يقول الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله : لم يكن في أيام الأولين فراش للمساجد ولا سراج، ولا ميكرفون، ولا مسجل، ولا شيء يخشون سرقته، ولهذا اطلعت على جواب سؤال للسيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في رسالة مخطوطة يقول فيها : أن فراش المسجد بدعة، لماذا ...؟
لأنه سبب إلى أن يغلقوا المسجد، ولهذا تجد الناس الذين يأتون إلى المدينة آخر الليل يريدون الصلاة، أو أحد الناس يريد المنام فيه لأنه مسافر، يأتون والمسجد مغلق، فلا يجد الإنسان أين يصلي ...!! ولا المسافر أين ينام أو ابن السبيل .
وقال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير: إن فراش المسجد بدعة لم تكن موجودة في أيام النبي ، وخشي أن يكون هذا داخلاً، تحت قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) فقد شدد في هذه المسألة تشديداً شديداً، وهذا قد لمسناه بأنفسنا ....
فقد كان الواحد من الناس يأتي ليصلي في المسجد ولو بعد العصر بساعة أو ساعتين، ويأتي الفلاّح من البلاد، فلا يصل بدابته إلّا بعد العشاء، فيربط الدابة، ويدخل يصلي، ويجد المسجد مفتوحاً لأنه مفروش بالحصير، وبعد أن يتم صلاته، يضطجع على أحد شقيه، ثم ينام، لأنه لم تكن توجد فنادق ولا شقق للإيجار في عصرهم، فقد كان المسجد في عهد الأولين مفتوحاً، لأنه مفروش بالحصيرة البالية، أو كان المصلي يصلي على التراب، فلا يوجد فيه شيء يخاف عليه من السرقة، فيظل مفتوحاً ليلاً ونهاراً.
فلما اغتنى الناس اليوم فرشوا المساجد، واضطروا لعمل أقفال لأبواب المساجد أو مغالق، ثم أغلقوها حرصاً منهم على الفراش لئلا يُسرق.
وعرفت بعض البوادي لم يكن في مساجدها فراش، بل كان فيها حصير بال، ولم تكن مغلقة، والآن فرشوها، وغلقوها، فالرجل الذي يأتي متأخراً، ويريد أن يصلي لا يجد أين يصلي.
وقلت لكم أني في مرة من المرات قبل عقود عندما ذهبت للحج في المرة الأولى حجة الإسلام، مشينا وركبنا فوق سيارة مكشوفة من السيارات الكبيرة ونحن محرمون، وملبون بالعمرة من المدينة إلى مكة والمسافة ٤٥٠ كم ، والبرد يضربنا ضرباً شديداً، وكنت أحس بالبرد، وأشعر به في رأسي، وفي ظهري، وفي جميع أعضاء جسمي، لأنه وافق أن كان حجنا في أيام الشتاء، والرياح شديدة والبرد قارس، لاسيما برد المدينة النبوية، فلا أشد من برد المدينة أبداً، وقد كنا نلبس الفنيلة، والكرك، والجاكت ولم تستطع كل هذه الملابس أن تحمينا وتقينا البرد، وكذلك البطانيات التي كانت معنا لم تنفعنا في شدة البرد، فمشت السيارة بنا حتى وصلت إلى محل وتوقفت، وقال السائق لابد أن نتوقف وننزل هنا لأن البرد أثر علينا، وستنام هنا فوق السيارة وبجوارها، فنزلنا وصلينا العشاء في البر، على التراب، ثم تعشينا في "صندقة" وهي دكان صغير للوجبات السريعة، مبني من الحديد، وليس من الأحجار وهممنا على النوم، والبرد شديد، فبحثت عن مكان لكي تنام فيه فلم نجد، ثم بحثنا عن "صندقة" لكي تنام فيها فلم نجد، حيث لم تجد فنادق لكي نبيت فيها في تلك الأيام، فظللت أبحث حتى لقيت مسجداً في البادية، فدفعت الباب، فإذا هو مفتوح فدخلته فإذا هو مسجد دافئ مفروش بالحصير وهو في قرية مستورة في طريق المدينة الأولى القديمة وأخذت البطانية، ورقدت ورأسي من خارج البطانية، أي: مكشوف لأنني محرم، وقد دعوت لصاحب المسجد دعوة مخلصة لا أحسن منها أبداً، حيث دخلت ورقدت ولم أذهب لدعوة الباقين خشية من أن يضيع علي المسجد في الظلام ولا أجده فرقدت مباشرة من الفرح، لأني لقيت مسجداً أنام فيه، وكذلك أصحابي كل من جاء إلى المسجد دخل فيه فرحاً ونام، ولم يخبر الآخرين، فلما استيقظت في الصباح لصلاة الفجر، رأيتهم جميعاً بجانبي، وقد وضع كل واحد منهم رأسه بجانب رأسي، وباقي أجسادهم موزعة على جميع الجهات تجملنا من هذا المسجد جمالة لا أحسن منها، أي: رضينا عن هذا المسجد، ودخل حبه في قلوبنا لقاء ما أكرمنا به من المبيت فيه، في الوقت الذي لم نجد فندقاً لكي تنام فيه، ودعونا جميعاً لصاحب هذا المسجد.
وبعد عشر سنوات بالتحديد في عام ۱۳۸۹هـ ، مررت من ذلك المكان، حيث جئنا فوق سيارة حكومية مكتوب عليها البعثة اليمنية يقودها سائق مكلف من وزارة الأوقاف، ويوجد معنا من يخدمنا، ونزلنا في ذلك المكان لتناول طعام العشاء، ثم نواصل السير، أما بالنسبة لي فقد تركت تناول الطعام والشاي، وذهبت أبحث عن المسجد، وقلت في نفسي: سأستغل وقت إعداد طعام العشاء، وأبحث عن البقعة التي فيها المسجد الذي أنقذني من البرد في المرة السابقة، لكي أرد له الجميل، وأصلي فيه ركعتين، إلى مقابل أنه أنقذني في المرة الأولى، ولم أكن أريد النوم فيه مرة أخرى، فلما أتيت إليه، إذا هو مغلق بالأقفال، فسألت أحد المقيمين هناك، لماذا أغلقوه؟ قال: لأنهم قد فرشوه، واشتروا له ميكرفون،ولهذا
لأنه سبب إلى أن يغلقوا المسجد، ولهذا تجد الناس الذين يأتون إلى المدينة آخر الليل يريدون الصلاة، أو أحد الناس يريد المنام فيه لأنه مسافر، يأتون والمسجد مغلق، فلا يجد الإنسان أين يصلي ...!! ولا المسافر أين ينام أو ابن السبيل .
وقال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير: إن فراش المسجد بدعة لم تكن موجودة في أيام النبي ، وخشي أن يكون هذا داخلاً، تحت قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) فقد شدد في هذه المسألة تشديداً شديداً، وهذا قد لمسناه بأنفسنا ....
فقد كان الواحد من الناس يأتي ليصلي في المسجد ولو بعد العصر بساعة أو ساعتين، ويأتي الفلاّح من البلاد، فلا يصل بدابته إلّا بعد العشاء، فيربط الدابة، ويدخل يصلي، ويجد المسجد مفتوحاً لأنه مفروش بالحصير، وبعد أن يتم صلاته، يضطجع على أحد شقيه، ثم ينام، لأنه لم تكن توجد فنادق ولا شقق للإيجار في عصرهم، فقد كان المسجد في عهد الأولين مفتوحاً، لأنه مفروش بالحصيرة البالية، أو كان المصلي يصلي على التراب، فلا يوجد فيه شيء يخاف عليه من السرقة، فيظل مفتوحاً ليلاً ونهاراً.
