليل على ان الإيمان،و الإسلام،و الإحسان، تسمى كلها ديناً، وفي الحديث دليل على أن الإيمان بالقدر واجب، وعلى ترك الخوض في الأمور، وعلى وجوب الرضا بالقضاء. دخل رجل على ابن حنبل رحمه الله. فقال: عظني. فقال له: إن كان الله تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ وإن كان الخلف على الله حقاً فالبخل لماذا ؟ وإن كانت الجنة حقاً فالراحة لماذا ؟ وإن كان سؤال منكر ونكير حقاً فالأنس لماذا؟وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة لماذا ؟ وإن كان الحساب حقاً فالجمع لماذا ؟ وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالخوف لماذا ؟
(فائدة) ذكر صاحب ((مقامات العلماء)) أن الدنيا كلها مقسومة على خمسة وعشرين قسماً: خمسة بالقضاء والقدر، وخمسة بالاجتهاد، وخمسة منها بالعادة، وخمسة بالجوهر، وخمسة بالوراثة. فأما الخمسة التي بالقضاء والقدر: فالرزق، والولد، والأهل، والسلطان، والعمر. والخمسة التي بالاجتهاد: فالجنة، والنار ن والعفة،و الفروسية، والكتابة. والخمسة التي بالعادة: فالأكل ، والنوم، والمشي،و النكاح،و التغوط.و الخمسة التي بالجوهر: فالزهد، والزكاة ، والبذل، والجمال،و الهيبة. والخمسة التي بالوراثة: فالخير، والتواصل، والسخاء والصدق،و الأمانة.وهذا كله لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ((كل شيء بقضاء وقدر)). وإنما معناه: أن بعض هذه الأشياء يكون مرتباً على سبب،وبعضها يكون بغير سبب، والجميع بقضاء وقدر.
من هم الأقطاب؟
----------------------
الأقطاب هم: رؤساء الدوائر الإلهية. وأئمة الإرشاد في المراحل السلوكية. وأئمة الإمداد في مراحل الوصال لأهل دوائرهم. فإن القرآن قد جعل هناك دوائر روحانية، بمعنى أن هذه الدوائر لأهلها خصال ومواصفات وأعمال ومجاهدات إذا قاموا بها بلغوا الكمالات التي جهزها الله لأهل هذه الدائرة، وأفاض الله عليهم الأسرار التي اختص بها أهل هذه الدائرة.
ومن أمثلة هذه الدوائر:
--------------------------------
دائرة (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا (30) [فصلت] هذه دائرة من الممكن تشبيهها في عصرنا بفرقة في الجيش الإلهي... سلاح معين؛ لأنهم مشتركين في أوصاف معينة: (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) هذه دائرة، وأعلى الناس شأناً في الاستقامة في هذا العصر يكون قطب هذه الدائرة؛ لأنه المعلم لهم والمهذب لنفوسهم والممد لهم من وراء حجاب أو مواجهة على حسب أحوالهم وتأهلهم في هذا المقام. وأهل هذه الدائرة :(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) [سورة فصلت] إذن أهل هذه الدائرة، وهم أهل الاستقامة، يخدم الله لهم ويسخر الله لهم ملائكته الكرام في حوائجهم وفي طلباتهم وفي كل أطوارهم وفي كل أحوالهم... هذه دائرة.
هناك دائرة ثانية:
-----------------------
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ما أوصافهم أهل هذه الدائرة وماأعمالهم ؟ (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ)(63) [يونس] ما الذي أعده الله لهم ؟[64 يونس] (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) وكذلك أعلى الناس شأناً في هذه الدائرة وفي هذا العمل وفي هذا الحال هو قطب هذه الدائرة الذي يدورون حوله.
وهناك دائرة ثالثة:
------------------------
قوله تعالى [63 الفرقان]: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً)
وهناك دائرة رابعة:
------------------------
قوله أيضًا [32 فاطر]:(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)
والدوائر القرآنية كثيرة ومتعددة وكل دائرة لها قطبها وهو أعلى الناس شأناً في القيام بأوصافها وأعمالها.
ومن الذي سيختار هذا القطب؟
النبي المختار.
وكيف يعرفونه؟
بما يلوح لهم من الأنوار والأسرار. والذي يختاره النبي المختار يليح لهم فيه أنوارًا وأسرارًا، فيعلمون أن هذا القطب المختار الذي عليه المدار.
وهناك قطب الأقطاب الذي يرأس كل هذه الدوائر :
----------------------------------------------------------
وهو الوارث الكلي لحبيب الله ومصطفاه، الذي يقوم مقام حضرة النبي في أمته وينوب عنه في تبليغ رسالته وفي الاجتهاد في شريعته.
هؤلاء الأقطاب كثيرون، فمن الذي لديه القدرة على عدهم؟
لا يوجد
ومن يريد أن يعدهم لا بد أن يأخذ القرآن من أول آياته... (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [سورة البقرة] (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) [سورة البقرة] كل هذه دوائر... وكل دائرة لها أهلها ولها رجالها، وهم الأقطاب.
وطبعاً هذه المصطلحات يجب معرفتها؛ لأن هذه المسميات دخلت في كتب التصوف الفلسفي؛ لأن هناك بعض المتصوفة خلطوا التصوف بالفلسفة، وقالوا في هذا المجال كلام كثير يحتاج إلى تنقية، ولكننا نقول الحقائق من كتاب الله..
إذاً الأقطاب ليسوا بأربعة فقط؟
-----------------------------------------
هذا من ضمن الأمور التي انتشرت بأن الأقطاب أربعة:
سيدي أحمد الرفاعي.
وسيدي إبراهيم الدسوقي.
وسيدي عبد القادر الجيلاني.
وسيدي أحمد البدوي.
وأن هؤلاء المدّركين بالكون، وهذه من جملة الأمور التي نريد أن نصححها، وبأن كل واحد فيهم له مائة سنة، وبعدها يأتي من بعده ... معنى ذلك أنه قبل وجود هؤلاء الأقطاب الأربعة....ألم يكن يوجد أقطاب في الكون؟ !! وهؤلاء الأربعة الذي مات منهم..! ألن يأتي غيره؟ مع أن ربنا يقول [106 البقرة]:(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) معنى ذلك أننا نوقف عطاء الله عند هؤلاء، وعطاء الله واسع، ويسع الجميع، ومستمر إلى يوم الدين [75 الحج]:(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) يصطفي بصيغة المضارع المستمر: من الملائكة ومن الناس... باستمرار والذي سيُكرم منكم ويصبح من أهل الصفاء، سيرى كل يوم في عالم البقاء صحف الأتقياء الذين يصطفيهم الحق وتذيعها الأنباء في عالم السماء.... كل يوم ....
----------------------
الأقطاب هم: رؤساء الدوائر الإلهية. وأئمة الإرشاد في المراحل السلوكية. وأئمة الإمداد في مراحل الوصال لأهل دوائرهم. فإن القرآن قد جعل هناك دوائر روحانية، بمعنى أن هذه الدوائر لأهلها خصال ومواصفات وأعمال ومجاهدات إذا قاموا بها بلغوا الكمالات التي جهزها الله لأهل هذه الدائرة، وأفاض الله عليهم الأسرار التي اختص بها أهل هذه الدائرة.
ومن أمثلة هذه الدوائر:
--------------------------------
دائرة (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا (30) [فصلت] هذه دائرة من الممكن تشبيهها في عصرنا بفرقة في الجيش الإلهي... سلاح معين؛ لأنهم مشتركين في أوصاف معينة: (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) هذه دائرة، وأعلى الناس شأناً في الاستقامة في هذا العصر يكون قطب هذه الدائرة؛ لأنه المعلم لهم والمهذب لنفوسهم والممد لهم من وراء حجاب أو مواجهة على حسب أحوالهم وتأهلهم في هذا المقام. وأهل هذه الدائرة :(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) [سورة فصلت] إذن أهل هذه الدائرة، وهم أهل الاستقامة، يخدم الله لهم ويسخر الله لهم ملائكته الكرام في حوائجهم وفي طلباتهم وفي كل أطوارهم وفي كل أحوالهم... هذه دائرة.
هناك دائرة ثانية:
-----------------------
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ما أوصافهم أهل هذه الدائرة وماأعمالهم ؟ (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ)(63) [يونس] ما الذي أعده الله لهم ؟[64 يونس] (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) وكذلك أعلى الناس شأناً في هذه الدائرة وفي هذا العمل وفي هذا الحال هو قطب هذه الدائرة الذي يدورون حوله.
وهناك دائرة ثالثة:
------------------------
قوله تعالى [63 الفرقان]: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً)
وهناك دائرة رابعة:
------------------------
قوله أيضًا [32 فاطر]:(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)
والدوائر القرآنية كثيرة ومتعددة وكل دائرة لها قطبها وهو أعلى الناس شأناً في القيام بأوصافها وأعمالها.
ومن الذي سيختار هذا القطب؟
النبي المختار.
وكيف يعرفونه؟
بما يلوح لهم من الأنوار والأسرار. والذي يختاره النبي المختار يليح لهم فيه أنوارًا وأسرارًا، فيعلمون أن هذا القطب المختار الذي عليه المدار.
وهناك قطب الأقطاب الذي يرأس كل هذه الدوائر :
----------------------------------------------------------
وهو الوارث الكلي لحبيب الله ومصطفاه، الذي يقوم مقام حضرة النبي في أمته وينوب عنه في تبليغ رسالته وفي الاجتهاد في شريعته.
هؤلاء الأقطاب كثيرون، فمن الذي لديه القدرة على عدهم؟
لا يوجد
ومن يريد أن يعدهم لا بد أن يأخذ القرآن من أول آياته... (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [سورة البقرة] (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) [سورة البقرة] كل هذه دوائر... وكل دائرة لها أهلها ولها رجالها، وهم الأقطاب.
وطبعاً هذه المصطلحات يجب معرفتها؛ لأن هذه المسميات دخلت في كتب التصوف الفلسفي؛ لأن هناك بعض المتصوفة خلطوا التصوف بالفلسفة، وقالوا في هذا المجال كلام كثير يحتاج إلى تنقية، ولكننا نقول الحقائق من كتاب الله..
إذاً الأقطاب ليسوا بأربعة فقط؟
-----------------------------------------
هذا من ضمن الأمور التي انتشرت بأن الأقطاب أربعة:
سيدي أحمد الرفاعي.
وسيدي إبراهيم الدسوقي.
وسيدي عبد القادر الجيلاني.
وسيدي أحمد البدوي.
وأن هؤلاء المدّركين بالكون، وهذه من جملة الأمور التي نريد أن نصححها، وبأن كل واحد فيهم له مائة سنة، وبعدها يأتي من بعده ... معنى ذلك أنه قبل وجود هؤلاء الأقطاب الأربعة....ألم يكن يوجد أقطاب في الكون؟ !! وهؤلاء الأربعة الذي مات منهم..! ألن يأتي غيره؟ مع أن ربنا يقول [106 البقرة]:(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) معنى ذلك أننا نوقف عطاء الله عند هؤلاء، وعطاء الله واسع، ويسع الجميع، ومستمر إلى يوم الدين [75 الحج]:(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) يصطفي بصيغة المضارع المستمر: من الملائكة ومن الناس... باستمرار والذي سيُكرم منكم ويصبح من أهل الصفاء، سيرى كل يوم في عالم البقاء صحف الأتقياء الذين يصطفيهم الحق وتذيعها الأنباء في عالم السماء.... كل يوم ....
مثلاً... فلان ولد اليوم من الأصفياء.. لبس فلان رتبة كذا من الأصفياء والأتقياء.
مات فلان اليوم من الأولياء..وأخذ مقامه فلان من الأولياء ... فوراً وهي نفس ما يحدث في كل شأن من شئون الله ....مات الملك... يحيا الملك. ففي نفس اللحظة التي يقال: فيها مات الملك فلان، قبل دفنه نقول يحيا الملك فلان، وكذلك الأمر في كل أخبار السماء.
