"الشخص الحاسم في قراراته، الحاسم في تصرفاته، الذي لا يدع مجالاً للتردد بأن ينهشه، الشجاع في مشاعره، الشجاع في وضع حدوده ومبادئه، الشجاع في اتخاذ قرار حتى وإن كانت الوجهة ضبابية، هو حتمًا شخص مبهر ومثير للإعجاب.

ليست كل عزلة نجاة، وليست كل قطيعة نُضجًا

"اعتزل ما يؤذيك" حكمةٌ جميلة، لكنها فقدت جوهرها حين تحوّلت إلى ذريعة للهروب من كل صِدام، وإلى مِجهرٍ نُكبِّر به أخطاء الآخرين ونصمهم بالسمّية.

صارت العلاقات تُقطع لأهون الأسباب : تأخر صديق في الرد، فصار "توكسِك"، نسيان بسيط من حبيب جعلنا نُصدر حكم الهجر، اختلاف في الرأي فكان "البلوك" هو المخرج.

وكأننا نعامل البشر كسلع، نستبدلهم بمجرد أن يظهر "خلل في التصنيع"، وكأن العيب دائمًا فيهم، لا في هشاشتنا، ولا في قلة صبرنا.

نسينا أن العلاقات تحتاج إلى مساحة للخطأ، إلى غفران، إلى حوار، إلى نضج.

الراحة لا تعني أن نُقصي كل من يزعجنا، بل أن نعرف متى نستوعب ومتى نتوقف، لا أن نقطع دون تروٍ.

"الاعتزال" أحيانًا لا يكون وقاية، بل تهربًا، ومَزج الحكمة بالخوف لا يصنع سكينة، بل عزلة باردة.

لذا، قبل أن تعتزل ، اسأل نفسك: هل هو أذًى حقيقي؟ أم مجرد خيبة صغيرة تحتاج إلى إصلاح؟

لا أُذْهِـبُ نفسي حَسَراتٍ على شيء، ما فات مات، ومن رحل يرحل ولا أسفا عليه، وما لم يُحالفني اليوم سيُحالفني غدًا بإذن اللّٰه، وما كَرهته وكان لي فيه الخير فإنّي أتحمّله بقلبٍ صابر وعقلٍ مؤمن، وما أحببته وكان لي فيه الشرّ فإنّي أُفلِته ولو كانتْ مُتَّصِلَةٌ به، فأنا أكبر من أنْ يُعطّلني شيء، ونفسي أغلى عندي مِنْ أنْ أُبَدِّدَها على النواح والبكاء على الأطلال، وهذا بابُ بِرٍّ بنفسي لا أُغلِقُهُ ما حييت.

- عماد عيد

والذي أوتيَ عِفّة القلبِ لا يتسوّل شعورًا من أيّ عابرٍ، ولا يمدّ يدَ الحاجةِ إلى مَن لا يليق بهِ ليسدّ شيئًا مِن فراغِه، وإنّما المُكرِمُ لنفسِه، الكريمُ أصله، واللبيب مَن يضمّ إليه قلبه حتّى يمنحه لِمَنْ رآه تاجًا، أمّا الذين يجعلون قلوبهم سبيلًا لكلِّ المارّة فهم في ذِلّةٍ وجِراحٍ لا تنتهي، ولا يستوي الكريم ابن الأكارم بالذي يُسيئ إلى قلبه.

- عماد عيد

-

كل عام..

وأنتم على خطى الشهداء، لا تغيب عنكم الوجهة، ولا تُفقد منكم البوصلة، تحسنون السير في ظلّ الآي، القرآن في قلوبكم قول وعمل، والنهج النبويّ ميثاقكم الرفيع لا تملون من التمسك به!

رفعكم الله، جعل لكم دورًا عظيمًا في نصرة أمته، عظّم في قلوبكم الغايات، فلا ترتجفون أمام الرؤى النبيلة، كل عام وأنتم في هجرة لذنب، لخطأ، لزلل، وكل عام وقراركم في الجنة أبدي، حسنت مستقرًا ومقامًا..

والسلام على الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا، نضّر الله وجوهكم يوم تلقونه، ولا أخزانا بخذلانكم🤍☁️.

#تمكين

-

- 1447هجرية.

-

كلُ عامٍ والأمة الإسلامية بخير.

أن تكون سنة بلا هفوات، أن ننهض بها وتنهض بنا وأن لا نهدرها في شقّ طريق لا يؤدي بنا إلى وجهتنا الصحيحة عساها سنة تفيض طمأنينة وحنيّة، عسى حنان أيامها يملأ ملامحنا🤍.

معاذ بن جبل كان يغادر المدينة، والنبي يمشي معه يودعه، وإذ فجأة يَهمِس النبي ﷺ لحبيبهِ بسرٍ مُؤلم: يا مُعاذ، إنَّكَ عسى ألا تَلْقاني بعدَ عامي هذا!

هنا تتوقف نبضات معاذ، وتطفئ الأنوار من حوله، ثم يُكمل ﷺ همسه: ولعلَّك أن تمر بمسجدي هذا وقبري!

فبكىٰ مُعاذ..

-

‏رب الجمال، أرني الجمال في كل ما بهت، وأزل عن عيني غشاوة التعود.

أستخيرك
ثم أغمضُ عيني
وأسير
في الطريق الذي سخرتهُ لي
وكلما أوقفتني العواثِر تتلقّفني ألطافك
وأَخذتُ أُردّد في نفسي :
أني أسير فيما أختار الله
فلن يضرّني شيء.

-

‏في عالمٍ يتغيّرُ بسرعة، والنِّعمُ أضحت هشّة، لا مكانَ للغفلةِ أو التراخي، فالدعاءُ ليس مجرّدَ كلمات، بل خُطّةُ طوارئٍ في وجهِ تقلّباتِ الحياةِ ومكائدِ الزمن، ومن يحرصُ على ثباتِ نعمِ الله، إنّما يكتبُ لنفسه سطرًا حاسمًا في سجلّ الثبات والاستبصار.

السنة ليست ما عبر، بل ما عبّرك: صمتٌ نَضج فيك، وحدودٌ رُسمت على مهل، ومواساةٌ منحتَها لقلبك حين خَفَت كل شي. تلك هي الانتصارات التي لا يراها أحد🤍.