فلما اغتنى الناس اليوم فرشوا المساجد، واضطروا لعمل أقفال لأبواب المساجد أو مغالق، ثم أغلقوها حرصاً منهم على الفراش لئلا يُسرق.
وعرفت بعض البوادي لم يكن في مساجدها فراش، بل كان فيها حصير بال، ولم تكن مغلقة، والآن فرشوها، وغلقوها، فالرجل الذي يأتي متأخراً، ويريد أن يصلي لا يجد أين يصلي.
وقلت لكم أني في مرة من المرات قبل عقود عندما ذهبت للحج في المرة الأولى حجة الإسلام، مشينا وركبنا فوق سيارة مكشوفة من السيارات الكبيرة ونحن محرمون، وملبون بالعمرة من المدينة إلى مكة والمسافة ٤٥٠ كم ، والبرد يضربنا ضرباً شديداً، وكنت أحس بالبرد، وأشعر به في رأسي، وفي ظهري، وفي جميع أعضاء جسمي، لأنه وافق أن كان حجنا في أيام الشتاء، والرياح شديدة والبرد قارس، لاسيما برد المدينة النبوية، فلا أشد من برد المدينة أبداً، وقد كنا نلبس الفنيلة، والكرك، والجاكت ولم تستطع كل هذه الملابس أن تحمينا وتقينا البرد، وكذلك البطانيات التي كانت معنا لم تنفعنا في شدة البرد، فمشت السيارة بنا حتى وصلت إلى محل وتوقفت، وقال السائق لابد أن نتوقف وننزل هنا لأن البرد أثر علينا، وستنام هنا فوق السيارة وبجوارها، فنزلنا وصلينا العشاء في البر، على التراب، ثم تعشينا في "صندقة" وهي دكان صغير للوجبات السريعة، مبني من الحديد، وليس من الأحجار وهممنا على النوم، والبرد شديد، فبحثت عن مكان لكي تنام فيه فلم نجد، ثم بحثنا عن "صندقة" لكي تنام فيها فلم نجد، حيث لم تجد فنادق لكي نبيت فيها في تلك الأيام، فظللت أبحث حتى لقيت مسجداً في البادية، فدفعت الباب، فإذا هو مفتوح فدخلته فإذا هو مسجد دافئ مفروش بالحصير وهو في قرية مستورة في طريق المدينة الأولى القديمة وأخذت البطانية، ورقدت ورأسي من خارج البطانية، أي: مكشوف لأنني محرم، وقد دعوت لصاحب المسجد دعوة مخلصة لا أحسن منها أبداً، حيث دخلت ورقدت ولم أذهب لدعوة الباقين خشية من أن يضيع علي المسجد في الظلام ولا أجده فرقدت مباشرة من الفرح، لأني لقيت مسجداً أنام فيه، وكذلك أصحابي كل من جاء إلى المسجد دخل فيه فرحاً ونام، ولم يخبر الآخرين، فلما استيقظت في الصباح لصلاة الفجر، رأيتهم جميعاً بجانبي، وقد وضع كل واحد منهم رأسه بجانب رأسي، وباقي أجسادهم موزعة على جميع الجهات تجملنا من هذا المسجد جمالة لا أحسن منها، أي: رضينا عن هذا المسجد، ودخل حبه في قلوبنا لقاء ما أكرمنا به من المبيت فيه، في الوقت الذي لم نجد فندقاً لكي تنام فيه، ودعونا جميعاً لصاحب هذا المسجد.
وبعد عشر سنوات بالتحديد في عام ۱۳۸۹هـ ، مررت من ذلك المكان، حيث جئنا فوق سيارة حكومية مكتوب عليها البعثة اليمنية يقودها سائق مكلف من وزارة الأوقاف، ويوجد معنا من يخدمنا، ونزلنا في ذلك المكان لتناول طعام العشاء، ثم نواصل السير، أما بالنسبة لي فقد تركت تناول الطعام والشاي، وذهبت أبحث عن المسجد، وقلت في نفسي: سأستغل وقت إعداد طعام العشاء، وأبحث عن البقعة التي فيها المسجد الذي أنقذني من البرد في المرة السابقة، لكي أرد له الجميل، وأصلي فيه ركعتين، إلى مقابل أنه أنقذني في المرة الأولى، ولم أكن أريد النوم فيه مرة أخرى، فلما أتيت إليه، إذا هو مغلق بالأقفال، فسألت أحد المقيمين هناك، لماذا أغلقوه؟ قال: لأنهم قد فرشوه، واشتروا له ميكرفون،ولهذا
❤2👍2👌2👏1
يقول المازني : كنت قديما أتطاول على الشعراء واتناول بالنقد وأقسو في ذلك عليهم وأعنف، بل لقد افتتحت أو على الأصح كان مما افتتحت به سيرتي في الكتابة ، بأن نقدت حافظاً رحمه الله فى سلسلة مقالات كنت أعتز بها واعتدها شيئا ثمينا ، فجمعتها ونشرتها في كتاب بيع من نسخه القليل ، وتكدس عندى أكثرها فبعته لبقال رومي لعله أميٌّ أيضا ،ليلفّ فى ورقاته ما شاء من جبن وزيتون ، أو يفعل بها ما هو شر من ذلك ،وقلت وقد خلصت أنفاسى واستراح قلبي : هذا خير ، فما يستحق مثل هذا النقد إلاّ مثل هذا المصير .
👍4👏1
يقول الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله :أما العشاء فكان عند الأخ الدكتور إبراهيم العواجي، وقد طلب مني معالي الأخ حسن المشاري الحسين تذكيره، لأنه كثير النسيان، والنسيان أوقعه في بعض المواقف المحرجة، أقربها إلى الذهن أنه في ليلة زواجه في بيروت أخذ موكب أصدقائه إلى الفندق الذي يسكنه بدلاً من أن يأخذهم إلى الفندق الذي فيه الزواج ( فندق البريستول ) .
وسأل العامل في فندقه عن الصالة التي فيها الزواج، فأجابه الخادم إن عندهم ثلاث حفلات زواج، وتدارك أحد الذين مع معالي الأخ حسن الأمر، وأخبره أن هذا ليس هو الفندق الذي فيه زواجه.
وركب مرة الطائرة الذاهبة من جدة إلى بيروت، وهو في الحقيقة ذاهب إلى الرياض واستغرب عندما ركب الطائرة أن معالي الأخ أحمد زكي يماني كان يرتدي بدلة إفرنجية، فأخبره الأخ زكي أنه ذاهب إلى بيروت.
فقال له حسن: إن هذه الطائرة ذاهبة إلى الرياض، وقال إنه تأكد عند صعوده من ذلك، فناديا المضيف فقال عن حسن إنه سألني إن كانت الطائرة ذاهبة إلى بيروت أو أن أحد زملائه أصحاب المقالب ركب هذه القصة عليه!.
انتهى كلام الخويطر
*وشخصياً لا أظن القصص التي تروى عن معالي الجار الوزير حسن المشاري رحمه الله صحيحة.
وسأل العامل في فندقه عن الصالة التي فيها الزواج، فأجابه الخادم إن عندهم ثلاث حفلات زواج، وتدارك أحد الذين مع معالي الأخ حسن الأمر، وأخبره أن هذا ليس هو الفندق الذي فيه زواجه.
وركب مرة الطائرة الذاهبة من جدة إلى بيروت، وهو في الحقيقة ذاهب إلى الرياض واستغرب عندما ركب الطائرة أن معالي الأخ أحمد زكي يماني كان يرتدي بدلة إفرنجية، فأخبره الأخ زكي أنه ذاهب إلى بيروت.
فقال له حسن: إن هذه الطائرة ذاهبة إلى الرياض، وقال إنه تأكد عند صعوده من ذلك، فناديا المضيف فقال عن حسن إنه سألني إن كانت الطائرة ذاهبة إلى بيروت أو أن أحد زملائه أصحاب المقالب ركب هذه القصة عليه!.
انتهى كلام الخويطر
*وشخصياً لا أظن القصص التي تروى عن معالي الجار الوزير حسن المشاري رحمه الله صحيحة.
👍4❤2👏1🤔1
الحمد لله على نعمه :
يقول القطبي في تاريخه : وأذكر أنه في سنة تسعمائة وثلاثين قلّ الماء في الآبار البعيدة أيضاً فارتفع سعر الماء جداً في يوم عرفة ، وكنت يومئذ مراهقاً في خدمة والدي رحمه الله ، وفرغ الماء الذي حملناه من مكة ، وعطش أهلنا ، فطلبت قليلا من الماء للشرب ، فاشتريت قربة ماء صغيرة جداً يحملها الإنسان بأصبعه بدينار من الذهب ، والفقراء يصيحون من العطش ، يطلبون من الماء ما يبل حلوقهم في ذلك اليوم ، فشرب أهلنا بعض تلك القربة ، وتصدقوا بباقيه على بعض من كان مضطراً من الفقراء ، وجاء وقت الوقوف الشريف والناس عطاش يلهثون.
فأمطرت السماء ، وسالت السيول من فضل الله تعالى ورحمته ، والناس واقفون تحت جبل الرحمة فصاروا يشربون من السيل من تحت أرجلهم ، ويسقون دوابهم ، وحصل البكاء الشديد ، والضجيج الكثير من الحجاج في وقت الوقوف لما رأوا من رحمة الله تعالى ولطفه وإحسانه إليهم وتكرمه عليهم.
ولا أزال أتذكر تلك الساعة وما حصل فيها من اللطف العظيم من كرم الله العميم .
يقول القطبي في تاريخه : وأذكر أنه في سنة تسعمائة وثلاثين قلّ الماء في الآبار البعيدة أيضاً فارتفع سعر الماء جداً في يوم عرفة ، وكنت يومئذ مراهقاً في خدمة والدي رحمه الله ، وفرغ الماء الذي حملناه من مكة ، وعطش أهلنا ، فطلبت قليلا من الماء للشرب ، فاشتريت قربة ماء صغيرة جداً يحملها الإنسان بأصبعه بدينار من الذهب ، والفقراء يصيحون من العطش ، يطلبون من الماء ما يبل حلوقهم في ذلك اليوم ، فشرب أهلنا بعض تلك القربة ، وتصدقوا بباقيه على بعض من كان مضطراً من الفقراء ، وجاء وقت الوقوف الشريف والناس عطاش يلهثون.
فأمطرت السماء ، وسالت السيول من فضل الله تعالى ورحمته ، والناس واقفون تحت جبل الرحمة فصاروا يشربون من السيل من تحت أرجلهم ، ويسقون دوابهم ، وحصل البكاء الشديد ، والضجيج الكثير من الحجاج في وقت الوقوف لما رأوا من رحمة الله تعالى ولطفه وإحسانه إليهم وتكرمه عليهم.
ولا أزال أتذكر تلك الساعة وما حصل فيها من اللطف العظيم من كرم الله العميم .
❤10👍3👏1
الانضباط العسكري
أصدر نابليون أمراً لجنده ألا يوقد أحد شيئا في الليل، وفي أثناء تفقده جنده رأى ضوءاً خافتا ، فاتجه إليه، فوجد جنديا بجواره، فسأله عن سبب مخالفته الأمر؟
فقال: يا سيدي، لي أم عجوز، وقد تركتها منذ زمن، ولا تعلم عني شيئا فأردت أن أكتب لها رسالة أطمئنها عليّ
فقال له: إذن اكتب في آخر الرسالة أنك ستعدم غداً رميا بالرصاص، وفي الصباح أعدمه.
أصدر نابليون أمراً لجنده ألا يوقد أحد شيئا في الليل، وفي أثناء تفقده جنده رأى ضوءاً خافتا ، فاتجه إليه، فوجد جنديا بجواره، فسأله عن سبب مخالفته الأمر؟
فقال: يا سيدي، لي أم عجوز، وقد تركتها منذ زمن، ولا تعلم عني شيئا فأردت أن أكتب لها رسالة أطمئنها عليّ
فقال له: إذن اكتب في آخر الرسالة أنك ستعدم غداً رميا بالرصاص، وفي الصباح أعدمه.
👍7🤔2💔2
جهل الناس مسألة الإحصار في هذه الأيام:
يقول الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله : لقد كان الحجاج السابقون يعرفون مسائل الإحصار في الحج لكثرة ما كان يقع ببعضهم من الإحصار بسبب صعوبة المواصلات، قال الله تعالى: ( وَأَتِمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِ فَإِنْ أَحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهدي ..... )
فمن كان قد لبى، ولبس بالإحرام، ولما وصل إلى قرب مكة وجد هناك حرباً لا يستطيع الدخول إلى مكة، فالمشروع في حقه أن يُعَرّج على مدينة أو سوق، فيشتري هدياً ثم يذبحه، ثم يفك الإحرام، ويلبس ملابسه العادية، ثم يرجع إلى بلده، ثم يقضي الحج أو العمرة في العام القادم.
هذا هو المشروع، وهو الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية، لكن الناس جهلوا هذه المسألة (الإحصار) في هذه الأيام بسبب أمن الطريق، ومكافحة الأمراض، فلم تعد هناك أمراض كما كانت تحدث في أيام السابقين، حيث كان الحاج يمرض أثناء الطريق بعد أن يحرم ويلبي، أو تكسر رجله بحيث لا يستطيع أن يركب على الراحلة، فقد كان الواحد منهم إذا أصيب بما سبق يدخل إلى جدة، فيشتري خروفاً ويذبحه ثم يرجع إلى بلده، وقد كان الحجاج في تلك الأيام يعلمون هذه المسائل ويتدربون عليها.
فمن صُد عن الدخول إلى بيت الله الحرام فعليه أن ينحر أو يذبح الهدي، حيث يعمد إلى شراء كبش من أقرب مدينة أو قرية ثم يذبحه ويحلق رأسه ويفك الإحرام، ثم يطير ويرجع إلى بلاده، ولا يغلط كما غلط بعض حجاج اليمن، حينما حجوا يوم أن ظهرت حركة "جهيمان" في مكة في أول يوم من شهر الله الحرام المحرم عام 1400، فأمرت الحكومة السعودية جيشها أن يقف عند منافذ ومداخل مكة المكرمة جميعاً.