وهناك الأبدال والأوتاد.
------------------------------------------
من كتاب (الصوفية فى القرآن والسنة)
مات فلان اليوم من الأولياء..وأخذ مقامه فلان من الأولياء ... فوراً وهي نفس ما يحدث في كل شأن من شئون الله ....مات الملك... يحيا الملك. ففي نفس اللحظة التي يقال: فيها مات الملك فلان، قبل دفنه نقول يحيا الملك فلان، وكذلك الأمر في كل أخبار السماء.
وهناك الأبدال والأوتاد.
------------------------------------------
من كتاب (الصوفية فى القرآن والسنة)
((( ما الفرق بين أهل الخدمة وأهل المحبة؟؟؟؟)))
يقول سيدى ابن عطاء الله رضى الله عنه:
(قوم اقامهم الله لخدمته وقوم اختصهم لمحبته).
والمعنى:
أهل الخدمة يغلب عليهم الظهور بمعني أنهم ليسوا في خفاء عن الناس وهم أهل الإرشاد والإصلاح
أهل المحبة هم أهل الجذب وهم منشغلين بالمعارف الإلهية والقرب والأنس و منقطعين عن الخلق وهم أهل خفاء
قد يرتحل السالك بين الحالين ولكن لا يجمع بينهم في نفس الوقت بمعني يكون أقوى في إحدي الحالين لا الإثنين معا علي حسب وقته فلكل حال وقت ولكل روح وقت ولكل سر وقت.
فصاحب الخدمة لا يخدم إلا إذا كان محبا بالأساس ولكن أغلب خدمته ظاهرية فهو مستقبل الباطن بالظاهر
وصاحب المعرفة هو مستغرق فى محبته و دائما هو في تلقي للعلوم والمعارف وايضا هو يخدم ولكن اكثر خدمته باطنية فهو مستقبل للظاهر بالباطن والمحب تسرى أنفاسه فينتفع بسره كل من حوله.
قال سيدي العارف بالله أبو العباس المرسي قدس الله سره :
" إنّ لله عبادا يُظْهِرُهُم في البداية ويسترهم في النهاية
وإنّ لله عبادا يسترهم في البداية ويُظهِرهم في النهاية
وإنّ لله عبادا يسترهم عن العامّة ويظهرهم للخاصّة
وإنّ لله عبادا ضَنَّ بهم عن الخاصّة والعامّة فلا يُظهِر حقيقة ما بينهم وبينه حتى للحفظة فمن سِواهم حتّى يَتَوَفّى أرواحهم بيده
فَهُمْ شهداء الملكوت الأعلى وَهُمْ أهل الصفّ الأيمن من العرش "
فهؤلاء خاصّة الخاصّة
جعلنا الله واياكم من أهل الصفّ الأيمن
والحمد لله رب العالمين🤲
يقول سيدى ابن عطاء الله رضى الله عنه:
(قوم اقامهم الله لخدمته وقوم اختصهم لمحبته).
والمعنى:
أهل الخدمة يغلب عليهم الظهور بمعني أنهم ليسوا في خفاء عن الناس وهم أهل الإرشاد والإصلاح
أهل المحبة هم أهل الجذب وهم منشغلين بالمعارف الإلهية والقرب والأنس و منقطعين عن الخلق وهم أهل خفاء
قد يرتحل السالك بين الحالين ولكن لا يجمع بينهم في نفس الوقت بمعني يكون أقوى في إحدي الحالين لا الإثنين معا علي حسب وقته فلكل حال وقت ولكل روح وقت ولكل سر وقت.
فصاحب الخدمة لا يخدم إلا إذا كان محبا بالأساس ولكن أغلب خدمته ظاهرية فهو مستقبل الباطن بالظاهر
وصاحب المعرفة هو مستغرق فى محبته و دائما هو في تلقي للعلوم والمعارف وايضا هو يخدم ولكن اكثر خدمته باطنية فهو مستقبل للظاهر بالباطن والمحب تسرى أنفاسه فينتفع بسره كل من حوله.
