Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
3793 - Telegram Web
Telegram Web
آدَم بْن مُحَمَّد المَالِكِي | أبُو أُسَامَة
Photo
بلغني كلام أحد الإخوة الأفاضل في طرح أبي الفداء بن مسعود في كتابه معيار النظر؛ وقد وعد بنقد تفصيلي لاحق، ولكن ويا للأسف يمكننا توقع قوة الرد من هذه المقدمة!

وما يعنيني هنا ليس ما رماه به من مقالات يصرح أبو الفداء بخلافها، مثل الغلو في نظرية المؤامرة، وهو الذي قد أطال النفس في نقدها في غير موضع أصلا، بل وله محاضرة كاملة في نقدها بعنوان "في أفيونة المؤامرة ودعاوى الجماعات التي تحكم العالم سرا". وفي هذه المجلدات التي يقول الأخ أنه قرأها، يُرجع فشو تلك المقالات في المجتمع العلمي إلى تبنيهم لفلسفة الطبيعانية (كما هو قولكم في تبرير فشو الداروينية بينهم)، وليس إلى المؤامرة!

ولكن الذي أريد أن أعلق عليه هي الطامة في قوله: «ينكر قانون الجاذبية، وينسبه إلى العادة، جريا على أصول الأشاعرة».

لحظة.. ينكر!! وينسبه للعادة!! وعلى أصول الأشاعرة!! ثلاث مصائب معرفية متتالية!

- فأما الأولى: فإن عني بالجاذبية السبب ما وراء سقوط الأجسام، فهذا لا ينكره عاقل وإلا انتقضت السببية؛ وإن عني به الخلاف في نمذجة هذا السبب، فالعلماء الطبيعيون أول المختلفين! ونموذج نيوتن غير نموذج أينشتاين كما هو معلوم، وموقف أبو الفداء أن هذه أقيسة analogies تقريبية، تشبه الواقع في الحدود التي تعطي فيها معادلاتها نتائج صحيحة، ولكن لا يمكن الجزم بمطابقتها للواقع (وهذا موقف عقلي مستقيم يعلم صحته من يفهم طبيعة القياس المستخدم في هذا البحث، وانظر ها هنا).

- وأما الثانية: فيقول "ينسبه للعادة"، ولا أدري أي شيء يقول؟ فالشيء إن دلت عليه العادة فهو مثبت لا منفي في تحرير الشيخ، فكل النظم السببية تُعرف بالتكرار واستفاضة العادة، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه المعرفة الاستقرائية كلها! أم تُراك تقول أن هذا حكم عقلي استنباطي؟

- وأما الثالثة: فيقول على أصول الأشاعرة! ولا أدري ما للأشعرية والجاذبية أصلًا؟ صحيح أن الأشاعرة يرون أن الأسباب لا تؤثر في المسبَّبات، ولكن هذا قول أنطولوجي لا علاقة له بموقفهم الابستمولوجي، فإنهم يعتدون باطراد العادة، بل هذا عمدتهم في أبحاث كثيرة في النبوات أصلا؛ فلا لمذهب من تنقده فهمت، ولا لمذهب من شبهته به فهمت!
ولو شئت أن تنسب مقالًا كهذا بلا أمانة، فالأقرب في هذا المقام أن يُنسب إلى السفسطة على حجية الاستقراء كما هو مذهب هيوم وبوبر، ولكن الرجل أول ناقد لهم أصلا، فأين المفر؟

ونحن بانتظار نقدك الموعود، فليتك تأتي بما يليق بمقام النقاش، وتُجنبنا هذه السهام الطائشة التي تصيب صاحبها قبل أن تمسّ خصمه؛ وأنا إنما أذب عنه لأنه يحسن التحرير على أصول أهل السنة، ولا يحسن خصومه إلا الجعجعة والتشنيع العاطفي.

#فلسفة_العلم
لماذا يتسامح الناس في الخلافات الذوقية؟

إن تسامح الناس في أمر الأذواق وفشو ذلك في سائر الثقافات واللغات لظاهرة جديرة بالاهتمام حقا، فإن العرب -المعاصرين- يقولون: "الأذواق لا تناقش" (ولم أهتدي لنظير لها في كلام العرب الأوائل)، ويقول الإنجليز: "There is no accounting for taste" أي: لا حساب على الذوق. ومن الحكم الرومانية القديمة باللاتينية: " De gustibus non est disputandum" ، أي: لا حاجة للنقاش حول الأذواق.

