يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله:
الظربون ( الظربان ) : دويبة برية شبيهة بالقط إلّا أنها أصغر منه بكثير، منتنة الرائحة، لاسيما إذا أُفزعت وأُخيفت، أو تأثرت من شيء، وقد بلغ من نتن رائحتها ما حدثني به شيخ من أهل الشماسية قال : أذكر أننا في ليلة من ليالي الشتاء الشديدة البرد، وكانت الملابس قليلة في ذلك الوقت لغلبة الفقر على الناس في القديم وكنا نصلي في (الخلوة) وهي التي تحفر في الأرض تحت المسجد طلباً للدفء في الشتاء . قال : وعندما جئنا للصلاة في الخلوة وجدنا فيها رائحة خبيثة لا تطاق فلم نستطع الدخول إلى الخلوة وصلينا في البرد، وبعد ذلك وجدنا فيها (ظربونا) فأخرجه المؤذن إلّا أن رائحته المنتنة بقي أثرها في الخلوة أياماً ، ولذلك ضربت العامة المثل بالرائحة الخبيثة برائحة الظربون فقالت : ريحته ريحة ظربون .
يقول الجاحظ : الظربان دابة فسّاءة، لا يقاوم فسوها شيء يدخل على الضب جحره، وفيه بيضه فيأتي أضيق موضع في الجحر فيسده بيديه، ويُحوِّر استه إليه، فلا يفسو ثلاث فسوات حتى يدار بالضب، فيخرُّ سكرانَ مغشياً عليه، فيأكلُه، ثم يُقِيمُ في جُحرِه حتى يأتي على آخر حسوله (أي صغاره).
الظربون ( الظربان ) : دويبة برية شبيهة بالقط إلّا أنها أصغر منه بكثير، منتنة الرائحة، لاسيما إذا أُفزعت وأُخيفت، أو تأثرت من شيء، وقد بلغ من نتن رائحتها ما حدثني به شيخ من أهل الشماسية قال : أذكر أننا في ليلة من ليالي الشتاء الشديدة البرد، وكانت الملابس قليلة في ذلك الوقت لغلبة الفقر على الناس في القديم وكنا نصلي في (الخلوة) وهي التي تحفر في الأرض تحت المسجد طلباً للدفء في الشتاء . قال : وعندما جئنا للصلاة في الخلوة وجدنا فيها رائحة خبيثة لا تطاق فلم نستطع الدخول إلى الخلوة وصلينا في البرد، وبعد ذلك وجدنا فيها (ظربونا) فأخرجه المؤذن إلّا أن رائحته المنتنة بقي أثرها في الخلوة أياماً ، ولذلك ضربت العامة المثل بالرائحة الخبيثة برائحة الظربون فقالت : ريحته ريحة ظربون .
يقول الجاحظ : الظربان دابة فسّاءة، لا يقاوم فسوها شيء يدخل على الضب جحره، وفيه بيضه فيأتي أضيق موضع في الجحر فيسده بيديه، ويُحوِّر استه إليه، فلا يفسو ثلاث فسوات حتى يدار بالضب، فيخرُّ سكرانَ مغشياً عليه، فيأكلُه، ثم يُقِيمُ في جُحرِه حتى يأتي على آخر حسوله (أي صغاره).
فائدة :
استنبط بعض أهل العلم من حديث بريرة رضي الله عنها المشهور ما يقرب من أربعمئة مسألة، وكانت بريرة لها فراسة، ومما يحكى أنها كانت تتفرس في عبد الملك بن مروان عندما كان يطلب العلم ، وكان محباً للعلم وأهله، فكانت تقول: ما أحسن ما أنت عليه من طلب العلم، لكن اتق الله في حق دماء المسلمين فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ( إِنَّ الرَّجُلَ لِيُدْفَعُ عن باب الجنةِ أَنْ يَنْظُرَ إليها على محْجَمَة من دَم يُرِيقُهُ من مُسْلِمٍ بغير حَقٌّ ) .
فكأنها عرفت أنه سيكون أمير المؤمنين ويقع منه ما يقع.
استنبط بعض أهل العلم من حديث بريرة رضي الله عنها المشهور ما يقرب من أربعمئة مسألة، وكانت بريرة لها فراسة، ومما يحكى أنها كانت تتفرس في عبد الملك بن مروان عندما كان يطلب العلم ، وكان محباً للعلم وأهله، فكانت تقول: ما أحسن ما أنت عليه من طلب العلم، لكن اتق الله في حق دماء المسلمين فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ( إِنَّ الرَّجُلَ لِيُدْفَعُ عن باب الجنةِ أَنْ يَنْظُرَ إليها على محْجَمَة من دَم يُرِيقُهُ من مُسْلِمٍ بغير حَقٌّ ) .
فكأنها عرفت أنه سيكون أمير المؤمنين ويقع منه ما يقع.
كان بين العلامة المحقق الشيخ محمد عبدالحي اللكنوي (ت 1304هـ) وبين الأمير السيد صديق حسن خان القنوجي البهوبالي (ت 1307هـ) رحمهما الله خلاف وردود، بلغت من الشدة الى حد كبير، حتى وصفها العلامة السيد عبدالحي الحسني في ( نزهة الخواطر ) بأنها تأباها الفطرة السليمة!.
ومع ذلك فعندما بلغ الأمير صديق خان، وفاة الشيخ عبدالحي، حزن عليه حزنا شديداً، وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلى عليه صلاة الغيبة، وأعلن الحداد في عموم إمارة بهوبال، نظراً إلى سعة إطلاعه في العلوم والمسائل.
ومع ذلك فعندما بلغ الأمير صديق خان، وفاة الشيخ عبدالحي، حزن عليه حزنا شديداً، وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلى عليه صلاة الغيبة، وأعلن الحداد في عموم إمارة بهوبال، نظراً إلى سعة إطلاعه في العلوم والمسائل.
جاء رجل إلى الإمام مالك، وقال له: إني قلت لزوجتي كلما غرد القِمري فأنت طالق .
فقال له الإمام مالك: إذا سكت القمري تطلق.
وكان الإمام الشافعي حاضراً فتبع السائل وقال له: إن زوجتك لا تطلق.
فرجع السائل إلى الإمام مالك وأخبره بقول الشافعي، فقال الإمام مالك للشافعي: ما هو الدليل على ذلك؟
فقال: قوله ﷺ في أبي سفيان إنه لا يضع العصا عن عاتقه، فإنه يضعها تارة ويحملها أخرى، والجملة الفعلية تفيد الاستمرار التجددي، فقبل ذلك الإمام مالك.
فقال له الإمام مالك: إذا سكت القمري تطلق.
وكان الإمام الشافعي حاضراً فتبع السائل وقال له: إن زوجتك لا تطلق.
فرجع السائل إلى الإمام مالك وأخبره بقول الشافعي، فقال الإمام مالك للشافعي: ما هو الدليل على ذلك؟
فقال: قوله ﷺ في أبي سفيان إنه لا يضع العصا عن عاتقه، فإنه يضعها تارة ويحملها أخرى، والجملة الفعلية تفيد الاستمرار التجددي، فقبل ذلك الإمام مالك.
يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله :
قبل أن تكون السكّرية هي تمرة القصيم كانت ( الشقرا ) ، وهي نخلة مشهورة وكان أكثر نخل القصيم منها في وقت من الأوقات، حتى أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله عندما كان قاضيا لعنيزة بعد منتصف القرن الثالث عشر الهجري بقليل أفتى بأنه إذا أطلقت كلمة التمر في القصيم لم تنصرف إلاّ إلى (الشقراء) لأنها الغالبة على التمر ،فلا يلزم من طلب غيرها من مدينه أن يعطيه إلاّ هي، وكذلك إذا طلب المدين أن يوفي ما عليه من التمر لم يلزم إلّا الشقراء، إلّا إذا اتفقا على غيرها .
بتصرّف.