قال سيدي العارف بالله أبو العباس المرسي قدس الله سره :
" إنّ لله عبادا يُظْهِرُهُم في البداية ويسترهم في النهاية
وإنّ لله عبادا يسترهم في البداية ويُظهِرهم في النهاية
وإنّ لله عبادا يسترهم عن العامّة ويظهرهم للخاصّة
وإنّ لله عبادا ضَنَّ بهم عن الخاصّة والعامّة فلا يُظهِر حقيقة ما بينهم وبينه حتى للحفظة فمن سِواهم حتّى يَتَوَفّى أرواحهم بيده
فَهُمْ شهداء الملكوت الأعلى وَهُمْ أهل الصفّ الأيمن من العرش "
فهؤلاء خاصّة الخاصّة
جعلنا الله واياكم من أهل الصفّ الأيمن
والحمد لله رب العالمين🤲
يقول سيدي احمد الرفاعي قدس الله سره
أستدرج اهل الذنوب الركون اليها والاصرار عليها
وأستدرج أهل الأجتهاد الأستكثار والإعجاب
وأستدرج المريدين تطلعهم للعطايا والكرامات
وأستدرج العارفين استغناؤهم بالمعرفه
فكل من كانت منزلته أرفع كان أستدراجه أعظم
فكم من مذكر لله ينسي الله
وكم من مخوف بالله جرئ علي الله
وكم من تال كتاب الله منسلخ من أيات الله؛؛
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
الاستدراج : نسيان الحق والأستغناء بمن دون الله والتعلق بما سواه والألتفات منه إلي غيره
الأستدراج
قال تعالي( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
المستدرج : هو الذي تؤخذ منه النعمه شيئا بعد شيء ...وهو لا يشعر
أو تقول
نأخذهم بالنعم حتي نجرهم إلي النقم وهم لا
يشعرون
أو تقول
نمدهم بالنعم وننسيهم الشكر عليها
الإنسان إذا أحس بنعمه ظاهريه أو باطنا لابد أن يعرف حقها ويبادر إلى شكرها نطقا واعتقادا وعملا
النطق بالحمد
والشكر باللسان
والأعتقاد شهود المنعم في النعمه وإسنادها إليه
أستدرج اهل الذنوب الركون اليها والاصرار عليها
وأستدرج أهل الأجتهاد الأستكثار والإعجاب
وأستدرج المريدين تطلعهم للعطايا والكرامات
وأستدرج العارفين استغناؤهم بالمعرفه
فكل من كانت منزلته أرفع كان أستدراجه أعظم
فكم من مذكر لله ينسي الله
وكم من مخوف بالله جرئ علي الله
وكم من تال كتاب الله منسلخ من أيات الله؛؛
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
الاستدراج : نسيان الحق والأستغناء بمن دون الله والتعلق بما سواه والألتفات منه إلي غيره
الأستدراج
قال تعالي( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
المستدرج : هو الذي تؤخذ منه النعمه شيئا بعد شيء ...وهو لا يشعر
أو تقول
نأخذهم بالنعم حتي نجرهم إلي النقم وهم لا
يشعرون
أو تقول
نمدهم بالنعم وننسيهم الشكر عليها
الإنسان إذا أحس بنعمه ظاهريه أو باطنا لابد أن يعرف حقها ويبادر إلى شكرها نطقا واعتقادا وعملا
النطق بالحمد
والشكر باللسان
والأعتقاد شهود المنعم في النعمه وإسنادها إليه
🔹قال أسلم" مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه": أصاب الناس سنة غلا فيها السمن وڪان عمر يأڪل الزيت فيقرقر بطنه، فيقول : "قرقر ما شئت، فوالله لا تأڪل السمن حتى يأڪله الناس"
ثم قال لي:
"اڪسر عني حره بالنار فڪنت أطبخه له فيأڪله".
ثم قال لي:
"اڪسر عني حره بالنار فڪنت أطبخه له فيأڪله".