وقد كان بعض حجاج اليمن قد ذهب إلى المدينة النبوية، وأراد بل عزم على الرجوع إلى مكة ليأخذ بعض أغراضه ومشترياته، فاستحسن أن ينشئ عمرة من ميقات ذي الحليفة في المدينة، ولهذا فقد لبوا ولبسوا ملابس الإحرام من أبيار على ميقات ذي الحليفة وركبوا فوق سياراتهم، فلما وصلوا إلى الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة من جدة، إذا بالجيش يمنع ويرد كل من أراد الدخول إلى مكة من سيارات أو حجاج حفظاً على سلامتهم، لأن الحرب قائمة في وسط مكة، ومن جملة من رد هؤلاء الجنود، ردوا بعض حجاج أهل اليمن، فبادروا جميعاً إلى التحلل من الإحرام، وخلعوا ملابس الإحرام، ولبسوا ملابس الحل، ولم يعرجوا على جدة لكي يسألوا أهل العلم ما هوا الواجب عليهم في مثل هذه الحال، وماذا يصنعون لأنهم محرمون ،بل ذهبوا إلى المطار، ولبسوا ملابسهم العادية، وركبوا على الطائرة، ورجعوا إلى صنعاء، فقد لبسوا ملابسهم، وتطيبوا وجامعوا نساءهم قبل أن يتموا العمرة، قبل أن يطوفوا، ويسعواء ويحلقوا، أو يقصروا، وقبل أن يتحللوا من الإحرام، ثم جاؤوا يسألوا في شهر صفر، فقالوا لهم : عليكم دم الإحصار، وعليكم أن ترجعوا إلى مكة مرة ثانية لأداء مناسك العمرة، لأن من كان قد تلبس بالإحرام للحج أو العمرة ففسدت عليه، فإن عليه أن يفك الإحرام بعد أن يذبح دم الإحصار، وعليه أن يحلق ويلبس ملابسه العادية، وعليه أن يرجع في عام قادم لكي يتم الحج أو العمرة.
يقول الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله : لقد كان الحجاج السابقون يعرفون مسائل الإحصار في الحج لكثرة ما كان يقع ببعضهم من الإحصار بسبب صعوبة المواصلات، قال الله تعالى: ( وَأَتِمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِ فَإِنْ أَحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهدي ..... )
فمن كان قد لبى، ولبس بالإحرام، ولما وصل إلى قرب مكة وجد هناك حرباً لا يستطيع الدخول إلى مكة، فالمشروع في حقه أن يُعَرّج على مدينة أو سوق، فيشتري هدياً ثم يذبحه، ثم يفك الإحرام، ويلبس ملابسه العادية، ثم يرجع إلى بلده، ثم يقضي الحج أو العمرة في العام القادم.
هذا هو المشروع، وهو الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية، لكن الناس جهلوا هذه المسألة (الإحصار) في هذه الأيام بسبب أمن الطريق، ومكافحة الأمراض، فلم تعد هناك أمراض كما كانت تحدث في أيام السابقين، حيث كان الحاج يمرض أثناء الطريق بعد أن يحرم ويلبي، أو تكسر رجله بحيث لا يستطيع أن يركب على الراحلة، فقد كان الواحد منهم إذا أصيب بما سبق يدخل إلى جدة، فيشتري خروفاً ويذبحه ثم يرجع إلى بلده، وقد كان الحجاج في تلك الأيام يعلمون هذه المسائل ويتدربون عليها.
فمن صُد عن الدخول إلى بيت الله الحرام فعليه أن ينحر أو يذبح الهدي، حيث يعمد إلى شراء كبش من أقرب مدينة أو قرية ثم يذبحه ويحلق رأسه ويفك الإحرام، ثم يطير ويرجع إلى بلاده، ولا يغلط كما غلط بعض حجاج اليمن، حينما حجوا يوم أن ظهرت حركة "جهيمان" في مكة في أول يوم من شهر الله الحرام المحرم عام 1400، فأمرت الحكومة السعودية جيشها أن يقف عند منافذ ومداخل مكة المكرمة جميعاً.
وقد كان بعض حجاج اليمن قد ذهب إلى المدينة النبوية، وأراد بل عزم على الرجوع إلى مكة ليأخذ بعض أغراضه ومشترياته، فاستحسن أن ينشئ عمرة من ميقات ذي الحليفة في المدينة، ولهذا فقد لبوا ولبسوا ملابس الإحرام من أبيار على ميقات ذي الحليفة وركبوا فوق سياراتهم، فلما وصلوا إلى الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة من جدة، إذا بالجيش يمنع ويرد كل من أراد الدخول إلى مكة من سيارات أو حجاج حفظاً على سلامتهم، لأن الحرب قائمة في وسط مكة، ومن جملة من رد هؤلاء الجنود، ردوا بعض حجاج أهل اليمن، فبادروا جميعاً إلى التحلل من الإحرام، وخلعوا ملابس الإحرام، ولبسوا ملابس الحل، ولم يعرجوا على جدة لكي يسألوا أهل العلم ما هوا الواجب عليهم في مثل هذه الحال، وماذا يصنعون لأنهم محرمون ،بل ذهبوا إلى المطار، ولبسوا ملابسهم العادية، وركبوا على الطائرة، ورجعوا إلى صنعاء، فقد لبسوا ملابسهم، وتطيبوا وجامعوا نساءهم قبل أن يتموا العمرة، قبل أن يطوفوا، ويسعواء ويحلقوا، أو يقصروا، وقبل أن يتحللوا من الإحرام، ثم جاؤوا يسألوا في شهر صفر، فقالوا لهم : عليكم دم الإحصار، وعليكم أن ترجعوا إلى مكة مرة ثانية لأداء مناسك العمرة، لأن من كان قد تلبس بالإحرام للحج أو العمرة ففسدت عليه، فإن عليه أن يفك الإحرام بعد أن يذبح دم الإحصار، وعليه أن يحلق ويلبس ملابسه العادية، وعليه أن يرجع في عام قادم لكي يتم الحج أو العمرة.
👍7❤3
إعانة الملك للفقراء لأداء الحج :
في عام 1373 بعث الملك سعود رحمه الله سيارات لسائر أقطار المملكة ممن لا يستطيعون السبيل إلى الحج حتى بلغ عدد الحجاج الذين حجوا في سيارات التبرع قدراً من أربعة آلاف حاج بميانتهم وتكليفاتهم من مأكل ومشرب ونفقة وغيرها وجعل لكل فرقة من فرق هذه السيارات وكلاء يقومون بما يلزم نحو الركاب وهذا لأول مرة تجهز الحكومة حجاجاً يحجون على نفقتها .
في عام 1373 بعث الملك سعود رحمه الله سيارات لسائر أقطار المملكة ممن لا يستطيعون السبيل إلى الحج حتى بلغ عدد الحجاج الذين حجوا في سيارات التبرع قدراً من أربعة آلاف حاج بميانتهم وتكليفاتهم من مأكل ومشرب ونفقة وغيرها وجعل لكل فرقة من فرق هذه السيارات وكلاء يقومون بما يلزم نحو الركاب وهذا لأول مرة تجهز الحكومة حجاجاً يحجون على نفقتها .
❤7👍3🔥1
كان ابن عباس رضي الله عنهما ممن يقولون أن السيئات تتضاعف بمكة كالحسنات، حتى انتقل في آخر عمره إلى الطائف، فقيل: كيف تنتقل من بلد آبائك وأجدادك وتسكن بلداً يسكنها هوازن وثقيف؟
فبكى، وقال: كيف أسكن بلداً تتضاعف فيها السيئات كالحسنات !.
وعند جمهور العلماء أن السيئة بمكة لا تتضاعف كالحسنة بل إن وزنها فيها أعظم من غيرها.
فبكى، وقال: كيف أسكن بلداً تتضاعف فيها السيئات كالحسنات !.
وعند جمهور العلماء أن السيئة بمكة لا تتضاعف كالحسنة بل إن وزنها فيها أعظم من غيرها.
👍9🔥1
عقد ابن القيم رحمه الله فصلاً في تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد في كتابه إعلام الموقعين ،ومما جاء فيه قوله :
ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبعائهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتي الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم، والله المستعان .
ومن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبعائهم بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل وهذا المفتي الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم، والله المستعان .
👍5❤1
كان بمكة رجل يجمع بين الرجال و النساء و يحمل لهم الشراب، فشُكي إلى عامل مكة، فنفاه إلى عرفات، فبنى بها منزلا و أرسل إلى إخوانه فقال: ما منعكم أن تعاودوا إلى ما كنتم فيه؟
قالوا: وكيف نأتيك و أنت في عرفات؟
قال: حمار بدرهم و قد صرتم إلى الأمن و النزهة.
ففعلوا فكانوا يركبون إليه حتى فسدت أحداث مكة، فأعادوا شكايته إلى والي مكة.
فأرسل إليه فأُتي به، فقال: يا عدوّ اللََّه! طردتك فصرت تفسد في المشعر الحرام ؟
قال: يكذبون عليّ أصلح اللََّه الأمير.
فقالوا: أصلحك اللََّه، الدليل على صحة ما نقول أن تأمر بجمع حمير مكة فترسل بها أمناء إلى عرفات فيرسلوها، فإن تهتد إلى منزله دون المنازل كعادتها فنحن غير مبطلين.
فقال الوالي: إن في هذا لدليلاً و شاهدا عدلاً.
فأمر بحمير من حمر مكة التي للكراء فأرسلت، فصارت إلى منزله كما هي بغير دليل، فأعلمه بذلك أمناؤه، فقال: ما بعد هذا شيء، جرّدوه!
فلما نظر إلى السياط قال: لا بد أصلحك اللََّه من ضربي؟
قال: نعم يا عدوّ اللََّه.
قال: ما كنت أظن أنني سأعيش إلى اليوم الذي يقبل فيه أمير مكة وهو من ذرية النبي ﷺ شهادة الحمير على بني آدم
قال: فضحك الوالي و خلّى سبيله.
قالوا: وكيف نأتيك و أنت في عرفات؟
قال: حمار بدرهم و قد صرتم إلى الأمن و النزهة.
ففعلوا فكانوا يركبون إليه حتى فسدت أحداث مكة، فأعادوا شكايته إلى والي مكة.
فأرسل إليه فأُتي به، فقال: يا عدوّ اللََّه! طردتك فصرت تفسد في المشعر الحرام ؟
قال: يكذبون عليّ أصلح اللََّه الأمير.
فقالوا: أصلحك اللََّه، الدليل على صحة ما نقول أن تأمر بجمع حمير مكة فترسل بها أمناء إلى عرفات فيرسلوها، فإن تهتد إلى منزله دون المنازل كعادتها فنحن غير مبطلين.
فقال الوالي: إن في هذا لدليلاً و شاهدا عدلاً.
فأمر بحمير من حمر مكة التي للكراء فأرسلت، فصارت إلى منزله كما هي بغير دليل، فأعلمه بذلك أمناؤه، فقال: ما بعد هذا شيء، جرّدوه!
فلما نظر إلى السياط قال: لا بد أصلحك اللََّه من ضربي؟
قال: نعم يا عدوّ اللََّه.
قال: ما كنت أظن أنني سأعيش إلى اليوم الذي يقبل فيه أمير مكة وهو من ذرية النبي ﷺ شهادة الحمير على بني آدم
قال: فضحك الوالي و خلّى سبيله.
😁14❤7🔥2
سُئل الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله : عمن ترك طواف الإفاضة لأن يده مكسورة، ووكل من يطوف بدله وسافر بلاده، هل عمله هذا صحيح؟
فأجاب سرعة بديهة: هل هذا الشخص سيطوف برجله أم بيده؟!
ثم قال: لا، بل ينبغي له ولأصحابه أن يشتركوا في شراء أو استئجار سرير يحمل عليه في الطواف، أو ينتظر حتى يشفيه الله تعالى، لماذا؟ لأن طواف الإفاضة واجب، بل هو ركن من أركان الحج، لا تجوز الإنابة فيه أو التوكيل .
فأجاب سرعة بديهة: هل هذا الشخص سيطوف برجله أم بيده؟!
ثم قال: لا، بل ينبغي له ولأصحابه أن يشتركوا في شراء أو استئجار سرير يحمل عليه في الطواف، أو ينتظر حتى يشفيه الله تعالى، لماذا؟ لأن طواف الإفاضة واجب، بل هو ركن من أركان الحج، لا تجوز الإنابة فيه أو التوكيل .
😁8👍1
يقول الشيخ عبد الرحمن الجلال رحمه الله خرجنا مع سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله مرة للنزهة، فلمّا جلسنا وصلينا المغرب فيما أذكر جاءت سحابة، ثم أمطرت بإذن الله تعالى، واشتد نزول المطر فأمرنا الشيخ بالرجوع فرجعنا، وفي أثناء رجوعنا كان الليل قد أسبل ظلامه، وكنا حينما خرجنا قد رآنا بعض أهل المزارع عندما مررنا بهم، ويعرفون أن الشيخ معنا.
قال: فأخذوا يوقدون بعض النيران في عسب النخيل حتى نرى طريقنا، فلما رأينا النار اهتدينا إلى مزارعهم فجئنا، وكانت حال الناس في ذلك الوقت في قِلة ذات اليد.
قال: فأدخلونا في غرفة صغيرة من الطين كانت توضع للتبن، وما زالت السماء تمطر، فأدخلنا الشيخ، ثم صعدنا مع الشيخ على هذا التبن وجلسنا عليه ننتظر أن يخف المطر.
قال: فقال لي الشيخ : يا أبا عبد الله، اقرأ.
قال: فعجبت كيف أقرأ في هذا الوقت الحرج ليل ومطر وبروق!
فقال الشيخ: بما أننا جالسون اقرأ واقرأ من حزبك.
يقول: فلما قال الشيخ: اقرأ من حزبك، عرفت أن مراد الشيخ أن أطيل القراءة، فقرأت من سورة الأعراف، فلما انتهيت بدأ الشيخ يشرح ويفسر ودموعه تسابق كلماته رحمه الله.
قال: فأخذوا يوقدون بعض النيران في عسب النخيل حتى نرى طريقنا، فلما رأينا النار اهتدينا إلى مزارعهم فجئنا، وكانت حال الناس في ذلك الوقت في قِلة ذات اليد.
قال: فأدخلونا في غرفة صغيرة من الطين كانت توضع للتبن، وما زالت السماء تمطر، فأدخلنا الشيخ، ثم صعدنا مع الشيخ على هذا التبن وجلسنا عليه ننتظر أن يخف المطر.
قال: فقال لي الشيخ : يا أبا عبد الله، اقرأ.
قال: فعجبت كيف أقرأ في هذا الوقت الحرج ليل ومطر وبروق!
فقال الشيخ: بما أننا جالسون اقرأ واقرأ من حزبك.
يقول: فلما قال الشيخ: اقرأ من حزبك، عرفت أن مراد الشيخ أن أطيل القراءة، فقرأت من سورة الأعراف، فلما انتهيت بدأ الشيخ يشرح ويفسر ودموعه تسابق كلماته رحمه الله.
❤11😭3👍2
يقول الدكتور توفيق الطويل عن التصوف والمتصوفة في مصر إبّان العصر العثماني :
وقد كان في طليعة هؤلاء الذين عرفهم العصر العثماني في مصر مَنْ يُسمى (علي البكري)، وكان رجلاً مخبولاً يمشي في الأسواق والشوارع، عارياً
مكشوف الرأس والسوأتين في أغلب حالاته، أو يلبس قميصاً وطاقية، ويسير حافي القدمين، يخلط في أحاديثه، فيتبعه الأطفال والصغار وطغام الناس، ويسيرون وراءه بين منكر عليه، ومصدق لولايته، ولكن أكثر الناس قد مالوا إليه ، وصحت عندهم ولايته، كما هي عادة أهل مصر في أمثاله كما يقول الجبرتي : وكان له أخ صاحب دهاء ومكر ، فبدا له أن يستغل إيمان الناس بولاية أخيه، عسى أن يكسب من ورائه، فحجر عليه، وحرم عليه مغادرة البيت وألبسه ثياباً، وأظهر للناس أنه أذن له بذلك، وأنه تولى القطبانية إلى غير ذلك من وسائل التضليل .
فأقبل الرجال والنساء على زيارته، والتيمن به وسماع الفاظه، والإنصات إليها، وتأويلها بما في نفوسهم، وأفاضوا عليه الهدايا والنذور، وخصّه بذلك كثير من السيدات ذوات الثراء، حتى أثرى أخوه واغتنى ونفقت سلعته، وصادت شبكته، وسمن من كثرة الأكل والدسم والراحة وفراغ البال، حتى صار مثل (البو) العظيم .
ولبث على هذا الحال حتى مات سنة سبع بعد المئتين والألف، فدفنوه بمعرفة أخيه في مسجد الشرايبي من غير مبالاة ولا اكتراث، وأقام عليه أخوه مقصورة ومقاماً، ورتب له المقرئين والمداحين، وأرباب الأشاير والمنشدين يذكرون كراماته، ويمدحونه بأحسن المدائح، وكانوا في إنشادهم يتواجدون ويتصايحون ويمرغون وجوههم على شباكه وأعتابه، ويغترفون بأيديهم من الهواء المحيط به ويضعونه في عبابهم وجيوبهم وهرع إلى زيارة مقامه النساء والرجال، حاملين النذور والشموع، وضروب المأكولات، وصار مسجده مجمعاً لهؤلاء.
وقد كان في طليعة هؤلاء الذين عرفهم العصر العثماني في مصر مَنْ يُسمى (علي البكري)، وكان رجلاً مخبولاً يمشي في الأسواق والشوارع، عارياً
مكشوف الرأس والسوأتين في أغلب حالاته، أو يلبس قميصاً وطاقية، ويسير حافي القدمين، يخلط في أحاديثه، فيتبعه الأطفال والصغار وطغام الناس، ويسيرون وراءه بين منكر عليه، ومصدق لولايته، ولكن أكثر الناس قد مالوا إليه ، وصحت عندهم ولايته، كما هي عادة أهل مصر في أمثاله كما يقول الجبرتي : وكان له أخ صاحب دهاء ومكر ، فبدا له أن يستغل إيمان الناس بولاية أخيه، عسى أن يكسب من ورائه، فحجر عليه، وحرم عليه مغادرة البيت وألبسه ثياباً، وأظهر للناس أنه أذن له بذلك، وأنه تولى القطبانية إلى غير ذلك من وسائل التضليل .
فأقبل الرجال والنساء على زيارته، والتيمن به وسماع الفاظه، والإنصات إليها، وتأويلها بما في نفوسهم، وأفاضوا عليه الهدايا والنذور، وخصّه بذلك كثير من السيدات ذوات الثراء، حتى أثرى أخوه واغتنى ونفقت سلعته، وصادت شبكته، وسمن من كثرة الأكل والدسم والراحة وفراغ البال، حتى صار مثل (البو) العظيم .
ولبث على هذا الحال حتى مات سنة سبع بعد المئتين والألف، فدفنوه بمعرفة أخيه في مسجد الشرايبي من غير مبالاة ولا اكتراث، وأقام عليه أخوه مقصورة ومقاماً، ورتب له المقرئين والمداحين، وأرباب الأشاير والمنشدين يذكرون كراماته، ويمدحونه بأحسن المدائح، وكانوا في إنشادهم يتواجدون ويتصايحون ويمرغون وجوههم على شباكه وأعتابه، ويغترفون بأيديهم من الهواء المحيط به ويضعونه في عبابهم وجيوبهم وهرع إلى زيارة مقامه النساء والرجال، حاملين النذور والشموع، وضروب المأكولات، وصار مسجده مجمعاً لهؤلاء.
😢4❤3👍3😁1
كان في شقراء رجل يشرب التتن ( الدخان ) يقال له " شبيب " ونصحه أمير شقراء عمر بن سدحان بتركه ، فوعده شبيب أن يتركه، فسأله مرة، فقال: تركته نهائياً والحمد لله، فلم يصدق الأمير عمر، وفي يوم من الأيام كان شبيب في مجلس عمر ومعه جماعة آخرين، فقال عمر بن سدحان : ابن صباح أمير الكويت مرسل لنا خيشتين تتن ويقول: تصدقوا بهن، ووزعوهن على المحتاجين - الله يهديه - ما لقى ما يرسل إلا التتن، وهو راعي معروف علينا ولا نقدر نعصاه ونشب فيهن، ولا ندري ويش نسوي لكن نبي نوزعهن على رغبته، والله يعفو عنا، ثم سكت.
وانصرف الناس جميعاً وبقي شبيب، ولما خلا المجلس قال شبيب: يالأمير افطن لي تراني ما تركت الدخان، وعطني من هاللي بعث لكم أمير الكويت.
فضحك الأمير وقال: يا خبيث أما تقول إني تاركه ؟
قال: ويش أسوي حسافة وخسارة هاللي يبي يوزع بلاش ونتركه بعدين.
فقال الأمير : في الحقيقة ما أرسل لنا ابن صباح شيء لكن أردت اختبارك وهل أنت تركته فعلاً.
وانصرف الناس جميعاً وبقي شبيب، ولما خلا المجلس قال شبيب: يالأمير افطن لي تراني ما تركت الدخان، وعطني من هاللي بعث لكم أمير الكويت.
فضحك الأمير وقال: يا خبيث أما تقول إني تاركه ؟
قال: ويش أسوي حسافة وخسارة هاللي يبي يوزع بلاش ونتركه بعدين.
فقال الأمير : في الحقيقة ما أرسل لنا ابن صباح شيء لكن أردت اختبارك وهل أنت تركته فعلاً.
😁11❤6👍3
يقول الشيخ الأديب فهد المارك رحمه الله :
كان علي الحمود السبهان الذي نشأ على الدلال والنعيم، والحشمة والوقار، وهو وقار وصمت لازماه حتى شيخوخته، التي يعيشها الآن في مدينة جدة، كان في فتوته وشرخ شبابه كثير العبث، وفي إحدى المرات التي كان يعبث بها رفعني من الأرض بيده، وذهب بي حتى وضعني في قلب صندوق خشبي، يتسع قلبه لأخذ الرجل الكامل، وهو من نوع الصناديق التي تأتي للبلاد من الهند، وله أرجل أربع طوال، كما له غطاء يقفل عليه، وعندما وضعني علي في هذا الصندوق، جلس فوقه لينظر ماذا أفعل، وقد كانت حاسة الشم عندي وما زالت قوية، ومنذ الوهلة الأولى التي دنوت بها من الصندوق، شممت رائحة الطعام الدسم، ورائحة اللحم، وعندما وضعني علي في قلب الصندوق ازدادت الرائحة عندي، فمددت يدي، فإذا بقصعة صغيرة، تكفي غداء لرجلين، مليئة بالقرص، وفوقها دجاجة كانت موضوعة بهذا الصندوق، ربما كانت لنفس الشاب علي الحمود.
فكم هي فرحة غمرت جوانحي وكم هو سرور مفاجئ مهما أردت أن أعبر عنه، فإنني لا أستطيع ذلك، ولن أستطيع، ولم أعد أخشى شيئاً يفسد سروري هذا، إلّا خوفي من أن تدب الرحمة في قلب علي نحوي، ومن ثم يندم، ويخرجني من ذلك الصندوق، قبل أن أشبع مما في هذه القصعة، ولذلك ذهبت ألتهم الدجاجة التهاما، صدرها بيدي اليمنى، وفخذيها ويديها بيدي اليسرى، ولست أدري كيف لم أحس بكتمان نفسي، لعدم وجود الهواء والأوكسجين؟ أو كيف لا أغص باللقم التي كنت أجرعُها مترادفة، الواحدة تلو الأخرى مسرعا وخائفا، من أن يرحمني علي، فيرفع غطاء الصندوق، قبل أن أقضي القضاء المبرم على ما تحتويه تلك القصعة ؟.
أما الشاب علي فإنه بعدما شعر أنني خامد الحركة، لا يُسمع لي صوت، ولا حس، بعد ذلك رفع غطاء الصندوق، خوفا من أن أكون قد أصبت بإغماء نتيجة لعدم وجود الهواء، غير أن عليا فوجئ عندما وجدني ألتهم لحم الدجاج الذي لم يتيسر، ولن يتيسر وجوده، لأي واحد في البلاد، إلا له فقط، ولم يخرجني علي من الصندوق إلا بالقوة نفسها التي وضعني بها في ذلك الصندوق، وبعدما قضيت قضاء عنيفاً على الدجاجة، وملأت يدي الاثنتين من القرص الدسم الذي في تلك القصعة ،كان ذلك أول مرة ذقت بها لحم الدجاج.
كان علي الحمود السبهان الذي نشأ على الدلال والنعيم، والحشمة والوقار، وهو وقار وصمت لازماه حتى شيخوخته، التي يعيشها الآن في مدينة جدة، كان في فتوته وشرخ شبابه كثير العبث، وفي إحدى المرات التي كان يعبث بها رفعني من الأرض بيده، وذهب بي حتى وضعني في قلب صندوق خشبي، يتسع قلبه لأخذ الرجل الكامل، وهو من نوع الصناديق التي تأتي للبلاد من الهند، وله أرجل أربع طوال، كما له غطاء يقفل عليه، وعندما وضعني علي في هذا الصندوق، جلس فوقه لينظر ماذا أفعل، وقد كانت حاسة الشم عندي وما زالت قوية، ومنذ الوهلة الأولى التي دنوت بها من الصندوق، شممت رائحة الطعام الدسم، ورائحة اللحم، وعندما وضعني علي في قلب الصندوق ازدادت الرائحة عندي، فمددت يدي، فإذا بقصعة صغيرة، تكفي غداء لرجلين، مليئة بالقرص، وفوقها دجاجة كانت موضوعة بهذا الصندوق، ربما كانت لنفس الشاب علي الحمود.
فكم هي فرحة غمرت جوانحي وكم هو سرور مفاجئ مهما أردت أن أعبر عنه، فإنني لا أستطيع ذلك، ولن أستطيع، ولم أعد أخشى شيئاً يفسد سروري هذا، إلّا خوفي من أن تدب الرحمة في قلب علي نحوي، ومن ثم يندم، ويخرجني من ذلك الصندوق، قبل أن أشبع مما في هذه القصعة، ولذلك ذهبت ألتهم الدجاجة التهاما، صدرها بيدي اليمنى، وفخذيها ويديها بيدي اليسرى، ولست أدري كيف لم أحس بكتمان نفسي، لعدم وجود الهواء والأوكسجين؟ أو كيف لا أغص باللقم التي كنت أجرعُها مترادفة، الواحدة تلو الأخرى مسرعا وخائفا، من أن يرحمني علي، فيرفع غطاء الصندوق، قبل أن أقضي القضاء المبرم على ما تحتويه تلك القصعة ؟.
أما الشاب علي فإنه بعدما شعر أنني خامد الحركة، لا يُسمع لي صوت، ولا حس، بعد ذلك رفع غطاء الصندوق، خوفا من أن أكون قد أصبت بإغماء نتيجة لعدم وجود الهواء، غير أن عليا فوجئ عندما وجدني ألتهم لحم الدجاج الذي لم يتيسر، ولن يتيسر وجوده، لأي واحد في البلاد، إلا له فقط، ولم يخرجني علي من الصندوق إلا بالقوة نفسها التي وضعني بها في ذلك الصندوق، وبعدما قضيت قضاء عنيفاً على الدجاجة، وملأت يدي الاثنتين من القرص الدسم الذي في تلك القصعة ،كان ذلك أول مرة ذقت بها لحم الدجاج.
😁8👍4❤1😭1
يقول السياسي الأردني محمد نزال العرموطي في مذكراته : ومن ذكرياتي الطريفة أنه وفي إحدى مناسبات عيد استقلال إمارة أبو ظبي أمر جلالة الملك أن أذهب أنا والمشير حابس المجالي المستشار العسكري آنذاك رحمه الله كوفد رسمي أردني للمشاركة في احتفالاتها، وتقديم التهاني باسم جلالة الملك والحكومة الأردنية، وذهبنا معا ونزلنا في ضيافة الحكومة في أحد فنادق المدينة ، وصدف أن كان المطرب المشهور فريد الأطرش في الفندق ضيفاً على الدولة وضمتنا وإياه جلسات حدثنا فيها عن أمور كثيرة، وعن علاقته ومحبته الجلالة الملك الحسين ، وقد كشف لنا في إحدى الجلسات عن صدره ، وإذا به العديد من الحُجب تغطي كامل صدره ، فعجبنا لمدى إيمان فريد الأطرش بتلك الحجب ، فقد كان يعتقد أنها تشفيه مما كان يعاني من الأمراض ، وتحميه من الشيطان ومن الإنس والجان .
🤔5👍1
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( صِيَامُ يَوْمَ عَرَفة، إِنِّي أَحْتَسِبُ على الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) : فكيف يكون التكفير للسنة الآتية ؟.
قيل: الجواب عن ذلك من وجهين
الأول : أن معناه أن يحول الله بينه وبين المعاصي في ذلك العام.
الثاني : أن معناه أنه إن وقع في شيء من المعاصي في ذلك العام، يكون وقوعه مقروناً بالعفو والغفران.
قيل: الجواب عن ذلك من وجهين
الأول : أن معناه أن يحول الله بينه وبين المعاصي في ذلك العام.
الثاني : أن معناه أنه إن وقع في شيء من المعاصي في ذلك العام، يكون وقوعه مقروناً بالعفو والغفران.
👍2
لو كنتَ فيهم وقد طافوا وقد وقفوا
أحسستَ أن قرارَ الأرض يرتجفُ
قوافلٌ في جلال النور زاحفة
فيها الملائكة الأبرار قد زحفوا
سارت ملائكة الرضوان بينهمُ
وخالطوهم كأنداد فما اختلفوا
شقوا إلى رحمة المولى طريقهم
يضيء درب خطاهم أنهم عرفوا
خلوا وراءهم الدنيا بما حملت
من البلاء وأهليها بما اقْتَرَفُوا
وسارعوا كظماء جفَّ حلقهمُ
فحوموا حول نبع النور واعترفوا
تخلصت من أذى الدنيا نفوسهم
لما تخلّوا عن الشيطان وانصرفوا
هم يرجمون ليرموا كل من جنحوا
إلى الفساد بما حادوا وما انحرفوا
دعاؤهم لجناب الله منطلق
فلا يرد على بابٍ ولا يقفُ
مدوا لنا أيها الحُجّاجُ راحتكم
وأدركونا فقد أودى بنا التلفُ
يارب خيمت البلوى بساحتنا
وما لنا من بني الإنسان منتصفُ
داسوا مساجدنا الشمّاءُ فانهدمت
في صحنها مات قوّامٌ ومعتكِفُ
وشردوا عرضنا الغالي وقَصْدُهُم
ألّا نعيش وفي أوطاننا شرفُ
تضج من حولنا الدنيا وتَخْذُلُنا
كأنّ تجريدنا من ديننا هدفُ
وصفّنا يا إله الكون مفترقٌ
لا يستجيب إلى الداعي ويأتلفُ
وأنت يا ربنا غوثٌ لنكبتنا
تعيننا لنلاقي مَنْ بنا عصفوا
ونسترد حقوقاً غاب حارسها
فعاث في الأرض ظلّام ومعتسِفُ
أحسستَ أن قرارَ الأرض يرتجفُ
قوافلٌ في جلال النور زاحفة
فيها الملائكة الأبرار قد زحفوا
سارت ملائكة الرضوان بينهمُ
وخالطوهم كأنداد فما اختلفوا
شقوا إلى رحمة المولى طريقهم
يضيء درب خطاهم أنهم عرفوا
خلوا وراءهم الدنيا بما حملت
من البلاء وأهليها بما اقْتَرَفُوا
وسارعوا كظماء جفَّ حلقهمُ
فحوموا حول نبع النور واعترفوا
تخلصت من أذى الدنيا نفوسهم
لما تخلّوا عن الشيطان وانصرفوا
هم يرجمون ليرموا كل من جنحوا
إلى الفساد بما حادوا وما انحرفوا
دعاؤهم لجناب الله منطلق
فلا يرد على بابٍ ولا يقفُ
مدوا لنا أيها الحُجّاجُ راحتكم
وأدركونا فقد أودى بنا التلفُ
يارب خيمت البلوى بساحتنا
وما لنا من بني الإنسان منتصفُ
داسوا مساجدنا الشمّاءُ فانهدمت
في صحنها مات قوّامٌ ومعتكِفُ
وشردوا عرضنا الغالي وقَصْدُهُم
ألّا نعيش وفي أوطاننا شرفُ
تضج من حولنا الدنيا وتَخْذُلُنا
كأنّ تجريدنا من ديننا هدفُ
وصفّنا يا إله الكون مفترقٌ
لا يستجيب إلى الداعي ويأتلفُ
وأنت يا ربنا غوثٌ لنكبتنا
تعيننا لنلاقي مَنْ بنا عصفوا
ونسترد حقوقاً غاب حارسها
فعاث في الأرض ظلّام ومعتسِفُ
❤🔥3👍1👏1
يقول الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني رحمه الله : عن أم الفضل بنت الحارث وهي أم عبد الله بن العباس رضي الله عنهم أن ناساً تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله ﷺ فقال بعضهم هو صائم، وقال بعضهم ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره، فشرب
قال العلماء: فمن السُنّة أن الحاج لا يصوم يوم عرفة، وهو بعرفات، وإن كان قد ورد في فضل صيامه أنه يكفر السنة الماضية والسنة الآتية، ذنوب سنتين، فإذا كان الإنسان حاجاً فلا ينبغي له أن يصوم أثناء الحج، بل يكفيه أنه ذهب للحج، ويكفيه أنه واقف في جبل عرفات، وفي أفضل الأيام، وأنه مقتدي برسول الله ﷺ .
وقد ورد حديث جاء فيه: (نهى النبي عن صيام يوم عرفة بعرفات )، لكن هذا الحديث عند علماء الحديث من الأحاديث الضعيفة، ونقول: سواء كان هذا الحديث صحيحاً أو ضعيفاً، فلننظر إلى الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي ﷺ أنه كان مفطراً في يوم عرفة في حجة الوداع، وكذلك صحابة رسول الله ﷺ كانوا مفطرين رضي الله عنهم وأرضاهم، فينبغي للإنسان أن يقتدي برسول الله ﷺ ولا يحاول أن يتشدد ويصوم.
لقينا امرأة عجوزاً، وهي صائمة في يوم عرفة في عرفات، فجاؤوا يسألوني: هل المشروع لها أن نواصل الصيام أم أن عليها أن تفطر؟
فقلت: بل يشرع لها أن تفطر، فلما قيل لها أن المشروع في حقها أن تقطر، رفضت رفضاً قاطعاً وقالت: إنما أمرناها بالفطر لأننا نحسدها لكونها صائمة، ونحن مفطرون، قلنا: على نفسها جنت براقش وليس لنا أن نكرهها على الفطر غصباً، فقد توهمت أننا نحسدها، لأنها صائمة في ذلك اليوم العظيم ! .
قال العلماء: فمن السُنّة أن الحاج لا يصوم يوم عرفة، وهو بعرفات، وإن كان قد ورد في فضل صيامه أنه يكفر السنة الماضية والسنة الآتية، ذنوب سنتين، فإذا كان الإنسان حاجاً فلا ينبغي له أن يصوم أثناء الحج، بل يكفيه أنه ذهب للحج، ويكفيه أنه واقف في جبل عرفات، وفي أفضل الأيام، وأنه مقتدي برسول الله ﷺ .
وقد ورد حديث جاء فيه: (نهى النبي عن صيام يوم عرفة بعرفات )، لكن هذا الحديث عند علماء الحديث من الأحاديث الضعيفة، ونقول: سواء كان هذا الحديث صحيحاً أو ضعيفاً، فلننظر إلى الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي ﷺ أنه كان مفطراً في يوم عرفة في حجة الوداع، وكذلك صحابة رسول الله ﷺ كانوا مفطرين رضي الله عنهم وأرضاهم، فينبغي للإنسان أن يقتدي برسول الله ﷺ ولا يحاول أن يتشدد ويصوم.
لقينا امرأة عجوزاً، وهي صائمة في يوم عرفة في عرفات، فجاؤوا يسألوني: هل المشروع لها أن نواصل الصيام أم أن عليها أن تفطر؟
فقلت: بل يشرع لها أن تفطر، فلما قيل لها أن المشروع في حقها أن تقطر، رفضت رفضاً قاطعاً وقالت: إنما أمرناها بالفطر لأننا نحسدها لكونها صائمة، ونحن مفطرون، قلنا: على نفسها جنت براقش وليس لنا أن نكرهها على الفطر غصباً، فقد توهمت أننا نحسدها، لأنها صائمة في ذلك اليوم العظيم ! .
👍7❤1