قبل أن تكون السكّرية هي تمرة القصيم كانت ( الشقرا ) ، وهي نخلة مشهورة وكان أكثر نخل القصيم منها في وقت من الأوقات، حتى أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله عندما كان قاضيا لعنيزة بعد منتصف القرن الثالث عشر الهجري بقليل أفتى بأنه إذا أطلقت كلمة التمر في القصيم لم تنصرف إلاّ إلى (الشقراء) لأنها الغالبة على التمر ،فلا يلزم من طلب غيرها من مدينه أن يعطيه إلاّ هي، وكذلك إذا طلب المدين أن يوفي ما عليه من التمر لم يلزم إلّا الشقراء، إلّا إذا اتفقا على غيرها .
بتصرّف.
لما سافر ابن عرفة رحمه الله إلى بغداد وكان رجلاً سميناً، وبسبب سمنه كان يلهث إذا درّس، فوقع له الإقبال العظيم في بغداد، فحسده العلماء، فطلبوا من أصحابه أن يأمروه أن يلقي درساً في التفسير، فقال لهم: عينوا لي الآيات التي تريدوني أدرس فيها حتى أطالعها، فعينوا له أوائل سورة الأنعام فجلس الشيخ يطالع في المكتبة ثلاثة أيام حتى حفظ كل ما يتعلق بتلك الآيات من كل ناحية، فلما كان يوم الدرس اجتمع العلماء واجتمع الناس، وجعلوا للشيخ دكة يجلس فوقها، فلما جلس ليدرس فوقها أمر علماء البلد القارئ أن يقرأ آيات أخرى غير الذي عينوها له، وهي قوله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي اتَيْنَاهُ آيْاتنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْناهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾
وفيها إشارة أنه يلهث مثل الكلب، فلما سمع الشيخ المقرئ قرأ الآيات غير المعينة له عرف أن علماء بغداد أرادوا أن ينكتوا عليه فلم يبال بذلك بل استعان بالله عز وجل، وشرع يفسر تلك الآيات، أولاً مما يتعلق بقصة ذلك المنسلخ المذكور فيها، وثانياً من جهة مناسبتها لما قبلها، وثالثاً من جهة مناسبتها لما بعدها، ورابعاً مما يتعلق بها من جهة العربية، وخامساً مما يتعلق من جهة البلاغة من التشبيه والمجاز والاستعارة والكناية وغير ذلك، وسادساً مما يتعلق بسبب نزولها، وسابعاً مما يتعلق بها من استنباط الأحكام الفقهية، وثامناً تكلم من جهة من أخذ من العلماء بهذا الحكم، ومن خالف، وما علّة المخالفة وما شابه ذلك، وتاسعاً من جهة ما يتعلق بالكلب وخواصه، فذكر خواص الكلب، وذكر فيه عشر خصال محمودة، ثم بعد أن فرغ منها قال: إلا أن فيه خصلة واحدة مذمومة أفسدت تلك العشر الخصال المحمودة، وهي أنه ينبح الضيف وقصد بذلك التبكيت على علماء بغداد وأهلها لما آذوه، ثم بعد ما انتهى من الدرس جاء إليه العلماء واعتذروا إليه وطلبوا منه المسامحة له وسلموا له، وقالوا له: إنك ابن عرفة حامل الشريعة المطهرة.
وفيها إشارة أنه يلهث مثل الكلب، فلما سمع الشيخ المقرئ قرأ الآيات غير المعينة له عرف أن علماء بغداد أرادوا أن ينكتوا عليه فلم يبال بذلك بل استعان بالله عز وجل، وشرع يفسر تلك الآيات، أولاً مما يتعلق بقصة ذلك المنسلخ المذكور فيها، وثانياً من جهة مناسبتها لما قبلها، وثالثاً من جهة مناسبتها لما بعدها، ورابعاً مما يتعلق بها من جهة العربية، وخامساً مما يتعلق من جهة البلاغة من التشبيه والمجاز والاستعارة والكناية وغير ذلك، وسادساً مما يتعلق بسبب نزولها، وسابعاً مما يتعلق بها من استنباط الأحكام الفقهية، وثامناً تكلم من جهة من أخذ من العلماء بهذا الحكم، ومن خالف، وما علّة المخالفة وما شابه ذلك، وتاسعاً من جهة ما يتعلق بالكلب وخواصه، فذكر خواص الكلب، وذكر فيه عشر خصال محمودة، ثم بعد أن فرغ منها قال: إلا أن فيه خصلة واحدة مذمومة أفسدت تلك العشر الخصال المحمودة، وهي أنه ينبح الضيف وقصد بذلك التبكيت على علماء بغداد وأهلها لما آذوه، ثم بعد ما انتهى من الدرس جاء إليه العلماء واعتذروا إليه وطلبوا منه المسامحة له وسلموا له، وقالوا له: إنك ابن عرفة حامل الشريعة المطهرة.
سأل الإمام أبو يوسف، الإمام الشافعي بمجلس الرشيد رحمهم الله عن قول القائل:
ولي عمةٌ وأنا عمُّها
ولي خالةٌ وأنا خالها
فأما التي أنا عمٌّ لها
فإن أبي أمُّه أمّها
أبوها أخي وأخوها أبي
ولي خالة وكذا حكمها
فأجابه: إن التي هي عمتي وأنا عمّها صورتها أن أخي لأمي تزوج جدتي أم أبي فولدت له بنتاً، فأنا عم هذه البنت، لأني أخو أبيها لأمه، وهي أي هذه البنت عمتي، لأن أم أبي أمها هي أخت أبي لأمه، وأما التي هي خالتي وأنا خالها فإن أبا أمي تزوج بأختي لأبي، فأولدها بنتاً، فصارت هذه البنت أخت أمي لأبيها فهي خالتي، وهي بنت أختي لأبي فأنا خالها.
ولي عمةٌ وأنا عمُّها
ولي خالةٌ وأنا خالها
فأما التي أنا عمٌّ لها
فإن أبي أمُّه أمّها
أبوها أخي وأخوها أبي
ولي خالة وكذا حكمها
فأجابه: إن التي هي عمتي وأنا عمّها صورتها أن أخي لأمي تزوج جدتي أم أبي فولدت له بنتاً، فأنا عم هذه البنت، لأني أخو أبيها لأمه، وهي أي هذه البنت عمتي، لأن أم أبي أمها هي أخت أبي لأمه، وأما التي هي خالتي وأنا خالها فإن أبا أمي تزوج بأختي لأبي، فأولدها بنتاً، فصارت هذه البنت أخت أمي لأبيها فهي خالتي، وهي بنت أختي لأبي فأنا خالها.
قيل أن ساقياً دخل إلى مجلس ليسقي الحاضرين، فلما دخل فإذا بأمير المؤمنين هارون الرشيد عن اليسار، وغيره عن اليمين، فبقي متحيراً، وقال إن بدأت بأمير المؤمنين فقد خالفت السنة، وإن بدأت باليمين ففيه استهانة بأمير المؤمنين، وكان في المجلس ابن عنين الشاعر، فأنشأ له هذين البيتين:
أدرها يسرة فلعل يسراً
من المولى الكريم يحل فينا
فبيت الله أيمن كل صوب
ولكن عن يسار الطائفينا
أدرها يسرة فلعل يسراً
من المولى الكريم يحل فينا
فبيت الله أيمن كل صوب
ولكن عن يسار الطائفينا
ذكروا أن أخوين شقيقين أتقن أحدهما علم الفرائض، وأتقن الآخر علم النحو، فسافرا حتى قدما على أهل بادية، فوافقوا موت سيد تلك القبيلة، فطلبوا منهما قسمة ماله، فقسمه الفرضي، فأعطوه دراهم وعباءة، فسافر هو وأخوه، فاشتد بهما البرد، فأما الفرضي فكانت له العباءة دفاء وغطاء منعت عنه البرد، فقال له أخوه النحوي: كيف ترى ما أنا فيه يا أخي، وماذا أصنع ؟
قال: اجعل زيداً فراشاً لك وعمراً غطاء.☺️
قال: اجعل زيداً فراشاً لك وعمراً غطاء.☺️
مما يحكى عن الشريف عون حاكم مكة سابقاً أنه دعا الشيخ السمنودي، وقال: أنت الذي تدّعي وتقول: أن جدي رسول الله ﷺ يعصب الحجر على بطنه من الجوع ؟، فلو سمع اليهود على ذلك لقالوا: إن نبيكم فقير، والله سبحانه وتعالى يقول: ( وَوَجَدَكَ عَائلًا فَأَغْنَى ) ، وكيف يتصور ذلك وهو بالنهار يقسم الذهب فيجيء عمه العباس ويملأ حجره ذهباً سبائك حتى لا يستطيع القيام، ثم يبيت بالليل طاوياً معصباً الحجر على بطنه؟
فلما قال له ذلك، قال له: هذا ثبت في الحديث.
فقال له الشريف: عادك تراجع وأمر بضربه، فضرب حتى تاب، وقال: لا أعود أقول هذه وكان في ذلك الوقت ممنوع أن يذكر أحد من العلماء في أي درس أنه كان ﷺ يعصب الحجر على بطنه من الجوع أو أنه يبيت طاوياً أو أنه تمضي الأيام والأسابيع ولا توقد في بيت آل محمد نار، ومن قال ذلك يضرب مئة جلدة ويحبس.
نقلوا ذلك عن الشريف عون الرفيق، وما أكثر القصص التي نقلوها عنه وعن غرائب أطواره، وما ندري من نُصدّق ومن نُكذّب.
ورحم الله الجميع
فلما قال له ذلك، قال له: هذا ثبت في الحديث.
فقال له الشريف: عادك تراجع وأمر بضربه، فضرب حتى تاب، وقال: لا أعود أقول هذه وكان في ذلك الوقت ممنوع أن يذكر أحد من العلماء في أي درس أنه كان ﷺ يعصب الحجر على بطنه من الجوع أو أنه يبيت طاوياً أو أنه تمضي الأيام والأسابيع ولا توقد في بيت آل محمد نار، ومن قال ذلك يضرب مئة جلدة ويحبس.
نقلوا ذلك عن الشريف عون الرفيق، وما أكثر القصص التي نقلوها عنه وعن غرائب أطواره، وما ندري من نُصدّق ومن نُكذّب.
ورحم الله الجميع
يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله:
(النُخْبة) - بضم النون وإسكان الخاء : داخل فرج الدابة وبخاصة دُبر البعير ،كانوا يقصدون أكلها في الأزمات إذا كانت المواشي هزلى، لكونها لينة، لا تكاد تخلو من الدسم .
حدثني والدي رحمه الله قال : كنت حاجاً حجة الفرض عام ١٣٣١ هـ فانكسر بعير لبعض الحجاج فذبحوه وتقاسموه، وكانوا جمعاً عظيماً وبحاجة إلى اللحم، فلما ذبحوه أسرع فلان وذكر لي اسمه فصار يدخل يده إلى (نُخْبة) البعير، ويخرج بأصابعه مما علق بها من الشحم ، لأن البعير كان سميناً، ويأكله نيئاً.
قال والدي رحمه الله : فاعتقدت أن هذا الرجل لابد من أن يصاب بمرض من فرط أكله ذلك اللحم الدسم نيئاً .
قال : ولكننا عندما أصبحنا من الغد كان يمشي خلف الحاج، وكان من المكلفين بالخدمة والعمل مع الحاج، وهو من الذين يعملون عملاً شاقاً معهم .
(النُخْبة) - بضم النون وإسكان الخاء : داخل فرج الدابة وبخاصة دُبر البعير ،كانوا يقصدون أكلها في الأزمات إذا كانت المواشي هزلى، لكونها لينة، لا تكاد تخلو من الدسم .
حدثني والدي رحمه الله قال : كنت حاجاً حجة الفرض عام ١٣٣١ هـ فانكسر بعير لبعض الحجاج فذبحوه وتقاسموه، وكانوا جمعاً عظيماً وبحاجة إلى اللحم، فلما ذبحوه أسرع فلان وذكر لي اسمه فصار يدخل يده إلى (نُخْبة) البعير، ويخرج بأصابعه مما علق بها من الشحم ، لأن البعير كان سميناً، ويأكله نيئاً.
قال والدي رحمه الله : فاعتقدت أن هذا الرجل لابد من أن يصاب بمرض من فرط أكله ذلك اللحم الدسم نيئاً .
قال : ولكننا عندما أصبحنا من الغد كان يمشي خلف الحاج، وكان من المكلفين بالخدمة والعمل مع الحاج، وهو من الذين يعملون عملاً شاقاً معهم .
كان القاضي شريح رحمه الله قاضياً عظيماً يُضرب به المثل في الذكاء، فيقال: أذكى من شريح.
وكان في عصر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن حكاياته أنه ترافع إليه رجل ادعى على آخر بأنه أخذ طنبوره ، فأنكر المدعى عليه، فطلب القاضي من المدعي أن يثبت بينة، فأتى برجلين، فقال المدعى عليه: إن هذين الشاهدين ليسا بعدلين، لأنهما يرقصان على الطرب.
فقال القاضي : ما رأيت شاهدين أعدل منهما على الطنبور.
وكان في عصر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن حكاياته أنه ترافع إليه رجل ادعى على آخر بأنه أخذ طنبوره ، فأنكر المدعى عليه، فطلب القاضي من المدعي أن يثبت بينة، فأتى برجلين، فقال المدعى عليه: إن هذين الشاهدين ليسا بعدلين، لأنهما يرقصان على الطرب.
فقال القاضي : ما رأيت شاهدين أعدل منهما على الطنبور.
قيل: أن الرحالة اللبناني أمين الريحاني انتقد تستر النساء واحتجابهن في البيوت، وقال فيما قال بأن الرجال لا تكتمل راحتهم حتى يمشين النساء متبرجات فيرتاح كل رجل بالنظر إليهن، وسأل أحد العلماء عن دليل عقلي على طلب احتجابهن وعدم تبرجهن ؟ فأجابه الشيخ نظماً بعد النثر :
ولقد عجبنا والعجائب جمة
من فريةٍ جاءت من الريحاني
زعم الجهول بأن إخفاء النسا
من موجبات الذم والنقصانِ
فإذن أقول مخاطباً هذا الذي
يروي خرافات عن الشيطانِ
وأصون آيات الكتاب وقدرها
عن أن أجيب بها ذوي الطغيانِ
لكن بمعقول أتى عن فطرةٍ
قد نُورت بالشرع والبرهان
إن النساء مواضع لودائع
نطف تكون لأشرف الأكوان
فإذا بدت أو خالطت من تشتهي
ضاعت لديها نسبة الإنسانِ
فافهم لحكمة مُحسنٍ صنع الورى
لا ما تقول بجهلك الفتّانِ
واسمع مثالاً واعتبر فلربما
أبدى المثال غرائب الإحسان
تلفيك إن أو دعت حصباً لؤلؤاً
تختم عليها خيفة من جانِ
أتضاع كل كريمة في حيّها
ويصان ذياك الحقير الداني
ما كان أشبه جهلكم بطباعكم
وطباعكم وعلومكم سيّانِ
أنتم خفافيش وجعلان على
طيب الروائح أو سنا النيرانِ
فعلى الظلام مسيركم وحياتكم
تنمو على الأقذار والأنتانِ
فلما قال له ذلك سكت الريحاني وسلَّم.
ولقد عجبنا والعجائب جمة
من فريةٍ جاءت من الريحاني
زعم الجهول بأن إخفاء النسا
من موجبات الذم والنقصانِ
فإذن أقول مخاطباً هذا الذي
يروي خرافات عن الشيطانِ
وأصون آيات الكتاب وقدرها
عن أن أجيب بها ذوي الطغيانِ
لكن بمعقول أتى عن فطرةٍ
قد نُورت بالشرع والبرهان
إن النساء مواضع لودائع
نطف تكون لأشرف الأكوان
فإذا بدت أو خالطت من تشتهي
ضاعت لديها نسبة الإنسانِ
فافهم لحكمة مُحسنٍ صنع الورى
لا ما تقول بجهلك الفتّانِ
واسمع مثالاً واعتبر فلربما
أبدى المثال غرائب الإحسان
تلفيك إن أو دعت حصباً لؤلؤاً
تختم عليها خيفة من جانِ
أتضاع كل كريمة في حيّها
ويصان ذياك الحقير الداني
ما كان أشبه جهلكم بطباعكم
وطباعكم وعلومكم سيّانِ
أنتم خفافيش وجعلان على
طيب الروائح أو سنا النيرانِ
فعلى الظلام مسيركم وحياتكم
تنمو على الأقذار والأنتانِ
فلما قال له ذلك سكت الريحاني وسلَّم.
يقول الدكتور عبدالرحمن العثيمين رحمه الله :
جرى ذكر لفظة فندق هل كانت مستعملة قديمًا، فذكر الشيخ عبد المحسن العباد أن ابن رشد ذكر في " بداية المجتهد " الفنادق
فقال العثيمين : فيه من ذكرها قبل ابن رشد، فقد جاء في قصة ذهاب ابن زريق من بغداد إلى الأندلس حيث ورد أنه استأجر في فندق في الأندلس، ولتمام الفائدة اتصل بي بعد مدة شيخنا العلامة عبد المحسن العباد، غفر الله له، وقال: إن النووي رحمه الله ذكر في شرحه على صحيح مسلم قولا للإمام مالك فيه ذكر الفنادق، فيكون هذا أقدم، وقد جاء ذكر الفنادق في ( المدونة ) وكذلك ذكرها أبو زكريا الكناني الأندلسي المتوفى ٢٨٩هـ في كتابه (أحكام السوق ) .
جرى ذكر لفظة فندق هل كانت مستعملة قديمًا، فذكر الشيخ عبد المحسن العباد أن ابن رشد ذكر في " بداية المجتهد " الفنادق
فقال العثيمين : فيه من ذكرها قبل ابن رشد، فقد جاء في قصة ذهاب ابن زريق من بغداد إلى الأندلس حيث ورد أنه استأجر في فندق في الأندلس، ولتمام الفائدة اتصل بي بعد مدة شيخنا العلامة عبد المحسن العباد، غفر الله له، وقال: إن النووي رحمه الله ذكر في شرحه على صحيح مسلم قولا للإمام مالك فيه ذكر الفنادق، فيكون هذا أقدم، وقد جاء ذكر الفنادق في ( المدونة ) وكذلك ذكرها أبو زكريا الكناني الأندلسي المتوفى ٢٨٩هـ في كتابه (أحكام السوق ) .
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنةٌ لي واحدة، أفأَتصدَّق بثُلُثَي مالي؟
قال: لا
قلت: أفأتصدَّق بشطرِه؟
قال: لا
قلت: أفأتصدق بثُلُثه؟
قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تذرَ ورثتَك أغنياء خيرٌ مِن أن تذرهم عالةً يتكففون الناس.
متفق عليه.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وكان في الأول ليس عنده إلّا بنت واحدة ولكنه بقي وطال عمره ، و رُزِقَ أولاداً ، سبعة عشر ابناً واثنتي عشرة ابنة .
ويقول رحمه الله تعليقاً على وصية النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ( الثلث والثلث كثير ) :
ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا كان مال الإنسان قليلاً وكان ورثته فقراء فالأفضل أن لا يوصي بشيء لا قليل ولا كثير، لقوله عليه الصلاة والسلام ( إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة ) ، خلافاً لما يظنه بعض العوام أنه لابد من الوصية فهذا خطأ ، والإنسان الذي ماله قليل وورثته فقراء ليس عندهم مال لا ينبغي له أن يوصي الأفضل أن لا يوصي، ويظن بعض العامة أنه إذا لم يوص لم يكن له أجر وليس كذلك بل إذا ترك المال لورثته فهو مأجور في هذا.
قال: لا
قلت: أفأتصدَّق بشطرِه؟
قال: لا
قلت: أفأتصدق بثُلُثه؟
قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تذرَ ورثتَك أغنياء خيرٌ مِن أن تذرهم عالةً يتكففون الناس.
متفق عليه.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وكان في الأول ليس عنده إلّا بنت واحدة ولكنه بقي وطال عمره ، و رُزِقَ أولاداً ، سبعة عشر ابناً واثنتي عشرة ابنة .
ويقول رحمه الله تعليقاً على وصية النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ( الثلث والثلث كثير ) :
ومن فوائد هذا الحديث أنه إذا كان مال الإنسان قليلاً وكان ورثته فقراء فالأفضل أن لا يوصي بشيء لا قليل ولا كثير، لقوله عليه الصلاة والسلام ( إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة ) ، خلافاً لما يظنه بعض العوام أنه لابد من الوصية فهذا خطأ ، والإنسان الذي ماله قليل وورثته فقراء ليس عندهم مال لا ينبغي له أن يوصي الأفضل أن لا يوصي، ويظن بعض العامة أنه إذا لم يوص لم يكن له أجر وليس كذلك بل إذا ترك المال لورثته فهو مأجور في هذا.
قيل أن هذا الدعاء مجرّب لتسهيل الزواج فوراً : ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) ، لأنه دعا به موسى عليه أفضل الصلاة والسلام، فسهل الله له التزوج حالاً ببنت شعيب عليه السلام ، وذلك مذكور في قوله تعالى: (ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظَّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) فإنه لما شرب من الماء وجلس في الظل، بقي مما يحتاج إليه المسكن والزوجة، فدعا بذلك الدعاء، فتسهل له حالاً بتأجير شعيب له ثمان أو عشر سنين على أن ينكحه إحدى بنتيه.
من اللطائف أن الرجل الصالح القاضي ابن زرب امتحنه العوام في قرطبة لأنه برز بهم للمصلى للاستسقاء عشر مرات وقد أبدى الخشوع ، وهو باك تسيل دموعه على لحيته وبعد ذلك أمر بتفريق صدقات كثيرة.
ولكن الرحمة أبطأت على أهل قرطبة فأخذوا بتلابيب القاضي ابن زرب يقولون له بئس الوسيلة أنت إلى الله تعالى والشفيع في إرسال الرحمة ،إذ أصبحت إمام الدين، وقيّم الشريعة ثم لا تتورع عن قبول ما يرسل إليك من الهدية التي لا تليق إلّا بالجبابرة! .
ولقد لاذ القاضي المسكين بحصن بالتربة حتى أغاثه الوالي بالفرسان والشرطة !
وكان بعد ذلك لا يذهب إلى الاستسقاء إلا بِخَيّل تحيط به من قبل المنصور بن أبي عامر !.
ولكن الرحمة أبطأت على أهل قرطبة فأخذوا بتلابيب القاضي ابن زرب يقولون له بئس الوسيلة أنت إلى الله تعالى والشفيع في إرسال الرحمة ،إذ أصبحت إمام الدين، وقيّم الشريعة ثم لا تتورع عن قبول ما يرسل إليك من الهدية التي لا تليق إلّا بالجبابرة! .
ولقد لاذ القاضي المسكين بحصن بالتربة حتى أغاثه الوالي بالفرسان والشرطة !
وكان بعد ذلك لا يذهب إلى الاستسقاء إلا بِخَيّل تحيط به من قبل المنصور بن أبي عامر !.
صلى الناس صلاة الاستسقاء في أحد الأيام، وصلى معهم رجل من منطقة الشمال، أو لهجته تدل على ذلك، وأخذ الناس بالاستقامة في الصفوف، والتفت الإمام، وإذا بالرجل متأخر، فقال له: تقدم قليلاً ، فتقدم أكثر من القليل، وعاد وأمره أن يتأخر قليلاً ، فغضب منه وقال له بصوت يُسمع: يا بعد حيّي أنا جيت فزعة أستغيث معكم، وإلّا الحمد لله ديارنا سايلة، وانصرف، ولم يصل.
خرج أهل ملقا للاستسقاء والسماء قد غيّمت ، والرذاذ ينزل، فلما برزوا للمُصلّى عاد الصحو وارتفع الرذاذ، فقال أبو الحسين بن الطراوة
خرجوا ليستسقوا وقد نشأت
بحرية يبدو لها رشحُ
حتى إذا اصطفّوا لدعوتهم
وبدا لأعينهم بها نضحُ
كشف الغطاء إجابة لهمُ
فكأنما جاءوا ليستصحوا
#صلاة_الاستسقاء
خرجوا ليستسقوا وقد نشأت
بحرية يبدو لها رشحُ
حتى إذا اصطفّوا لدعوتهم
وبدا لأعينهم بها نضحُ
كشف الغطاء إجابة لهمُ
فكأنما جاءوا ليستصحوا
#صلاة_الاستسقاء