وفي اللغات السلافية: نجد الروس يقولون:: "О вкусах не спорят" (أي الأذواق تختلف). ويقول الصينيون: "各有所好" ، أي: لكل شخص تفضيلاته.
ويعبر اليابانيون عن الفكرة بمثال طريف: "蓼食う虫も好き好き" ، أي: توجد حشرات تأكل عشبة العقد حتى -من العشب المر-، يريدون: لكل ذوقه.

والغرض ضرب المثل وليس الاستقصاء. وأوعز هذا التسامح الفطري بين الناس في الخلافات الذوقية إلى أمرين:

الأول: أن موضوع الخلاف في العادة يكون حكم العقل فيه خفيا، وأعني نزاعا من قبيل: أي النساء أجمل (أ) أم (ب)؟ فكأن الحكمة من المقولة: أن لا داعي لإضاعة الزمان في الجدال حول ذلك، ولا يمكن نصب الدليل العقلي الملزم لكل عاقل منصف على أحد تلك الأقوال (لخفائها في العقل).
وليس ذلك لأنه لا قول صحيح في نفس الأمر كما توهمه بعض الفلاسفة، وإلا فإن الله عند المسلمين يعلم أي النساء أجمل في نفس الأمر من بين المتنازع فيهم.

والثاني: أن عملية تكوُّن أذواق الناس غاية في التعقيد، ويدخل فيها من العوامل السيوكولوجية والسوسيولوجية ما لا يحصيه إلا الله، ومن ثم فلا معنى للإنكار على المخالف لك في أمر كهذا، فتكون من جنس الأمور الخلقية أو قريبا من ذلك؛ إلا أن يكون المتنازع فيه ظاهرا في أحكام العقل، فينبئ ذلك عن خلل في الانسان.
- لا يوجد دليل علمي على وجود الجن.

- لا يوجد دليل طبي على أن باريس عاصمة فرنسا.

- ولكن، ليس موضوع الطب عواصم الدول حتى يثبت ذلك أو ينفيه!

- وليس موضوع العلم التجريبي الأمور غير المحسوسة حتى يثبتها أو ينفيها!
(ولا الله عز وجل يلقي حبيبه في النار).

أخرجه أحمد في المسند بإسناد صحيح.

#آثار
ذكر المسلك المختار في إثبات النبوة:

وهذا دليل ينطلق من كون كمال الإله مقدمة مسلمة.

(1) العقيدة التي أتى بها الإسلام في الله، وأعني بها: الدعوة إلى عبادة الرب الواحد المتصف بسائر صفات الكمال، منزه عن سائر صفات النقص، الذي ليس له مثيل ولا شبيه ولا كفؤ في ذاته وصفاته وأفعاله، هو المستحق للعبودية وحده دونما أحد سواه = هداية محضة، مطابقة لما في الفطرة والبداهة.

(2) ومعلوم أن المعاد والبعث واجب بمقتضى عدل الباري جل شأنه، فإنا نرى الظالم الباغي يموت في الدنيا من غير عقاب، ونرى المطيع المظلوم يموت بكمده؛ فلا بد في حكمة الحكيم العليم العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة، من إنصاف هذا من هذا.

ولا يخلو مدع النبوة الذي زعم أنه مبعوث من رب العالمين، ودعاهم إلى هذا الاعتقاد (1) من أن يكون صادقا أو كاذبا: فإن كان صادقا فهو المطلوب، وإن كان كاذبا: لزم بمقتضى كمال الإله أن يعاقب أتباع هذا الكاذب ويثيبهم في نفس الوقت، وهو تناقض؛ وبيانه:

- أن الكذب على رب العالمين في غاية القبح، واتباع الكاذب على الإله قبيح أيضا؛ فكانوا بذلك مبغوضين للإله، مغضوب عليهم ومستحقون للعقاب في الآخرة. ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)﴾ [الحاقة]


- أنه معلوم أن الإله الحق لا يقبل من الدين إلا: التوحيد الخالص، والتسليم المحض، والانقياد التام. فإذا خرج الناس من الشرك وتابعوا رجلا يدعوهم لـ(1)، وسلموا له رقابهم ليأمرهم بأمر الله وينهاهم بنهيه، لوجب أن يحبهم الرب ويقبل منهم في الآخرة، لأنهم فعلوا ما يحبه هو ويرضاه؛ ولا يجوز على الإله أن يعذب أوليائه ويسويههم بالمجرمين، ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ [ص ٢٧]

فإذا بطل هذا لم يبقى إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق والله الموفق.

#النبوة@adambno78
2025/07/04 03:05:17
Back to Top
HTML Embed Code: