قناة أهل الحديث والأثر بالمملكة المغربية

[ تدريس وتعليم العلم ]

السؤال:

طَالبة في المعْهد عنْد انتِهاءِ كلِّ مَتنٍ وبعْدَ الاخْتِبار أعْقِد جلَساتٍ معَ مَجمُوعة مِنَ النِّسَاء وأَشرَح لَهُنَّ مَا شَرحْتَ لَنَا، هَل تَأذَنُون لنَا فِي ذَلِك؟

الْـجــوَاب:

وهَل نُدرِّس إلَّا مِن أَجْل أنْ تَكُونوا هَكَذا؟ بلْ أنَا أُشجِّع عَلى هَذا، بَل أَدْعوكُم إلَيْه، وألَّا تكُونُوا مَكْبوتِين، وألَّا يَكُون بيْنكُم وَبَيْن العِلْم حَواجِز.
مَنْ تكلَّم يَا إِخْوَتي، مَنْ درَّس، مَن علَّم، مَن دعَا، مَن خَطَب، من وَعَظ، لابُدَّ أن يُخْطئ؛ الَّذي يُريدُ أنْ يُعَلِّم ويُرِيد أنْ يُدرِّس وَيُريدُ أنْ يَخطُب وَيُريدُ أنْ يُحاضِر ولَا يُريدُ أنْ يُخطِئ ولَا يُريدُ أنْ يقَع لهُ الوَهْم، فلْيَجلِس لهُ فِي بُرجٍ عَاجي خَير لَه، ويتْرُك هذَا العِلْم؛ بَل أرَى أنَّ هذَا مِنْ عَلَامَات الكِبْر فِي الإنسَان أنَّه يُريدُ ألَّا يُخْطئ، لِماذَا يَا أخِي؟ أَخطِئ وتَراجَع، لَا بأْس الأَمْر وَاسِع لَسْتَ أفْضَل مِن كَثِير مِنْ أئِمَّة الإسْلَام الَّذِين وَقعَتْ لَهُم الأَخطَاء وتَراجَعُوا، مَا دُمتَ قَد طلَبْتَ العِلْم، أَنتَ تطْلبُ الْعِلم وتَتحرَّى الْحقّ وتَتحرَّى الدَّلِيل وترْتَبط بِأهْل العِلْم وبِطلَّابِهم وبشُيوخِ السُّنَّة، فَتكلَّم يَا أخِي دَرِّس رجلًا كُنتَ أو امرأةً علَى حسَب مَا تسْتطِيع، لَا تَتجَاوز مَا لَم تَسْتَطِعه، ولَا تُبالِغ فِي إضْفَاء هَالة عَلى نَفْسِك ليْستْ لك، فالأَمْر أَيْسر مِن هَذا بِكثِير؛ وَلوْ لَمْ يَكُن مِن هِمَّتِكُم أَنْ تَصِلوا إلَى مَا ذَكرَته هذِه السَّائِلة، فلَا حَاجة لَكُم فِي طَلبِ العِلم إلَّا الشَّيء اليَسِير، خُصوصًا وهَذِه الأمَّة الْمُترَامِية الأَطرَاف مُحْتاجَة إلَى كُل كَلمَة،كَم مِن النِّسَاء لَا يُحسِنَّ قِراءَة الفَاتِحَة أوْ لَا تدْري مَا فِي الثَّلاثَة الأُصُول؛ فالرِّجَال والنِّساء الَّذِين حَضَرُوا ثَلاثة الأُصُول، واخْتُبِروا فِيهَا أتْقَنوا اخْتارُوا هَذا الشَّرح الِّذِي دَرسُوه فِي الْمَعهَد أوْ اختَارُوا شَرحًا يَروْن أنَّه أنْسَب وأَيسَر وأَسهَل، يدرسُون ويَستفِيدُون مِن هُنا ومِن هُنا فِي هَذه الشُّرُوح.
وأَرجُو أنْ تكُونَ هذِه النَّصيحَة واضِحَة؛ وأُكرِّر بأنَّ منْ يُريدُ أنْ يطْلُب العِلم وأنْ يتَعلَّم ثُمَّ يُعلِّم ثُمَّ يقُول أنَا إذَا تكلَّمْتُ أوْ درَّست أخْشى أنْ أُخْطئ، هَذهِ مُصِيبَة هَذا إنْسانٌ أنَا أقُول فِي نيَّتِه شيْء، عِندَه كِبر خَفي يَخشَى أنَّه إذَا أخْطَأ لَا يتَراجَع، لَا يَا أخِي عَادِي، أخْطِئ وتَراجَع، الحمْد لله هذَا الأمْر مِن أيْسر مَا يكُون عَلى الإِنْسان إذَا عَرفَ حقَّ الله عَليه، وأنَّه عبدٌ يِدينُ الله بالْحقّ، فإذَا أخْطَأ الْحَق رجَع إلَيْه، فالْحقُّ أحَق أنْ يُتَّبع.

الْمصدَر: شرْح متْنِ الوَرقَات / الدَّرس الرَّابِع.

الشيخ مصطفى بن محمد مبرم حفظه الله
https://www.tgoop.com/ahlalhadith3

923 viewsمجموعات أهل الحديث والأثر, 10:47